منبر الجزيرة

أثر الثقافة والفكر الغربي على الأمة العربية

لماذا رأى العرب خلاصهم ومستقبلهم في الثقافة الغربية؟ هل كان تعلقهم بنموذج الغرب أحد أسباب الهزائم المتكررة؟ ألا تملك الثقافة والفكر العربيان مناعة ضد فيروس التغريب؟ وكيف السبيل إلى محو آثار التغلغل الفكري الغربي في المجتمعات العربية؟

مقدمة الحلقة:

إيمان بنورة

ضيف الحلقة:

د. يوسف القعيد: كاتب وأديب – القاهرة

تاريخ الحلقة:

22/09/2003

– العلاقة بين الثقافتين العربية والغربية
– أسباب نجاح رواد الفكر العربي في الغرب

– إشكالية ازدواجية التعامل مع الحضارة الغربية


undefinedمثقف عربي: بأخذ.. بالأخذ بالقوة الغربية، القوة الغربية اللي هي التمدن الغربي، الحضارة روح.. روح وتمدن، فإحنا نملك ثقافة رفيعة جداً إنسانية.

جمال الغيطاني (كاتب مصري): لا يمكن إن إحنا نستغني عن الغرب، يعني أنا.. أنا بأعني الغرب بمعنى الإنجاز الحضاري، يعني التلفزيون اللي إحنا بنتكلم فيه الآن ده منجز حضاري غربي، لكن هذا لا يعني إن أنا أكون غربي.

مثقف عربي: التاريخ البشري لم يعرف قط منذ أن عُرف التاريخ أو.. ومنذ أن عرف الإنسان الكتابة وعرف التفاعل بين الحضارات أو الدول أو الشعوب لم يعرف قط أن شعباً قلَّد شعباً آخر وتماهى تماماً بداخله إلا في حالات الغزو.

إيمان بنوره: أهلاً بكم أعزائي المشاهدين، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم من جديد في برنامج (منبر الجزيرة).

عاشت الثقافة العربية أزمة الثقة منذ هزيمة عام 67، ترتب على ذلك تراجعاً في الفكرين القومي والوحدوي، توالت بعده موجات إيديولوجية وفكرية متعددة، ولم تكد الأمة تتجاوز جراحها على مدى العقود الثلاثة مروراً بحرب أكتوبر وغزو العراق للكويت، ثم آثار الثورة الإسلامية الإيرانية حتى ألصق الغرب بها لائحة جديدة من الاتهامات، من بينها الإرهاب والتعصب الديني، ولم يكتفِ الغرب بهذا بل رافق حملتهم المطالبة باستحقاقات أخرى كضرورة إصلاح التعليم الديني والانفتاح والقبول بمبدأ المصالحة والتطبيع مع إسرائيل دون شروط.

إعلان

أمام كل هذا يظهر الغرب مَهمَا.. مُهماً -عفواً- في علاقتنا اليومية العلمية والدبلوماسية والإنسانية، ولكنه يؤرقنا بامتداداته السلبية التي تنتقص من قيمنا وهويتنا، فما الحل لتجاوز هذا المأزق الحضاري؟

للمشاركة معنا يمكنكم الاتصال على رقم الهاتف: 4888873 (00974)

أو على رقم الفاكس على:4890865 (00974) أو على موقع (الجزيرة) على:


العلاقة بين الثقافتين العربية والغربية

ومعنا الآن من القاهرة (المفكر الإسلامي) الدكتور يوسف القعيد دكتور يوسف، في البداية، أهلاً بك، هل ترى فعلاً في الغرب علتنا وأسباب ضعفنا وهزيمتنا؟

د. يوسف القعيد: أولاً: يعني أنا عايز أضيف معلومة بسيطة إن أنا أساساً أديب وروائي.. وروائي ومثقف، علاقتنا بالغرب تكاد تكون علاقة إشكالية وهذه الإشكالية لا نستطيع أن نقول أنها موجودة في القرن العشرين فقط سواء في النصف الثاني منه أو في النصف الأول منه، لكن أعتقد أن هذه العلاقة بالغرب تعود إلى قرون مضت لا أريد أن أقول إن حملة (نابليون) كانت هي الطرح الأول أو الطرق الأول على أبواب الشرق، وبالتحديد أبواب مصر، لكن منذ أن عرف العالم الاتصالات ومنذ أن جاءت إلينا السفن التي كانت تمر علينا طلباً للتوابل من الشرق الأقصى وقوافل التجار وقوافل السياح الأوائل، كل هذا خلق نموذج الغرب أمامنا.. أمامنا، وفي النصف الأول من القرن العشرين بالتحديد وليس النصف الثاني منه، بدا بعض المثقفين يرى إنه خلاص الأمة العربية يأتي في ارتباطها بالغرب، حصل خلافات في مسألة أي غرب، هل الغرب دا أن يكون فرنسا؟ هل يمكن أن يكون إسبانيا؟ هل يمكن أن يكون ألمانيا؟ لكن أصبح فيه إشكالية حقيقية في هذا الموقف من الغرب، أنا عايز أقول إن هذا الموقف لم يكن مطلقاً، لكنه كان يشكل أحد الاجتهادات المصرية فقط، وكانت في مواجهته اجتهادات أخرى ترى أن الارتباط بالتراث وأن الاعتماد على النفس، وأن تمثل تراث الحضارة العربية قد يكون أبقى وأفضل بكثير من اللهاث وراء الغرب، لكن كان فيه رموز أساسية نادت بالغرب والارتباط بثقافة الغرب، والاتجاه شمالاً، منهم الدكتور طه حسين، ومنهم الدكتور حسين فوزي، ومنهم أحمد لطفي السيد، ودُول كانوا بيروا إن.. أن نأخذ من حضارة الغرب ما يناسبنا وما يساعدنا على التطور وما يساعدنا على التقدم..

إعلان

إيمان بنوره: نعم.. نعم.

د. يوسف القعيد: التقدم، لكن.. لكن المشكلة الجوهرية إنه هذا الوجه الناصع للغرب كان بيصلنا في نفس الوقت اللي كان هذا الغرب يشكل استعماراً، وأنا ضد كلمة استعمار لأنها كلمة تضليل لغوي.. من التعمير ومن العمران ومن.. ومن العمارة.

إيمان بنوره: لكن نعم.

د. يوسف القعيد: هذا التداخل هو اللي جعل صورة الغرب فيها المفكر وفيها الحضارة الغربية، لكن أيضاً أتى منها الاستعمار الذي ربما افادنا في بعض النواحي، لكنه أضرنا كثيراً في نواحي أخرى كثيرة.

إيمان بنوره: لكن يعني دكتور يوسف، هؤلاء الرواد رواد الفكر العربي الذين يعني ذكرتهم حاولوا القيام بمحاولة نهضة عربية في بداية القرن، ولكن منذ ذلك الحين لم نشهد أي نهضة عربية ثاني.. ثانية أو ثالثة، لماذا برأيك؟

د. يوسف القعيد: لأ برضو معلش -أختي إيمان- اسمحي لي أختلف معاكي، لأنه الموجة الأولى التي نادت بالارتباط بالغرب ورأت خلاصنا في الارتباط بالغرب أعقبتها موجات أخرى، بعضها أَصَّل فكرة الارتباط بالغرب، لكن بعضها الآخر اعتمد على فكرة أن نعتمد على أنفسنا وأن نعود إلى تراثنا، وأن نعتمد عليه وأن نتمثله وأن نهضمه، وأنتِ قلتِ تاريخ مهم جداً وهو 1967، ونكسة 67 في مصر كان من آثارها الحقيقية العودة إلى التراث العربي عودة كاملة، وهذا عَبَّر عن نفسه في أشكال كثيرة جداً من مناحي الحياة، وهذه العودة مازالت أصداؤها مستمرة حتى الآن وتواجه التغريب، وتواجه الهجرة نحو الغرب، وتواجه الاعتماد على الغرب كثيراً.

إيمان بنوره: نعم، دكتور يوسف القعيد، شكراً جزيلاً لك، نرجو أن تبقى معنا، دعنا نشرك معنا هذا الكم من المشاهدين المنتظرين على الهاتف، معنا الآن بداية هزلول من السعودية، هزلول الشمري من السعودية، سيد هزلول، يعني نماذج كثيرة من الانقسام حول العلاقة الإيجابية والسلبية للغزو الغربي لمجتمعاتنا كيف تراه أنت هل إيجابياً أم سلبياً؟ سيد هزلول..

إعلان

إذن معنا سعد المازني من السويد، ونوجِّه لك السؤال نفسه.. سيد سعد من السويد..

إذن معنا أبو أنس من السعودية ربما.

أبو أنس اليافعي: السلام عليكم.

إيمان بنوره: وعليكم السلام.

أبو أنس اليافعي: السلام عليكم.

إيمان بنوره: أهلاً بك من معنا؟

أبو أنس اليافعي: معاكي أبو أنس اليافعي من السعودية.

إيمان بنوره: أهلاً بك أبو أنس، تفضل.. نرجو بداية أن تخفض صورة التلفاز بجانبك حتى نتمكن من سماعك.

أبو أنس اليافعي: طيب ما فيش مانع، أنا أرى أنه التدخل الغربي بخصوص الشعوب العربية هو تدخل سلبي وليس إيجابي.

إيمان بنوره: نعم، لماذا؟

أبو أنس اليافعي: هذا يخص.. هذا يخص الشعوب العربية فقط يعني، تدخل الدول الغربية يعني في تقاليد الدول العربية في الدين الإسلامي لا يتكيَّف مع الدول الغربية هذا حسب رأيي أنا.

إيمان بنوره: إذن أبو أنس من السعودية، شكراً جزيلاً لك، معنا طالب نعيم من لبنان، سيد طالب، ما هو رأيك في هذا.. في هذه المسألة؟

طالب نعيم: السلام عليكم ورحمة الله.

إيمان بنوره: وعليكم السلام أهلاً بك.

طالب نعيم: كيف حالك يا أخت إيمان.

إيمان بنوره: تفضل، أهلاً بك.

طالب نعيم: اللهم صلي على سيدنا محمد، يعني بداية هناك حقيقة يجب أن يُدركها المسلمون جميعاً، وهو أن الحضارة الغربية هي حضارة باطلة غير صحيحة، لماذا هذه الحضارة حضارة باطلة؟

لأن هذه الحضارة تقوم على عقيدة فصل الدين عن الحياة، تلك العقيدة التي أنكرت أن يكون لله الخالق أي علاقة بالإنسان المخلوق من ناحية تنظيم شؤون الإنسان في هذه الحياة، فمن هذه الزاوية لا يُنظر إلى العقيدة هذه أو إلى هذه الحضارة إننا نحن كيف نستطيع أن نستفيد منها، وهنا طبعاً عندما نتحدث عن الحضارة نحن لا نتحدث عن الصناعة أو العلم أو التكنولوجيا أو المكتشفات العلمية إلى غير ذلك، وإنما نتحدث عن جميع المفاهيم عن الحياة، يعني تلك المفاهيم التي يسير الناس بحسبها في هذه الحياة، فهذه الحضارة لا يجوز بحال من الأحوال أن تُبحث على صعيد أو أن نتعاطى معها على صعيد أن نحاول الاستفادة من هذه الحضارة، قلنا لأن هذه الحضارة هي حضارة باطلة.

إعلان

النقطة الثانية: أن البحث هو متعلق بالأمة الإسلامية، والأمة الإسلامية تعتنق الإسلام الذي هو المبدأ الذي قام الدليل العقلي القاطع على أنه من عند الله الذي يعلم ما يصلح للبشر، فمن هذه..فمن هذه الناحية الأمة الإسلامية هي الوحيدة الآن التي تملك المبدأ الصحيح.

إيمان بنوره [مقاطعاً]: نعم، إذن سيد طالب نعيم من لبنان، نكتفي بهذا القدر، شكراً لك على مداخلتك، ستأخذ كوردو أوراس من هولندا، سيد كوردو.

كوردو أوراس: يا أهلاً مساء الخير.

إيمان بنوره: أهلاً بك.

كوردو أوراس: أنا عندي رأي آخر يختلف عن رأي الآخرين.

إيمان بنوره: تفضل.

كورد وأوراس: .. إحنا لو نلاحظ الآن نتكلم عن الحضارة، الحضارة القديمة اللي.. اللي الحضارة الإسلامية العربية حضارة قديمة، لا نستفاد شيء منها إحنا كل العرب والمسلمين مستفيدين الآن على الحضارة الغربية، ولا يوجد حضارة غربية، وإنما حتى الحضارة اليابانية والصينية اللي العلم يلعب دور عندهم، إحنا سبب تخلف العرب والمسلمين هو الدين، الدين والأحكام الاستبدادية الأحكام.. الحكام الديكتاتوريين اللي يحكمون الشعوب والدول، إحنا في.. ليس لدينا منهج علمي متطور، كل المناهج التعليمية مسيطر عليها الأحكام.. الحكومات الديكتاتورية، شوف انظر إلى الأستوديو حضرتك، كل هذا من صناعة الغرب، من خيرات تفكير الغرب هل.. انظر إلى بيتك، 95% من كل البيوت العربية والإسلامية صناعة الغرب، إحنا مليار مسلم دول عربية ليس لديهم أي صناعة، حتى شعوبنا يستفاد من عندنا، المهم إحنا لازم يعني نقول الحقيقة، الاختلاف بيناتنا العرب والمسلمين مع.. مع الدول الأوروبية والأميركية هو العلم.
إيمان بنوره: نعم، سيد كوردو أوراس شكراً جزيلاً لك من هولندا، معنا مكالمة أخرى من موسى من السعودية، سيد موسى تفضل.

موسى منقاوي: السلام عليكم.

إعلان

إيمان بنوره: وعليكم السلام.

موسى منقاوي: كيف حالك؟

إيمان بنوره: تفضل.

موسى منقاوي: والله نحن نشوف المشكلة من عندنا وليس المشكلة مو من الغرب يعني إحنا اللي بنتبعهم، هم ما بيتبعونا هنا المشكلة، المشكلة فينا ونحنا لازم نعالج المشكلة هذه يعني.

إيمان بنوره: ولماذا نحن نتبعهم يعني برأيك سيد موسى؟

موسى منقاوي: أحياناً الجهل وأحياناً السياسات هي اللي تخلينا نتبعهم نحنا، يعني إن إحنا لازم نتفق مع بعض ونتعاون علشان نقدر نحل المشكلة هذه.

إيمان بنوره: نعم، إذن شكراً لك سيد موسى من السعودية، معنا الآن محمد ظاهر من فرنسا، سيد محمد، هل فعلاً…

محمد ظاهر: آلو، السلام عليكم.

إيمان بنوره: نعم، أهلاً بك.

محمد ظاهر: شكراً جزيلاً، من المعروف بأن الغرب حاول مساعدة بعض المثقفين العرب مثل طه حسين ونجيب محفوظ وغيرهم في نشر السم الغربي في المجتمعات العربية، وأنا أضرب مثال على نجيب محفوظ بأنه حصل على جائزة نوبل للآداب رغم أن اللجنة لا تفهم اللغة العربية، هذا أريد أن أؤكد أن اللجنة التي أعطت نجيب محفوظ لا تفهم أي شيء في اللغة العربية، لأنه ترجمة قصص نجيب محفوظ إلى لغة إنجليزية أو لغة ثانية لكي يحكموا عليها هذا طبعاً يفقدها الكثير من معانيها ومن أشياء أخرى، لذلك هذه اللجنة التي أعطت نجيب محفوظ الجائزة لا تفهم أي شيء أعطته لأن نجيب محفوظ كان يضع السم في قصصه للأجيال العربية.. نقطة…

إيمان بنوره ]مقاطعة]: طيب، شكراً لك سيد محمد ظاهر من فرنسا، شكراً لك سيد محمد ظاهر من فرنسا، إذن نعود إلى ضيفنا دكتور يوسف القعيد في القاهرة، إذن هذه كانت مداخلة جميلة ما رأيك بها، خاصة وأنك من مصر؟

د.يوسف القعيد: أنا يعني.. أولاً أنا عربي ويعني أنا عايز أرد على الأخ الأخير، هو يغفل إنه فيه اختراع بشري اسمه الترجمة ولو قرأ هذا الأخ حيثيات منح نجيب محفوظ جائزة نوبل لأدرك أن هذه اللجنة فهمت أعمال نجيب محفوظ المترجمة إلى لغات العالم المختلفة قبل حصوله على نوبل سنة 1988 أنها قرأتها وفهمتها واستوعبتها تماماً، أنا لا أفهم عبارة السم في العسل ولا أفهم أيضاً إن طه حسين ونجيب محفوظ روَّجا لأفكار الغرب بيننا لأنه كلاهما كاتب مجدد وعظيم، ونجيب محفوظ يستحق جائزة نوبل منذ نهاية الخمسينيات من القرن الماضي وليست الجائزة مكافأة له على أي دور قام به، ونعتقد إن الأخ يعني بيقول كلام مُرسل وكلام اتقال كثير من 88 حتى الآن، أنا عايز أقول.. اتفضلي..

إعلان

أسباب نجاح رواد الفكر العربي في الغرب

إيمان بنوره: لكن دكتور يعني بداية من الملاحظ أن الكثيرين من روادنا ورواد الفكر العربي ينجحون أكثر في البلدان الغربية وليس في بلادهم العربية، يعني هل تعتقد أن ذلك يعود لتوفر الفرص هناك أم بسبب النظام إن كان اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً ربما؟

د.يوسف القعيد: برضو أنا مش عارف ينجحوا بمعنى إنه شهرتهم هناك بتكون أكثر؟ هل معنى هذا أن المجتمع الغربي يعطي فرص للناس أكثر من المجتمعات الشرقية؟ يعني أنا عايز أقول إنه.. إنه طه حسين نجح في المجتمع العربي قبل أن يصل صوته إلى المجتمعات الغربية وأن نجيب محفوظ اعتُرف به في مصر وفي الوطن العربي منذ النصف الثاني من الأربعينيات من القرن الماضي، وأن الإضافات التي أُضيفت له بعد حصوله على نوبل هي إضافات عالمية أكثر من كونها إضافات مصرية أم إضافات غربية، أنا يمكن أن أوافقك فقط على إنه تركيبة المجتمع الغربي قد تحبذ المبادرة الفردية، قد تحبذ النجاح الفردي، قد تعطي الفرد فرصة أكثر من مجتمعاتنا، وهذا فارق حضاري بالدرجة الأولى.

إيمان بنوره: نعم، دكتور يوسف.

د.يوسف القعيد: لكن دا لا يعني إن أنا منبهر جداً بالتجربة الغربية، لكن اللي علينا أن نواجهه المشكلة الحقيقية أننا نعاني من ازدواجية في التعامل مع الغرب.. التليفزيون الذي أتكلم.. التليفزيون…

إيمان بنوره ]مقاطعة]: نعم، إذن دكتور يوسف دعنا نتوقف هنا، شكراً جزيلاً دعنا نعود إلى بعض المكالمات الهاتفية لمشاهدينا ليشاركوك هذا الرأي، هل فعلاً نعاني نحن من ازدواجية؟ معنا محمد كرُّوم من أوكرانيا. محمد كرُّوم من أوكرانيا هل أنت معنا؟ فارس محمد من السعودية إذن.

فارس محمد: مساء الخير.

إيمان بنوره: مساء النور، هلا.

فارس محمد: دعينا نرجع إلى الوراء يا أخت إيمان، دعينا نرجع إلى العصور الوسطى، وكيف كان مستشرقون يأتون إلى الثقافة العربية وينهلون منها، نحن الآن نقيم هذا على أنه عمل جيد، الغرب أيضاً يقيمون ما قام به المستشرقون على أنه عمل جيد، الإشكالية يا أخت إيمان بأننا لم ندرس الإيجابيات الغربية بشكل جيد ونضع المعايير المناسبة لها، نحن اعتقدنا بأن الشارع والرصيف وعمود الكهرباء والتليفون هم أساس التطور أو النموذج الإيجابي في التطور الغربي، هذه هي قشور الحضارة الغربية، جوهر الحضارة الغربية لا يسمحون لنا بالوصول إليه، دول أخرى الهند مثلاً تجدينها بأنها استفادت من الثقافة الغربية أخذت إيجابيات الثقافة الغربية هناك مصانع هي لا تشتري دبابة إلا بعد أن تشترط بإيجاد مصانع في الهند لقطع الغيار وللذخيرة، نحن عندما نشتري دبابة بـ20 مليون يباع معها 20 قذيفة فقط، إذن الإشكالية ليست إشكالية الغرب ولكن الإشكالية إشكاليتنا نحن في التعامل مع الغرب يا أخت إيمان.

إعلان

إيمان بنوره: نعم، إذن شكراً فارس محمد من السعودية، دعنا الآن نستمع إلى بعض الرسائل الإلكترونية المسجلة. فلنستمع.

محمد أبو مر: التغريب هجمة يقودها عملاء مأجورون للغرب، وكان يجب الضرب على أيديهم والتخلص من تأثيرهم من البداية حتى لا يستفحل ضررهم ويصل الوضع إلى ما وصل إليه.

إيمان بنوره: محمد لديه تصور، يتهم دعاة التغريب بالعمالة، معنا الآن مكالمة هاتفية أخرى من هشام أو هاشم من السويد. سيد هاشم تفضل.

هاشم العبيدي: السلام عليكم.

إيمان بنوره: أهلاً بك.

هاشم العبيدي: أخت إيمان بالنسبة للعلاقة مع الغرب العلاقة دائماً سلبية منذ القدم، منذ العصور الوسيطة، فبالنسبة.. بالنسبة للعصر الحديث هناك عملية تشويش على الهوية العربية، هناك مخطط تآمري استعماري غربي ذات أبعاد ثلاثية تتولاها مدارس في ثلاث خطوط متوازية ضمن حلقات مرسومة وأدوار موزعة متنوعة.

تولت.. أولها: تولت حركة الاستشراق تشويه التراث الحضاري الإسلامي بالإساءة المتعمدة للإسلام الذي يشكل المكون الثقافي للعرب، إضافة إلى وضعها وتوظيفها، الأبحاث والدراسات الاستشراقية في خدمة الأهداف الاستعمارية، هاي الأوروبية هذه من جهة.

من جهة ثانية عملت بعثات التنقيب الأثرية باستخدام أبحاث ودراسات علماء الآثار وبعثات التنقيبات والحفريات من جانب إلى محاولة صياغة هويات مزعومة مزورة مزيفة للمنطقة بدلاً من هويتنا الأصلية الهوية العربية، كالهوية الفينيقية والآشورية والسومرية و.. والفرعونية وهكذا

وكذلك هناك مدرسة ثالثة هي متوازية لهذه المدرسة، هي اللي الإرسالات التبشيرية التي سعت إلى محاولة تغريب الكنائس..

إيمان بنوره: نعم، هاشم العبيدي يبدو أن الاتصال قد قطع معه، شكراً له على كل حال، معنا الآن بكر من السعودية، سيد بكر تفضل.

بكر إبراهيم: هلا أخت جمانة.. أخت إيمان بارك الله فيك، الله يفك أسر تيسير..

إعلان

إيمان بنوره: إن شاء الله.

بكر إبراهيم: معلش أنا ما بأخطب خطاب ديني، لكن أقول هاي الحديث اللي ربنا -سبحانه وتعالى- يقول (وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا) وقال الرسول: "اطلبوا العلم ولو في الصين" يعني إحنا نستعين بالغرب مهما كان، والعرب والمسلمين أعطاهم الله دين في الزمن القديم، إلا أنهم احتاجوا مع ذلك إلى تجربة أدب وعلم الأمم الأخرى من الرومان والفرس وما شابه، وكانوا العرب في السابق يئدون البنات، وكان ذلك من الأشياء المتخلفة، وكانوا تحت رحمة قيصر وكسرى، فجاء الإسلام ورفعهم وأعطاهم مكونات اقتصادية وفكرية ورفع من شأنهم، ثم ما لبثوا أن نسوا ذلك بسبب الانحطاط والضعف الذي أصاب الأمة في وقت ما ومازال، وبدأنا الآن -للأسف- نسب نجيب محفوظ وما شابه ويعني أول شيء.. صدمة فكرية -إذا صح التعبير- وبعدين فيه ابن خلدون يقول في مقدمته فيما معناه أن الدولة القوية إذا هزمت الدولة الضعيفة ظنت هذه الدولة الضعيفة أن الغلبة حصلت للدولة القوية بسبب مقوماتها التقنية في ذلك الوقت والفكرية وغير ذلك، ويبدأ الناس في تقليد شعوب الدولة القوية في شتى الميادين أحياناً حتى في اللباس وطريقة الكلام والطعام.

إيمان بنوره: نعم، إذن شكراً لك بكر إبراهيم من السعودية، لدينا الكثير من المداخلات في حلقة اليوم ولدينا الآن عمر جميل من فرنسا، تفضل سيد عمر، أطلنا.. أطلنا انتظارك.

عمر جميل: مرحباً.. لأ معلش مرحباً، عودة للسؤال اللي سألتيه حضرتك هو أنه هل نتهم الغربي إنه هو المسؤول عن مشاكلنا؟ طبعاً إحنا بنتهم الغرب بأنه مسؤول عن مشاكلنا لأنه إذا بترجعي للتاريخ اللي درستيه حضرتك ودرسناه نحنا بالمدارس بيقول إنه من سنة 1924 دخل الغرب لعندنا كنا دولة وحدة جزأ بلدننا وعمل أولياء لصالحه هو بيشتغلوا عندنا بالدول العربية فهذه المشكلة مشكلة الغرب لأنه هو اللي جزأ البلدان وهو اللي عمل الهوية العربية وهو اللي عمل لحدية هلا المشكلة اللي عندنا كيف الحل تبعها وكيف الخروج منها للمشكلة اللي إحنا واقعين فيها، أولاً الهوية الهوية شو هي؟ الهوية هي إسلامية ما فيه آية في القرآن بتقول عنا إن نحنا عرب بتقول عنا أن إحنا مسلمين، بتقول عنا إن قولوا إن حالكم مسلمين، الجزء الثاني اللي لازم ينعمل هو على المسلمين أن يأخذوا بالحديث للرسول واللي هي قاعدة هرمية بتقول "إن كنتم ثلاثة فأمروا واحد" يعني اليوم المسلمين مطالبين بأن يقوموا بعملية انتخاب لحتى ينتخبوا والي ونائب عنهم لحتى هو يقوم بتحديد وتسيير أمور المسلمين ويتكلم باسم المسلمين.

إعلان

إيمان بنوره: نعم شكراً لك إذن عمر جميل من فرنسا.

[فاصل إعلاني]

إيمان بنوره: وكما قلنا لدينا الكثير من المكالمات الهاتفية بالانتظار نأخذ الآن من السعودية خالد، أبو خالد ما هو أو ما هي مداخلتك في هذا الموضوع.

أبو خالد العميري: السلام عليكم ورحمة الله.

إيمان بنوره: أهلاً بك.

أبو خالد العميري: حقيقة أنا أستغرب والله العظيم، لأن الآن الصح صار خطأ، والخير صار شر، والاحتلال صار تحرير ما بالنا نحكي عن الحضارة الغربية الحضارة الغربية ماذا نتعلم من الحضارة الغربية ماذا قدمت للعالم العربي قدمت لهم الفجور قدمت لهم الفساد، لا أريد أن أتكلم على الحضارة الإسلامية وعلى ديننا الحنيف الذي أخرجنا من الظلمات إلى النور، المفروض أن أتكلم الآن كيف نوصل للحضارة الإسلامية إلى هذه الدول ليس العكس صحيح يا أختي..

إيمان بنوره: نعم.

أبو خالد: والآن أسأل الأديب الآن اللي معاكي الآن. ما هي الأفضل الحضارة الإسلامية أم الحضارة الغربية التي بيتكلموا عنها إذا كان يؤمن بالله واليوم الاخر، يتكلم.. يتكلم كلام صحيح كلام العقل، لا نأخذ شيء ليس ملكنا بل نعطي للناس يتعلمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم نوصل الرسالة الإسلامية نوصل الرسالة الإسلامية.

إيمان بنوره: نعم.

أبو خالد العميري: لا نستورد الحضارة الغربية ماذا نريد من الحضارة الغربية، الحضارة الغربية ما بقتش تؤكلنا الحضارة غربية احتلتنا، الحضارة الغربية سرقت أموالنا، الحضارة الغربية يعني ما خلت شيء إلا فعلته في فلسطين، في العراق، في كل مكان من الدول الإسلامية، علينا نورد الحضارة الإسلامية، ونبلغهم الإسلام بدل ما نقدم الحضارة الغربية.

إيمان بنوره: نعم.. صح نعم.

أبو خالد: التي هي أذل بالله وأسفل السافلين أريد أوجه سؤالي للضيف الموجود ما هي الأفضل هل هي الحضارة الإسلامية أم هي الحضارة الغربية؟ وشكراً لكم.

إعلان

إيمان بنوره: شكراً لك على مداخلتك أبو خالد من السعودية، لنستمع الآن إلى هذه الشهادة لأحد المفكرين العرب.

جمال الغيطاني: هذه الحضارة اللي هي سائدة الآن أسست على حضارات أخرى، الأساس الروحي للغرب جاء من الشرق يعني يجب أن نتذكر الأديان الثلاثة نبعوا من الشرق، ومن مصر بالتحديد، فهنا لابد أن نُعِد المكونات الأساسية للحضارة الغربية حتى لا نقع في مسألة الاستلاب أو مسألة الإحساس بالعجز

إيمان بنوره: إذن أحد مفكرينا العرب يقول -كما شاهدنا- بأننا نملك ثقافة رفيعة إنسانية وأن الغرب ليسوا ديمقراطيين ولا يملكون إلا التقنية والأساس الروحي للغرب جاء إذن من الشرق معنا الآن ليعلق على هذا الموضوع أيضاً أحمد صالح السعودية، السيد أحمد تفضل.

أحمد الصالح: السلام عليكم.

إيمان بنوره: وعليكم السلام.

أحمد الصالح: والله منورة الشاشة اليوم أخت إيمان.

إيمان بنوره: شكراً لك.

أحمد الصالح: بالنسبة لهذا الأخ اللي معك يقول إنه عربي وكذا فكأنه عربي كان ضمنا واحد اسمه ليث شبيلات من الأردن يرد أموال العراق اللي سرقها.

إيمان بنوره: يا سيد أبو صالح لنبق في إطار الموضوع موضوعنا لهذا اليوم هل لك من مداخلة في هذا الإطار إذن سنتحول إلى مشاهد آخر، وهو فهد من السعودية، سيد فهد تفضل في إطار موضوعنا لو سمحت.

فهد الدعجاني: مساء الخير أخت إيمان.

إيمان بنوره: مساء النور.

فهد الدعجاني: الحقيقة أنا لي ثلاث نقاط بالنسبة للموضوع فكرنا لا يقرأ عن طريق القنوات الفضائية أولاً، النقطة الأخرى لا أحد ينكر أن الغرب نهض على عقول المفكرين المهاجرين بعد أن طبعاً خُطفوا وبإغراءات مادية ومعنوية للأسف كان الحكومات العربية غفلت عن الموضوع هذا، فأخذوا المفكرين في لحظة ضعف، لكن الآن هناك نهضة ولله الحمد يجب أن ينبه الشعوب العربية عما يخطط عليهم، فهناك برتوكول صهيوني يعمل ليلاً نهاراً لإضعاف الفكر العربي وبمعنى أصح تحطيمه وإعادته إلى العصور القديمة، لكن ولله الحمد البشائر يعني مطمئنة من ناحية التقدم الفكري ولم البيت العربي عن طريق العلماء والمفكرين وهذا.. وهذا يبشر ويرفع من معنويات وأطالب عبر هذه القناة أن يُعاد الفكر المهاجر فهناك قنوات لمثلاً الإنترنت بالإمكان الاستفادة من المفكرين وطبعاً الابن العربي لا يمكن أن يعني بمعنى أصح يبيع وطنه أو ينسى وطنه طبعاً هو ترعرع في وطنه ولكن لما كانت هناك إغراءات هاجر وطنه لظروفٍ ما ولكن يعتبر مهما كان عقل مفكر الوطن بحاجته.. بحاجة إله ويجب أن يعود حتى لو كان بفكره…

إعلان

إيمان بنوره: نعم إذن فهد الدعجاني من السعودية، شكراً جزيلاً لك، إذن أنت تؤيد نظرية المؤامرة التي يحكيها الغرب ضد مجتمعاتنا العربية، لنستمع إلى هذه المكالمة المسجلة لأحد مشاهدينا عبر (قطر كول)..

مناف الحمدة: لقد صادف الفكر والثقافة الغربية عندما وصلا إلى بلادنا شعوبا ليس لديها الفهم العميق لتراثها وثقافتها العربية الإسلامية مما جعل هذه الشعوب تصاب بالتشوش والاضطراب الفكري والنفسي حيث تصارعت المفاهيم الأصيلة لدى الفرد العربي مع المفاهيم الوافدة وبات العربي يحار في تحديد موقفه من كثير من المفاهيم الأساسية، فمفهوم الحضارة مثلاً لدى الفرد العربي لدى الشاب العربي خصوصاً مفهومٌ ضبابي فلا هو قادر على الانسلاخ مما تقدمه له ثقافته الإسلامية ولا هو قادر على دفع الانبهار النفسي للغرب، وبالتالي ميله اللا شعوري للمفهوم الغربي -مناف الحمد، سوريا.

إيمان بنوره: إذن معنا مكالمة جديدة من أبو العلاء من فلسطين، سيد أبو العلاء تفضل.

أبو العلاء محمد: السلام عليكم.

إيمان بنوره: أهلاً بك.

أبو العلاء محمد: كان المسلمون حين كان لهم دولة يحملون مشاعل النور والهداية للإنسانية جمعاء في ظل العقيدة الإسلامية التي محورها أن العبادة لله وحده وإنه لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أسودٍ إلا بالتقوى وأن الناس جميعاً سواء في الحقوق والواجبات، وقد ظلت البشرية تسعد بالعدل والأمان في ظل نظام عقيدة التوحيد التي أسقطت كل فروق اللون والجنس والعصبية والقومية والوطنية وكل مؤثرات الزمان والمكان تجمعهم دولة الخلافة الإسلامية الواحدة في مشارق الأرض ومغاربها لعدة قرون من الزمان، ولكن أعداء الإسلام لم يخضعوا ولم يستكينوا بعد هزائمهم النكراء في ميادين الحرب والمواجهة بل لجئوا إلى أسلحة الخسة والدسائس والمؤامرات رغم ما بينهم من خلاف للانقضاض على دولة المسلمين عن طريق إثارة النعرات الشعوبية، عربي، تركي، بربري، كردي، شيعي، سني، وهكذا..

إعلان

إيمان بنوره: نعم.

أبو العلاء محمد: بعد أن أنشأوا مقولة الاستعمار التركي وإطلاق شائعات الفساد العثماني والبحث عن قضايا العرب المصيرية، واستطاع أعداء الإسلام أن ينشئوا دويلات هزيلة على أنقاض الدولة الإسلامية تقوم على أسس عرقية وقومية ووطنية وإقليمية، وعينوا عليها حراساً يحرسون مصالح من عيَّنهم عليها ويحافظون على فرقة المسلمين و تشرذمهم عن طريق المحافظة على حدود اتفاقية (سايكس – بيكو) فمن المستحيل أن يعود المسلمون إلى مكانتهم وكرامتهم وعزتهم -كما كانوا في السابق- إلا بعودتهم إلى عقيدتهم ووحدتهم ولإسلامهم، فالرسول -عليه الصلاة والسلام- يقول: "لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها"، وشكراً.

إيمان بنوره: شكراً لك أبو العلاء محمد من فلسطين ولدينا أيضاً رسالة إلكترونية مسجلة في نفس هذا السياق فلنستمع إليها.

حسن الملحم: لماذا حين نفكر في إصلاح الثقافة نهمل ثقافة الشعوب ونخضع لتأثير النخب والعاملين معهم من صحفيين، الثقافة لا تعرف وسائط ولا علاقات قرابية، الصدق في الكلمة كاللوحة الزيتية تدوم بأصالة ألوانها أو تذبل وتتكشف وتبهت ألوانها.

إيمان بنوره: إذن حسن الملحم من المغرب يحمل المسؤولية للمثقفين وليس للثقافة، أو يرى أن الأزمة في ثقافة النخبة، وليست في ثقافة الشعوب، إلى أي حد يعتبر ذلك التصور صحيحاً؟ معنا الآن صبري عمَّار من ألمانيا، سيد صبري تفضل.

صبري عمار: شكراً أستاذة إيمان، أشكرك، أنا الحقيقة لي رأي بيختلف، الثقافة الغربية لم تبحث عنا، وإنما نحن الذين نلهث ونتشبه بها، لبعدنا عن العقيدة بالفراغ والإحباط وعدم الثقة، التي أصبنا بها عبر هزائمنا المتلاحقة، أنا أعتقد إنه موضوع اليوم هو نفسي بالدرجة الأولى، الإنسان العربي ببساطة لم يجد في النظام الحاكم أي شيء يحترم عقله وآدميته، أساليب القمع التي تُمارس عليه، ولَّدت عنده شعور بعدم الثقة في نفسه، ولم يعد يتجاوب أو يتفاعل، عدم مشاركته في صنع قراره، والتحكم في حريته وإذلاله، أدى إلى شعوره بالاضطهاد، وقَتَل ذلك فكره وإبداعه، كل قراراته موكولة -رغماً عن أنفه- في قبضة رجل واحد، يمارس كل طقوس البطش والتسلط، فكر وثقافة شعب بأكمله هي ثقافة.. ثقافته هو وفكره هو، النظام الديكتاتوري انعكس على سلوك الفرد بصورة مباشرة، فنرى المواطن لا يطيق الحوار، وأصبح لا يجيد إلا الانحناء والتصفيق والنفاق، وكل ذلك لا يصنع ثقافة.. لا يصنع إلا ثقافة العبيد الأشقياء التعساء، نحن نعيش أسوأ عصور الاضمحلال والتآكل، وثقافة البطون والشهوات والتكاثر، جامدون لأننا لم نر لنا دوراً واحداً في أي من الثورات الاجتماعية والسياسية والعلمية الحديثة من حولنا، محلك سر، أما إذا كنا -أختي إيمان- عازمون أن نستعيد أدوارنا في بناء حضارة حديثة وثقافة جيدة، فأنادي وأقول من خلال (منبر الجزيرة): أيتها الشعوب العربية والإسلامية المغتصبة حقوقها، المنهوبة ثرواتها، المهمشة أدوارها والمعتدى عليها، إلى متى؟ إلى متى تصبرين على هؤلاء المسؤولون عن هزيمتك وإذلالك؟ عن تجويعك وإيلامك؟ عن نهبك وقمعك؟ عن تجهيلك وجلدك؟ المتاجرون بحقوقك وإرادتك؟ بقضاياك وعقيدتك.

إعلان

إيمان بنوره: نعم إذن، لضيق الوقت

صبري عمار: أختي إيمان لو 30 ثانية، بحضارتك وثقافتك…

إيمان بنوره [مقاطعاً]: شكراً.. نعم شكراً لك سيد صبري عمار، نود أن نتيح الفرصة لأكبر عدد من المشاهدين، للمشاركة في هذا المنبر، في نفس هذا السياق هناك رسالة إلكترونية من السيد محمد الطيب، من دولة الإمارات العربية المتحدة، يقول أو يرى بأن مسألة علاقتنا بالغرب هي أقل أهمية من تأمين سبل العيش الكريم سواء كان ذلك بالوطن أو خارجه، ويستشهد بهذا البيت الشعري:

إن لم تكونوا مثلهم فتشبهوا

إنَّ التشبه بالكرام فلاح

إذن نعود إلى ضيفنا في القاهرة دكتور يوسف القعيد، يعني البعض يرى أن أزمة المجتمع العربي ليس.. ليست أزمة فكر أو أزمة حضارة، ولكن هي أزمة طبقية، يعني بمعنى عجز المجتمع العربي عن إنتاج برجوازية وطنية، ما رأيك؟


إشكالية ازدواجية التعامل مع الحضارة الغربية

د.يوسف القعيد: الأول أنا عايز أنا آخر كلمة قلتها قبل ما نسمع الشهادات بتاعة الإخوة اللي تكلموا، كنت بأتكلم على الازدواجية في موقفنا من الغرب، فيه E-mail وصل بيتهم الذين ينادون بالتغريب بالعمالة، وفيه أخ بيتكلم من السويد وكلامه كله قائم على رفض الحضارة الغربية، أنا عايز أعلق على الموقفين دول، الأخ اللي أرسل E-mail بيتهم عملاء التغريب بالخيانة، أنا بأقول له إنه هذا E-mail اللي هو أحد منجزات الحضارة الغربية، وإذا كنا نريد أن نرفض هذه الحضارة تماماً، وأن نرفض فكرها، فلنرفض التليفزيون، ولنرفض E-mail ، ولنرفض التليفون، ولنرفض كل هذه المنجزات، ونعود إلى الصحراء، ونبدأ رحلتنا، ونحن أبناء حضارة عظيمة، لكنَّا لم ننتج هذه الأشياء، نحن استوردناها، واستعبدتنا، وتعاملنا معها، وسعدنا بها جداً جداً جداً، حتى ملابسنا التي نلبسها جاءت من الغرب، حتى أشكالنا التي نكتب بها جاءت من الغرب، الرواية والنص المسرحي والفيلم السينمائي والعرض المسرحي، كل هذا أتى من الغرب.

إعلان

الأخ اللي بيتكلم من السويد ويطلب أن نقاطع هذه الحضارة، عليه أن يترك السويد وأن يأتي إلى الأمة العربية، وأن نبدأ معاً، نحن نقبل كل منجزات هذه الحضارة، ونرفض كل أفكارها، وهذا هو سبب الازدواجية الشديدة، والضياع في التعامل مع هذه الحضارة، أنا بأتصور أن نأخذ منها ما يفيدنا، وأن نرفض ما لا يقيدنا، وأن نعتمد على أنفسنا بالدرجة الأولى، أما هذه الحالة من التخبط الشديد..

إيمان بنوره: نعم، إذن دكتور يوسف القعيد.. نعم شكراً.. شكراً جزيلاً لك على مشاركتك.

د.يوسف القعيد: فهي لم توصلنا إلى أي شيء.

إيمان بنوره: نعم شكراً (المفكر الإسلامي) الدكتور يوسف القعيد من القاهرة، على هذه المشاركة، دعونا نعود إلى مداخلاتنا الهاتفية، ومعنا الآن من سوريا السيد بشير.

بشير منون: السلام عليكم.

إيمان بنوره: وعليكم السلام، ونرجو أن تخفض صوت التليفزيون لو سمحت.

بشير منون: والله أريد أن أقول كلمة، نحن لا يأتينا من الغرب إلا الفسق والفساد، إن الأخ المؤيد للغرب ولفكر الغرب، والتليفزيون يقولوا الدشات إنه اخترعوا لنا التليفزيون والدشات والأشياء هاي كلها علشان يبعدونا عن القرآن وبأحب أقول للأمة العربية، لو كان كل إنسان يقرأ.. يقرأ القرآن في الشهر مرة واحدة لكان عندنا حضارة أكبر من حضارة الغرب بـ100 مرة، فلذلك الحضارة الغربية، هي عم تحاول تبعدنا عن حضارتنا الأصلية الإسلامية وشفنا الحضارة الغربية اللي.. اللي دمرت حضارة العراق، وحضارة فلسطين، وحضارة اليمن، وحضارة السودان، وعم يدسوا إلينا من الكفار لكي يدخلوا ويبعدونا عن قرآننا، ذلك.. ذلك الذي دخل العراق ودمر حضارتها مثل هذا المجرم (بوش) الذي أرسله شارون، الاثنان مجرمان، وكلنا العرب يجب أن نكون مع بعضنا لكي نقاتل ونقاوم، ونحارب ذلك الاستعمار، ويجب على الإسلام أن يتجه إلى دينه، ويقرأ قرآنه قبل أن يتجه إلى فكر الغرب وفكر أميركا ولندن وبريطانيا، وكل الأمور هاودي كلهم أفكارهم غربية بايخه، ونجسة ووسخة.

إعلان

إيمان بنوره: شكراً.. شكراً.. شكراً لك سيد بشير من سوريا، إذن لدينا هذا E-mail أو الرسالة الإلكترونية من سوريا أيضاً من علي صفر، وهو شاعر سوري يقول: لا أجد فيما يطرحه دعاة رفض الثقافة الغربية سوى.. سوى صورة النعامة التي تفعل ما تفعل، ووراء فعلها تنطوي سذاجة الدنيا بأسرها، إذ كيف يمكنك أن تكون حاضراً في هذا العالم دون أن تكون معاصراً وحدثياً؟ ويستشهد بمقولة (غاندي) المهاتما غاندي بالطبع يقول: لا أريد لبيتي أن يكون مسوراً من جميع الجهات، ولا أريد أن تكون نوافذي مغلقة، أريد أن تهب على بيتي ثقافات كل الأمم بكل ما أمكن من حرية، ولكني أنكر على أي منها أن تقتلعني من مكاني، إن مذهبي ليس ديناً مغلقاً ففيه مجال لأقل مخلوقات الله شأناً، ولكنه يستعصي علي الكبرياء العاتية، كبرياء العرق أو الدين أو اللون.

معنا الآن مشاركة من.. مشاركة مسجلة إذن عبر البريد الإلكتروني فلنستمع إليها.

سارة محمد: لقد أصبح تقليد الغرب في عاداته جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، وللأسف نحن نقلدهم فقط فيما هو سيئ، ولا نحاول أن نقلدهم في أية عادة من العادات، التي جعلتهم شعوباً متقدمة، وفي رأيي فهناك خطة غربية تهدف إلى القضاء على الشباب، وذلك عن طريق شغله بقضايا تافهة، لكنها مثيرة.

إيمان بنوره: بعد هذه الرسالة من سارة محمد، معنا على الهاتف الأمير طلال بن عبد العزيز، سيد أو عفواً سمو الأمير تفضل، هل من مداخلة على هذا الموضوع.

الأمير/ طلال بن عبد العزيز: مساء الخير.

إيمان بنوره: مساء النور، أهلاً بك.

الأمير/ طلال بن عبد العزيز: يا مساء الخير، أهلاً وسهلاً، أرحب بكم والأخ يوسف، والأخت إيمان على هذا البرنامج الشعبي.

إيمان بنوره: شكراً.

الأمير/ طلال بن عبد العزيز: والحقيقة أود أن أشيد الأخ يوسف، أنه من الأدباء المعروفين على المستوى العربي، وأحييه بهذه المناسبة.

إعلان

أختي إيمان، هذا الموضوع اللي تبحثوه عن الغرب وحضارته، وعلاقته بالعالم العربي، أعتقد أنه لا مفر من الاعتراف بأن الغرب هو اليوم المهيمن على الحضارة في العالم كله، وهناك كبار علماء المسلمين من محمد عبده، للغزالي، للقرضاوي إلى آخره يقولون أنه إذا لم يوجد لدينا في.. في.. في ثقافتنا أو ديننا الإسلامي أمراً من الأمور نفتقده، وهو عند الغرب، فلنأخذ به، ونأخذه من منبعه الأساسي.

فإذن الحضارة مثل ما قال الأخ يوسف، موجودة عندنا في العالم، التليفزيون اللي بنتكلم فيه الآن هذا من الحضارة الغربية، فلذلك إحنا نرفض السياسات الغربية التي لا تخدم مصالحنا مثل قضية فلسطين مثلاً، هذه من الأمور اللي يجب أن نرفضها، وأن نحاربها بكل أنواع الأسلحة، أما الحضارة الغربية بحد ذاتها فهي نافعة لنا، ولا.. ولا يجب أن نخلط بين السياسة وبين الحضارة كثقافة وكعلم وكتكنولوجي وكسلوك..

إيمان بنوره: يعني، نعم.

الأمير/ طلال بن عبد العزيز: عندهم.. عندهم من المؤسسات الحضارية نعم.. تفضلي.

إيمان بنوره: نعم كنت سأقوم بمداخلة، لكن أعتقد أن وقت البرنامج لا يسمح لنا، إذن هناك دقيقة أخرى، إذن -سمو الأمير- هناك من يتهم القيم الإسلامية بأنها العائق للتقدم، هناك أيضاً من يتهم الغرب بأنه غازي وسالب للهوية، هناك أيضاً من يتهم الحكماء العرب، وهناك من يرى في إرث الأمة من قضايا عالقة بدءاً بالقضية الفلسطينية -كما ذكرت- وانتهاءً بالغزو الأميركي للعراق هي أسباب نكبتنا وتخلفنا، هل تؤيد مثل هذا الطرح؟

الأمير/ طلال بن عبد العزيز: والله شوفي يا ستي، الحكاية الاتهامات والاتهامات المضادة أصبحت -للأسف الشديد- عادة من عادات العرب، نتهم هذا بالكفر ونتهم هذا بالإلحاد، ونتهم هذا بالخيانة وبالعمالة، راح خلاص ما دامت الأمور اللي جعلتنا نتخلف هذه الأمور لا يجب أصلاً أنها تطلق على أي إنسان عربي أو مسلم، أو مواطن عربي على كل حال، إلا من القضاء، القضاء هو الذي يقول فلان عميلاً أو فلاناً كافراً أو فلاناً كذا، هو القضاء، هم راحوا كل واحد يطلق هذه الاتهامات، ويطلق عنانها، فمعناها لا نستطيع أن نصل إلى الحقيقة..

إعلان

إيمان بنوره: إذن هذه المقارنة نعم.

الأمير/ طلال بن عبد العزيز: أما عملية ثقافتنا، أو عملية هذا.. هذه.. هذا لا أعتقد أنها.. إنها هي التي أخرتنا، هم.. هم الذين يتعاملون بهذه القضايا، هم اللي أخرونا، يعني الدين في حد ذاته، فيه من الحضارة وفيه من القيم الهائلة، ولكن الذي يتعاطى الأمور الدينية الكثير منهم هم الذين جعلونا نتخلف في.. على المستوى العربي.

إيمان بنوره: نعم إذن نشكرك على هذه المشاركة في برنامجنا (منبر الجزيرة)، ونعتذر لضيق الوقت، شكراً جزيلاً لكم مشاهدينا الكرام، وإلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة