اتفاقية الكويز
– التطبيع من أجل فترة رئاسة خامسة
– اتفاقية لا فائدة حقيقية منها
– الكرامة والعروبة من أجل الأرغفة
– انهيار وهزيمة لأمة عربية كبيرة
عبد الصمد ناصر: السلام عليكم وأهلا بكم إلى هذه الحلقة من برنامجكم منبر الجزيرة، يوم الثلاثاء الماضي وقعت مصر والولايات المتحدة وإسرائيل اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة في مصر، الاتفاقية التي باتت تُعرف باتفاقية الكويز تتيح للمنتجات المصرية دخول الأسواق الأميركية دون جمارك شرط توفرها على مكونات إسرائيلية بنسبة 11.7% وقد أثارت الاتفاقية ردود فعل مختلفة بين متحمس لفوائدها الاقتصادية والسياسية ومعارض يعتبرها إمعانا في التطبيع مع إسرائيل ولم يقتصر الجدل على مضار وفوائد الاتفاقية بل شمل دوافعها أيضا، صحيفة واشنطن بوست الأميركية اعتبرت قبول الرئيس المصري حسني مبارك التوقيع على الاتفاقية بعد تردد طويل خطوة يشتري بها ود الإدارة الأميركية بتقديم نفسه كرائد للمصالحة بين إسرائيل والفلسطينيين بدلا من التصالح مع الصحافة والانتخابات الحرة في بلاده كما قالت الصحيفة، يأتي هذا في وقت تشرف فيه الفترة الرابعة للرئيس حسني مبارك على نهايتها وتتصاعد فيه احتجاجات مصرية على التجديد والتوريث كما عبَّرت عن ذلك شعارات متظاهرين بالقاهرة رمزت لاحتجاجها بعبارة (كفاية) فلماذا وقعت مصر هذه الاتفاقية وهل كانت مضطرة لذلك وهل من صلة بين توقيت توقيع مصر على الاتفاقية والوضع الداخلي فيها؟ هذه بعض من أسئلة نطرحها عليكم الليلة للنقاش للمشاركة يرجى الاتصال على الأرقام الهاتفية 9744888873 والفاكس 9744890865 وكذلك يمكنكم المشاركة عبر الموقع الإلكتروني للجزيرة على الإنترنت وهو www.aljazeera.net ونبدأ بالدكتورة يمن الحماقي وهي رئيس قسم الاقتصاد في جامعة عين شمس وعضو مجلس الشورى، دكتورة يعني هل كانت مصر مضطرة لتوقيع هذه الاتفاقية؟
التطبيع من أجل فترة رئاسة خامسة
يمن الحماقي- رئيس قسم الاقتصاد في جامعة عين شمس: لم تكن مصر مضطرة لتوقيع هذه الاتفاقية ولكن مصر تحاول الاستفادة بالتعامل مع العالم الخارجي في ظل المتغيرات اللي بنشهدها حاليا وليست مصر وحدها أعتقد كل الدول العربية واليوم كانت هناك محاورات حول دخول البحرين إلى منطقة تجارة حرة مع الولايات المتحدة الأميركية ووضع التعاون الخليجي، إذاً كل دول العالم بتسعى حاليا بل ومطالبة بأن تسعى إلى الاستفادة بكل الفرص المتاحة لها على الساحة الدولية.
عبد الصمد ناصر: حتى ولو كان ذلك ربما يقتضي كما قال البعض إدماج الاقتصاد الإسرائيلي ضمن الاقتصاديات العربية؟
" |
يمن الحماقي: يا سيدي الفاضل ليست هذه الاتفاقية بها إدماج للاقتصاد الإسرائيلي ولكن هذه الاتفاقية هي إدماج للاقتصاد المصري في الاقتصاد العالمي وهذا الإدماج بيعني أن تحاول مصر الاستفادة بكل الفرص المتاحة كون أن تكون هناك مكون إسرائيلي هي الاتفاقية ببساطة هي إن السلع اللي بيتم تصنيعها في المناطق الصناعية المؤهلة وتحصل على شرط المنشأ أي 35% يتم التصنيع في المنطقة بشرط أن تكون هناك 11.7% من إسرائيل..
عبد الصمد ناصر [مقاطعاً]: طيب لماذا هذا الشرط دكتورة؟
يمن الحماقي [متابعة]: هذا الشرط لأن نحن نعلم تماما إن مصر وقعت اتفاقية سلام مع إسرائيل وهناك علاقات تجارية مفترض بين مصر وإسرائيل وبالتالي هي طبيعي إن هذه الاتفاقية ليست صحيح التركيز على البعد الاقتصادي ولكن هناك بعد سياسي وهو إن دول المنطقة يكون بينها علاقات طبيعية اقتصادية، العلاقات الاقتصادية أنا من وجهة نظري الحقيقة بترفع تكلفة الحرب على إسرائيل بمعنى إيه لو خدناها من الناحية الاقتصادية لو وجدت إسرائيل إن تكلفة الحرب مرتفعة بتزداد تكلفة الفرصة البديلة كما نقول في الاقتصاد للحرب بمعنى إنها إذا كان السلام بيؤتي بآثار إيجابية ونحن نعلم إن إسرائيل أعلى دولة بتنفق على تكلفة الدفاع والأمن وأيضا نحن نعلم إن هناك مشاكل كثيرة بيعانيها الشخص الإسرائيلي من الظروف القائمة حاليا فهذا يعني مطلوب أن تكون هناك عملية الاستفادة من ظروف السلم برفع تكلفة الحرب بالنسبة لإسرائيل وهذه الاتفاقية أعتقد إن هي ممكن تساهم في هذا في تحقيق هذا الهدف لأنها بتدعو إلى أن كون المنطقة في حالة سلم بيعود بالرخاء على كل شعوب المنطقة، الشرط اللي هو 11.7% هو مكون من الممكن إن مصر أيضا تزود المكون أكثر من ذلك هو أعتقد إن هي نسبة بسيطة ومن الممكن إن مصر تستفيد بالمكون وممكن إنها ترجع إلى الضفة الغربية ودول أخرى حتى تحصل على نسب أخرى تمكنها من الحصول على شرط المنشأ اللي هو الـ35% للدخول إلى السوق الأميركية دون جمارك بالمرة..
عبد الصمد ناصر: دكتورة يمن الحماقي من مصر شكرا جزيلا لكِ، محمد علي من المغرب يعني الدكتورة تقول لا ضير في توقيع هذه الاتفاقية.
محمد علي: مساء الخير.
عبد الصمد ناصر: مساء الخير.
محمد علي: ما كذبت الواشنطن بوست فيما قالته أول شيء البداية اللي بدأت بها يعني في اعتقادي بوفاة الختيار الشهيد ياسر عرفات بدت الهرولة العلنية وأصلا اتفاقية كامب ديفد الأساسية التي وقعها أنور السادات غير شرعية لأنه نرجع نعاود نفس الكلام ونعيد نفس الكلام حكومات غير شرعية بتوقع اتفاقيات غير شرعية فما بني على باطل فهو باطل والسيد جمال مبارك بأقول له كلمة فمن توله منكم فهو منهم فهذه هرولة مصرية كما قالت الواشنطن بوست بكل بساطة إلهاء الشعب الداخلي بقصة زوجة القسيس التي هربت وبعدين رجعت..
عبد الصمد ناصر: على كل حال يعني السيد محمد علي برأيك ما هي الأهداف السياسية لهذا الاتفاق؟
محمد علي: الأهداف السياسية لهذا الاتفاق تطويع الشعوب العربية كاملة إنه يا تدخل في اتفاقية مع إسرائيل وتقبلها كدولة جزء من العالم العربي أو من الشرق الأوسط اللي طلعوا علينا به بهذا الاسم لا وجود أصله إحنا اسمنا العالم العربي إنه يدخلوا إسرائيل وإسرائيل هتغلبنا اقتصاديا دولة صناعية بتسرق الـ(Technology) من أميركا بتسرق الـ(Technology) من أوروبا بتهرب (Technology) للصين بتبيع في حين أميركا زعلانة من إسرائيل كانت تود أن ترسل لها تكنولوجي جدا متطورة للصين، زرع الكيان الإسرائيلي داخلنا غصب عنا واستنزافنا اقتصاديا وأساسا إحنا شعوب مُستهلِكة لا ننتج شيء يعني إحنا الصرف الصحي لحد الآن ما إحنا عارفين ماذا نفعل فيه ساعة نطلقه في الشوارع ساعة نسقيه للشجر ساعة نزرع به الخضار فالكلام مع اتفاقيات مع دولة تسرق تكنولوجيا متطورة من جميع أنحاء العالم عندها جواسيس في جميع أنحاء العالم إنه آخذ أنا من منتجها 11.7% وأسوي ثلاثة مناطق حرة وأهرول ونجبر بعد كده دول الخليج ونجبر البحرين ونجبر السعودية بالعصا الأميركية إنه إذا باغي الباب ينفتح لك وباغي تجلس على الكرسي حقك وباغي تستمر في الحكم وبدون إصلاح ومؤتمر الرباط مؤتمر المستقبل اللي في الرباط إتمسح واتلغى وقفلت أميركا فمها لما الجميع أذعن وخنعوا وبدأت بمصر يعني مصر جالسة تطعنا في ظهرنا بكلام معسول إنه الاتفاقية.. المواطن المصري المصريين يعني شايل هم رغيف الخبز يعني قصة رغيف الخبز طوابير رغيف الخبز المدعم وطوابير الزيت المدعم إيش هنصدر لإسرائيل إحنا أو إيش هنصدر لأميركا..
عبد الصمد ناصر: طيب محمد علي يعني عطفا عن كلامك هذا ربما أحد الأسباب والذرائع التي أو أقول المبررات التي يسوقها المتحمسون للاتفاق بالقول بأن هذا الاتفاق سينقذ قطاع النسيج المصري الذي يعد عصب الاقتصاد المصري وبالتالي إنقاذ حوالي مائتي ألف أو أكثر ربما من وظائف العمل التي يمكن أن تتبخر.
محمد علي: تتجه مصر للعالم العربي وتتجه مصر للسعودية، السعودية عندها مائة مليار دولار فائض هذا العام والأموال السعودية في الولايات المتحدة الأميركية تفوق التريليون دولار يسووا تسهيلات ويوقفوا الفساد الإداري والبيروقراطية المميتة وتدخل الأموال في حين في السعودية فيه طفرة عقارية بعد 11 سبتمبر لا مثيل لها ممكن الاقتصاد السعودي والاقتصاد الإماراتي والاقتصاد الكويتي يهز ويشيل الاقتصاد المصري على ظهره يخففوا البيروقراطية وكثرة الأوراق والورقة الصفراء الورقة الخضراء والورقة الحمراء والمستثمر وهو داخل المطار يتبهدل كله بوفاة ياسر عرفات يرجعوا يلخبطوا اللعبة من جديد..
عبد الصمد ناصر: محمد شكرا لك نريد أن نشرك آخرين، عمرو العسال من كندا تفضل.
عمرو العسال: السلام عليكم أخ عبد الصمد.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عمرو العسال: الأول قبل ما نجاوب على السؤال أحب أذكر ثلاث إنجازات اقتصادية عظيمة للنظام المصري، سنة 1981 الجنية المصري كان بدولار النهاردة الجنية بـ15 سنت يعني لا يزال يحتفظ بـ 15% من قيمته وده إحنا بعتبره إنجاز اقتصادي عظيم.
عبد الصمد ناصر: عظيم بالمعنى المقلوب يعني العكسي؟
عمرو العسال: نمرة اثنين مصر أصبحت أكبر مستورد في العالم للقمح وثاني دولة في العالم متلقية المعونة الأميركاني ده إنجاز اقتصادي سياسي عظيم، إن قعد شعب على القهوة مش هتجب له رغيف العيش لحد عنده..
عبد الصمد ناصر: طيب ماذا بخصوص الكويز؟
عمرو العسال: بخصوص الكويز أحب أذكر بس نقطة بسيطة بالنسبة للناس اللي بيتكلموا على الاقتصاد المصري الاقتصاد المصري وصل لمرحلة التشبع في الاستثمار الزراعي والاستثمار الصناعي علشان كده الدولة أنفقت مليار جنية يعني ألف مليون جنية على مدينة الإنتاج الإعلامي علشان تعمل فيها تمثيليات وفوازير رمضان هنا فيه سؤال بأوجهه للأستاذ فهمي هويدي ماذا كان يقصد في مقاله بالأهرام لما كتب يقول الخيول المخصية لا تصهل كان يقصد إيه؟ بالنسبة لسؤالك يا أستاذ عبد الصمد بالنسبة للاتفاقية دية فدية المقصود بها إن إحنا نأخذ جائزة نوفل للتطبيع إحنا قبل كده أخذنا جائز نوبل للسلام دلوقتي عايزين نأخذ جائزة نوفل للتطبيع.
عبد الصمد ناصر: ماذا تقصد بجائزة نوفل؟
عمرو العسال: جائزة نوفل للتطبيع.
عبد الصمد ناصر: نوفل تقول وليست نوبل؟
عمرو العسال: لا نوفل جائزة جديدة عملوها..أنا في النهاية بأدعو أهلي وإخواني في مصر إنه يشيلوا من قلبهم الخوف من خرزانة الأمن المركزي ويكون شعارنا جميعا تحيا مصر وتسقط الخرزانة وشكرا لك.
عبد الصمد ناصر: شكرا لك عمرو العسال من كندا، أحمد النجار من مصر وهو رئيس تحرير التقرير السنوي للاتجاهات الاقتصادية في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أستاذ أحمد يعني باستثناء الدكتورة يمن الحماقي المشاركون الذين أدلوا بآرائهم لحد الآن كلهم يقولون بأن هذه الاتفاقية هي اتفاقية لتطبيع وليست للتصنيع هل تتفق على هذه الآراء؟
أحمد النجار: للأسف نعم يعني لأن في الحقيقة الاتفاقية حتى كل ما قيل لتبرير الاتفاقية من إنها ستتفتح السوق الأميركية يخلو من التحليل الواقعي للعلاقات التجارية المصرية الأميركية في الفترة القادمة يعني السوق الأميركية ستنفتح أمام الجميع بإزالة القيود الكمية أو قيد الحصص الذي كان موضوعا على صادرات المنسوجات والملابس الجاهزة من كل العالم في السوق الأميركية إذاً مصر بتعقد الاتفاقية في لحظة لن يكون لها فيها فائدة كبيرة على عكس الأردن عندما عقدتها سنة 1999.
عبد الصمد ناصر: يعني حتى نكون أكثر واضحين للجمهور يعني تقصد دخول أو إلغاء الحصص مع دخول اتفاقية التجارة الحرة بهذا الجانب حيث التنفيذ في بداية 2005؟
أحمد النجار: نعم وأقصى تأجيل لتطبيق الجزء القسم الخاص بتجارة المنسوجات والملابس الجاهزة كان يناير 2005 وبالتالي السوق الأميركية ستكون مفتوحة أمام الجميع..
عبد الصمد ناصر: منافسين آخرين؟
أحمد النجار: نعم ستكون الميزات تفضيلية بالنسبة للتجارة الحرة من مناطق الكويز محدودة للغاية متمثلة في إن الآخرين يدفعوا رسوم جمركية محدودة الصادرات من هذه المنطقة لا يدفعون أي..
عبد الصمد ناصر: يعني كلامك هذا يرد على الذين يقولون بأن هذه اتفاقية ستنقذ قطاع النسيج وأنها ستنقذ فرص الشغل وأن وأن وكثير من هذا الكلام من هذا القبيل؟
أحمد النجار: غير صحيح لأنه في الحقيقة الأردن عندما دخل ده الاتفاقية حررت المناطق المؤهلة الأردنية التجارة مع السوق الأميركية التي كانت مغلقة أمام الآخرين في نظام الحصص ولكن..
عبد الصمد ناصر: ولكن الأردن استفادت يعني.
أحمد النجار: استفادت ولكن الأيام الصعبة قادمة يعني بدءاً من يناير القادم ستكون هناك مشكلة أيضا للصادرات الأردنية مثلها مثل الصادرات المصرية ثم إن صناعة مثل صناعة المنسوجات والملابس الجاهزة في مصر عمرها بالمعنى الحديث حوالي 175 سنة إذا لم تكن قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية وفي السوق المحلية وقادرة على أن تمد أذرعها إلى الخارج أعتقد إن هذه تكون كارثة تعني أن هناك اختلال في هذه الصناعة ويجب معالجته سواء بتقليل معدلات الربح اللي هي مبالغ فيها واللي هي بتضيق السوق في الداخل وبتقلل القدرة على المنافسة في الخارج..
عبد الصمد ناصر: نعم إذا كان هذا هو الوجه الاقتصادي والتجاري للاتفاقية ماذا عن الوجه الآخر من هذه الاتفاقية وهو الوجه السياسي يعني برأيك إذا كان انتفاع مصر من هذه الاتفاقية سيكون محدودا مع بداية 2005 لماذا وقعت مصر إذاً هذه الاتفاقية هل كانت مجبرة على ذلك على الأقل سياسيا؟
أحمد النجار: لا أعتقد أن هناك ما يجبر دولة كبيرة هذا الأمر يتعلق بإرادة سياسية يعني هذه المناطق ستتحول إلى حصان طروادة ينقل المكونات الإسرائيلية إلى الأسواق المصرية والعربية لأنها يمكن أن تعجز عن التصدير للسوق الأميركية فتتحول للتصدير للأسواق العربية والسوق المصرية وبالتالي ستقع ويجب أن تقع تحت طائلة المقاطعة لأنها بالفعل ستكون ترويج للمكونات الإسرائيلية سواء في السوق المصرية أو في الأسواق العربية والمكافأة المقابلة للشركات التي لم تدخل ضمن هذه المناطق هي أن تفتح أمامها أو يتوجه المستهلك المصري والعربي لصناعتها حتى لا تحدث الهرولة التي نراها وتظاهرات في بعض الأماكن المطالبة بالانضمام للتطبيع بسبب الحالة التي خلقتها الحكومة والترويج الإعلامي المبالغ فيه وغير الدقيق في الكثير من الأحيان فيما يتعلق بالاتفاقية وآثارها، الحقيقة الجانب السياسي..
عبد الصمد ناصر: طب ما دمنا نتحدث عن مكونات إسرائيلية يعني كان هناك تقرير صدر لا أذكر مصدره لكن كان يتحدث عن مدى استفادة أو عدم استفادة بعض الدول التي وقعت مثل هذه الاتفاقيات مع تركيا منطقة طبعا كان الحديث عن تركيا التي اشتكى الكثير من أرباب العمل عن أن المكونات الإسرائيلية لم تكن بتلك الجودة بل ساهمت في إفساد بعض منتجاتها وأدت إلى ركود في الاقتصاد التركي هل تتوقع أن تكون هذه المكونات الإسرائيلية بمثل هذه الجودة في مصر؟
أحمد النجار: في الحقيقة هناك يعني حالة من المبالغة الشديدة في القدرات التكنولوجية الإسرائيلية هي بالتأكيد بسبب إن جزء من السكان فيها قادم من بيئات تكنولوجية متقدمة من خلال إنهم مهاجرين قادمين من الخارج أيضا من خلال العلاقة المفتوحة من خلال السرقة من إلى أخره هي بالفعل لديها تكنولوجيا متقدمة ولكن في بعض القطاعات تملك الكثير من الدول العربية تكنولوجيات موازية بالذات في قطاع من هذا المستوى من هذا النوع هو بينضوي تحت لواء صناعات الثورة الصناعية الثانية وبالتالي يعني بلد زي تونس أو سوريا بتصدر بأربع مليارات دولار ماذا ينقص صناعات المنسوجات من الملابس الجاهزة المصرية حتى تستطيع أن تصدر مثلها أو أكثر منها..
عبد الصمد ناصر: شكرا لك دكتور أحمد النجار رئيس تحرير التقرير السنوي للاتجاهات الاقتصادية في مركز الأهرام من القاهرة شكرا جزيلا لك، صلاح عبد الحي من الأردن تفضل.
صلاح عبد الحي: السلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
صلاح عبد الحي: البحث عن البطون قبل العقول تعطيل لمهمة الدماغ وإتلافه بالتالي فهذه الاتفاقية ليست هي تطويع وتركيع بل هي تسجيد وتدمير بالتالي لمكونات الأمة ماذا يمكن أن يفرز..
عبد الصمد ناصر: سيد صلاح عفوا للمقاطعة هناك صدى في الصوت رجاء أن تخفض صوت الجهاز.
صلاح عبد الحي: لحظة نعم.
عبد الصمد ناصر: تفضل.
صلاح عبد الحي: فلذلك عفوا أخ عبد الصمد فلذلك هذه الاتفاقيات ماذا يمكن أن تفرز وهي الورم السرطاني الخبيث الذي زُرِع في جسم هذه الأمة سوى الخلايا الخبيثة وماذا يمكن لهذه الاتفاقيات الاستسلامية التي ما هي إلا قنابل انشطارية خبيثة لكسر الحواجز أمام الزحف الصليبي اليهودي الجديد لتحطيم البنية العقلية والنفسية للمسلمين ومن ذلك الوقت والغرب ماض بكل ثقله لتحقيق هدفه الإجرامي ولكنه فوجئ بالمقاومة العنيفة من قِبَّل الواعين من الأمة خشية أن ينقلب السحر على الساحر مما جعله يغض الخطى نحو تفعيل هذه الاتفاقات وعقد المؤتمرات هنا وهناك لتغيير البنى العقلية لتغيير المناهج والقوانين متخذا من موضوع الأسرة والمرأة وما يسمى بحقوق الإنسان ظلما وزورا..
عبد الصمد ناصر: سيد صلاح حتى لا نتعمق كثيرا في هذا الطرح نأخذ مثال الأردن أنتم لديكم اتفاقية مشابهة أعتقد تسمونها بدل الكويز (QIZ) هذه الاتفاقية الكثير من أرباب العمل والشركات والاقتصاديين في الأردن بأنها كانت لها إسهامات كبيرة في إنعاش الاقتصاد الأردني وفرت حوالي 30 ألف منصب عمل 57% منهم أردنيين والصادرات الأميركية انتعشت وقد تصل قريبا إلى حوالي تسعمائة مليون دولار وساهمت في جلب استثمارات كبيرة إلى البلاد يعني ما الضير في عقد تلك الاتفاقيات إذا كانت لها عائدات اقتصادية يعني قوية مثل هذه؟
صلاح عبد الحي: أخ عبد الصمد يعني ماذا ينفع المال مهما كثر أمام السيادة والعزة والكرامة والعرق؟ مهما كثر هذا المال لا يغني شيئا عن كرامة المسلمين وعرضهم وشرفهم فهذه المناطق بؤر إفسادية في الأساس وليست هي مشاريع اقتصادية، فلذلك هم يريدوا أن يزرعوا هذه الكيانات الخبيثة لكي تسهم بالتدريج في إفساد عقول الأمة وشباب الأمة وبنات الأمة لكي يتطبعوا مع الغرب ومع اليهود بالذات حتى لا يحسوا بالفارق بينهم وبين عدوهم ويتناسوا قضيتهم الأساسية التي هي قضية الإسلام وقضية سلب فلسطين وبلاد المسلمين من أيديهم وإعطائها لقمة صائغة للمشاريع الأميركية والغربية واليهودية بالتدريج ولذلك لا يمكن أن نقارن بين المال وبين السيادة والعزة والكرامة ولذلك أنا أقول لحظة أخ عبد الصمد إن أميركا استغلت الأيام المعدودة لحكم الرئيس حسني مبارك وقد كانت المقاومة عنيفة من قِبَّل المخلصين في مصر فلما دنى أو أحسوا أن وقت أو أيام حسني مبارك أصبحت معدودة سارعوا في عقد هذه الاتفاقية حتى لا يفوتهم القطار ويأتي شخص آخر يراد له قليل من الوقت لكي يُلمع في نظر الشعب.
الكرامة والعروبة من أجل الأرغفة
عبد الصمد ناصر: سيد صلاح شكرا لك من الأردن، عبد الحليم قنديل وهو رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة العربي السيد عبد الحليم قنديل يعني ما رأيك فيما قيل لحد الآن حول هذه الاتفاقية؟
عبد الحليم قنديل: أرجو أن أتوقف عند ثلاث لحظات أراها مضيئة؛ الملاحظة الأولى تخص أنه قد صارت عادة في السياسة العربية عموما بدأتها السياسة المصرية مع السادات عادة بيع التنازلات الاستراتيجية بدعوى الفوائد الاقتصادية نذكر أنه عقب كامب ديفد وفي إطار تسويق كامب ديفد وإيهام الشعب المصري بأهمية قبولها رغم ما انطوت عليه من تنازلات وطنية قبل أن تكون قومية كان السادات يروج لدعوة أن كل مصري سوف يدخل عهد رخاء سوف يكون لدى كل مصري فيلا وحديقة وحمام سباحة، الآن النتيجة بعد 25 سنة أن في مصر يعني خمسين مليون مصري من سبعين مليون تحت خط الفقر وسبعة ملايين عاطل ويعني وظاهرة الانتحار فقرة وظاهرة التنمية الصفرية أي اقترب معدلات التنمية من مستوى الصفر إذاً الكلام عن الكويز بدعوى أنها تفيد مصر اقتصاديا أنا أعتقد أنه امتداد لفكرة بيع التنازلات الاستراتيجية بدعوى الفوائد الاقتصادية وهذا قد لا يكون مقبولا من حيث المبدأ ثم أنه من حيث الجدوى غير قائم على أي نحو هذه ملاحظة، الملاحظة الثانية أن الكويز هي معروضة من عام 1996 ولا يعقل أن الحكومة المصرية قد اكتشفت فجأة أن لها فوائد اقتصادية بعد مرور ثمانية أعوام كما اكتشفت فجأة أيضا إن الضغوط للإفراج عن عزام عزام قائمة منذ عام 1996 اكتشفت فجأة أن الإفراج عن عزام له فائدة، خطورة الكويز أنها تجعل من إسرائيل مقررا إجباريا في الاقتصاد المصري تجعل لإسرائيل وضع احتكاريا في الاقتصاد المصري بحيث يشكل انسحابها إنهاء لقدرة الاقتصاد المصري على التصدير بحسب الدعاوى المروجة عن الكويز ثم أن تركيز هذه المزايا المدعاة عن أهمية التصدير للسوق الأميركية في الكويز يجعل غالب صناعة النسيج في مصر وهي أقدم صناعة من 175 سنة باقي قطاعات الصناعة في عرضة للتفكيك خاصة أن هذا التفكيك قد بدأ من زمن طويل، الملاحظة الأخيرة هي أنه أنا لا أرى أن دخول مصر في اتفاقية الكويز بعض طول تردد إجراء معزولا ولا إجراء ذي طابع اقتصادي هو جزء من حزمة إجراءات انزلقت إليها السياسة المصرية في الفترة الأخيرة بوعي كامل منها الإفراج عن عزام ومنها الاستعداد لإعادة السفير المصري ومنها تمشيط تصدير البترول إذ أن مصر تصدر لإسرائيل مليوني برميل بترول سنويا ومنها وقف ما يسمى التحريض في الصحافة المصرية ضد إسرائيل كل هذه حزمة الإجراءات أنا اسميها كامب ديفد مبارك مقابل كامب ديفد السادات..
عبد الصمد ناصر: طيب يعني سيد عبد الحليم هي اتفاقية سياسية بعباءة اقتصادية؟
" |
عبد الحليم قنديل: هي اتفاقية عنوان اقتصادي بعمق سياسي إذ أننا في مصر نعرف إنه العام القادم عام 2005 عام محوري في السياسة المصرية عام منتظر فيه استحقاق تمديد رئاسة مبارك من 24 سنة إلى ثلاثين سنة عام تتصاعد فيه خطة توريث الرئاسة من بعد الرئيس مبارك إلى نجله جمال مبارك باختصار السياسة المصرية تريد الوصول إلى قلب أميركا إلى رضى أميركا عبر قطع تذكرة سفر من المحطة الإسرائيلية أو عبر رضى شارون..
عبد الصمد ناصر: هذا داخليا ماذا عن البعد الاستراتيجي؟
عبد الحليم قنديل: لذلك كل هذه التنازلات التي تتخذ عنوانا اقتصاديا مغزاها سياسي إذ أنها نوع من المقايضة كرامة مصر واقتصادها ودورها مقابل التمديد للرئيس مبارك وفتح الأفق لتوريث الرئاسة.
عبد الصمد ناصر: سيد عبد الحليم ماذا عن البعد الاستراتيجي الذي يتعلق بما يسمى بين قوسين بمشروع الشرق الأوسط الكبير الأميركي في المنطقة؟
عبد الحليم قنديل: هذا يعني يمكن أن نعتبر الكويز باختصار شرق أوسط مصغر بمعنى إنه كلنا نذكر كتاب شمعون بيريز عن الشرق الأوسط الجديد كلنا نذكر أن فكرة الشرق الأوسط الجديد تتم الآن لا في ظل ما كان متاحا في بداية التسعينيات من أوهام حول السلام القادم إلى أخره مع اتفاقات أوسلو يتم صهر المنطقة بنار السلاح الأميركي، كلنا نعرف أيضا أن الكويز هي خطة أميركية طُرِحت من أميركا وضعها كوضع المعونة الأميركية بالضبط فالفكرة الأساسية هي فكرة التكنولوجيا الإسرائيلية زائد العمالة المصرية زائد المال العربي، الكويز تطبيق حرفي لفكرة الشرق الأوسط الجديد وتربط مصر من أحشائها بالطابور الإسرائيلي فإذا كانت كامب ديفد الأولى قد انتهت إلى نزع سلاح غالب سيناء وإذا كانت المعونة الأميركية التي أعقبت كامب ديفد قد انتهت إلى نزع سيادة القرار في القاهرة فإن الكويز في مغزاها تؤدي إلى انكشاف الاقتصاد المصري وتحكم الاقتصاد الإسرائيلي بطريقة طفرية مفاجئة في الاقتصاد المصري إذ أنه يجعل من إسرائيل المحدد لقيام صناعة وازدهارها في مصر أو الحكم عليها بالإعدام إذ أن إسرائيل تستطيع التحكم في سعر المكون اللي هو يبدأ من 11.7% ويمكن أن يمتد إلى 15% إذ أن الاتفاقية أيضا تتيح لإسرائيل أن تستثمر في مصر إلى مدى 35% من المصانع المصرية هذا وضع لم تكن تحلم به إسرائيل في أي وقت وهي كانت ترى أن كامب ديفد آلت بعد ربع قرن إلى نوع من البرودة ثم إلى الجليد السيبيري الآن هذه التدفئة المفاجئة الدافع إليها سياسي لأن الفوائد الاقتصادية إن صح أن هناك فوائد اقتصادية سوف تعود على فئة قليلة من المنتفعين من حول بيت الرئاسة.
عبد الصمد ناصر: لنسمع آراء أخرى سيد عبد الحليم قنديل شكرا لك سنسمع مزيدا من الآراء والمشاركات التي وصلتني عبر الإنترنت بعد أن آخذ هذا الفاصل فأبقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
عبد الصمد ناصر: أهلا بكم من جديد في الجزء الثاني من منبر الجزيرة الذي نخصصه اليوم للنقاش حول اتفاقية الكويز التي وقعتها الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل، معي عبد العزيز حسن من الإمارات عبد العزيز كيف تنظر إلى هذه الاتفاقية؟
عبد العزيز حسن: السلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.
عبد العزيز حسن: يعني في الواقع أنا رأيي إنه هذه الاتفاقية حتى وإن نجحت اقتصاديا وأنا أشك إنها ستنجح اقتصاديا إلا أنها على المستوى الشعبي وعلى مستوى الرأي العربي هي خسرت الكثير يعني لأنه الشعب المصري لن يقبل التطبيع وهيكون مصيرها الفشل والخسران يعني أنا بأتصور ده قرار استراتيجي زي ده المفروض يفترض على الأقل إنه يُدرس على مجلس الشعب فين رأي مجلس الشعب؟
عبد الصمد ناصر: سيعرض على مجلس الشعب.
عبد العزيز حسن: سيرى البعض مثلا أن مجلس الشعب غير ممثل طيب فين الرأي العام فين استطلاع الرأي العام؟ أنا رأيي الشخصي يعني إنه ديه يعني امتداد لسلسلة التنازلات يعني الثلاثة اللي اتقتلوا المصريين كان المفروض يبقى فيه قصاص على الأقل ثلاثة زيهم مايكفيش الاعتذار، الأمر الثاني خروج عزام عزام الاتفاقية ديه هترجع ميت عزام، الأمر اللي بعد كده كمان يعني استراتيجية يعني لازم قرار استراتيجي زي ده لازم يدرس بعناية وبدقة ويبقى فيه آثار جدية هيؤدي إلى رأي عام عربي ضد القرار وأنا رأيي إنه هو اقتصاديا سوف يؤول إلى الفشل لأنه كامب ديفد لغاية الآن منجحتش هو نتيجة ضغط خارجي من أميركا وضغط داخلي من قلة من رجال الأعمال المستفيدين بالنفوذ وذوي السلطة والكلام ده كله.
عبد الصمد ناصر: شكرا لك عبد العزيز حسن من الإمارات، منوخ تركي من سوريا تفضل.
منوخ تركي: مساء الخير سيد عبد الصمد.
عبد الصمد ناصر: مساء الخير.
منوخ تركي: بالنسبة للاتفاقية الصناعية أو التجارية أولا هناك الاقتصاد سياسة والسياسة اقتصاد هناك سباق تسلح اقتصادي يعني التوقيع بالذات في الفترة الدقيقة الحساسة هذه هو يعني امتداد لثلاثة أو 25 عاما أو ربع قرن من اتفاقية كامب ديفد والأخوة المتحدثين قبل قليل اللي تحدثوا إنه هناك سلام هناك اتفاقية سلام بين مصر وإسرائيل أنا أقول لم تكن هناك اتفاقية سلام أصلا هو اتفاقية استسلام وليس سلام بمعنى إنه اتفاق سيناء السياسي عندما أقره كانت فيه هناك بنود محددة على الشكل التالي مثلا لا يُسمح لمصر أن تعمل مطار حربي في سيناء لا يُسمح لمصر أن تعمل أشياء من الناحية الاستراتيجية وبالتالي اتفاقية كامب ديفد وتحرير سيناء هو سياسيا تكتيكيا وليس سياديا بمعنى حتى أختصر القول إنه سيناء لم تُحرر سياديا حتى الآن هذا جانب، الجانب الأخر بضغط من أميركا على النظام المصري بفرض واقع لأنه الآن بعد سقوط بغداد وبعد تدمير فلسطين وبعد تدمير البنية التحتية لفلسطين والآن كما يحدث في كانون قبل يومين يعني النظام المصري أنا أشعر إنه تجاوز الخط الأحمر بالنسبة للمصريين أرض الكنانة يعني ما أعتقد أحد يتناسى مصر العمود الفقري لماذا هذا العمود الفقري صامت أنا أستغرب..
عبد الصمد ناصر: طيب سيد منوخ يعني لماذا كل هذه الحملة على مصر إذا كانت رأت هذه الاتفاقية فرصة لإنعاش اقتصادها وخلق فرص للشغل وتجاوز هذه الضائقة الاقتصادية وإنقاذ قطاعها في النسيج هناك دول أخرى لم توقع كما مصر أو الأردن اتفاقيات سلام مع إسرائيل لكنها تربطها علاقات تجارية مع إسرائيل؟
منوخ تركي: 25 عام يا أستاذ عبد الصمد 25 عام ألا تكفي أن تكن مؤشر أو حتى نقيمها سلبا أو إيجابا، روح أعمل استفتاء للشعب المصري 90% منه لا يقبل في هذه الاتفاقيات لأنه رافضها أصلا ولذلك المسألة وبعدين مصر المسألة الاقتصادية هاي مرتبطة بالمسألة الاستراتيجية الاتفاق ليس اقتصاديا الاتفاق استراتيجيا..
عبد الصمد ناصر: يعني كان على مصر أن تنسق مع دول الجوار؟
منوخ تركي: مصر لا تنسق مع دور الجوار مصر مع لها دول جوار مصر لا تنسق الآن لا توجد بالساحة الآن فقط على سوريا وسوريا مهددة ومصر تلعب دور الوسيط بينما يفترض أن تقف مع سوريا وقفة قومية بحتة وليس دور الوسيط وتقول لها أميركا داخلة ويجب عليكِ تعملي كذا وتعملي كذا للأسف الشديد يعني فهناك انهزام فكري أكثر من الانهزام العسكري، نابليون بونابرت عندما اقتحم جبال الألب حقق المستحيل فلذلك يعني إذا أستاذ عبد الصمد اسمح لي دقيقة إحنا لا نقول جزر القمر أو البحرين دول صغيرة ولا أقلل من شأنها ولكن القرار عندما يصدر من مصر سبعين مليون قبلوا بالاتفاقية عندما تحدث المسؤول الإسرائيلي بعد الاتفاق قال إن مصر زعيمة الأمة العربية هذا الكلام يا أستاذ عبد الصمد يحلل تحليلا سياسيا أيديولوجيا له أبعاده على مستوى البيت الأبيض وعلى مستوى تل أبيب فبالتالي عندما..
عبد الصمد ناصر: بالتالي رأيك سيأتي الدور على دول أخرى مثلا؟
منوخ تركي: لا بهذه الاتفاقية مصر فرضت أمر واقع على الدول الصغيرة الأخرى يعني كأنها فتحت الخط وعندما يقول ألبرايت المسؤول الإسرائيلي اللي وقع الاتفاق قال مصر زعيمة الأمة العربية أنت كعربي وليس كموجود في الأستوديو ماذا تحلل هذا الكلام عندما يقول زعيمة الأمة العربية هكذا انظروا يا آخرون نحن نمسك الزعيمة ونروضها..
عبد الصمد ناصر: واضح سيد منوخ الفكرة واضحة شكرا لك، عزيز منصور من السعودية تفصل.
عزيز منصور: السلام عليكم يا أخ عبد الصمد.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
عزيز منصور: أرجو أنا بقى لي ربع ساعة على الخط فأرجو أن تترك لي مساحة كافية للمشاركة في الموضوع، أولا الهدف من الاتفاقية هو زيادة التغلغل رجال الأعمال الإسرائيليين داخل الجسد المصري بحجة خبيثة بيروجوا لها وهي تشجيع الصناعة المصرية وخلق فرص عمل للشباب ولكن هذا في الأساسي هو فرض التطبيع مع إسرائيل بضغط أميركي إسرائيلي وبتشجيع بعض رجال الأعمال المصريين، مخاطر المشروع عربيا تسويق التطبيع مع الدول العربية من خلال طلب مصري وضغط أميركي ومن ثم تكرار ما حدث في اتفاقية كامب ديفد مع مصر من تسلل رجال الأعمال الصهاينة للجسد العربي بجوازات سفر أميركية ومن تلك الدول التي يحاولون التسلل إليها دول الخليج وهؤلاء في حقيقة الأمر ما هم إلا جواسيس مصر من أمثال عزام عزام، اثنين منافسة الصناعة السورية واللبنانية في مجال النسيج والملابس الجاهزة والتي تمثل نسبة كبيرة من الدخل القومي لهذين البلدين وخاصة أنهما يصدران منتجاتهما إلى أميركا مما قد يؤثر على العلاقات العربية لاحقا ويزيد من الخلافات الاقتصادية بينهما وبدلا من تفعيل المشاركة العربية والاستفادة من خبرات تلك الدول نصبح منافسين لهما بالتعاون مع إسرائيل بدلا منهم، النقطة الثالثة زيادة عزلة مصر عن المشاركات العربية الاقتصادية والتجارية برفض الشعوب العربية للمنتجات المصرية داخل وخارج أوطانها لاحقا وسوف يؤثر ذلك على باقي الصناعات المصرية وسيتم مقاطعتها بحجة دخول إسرائيل في إنتاجها فإن الرفض العربي الشعبي للمنتجات الإسرائيلية والأميركية في تصاعد مستمر وبالتالي ستعامل المنتجات المصرية جميعها معاملة المنتجات الإسرائيلية..
عبد الصمد ناصر: نعم شكرا لك.
عزيز منصور: بعد كده إن مصر قيادة..
عبد الصمد ناصر: باختصار سيد عزيز.
عزيز منصور: باختصار شديد إن مصر قيادة وحكومة ظهرت أمام الشعب العربي إنها تسوق لإسرائيل داخل أوطانهم مما يشكل رفضا لنا كمصريين من تلك الشعوب فكيف نسوق لهذا الكيان الغاصب والنهاب والمحتل لأرضنا وشعبنا الفلسطيني وندعم اقتصاده ونحتمي بعباءة أميركا التي لا تختلف عن هذا الكيان في الاعتداء والاحتلال لشعب العربي، دوليا إن العالم أجمع وخاصة بعض دول الاتحاد الأوروبي يقاطع المنتجات الإسرائيلية ويرفض التعامل معها ويضغط عليها بسبب مجازرها الوحشية واحتلالها لفلسطين وإن كان هذا المجال قاصر على إسرائيل وأميركا فهم يعملون ونحن..
عبد الصمد ناصر: طيب سيد عزيز عفوا على المقاطعة.
عزيز منصور: أخر حاجة معلش كلمة واحدة بس.
عبد الصمد ناصر: لأنك تقرأ من الورق نحن لا نستفيد كثيرا من سرعتك في القراءة وبالتالي نريد مشاركة حية أكثر يعني شكرا لك أخ عزيز منصور من السعودية، خلف الشمري من السعودية.
انهيار وهزيمة لأمة عربية كبيرة
خلف الشمري: نعم السلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام
خلف الشمري: مساء الخير أستاذ عبد الصمد.
عبد الصمد ناصر: مساء الخير أخ خلف.
خلف الشمري: أنا والله ما أني عالم اقتصاد ولا سياسي لكن بالمعنى البسيط هو تقدير..
عبد الصمد ناصر: طيب سؤالي أنت كمواطن عربي حينما تسمع دولة كمصر توقع اتفاقية تجارية مع إسرائيل ستسهم فيها إسرائيل في مكونات هذه المنتجات المصرية يعني أي انطباع يتركه لديك ذلك؟
خلف الشمري: يا أخي أستاذ عبد الصمد المشكلة ما هي في المنتجات المصرية الإسرائيلية المشتركة المشكلة في إن إسرائيل من الاتفاقية هذه ومع مصر ومع الأردن تعمل للتصدير المضاد لدول الخليج لأننا نعرف إن فيه منتجات إسرائيلية موجودة الآن في السوق الخليجية تأتي مدموغة بالختم التركي أو القبرصي فهم بدل ما يعيدون تصديرها لقبرص يعيدونها للتصدير لدول الخليج أو يصدرونها لتركيا يعيدون التصدير لدول الخليج تصدير مباشر للسوق الخليجي عن طريق الأردن والسوق المصري الكبير عن طريق اتفاقية الكويز الجديدة وهذه كل ما في الأمر يعني ما يحتاج للف والدوران نضحك على عقول الناس والمشاهدين يعني اليوم وصلت الصادرات الإسرائيلية على أعتاب الأمة العربية والسلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام شكرا لك، علي أبو صامد من سوريا.
علي أبو صامد: السلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام.
علي أبو صامد: وعلي كل الأحرار في الوطن العربي والعالم أما بعد إن موضوع حلقة اليوم لهو من أهم المواضيع التي أشارت ودلت على أصل البلاء والداء الذي ألم بهذه الأمة ألا وهو النصر الصهيوني الكبير بإخراج مصر أرض الكنانة من حلبة الصراع بل وتحويل دورها من قائد ورأس حربة لهذه الأمة في مواجهة المشروع الصهيو أميركي إلى رأس حربها في جر الأمة وسحبها باتجاه الذل والاستسلام والخنوع وانعدام الكرامة بل أكثر مما يحير المواطن العربي إضافة للمهانة والخنوع هو انهيار اقتصادي وسعي عجيب من حكام كامب ديفد لإرضاخ الاقتصاد والصناعة في أرض الكنانة لهيمنة الاقتصاد الصهيوني والأميركي عبر ما يسمى الكويز وإذا أردنا أن نكون موضوعيين وعلميين تكون حالة المواطن في مصر العربية المعاشية والصحية هي مقياس ما تحققه سياسة حكام كامب ديفد من نمو أو تراجع ففي حين كان المواطن العربي في مصر لا يعاني من أية بطالة في الستينات وكانت الرعاية الصحية والاجتماعية شبه كاملة وكان معدل النمو من أسرع معدلات النمو في العالم في تلك الحقبة وكانت الديون الخارجية لا تذكر لو أخذنا كل ذلك معيارا للصح والخطأ أخي عبد الصمد فيما يجري من كويز اقتصادية أو كويز سياسية وكويز استسلامية لوجدنا الجواب واضحا فكم هو معدل البطالة الآن وكم هي الديون الخارجية رغم كل الدفق الأميركي من مساعدات بلغت المليارات وهل يتمتع المواطن العربي في مصر بالرعاية الصحية المطلوبة؟ إنني أترك الإجابة لكل الشرفاء في هذه الأمة وإلى التقارير الإحصائية حتى الرسمية لحكام كامب ديفد تلك المعاهدة الكارثية على مصر والأمة والتي لا يسعني إلا أن أذكر شبابنا العربي أنها تتضمن بندا لا يسمح لمصر بإلغاء الاتفاقية نهائيا إلا في حالة إعلان الحرب على الصهاينة فلنا جميعا أن نتخيل تلك الاتفاقية وما ينتج عنها من كويز الآن أو كويز في المستقبل لا سمح الله ولا سمح شعبنا العربي بمصر إن شاء الله ناهضا واضعا حدا لإلغاء دور أرض الكنانة في قيادة هذه الأمة لوحدتها وكرامتها والسلام عليكم.
عبد الصمد ناصر: وعليكم السلام شكرا، قبل أن آخذ مبارك محمد من السعودية واستسمحه لكي ألقي نظرة على بعض المشاركات عبر الإنترنت مشاركة رقم ثلاثة من المغرب عبد الرفيع بن عربة يقول موضوع مداخلتي هو أن المسلمة البديهية التي تقول إنه لا يمكن فصل أي شيء عن السياسة خاصة في الوقت الراهن ومنه الاقتصاد فالاقتصاد مرتبط بالسياسة واتفاقية كويز هي سياسية أكثر منها اقتصادية كما لا يمكن فصل هذه الاتفاقية عن الأحداث العامة ومنها مشروع الشرق الأوسط ومنتدى المستقبل ومنه نقول لماذا لم توقع مصر هذه الاتفاقية في الماضي لماذا الآن لماذا بعد مشروع الشرق الأوسط ومنتدى المستقبل إنها الضغوط الأميركية التي تحاول ربط الإصلاح السياسي بالدعم الاقتصادي أي سياسة بابلوف مع كلب التجربة لكسب الغنيمة، مشاركة من محمد آية الحاج من فرنسا يقول بعد أن كانت سباقة إلى التطبيع ومادامت على حالها فإن مصر هي وستبقى زورق الإغاثة لإسرائيل لأن الاتفاق يتزامن مع خطة شارون للانسحاب من غزة، ثم مشاركة يقول الدكتور خياط من لبنان في المبدأ أسوأ من كامب ديفد وستكون بداية نهاية الحكم في مصر يقول هذا لمبارك، ثم رفيق أسعد من مصر بالإضافة في مشاركة رقم سبعة يقول بالإضافة إلى المكسب السياسي فإن إتقاق كويز مكسب اقتصادي كبير لمصر فبعد أيام سيتم العمل باتفاقية الجات التي ستؤثر سلبا على مئة وأربعين ألف عامل مصري فالكويز سيعمل على تنشيط حركة وزيادة الإنتاج ويخلق ربع مليون فرصة عمل على مدى الثلاث سنوات القادمة وزيادة حصيلة الصادرات بالدولار وجذب استثمارات جديدة كانت مشاركة من الدكتور رفيق يوسف أسعد من مصر، ثم عبد القادر أو عبد العظيم قدارى المراغي من مصر يقول ما المانع أن ننهض باقتصادنا وتحسين ونحسن مستوى معيشتنا إن كان ذلك بعمل اتفاقية مع إسرائيل أو بغيرها فعندما قامت مصر بعمل اتفاقية السلام مع إسرائيل بموجبها أن تتسلم مصر جميع أراضيها بسلام قام الكثير من العرب بشن الحرب على مصر والمقاطعة على كل حال المشاركات كثيرة كنت قد قدمت لمبارك أحمد من السعودية لكنه انقطع للأسف علي سالم من مصر تفضل.
علي سالم: أهلا بك سيدي.
عبد الصمد ناصر: تفضل.
" |
علي سالم: فيما يختص باتفاقية الكويز الأخيرة بين مصر وأميركا وإسرائيل اللي بمقتضاها سوف يتم إعفاء الصادرات المصرية الملابس من الجمرك أمر طبيعي وفي صالح مصر والمصريين وكل ما هو في صالح مصر والمصريين هو بالطبيعة في صالح الفلسطينيين وفي صالح الاستقرار في المنطقة العربية وكان عمال المحلة الكبرى وكفر الدوار أكثر تقدما من كل اللي هاجموا هذه الاتفاقية فهذا عصر المواطن العادي البسيط وليس المواطن صاحب التفكير الثوري، القضية باختصار شديد جدا هي مستوى معيشة البشر هناك اتفاقية سلام مصرية إسرائيلية وهناك اتفاقية أوسلو فلسطينية إسرائيلية رُد إليها الاعتبار بوجود السيد محمود عباس على رأس السلطة الفلسطينية وبوجوده كالمرشح الوحيد أو المرشح الأقوى في انتخابات الرئاسة القادمة، أنا مش عارف بالضبط يعني نفسي أعرف ما هو الخطأ في هذه الاتفاقية؟
عبد الصمد ناصر: نعم طيب سيد علي سالم الذين اعترضوا من المشاركين قبل قليل في البرنامج عن الاتفاقية قالوا بأن هذه الاتفاقية هي اتفاقية سياسية بالدرجة الأولى هي اتفاقية تسعى إلى إدماج اقتصاد إسرائيل في الاقتصاديات العربية بالمنطقة اتفاقية ستجني منها إسرائيل أرباحا أكثر مما ستجني منها مصر وأنها اتفاقية تدخل في إطار المشروع الأميركي للشرق الأوسط الكبير ما قولك؟
علي سالم: والله يعني ستجد عشرات السلبيات إذا كنت تبحث عن السلبيات، كلمة دمج الاقتصاد مفيش دمج للاقتصاد ولكن فيه تعاون ولابد أن يكون فيه تعاون بين كل دول المنطقة العربية أو الشرق الأوسط بما فيها إسرائيل هي ديه القضية ببساطة كونهم هيكسبوا إحنا نكسب المهم ما حدش يخسر هي ديه القضية.
عبد الصمد ناصر: ولكن ما هو المقابل السياسي يعني بالمقابل إسرائيل أي خطوات ستتخذها إيجابيا على الأقل في صالح الحقوق العربية المسلوبة؟
علي سالم: أن تتفاوض في جو أهدأ يوحي بالسلام ويعد بالسلام هو ده المقابل، المقابل أن نحصل على السلام أن تحصل هذه المنطقة على السلام وإلا البديل هيبقى اتهامنا جميعا بأن إحنا كذابين عندما نتكلم عن السلام وعندما نتخذ قرارات في جامعة الدول العربية بالسلام وعندما نغني بالسلام ونطلب للسلام ولما نمشي خطوة واحدة في طريق السلام يطلع بقى يقولوا لنا يعني هنخسر..
عبد الصمد ناصر: طيب أخ علي سالم المشاركات التي كانت معي قبل قليل لم يقدم أحد من المعارضين الاتفاقية بديلا لها ما قولك؟
علي سالم: لا بديل عن السلام إلا السلام الناس كلها تتكلم عن السلام لكن لما بنجي ننفذ فبيقول لك لا هذا استسلام هذه خسارة هذه كذا وكذا، لابد من الاعتراف هناك دولة اسمها إسرائيل في المنطقة..
عبد الصمد ناصر: شكرا لك السيد علي سالم انتهى وقت البرنامج شكرا وعفوا عن المقاطعة شكرا لكم ونلتقي في الأسبوع القادم في موضوع آخر بحول الله.