مذيعة في قناة الجزيرة
منبر الجزيرة

الشعوب العربية وحق تقرير المصير

إذا كان ما تشهده جورجيا ثمرة إرادة شعبية، فأين يقف العرب من حق تقرير المصير؟ وهل فشلوا في فرض ظروف معيشية أفضل بسبب القيود المفروضة على حرية التعبير؟ أم أن غياب مقومات التغيير هي السبب؟

مقدمة الحلقة:

جمانة نمور

تاريخ الحلقة:

01/12/2003

– مدى انطباق سيناريو جورجيا على الحالة العربية
– تردي مكانة الديمقراطية في العالم العربي

– أسباب غياب إرادة التغيير الجماعية


undefinedجمانة نمور: نرحب بكم في حلقة جديدة من (منبر الجزيرة).

كما هو معلوم نجحت المعارضة في جورجيا في إجبار الرئيس (إدوارد شيفرنادزه) على تقديم استقالته بعد حكم دام أحد عشر عاماً عانت خلالها البلاد من أزمات اقتصادية وسياسية، وكان المعارضون بزعامة (ميخائيل ساكاشفيلي) قد اقتحموا مبنى البرلمان أثناء إلقاء شيفرنادزه لكلمته، وأجبروه على مغادرته، وتم تنصيب رئيسة البرلمان المنتهية ولايته (نينو بورتانادزه) رئيساً لجورجيا بشكل مؤقَّت.

من ناحية أخرى رفض الرئيس المستقيل الدعوة الألمانية لمغادرة جورجيا والتوجه إلى ألمانيا، مؤكداً إصراره على البقاء في وطنه، كما فشلت الوساطة الروسية في تهدئة الأوضاع بين الحكومة والمعارضة.

وعلى الرغم من إعلان شيفرنادزه حالة الطوارئ في البلاد إلا أن المعارضين باتوا أكثر تصميماً على انتزاع حق تقرير المصير وتغيير الواقع السياسي في جورجيا.

وتثير مثل تلك التطورات تساؤلات عدة، أهمها:

أين تقف الشعوب العربية من حق تقرير المصير؟

وهل فشلت الشعوب العربية في فرض ظروفٍ معيشية أفضل بسبب غياب الممارسة الديمقراطية والمشاركة الشعبية؟

في انتظار مداخلاتكم على رقم الهاتف: مفتاح قطر: 4888873 (974). الفاكس: 4890865 (974). كذلك يمكنكم المشاركة عبر الموقع الإلكتروني (للجزيرة) على الإنترنت وهو: www.aljazeera.net


مدى انطباق سيناريو جورجيا على الحالة العربية

ونبدأ هذه الحلقة باستطلاع رأي الدكتور مصطفى كامل السيد (أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، والناشط في مجال حقوق الإنسان) هذه التساؤلات التي أوردناها أهي مشروعة برأيك؟

د. مصطفى كامل السيد (أستاذ العلوم السياسية – جامعة القاهرة): هي -بكل تأكيد- تساؤلات مشروعة، ولكن من المهم التنويه إلى أن حق تقرير المصير له أكثر من بُعد، هناك البُعد الخارجي والخاص بحق كل شعب في أن يدير شؤونه دون أن يقع تحت سيطرة خارجية، وهناك بعدان داخليان، البعد الأول يتعلق باختيار النظام السياسي، والبعد الثاني يتعلق بالسيطرة على الموارد الطبيعية الموجودة على إقليمه.

بالنسبة للشق الخاص بالنظام السياسي بطبيعة الحال من حق كل شعب أن يختار طبيعة هذا النظام السياسي، نظام برلماني، نظام رئاسي، ومن حقه أيضاً أن يختار حكامه، وما حدث في جورجيا هو تصميم الشعب الجورجي على أن يختار من يحكمه بناءً على نتيجة الانتخابات التي جرت هناك، والتشكيك في صحة ما أعلنته الحكومة السابقة من فوز أنصار الرئيس شيفرنادزه بالأغلبية في هذه الانتخابات، والمسألة إذن هي ما ينطبق على شعب جورجيا ينطبق على كل شعوب العالم بما في ذلك بكل تأكيد الشعوب العربية.

جمانة نمور: ولكن هل مجرد أن هذا ينطبق على الشعوب العربية يمكنك أن تتخيل تكرار السيناريو نفسه مثلاً في أي بلد عربي؟

د. مصطفى كامل السيد: لأ، هناك ظروف خاصة بجورجيا، ما حدث بجورجيا ليس مجرد احتجاج تلقائي على نتيجة الانتخابات، هناك جهد أميركي بُذِلَ قبل الانتخابات، وزير الخارجية الأميركي الأسبق (جيمس بيكر) كان موجوداً في جورجيا في شهر يوليو، وبذل جهوداً على أكثر من مستوى، للتمهيد لنقل السلطة إلى معارضي الرئيس شيفرنادزه، اقترح نظاماً جديداً للانتخابات وأن تشترك المعارضة في الرقابة على الانتخابات، خلق جهد كبير لتوحيد قوى المعارضة للرئيس شيفرنادزه، ونحن لاحظنا في المظاهرات التي أحاطت بمبنى البرلمان قبل سقوط الرئيس شيفرنادزه أن هناك كثيرين كانوا يرفعون العلم الأميركي، الولايات المتحدة أيضاً تدخلت لإقناع الرئيس شيفرنادزه بالتخلي عن السلطة، ومن ثمَّ فهذا العامل الخارجي مهم جداً، والذي يضفي عليه أهمية هو أنه في جورجيا ينظرون إلى الولايات المتحدة أو على الأقل هناك أقسام من الرأي العام في جورجيا.

جمانة نمور: ولكن.. نعم.

د. مصطفى كامل السيد: تنظر إلى الولايات المتحدة باعتبارها قوة تحرير..

جمانة نمور [مقاطعاً]: دكتور، يعني إذا نحن دخلنا في موضوع جورجيا كمقدمة يعني لدرس ما يمكن أن ينطبق على الشعوب العربية، يبدو للمستمع إليك وكأنك تشير بهذا العامل الخارجي الذي هو في هذه الحالة أيضاً أميركا .. مع.. وكأنك مع هذه المقولة إنه لابد من تدخل خارجي، إذن الصحيح أن الطريق نحو الديمقراطية في العالم العربي أيضاً أميركا سيكون يعني ليس من أمل في الشعوب العربية؟

د. مصطفى كامل السيد: لأ، أنا لا أقول أن الذي يحقق الديمقراطية في أي بلد هو التدخل الخارجي، ولكن أقول إنه يعني التطور الذي جرى في جورجيا كان جزء منه بسبب الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في توحيد قوى المعارضة والدعم الخارجي الذي تلقته، لكن فيما يتعلق بالشعوب العربية يبدو أن الشعوب العربية استسلمت، لأن الانتخابات يجري تزييفها، يعني نحن نعتبر تزييف الانتخابات مسألة طبيعية، بل ندهش إذا جرت انتخابات نزيهة في الدول العربية، ومن ثمَّ فتزييف الانتخابات في مصر أو في أي دولة عربية أخرى مشابهة لأوضاع مصر لا يترتب عليه مثل هذا الاحتجاج.

المسألة الثانية والأهم في رأيي: هو أن قضية الديمقراطية لا تحتل مكانة عالية في أولويات الشعوب العربية مثلما تحتل هذه القضية مكانة مهمة في أولويات شعوب خارج الوطن العربي، سواء في أميركا اللاتينية أو في شرق أوروبا، أو في القارة الإفريقية، اللي نحن نشهد مظاهرات واسعة في الوطن العربي للمطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية، للاحتجاج على ما تقوم به إسرائيل في الأراضي المحتلة، الاحتجاج على ما تقوم به الولايات المتحدة في العراق، ولكن حتى الآن لم نشهد تحركات واسعة مناصرة للانتقال إلى الديمقراطية في الوطن العربي، ومن ثم فيعني ما جرى في جورجيا لا أعتقد أنه يمكن أن يتكرر في أيٍّ من الدول العربية، لأن قضية الديمقراطية حتى الآن لم تحتل المكانة الواجبة في أولويات الجماهير العربية، ربما هي مهمة بالنسبة لأقسام من النخبة السياسية المعارضة في الدول العربية، ولكنها لم تحتل حتى الآن الأهمية الواجبة بالنسبة لأولويات الشعوب العربية.


تردي مكانة الديمقراطية في العالم العربي

جمانة نمور: دكتور مصطفى كامل السيد من القاهرة، شكراً جزيلاً لك.

معنا الآن الأخ علي من بريطانيا، يعني لنبدأ من النقطة التي انتهى عندها الدكتور مصطفى موضوع الديمقراطية ومكانتها التي ليست الأولى في العالم العربي برأيه، يعني أنت عربي ومقيم في بريطانيا، مقيم في الغرب، كيف تنظر إلى هذه النقطة تحديداً؟

علي الأحمد: السلام عليكم.

جمانة نمور: وعليكم السلام.

علي الأحمد: شكراً جزيلاً، فيه شغلة يعني رئيس جورجيا لما يعني قَبِلَ تحت الضغوط أن يتنازل، وأن يترك السلطة، يعني لم.. لم يكن عنده الشيء الموجود في معظم الدول العربية إمكانية أن.. أن يقتل، أن.. أن.. أن يذبح العشرات أو المئات ممن يهددوا حكمه، يعني كل حاكم عربي عنده.. عنده أجهزة مخصصة لحمايته، يعني إما حرس جمهوري، أو حرس وطني، أو مخابرات، أو.. أو إلى آخره، تختلف أسماؤها، ولكنها قوات مدربة، مصروف عليها، متعوب عليها، مؤمن لها كل ما تحتاجه هدفها الوحيد عندما هذه الساعة التي يتعرض لها شيفرنادزه بهذا الضغط أن تفعل فعلها، شيفرنازده لم يفعل ذلك، نحن عندنا في كل الدول العربية هذه الإمكانيات قائمة، عندما يشعر الحاكم بأن موقعه تهدَّد مستعد أن يذبح العشرات والمئات والألوف كما حصل في إيران مثلاً في عهد الشاه أو.. فالشعوب العربية عندها حاجز هائل من الخوف، حاجز يعني زي جدار برلين يعني حاجز خوف ورعب وقمع، يعني لأ، ليس من السهل أبداً يعني أن.. أن يُقدم.. هو لابد أن يصلوا إلى يوم.. يعني يحاولون أن يفتحوا فتحة بهذا الجدار، ولكن الآن الحاكم العربي مستعد لأن يقتل العشرات أو المئات أو الألوف لو حاولوا زحزحته عن.. عن.. عن منصبه، هذا الشيء لم يكن موجود في شيفرنازده، ومثله في هذا الشيء.

جمانة نمور: شكراً لك أخ نعم، وصلت وجهة نظرك يعني.

علي الأحمد: ونجل هذا.. يعني نجل هذا.. هذا الموقف من هذا الرجل الذي سلَّم بلاده لأبناء بلده، يعني هو ما جاب ناس من برَّه، يعني هو ما جاب، المعارضة ما جابت، هم ناس من أولاد بلده، ما بدهم.. ما بدهم إياه، خلاص تعالوا يا أخي وخلاص، يعني هذا شيء ما موجود لا في مصر، ولا سوريا..

جمانة نمور: نعم.. شكراً.. شكراً لك أخ علي، وصلت وجهة نظرك، لدينا العديد من المشاركات، الأخ طلال من الأردن، برأيك فعلاً الخوف هو العامل الوحيد في العالم العربي، أم أن الديمقراطية ليست أولوية بالنسبة إلى الشعوب العربية؟

طلال الرمحي: أولاً: مساء الخير.

جمانة نمور: مساء النور.

طلال الرمحي: أخت جمانة، إذا أردتي أن تقارني دول بدول وحكام بحكام عليكِ أن تقارني شعوب بشعوب، كيف يملك الشعب العربي إرادة التغيير، وهو يسير خلف الحاكم كما يسير مسلوب الإرادة والعقل خلف الضبع إلى الغار ليأكله، غداً يا أخت جمانة لو قال حاكم عربي للرجال من شعبه اذهبوا واحصلوا على تصريح قبل ذهابكم إلى غرف نومكم لاصطف عشرات الآلاف أمام المراكز الأمنية المنتشرة في المدن والقرى والأرياف أكثر من المدارس والمستشفيات للحصول على التصريح.

جمانة نمور: يعني إذا.. إذا كان ذلك صحيحاً إذا كان..

طلال الرمحي: هذا حقيقة أخت جمانة حقيقة.

جمانة نمور: ما السبب برأيك باختصار؟

طلال الرمحي: ما هو يا أخت جمانة، الأغرب من هذا هذه الشعوب بتغني وبترقص، وبتدبك، وبتزغرد، وبتذبح الإبل والنعاج وحتى الدجاج، إذا ما قام جلاد من جلاديها بزيارة فلكلورية لهم، هل سمعتي يا جمانة عن شعوب من هذه الشاكلة؟ بالله عليكِ يا جمانة وأنتِ تبحثين عن إرادة التغيير في الشعوب العربية.

جمانة نمور: أخ طلال.

طلال الرمحي: مَن يستحق التغيير الحكام أم الشعوب؟

جمانة نمور: ok، هذا سؤال لنطرحه على السيد توفيق السيف (المحلل السياسي السعودي). مساء الخير أستاذ توفيق، نحييك من لندن.

توفيق السيف: أهلاً وسهلاً.

جمانة نمور: يعني ما رأيك بما سمعته حتى الساعة بالنسبة للموضوع؟

توفيق السيف (محلل سياسي – لندن): أتصور أن الأسباب التي تطرح حتى الآن هي أشبه يعني بيان مواقف أكثر مما هي تحليل للحركة التي يعني .. أطاحت بالرئيس شيفرنادزه وعدم قيام مثلها في.. في البلاد العربية، أتصور أنه من الضروري التمييز بين نوعين من الحركات، هنالك حركات احتجاجية غرضها التخلص من وضعٍ قائم، ولكن الوضع البديل ليس مركزياً في نظرها، يعني لنقل أنها حركة انفعالية متأثرة بضغط الواقع السيئ الموجود.

النوع الثاني من الحركة هي حركة الفعل، لنقل أنها الحركة التأسيسية التي تهتم بإقامة بديل أكثر من اهتمامها بهدم النظام القائم، يعني هدم النظام القائم هو مجرد مرحلة من أجل الوصول إلى الغرض المركزي، الذي حدث في جورجيا أن الناس أرادت إقامة نظامٍ بديل ولم يكن يهمها كثيراً النظام القائم، لذلك تجدين أن النظام القائم يعني شيفرنادزه وحكومته وأركانه لم يتعرضوا لانتقام مثلاً من الجمهور، وإنما أُزيحوا وفور إزاحتهم تم تنصيب النظام الجديد، لأنه كان هو الغرض الأساسي.

في العالم العربي يعني نحن نشكو من مشكلة أساسية.. إذا يعني منحتيني بعض الوقت ربما أتطرق إلى تحليلها، مشكلة أساسية يمكن وصفها بأن نفسية الإنسان العربي أَميلَ إلى الانفعال بالحدث، لكنها أبعد عن الفعل، هنالك يعني مثل ظريف يضربه الدكتور جابر الأنصاري، يقول أن عربياً يمكن أن يخرج في عملية فدائية يقتل فيها نفسه، هذا الإنسان ليس مستعداً في نفس الوقت لأن.. لأن يمضي خمس دقائق في تنظيف الشارع أمام بيته، يعني هو مستعد للذهاب في عمل كبير وجبار، لكنه لا يؤدي إلى بناء شيء، في الوقت نفسه يعجز نفسياً، يعجز ثقافياً عن القيام بعملٍ بنائي مهما كان صغيراً، هذا مثال على حالة الانفعال التي يغيب فيها الفعل، أنا أتصور أن إقامة الديمقراطية في الوطن العربي تحتاج إلى تركيزٍ خاص على معنى الديمقراطية، على المؤسسات الديمقراطية، على وسائل إقامة الديمقراطية، وسائل ضمان الديمقراطية، أكثر مما تحتاج إلى يعني إنفاق الوقت والجهد في شتم الحكومات القائمة وشتم الظلم، يعني شتم الظلام لنقل بشكل إجمالي.

أسباب غياب إرادة التغيير الجماعية

جمانة نمور: على كلٍ نقاط عديدة أثرتها سيد توفيق، لنستطلع آراء المشاهدين فيها، معنا الأخ سعد من السويد، يعني وأنت في بلد أوروبي -أخ سعد- برأيك هل فعلاً موضوع تغلب الفردية -إذا ما صح التعبير- على الانتماء إلى الوطن الأشمل، مثلاً الوطن العربي أو حتى البلد الذي ينتمي إليه أي مواطن عربي، هل هو أحد الأسباب الرئيسية في غياب إرادة تغيير جماعية.

سعد المازني: السلام عليكم.

جمانة نمور: وعليكم السلام.

سعد المازني: أولاً: ست جمانة كيف الصحة وكيف الحال؟

جمانة نمور: الحمد لله.

سعد المازني: وأهنئ قناة (الجزيرة) وأشكرها على هذا البرنامج اللطيف، بالنسبة للشعوب العربية هي.. هي شعوب حية وليس ميتة كما يصوروها بعض الإخوان المشاركين، وإنما تروَّضت على نوع من الخوف، الخوف من السلطان اللي هو جائر دائماً، ويوظِّف الجيش ووسائل الأمن لقمع هذه الشعوب هذا حصل عندنا حتى في العراق، الانتفاضة سنة الـ 91، قمعها الحاكم الديكتاتور صدام حسين بأسوأ حالات القمع اللي معروفة بالتاريخ، هي شعوب حية وهذه الجيوش.. هذه الجيوش يعني الجيش العراقي دائماً تنادون بأنه عودة الجيش العراقي السابق، هدفين للجيش.. للجيوش بالعالم كلها، هو حماية الشعب وحماية الوطن، الاثنين ما سووها، هايدي الاثنين ما حققوها بالنسبة للجيش العراقي.

بالنسبة لشيفرنادزه طلب حالة الطوارئ من وزير الدفاع، وزير الدفاع رفض هاي الشغلة، رفضها نهائياً، قال لأ أنا ما أتدخل بيني وبين شعبي، وبالنسبة للثورة الإسلامية في إيران عدد قليل من الضباط اللي نفذوا أوامر الشاه الحكومة في وقتها حكومة الشاه، وليس كلهم، اللي جابوهم وعلقوهم في هذه الرافعات، هم دُوُل اللي اتدخلوا وقاوموا والمدنيين، أخي خلي.. خلي المبادئ عندنا ثابتة لأنه المدني الأعزل لا يجوز أي حالة من الحالات قتله، هذه الحالات لو نخلي المبادئ الأساسية في حياتنا إنه من حق الشعب أن يطلع مظاهرة، من حق.. من حق كل من يبدي رأيه، بس فيه نقطة مهمة إنه يبدي رأيه في احترام، ويعرف حقه هو شنو نعم.

جمانة نمور: شكراً لك أخ سعد، معنا الأخ محمد في فرنسا، يعني نعود مجدداً أو يعود بنا المتصلون إلى موضوع الخوف وعنوان تسلط الأنظمة والقمع، هل هذا هو فقط السبب برأيك، أم أن بالفعل هناك اختلاف في ثقافة الشعوب ربما بين العربية والشعوب الغربية، لأن موضوع أصلاً مفهوم الدولة أخذ حوالي أربعمائة سنة في الغرب، حيث أنت تعيش -أخ محمد- فيما هو جديد علينا في العالم العربي ما رأيك؟

محمد ظاهر: لا، أنا أعتقد بأن الشعوب العربية شعوب غير واعية، لا الشعوب العربية ولا حتى الحكام العرب بشكل عام بينما الشعوب الغربية والشعوب الغير عربية هي شعوب واعية وحتى الحكام واعية، والمثال جورجيا، لأنها رغم أن شيفرنادزه كان عنيداً وكان يريد أن يتشبث بالحكم، لكن في النهاية خضع لإرادة الشعب ولم يرق الدماء، وهذا لم يفعله أي حاكم عربي.

والناحية الثانية: بأن الشعب رغم أنه الشعب كان يعلم بالشعب الجورجي أن يعلم أن شيفرنادزه كان مُصِر على أن يقتل الناس عن طريق وزارة الداخلية، لكن الشعب لم يخف واستمر حتى أسقط شيفرنادزه، بالمقابل نلاحظ أن في الدول العربية أن الجيش عندما يؤمر أن يفعل يقمع شيء مظاهرة أو شيء، يعني حتى ممكن الإنسان يقتل أبيه، يقتله من أجل الحاكم..

جمانة نمور: شكراً لك أخ محمد.

محمد ظاهر: شفنا في الوطن العربي بعض المظاهرات، ولكن هذه المظاهرات كانت لأجل أشياء أخرى، مثلاً كان ارتفاع الخبز في دولة عربية، فوجدنا المظاهرات، لكن الحرية يا اللي هي أسمى من الخبز وأسمى من أي شيء نجد أن هذه الحرية هي (الثمينة) لا تقوم عليها المظاهرات، وهذا..

جمانة نمور[مقاطعة]: شكراً لك أخ محمد يعني، نقطة مهمة نتوجه فيها بالسؤال إلى الأخ عبد العزيز من السعودية هل فعلاً الحرية أهم من الخبز، أم أنها مجرد نظرية يعني الإنسان العربي الذي يركض وراء لقمة عيشه وكيف له أن يفكر بأمور أكبر إذا ما غرق في تفاصيل الحياة اليومية التي هي غير مؤمَّنة له في الأساس، بينما في الغرب هي حقه الطبيعي؟

عبد العزيز الزهراني: يا عزيزتي، المشكلة الكبرى أن هذه الحقوق تعطى إلينا في شكل هبات، والمنة للواهب وعلى الموهوب أن يقبِّل الأيادي طالما هو حي، الديمقراطية معناها أوسع من قضية أن أختار الحاكم أو أن أختار الرئيس أو أن أختار المسؤول، إذا كانت الديمقراطية نأخذها كباقة، فهي مشكلة يعني تتعارض مع الشريعة الإسلامية، لكن إذا أردنا أن نأخذها فيما يتعلق باختيار الحاكم، فهذا شيء جميل، لكن هناك فرق بين أن يفكر الحاكم في نفسه وأن يفكر في شعبه من خلال الضمير الجمعي أو الأنا العليا، وهذه الأشياء التي نحن نطالب بها كثيراً نقطة أخيرة قبل أن تقولي لي شكراً.

نقطة أخيرة: أنا أريد أن أقول إن الدول.. بعض الدول الغربية ليست أسعد حظاً منا، بل هناك مثلاً جورجيا، والله لو كان إدوارد شيفرنادزه بيده القدرة على أن يتمسك بالسلطة لتمسك بها، وها هو ذا (حيدر علييف) يعين ابنه حاكماً على أذربيجان، وأقول أخيراً إن الإعانات الغربية الخارجية هي التي أدت لتمسك أولئك الحكام العرب بالحكم في العالم العربي، مثال ذلك الدول.. الدولة السوفيتية حين تسلطت على مصر وسوريا، وشكر الله لكم.

جمانة نمور: شكراً لك عبد العزيز، معنا الأخ سحيم في السعودية، مساء الخير.

سحيم حمد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جمانة نمور: وعليكم السلام.

سحيم حمد: مبارك لكم بأختكم خديجة..

جمانة نمور: شكراً، تفضل

سحيم حمد: عسى الله يهدينا وإياكم وأمة محمد أجمعين، يا طيبة، يعني بأمانة الشعوب بخير، والدليل على ذلك إن أقدام الشرفاء المجاهدين في العراق البارح داست -أكرمكم الله والسامعين- كلاب من تحالفوا مع رؤساء الصليب الأميركان..

جمانة نمور[مقاطعة]: أخ سحيم، يعني هل لك أن تعبر عن وجهة نظرك دون إساءات إلى أحد؟

سحيم حمد: لا، نحن لا نسيء، إحنا نقول الحق فقط، بكل الأحوال..

جمانة نمور: يعني استخدام يعني التعابير التي يمكن أن تستفز الآخرين ولو المتصل رآها مناسبة، نحن نتمنى عليه أن يلتزم بحدود البرنامج في انتقاء تعابيره، باختصار شديد، لأن لدينا اتصال.

سحيم حمد: نعم، باختصار.. نعم باختصار شديد يا طيبة، الموضوع وما فيه إن هذه الشعوب التي تحالفت وتعاضدت وتضامنت مع المجاهدين في العراق وكمثل ما يقوم الدبلوماسيين ورؤساء الحكومات الأوروبية بالتعاضد والتضامن مع (خوسيه -الخسيس- ماريا)، هادول يعني أنا متأكد..

جمانة نمور: أخ.. أخ سحيم يعني تبدو مصراً..

سحيم حمد: قادرين على استعادة..

جمانة نمور: على كل نتحول إلى أميركا معنا الأخ سعيد من هناك، مساء الخير

سعيد البوريني: أهلاً، السلام عليكم.

جمانة نمور: وعليكم السلام، تفضل.

سعيد البوريني: يا أخت جمانة طبعاً ليس غريباً في أميركا إنها تساعد جورجيا على الحصول على الديمقراطية كما ساعدت إفريقيا الجنوبية وغيرها المشكلة اللي أنا بأشوفها هنا من داخل أميركا أنه أميركا تؤيد الديمقراطية في كل أنحاء العالم إلا العالم العربي، وذلك بسبب وجود الضغط الصهيوني الإسرائيلي في أميركا، لأنهم يعرفوا بأن الديمقراطية في العالم العربي يعني برلمان حر.

جمانة نمور: ولكن يا أخي..

سعيد البوريني: لن يطبع مع إسرائيل.

جمانة نمور: أخ سعيد.. نعم.

سعيد البوريني: نعم.

جمانة نمور: هذه نقاط جديرة بالاهتمام والمناقشة، ولكن نذكر بأن موضوع الحلقة هو الشعوب العربية تحديداً، يمكن أن نشير إلى العامل الخارجي، ولكن موضوعنا هو موضوع الشعوب العربية وأين تقف من حق تقرير المصير، وهل الظروف المعيشية هي التي تغرقها في.. وفي كذلك موضوع غياب الممارسة الديمقراطية.

معنا الآن الأخ عبد السلام من المغرب، مساء الخير.

عبد السلام الجبلي: مساء الخير.

جمانة نمور: تفضل.

عبد السلام الجبلي: جمانة، كل عام وأنتم بخير.

جمانة نمور: وأنت بخير.

عبد السلام الجبلي: أود أن أثير نقطة، نقطة أساسية هو أن الشعوب العربية هي ضد التيار الأميركي، واللعب ضد التيار مشكلة كبيرة، فهذا اللي وقع في جورجيا وقع في بولونيا قبل، والدعم اللي تدعمه الشعوب كما تدعمه الأنظمة، فعندما يكون النظام ضد التيار الأميركي يكون.. ويكون الشعب محالفاً للتيار الأميركي، طبعاً يكون هناك دعم وتكون هناك انتصارات لهذيك الشعوب ولكن لما يكون الشعب ضد التيار الأميركي فالموالاة تكون للنظام، وشكراً.

جمانة نمور: وكأنك تقول ألا أنه لا هناك ديمقراطية ولا هناك أي رغبة حقيقة في تغيير لدى شعوبها التي يمكن أن تحدث تغييراً.

[فاصل إعلاني]

جمانة نمور: معنا الأخ الهادي من ألمانيا، مساء الخير.

الهادي بو علي: مساء الخير أستاذة جمانة.

جمانة نمور: تفضل.

الهادي بو علي: مساء الخير.

جمانة نمور: أهلاً.

الهادي بو علي: تحياتي لك وعيد مبارك.

جمانة نمور: شكراً.

الهادي بو علي: أستاذة جمانة، تسمحي لي إرادة الشعوب العربية حتى أنا أتعرض إلى إحدى إرادة واحدة من هذه الشعوب، باختصار الشيخ علي إحدى ضيوف الأستاذ هشام على الديوان على قناة ANN، والمغروم بجرأة بوش وما قام به في العراق وهو يدعو على منبر الفضائية ANN المحترمة إلى تهديم المساجد والجوامع التي يناهض أئمتها الاحتلال ويدعو للمقاومة ويقارن هذه الجوامع بجامع ضرار الذي أذن النبي -صلى الله عليه وسلم- بتهديمه، ثم يقول.

جمانة نمور: يعني بدأت..

الهادي بو علي: ويستغرب.

جمانة نمور: يعني بدأت.. يعني بدأت تخرج عن الموضوع يعني لا نعرف ما رأيك في الموضوع الذي نطرحه بـ.. يعني بالتحديد، أرجو أن تدخل في صلبه مباشرة لكي يتوفر الوقت للجميع بإبداء الرأي، برأيك هل الانكباب على لقمة العيش هو سبب غياب هذه الإرادة لدى الشعوب العربية، هل الخوف من تسلط الأنظمة كما قال بعض المتصلين هو السبب؟

الهادي بو علي: نعم،

جمانة نمور: نعم لأي منهم.

الهادي بو علي: نعم.. نعم، نعم، وإن فعلاً وإن بالنسبة للقمة العيش هذه هي التي خلَّت أكثر أو أغلب المؤيدين للاحتلال والمؤيدين للاستعمار والمؤيدين لكل ما هو يعني يضر بالأمة العربية فهذا هو.. يعني طمعاً في الكسب وطمعاً حتى يكونوا..

جمانة نمور: نعم شكراً.. نعم.

الهادي بو علي: يعني بشكل ثان.

جمانة نمور: نعم، شكراً لك أخ الهادي، نتحول إلى مصر معنا الأخ محمد، أتى الأخ الهادي على ذكر الاستعمار، من المعروف يعني الاستعمار كان واقعاً مُعاشاً في العالم العربي، برأيك إلى أي مدى لعب دوراً في خلق هذه الأجواء يعني من الخوف أو من عدم..

محمد أبو جهاد: سلام عليكم أخت جمانة.

جمانة نمور: تفضل.

محمد أبو جهاد: والله الاستعمار مالوش دخل في هذه القضية، حضرتك إحنا شعوب باردة، شعوب طيبة، ما تعرفيش، عبيطة ما تعرفيش، إحنا حكوماتنا على مر العصور أوصلتنا إلى اليأس وعدم الثقة بالنفس لدرجة النهارده بتتكلمي مع حد في السياسة يقول لي يا عم وأنا مالي، يا عم خليني أشوف لقمة عيشي، هو الموضوع مش كده هو حاجز نفسي بس، أنت بتقارني بين التغييرات اللي في جورجيا وفي منطقتنا العربية، ما يتناسبش دا مع طبيعتنا ليه؟ لأن جورجيا بلد ليست لديها عقيدة ولكن لديها مبدأ تحيا عليه وعندها استعداد أن تموت عليه، إحنا للأسف عندنا عقيدة وليس.. لدينا هذه المقومات أو هذه المبادئ اللي بتحيا عليها هذه الشعوب، أديكي مثال بسيط، البوليس السياسي في يوم قبض على راجل بيقول له: يلا أنت.. أنت أخو البنت سوسو اللي.. الرقاصة؟ قال: لا يا باشا أنا إزاي دا أنا أختي أشرف من الشرف، قال له: لا طب تعال، دا أنت الولد اللي كنت ماشي في المظاهرات بتناهض الحكم، قال له: لأ، لا يا بيه أنا.. دا أنا اللي أخو البنت سوسو الرقاصة.

جمانة نمور: المعنى.. المعنى، يعني من كل هذه الأمثلة باختصار شديد.

محمد أو جهاد: بنمسي بس.. النهارده.. لا..

جمانة نمور: شكراً لك أخ محمد، نتحول إلى الأخ لطيف في.. في ألمانيا، ما تعليقك على ما سمعت إذا كانت رسالته وصلت عبر هذه الأمثلة؟ أخ لطيف، مساء الخير.

لطيف الوكيل: تحياتي لكِ أخت جمانة، و(الجزيرة) إحنا نحييها.

جمانة نمور: أهلاً بك.

لطيف الوكيل: بس أرجوكِ ما تقاطعيني إذا أنور عتمة العالم العربي.

جمانة نمور: في هذه الحالة لن أقاطعك.. نقاطعك يعني في أحوال أخرى.

لطيف الوكيل: يعني هذا شيفرنادزه لما كان وزير خارجية انتقد الاتحاد السوفيتي، لأنه شخص انقتل في ليتوانيا هرب وأول ما صار لبس بدلة عسكرية لما صار هنا في جورجيا، لبس بدلة عسكرية وقام يقتل بالناس، وفيما يخص العراق هناك مد عالمي ضد الأنظمة الديكتاتورية العربية وضد السياسة الفاشية الإسرائيلية، بالدرجة الثانية، و.. ضد سياسة تعاطي ألمانيا وفرنسا وروسيا مع الأنظمة الديكتاتورية وعلى الأخص تحسسهم على سقوط الزبون رقم واحد صدام، ومن أيام هذا المد أكلمك إن الإرهاب الذي حصل ويحصل في العراق يقع على عاتق عصابات صدام والأنظمة العربية.

جمانة نمور: ليس موضوع العراق وما تسميه إرهاباً هو موضوع الحلقة، يعني نعود ونذكر بأن موضوعنا هو التغيير في العالم العربي، وهل يريد أو تريد الشعوب العربية تغير، وفي إرادتها هل تملك الإرادة أو السبيل لذلك، معنا الأخ أحمد من قطر مساء الخير.

لطيف الوكيل: دُوُل الجنرالات المتكلفة..

جمانة نمور: أخ أحمد مساء الخير..، أخ أحمد هل أنت معنا؟ مساء الخير.

أحمد الدرديري: مساء الخير أخت جمانة.

جمانة نمور: تفضل.

أحمد الدرديري: بالنسبة للسؤال اللي سعادتك بتطرحيه في الحلقة، طالما هناك عدم التزام الحاكم بتوزيع الثروة بالعدل على الشعوب فليس هناك ديمقراطية، بل إن ثروات الشعوب بتتحكم فيها الحكام بشرط توظَّفها للدفاع عن موقفها وعن الديكتاتورية اللي بتمارسها.

جمانة نمور: ولكن هل فعلاً وظيفة الحاكم القيام بتوزيع الثروات والمساواة أم الحكم يعني.

أحمد الدرديري: طالما لم يُسأل.. طالما لم يُسأل الحاكم عن مصدر الثروة اللي بيجمعها وبيعطيها للميليشيات واللي حواليه، وبيظبط بيها الجيش وبيظبط بيها الشرطة للدفاع عن موقعه، فليس هناك ديمقراطية نهائي، لما تشوفي الدول الغربية حاكم وَظَّف مليون دولار للدعاية الانتخابية بتاعته، الصحافة بتقوم ضده والشعب بيقوم ضده ومنين لك المليون دولار دُول، هنا لم يسأل حاكم عربي عن ثروة شعبه نهائي.

جمانة نمور: نعم.. شكراً لك أخ أحمد.

أحمد الدرديري: ولذلك هذه.. الفلوس.. بُتسخَّر لقمع الشعوب ومحاربتها في معيشتها وفي لقمة العيش وفي الـ.. في الأغراض اللي هي تثبيت الحاكم وربطه.

جمانة نمور: وصلت وجهة نظرك شكراً لك، معنا الأخ محمد من مصر مساء الخير.

محمد أحمد: مساء النور أخت جمانة.

جمانة نمور: أهلاً تفضل.

محمد أحمد: للأسف إحنا عندنا 300 مليون محلل سياسي، موجودين في العالم العربي، لكن المشكلة الوحيدة، إن كل الإخوة اللي هم المحللين السياسيين ما حدش فيهم يتجرأ ويقول إحنا ممكن يعني نحل مشاكلنا ويقدروا يتمسكوا هم إنهم ينادوا بحريات وبالديمقراطية ويمسكوا كل جزء كدا في الوطن العربي و.. ويتحدثوا عن إنهم هم ممكن ينتقلوا بالسلطة لسلطة أحسن.. للأسف يعني فما فيش واحد تجرأ وقال أنا ممكن أقوم بتغيير ديمقراطي بالنسبة للوطن وما حدش.

جمانة نمور [مقاطعةً]: ولكن لماذا تنتظر من المحلل السياسي أن يقول أريد تغيير، هنا السؤال أين هي الشعوب العربية بكل فئاتها، سؤال نطرحه على الأخ فارس من السعودية، مساء الخير.

فارس محمد: مساء الخير يا أخت جمانة.

جمانة نمور: أهلاً تفضل.

فارس محمد: الحقيقة أخت جمانة، شيفرنادزه هو أساساً من شخصيات الاتحاد السوفيتي السابق، وهو عاش الديكتاتورية السوفيتية وحتى وراثته للحكم في جورجيا، كان من.. من هذا المنطلق، هناك يعني سؤال هل الحرية أهم أم الخبز؟ لماذا لا يكون هناك نصف حرية عندنا في العالم العربي ونص رغيف خبز يا أخت جمانة، الشعوب العربية لديها قناعة يعني نحتاج إلى شيء من الكرامة والإنسانية للمواطن العربي، قد يتغاضى عن نصف رغيف الخبز مقابل نصف الحرية.

جمانة نمور: شكراً لك أخ فارس. معنا أيضاً من السعودية الأخ خالد، مساء الخير.

خالد بدر: يا هلا مساء النور أخت جمانة.

جمانة نمور: أهلاً بك.

خالد بدر: بالنسبة لموضوع الشعوب.

أخت جمانة: أعتقد أن الشعوب العربية ما تفكر يعني بالحكام أو بالأنظمة مادام هناك مثلاً مشاكل وحروب على دول عربية وإسلامية..

جمانة نمور: يعني.

خالد بدر: نعم، يعني أغلب الشعوب نحنا نقف صف واحد مع الشعوب الأخرى ومع الدول الأخرى، فليس هناك مجال إنه نفكر مثلاً بديمقراطية أو، فأعتقد إنه علاقات الشعوب العربية مع البعض هي اللي أبعدتهم عن النظر في الديمقراطية أو التغيير أو.. والوقوف إلى جانب أخوه الثاني..

جمانة نمور: نعم، شكراً لك أخ خالد.. معنا الأخ عبد الروؤف في مصر، هل فعلاً برأيك الاهتمام بالقضايا الكبرى العربية يبرر غياب إرادة لدى شعوب عربية، يعني هذا الرأي الذي عبر عنه الأخ خالد يعني علينا أن ننتظر أن تحل كل القضايا -التي نسميها- الكبرى في العالم العربي، لكي نفكر بعدها في وضعنا كلٌ ببلده.

عبد الرؤوف: والله يا أستاذة جمانة الله يسامح قناة (الجزيرة) اللي فتحت عينينا على حقوقنا وما لنا وما علينا، إحنا عايشين وراضيين وقانعين بحكامنا، وناس يعني بيعاملونا بما يرضي الله، وإحنا كنا سعداء، جيتوا فتحتوا عينينا وأصبح لنا حقوق ولنا واجبات وعلينا، لكن يا أختي جمانة هناك فارق كبير ما بين المنطقة وما بين مشكلة البلقان، لازم تعرفوا يا جماعة إن الدول العربية لها وضع مختلف الحكم.. الحكم طويل المدى فيه استقرار أمني للشعوب، والشعوب راضية وقانعة وقابلة ذلك ولا تصدقوا أي منا أن يجرؤ أن يتحدث بمنتهى الوضوح والصراحة..

جمانة نمور[مقاطعة]: إذن يعني ليس الخبز قبل الحرية برأيك، إنما في العالم العربي -الواقع- الأمن قبل الحرية؟

عبد الرؤوف: طبعاً يا أفندم الأمن قبل الحرية، قبلنا أو لم نقبل، لابد من الأمن، إحنا شعوب لا نقدر.. ما نقدرش نطلع بمظاهرة نحافظ على الأمن، ففينا الغوغائيين وفينا..

جمانة نمور [مقاطعة]: شكراً لك أخ عبد الرؤوف لنرى رأي الأخ سليمان من السعودية في ذلك، مساء الخير.

سليمان خلف: مساء النور يا هلا

جمانة نمور: تفضل

سليمان خلف: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جمانة نمور: أهلاً بك.

سليمان خلف: يا ست جمانة، يعني لما نشوف الحادث اللي حصل في جورجيا والجمهور اللي طلع الريس هذا، الريس.. معروف الريس منذ تولى إنه يعني ما هو مستقيل، فبالنسبة للشعوب العربية، الشعوب العربية تختلف عن جورجيا وغير جورجيا، الشعوب العربية مطلوب منها في دستورها إنها تقول كلمة الحق، ولو حتى أدى هذا إلى استشهاد الشخص نفسه لأنه يكون..

جمانة نمور: هل هي تقول هذه الكلمة برأيك؟

سليمان خلف: كلمة الحق، كلمة الحق تقال عندما يكون الشعب مظلوم، عندما يكون الشعب مضطهد، عندما يكون الشعب مسلوبة حقوقه، عندما يكون الشعب معرض إلى بطالة، كالشعب المصري مثلاً يتكلم بعضهم يتكلم بس من فراغ، أو بعضهم يعلق ها.. ها الأمور وها المشاكل يحطها على الأجنبي، يقول أميركا ما بغت، لو بغت أميركا تغيرِّنا يعني لازم الأجنبي يجي يغيرك ؟ الأجنبي يجي يغيرك إلى الأسوأ، هذا..

جمانة نمور: لماذا أعطيت مثالاً فقط الشعب المصري يعني أخ..أخ سليمان؟

سليمان خلف: أيه للشعب المصري.

جمانة نمور: لماذا يعني خصيته بالذكر في هذا المثل؟ يعني برأيك أوضاع الشعوب العربية في باقي البلدان العربية أفضل بكثير؟

سليمان خلف: الشعب المصري .. الشعب المصري .. لا بالنسبة للشعب المصري، الشعب المصري كجمهور كبير وعريق وعدد سكانه يبلغ حوالي 70 مليون، وما واخدين الخط في.. في.. جمهورية مصر العربية حوالي ممكن 6% من المساحة على الهرمين، فهم يجمعون الحطب الآن، يعني.. يعني أنا.. أنا..أنا.. أنا كعربي أتكلم كعربي، مو على أساس أنتمي إلى الجزيرة العربية ولوطني، أتكلم كعربي من المحيط إلى الخليج، فلما نشوف أكبر قوة عربية بشرية مظلومة ومضطهدة وتجمع الحطب بس بانتظار عود الكبريت يشتعل، هذا موجود.. موجود.. لحظة.. لحظة…

جمانة نمور[مقاطعةً]: شكراً لك أخ سليمان.. شكراً لك، أخ سليمان يعني، دعنا نتحول نقطة مهمة أثرتها، يعني دعنا نتحول بها إلى الأخ محمد في.. في قطر، هل فعلاً يعني عدنا إلى قياس إرادات الشعوب بحجمها؟ يعني بغض النظر عن دور إقليمي يفرض نفسه في دول أكثر من دول؟ يعني أنت موجود في دولة صغيرة نسبياً بالقياس إلى دول أخرى في العالم العربي، كما ذكر الأخ سليمان، ولكن هل هذا مبرر لكي تسكت شعوب وتتكلم أخرى؟

محمد أبو عبد الرحمن: .. تسألين؟

جمانة نمور: أخ محمد، أخ محمد أبو عبد الرحمن في قطر مساء الخير، يبدو أننا فقدنا الاتصال به، معنا الأخ محمد أيضاً ولكن من الإمارات، مساء الخير.

محمد العبار: مساء النور والسرور.

جمانة نمور: تفضل.

محمد العبار: أنا عندي نقطتين بس -أخت جمانة- حبيت أتكلم عنهم.

جمانة نمور: أهلاً بك.

محمد العبار: إنه ما فيه إنسان غاية الناس، كلها غاية لا تدرك يعني، الواحد ما يقدر يرضي الناس كلها، فأكيد الشعوب تكون فيها أقلية ما ترضى بالحاكم، ولا هذا، بس ما ها الشيء ما يبرر إنه يشيلون الحاكم ويجيبون غيره.

النقطة الثانية عندنا نحن في الإمارات يعني يتكلمون عن الديمقراطية، نحن عندنا يعني كبيرنا وصغيرنا، الكل يدعو لرئيس الدولة بطولة العمر، وإن شاء الله يطول عمره، أنا أشوف إنه هذه دي الديمقراطية الصحيحة، إنه الشعب كله يحب الحاكم ويدعي له بطولة العمر والصحة والعافية، وجزاك الله ألف خير.

جمانة نمور: شكراً لك أخ محمد، بأعود إلى الأخ محمد أبو عبد الرحمن في قطر، هل تسمعنا الآن؟

محمد أبو عبد الرحمن: مرحباً أخت جمانة، مساء الخير.

جمانة نمور: مساء النور تفضل.

محمد أبو عبد الرحمن: كيف الحال؟ الله يخليك.

جمانة نمور: الحمد لله.

محمد أبو عبد الرحمن: عفواً إحنا أولاً شاكرين لكم هذا الجهد المبارك يعني، والحقيقة.. والحقيقة يعني انه الموضوع أظنه لحد الآن إن كل الإخوة المشاركين لم يتطرقوا لا.. كأني أرى أنهم لم يفهموا أصل السؤال يعني، فمعنى السؤال يعني أن المقصود من وعي الشعوب الإسلامية أو العربية بمعنى أخص يعني، فالسؤال المطروح هل هو لقمة العيش؟ أو أن هناك أمراً آخر؟ نعم الشعوب الإسلامية أو الشعب العربي عموماً الأمة العربية، ليست مشكلتها منحصرة فقط في المادة يعني سعياً وراء لقمة العيش، وإنما المشكلة تتفرع منها كما ذكَّر بعض الإخوان عن فعل.. فعلاً السعي وراء رغيف الخبز، ومنها نوعاً آخر هو ما تعانيه الشعوب من اضطهاد مقهورة، هناك وعي بالأمة الإسلامية، وعي في.. في الأمة العربية، نعم تدرك تريد الحرية، والحرية أساساً قامت منذ عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وهذا أمر فطري في نفس كل إنسان عربي مسلم على أرض البلاد العربية، إنه يصبو إلى تحقيق روح الحرية بنفسه، لكن هي فعلاً أن الفقر أحياناً يكون له دور، والاضطهاد أيضاً يكون له دور آخر.

جمانة نمور: نعم، شكراً لك أخ محمد، معنا الأخ خضر من الدنمارك، يعني أكثر من متصل تحدث عن وعي لدى الشعوب العربية، صحيح هناك فقر، ولكن هناك وعي، وهناك خوف، في حين أن العديد من التحليلات أيضاً وجاء يعني تقول: إن هناك فقر وجهل وخوف، ربما تراكمت مع بعضها البعض، وأدت إلى هذه الحالة، ما رأيك؟

خضر عطا: نعم في البداية أخت جمانة، أي نعم، شكراً لك أخت جمانة أهلاً وسهلاً.

جمانة نمور: أهلاً بك.

خضر عطا: الواقع -ستي- تتكلمين عن تقرير المصير، وتقرير المصير في حد ذاته يعني حتى الآن نحن نرى في معظم الشعوب العربية تقرير المصير مختطف أصلاً من سنين يعني، هذه مشكلة أساسية، مختطفة من قِبَل أنظمة أصلاً غير مرغوب في وجودها في الأساس، هذا واحد.

الشيء الثاني: نفس هذه التجربة تكاد تكون طبق الأصل لما جرى في السودان في عام 64، في أكتوبر 64، هنالك انتفاضة شعبية استطاعت أن تقتلع جذور نظام عسكري، وهذه تكررت أيضاً نفس التجربة في السودان أيضاً، وأنت تتكلمين عن الشعوب العربية، وإن كان بعضنا يعني للأسف الشديد أعتقد إنه بعضنا لا يرى أننا شعوب عربية، ولكننا إحنا نعتز بعروبتنا أيضاً في السودان بجانب إفريقيتنا، ربما هذا وضع جغرافي فرض علينا هذا الوضع، لكن أحب أن أشير إنه هذه التجربة، يمكن في.. في التاريخ العربي الحديث الشعب العربي الوحيد الذي استطاع أن ينتفض انتفاضة بمعنى الكلمة، وحتى يقال إنه كلمة انتفاضة جاءت مع.. مع الشعب الفلسطيني، وطبعاً نحن نعتز جداً بما يجري الآن من.. من كفاح وانتفاضة حقيقية يدفع ثمنها الشعب.. الشعب الفلسطيني من دمائه ومن دماء أبنائه، ولكن أذكركِ أيضاً وأذكر طبعاً الملايين الذين يستمعون إلى هذه الحلقة.

جمانة نمور: هناك تجربة سودانية.

خضر عطا: لو سمحتِ بس، أيضاً نفس التجربة جرت في.. جرت في السودان في عام 1985، واستطاعت انتفاضة أبريل، في أبريل 85 أيضاً أن تسجل نفس هذا الانتصار بإرادة شعبية، ولكن.. ولكن للأسف الشديد في معظم بلادنا العربية الآن الإرادة مختطفة أساساً من قِبَل هذه الأنظمة كما قلت لكِ، فلا يوجد إرادة، فإذا كنت أنت لا تمتلك مصيرك أصلاً، فكيف تقرر هذا المصير؟ وأنت لا تمتلك هذا المصير.

جمانة نمور: شكراً لك أخ خضر، وصلت نعم. وصلت وجهة نظرك، والوقت يداهمنا، الأخ حسن من موريتانيا، مساء الخير.

حسن سيدي: مساء النور الأخت جمانة.

جمانة نمور: تفضل.

حسن سيدي: نعيب حكامنا والعيب فينا، أختي جمانة نحن شعوب بصفة عامة من محيطنا إلى خليجنا لا نؤمن بالديمقراطية أصلاً، الواحد منا لا يرضى أن يسمع الرأي الآخر، بل يقاتل من أجل أن لا يسمع الرأي الآخر، فكيف نستطيع أن نمارس الديمقراطية ونعيب على حكامنا أنهم غير ديمقراطيين، ونحن في الأصل كالشعوب سواء كنا مسؤولين، طلاباً، أساتذة، أياً كان مركزنا لا نؤمن أصلاً بالديمقراطية، ولا نرضى بحكم الديمقراطية، عندنا هنا في موريتانيا شكلٌ من الديمقراطية ضعيف جداً وهش.

لكن هذا الشكل من الديمقراطية ما جعلني أثق في أن النظام أصلاً غير مخطئ، وأن معارضتنا بذاتها هي أكثر خطأ من النظام.

جمانة نمور: شكراً لك أخ حسن، معنا الأخ صلاح من الأردن، مساء الخير.

صلاح عبد الحي: السلام عليكم، مساء الخير.

جمانة نمور: وعليكم السلام تفضل.

صلاح عبد الحي: بالنسبة إلى ما حصل في جورجيا يختلف عن شعوبنا، لأن ما حصل في جورجيا أولاً اختلاف في المبادئ، وثانياً لأن هذا ترتيب أميركي بمباركة روسية ما حصل في جورجيا، ولكن هذه الأمة أمة من دون الناس، أمة مسلمة، لها نظامها وعقيدتها التي تختلف عن كل العقائد، ولذلك هذه الأمة تتطلع إلى الإسلام، وإلى عودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولولا أن هناك كثير من المضللين من المثقفين والإعلاميين، ومن الإرهاب الذي تمارسه الدول العربية على شعوبها، لكان عودة المسلمين إلى الخلافة أقرب من المسافة من بين…

جمانة نمور [مقاطعةً]: ولكن أخ.. أخ صلاح يعني أليست بذلك أيضاً تنفي الآخر؟ يعني هذا التنوع في العالم العربي سؤال نطرحه على الأخ حسن من الإمارات، مساء الخير.

حسن نجيلا: مساء الخير.

جمانة نمور: تفضل.

حسن نجيلا: أخت جمانة، إن الأمنية السياسية في العالم العربي والمستوى الاجتماعي المتدني ينعكس في التطور الفكري والثقافي، السياسة في العالم العربي مهنة من لا مهنة لهم، ومصدر رزق للفاشلين في الحياة، الأنظمة السياسية هي خدمية وتكليفية، وليس تشريفية، في الغرب الناس يهربون من العمل السياسي، ونحن نتقاتل من أجل ذلك، عدم وجود الفهم الكامل للحقوق المدنية، والديمقراطية في المجتمعات العربية، ولا وجود مساحة للحوار وعدم استماع الرأي الآخر، لا وجود للمشورة والشورى لمن يدير دفة الحكم وإن كان عسكرياً انتهى الأمر، المؤسسة العسكرية وتدخلها السافر في شؤون الحكم، السودان والجزائر مثال..

جمانة نمور [مقاطعةً]: نعم، وصلت وجهة نظرك، يعني معي أقل من دقيقة أحاول آخذ فيها رأي الأخ محمد من الأردن، مساء الخير.

محمد: مساء الخير.

جمانة نمور: تفضل.

محمد: أنا -يا ستي- بأعتقد إنه بالنسبة لجورجيا أوضاعنا في الدول العربية، أو على الأقل في الأردن بصفتي بأتكلم من الأردن، من ناحية الديمقراطية والحقوق أحسن من جورجيا، وجورجيا -زي ما تفضل الأخ اللي سبقني- هي عبارة عن مؤامرة، يعني دبلجة أميركية، يعني مش من الشعب، وأنا يعني بأعيش في دولة ديمقراطية والحمد لله.

جمانة نمور: شكراً لك أخ محمد. سريعاً مشاركات عبر الإنترنت، الأخ أحمد من أميركا يقول: صحيح أن الشعب العربي يريد الديمقراطية كباقي شعوب العالم، لكن الفارق أن تلك الشعوب مستعدة لتقديم التضحيات من أجل الحصول على الديمقراطية والحفاظ عليها، أما الشعب العربي فلا، برأيه.

عبد العظيم فهمي من مصر يعتقد بأن السبب الرئيس لغياب الديمقراطية ببلادنا العربية هو الأمية.

وأيضاً ندى تقول: بأن جميع الدول العربية الديمقراطية بها على القانون الجديد التالي: بأن دع.. الملك يقول دعهم يقولون ما يريدون ونفعل ما نشاء.

شكراً لمتابعتكم، وإلى اللقاء.