منبر الجزيرة

العراق ومفتشو الأسلحة

تأثير المواقف المعارضة لضرب العراق على الموقف الأميركي، أسباب رفض أميركا للمبادرة العراقية وأهدافها من الضربة، أثر العقوبات الدولية على العراق، اختيار واشنطن هذا الوقت بالذات للإطاحة بصدام، حاجة الولايات المتحدة لدعم الحلفاء.

مقدم الحلقة:

جمانة نمور

ضيف الحلقة:

د. إدموند غريب: أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية

تاريخ الحلقة:

08/08/2002

– تأثير المواقف المعارضة لضرب العراق على الموقف الأميركي
– أسباب رفض أميركا للمبادرة العراقية وأهدافها من الضربة


undefinedجمانة نمور: أهلاً بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من (منبر الجزيرة).

أكثر من أحد عشر عاماً مرت منذ فرض العقوبات الدولية على العراق واليوم لا تزال هذه العقوبات قائمة ولا يزال الشعب العراقي يعيش تحت وطأة هذه العقوبات ويدفع ثمنها غالياً يوماً بعد يوم وإذا بدا لهذا الشعب وسط معاناته بصيصٌ من أمل عندما دعا العراق كبير مفتشي الأسلحة الدوليين لزيارة بغداد، فإن التفاؤل سرعان ما استبدل بالتشاؤم بسبب الرفض الفوري للمبادرة من قبل الولايات المتحدة.

اليوم تتعالى أصوات التهديد والوعيد بضرب العراق على لسان المسؤولين الأميركيين وسط مطالبات من جهات عدة بضرورة حشد دعم في الأوساط السياسية الأميركية المختلفة وفي الأوساط الدولية لأي ضربة للعراق قبل الشروع فيها.

فلماذا هذا الرفض القاطع للمبادرة العراقية؟ ولماذا تختار واشنطن هذا الوقت بالذات للإطاحة بصدام، وهل تحتاج واشنطن فعلاً إلى الدعم الدولي لتنفيذ خططها في وقت تبدو فيه أوروبا أميل إلى عدم قبولها في الوقت الحاضر هذه الأسئلة تشكل محاور حلقة اليوم من البرنامج إذ نشرع بعد قليل في تلقي اتصالاتكم على الأرقام التالي: الهاتف مفتاح قطر 4888873-(974) الفاكس 4890865-(974) أما البريد الإلكتروني فهو: www.aljazeera.net

إعلان

وبالطبع وكالعادة في انتظار أولى الاتصالات ننتقل إلى ضيفنا، واليوم معنا من أستوديو الجزيرة من واشنطن الدكتور إدموند غريب (أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية في واشنطن) دكتور إدموند، يعني عودة المفتشين مطلباً دولياً وكان الأميركيون يركزون عليه دوماً الآن نسمع (ديك تشيني) يقول: عودة المفتشين لا تُزيل بالضرورة القلق بشأن السعي العراقي لامتلاك أسلحة الدمار الشامل، ورغم كل التحفظات والمواقف الأوروبية والعربية يبدو أن هناك إصراراً أميركياً، برأيك هل فعلاً أميركا ماضية وهل يهمها أصلاً تلك المواقف؟

تأثير المواقف المعارضة لضرب العراق على الموقف الأميركي

د.إدموند غريب: طبعاً إنه الحكومة الأميركية بالنهاية، هي على الرغم من إنها دولة عظمى ستكون محتاجة لدعم حلفاء ولدعم أصدقاء إذا قررت فعلاً الهجوم.. شن هجوم عسكري على العراق فالولايات المتحدة بحاجة إلى استخدام قواعد في الدول المجاورة هي بتكون بحاجة إلى الحصول على دعم لوجستي لعدد من الدول، حتى عندما قامت الولايات المتحدة بشن هجوم على أفغانستان وحيث أن الطالبان طبعاً كانت أضعف بكثير من القوات العراقية، فإنها كانت بحاجة إلى.. ليس فقط إلى استخدام بعض القواعد الموجودة في الخليج أو في.. وسفنها الموجودة في المحيط الهندي كانت أيضاً بحاجة لاستخدام باكستان بصورة أساسية، بالإضافة إلى استخدام قواعد في دول جمهوريات آسيا الوسطى وبعض الدول والأطراف الأخرى إذن حتى دولة عظمى مثل الولايات المتحدة بحاجة إلى دعم خارجي، ولكن في نفس الوقت صحيح أن هناك نوع من التصميم لدى بعض القوى الأميركية القوى المتنفذة، القوى المؤثرة داخل المؤسسة الأميركية، داخل الإدارة الأميركية نفسها التي ترى بأن استمرار بقاء النظام في بغداد يشكل خطراً على المصالح الأميركية، يشكل خطراً على أصدقاء الولايات المتحدة، يشكل خطراً على إسرائيل وأن احتواء النظام لم يعد ممكناً، ولذلك يجب القيام بعمل عسكري، طبعاً هناك اختلافات حول ما هي أفضل الطرق.. ما هي أفضل السبل لتحقيق ذلك وهناك خلافات داخل المؤسسة الأميركية، ولكن في نفس الوقت فإن الإدارة الأميركية لا تزال تواجه بعض المعارضات من داخلها بالنسبة لطريقة العمل وحتى بالنسبة للتوقيت كما أنها وهذا مهم جداً أيضاً -وكما تفضلتي وأشرتي في كلمتك في البداية- هو أن هناك معارضة قوية جداً لأي هجوم أميركي على العراق من العديد من دول العالم، لا بل إن الغالبية الساحقة من دول العالم تعارض شن هجوم على العراق وتؤيد فكرة استخدام الأمم المتحدة والذهاب إلى الأمم المتحدة للحصول على قرار دولي وعلى إعطاء أي قرار بالهجوم على شرعية دولية قبل شن هجوم من جانب طرف واحد على بغداد..

إعلان

جمانة نمور: الحاجة.. نعم، الحاجة إلى الدعم الخارجي التي أشرت إليها وهذه المواقف المعارضة، هل لعبت أي دور في تعهد الرئيس (جورج بوش) بالتأتي والصبر في تناول الموضوع برأيك؟

د.إدموند غريب: أعتقد أن هذا قد يكون أحد العوامل الأساسية وراء تصريحات الرئيس الأميركي، فهناك كما سمعنا.. فالمستشار الألماني قد أخذ موقفاً واضحاً ضد أي ضربة للعراق وكذلك وزير خارجيته وهذا في اليومين الماضيين وقالوا أن ألمانيا لن تقدم أي دعم للولايات المتحدة ولن تشارك في الحرب ولن تقدم دعم مالي كما فعلت خلال حرب الخليج الأولى في فرنسا هناك معارضة قوية، في بريطانيا.. في روسيا (إيفانوف) وزير الخارجية أيضاً عبر عن معارضته ودعا إلى التعامل مع العراق من خلال الأمم المتحدة، وطالب العراق أيضاً في نفس الوقت بالسماح لعودة المفتشين، وقال إن الحل يجب أن يكون سياسياً ودبلوماسياً، المملكة العربية السعودية وهي إحدى الدول الرئيسية الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة عبرت عن معارضتها وبقوة لاستخدام أراضيها بشن هجوم على بغداد، في بريطانيا هناك معارضة قوية ومركزة ضد أي هجوم على العراق وهذه.. وفي اليومين الماضيين سمعنا بأن عاد حوالي ثلاثة آلاف من رجال الدين المسيحيين البارزين ومن بينهم رئيس أساقفة (كانتر بيري) المعين بالإضافة.. أو المنتخب بالأحرى.. بالإضافة إلى مؤسسة (كورتس كريستي) الكاثوليكية وكنائس مسيحية أخرى وحصلت على ثلاثة آلاف توقيع وُجِّه إلى رئيس الوزراء البريطاني، قال فيه بأن أي هجوم على العراق لن يكون هجوماً شرعياً أو هجوماً مبرر أخلاقياً وهناك معارضة أيضاً قوية جداً داخل الحزب العمالي نفسه من قبل اليسار ومن قبل.. سمعنا أيضاً مؤخراً في اليومين الماضيين -من قبل عدد من كبار القادة العسكريين السابقين الذين شارك بعضهم في حرب الخليج الأولى وبعضهم كان في موقع رئيس أركان بريطانيا.. رئيس أركان القوات المسلحة الذين قالوا أن هناك الكثير من المخاطر في شن هجوم على العراق، وأنه يجب على بريطانيا وعلى رئيس الوزراء عدم التدخل، إذن هناك معارضة قوية عربية ودولية وأفريقية وآسيوية والصين طبعاً تعارض لشن، ولا شك أن الحكومة الأميركية بالنهاية مضطرة إلى.. على الأقل أخذ آراء هذه الأطراف بعين الاعتبار، وهذا ما أشار إليه الرئيس بوش عندما قال يجب أن.. أننا سنمارس الصبر في هذه المرحلة وأننا سنستمع ونشاور الكونجرس وسنشاور الحلفاء والأصدقاء، ولكنه أيضاً في نفس الوقت قال أن الولايات المتحدة إذا وجدت أن هناك تهديداً لمصالحها، فإنها سوف تتعامل معه.

إعلان

جمانة نمور: دكتور إدموند غريب، في واشنطن، شكراً لك، وبالطبع سوف نعود إليك لتقييم ما يأتينا من مشاركات وآراء خلال هذه الحلقة، والآن نبدأ بتلقي اتصالاتكم، ومعنا الآن من سوريا الأخ خالد، مساء الخير خالد، هذه المعارضة القوية التي تحدث عنها دكتور إدموند، برأيك هل فعلاً سيكون لها دور كبير في التأثير على الموقف الأميركي؟

خالد نعمان: أرجو ذلك، ولكنني أعتقد أن القضية ليست قضية العراق وليست قضية أسلحة الدمار الشامل، فالغرب كله يعرف أن أسلحة الدمار الشامل قد دُمرت عن بكرة أبيها، القضية -سيدتي- هي قضية الأمة بكاملها وبشكل خاص بترول الخليج، ولأن القضية هي قضية الأمة كاملها، فأنا لا أؤمن بالصراع بين الشعوب والحكومات العربية، لأنه لم يعد خافياً على أحد أن أمتنا العربية بكاملها مستهدفة بوجودها وبوطنها وبدينها، وأن كل الخلافات الإقليمية والمحلية أدت لإعطاء المبرر للعدو ليفعل ما يريد، لهذا فإنني ضد أي صراع أو خلاف عربي-عربي، ولأنني أرى أن القوة الوحيدة القادرة على مواجهة العدو هي قوة أمة عربية واحدة تمارس أساليب نضالية حضارية جديدة تتفق مع روح العصر بعيدة عن العنف تتحاور مع الشعوب تفرض الحق العربي، وتدافع عن مصالح هذه الأمة بقيادة منظماتها التي يجب أن ترتفع إلى مستوى الأخطار وتتحمل مسؤولياتها جنباً إلى جنب مع الحكومات وليس في مواجهتها، ولأننا نملك أفضل قيادات عرفها التاريخ المنظمات الشعبية وأخص بالذكر..

جمانة نمور: يعني خالد.. خالد يعني إذا ما ركزنا أكثر على موضوع الحلقة وهو الموقف الأميركي من موضوع عودة المفتشين رفض المبادرة العراقية واحتمالات توجيه ضربة، يعني برأيك هل فعلاً الآن الظروف مؤاتية وهو مطلب واقعي أن تتوحد الأمة العربية وأن تقوم بالدفاع عن العراق، هل تتوقع هذا فعلاً قبل أي ضربة أميركية؟ باختصار شديد لو سمحت.

إعلان

خالد نعمان: يا سيدتي، باختصار شديد لكي نحول دون الضربة، فإنني أقول أننا نملك أفضل قيادات عرفها تاريخ المنظمات الشعبية وأخص بالذكر رئيس اتحاد المحامين العرب ورئيس اتحاد المهندسين العرب ورئيس اتحاد الكتاب العرب وغيرهم من القيادات التي لم يعرف تاريخنا أفضل منها، فإنني أطلب منهم الدعوة إلى مؤتمر قمة شعبية لدراسة حال الأمة وتشكيل قيادة شعبية لاتخاذ القرارات التي لا يستطيع الحكام اتخاذها والتي تصبح قادرة على منع العدوان على العراق وحماية الأمة العربية، وشكراً.

أسباب رفض أميركا للمبادرة العراقية وأهدافها من الضربة

جمانة نمور: شكراً لك خالد، ننتقل إلى قطر ومعنا الأخ سالم، سالم مساء الخير برأيك لماذا رفضت واشنطن المبادرة العراقية ولم تعطها أي فرصة؟

سالم بابل المراغي: والله أنا بأقول إن.. السلطة اللي رفضتها، لأن.. يعني رأيي إن الرئيس صدام يعني فقد صلاحيته أو استنفذ أغراضه تماماً من وجهة النظر الأميركية، وطبعاً هي.. يعني عايزة تلاقي مبرر لتحقيق أهداف وأغراض تانية أخت جمانة.

جمانة نمور: ما هي هذه الأهداف سالم؟

سالم بابل المراغي: الأهداف والله طبعاً هو أميركا الوقت بحكم إنها القطب الأوحد والهيمنة الوحيدة على مستوى العالم فطبعاً يعني عايزة تسيطر على المنطقة ككل، يعني بما فيه العراق بنفطه وبحر قزوين والمناطق وإيران اللي جنبها، ولكن طبعاً المبرر الموجود اللي.. يعني أنا في نظري يعني التمسك بالسلطة نفسه أنا يعني فيه ضربة جاية وفيه ضربة بتلوح في الأفق، فالمفروض يعني أنا والله يعني المسألة إنه يكون فيه فصل ما بين القيادة وبين الشعب وبين الدولة، يعني بتحضرني كلمات لنزار قباني بيقول:

متى سترحلون؟

المسرح ينهار على رؤوسكم

متى سترحلون؟

والناس في الشوارع يشتمون

يبصقون

كانت فلسطين لكم دجاجة من بيضها السمين تأكلون

كانت قميص عثمان الذي به تتاجرون وبين الرحيل أخت جمانة، أو قطع الطريق على الأعداء الوارد في قاموس القيادة العراقية رغم ضيق في الأفق، حقيقة من غيوم قاتمة ونذر حرب مستعرة لا يعلم مداها إلا الله، لذلك علينا أن لا نلوم أميركا أن تقدم على عمل تراه يخدم أهدافها.

إعلان

جمانة نمور: شكراً.. شكراً لك سالم.. نأخذ بعض.. المشاركات عبر الإنترنت، مشاركة من محمد يقول: بالنسبة للعراق ومفتشي الأسلحة، فأنا أعتقد أن العراق هو ضحية خطة الجميع.

أيضاً مشاركة من لبنى، تقول: أعتقد أن أميركا تسعى لضرب العراق لتحسين اقتصادها الذي بدأ يتردى، وهو اقتصاد أساساً قائم على الحرب، فأميركا تبحث عن الأعداء، كما ذكر يوسف ندا عند رده على بوش الأب.

نأخذ مشاركة بعد من منار، تقول: نتوقع أن العراق وأن المفتشين لن يمنعوا ضرب ار وتدمير وتخريب وإبعاد. الشيء الثاني إنه القضية الفلسطينية لا أحد يتكلم فيها ولا أحد ينظر فيها ولا الذبح ولا المجازر، ما أحد يتكلم أو يحتج لا من العرب ولا من المسلمين ولا من الدول الديمقراطية الكذابة، ومجلس الأمن لا سلطة ولا قدرة ولا قوة إلا بإرادة وتوجيه أميركا، وأميركا تعمل لخدمة الصهاينة، وأعتقد.. والأنظمة العربية أعتقد أنهم بمثابة تجار، والتاجر دائماً يحافظ على مصلحته حتى من أولاده، فأعتقد إن الأمور إنها مهيأة الآن لإقامة إسرائيل الكبرى وتقسيم العراق وإذلال الأمة العربية والإسلامية، تحياتي لكم وتحية للشعب الفلسطيني.جمانة نمور: تحية لك عبد الرحمن، يعني هذا الاتصال هو الأخير في حلقة الليلة، لأنه هناك بعض العتب أن الفاكسات تمر دون أن يتاح لنا الوقت لقراءاتها، لذلك نخصص بعض الدقائق الأخيرة في هذا البرنامج للمشاركات وللفاكسات التي أرسلتموها.نبدأ من هذا الفاكس من يعقوب. يعقوب يوسف من ألمانيا يرى أنه من الغريب أن هناك من المثقفين العرب يدافعون عن النظام رغم ما فعله بشعبه، ويقول العراقيون جميعاً يرحبون بأية مساعدة مهما كانت في إزالة حكم البعث -بحسب رأيه. سامي عبد الهادي من الأردن يقول: هل يستطيع العرب كبح جماح ضربة عسكرية أميركية ضد العراق، أو إحياء اتفاقيات الدفاع المشترك، لو فكر العرب بعقل أو حتى بعاطفة لوجدوا أن لا مناص من دعم العراق مهما كلفهم ذلك من ثمن. ربيع من سويسرا يطرح العديد من الأسئلة بعضها: لماذا غزو الكويت وتدمير جيش العراق؟ لماذا الاحتفال بأم المعارك؟ لماذا حرب طويلة مع إيران؟ ولماذا لا ينسحب النظام العراقي من الحكم وبذلك يسحب البساط من تحت الأقدام الأميركية؟ سليمان من بريطانيا يقول: بتقديره الحكومات العربية تخشى على مواقعها من تبعات الضربة والشعوب العربية لا تملك رؤية واضحة حول ما يجري داخل العراق، ويدعو إلى فصل الموضوعات وعدم خلط الأوراق.آخذ بعض المشاركات عبر الإنترنت أيضاً من مقداد من العراق يقول: أولاً صدام حسين هو الذي بدأ هذه المشاكل للعراق ببداية حربه مع إيران ثم دخوله إلى الكويت ثم إعطاء الحجج لضرب العراق. عيسى من السعودية يقول: أميركا تريد تدمير الإسلام برمته، وأن كلام (بوش) أن هذه حرب صليبية هي فعلاً كذلك. مرحون يقول: النظام العراقي نظام مستبد والشعب العراقي متحطم وشبه منهار من هذه.. من هذا النظام.يسأل المتدخل عماد العكاش أي عظمة تتكلم عنها.أمجد من فلسطين يقول أقول لأميركا: عربدي كما تشاءين وأعطي (لشارون) ما تشائين من قنابل لتفجير رؤوس أطفالنا استخدمي الفيتو كل نصف ساعة، ولكن تذكري أن صروحكم العظيمة قد نسفت بواسطة فتاحات علب.منير من.. منير بياتلي يقول: أميركا ستضرب العراق بمباركة صدام حسين، فصدام هو (جورباتشوف) الاتحاد السوفيتي وعلى العرب أن يكونوا يقظين. أكرم الجبوري يقول: يجب أن يتساءل الحكام العرب ماذا بعد ضرب العراق؟ من سيكون التالي. أكتفي بهذا القدر من المشاركات لكي أعود إلى ضيفنا الدكتور إدموند غريب من واشنطن.دكتور يعني باختصار شديد بداية ما هي ملاحظاتك على المشاركات التي وردت خلال هذه الحلقة؟د.إدموند غريب: النقطة الرئيسية التي لاحظتها أن هناك طبعاً الكثير من الانتقادات للسياسة الأميركية والمعارضة، كانت توجد أيضاً انتقادات للحكومات العربية، بالإضافة إلى أنه عبر البعض أيضاً عن انتقاداتهم للنظام العراقي وبطريقة حكمه وقمعه لشعبه.ولكن النقطة التي أود أن أتطرق إليها والتي أشار إليها بعض ضيوفك هو أن الأسباب وراء ما يجري، وأيضاً النظرة إلى ذلك، والمثير هو أنه صحيح أنه في سنة 1990 و1991 كان العراق انتهك القانون الدولي عندما استخدم القوة لحل مشاكله مع.. مع العراق، وقامت عدة دول عربية عندئذ بالمشاركة في الائتلاف الدولي لإخراج العراق من الكويت، لكن هناك أيضاً تغيير الآن في الرؤية العربية والرؤية الدولية قد تغيرت حيث أن كثيرين بدأوا ينظرون أن العراق لم يعد يشكل خطراً على جيرانه، فمسيرته منقوصة، وأراضيه محتلة وتقصف مدنه وقراه، وهناك واحد من أقسى الحصارات والعقوبات الدولية مفروضة عليه، وهناك أيضاً معايير مزدوجة، هناك المعيار الذي يستخدم ضد العراق والمعيار الذي يستخدم لحلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل ولبعض الدول القوية التي قامت وتقوم بانتهاكات دولية قانونية مثل ما فعل العراق. إضافة إلى ذلك هناك أيضاً سؤال مثير هو أنه هل هناك ضغوط أميركية على بعض الدول العربية -كما أشار البعض- بالنسبة للدول العربية، ونرى ذلك فعلاً في التصريحات التي أثيرت مثل التقرير الذي سُرِّب عند السعودية، وحتى التهديد باحتلال آبار النفط السعودية، كما سمعنا أيضاً أمس أنر وتدمير وتخريب وإبعاد. الشيء الثاني إنه القضية الفلسطينية لا أحد يتكلم فيها ولا أحد ينظر فيها ولا الذبح ولا المجازر، ما أحد يتكلم أو يحتج لا من العرب ولا من المسلمين ولا من الدول الديمقراطية الكذابة، ومجلس الأمن لا سلطة ولا قدرة ولا قوة إلا بإرادة وتوجيه أميركا، وأميركا تعمل لخدمة الصهاينة، وأعتقد.. والأنظمة العربية أعتقد أنهم بمثابة تجار، والتاجر دائماً يحافظ على مصلحته حتى من أولاده، فأعتقد إن الأمور إنها مهيأة الآن لإقامة إسرائيل الكبرى وتقسيم العراق وإذلال الأمة العربية والإسلامية، تحياتي لكم وتحية للط، برأيك إذا ما قامت فعلاً الولايات المتحدة الأميركية بتوجيه ضربة إلى العراق، هل تدفعه بذلك إلى استخدام أسلحة إن كان لا يزال يملكها، هذه الفرضية يعني؟

إعلان

كامران محمد: آلو، مرحباً.

جمانة نمور: أهلاً.

كامران محمد: أختي العزيزة، يعني صراحة إذا تسمحي لي الأخ اللي قبلي كان اللي حكي، يعني كلها مع احتراماتي إنها كلها مو صحيحة، يعني النموذج البسيط اللي يستخدمه النظام العراقي صدام حسين استخدمه ضد الشعب الكويتي، ضد.. ضد.. في الجنوب في الأغور، ولحد الآن يمتلك الأسلحة.. يعني الأسلحة الكيماوية، والبيولوجية، والنووية، والأخ يقول صدام حسين قائد عظيم، حرام يقول قائد عظيم، هذا.. هذا.. هذا الرئيس هو دمر الشعب العراقي، هو دمر الأمة العربية، هو دمر كل الإمكانيات موجود في هذا..

جمانة نمور: يعني كامران إذا كنت متابع إلى هذه الدرجة يعني ما حدث في.. في العراق، نسألك إذا عن.. عراقياً ماذا عن أكراد العراق، هناك اجتماع مقبل في.. في واشنطن لستة من القياديين، برأيك هل فعلاً هذه المرة أميركا تريد أن تعطي الأكراد دوراً أو أن تفي بوعودها على الأقل عكس ما حدث عام 91؟

كامران محمد: نحن نتمنى ذلك، ولكن الولايات المتحدة الأميركية لا تقبل بالدور الكردي، لأنها غير محتاجة لهذه القوة، لأنها قوة صغيرة لا تستطيع أن تقلب النظام في العراق، ولكننا نتمنى ذلك، وإذا تسألين أي واحد.. أي كردي يتمنى قلب هذا النظام، لأن هذا النظام هو دمر الشعب الكردي بالدرجة.. بالدرجة الأولى، النظام دمر الشعب العراقي.

جمانة نمور: نعم.

كامران محمد: مع.. هاي.. هاي ثاني.. ثاني مرة من (منبر الجزيرة) يكون هذا بالنسبة للموضوع العراقي، لكن مع الأسف تعطون أكثر المجالات للأشقاء العرب مثل السعودية، مثل سوريا، مثل أي دولة أخرى، لكن ما تعطون الحق للعراقيين حتى يعبروا عن.. عن رأيهم بصراحة.. بكل صراحة عن هذا الموضوع، يعني أنا أقول إن أنا من أفضل مشاهدي قناة (الجزيرة) وأنا مفتخر، لكن أنتم هواة تدافعون عن.. عن هذا النظام..

إعلان

جمانة نمور: يا كامران.. كامران، موضوع الحلقة اليوم موضوع العراق، وليس سياسة قناة (الجزيرة)، وأعتقد في (منبر الجزيرة) كان منبراً لك للتعبير عن رأيك، وهذه وحدة دليل كافي على سياستنا الإعلامية.

ننتقل إلى عدنان من أميركا، مساء الخير أخ عدنان.

يعني هل لك أن تعطينا فكرة عدان عن مدى متابعة الرأي العام الأميركي لما يحدث؟

عدنان عالية: والله يا أخت جمانة الصراحة الرأي العام الأميركي، واللي إله تأثير على السياسة الداخلية والخارجية هو الإنسان من الجنس الأبيض، والصراحة يعني بتتكلمي معاهم، فهم ثقي تماماً أنه حوالي 70 أو أكثر لا يعرفوا وين العراق، ولا يعرفوا ما هي عاصمة العراق، أهم شيء عندهم هم حياتهم اليومية إنه يودي ابنه أو بنته على الكلية، يجيبه بآخر الشهر، وفي نهاية الأسبوع يلعب جولف هذه أهم إليه الصراحة من أي سياسة خارجية، يعني الإنسان الأميركي لا يهتم كثيراً بالسياسة الخارجية.

جمانة نمور: لكن برأيك هل ستبقى لا تهمة حتى إذا ما حدث ضربة وتم إرسال آلاف الجنود الأميركيين كما نقرأ في الصحف؟

عدنان عالمة: والله يا أخت جمانة، اطلعي على التاريخ القريب، يعني بـ 90 ضربوا صدام حسين، وما تأثر نهائياً، دخلوا في كوسوفو نفس الأشي ما تأثر الرأي العام، في أفغانستان أخيراً بالعكس ما تأثروا، وزاد تأييدهم للعملية لهاي السياسة الخارجية، يعني استعمال القوات الأميركية في الدول الخارجية، وفعوا الأعلام الأميركية بزيادة لو تصورها العقل والتبرعات والتأييد، فالصراحة يعني.. هذه سياستهم، بس الصراحة الأهم من هذا إنه السياسة الأميركية بيذكروا الرئيس صدام حسين أو لحتى يمشوا سياستهم الخارجية في العراق أشك في رأيهم صراحة.. إنه فيه.. فيه مجموعة يهودية كبيرة إلها تأثير على السياسة الأميركية، منهم السيناتور (ليبرمان) وأهم واحد فيهم اللي هو كان مستشار لوزير.. لرئيس وزراء إسرائيل السابق (نتنياهو) اسمه (ريتشارد بيلر) هو اللي كتب.. هو كان رئيس التقرير هذا عن السعودية قبل يومين اللي أثار ضجة كبيرة.. بأميركا، وهادول الصراحة من بعد مال سبتمبر طلعوا على التليفزيونات وهم طلعوا على CNN أخت جمانة

إعلان

جمانة نمور: تفضل.. تفضل

عدنان عالية: سووا دعاية كبيرة ضد صدام حسين وضد العراق، بس صراحة اللي.. ما يمكن يضربوا العراق، ما ممكن..، القضية مش قضية صدام كشخص ولا إشي، بدهم قضيتين، العراق هي ثاني مخزون في العالم للنفط، وهذا مهم إلهم بالدرجة الأولى ثانياً: لأنه العراق عنده قرار سياسي اتخذ قرارا سياسي من التسعينات إنه يبني حالة عسكرية فهذا مرفوض على العرب إنهم يبنوا حالهم عسكرياً كدول ثانية فبدهم الصراحة وبدون مهاجمة أي دولة أو أي شيء معروف للعالم العربي أو من الشارع العربي، بدهم حكومة بتسطح فيهم yes sir all the time، يعني نعم يا سيدي، نعم يا سيدي، لا يستطيعون يقولوا لهم لأ نهائياً، فلما يصل للعراق نظام كهذا، فالعراق سوف تطلع أو نقول العراق دولة ديمقراطية والعراق دولة جيدة، والعراق.. والعراق، وظلوا يمدحوا العراق إلى مالا نهاية..

جمانة نمور: شكراً لك

عدنان عالية: يعني ماذا نحكي لهم

جمانة نمور: عدنان، يعني نود أن نفسح المجال أمامنا مزيد من المشاركات نأخذ مشاركة قبل أن نعود إلى الإنترنت، معنا سعيد من ألمانيا، مساء الخير سعيد، برأيك يعني الموقف الذي اتخذه المستشار الألماني وغيره من المواقف المعارضة لضرب العراق، هل ستلقى آذان صاغية لدى أميركا؟

سعيد دودين: أخت جمانة، قبل الإجابة على هذا السؤال هناك نقطتين باختصار

جمانة نمور: تفضل.

سعيد دودين: ما هو الآن قائم ليس ضرب العراق، بل تنفيذ مخطط هيمنة، وهذا المخطط يتطلب فعلاً القيام بعمليات عسكرية على نطاق واسع من أجل فرض مخطط الهيمنة هذا،

القضية ليس.. ليست قضية الأسلحة، هناك فلسفة عنصرية منذ أن وطأ (نابليون) أرض مصر، منع امتطاء الخيل من قبل العرب تحت طائلة الإعدام، وجعلها وقف على جنود الاحتلال، وليومنا هذا مسموح للصهاينة على سبيل المثال امتلاك كافة أسلحة الدمار الشامل وليس امتلاكها، بل تطبيقها يومياً عبر عمليات إبادة جماعية، ويمنع مجرد التطرق للحديث، العرب الآن والإعلام العربي يخنع لسياسة عنصرية جوهرها هو التفوق المطلق للتحالف الصهيوني الأميركي، هذه نقطة.

إعلان

النقطة الثانية ليست قضية الديمقراطية في العراق، لأنه الديمقراطية في العراق تأتي عبر السيادة الوطنية وعبر مواجهة الغزاة

لسؤالك المطروح حسب آخر إحصاءات الاطلاع على الرأي العام الألماني من مجلة "دير شبيجل" 90% من الشعب الألماني يعارض توسيع نطاق العدوان القائم ضد الشعب العراقي إلى عملية اجتياح عسكرية، ولا يوجد حزب يملك الجرأة أن يعارض في مواقفه وجهة نظر 90% من الشعب الألماني، هذا ما دفع المستشار الألماني ليعلن هذا هو السبب، والوضع الانتخاب الحرج الذي دفعه ليعلن أن ألمانيا لن تشارك، ولكن مصداقية محدودة جداً، أُلفت النظر إلى الكتاب الذي كتبه رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي..

جمانة نمور[مقاطعةً]: باختصار شديد سعيد.. باختصار شديد

سعيد دودين: نعم، آخر.. رئيس الحزب الديمقراطي الاشتراكي (أوسكار لافونتين) كتب كتاب قبل أسابيع قليلة "الغضب المتصاعد" يذكر فيه أن المستشار الألماني إبان زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأميركية عرضت عليه مخطط اجتياح العراق، وحاز على موافقته المتابعين السياسيين هنا يذكرون أن هذا الموقف الألماني لم سوف يتحول بعد الثاني والعشرين من سبتمبر..

جمانة نمور: نعم، شكراً.

سعيد دودين: أي بعد الانتخابات..

جمانة نمور: نعم، شكراً لك سعيد..

سعيد دودين: لابد من مصداقية للقيادة السياسية..

جمانة نمور: شكراً لك سعيد نأخذ بعض المشاركات عبر الإنترنت أسامة من إسبانيا يرى بأن الشعب العراقي هو الضحية لتآمر صهيوني أميركي عربي.. حكومي، وأن ما يذرفه الحكام من دموع التماسيح -بحسب تعبيره- على الشعب العراقي ليس أكثر من تغطية مكشوفة على حقد أنا لا أعلم سببه، كما كتب الأخ أسامة

نأخذ مشاركة أخرى من جهيمان العتيبي، هو يوجه سؤال للدكتور إدموند غريب، يقول: من الناحية القانونية ماذا سيكون موقف مجلس الأمن الدولي في حال أصبح التهديد الأميركي على العراق عدواناً على الأرض؟ هل سيأخذ موقف المتفرج، أم ماذا؟ لا أدري إن كنا نستطيع.. أن نسمع الإجابة على هذا السؤال الآن دكتور إدموند، هل.. هل سمعت سؤال جهيمان؟ يعني يتساءل عن الناحية القانونية لموقف مجلس الأمن الدولي، هل تملك إجابة له؟

إعلان

د. أدموند غريب: أولاً: يجب التذكر بأن معظم الدول التي تعارض قيام الولايات المتحدة بعمل منفرد لشن الهجوم على العراق تقول بأن.. بأن الولايات المتحدة تفتقر إلى شرعية دولية، وبالتالي يجب العودة إلى مجلس الأمن الدولي والحصول على قرار جديد يبرر أو يسمح للولايات المتحدة بشن هجوم على العراق، وأنه لا توجد للولايات المتحدة أي مبررات قانونية، طبعاً بالنهاية ومن لا.. ماذا يعني ذلك؟ هل.. حتى لو أخذت بعض الدول أو قامت دولة أو دولتان بأخذ قرار أمام مجلس الأمن، وبحث هذا الموضوع في مجلس، فإن الولايات المتحدة في النهاية هي دولة لها حق الفيتو، والولايات المتحدة ستقوم بالإدلاء بالفيتو لمنع تمرير أي قرار يطالب الولايات المتحدة بوقف شن للحرب أو بأي.. أو بأي اتخاذ أي موقف آخر، وقد شاهدنا ذلك في.. في الأسبوعين الماضيين، مثلاً عندما طالبت بعض الدول العربية حتى قيام مجلس الأمن بالتنديد في السابق بأنه إذا مجلس الأمن بالتنديد بإسرائيل وهدد المسؤولون الأميركيون -كما فعلوا في السابق- بأنه إذا عرضوا تمرير القرار وسحبت الفكرة، لأن الكثيرين يعلمون أنه لو تم فعلاً تبني القرار، فإن الولايات المتحدة ستدلي بالفيتو، وبالتالي فإن هذا يعني بأن الولايات المتحدة لن.. لن يعني تتأخر في الإدلاء بالفيتو، وبالتالي فإن مجلس الأمن لن يكون قادراً على لعب دور فعال

جمانة نمور: دكتور، أود أن أشير سريعاً إلى التقرير الذي صدر ضد السعودية في أميركا، وأشار إليها الأخ عدنان يعني هذا التقرير تضمن أيضاً -على ما أذكر- الحديث عن ربما أحد أهداف واشنطن، وهو أن يصبح هناك قيادة حليفة لواشنطن في بغداد، وهذا يفتح أمامها آبار النفط أكثر، ويجعلها لا تعتمد على علاقة استراتيجية مع السعودية، كيف تنظر إلى هذا التقرير وإلى هذه النقطة بالذات؟

د. أدموند غريب: مثير.. هذا التقرير وتسريب الخبر مثير جداً، لأنه فعلاً جاء إن هذا التحليل قدم من قبل محلل سياسي يعمل مؤسسة (راند) التي تعمل، عن كثب مع البنتاجون، وهي من مراكز الأبحاث الرئيسية، وهذا المحلل معروف له أصول فرنسية ومؤيد لليمين الإسرائيلي، ومؤيد لأفكار وطروحات اليمين الجديد في الولايات المتحدة أو المحافظين الجدد وهؤلاء هم التيار الأقوى الذي يدعو إلى القيام بعمليات عسكرية لتغيير النظام في العراق، ويؤيدون الموقف الإسرائيلي المتشدد، والمجلس الذي تحدث إليه هذا المحلل هو أيضاً مجلس استشاري بوزارة الدفاع يشارك فيه عدد من الشخصيات الأميركية السابقة البارزة، بينهم أشخاص مثل (هنري كسينجر)، ومثل وزير الدفاع السابق.. وزراء.. دفاع سابقين ومثل (.. ريتش) الذي كان رئييس مجلس النواب وأشخاص كثيرين أيضاً يمثلون في الغالب في الغالبية الساحقة تيارات متشدد، ويرأس هذا المجلس (ريتشارد بيرل) الذي كان مساعداً لوزير الدفاع، وكان أيضاً من اللاعبين الأساسيين في الكونجرس في السابق كمساعد لأحد أعضاء مجلس الشيوخ البارزين، ومنذ ذلك.. تلك الفترة وهو من أبرز أنصار إسرائيل، وهو الآن الأب الروحي -إذا.. يمكن استخدام هذا العبارة- لتيار المحافظين الجدد الذي يدعو إلى التحرك ضد العراق، وهو أيضاً يرى وكما يرى بعض الحلفاء الآخرين له بأن السعودية أيضاً تمثل خطراً على رؤيتهم وعلى مصالحهم، وذلك حيث أنهم يتهمون السعودية بأنها قد مولت ودعمت تيارات وهابية وأصولية متشددة ليس فقط في العالم العربي، بل في.. في العالم الإسلامي ككل، وبالتالي فيجب أخذ هذا الموقف.

إعلان

طبعاً هناك أيضاً بُعد آخر وهو البعد الذي تفضلتِ جمانة وأشرتِ وأشرت إليه وهو موضوع النفط، فهناك اعتقاد لدى هذه التيارات بأنه إذا تم إسقاط النظام في بغداد وأقيم نظام جديد موالٍ للولايات المتحدة فإن هذا سيسمح للولايات المتحدة باستمرار.. بالضغط على الدول الخليجية الأخرى بما فيها السعودية بالنسبة لتدفق النفط، بالنسبة لاستمرار أسعار النفط، وسيعطي الولايات المتحدة قدرة إضافية بالنسبة للسوق النفطية وللتأثير ليس فقط على اقتصاد السوق، لأن الشركات الأميركية ستكون اللاعب الرئيسي في هذا المجال، بل لأنها أيضاً ستعزز مكانة الولايات المتحدة كالدولة الأقوى في العالم بالنسبة للحلفاء.

جمانة نمور: نعم دكتور.

د. أدموند غريب: بالإضافة إلى هذا الموضوع فإن أصدقاء هذا الأخيرة إذا سمحتي لي، وهي أنه بالنسبة لهؤلاء الأشخاص فإنهم يرون أيضاً بأن تغيير النظام في بغداد سيقوَّض من قدرات الدول العربية والقوى العربية الرافضة لما يسمونه بالسلام مع إسرائيل وبالتطبيع مع إسرائيل، ولذلك فإن هذا سيزيد من الضغوط على دول مثل سوريا، مثل لبنان، مثل إيران، مثل السعودية التي يعتقدون بأنها تدعم تيارات متشددة بالنسبة لإسرائيل، وقيام حكم جديد في بغداد موالٍ للولايات المتحدة سيغير الوضع الاستراتيجي في المنطقة.

جمانة نمور: شكراً دكتور، سنعود إليك بالطبع في ختام الحلقة الآن نتابع تلقي اتصالاتنا، ومعنا محمد من السعودية مساء الخير.

محمد العبود: مساء الخير، ألو، السلام عليكم.

جمانة نمور: عليكم السلام، تفضل.

محمد العبود: أنا عندي مداخلة بسيطة عن العراق.. ألو.

جمانة نمور: نعم، كلنا سمع، تفضل.

محمد العبود: أنا منطلق ناحية العراق، أنا أتمنى يعني من أي متصل عندما يتكلم على العراق لا يتكلم على العراق ككل يعني، يتكلم عن الرئيس العراقي، يعني صدام حسين الحقيقة يتحمل مسؤولية كاملة عما يجري حالياً في الشرق الأوسط وللدول العربية والدول الإسلامية، أما من ناحية السعودية فأعتقد السعودية..

إعلان

جمانة نمور[مقاطعةً]: كيف.. كيف يتحمل المسؤولية عن.. عن ما يجري في كامل الشرق الأوسط؟ لم أفهم هذه النقطة.

محمد العبود: يعني.. يعني من غزوه للكويت، وحربه مع إيران، يعني هذه كلها جاءت بالسلبيات ليس الإيجابيات يعني صراحة، والعراق يعني كشعب عراقي مثلاً.. ألو

جمانة نمور: نعم، نعم، ما هي النقطة الثانية محمد

محمد العبود: من ناحية الشعب العراقي أنا أعتقد عندما أي أخ يتكلم عن العراق أن يتكلم عن الشخصيات المستلمة العراق، والمستلمين العراق كصدام حسين والحاشية التي معه، حتى الجيش العراقي لا يتحمل المسؤولية التي تجري الآن في العراق من موت للأطفال ومشاكل سياسية وجوع ودمار وخراب في العراق، والسعودية.. وأتمني

جمانة نمور: شكراً لك محمد.. نعم

محمد العبود: أتمنى لو سمحتي.. أتمنى لو كانت الدول العربية كلها مثل السعودية، لأن السعودية أجبرت على جيب الأميركان ويعني..، يعني السعودية.. أتمنى إن الدول العربية كلها مثل السعودية.

جمانة نمور: شكراً لك محمد، ننتقل إلى فايز في فلسطين، مساء الخير أخ فايز، يعني فيما يتعلق بالنقاط التي طرحناها للنقاش اليوم، برأيك هذه المبادرة العراقية بدعوة (لهانز بليكس) لزيارة بغداد، لماذا تم رفضها؟

فايز جرادات: السلام عليكم.

جمانة نمور: عليكم السلام.

فايز جرادات: أول إشي إنه يعني أميركا ستضرب العراق سواء دخلت لجان التفتيش أو لم تدخل، لكي تحافظ على مصالحها في المنطقة، وستنطلق قاذفات القنابل عبر أجواء بلاد المسلمين لضرب المسلمين في العراق، وستنطلق الصواريخ مسترشدة بمعلومات استخبارية من حكام المسلمين لضرب المسلمين، وستتزود قاذفاتهم وأساطيلهم من نفط المسلمين لضرب المسلمين، حتى إن تكلفة القذائف المتفجرة التي ستصيب المسلمين يدفع قيمتها المشايخ والحكام في بلاد المسلمين، تفعل دول الكفر بالمسلمين الأفاعيل ويرتكبون المجازر تلو المجازر، وجيوش المسلمين مكبلة.. مقيدة رابضة في ثكناتها بأوامر حكامها، والأسلحة مكدسة في المخازن يظهرها الحكام في قمع الشعوب ويخفونها عن صد الأعداء، فقد كان المسلمين زمن الصليبيين ضعافاً ومتفرقين…

إعلان

جمانة نمور: يعني أخ.. أخ فايز، لدينا دقائق محدودة لنهاية البرنامج، هل لديك أي إضافة فيما يتعلق بزيارة (بليكس) بالذات، يعني (بليكس) برر رفضه أو يعني برر قوله أنه لا يريد الذهاب إلى العراق لأن إذا وافق على هذا القرار فربما الزيارة قد تكون لها تكهنات وتوقعات ليست في محلها ويكون الوضع أكثر تعقيداً إذا ذهب وفشلت المحادثات، يعني لماذا أعطيت هذه الدعوة -برأيك- كل هذه الأهمية باختصار شديد؟

فايز جرادات: أميركا عم تضرب العراق سواء دخلت لجان التفتيش أم لم تدخل، والسؤال الذي يطرح نفسه الآن

جمانة نمور: نعم، شكراً، شكراً لك.

فايز جرادات: ما هو واجب الجيوش الآن لصد هذا العدوان؟ واجب الجيوش أنها تقطع الجذور وتضرب..

جمانة نمور [مقاطعة]: نعم، مع هذا السؤال.. مع هذا السؤال فايز اسمح لي أن.. أن أقطع المكالمة..

[فاصل إعلاني]

جمانة نمور: ومعنا الآن الأخ عبد الرحمن من السعودية، مساء الخير أخ عبد الرحمن، عن أي نقطة بالتحديد تود أن تتحدث؟

عبد الرحمن الشمري: أهلاً وسهلاً.

جمانة نمور: تفضل.

عبد الرحمن الشمري: أتحدث عن أسباب ومسببات ضرب العراق، كشعب وكوطن لا كدولة وكنظام، أولاً الإدارة الأميركية واقعة تحت التأثير الصهيوني، وتعمل برغبة الصهاينة، ومعروف أن العراق هو الدولة الوحيدة اللي يعلمون أن فيها قوة ضاربة، واستهداف العراق وضرب العراق هو تمهيد لإقامة إسرائيل الكبرى، والدليل على إن الدول العربية صامتة عما يحدث في فلسطين من مجازر وتدمير وتخريب وإبعاد.

الشيء الثاني إنه القضية الفلسطينية لا أحد يتكلم فيها ولا أحد ينظر فيها ولا الذبح ولا المجازر، ما أحد يتكلم أو يحتج لا من العرب ولا من المسلمين ولا من الدول الديمقراطية الكذابة، ومجلس الأمن لا سلطة ولا قدرة ولا قوة إلا بإرادة وتوجيه أميركا، وأميركا تعمل لخدمة الصهاينة، وأعتقد.. والأنظمة العربية أعتقد أنهم بمثابة تجار، والتاجر دائماً يحافظ على مصلحته حتى من أولاده، فأعتقد إن الأمور إنها مهيأة الآن لإقامة إسرائيل الكبرى وتقسيم العراق وإذلال الأمة العربية والإسلامية، تحياتي لكم وتحية للشعب الفلسطيني.

إعلان

جمانة نمور: تحية لك عبد الرحمن، يعني هذا الاتصال هو الأخير في حلقة الليلة، لأنه هناك بعض العتب أن الفاكسات تمر دون أن يتاح لنا الوقت لقراءاتها، لذلك نخصص بعض الدقائق الأخيرة في هذا البرنامج للمشاركات وللفاكسات التي أرسلتموها.

نبدأ من هذا الفاكس من يعقوب. يعقوب يوسف من ألمانيا يرى أنه من الغريب أن هناك من المثقفين العرب يدافعون عن النظام رغم ما فعله بشعبه، ويقول العراقيون جميعاً يرحبون بأية مساعدة مهما كانت في إزالة حكم البعث -بحسب رأيه.

سامي عبد الهادي من الأردن يقول: هل يستطيع العرب كبح جماح ضربة عسكرية أميركية ضد العراق، أو إحياء اتفاقيات الدفاع المشترك، لو فكر العرب بعقل أو حتى بعاطفة لوجدوا أن لا مناص من دعم العراق مهما كلفهم ذلك من ثمن.

ربيع من سويسرا يطرح العديد من الأسئلة بعضها: لماذا غزو الكويت وتدمير جيش العراق؟ لماذا الاحتفال بأم المعارك؟ لماذا حرب طويلة مع إيران؟ ولماذا لا ينسحب النظام العراقي من الحكم وبذلك يسحب البساط من تحت الأقدام الأميركية؟

سليمان من بريطانيا يقول: بتقديره الحكومات العربية تخشى على مواقعها من تبعات الضربة والشعوب العربية لا تملك رؤية واضحة حول ما يجري داخل العراق، ويدعو إلى فصل الموضوعات وعدم خلط الأوراق.

آخذ بعض المشاركات عبر الإنترنت أيضاً من مقداد من العراق يقول: أولاً صدام حسين هو الذي بدأ هذه المشاكل للعراق ببداية حربه مع إيران ثم دخوله إلى الكويت ثم إعطاء الحجج لضرب العراق.

عيسى من السعودية يقول: أميركا تريد تدمير الإسلام برمته، وأن كلام (بوش) أن هذه حرب صليبية هي فعلاً كذلك.

مرحون يقول: النظام العراقي نظام مستبد والشعب العراقي متحطم وشبه منهار من هذه.. من هذا النظام.

يسأل المتدخل عماد العكاش أي عظمة تتكلم عنها.

أمجد من فلسطين يقول أقول لأميركا: عربدي كما تشاءين وأعطي (لشارون) ما تشائين من قنابل لتفجير رؤوس أطفالنا استخدمي الفيتو كل نصف ساعة، ولكن تذكري أن صروحكم العظيمة قد نسفت بواسطة فتاحات علب.

إعلان

منير من.. منير بياتلي يقول: أميركا ستضرب العراق بمباركة صدام حسين، فصدام هو (جورباتشوف) الاتحاد السوفيتي وعلى العرب أن يكونوا يقظين.

أكرم الجبوري يقول: يجب أن يتساءل الحكام العرب ماذا بعد ضرب العراق؟ من سيكون التالي.

أكتفي بهذا القدر من المشاركات لكي أعود إلى ضيفنا الدكتور إدموند غريب من واشنطن.

دكتور يعني باختصار شديد بداية ما هي ملاحظاتك على المشاركات التي وردت خلال هذه الحلقة؟

د.إدموند غريب: النقطة الرئيسية التي لاحظتها أن هناك طبعاً الكثير من الانتقادات للسياسة الأميركية والمعارضة، كانت توجد أيضاً انتقادات للحكومات العربية، بالإضافة إلى أنه عبر البعض أيضاً عن انتقاداتهم للنظام العراقي وبطريقة حكمه وقمعه لشعبه.

ولكن النقطة التي أود أن أتطرق إليها والتي أشار إليها بعض ضيوفك هو أن الأسباب وراء ما يجري، وأيضاً النظرة إلى ذلك، والمثير هو أنه صحيح أنه في سنة 1990 و1991 كان العراق انتهك القانون الدولي عندما استخدم القوة لحل مشاكله مع.. مع العراق، وقامت عدة دول عربية عندئذ بالمشاركة في الائتلاف الدولي لإخراج العراق من الكويت، لكن هناك أيضاً تغيير الآن في الرؤية العربية والرؤية الدولية قد تغيرت حيث أن كثيرين بدأوا ينظرون أن العراق لم يعد يشكل خطراً على جيرانه، فمسيرته منقوصة، وأراضيه محتلة وتقصف مدنه وقراه، وهناك واحد من أقسى الحصارات والعقوبات الدولية مفروضة عليه، وهناك أيضاً معايير مزدوجة، هناك المعيار الذي يستخدم ضد العراق والمعيار الذي يستخدم لحلفاء الولايات المتحدة مثل إسرائيل ولبعض الدول القوية التي قامت وتقوم بانتهاكات دولية قانونية مثل ما فعل العراق.

إضافة إلى ذلك هناك أيضاً سؤال مثير هو أنه هل هناك ضغوط أميركية على بعض الدول العربية -كما أشار البعض- بالنسبة للدول العربية، ونرى ذلك فعلاً في التصريحات التي أثيرت مثل التقرير الذي سُرِّب عند السعودية، وحتى التهديد باحتلال آبار النفط السعودية، كما سمعنا أيضاً أمس أن هناك.. كان هناك مقال في صحيفة إسرائيلية تحدثت.. هاجمت النظام الأردني والعاهل الأردني، وقالت أن ذلك يعود لأن الرجل الذي اعتقدنا أنه أو النظام الذي اعتقدنا أنه يمثل حجر الزاوية وسيتعاون ضد العراق نرى الآن أنه يتعاون مع صدام حسين، وبالتالي إذن هناك.. هناك محاولة للضغط على الدول العربية، نعم.

إعلان

جمانة نمور: نعم، دكتور يعني على ذكر المقالات الصحفية، لدينا حوالي 30 ثانية، يعني على ذكر المقالات الصحفية، برأيك -باختصار شديد- لماذا تسريب كل هذه الخطط المتناقضة التي نقرأها في الصحف عن الضربة؟

د.إدموند غريب: أعتقد أن هذا عدة تفسيرات التفسير الأول -وأحياناً قد تكون مختلفة- أحد التفسيرات هو أن تعبئة.. محاولة للتعبئة وللرأي العام ولتهيئته لشن هجوم على العراق، تفسير آخر قد يكون له أيضاً علاقة بمحاولة لشن حرب نفسية سيكولوجية ضد العراق، وأيضاً لتعبئة الرأي العام الدولي، ولتهيئته لتقبل ما قد يأتي.

جمانة نمور: دكتور إدموند غريب (أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأميركية في واشنطن)، شكراً جزيلاً لك على مشاركتك معنا في منبر الليلة.

د.إدموند غريب: شكراً.

جمانة نمور: وشكراً لكم مشاهدينا الكرام على مشاركتكم إن كان عبر الاتصالات الهاتفية أو الإنترنت أو الفاكس، وبالطبع على متابعتكم لنا داخل بيوتكم، والشكر لكل من ساهم في الحلقة، إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة