الاستنساخ البشري في الميزان
مقدم الحلقة: | عبد الصمد ناصر |
ضيف الحلقة: |
د. عبد المجيد القطمي: الجمعيات البريطانية لمناهضة الاستنساخ |
تاريخ الحلقة: | 02/01/2003 |
– كيفية الاستنساخ وطريقته
– استنساخ البشر بين العلم والدين والأخلاق
– أسباب اعتراض العلماء على الاستنساخ البشري
عبد الصمد ناصر: السلام عليكم، وأهلاً بكم إلى حلقة جديدة من برنامج (منبر الجزيرة).
قبل 30 عاماً قدمت سينما الخيال العلمي فيلم (النائم) الذي أخرجه (وودي آلان) البطل في هذا الفيلم كان يعيش أطوار مؤامرة لاستنساخ طاغية قتلته قوات متمردة وسرقت أنفه الذي تبقى منه، كذلك تناولت السينما في أفلام أخرى فكرة استنساخ شخصيات تاريخية منها (أدولف هتلر) في فيلم (رجال من البرازيل) عام 78.
ويبدو أن ما كان ضرباً من الخيال قد يتحول يوماً ما إلى واقع، فهذا الأسبوع أعلن عن استنساخ أول طفلة خارج العلاقة بين الزوجين واستمر الجدل في الأوساط العلمية عقب زعم العالمة الفرنسية (بريجيت بواسلييه) عن نجاح تجربتها في استنساخ الطفلة (إيف) أي حواء، الدكتورة بواسلييه أكدت أن طريقة الاستنساخ التي اعتمدتها شبيهة بالطريق التي استنسخت بها النعجة (دوللي) وقالت إن الطفلة ولدت عبر عملية قيصرية وهي الآن بخير، كما كشفت العالمة الفرنسية عن قرب بدء فريق من الخبراء المستقلين إجراء أولى الكشوفات الجنينية على الطفلة للتأكد من صحة استنساخها.
وفي انتظار ذلك تتوالى ردود الفعل في الأوساط العلمية والدينية والسياسية حول بدء إجراء عمليات الاستنساخ البشري.
فهل نجاح العملية -إذا ما تم التأكد منه- يشكل فتحاً علمياً أم يا ترى هو تمرد على سنة الحياة؟
للمشاركة في هذه الحلقة نستقبل اتصالاتكم على الأرقام التالية:
الهاتف: الرمز الدولي لقطر: 9744888873
الفاكس: 9744890865
كذلك يمكنكم المشاركة عبر الموقع الإلكتروني (للجزيرة) على الإنترنت وهو:
www.aljazeera.net
ويشاركنا في حلقة الليلة من لندن الدكتور عبد المجيد القطمي (المنسق الإسلامي مع الجمعيات البريطانية لمناهضة الاستنساخ) نسأله بداية تفسيرا علمياً موجزاً دكتور القطمي عن كيفية الاستنساخ البشري خارج العلاقة التقليدية بين الزوجين؟
كيفية الاستنساخ وطريقته
د. عبد المجيد القطمي: بسم الله الرحمن الرحيم، طبعاً نشكركم في البداية لدعوتنا للنقاش في هذا الموضوع الحيوي والجذاب يعني، الآن العالم كله مدهوش وفي دهشة في هذه القضية التي طبعاً لم تثبت لنا حتى الآن ولم يؤكدها أي عالم في الغرب على نجاح عملية استنساخ الطفل.. الطفلة هذه إيف أو حواء -كما يقولون- طبعاً عملية الاستنساخ يعني عملية.. بسيطة -سبحان الله- يعني في.. في شرحها نفس الوقت تحتاج إلى بعض الصور والتوضيحات واللي يمكن صعب علينا الآن نقدمها لكم، لنتذكر إنه الإنسان.. ليتكون الإنسان الجنين والطفل نحتاج إلى ماء الرجل وماء المرأة، حيوان منوي من الرجل.. من الزوج وبويضة من المرأة، حتى تتكون البويضة الملقحة وتنمو وتنقسم ويأتي الطفل والجنين بعد.. ويتكون الإنسان، بالنسبة للاستنساخ، يعني هم تعدوا قضية إنه الزوج أو ماء الرجل أو مني الرجل وحسب ما عملوا التجارب مع دوللِّي الغنمة -كما تعلمون- وظهرت سنة 97.. 1997 أخذوا خلية من نعجة عادية كبيرة من جلد.. من ضرعها وأخذوا النواة الكاملة، نحن الإنسان حتى ينمو وينقسم يحتاج يكون عنده النواة كاملة، يعني في الإنسان 46 كروموسوم، 23 المرأة من البويضة، و23 من الرجل، فطبعاً في الحيوان كروموسومات عددها يختلف، فأخذوا هذه النواة الكاملة واتجهوا إلى بويضة من غنمة وأفرغوا النواة منها رموها، رموا النواة، يحتاجوا البويضة فقط، وجاءوا بهذه النواة الكاملة من الغنمة العادية ووضعوها في.. في البويضة لنعجة أخرى وقالوا مشينا بخطوات وشحنات كهربائية وفجأة بدأت البويضة تنقسم وتنمو وكأنها يعني بويضة طبيعية أتت من نعجتين في العملية الجنسية الطبيعية، فهؤلاء طبعاً أخذوا الفكرة وقالوا نحنا عملنا ذلك مع هذه المرأة الأميركية، 31 سنة عمرها وأخذنا منها الخلية من جلدها وأخذنا النواة الكاملة ووضعناها في بويضة مفرغة من النواة، وشحنة كهربائية وتجويع أحياناً في فترة انتظار وشحنة كهربائية وبيقولوا نما الجنين وتطور وأصبح عندنا طفلة وقالوا 25 ديسمبر الماضي ولدت عندنا إيف أو حواء والآن كما ذكرتم..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: دكتور.. دكتور القطمي -عفواً- على المقاطعة، سنعود إليك أكيداً في هذه الحلقة، لكن نبدأ بتلقي الآن أولى الاتصالات من السادة المشاهدين، معنا من السعودية الأخ بندر، أخ بندر تفضل.
بندر الزيادي: السلام عليكم أخي.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.
بندر الزيادي: مساء الخير.
عبد الصمد ناصر: مساء الخير.
بندر الزيادي: عدِّل الاسم بندر زياد الله يخليك من السعودية.
عبد الصمد ناصر: تفضل سيد بندر زياد.
استنساخ البشر بين العلم والدين والأخلاق
بندر الزيادي: الزيادي أخي، أخويا هذا تطاول على سنة الحياة، هذا تطاول على خلق الله، هذا تطاول جبروتي كافر يهودي صهيوني لا أساس له من الوجود في الحياة هذه، أيخلق نعجة ويخلق إنسان؟! أنا أقول لهذا أيقارن نعجة بالإنسان؟ إذا كان هذا يرضيهم هم فلا يرضينا إحنا، إحنا مسلمين، نؤمن بالله ورسوله وكتبه وخلقه وكل شيء على وجه الأرض بإرادة الله -سبحانه وتعالى- لا بإرادتهم هم، هؤلاء الكلاب لا يمثلوا الإنسانية لا يمثلون عند أنفسهم إلا وقاحة، مجرد أغنام، هم يخلقون الأغنام ويخلقون الإنسان..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: طيب.. طيب أخي أخي بندر حتى.. حتى نتحدث بشكل أكثر علمية، يعني هناك من العلماء المسلمين طبعاً، هناك الكثير من العلماء المسلمين الذين رفضوا الاستنساخ وأفتوا بحرمته لكن هناك الكثير من العلماء أيضاً من أفتوا بجواز استنساخ أعضاء بشرية يكون الهدف منها هدفاً علاجياً ويكون مفيداً للبشر.
بندر الزيادي: يا أخي.. يخلق إنسان ويسميه حواء، من الذي خلق حواء؟ أسألك أنت.
عبد الصمد ناصر: الله.
بندر الزيادي: بعزة الله من الذي خلق حواء؟
عبد الصمد ناصر: نعم، الله -سبحانه وتعالى- هو الذي خلق، ولكن.
نبدر الزيادي: الله -سبحانه وتعالى- وخلقك أنت..
عبد الصمد ناصر: نعم، هناك جوانب.
بندر الزيادي: أيخلقون..
عبد الصمد ناصر: هناك جوانب أخرى أخي بندر يمكن أن تكون مفيدة للإنسان، لكن ألاَّ يتم استنساخ .. إنسان بكامله يعني.
بندر الزيادي: هم خلقوا الإنسان بكره يخلقونك أنت أعضاء أخي سامحك الله، إذا كان أنت راضي عن الشيء هذا، بكره يوزعوا لك أنت قطع غيار، إذا كان..
عبد الصمد ناصر: نعم، على كل حال أخي بندر.
بندر الزيادي: العلماء والإنسان.
عبد الصمد ناصر: نعم، فكرتك قد وصلت ونحترم رأيك هذا والكثير من السادة المشاهدين أكيد قد يتفقون أو يختلفون معك، معي الآن الأخ شيراك من الجزائر تفضل أخي شيراك.
شيراك ميلود: مساء الخير الأستاذ عبد الصمد.
عبد الصمد ناصر: تفضل سيدي، مساء الخير.
شيراك ميلود: أولاً نشكركم على هذه الحلقة العلمية، في الحقيقة لدي تدخل بسيط، لأنني لست مختصاً في هذا المجال، في البداية أود أن أقول بأن العلم هو سلاح ذو حدين، فإذا كان العلم كثيراً ما ينفع الإنسان في أمور طبية أو في أمور علمية أو في أمور ثقافية إلى غير ذلك أعتقد أن هذه.. هذه الحادثة التي نعيشها هذه الأيام، فيما يعرف بميلاد الطفلة إيف أو حواء، أعتقد لا يمكن لي إلا أن أعتبرها جريمة في حق البشرية، لأننا حتى وإن سلمنا بالتطور المذهل الذي يعيشه العلم والطب المعاصر، كما يمكن أن يمدنا ببعض الفوائد -كما طرحت الأخ عبد الصمد- فيما يخص مثلاً إنتاج أعضاء بشرية لمساعدة الإنسان أو لمساعدة المرضى فهذا ممكن أن يتقبله العقل إلى حد ما في حدود طاقة الإنسان المعاصر، أما أن يتحول الإنسان إلى سلعة أو إلى شيء يعني كرمه الله -سبحانه وتعالى- أن يصبح بضاعة يعني.. نتاج لمختبرات طبية تمارس في حقه شتى أنواع.. شتى أنواع التجارب، يعني فأعتقد أن هذا.. هذا مستوى منحط وصل إليه العلم والطب المعاصر، وشكراً.
عبد الصمد ناصر: أخي شيراك ميلود نشكرك على رأيك، معي الآن الأخ محمود من مصر، أخي محمود استمعت إلى رأي الأخ بندر من السعودية الذي ينظر إلى الموضوع من جانب ديني وعلى أنه تحدٍ لخلق الله وللإرادة الإلهية، والأخ كان معانا قبل قليل شيراك من الجزائر، قال بأن الإنسان قد يصبح بضاعة إذا ما تم اعتماد هذه العمليات استنساخ البشر، ما هو رأيك فيما قاله؟
محمود ثابت: بداية أود أشكر قناة (الجزيرة) على ما تقوم به من بث معلومات قيمة.
عبد الصمد ناصر: شكراً.
محمود ثابت: وبداية أود أن نطرح سؤالاً واحداً، نحن لسنا ضد العلم -أياً كان- المفيد للبشرية، وأذكر على الأخص أستاذي الدكتور جابر على مهران وله مؤلف في هذا الاستنساخ، الاستنساخ يجوز إذا كان هناك أعضاء بشرية ليس هناك مشكلة، ولكن هذا لن نصل إليه مهما كانت العلوم، ولكن الاستنساخ له طريقة علمية بويضتان -كما طرح وتفضل الأستاذ الدكتور- بويضة منزوعة النواة وخلية من أم، إلى من ننسب الجنين؟ للأم صاحبة البويضة المفرغة أم إلى الأم صاحبة الخلية؟ وإذا حدث ذلك فإنه سيكون هناك انهدام كامل للحضارة البشرية، فنحن لسنا ضد العلم، ولكن على أن يكون هناك الروابط الأسرية والمجتمع السليم المبني على أسس سليمة، وإذا كان العلم سيطرح ذلك بما يتناسب مع قيمنا وأخلاقنا، فنحن لسنا ضد ذلك.
عبد الصمد ناصر: طيب دكتور.. أخ محمود من مصر شكراً لك، إذن أنت تنظر إلى الموضوع من.. من الجانب مسألة الهوية والنسب. نستكمل مشاركات السادة المشاهدين مع أحد.. الأخ أبو حمد من قطر تفضل أبو حمد.
أبو حمد: مساء الخير..
عبد الصمد ناصر: مساء الخير..
أبو حمد: كيف الحال يا أستاذ عبد الصمد؟
عبد الصمد ناصر: الله يبارك فيك تفضل سيدي.
أبو حمد: نشكر (الجزيرة) على هذا المنبر الحر، الله يسلمك، عبر هذا الطرح الجيد، أنا.. أؤيد كلام الأخ من السعودية، ولكن أنا أرى رأي العلماء المسلمين تجاه هذه القضية.. المعارض والمؤيد في هذه القضية أول شيء إن.. هذه يعني عملية الاستنساخ هذه.. هذا مصطلح صهيوني -الله يسلمك- دخل على الإسلام، وأنا أرى -الله يسلمك- إن رأي العلماء أن البرنامج لو يعني مع.. أنا مع احترامي للدكتور اللي من لندن وسمعت، ولكن رأي العلماء يعني كيف يعني، هلا معارضين كيف ومؤيدين كيف يعني؟ يعني أين شرع الله –سبحانه وتعالى- في هذا التطوير؟
عبد الصمد ناصر: يعني هناك رأي العلماء تقصد علماء الدين أم..
أبو حمد: علماء المسلمين.. علماء المسلمين.
عبد الصمد ناصر: البحث العلمي؟ نعم.
أبو حمد: يعني كم مليار مسلم..
عبد الصمد ناصر: يعني الكثير من الهيئات العلمية، تعلم أخي، قد أفتت بحرمة الاستنساخ البشري، لكن هناك الكثير من العلماء أيضاً..
أبو حمد [مقاطعاً]: مؤيدين يا أستاذ عبد الصمد فيه.. عفواً أستاذ عبد الصمد فيه المعارضين وفيه المؤيدين -الله يسلمك- لهاي العملية، لكن الله يسلمك ليش، يعني ها العلماء..
عبد الصمد ناصر: طب بوحمد..
أبو حمد: ليش ما يتفقون على رأي معين من الشرع..
عبد الصمد ناصر: بوحمد..
أبو حمد: واقع الشرع والدين الله يسلمك؟
عبد الصمد ناصر: نعم، دعنا نستمع إلى الدكتور محمد عمارة الذي هو معنا الآن من مصر، دكتور محمد عمارة، أين.. أين وجه التحريم والتحليل في مسألة الاستنساخ البشري؟
د. محمد عمارة: يعني أولاً الاستنساخ البشري من القضايا النادرة التي اجتمعت على منعها وتحريمها ورفضها -أكاد أقول- كل القوى العالمية العاقلة وشبه العاقلة رغم اختلافها في التوجهات الفكرية والدينية والأيديولوجية، يعني الأزهر ومجمع البحوث الإسلامية أدان هذا التوجه، الفاتيكان أدان هذا التوجه، الكنيسة البروتستانتية في الغرب أدانت هذا التوجه، الرئيس شيراك وهو يمثل فرنسا العلمانية أدان هذا التوجه، الرئيس بوش وهو يمثل يعني اليمين الديني والبروتستانتي في أميركا أدان هذا التوجه، ولذلك هي حالة من الحالات النادرة التي يجتمع فيها العالم بتياراته الفكرية والدينية على إدانة هذا التوجه، هذه واحدة.
الأمر الثاني: إنه هذه الجمعية أو هذه القلة التي تعارض الدنيا وتسلك هذا المسلك الشائن أنا لاحظت أن صاحب هذا.. هذه الدعوى سمى نفسه رائيل، وهو قد ادعى النبوة، وكلمة رائيل.. أنا لست أدري هل لها علاقة بـ "إيل" وهي الإله في العرف الإسرائيلي والصهيوني أم لا، إسرائيل..
عبد الصمد [مقاطعاً]: دكتور محمد.. دكتور محمد عمارة، سامحني أقاطعك ولكن يعني تكملة وعطفاً على ما تقول حينما رأيت هذا الشخص على جهازي.. على شاشة التلفزة ما لفت انتباهي أنا كمشاهد أنه كان يحمل النجمة السداسية على قلبه، هل لهذه الطائفة أي ارتباط ديني باليهودية؟
د. محمد عماره: لأ، أنا لا أقول أنه..، لأ.. أنا.. أنا.. أنا بأقول لست أدري هل.. هل الاسم الذي استعاره وسمى نفسه به رائيل ونحن نعلم أن إسرائيل أي بيت إيل أي الله، هل هذا له علاقة؟ يقال أيضاً وهذا كتب في بعض الصحف أن التمويل لهذه الجماعة ولهذه الحركة هو تمويل صهيوني، أنا قرأت أيضاً في الصحافة في الأشهر الماضية أن بعض الأطباء في إيطاليا أعلنوا أنهم سيسلكون هذا السبيل، وأن إسرائيل من البلاد القليلة في العالم التي أيضاً أعلنت أنها ستتبنى هذا التوجه.
عبد الصمد ناصر: دكتور.. دكتور محمد.
د. محمد عمارة: الأمر الآخر أن الموقف الديني يحرم هذا الاستنساخ لعدة أسباب منها:
أنه تغيير لخلق الله وعبث في مسألة الحياة البشرية، وأكثر من هذا أن هذا يفرخ بشراً لا علاقة لهم بالأسرة ولا علاقة لهم بالنسب الواضح، إن الإسلام يرى في الأسرة يتحدث عن الزواج وعن الأسرة أنها نسب وصهر، أي تصهر الناس وتحول البشر إلى أولي أرحام، أما إذا نحن أتينا بمواليد لا علاقة لها بالنسب، لا علاقة لها بحرارة الأسرة، بعواطف الأسرة، بهذا نحن نهدم المعنى الحقيقي للأسرة و من ثم المعنى الحقيقي للأمة.
عبد الصمد ناصر: دكتور محمد.. دكتور محمد عمارة شكراً جزيلاً لك، لنفسح المجال لمشاركات أخرى للسادة المشاهدين، دكتور محمد عمارة يتحدث عن كثير من الجوانب الدينية والعلمية وحتى الاجتماعية المرتبطة بالنسب خاصة وأن النسب كما في القرآن الكريم (ادْعُوَهُمْ لآبَائِهِمْ) هنا الطفل المستنسخ غالباً ما قد يكون مستنسخاً من جينة من جنس واحد كما هو طفل بالنسبة للطفلة إيف، معي الآن من ألمانيا، الأخ علي عزيز، علي عزيز تفضل.
علي عزيز: السلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.
علي عزيز: أنا أحيي قناة (الجزيرة) وإتاحة لنا هذه الفرصة للمشاركة في هذا البرنامج المهم يعني بصراحة.
عبد الصمد ناصر: تفضل.
علي عزيز: أنا برأيي بصراحة أنا سمعت الإخوة اللي سبقوني هسه بالرأي إن الله -سبحانه وتعالى- أجاز بالعلم يعني، فلربما يعني هذا.. هذا الشيء التوصل بالعلم لربما بإرادة الله يعني بأمر الله هذا الشيء يُتوصل إليه.. ولكن إحنا الأمة الإسلامية لنا مراجع.. مراجع ولنا علماء يفتون بهذا الشيء، ولابد أن نرجع لهم يعني للاستشارة منهم.
عبد الصمد ناصر: دعني أخي علي عزيز أنا.. أنا قد فهمت كلامك وهو أن هناك مرجع ديني لأننا في الوطن العربي الموضوع حينما أثير أغلب الذين ناقشوا الموضوع ينظرون إليه من الزاوية الأخلاقية والدينية، أنت الآن تقيم في ألمانيا، كيف أثير هذا الموضوع عندكم؟
علي عزيز: طبعاً إحنا كثير من الصحف موجودة هنا والصحف العلمية موجودة يعني بصراحة يتجهون له من الجانب العلمي فقط وليس لا يتجهون له.
عبد الصمد ناصر: أنا أتحدث أخي عزيز عن أن الرأي العام الشارع الألماني مثلاً أصدقاؤك الألمان.. معارفك كيف ينظرون إلى الموضوع؟ كيف يتحدثون عنه؟
علي عزيز: كثير من الألمان يرحبون بهذا الشيء، يعني ما.. وليس عندهم يعني أي.. أي موانع في هذا الشيء يعني هذا، وأنا برأيي بصراحة يعني يعض.. يعني بعض الأشخاص يتكلمون يقولون بأن هذا الشيء يعني جائز، لربما هذا العلم اللي توصل إله الإنسان بإرادة الله أخي.
عبد الصمد ناصر: أخي عزيز من ألمانيا، علي عزيز شكراً لك، نتحول إلى المغرب معي من هناك محمد العلوي، محمد تفضل أخي.. من البحرين عفواً.
محمد علوي: نعم، سلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.
محمد علوي: أخي الفاضل، واقعاً هناك ثلاث نقاط يجب أن نستعرضها في الموضوع:
أولاً: لا نستطيع أن نفصل بين الدين والعلم، لا نقول من منظور علمي ومن منظور ديني، الدين هو العلم، من قبل 31 سنة أو 30 سنة أو أكثر أفتى سماحة آية الله العظمى السيد محمد الشيرازي -رضوان الله تعالى عليه- في قضية الاستنساخ، وقال بجواز الاستنساخ في أصل المسألة، يعني الإخوة إذا يتكلمون عن الحرمة هي إفرازات الاستنساخ، هذه من ناحية، ناحية الحكم الشرعي في أصل المسألة.
وبعدين أخي الفاضل، نستعرض القرآن الكريم هو المرجع الأصلي.. المرجع الأصيل في سورة العنكبوت، يقول الله -سبحانه وتعالى- في الآية الثانية بسم الله الرحمن الرحيم (أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) أخي الكريم، إذا نقول فلان يخلق.. الإنسان يخلق هذا كلام مو صحيح، الخلق لا يكون إلا بولوج الروح، والروح هي من أمر الله -سبحانه وتعالى- ففي أصل المسألة.. المسألة صحيحة علمياً شرعياً ما فيها أي إشكال، ولكن الإشكال في إفرازات المشكلة، الآن الخطاب يجب أن يوجه إلى جميع المسلمين، هذه فتنة الآن إحنا نتعرض إلها، أما أن الإنسان يكفر بالله سبحانه وتعالى إذا يشوف إنسان تاني جاي يطلع إنسان جديد أو أن يقول له..
عبد الصمد ناصر: يعني لا نختلف معك كثيراً أخي محمد خاصة وأن كثير من يرى بأن الاستنساخ ليس خلقاً جديداً وإن كان العالم لا يخلق خلية أو نواة أو كروموسوماً واحداً، بمعنى أن ما يقوم به العالم هو أنه عرف كيف يدخل على الخلية أو البويضة عوامل من خلق الله ليتوصل في نهاية الأمر إلى الاستنساخ، نتحول الآن إلى الأخ من كندا، من معي من كندا؟ ولد عبد الرحمن، تفضل.
ولد عبد الرحمن: معاك ولد عبد الرحمن.
عبد الصمد ناصر: تفضل سيدي.
ولد عبد الرحمن: أحييكم وأحيي كل العاملين على قناة (الجزيرة) ونهتم بالبرامج جداً وخاصة (منبر الجزيرة) لأنه هو منبرنا إحنا اللي ما عندنا منبر، وهذا الموضوع بالذات أنا أعتبر أنه فيه تعدي على الإنسان بما أن الإنسان هو خليفة الله في أرضه وهو هذا المنظور الديني هو اللي لا ينظر منه الموضوع وأُندد به ونطلب من الخبراء والعلميين إن هم يشوفوا لنا موضوع أحسن تستفيد منه البشرية أكثر من هذا.. والسلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: فكرتك قد وصلت يا أخي ولد عبد الرحمن، أنت ترى بأن الإنسان له حرمته ويجب التصدي لأن يكون مجالاً للعبث وتجربة هذا فكرتك. معي الآن حسن نجيلة من الإمارات أخي حسن، هل تتفق مع الأخ ولد عبد الرحمن بأن الإنسان ليس حقلاً للتجربة والعبث ولا.. ولا يمكن إيجاد إشكال مشوهة أو ممسوخة عبر الاستنساخ البشري؟
حسن نجيلة: نعم، وذلك، السلام عليكم ورحمة الله.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله.
حسن نجيلة: وذلك لقوله تعالى في سورة الحجر الآية 23 أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الوَارِثُونَ) يقول العلماء يجب وضع الخريطة الجينية للطفل المستنسخ والخريطة الجينية للشخص الذي استنسخ عنه الطفل، وأن يثبتوا تطابق الخريطتين، العالمة الفرنسية بريجيت بواسلييه (رئيسة مؤسسة clonaid للاستنساخ البشري)، وهي عضوة في فرقة الرائيليين.
عبد الصمد ناصر: نعم، هذا معروف سيد نجيلة.
حسن نجيلة: نعم، صرحت من قبل وكالة "فرانس بريس" في 27 نوفمبر من العام المنصرم أن زوجين أميركيين ينتظران هذه الولادة، والخبير الفرنسي في علم الوراثة (أكسيل كان) يقول لا أدلة تثبت الاستنساخ البشرية إنه لا يوجد أي عنصر يثبت ذلك في الوقت الحاضر، وأضاف (أكسيل) إن كان هذا الطفل فعلاً مستنسخ فيجب أن.. أن يقدموا دليلاً علمياً، ما لم يقدموا هذا الدليل يبقى ذلك الأمر مجرد ادعاء، وشدد على أن التقنية لم تنجح حتى الآن…
عبد الصمد ناصر: يعني هذه الأشياء معروفة في وكالات الأنباء واستعرضناها في نشراتنا، لكن رأيك أخي حسن أنت.
حسن نجيلة: أكمل.. أكمل بس أخي الأخ عبد الصمد.. نعم، رأيي أنا طبعاً هي لأن أصلاً (بريجيت) يعني تنضم إلى الرائيليين والرائيليين هم لهم شأن في شأن.. لهم ذلك في شأن الطائفة الإيلوهيم، الإيلوهيم على التحكم بالاستنساخ للوصول إلى الخلود، وشكراً جزيلاً أخ عبد الصمد.
عبد الصمد ناصر: أخ حسن نجيلة تحدث إلينا من الإمارات.
[فاصل إعلاني]
عبد الصمد ناصر: استعرضنا كثيراً من الأفكار والآراء للسادة المشاهدين قبل قليل، نواصل عرض هذه الآراء ومعي أحد الفاكسات التي توصلت بها قبل قليل، أحد المشاركين لم يذكر اسمه ولا مكان وجوده يقول: لا أدري -يعني هذا الفاكس استوقفني كثيراً- لا أدري هل أنا على حق في تخيلي أي أن يوماً ما بعد 50 عاماً ربما أقل سُيسأل -كما قال- ما يسمى الإنسان آنذاك عن مصنعه بدل اسم والده والبلاد المنتجة له بدلاً من جده أو عشيرته، أما الأم فلا وجود لها، حيث سيكون اسم الإنسان مثلاً -كما يقول الأخ- حسن أسترا من أميركا، فحسن الاسم الذي أعطي له، واسترا هو اسم شركة الأنبوب الذي صُنع فيه، وأميركا هي الدولة المنتجة، يقول، لا أدري لماذا يزج الحكام.. حكام العرب في هذا الموضوع، يقول نصيحتي لحكام المستقبل العربي هي.. هي أن يختاروا أنابيب صناعة البشر من المصدر الأصلي وليس من الدول التي تجيد التقليد بسبب مغريات رخص الثمن، فيبقى إنسان منطقتنا غير صالح لبناء الحياة كما في عصرنا الآن، ألست محقاً في تخيلاتي؟ لا أدري يا أخي من أنت.
نعود إلى الدكتور القطمي من.. من لندن، دكتور قطمي، يعني استعرضت مجموعة من ردود الفعل للسادة المشاهدين، تُرى أنتم كعلماء ما هو وجه اعتراضكم على مسألة الاستنساخ البشري بغض النظر عن الجوانب الأخلاقية والدينية التي تحدث عنها السادة المشاهدين؟
أسباب اعتراض العلماء على الاستنساخ البشري
د. عبد المجيد القطمي: بسم الله الرحمن الرحيم، يعني أنا افتكرت إنكم نسيتونا بالمرة بعد هذا الانتظار.
عبد الصمد ناصر: يا أخي طبيعة البرنامج أن نتيح الفرصة للسادة المشاهدين ثم نعود إلى الأخ الضيف للتعليق على ما جاءوا به.
د. عبد المجيد القطمي: أيوه.. أيوه، لأنه.. لأنه تعليقات كثيرة وطيبة وكثير منها احتاج أن أعطي تعليق عليها لفائدة المشاهدين إن شاء الله، طبعاً الموضوع بدي خليني أركز على نقاط أساسية ومهمة، لم يثبت قطعياً حتى الآن وجود ولادة طفل أو طفلة مستنسخة، والأوساط العلمية الغربية حتى من يعملون للاستنساخ مثل هذا الدكتور (سيفيرينو أنتينوري) هو عم بيعد طفل في شهر في هذا الشهر لا يصدق أن هؤلاء عملوا طفل اسمها حواء، ثاني شيء Sky News من 5 أيام استفتاء شعبي 87% من الناس لا يؤمنون ويعارضون الاستنساخ، تجمعات غربية كثيرة، أحب أن أذكر العرب والمسلمين سبحان الله ما.. ما.. يذكرون الدين ولا الخالق ولا الإسلام يعارضوه ولا المسيحية -إلا القليل- يعارضون الاستنساخ من.. من.. لأسباب إنسانية، لأسباب طبية، لأسباب صحية أشياء كثيرة جداً، وهؤلاء اسمهم برولايف (Prolife)، يعني المحافظين على الحياة وضد.. بعضهم ضد الإجهاض وكاثوليك وبابا وغيره، فنحن ما لازم نسرح كثيراً نتخيل إنه عندنا طفل مستنسخ، النعجة دوللي بيقولوا 277 مره وبيقولوا 276 قتلوا ومشوهين ونعجات وما شابه ذلك، فالأمر ليس بالسهولة.
بالنسبة للخلق، ذكر أحد الإخوة مهم جداً نتذكر كلمة "خلق" خطأ استعمالها، الخلق للخالق، الله يخلق، هؤلاء لعبوا.. وغيروا مما خلق الله بويضة، ومما خلق الله البروجرام والبرمجة تبع البويضة حتى تنمو وتتكاثر فهذه النقطة مهمة..
عبد الصمد ناصر: نعم دكتور.. يعني دكتور قطمي.
د. عبد المجيد القطمي: ننتبه لها، حتى الناس يقولوا خلقوا، لا يخلق أحد إلا الله فالله هو الخالق.
عبد الصمد ناصر: يعني كلامك هذا ما قد تنطبق عليه الآية الكريمة في سورة الرعد الآية السادسة عشر تقول (أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الوَاحِدُ القَهَّارُ) صدق الله العظيم. نواصل تلقي مشاركات السادة المشاهدين معي الآن ولد محمد من موريتانيا.
ولد محمد أحمد: السلام عليكم ورحمة الله.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله. تفضل أخي.
ولد محمد أحمد: أولاً أشكر قناة (الجزيرة) لاهتمامها بهذه المواضيع النبيلة، وأرى أن هذا الموضوع ستكون فيه آراء كثيرة واتجاهاتها مختلفة جداً جداً، وهو طفرة علمية وتطور علمي جديد، ولن توقفه هذه الآراء وهذه الاتجاهات، لكن ندعو من هذا المنبر العلماء إلى التفكير في هذا الموضوع والتحقيق فيه هل هو صحيح أم هل هذه الجينات التي ذكرتم هل هي حقيقة أدخلت إلى هذا المكان، وهل هذا الجنين نتج عن هذه الجينات غير التي كانت في الخلية القديمة أو البويضة القديمة، فإذا كان هذا صحيح سوف لن توقف هذه الاتجاهات وهذه الآراء، وإني أدعو العلماء والمهتمين والأخصائيين من هذا المنبر أن يقفوا على حقيقة هذا الموضوع ويوجهوا بالأخير إلى ما ينفع البشرية، مع العلم أنه لا ننكر قدرة الله -تبارك وتعالى- في أي شيء.. لا ننكر قدرة الله -تبارك وتعالى- في أي شيء، والكل خلق الله تبارك وتعالى، ولكن لا نريد أن توجه الناس إلى اختراع يهودي أو اختراع طائفة من الطوائف الدينية أو ينتمي إلى شيء من هذا القبيل، لكن نحن نؤمن بأن العلم متطور جداً جداً، وأن خلق الله تبارك وتعالى قادر على كل شيء، لا ننكر قدرة لله تبارك وتعالى، ونطلب -كما ذكرنا- من العلماء والأخصائيين والمهتمين في هاي الموضوع أن يقفوا على حقيقته أولاً، ويتأكدوا من هل هو صحيح، أم غير صحيح، فإذا كان صحيحاً أن يوجهه المسلمون إلى ما يتفق مع شرع الله تبارك وتعالى، وشكراً جزاكم الله خيراً.
عبد الصمد ناصر: شكراً أخي ولد محمد، نستعرض الآن بعض المشاركات عبر البريد الإلكتروني من السادة المشاهدين، هناك الأخ هيثم مشاركة من هيثم مأمون عبد الفتاح، يقول: أود أن أقول أن هؤلاء الناس الذين يتكلمون في الاستنساخ بدون ضوابط شرعية يَضِلُّون ويُضِلُّون، لذا أرجو إبراز رأي العلماء المسلمين الثقات.
محمد هلال، من المغرب، يقول: لا شك وأن القرآن الكريم والأحاديث النبوية أشارت إلى أشياء ستحدث، هل هناك نص صريح أشار إلى هذا الإثم؟ سؤال موجَّه للدكتور القطمي يريد جواباً عن هذا.. هذا الموضوع، مشاركة أخرى من أخ محمد هلال من المغرب أيضاً، يقول: بأن هناك استطلاعاً أجرته إحدى المحطات الفرنسية على موقعها الإلكتروني (…..).
مشاركة من طالب في فلسطين محمد مهند قال: قاوموا هذا المشروع الصهيوني الكافر الذي لا يعترف بالأبويه.
أبو ياسين.. أبو ياسين رجل أعمال من سوريا يقول إن استنساخ بعض.. بعض الأعضاء شيء مفيد للإنسانية، فقط لأن بعض الأعضاء. هذا رأيي ولا أعرف شيئاً عن الإفتاء الإسلامي.
الأخ أسامة منصور مراد، من إسبانيا، يقول في مشاركته الإلكترونية: عندما نتحدث عن الاستنساخ فإنه يشكل جريمة بحق المولود المستنسخ، فإذا ما حصل معه مثل النعجة دوللي، وأصبح عمره يعد الثلاث سنوات كعمر أمه وبجسم طفل.
هناك مشاركة استوقفتني لا.. لا تنقصها طرافة من أخ بحري مدير شركة في كندا، يقول: الاستنساخ مثل الطاقة النووية، فكما لها استخدامات تفيد البشرية فإنها قد تمر البشرية إذا وقعت في أيدي من قد يستعملها لأغراض الشر، ويتساءل: تخيلوا لو أن هناك شارون 2!
نعود مرة أخرى إلى مشاركاتكم الهاتفية السادة المشاهدين، معي الهادي القحطاني من السعودية أخي الهادي، تفضل
هادي القحطاني: السلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.
هادي القحطاني: مساء الخير يا أخي.
عبد الصمد ناصر: مساء الخير يا أخي، اتفضل.
الهادي القحطاني: أنا ما بأطيل عليكم يا أخوى، بس أنا بأقول لك فيه آيات في القرآن يعني تدل على كذبهم وافترائهم، يعني الآية الأولى اللي قال الله تعالى.. سبحانه وتعالى: (لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ) فهذه الآية تدل على كذبهم وافترائهم، الآية الثانية إحنا نقول لهم: إما أنكم تكونوا خلقتوا إنسان جديد أو خلقتم بدون العلاقة الجنسية بين الزوجين، فنقول لهم كما قال إبراهيم للكافر: إذا كان قدرتم تخلقون إنسان طلعوا الشمس من المغرب، الشمس تأتي من المشرق آتوا بها من المغرب.
عبد الصمد ناصر: على كل حال أخي.. أخي، هذه الكثير من العلماء لا يعتبرون هذا الاستنساخ -كما قال الدكتور القطمي- خلقاً، وإنما هو عملية علمية تجمع بين خلايا وبويضة هي من خلق الله أصلاً، شكراً لك أخي الهادي، نتحول إلى الأخ محمد نفسح له المجال الأخ محمد من موريتانيا، تفضل.
محمد: نعم، شكراً، السلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله.
محمد: تحياتي لك عبد الصمد وإلى الدكتور عبد المجيد، وأقول إذن إن هذه الضجة وقعت سنة 1978.. 78 بعد ولادة أول إنسان بالأنابيب، وهي الطفلة البريطانية ليوي جيران، وكان هناك تحدي إذا كان معلن النصارى أو اليهود الذين يقولون لنا استنسخوا هذه الطفلة حواء أو إيف، إذا كانوا يريدون التحدي الخالق، أن يأتوا بويضة مصنوعة من مصنع أو خارجة من غير إنسان أو حيوان، هذا هو التحدي، أما إذا كان التحدي علمياً فيجب على العلماء أن يقبلوها.
عبد الصمد ناصر: أخي محمد، فكرتك قد وصلت، وقد استعرضها كثيرٌ من السادة المشاهدين قبلك، نتحول إلى الأخ أبو نوح من المغرب، أبو نوح، تفضل أخي.
أبو نوح: آلو أستاذ.. آلو.
عبد الصمد ناصر: مساء الخير اتفضل أبو نوح.
أبو نوح: كيف حالك.
عبد الصمد ناصر: الحمد لله.
أبو نوح: أحيي قناة (الجزيرة) على البرنامج، وما رأي الشريعة الإسلامية في.. في هذا الاستنساخ؟ تسمعني الأخ عبد الصمد؟
عبد الصمد ناصر: أبو نوح، سؤالك أحيله إلى الدكتور القطمي في لندن. دكتور قطمي، لك المجال أن ترد على بعض الأسئلة التي تقدم بها السادة المشاهدون وكان آخرها لأبو نوح، وقبله تساءل أحد المشاركين عبر الإنترنت، وكان سؤاله موجها لك، وتساءل إن كان في القرآن الكريم ما يشير إلى أن هذه العملية قد تتم.
د. عبد المجيد القطمي: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا أتوقع ربما بعض العلماء والمشايخ أدرى مني في هذا الموضوع أن يدققوا في القرآن ويستنتجوا، بس أنا أعرف في.. بالقرآن، يعني مش استنساخ، استمساخ مسخ.. مسخ الإنسان، يعني ومسخ يعني مخلوقات.
النقطة الثانية الحقيقة يجب أن نؤكدها، هل نحن العرب أو المسلمين يعني لنا مرجعية في الأمور الشرعية أم لا؟ هل نتبع الفتاوى أم لا؟ أمامي هنا قائمة من الفتاوى، وأنا كنت من 3 أشهر في مؤتمر الأمم المتحدة في نيويورك عن الاستنساخ مؤتمر عالمي، ووزعت هذه الفتاوى بالعربي وبالإنجليزي على مندوبي الدول العربية والإسلامية، وعندنا 56 دولة، فموضوع طبعاً يطول شرحه في إجماع بالفتاوى في تحريم هذه الأشياء، فلا إذا كان الإنسان مسلماً ومؤمناً، ويطمئن وإجماع العلماء مش رأي عالم أو عالمين إنه هذا محرم، فيجب هذا الموضوع أن ينتهي البث فيه، ولا يأتي بآراء.
نحن مع العلم طبعاً، نحن مع التقدم ووجود العلاج الطبي للأمراض، ونحن نؤمن أن سيد الأطباء محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: "عباد الله تداووا فإن لكل داءٍ دواء"، ولكن نحن أمة عربية ومسلمة، لنا أخلاقنا، ولنا مرجعيتنا، نحن في الغرب هنا في ضياع كامل، المحاضنات في العيادات الطبية، يعني تأخذ المرأة ماء الرجل الغريب.. الزوجة يعني، وبويضة من غريب، وإجهاض، وقتل 600 طفل كل يوم وعاوزين يقننوا قتل المريض في المستشفى، ففيه أشياء عجيبة وغريبة في الغرب، نحن أكرمنا الله بالمقاييس والحلال والحرام والفتاوى، فيجب أن نرجع لها وأن نقدمها للغرب، ومن ضاع في الغرب، وعلماء الغرب، وأطباء الغرب، وألا نخوض في هاي الموضوع زيادة عن اللزوم، لأنه ما فيه شيء قطعي، ولا فيه شيء ثابت، ولا أؤمن أنا شخصيا و قطعياً لأنهم سيحتالون بعد أسبوع، وسيحضرون علماء تابعين لهم، ويقولوا: هذا طفل مستنسخ، أنا أستبعد ذلك، والبشر.. عملية خلق البشر تتبع لرب العالمين ومن اختصاصه، ويجب أن نتريث قبل أن نعطي فتاوى في هذه الأمور.
عبد الصمد ناصر: دكتور محمد.. دكتور قطمي، نعود إليك بعد نأخذ مشاركة من أخ محمد حيمور من قطر، وهي المشاركة الأخيرة في حلقة اليوم، أخي محمد، تفضل.
محمد حيمور: السلام عليكم، كيف حالك يا أخي؟
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.. وعليكم السلام.
محمد حيمور: يا أخي، هي علمية الاستنساخ هي عملية طبيعية، هم علمياً يأخذ الكروموسومات كما خلقها الله ويضعوها في بويضة كما خلقها الله، ولكن بطريقة غير شرعية، كما يحدث للزناة في الغرب وفي الشرق وفي كذا، يدخلون الكروموسومات من الذكر إلى الأنثى ومن الأنثى، ويخلطون الأجناس، وبذلك سيخرج لديهم جيل لا نسب له، كدوللي لا أب لها، إنهم معظم شعوبهم لا يوجد لهم نسب، لا يعرفون أباً، وفي بعض الدول في الغرب تعطي مكافآت وتعطي كثير من الإغراءات للزوج من .. امرأة التي لها أولاد ليس لهم آباء لا يعرفون آباءهم، ليس لهم نسب، فهم ليس لهم أي قاعدة خلقية ولا قاعدة دينية، حياتهم العادية هي مستنسخة، فكيف سيرفضون الاستنساخ؟ الاستنساخ في حياتهم اليومية، الاستنساخ قانون، الشذوذ قانون، عدم الدخول.. عدم وجود الأخلاق قانون، ترك الدين حتى بكافة أنواعه من مسيحية ويهودية وإسلامية قانون، الاستنساخ قانون لا خلق، لا أدب، لا شرع، لا وسائل، لا مصائر، كيف يستمع الناس إلى هؤلاء حياتهم مستنسخة؟ نحن قد.. لقد عشت في الغرب في أميركا، وأعرف جيراني إحدى.. إحدى الجارات كانت هي بيضاء أوروبية، لديها ابن أسود وواحد مكسيكي، وتسألني وتقول لي: أريد ابناً عربياً، هي لا تعرف آباءهم، هؤلاء مستنسخين قبل أن يحصل الاستنساخ، لا نريد أن ننجر وراءهم، لكن نريد أن نتعلم العلم، ولكن يجب أن نأخذ هذا العلم ونلبسه لباس الخُلُق.. خلق مسلمين، خلق العرب، خلق الشرق ليس خلق الغرب، الغرب علم أجرد.. علم مجرد..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: محمد .. نعم، أخي محمد حيمور.. الفكرة وصلت أخي محمد، شكراً لك نعيد.. نعود مرة أخرى للدكتور القطمي، يعني قال الأخ محمد حيمور قبل قليل إن الاستنساخ قانون، ونريد أن نعرف رأيك في نهاية هذه الحلقة عن رأي العلماء في هذا الموضوع.
د. عبد المجيد القطمي: هو عالمياً، أيوه قانون، طبعاً ما فيه قانون في أي بلد يسمح بالاستنساخ وتكوين طفل وما شابه ذلك، بس للأسف أقول لكم: بريطانيا التي أعيش أنا فيها منذ حوالي سنة أول دولة في العالم أقرت الاستنساخ الأوَّلي البدائي، يعني يتكون جنين، وبعدين تأخذ منه خلايا وتنميها، وتقتله بعد ذلك، حتى هذه المرحلة البدائية الأولى مش لعمل إنسان حوربت هنا بالتجمعات، وأنا قدمت الرأي الإسلامي لمجلس اللوردات البريطاني بناء على فتاوى وبناء على أمور طبية وعلمية، لأنه تكون عندنا في العصر الحديث كثير من الناس ما يعرفوا ذلك، فيه شيء اسمه adult stem cell أنت عاوز خلايا تنميها تعمل أعضاء؟ تأخذها من الإنسان العادي، مش من جنين، ما تعمل لا عملية استنساخ، ولا تكون جنين، ولا تقتله تتجه إلى أي رجل.. أي امرأة تأخذ من الجلد من الدم من العضلات، وهذه تنميها، وهايدي إلها website إنترنت، أدعو الناس كلها يطلعوا عليه، لأنه تقدم هذا في الغرب جداً، فعملية الاستنساخ ما فيه حاجة لها…
عبد الصمد ناصر: طيب دكتور.. دكتور القطمي عفواً على..
د. عبد المجيد القطمي: ولا طبيعية ولا.. ولا لها.. ولا مضمونة 100%.
عبد الصمد ناصر: نعم، عفواً على المقاطعة، المسألة التي أفتى بعض العلماء بتحليلها في موضوع الاستنساخ، مسألة استنساخ الأعضاء البشرية كالقلب أو الرئة أو الكبد، هل هذا ممكن علمياً؟ وهل يمكن أن يقبل الجسم البشري جسماً أو قطعة مستنسخة قد تعيد الأمل في الحياة للإنسان المريض؟
د. عبد المجيد القطمي: طبعاً نحنا قلنا، وأؤكد وأكرر ما ذكرت إنه الأمل للأعضاء السليمة التي ما فيها مشاكل أخلاقية وطبية ومعارضة دينية أن تأخذ خلايا من الإنسان العادي، أنا عندي تعب في الكلى آخذ خلية من الكلية وأنميها في الغرب، اسمها adult stem cell وآخذها من جسمي أنا حتى لا يحصل عملية رفض، لأنه الرفض يحصل من أعضاء مختلفة عن جسمي، هذه لها أمل كبير الآن لحل كثير من العلاجات، وأنا عندي هنا مرجع ضخم، يعني أسماء صعب في الإنجليزي، أسماء لعناوين الأبحاث والتجارب وكيف صحوا كثير من الناس بها، بس ليش نعبث بخلق الله؟ ليش حتى يلد جنين نقتله ونأخذ منه؟ وعندي فتاوى شرعية حتى المرحلة البدائية هذه مش عمل إنسان محرمة بفتاوى، وعندي كلام للشيخ يوسف القرضاوي في سؤاله عن ذلك ومؤتمرات لمنظمة المؤتمر الإسلامي، تكلموا عن الجنين وأخذ أعضاء منه ويقتل الجنين كما يحصل مع عملية الاستنساخ الأَوَّلي.
عبد الصمد ناصر: صحيح.
د. عبد المجيد القطمي: فبريطانيا البلد الوحيدة التي أقرت هذا، وعارضناها بقوة مسلمين ومسيحيين وعلماء وأطباء، بس في العالم كله ما فيه قانون حتى الآن يسمح بالاستنساخ البشري The productive.. بتعمل إنسان، أو بيسموه Therapeutic يعني تعمل خلايا وتنشؤها وتنميها حتى يكون يتكون منها أعضاء.
عبد الصمد ناصر: يعني هناك من يقول بأن مسألة الاستنساخ لم تنجح بعد مع الحيوانات، فكيف يقبل بها على صعيد البشر، خاصة وأن بعض الحيوانات التي أجريت عليها تجارب ظهرت فيها عيوب بعد استنساخها.
د. عبد المجيد القطمي: هاي.. هاي نقطة ثانية كثير من الناس لا يعرف إنه أنت بتقطع آلاف.. بتقتل آلاف وعشرة آلاف وأكثر لحتى يطلع عندك شيء شبيه شبه طبيعي، بيقولوا بالتعبير الإنجليزي بيتكون عندنا يعني مخلوقات عجيبة غريبة Cabbage.. monster.. هيك بيقولوا بالإنجليزي، ما معروفة إنسان ولا حيوان، وأمراض وراثية فيه، ويموتوا بسرعة، وتجهض المرأة، ولو عاشوا فترة بسيطة يعني يموتوا بعد ذلك، هو مئات وآلاف، يعني نحنا عندنا الآن مشكلة في بريطانيا هو صعوبة الحمل، وتجيب آلاف البويضات…
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: نعم.. دكتور.. نعم دكتور القطمي، كان بوسعنا –عفواً على المقاطعة- كان بوسعنا أن.. أن نتوسع أكثر في هذا الحديث، ولكن الوقت.. وقت البرنامج قد أدركنا.
في نهاية هذه الحلقة من برنامج (منبر الجزيرة) نشكر كل من شاركنا، ونشكر الدكتور عبد المجيد القطمي (المنسق الإسلامي مع الجمعيات البريطانية المناهضة للاستنساخ) وإلى اللقاء في حلقة قادمة بحول الله.