
الدول النامية وتكنولوجيا المعلومات
مقدم الحلقة: | جمانة نمور |
تاريخ الحلقة: | 22/12/2003 |
– الجديد الذي تقدمه قمة جنيف للمعلومات
– حجم الهوة المعلوماتية بين دول الشمال والجنوب
– ضوابط استخدام الإنترنت
– العرب ومحاولة اللحاق بالقطار التكنولوجي
– أهمية التكنولوجيا في العصر الحديث
– مدى تأثير التكنولوجيا على الهوية والثقافة العربية
جمانة نمور: أهلاً بكم في هذه الحلقة الجديدة من (منبر الجزيرة).
وفود من 175 دولة شاركت في قمة مجتمع المعلومات الأولى من نوعها، والتي عُقدت في جنيف الأسبوع الماضي، وقد صرَّح رئيس الاتحاد الدولي للاتصالات (يوشي يوتي سومي) أن القمة نجحت في إجماع حكومات العالم على مبادئ الإعلان الختامي والاتفاق على عشرة أهداف يتعيَّن تنفيذها بحلول المرحلة الثانية من القمة في تونس عام 2005.
وطالب إعلان جنيف بضرورة إزالة الفوارق بين دول الشمال والجنوب ومنح الحق للجميع في الحصول على المعلومات، وستدرس لجان العمل التي انبثقت عن القمة خطة عمل بهدف إيصال شبكة الإنترنت إلى مختلف بقاع العالم بحلول عام 2015.
وقد بقيت مسائل كثيرة كالتمويل اللازم للشبكة، بالإضافة إلى عدم احترام حقوق الإنسان في بعض الدول من أبرز العقبات التي واجهت المؤتمر.
إذن هل تحمل قمة جنيف لتكنولوجيا المعلومات ما يعد بتحسين وضع الفرد في المجتمعات النامية؟
وإلى أي مدى تعد أهداف القمة دعماً لميثاق الأمم المتحدة وإعلان حقوق الإنسان؟
وهل تشكل الثورة المعلوماتية المرتقبة خطراً على الهوية والثقافة العربية؟
وكيف يمكن للشعوب العربية وشعوب العالم الثالث أن تفي بمتطلبات المجتمع التكنولوجي الجديد؟
في انتظار مداخلاتكم على رقم الهاتف، مفتاح قطر: 4888873 974
فاكس: 9744890865
كذلك يمكنكم المشاركة عبر الموقع الإلكتروني (للجزيرة) على الإنترنت وهو:
الجديد الذي تقدمه قمة جنيف للمعلومات
ونفتتح هذه الحلقة مع السيد محمد التكريتي (المختص في تكنولوجيا المعلومات)، سيد محمد، الفكرة بحد ذاتها وعقد القمة.. القمة الأولى من نوعها الأسبوع الماضي بالميثاق الذي نتج عنها، برأيك ما الجديد الذي قدَّمه للعالم وشعوب العالم، خاصة المجتمعات النامية؟
محمد التكريتي (مختص في تكنولوجيا المعلومات): مساء الخير.
جمانة نمور: مساء النور.
محمد التكريتي: فكرة المؤتمر أو القمة فكرة مهمة جداً، حيث أن قضية مجتمع المعلوماتية قضية حيوية جداً بالنسبة لمختلف شعوب العالم، وطموح القمة في تحسين فرص حصول الدول النامية على مختلف التقنيات المتعلقة بالإعلام والاتصال هو هدف نبيل لابد من السعي لتحقيقه، لكن في الحقيقة خيَّبت القمة آمال الكثيرين، حيث أنها لم.. لم ينتج عنها سوى بيانات طموحة والاتفاق على أهداف كبرى، مثل محاربة الفقر والجوع ونشر الرخاء والسلام، لكن لم تُتَّخذ أية خطوات عملية حقيقية من أجل الوصول إلى.. إلى هذه القضايا.
جمانة نمور [مقاطعةً]: وبرأيك هل يمكن أن نشهد خطوات من هذا النوع قبل القمة المقبلة في تونس، أم أن هذه القمة ستتحول كغيرها يعني من بعض القمم يعني دائماً تؤجَّل القرارات المهمة؟
محمد التكريتي: هذا ما يتوقعه الكثير من.. من المراقبين، المشكلة الرئيسية في القدرة على الوصول إلى قرارات مفيدة هو التضارب في مصالح دول الشمال ودول الجنوب، دول الشمال تهدف إلى أمور معينة تريد أن تصل إليها من خلال مثل هذه القمم، أهمها البقاء في القدرة على السيطرة على شبكات الاتصالات، بينما الدول النامية.. دول الجنوب هدفها الرئيسي هو تمويل إغلاق الفجوة، ما تسمى بالفجوة الإلكترونية أو الفجوة الرقمية، وبينما الدول المتقدِّمة لا تريد أن.. أن تغلق هذه الفجوة على حسابها ومن جيوبها..
جمانة نمور: يعني على ذكر هذه الفجوة التكنولوجية أو الرقمية، إذا أردنا أن نبسط الأمور أكثر ربما لبعض الذين يعني لا.. لا يهتمون إلى درجة فهم كل هذه المصطلحات الجديدة نوعاً ما علينا جميعاً، يعني لنبسط الموضوع أكثر لمشاهدينا لمن يدلي بدلوه، هذه الفجوة الرقمية ماذا تعني تحديداً؟ ولماذا تريد الدول.. دول الشمال.. الدول الغنية البقاء في يعني هذه الفجوة، كيف ستخدمها للسيطرة؟
محمد التكريتي: هو يعني أحد الحقائق المؤلمة أنه لازال حوالي 90% من سكان العالم غير متصلين بالإنترنت وتقنيات الاتصالات الحديثة، هذا هو ما نقصده بالفجوة، معظم دخول.. معظم الدول النامية سكانها عندهم قدرة سهلة على الدخول إلى شبكات الإنترنت والاتصال، بينما الدول.. دول الجنوب لا تزال محرومة جداً من.. من هذا.. من هذه الميزات، وهذه.. هذه هي الفجوة التي نتكلم عنها، عندما يكون جزء من العالم محروم من الوصول إلى هذه التقنيات وجزء مُنعم بهذه التقنيات، هذا سيزيد الفوارق الحضارية بين.. بين المجتمعات، فدول ستتطور أسرع من.. من مما اعتادت عليه ودول ستتباطأ في التقدم، فهذه الفجوة بين دول الشمال والجنوب تزيد الهوة الحضارية والعلمية بين مختلف دول العالم، دول الغرب ليست في مصلحتها بالضرورة أن تُبقي هذه الفجوة، ربما تكون يعني دول الغرب لديها حُسن نية في إغلاق هذه الفجوة أو تقليلها، لكنها أولاً لا تريد أن يحصل هذا على حسابها هي، وإلا فستكون هي مُلزَمة بتمويل بناء الشبكات والبُنى التحتية للاتصالات في.. في دول العالم الفقير، وهذا ما لا تريده دول الغرب، وقد رفضت دول الغرب أن تساهم في.. في مقترح طرحته بعض الدول الإفريقية لإنشاء صندوق يُسمى بصندوق التضامن الرقمي، هدفه سد.. سد الفجوة هذه، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى دول الغرب تريد أن تُبقي سيطرتها الحالية على.. على إدارة شبكة الإنترنت، حالياً الولايات المتحدة هي التي تدير شبكة الإنترنت بتفرد كامل، وهذا يقلق الكثير من دول العالم الثالث، وتريد أن تشارك في المساهمة في إدارة الشبكة، لكن أميركا حتى الآن ترفض التخلي عن هذه الإدارة.
جمانة نمور: محمد التكريتي (المختص في تكنولوجيا المعلومات)، شكراً لك، ومعنا الآن من مصر الأخ عبد الرؤوف مساء الخير.
عبد الرؤوف: مساء الخير يا أستاذة جمانة.
جمانة نمور: أهلاً بك.
عبد الرؤوف: أحب أضيف بس حاجة على الـ 174 دولة، هم 175، أنت قلت هم 174، دولة 67..
جمانة نمور: 175..
عبد الرؤوف: 74، و67 ما بين رئيس وزراء ورئيس حكومة، و850 منظمة ما بين الحكومية والأهلية، أنا ليَّ ملاحظتين مهمين قوي، أولهم: مشروع إعلان المبادئ للقمة، الالتزام بجميع شعوب العالم ببناء مجتمع معلومات هدفه في الظاهر تحقيق التنمية وتحسين مستوى المعيشة لكل البشر، ولكن كان فيه هناك برضو إعلان القاهرة في يوليو من نفس العام، وكان 19 دولة في جامعة الدول العربية وقدمت برضو وثيقة، ما أعرفش ليه سموها يعني وثيقة القاهرة؟ ما أعرفش –الله أعلم- السياسيين همَّ اللي يعرفوا سر إعلان القاهرة، وكان لذلك أول هدف منه تنمية البنية الأساسية، أي بدون القمة المعلوماتية يعني ليس هناك تنمية، وأن.. الملحوظة الأخرى والأهم: إن نسبة محتوى شبكة الإنترنت بالإنجليزية أكثر من 70% والإنترنت باللغة العربية 0.9%، فهل من هذا هناك مصلحة للمجتمع العربي أو المجتمع الدول النامية؟ أنا أشك في ذلك، وأنا أشك أن هذا مصالح استخباراتية ولوجيستية، لخدمة الحكومات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط والسيطرة عليها بطريقة أفضل، دي من وجهة نظري.
حجم الهوة المعلوماتية بين دول الشمال والجنوب
جمانة نمور: شكراً لك، نتحول إلى الأردن، معنا من هناك الأخ صلاح، أخ صلاح يعني برأيك هل فعلاً موضوع سيطرة اللغة الإنجليزية على الإنترنت هو مقصود وله هذه الأهداف التي أشار إليها الأخ عبد الرؤوف؟
صلاح: السلام عليكم.
جمانة نمور: عليكم السلام.
صلاح: يجب أن نأخذ المسألة من أساسها ومن جذورها، فإن هناك فرقاً كبيراً بين الشمال والجنوب، والأهداف التي من ورائها تسعى دول الشمال إلى السيطرة على دول الجنوب التي تفتقد القواعد والبنى الأساسية لكي تكون دولاً، فهذه الدول جميعها تفتقد السيادة أولاً وتفتقد الموارد الاقتصادية التي تجمعها من جيوب الناس ومن أفواههم، لكي تبني بها ترساناتها العسكرية والقواعد الصاروخية والنووية لكي تدافع عن نفسها، ثم بعد ذلك تهدم هذه القواعد التي كلَّفت الملايين بل الملايين.. بل البلايين، كما حصل من تدمير الأسلحة النووية والقواعد الصاروخية في العراق، وها هي ليبيا تحذو حذوها، وكذلك سيأتي دور على سوريا وغيرها، فما هي هذه الدول التي تستطيع أن تستفيد من هذه العلوم والتكنولوجيا، إذا كانت هي رهن أوامر أسيادها في واشنطن أو لندن أو غيرها؟ إذن القضية هي قضية استعمار لهذه الشعوب بطريقة جدية.. جديدة وبآلية جديدة، فشعوبنا تلهث وراء.. تلهث وراء لقمة العيش التي لا تجدها تسد بها رمقها، فما أولى هذه الشعوب، وما أولى هؤلاء المفكرين الذين يتباكون على هذه الأمة من أمثال عبد الباري عطوان وغيرهم أن يبينوا لنا طريقة العلاج والمنهج الذي يجب أن نسلكه لكي نَكُون أو نُكوِّن دولة ذات سيادة تقيم شرع الله أولاً في هذه الأمة لكي تأمن..
جمانة نمور [مقاطعةً]: شكراً لك أخ صلاح، يعني بالحقيقة وصلت وجهة نظرك، يعني الأخ راشد في السعودية، هل برأيك فعلاً يملك العرب، وتملك هذه الدول الوقت لكي تعيد بناء أسس دولها كما يطالب الأخ صلاح في حين أن فعلاً يعني الدول المتقدمة سبقتنا كثيراً في مجال التكنولوجيا، ما العمل لتضييق هذه الفجوة؟
راشد: أولاً: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جمانة نمور: عليكم السلام.
راشد: تحية لك يا أختي جمانة.
جمانة نمور: أهلاً بك، تفضل.
راشد: أختي أولاً أقول: لا شيء مستحيل، ثانياً أقول: أريد أن أعرِّفك على نفسي أنا.. طالب في جامعة الملك فهد للثروة والمعادن، وأريد أن أطرح هنا نقاط متميزة، مشكلة عندنا منتشرة بين الطلاب هل تسمحين لي يا أختي، وهي متعلقة بالإنترنت؟
جمانة نمور: تفضل.
راشد: أبدأ أولاً مشاركتي بتحية إجلال وإكرام إلى قناة (الجزيرة)، هذه القناة التي هي المتنفس الوحيد للشباب العربي يروي لها همومه ومشاكله، فتحية إلى مدير القناة وضاح خنفر، وتحيتنا للمذيعين المتألقين جمال ريان ومحمد كريشان والأخت خديجة وعبد الصمد ناصر وغيرهم.
جمانة نمور: أهلاً، تفضل.
راشد: ثانياً: أختي أنا أريد أن -كما قلت لك- مشكلتنا نحن في المملكة العربية السعودية، لعلي أجد.. لعلي أجد حلاً في قناتكم (..) حيث أن الشباب لدينا معظمهم اهتماماتهم سخيفة، فلا تجدين أي شخص يستخدم الشبكة العنكبوتية لفائدة ما، كإجراء بحث، كإخراج معلومة يستفيد منها، ويفيد بها وطنه وقوميته العربية، ومعظمهم يُسخِّر هذه.. تلك الشبكة هذه لشهواته، ولكن.. ولكننا نحن نعلم جيداً أن الإنترنت سلاح فتاك إذا استخدمت بطريقة خاطئة كما تستخدم هنا في السعودية، ومربح جيد إذا.. إذا استخدمناها لنصرة قضايانا العربية، أختي جمانة فمعظم الطلاب لدينا في الجامعة لا يهتمون ولا يعبئون لقضيتنا العربية ولا يعبئون لقضيتنا العربية، ليس سخافة منهم ولكن عدم اهتمام، فمثلاً أسأل.. أسأل شخص معي عن عدد الدول العربية لا يعلم أو تقولي له عَدِّد ثلاث مدن الفلسطينية أو ثلاث مدن عراقية لا يعلم، أسأل الله أن يهدي إخواننا الطلاب، وشكراً مرة أخرى لقناة (الجزيرة) وأعذروني على الإطالة.
ضوابط استخدام الإنترنت
جمانة نمور: شكراً لك أخ راشد، معنا أكثم سليمان.. يعني زميلنا الذي كان حاضراً في قمة جنيف، وتابعها بكل تفاصيلها، يعني أكثم ما هي انطباعاتك عن القمة، وعن ما خرجت به؟ وأيضاً إذا استطعنا المرور قبل ذلك يعني للإجابة على تساؤل راشد، يعني فعلاً كم هائل من المعلومات في الإنترنت، هل طرحت نقاط من هذا النوع؟ يعني كيف يمكن أن يستفاد منها؟ ما الذي تأخذه شعوبنا؟ وما الذي تتركه؟ يعني مُنعت هذه الشعوب، هل من منعه بين هلالين، في استخدام الإنترنت؟
أكثم سليمان (مراسل الجزيرة – ألمانيا): طبعاً هناك أكثر من جانب لهذه المشكلة، ربما يتمثل أحد هذه الجوانب في مشكلة الرقابة، هناك كثير من الشعوب العربية تُحرَّم عليها بعض الصفحات لأسباب سياسية، لأسباب اجتماعية، دينية، إذن هناك نوع من الغربلة في الشبكة المعلوماتية بالنسبة لكثير من الشعوب العربية، هناك شعوب عربية، وهنا نصل أيضاً إلى لب القصيد تعاني من الناحية المادية، هناك وزير مغربي كان يشارك في القمة، ذكر أمر أبسط بكثير من شبكة الإنترنت، ذكر أهمية وصول الكهرباء إلى جميع المناطق في الوطن العربي قبل الحديث عن الإنترنت، وعن المعلومات وما إلى ذلك.
إذن هناك ناحيتان، الناحية السياسية أو الإعلامية السياسية، وهناك الناحية التقنية، وهنا يبدو الفرق واضحاً بينما كانت ترغب به الدول المتقدمة، أو ما يسمى بالدول المتقدمة، وما تعانيه وما ترغب به الدول المحسوبة على ما يسمى بالعالم الثالث، فدول العالم الثالث ممثَّلة بالبرازيل، ممثلة بإيران، ممثلة بالدول العربية، عبرت عن كثير من النقاط والانتقاد لما تم في القمة من التركيز على الشؤون التي تهم فقط الدول المتقدمة، هي ترغب في أن تُحل مشكلة السيطرة على هذه الشبكة، الصفحات الموجودة في الشبكة، الخدمات الموجودة في الشبكة، الأرباح التي تُحصَّل من خلال هذه الشبكة، هي في أغلبها تصب أو تنشأ وتصب في الدول الغربية، إذا جاز التعبير، في حين أن الدول الأخرى، دول ما يسمى بالعالم الثالث، الدول العربية هي متلقي فقط، هي من يدفع فقط، هي من يستهلك، وهي أيضاً من يأخذ بهذه المضمونات، التي تحتويها هذه الصفحات، دون أن تقدم الكثير، بمعنى إذا نظرنا كم صفحة تصدر عن مصادر عربية؟ وكم صفحة تصدر عن مصادر ناطقة بالإنجليزية لبدا الفرق كبيرا جداً.
هناك أيضاً ناحية لابد من الإشارة إليها، هي سرعة التحرك، فرغم وجاهة الانتقادات التي انطلقت من دول عربية، انطلقت من إيران والبرازيل ودول أخرى، كوبا، لكن لابد من قول حقيقة ثابتة وضحت في هذا المؤتمر، وهي أن سرعة التطور لدى هذه الدول تترك الكثير من الأمور مفتوحة بمعنى أن الدول ما يسمى بالعالم الثالث تحتج على أمور هي لم تصل إليها بعد، بمعنى أنه عليها أولاً تعلم استخدام ما هو موجود حالياً، الوصول والرقي إلى المستوى الذي وصلته الدول المتقدمة، ثم بعد ذلك محاولة وضع شيء يحمل طابعاً، يحمل هوية عربية، يحمل هوية عالم ثالث –إذا جاز التعبير- يحمل هوية خاصة بمناطق أخرى في العالم، لا يمكن عكس الموضوع، ووضع الحصان أمام العربة، أي الاحتجاج حالياً، ثم بعد ذلك تقديم التطور، لابد من الانفتاح على هذا العالم الجديد، لأن التطور هنا في هذا المجال بالذات لا يرحم، هناك فرق كبير بين الدول المتقدمة، والدول الأخرى، وهذا الفرق وهذه هي المصيبة، ربما يتسع باستمرار وبسرعة هائلة، بمعنى أن بعض الدول العربية، أو بعض دول العالم الثالث فخورة بإدخال شبكة الإنترنت إلى بعض المدارس، ويعلن عن ذلك في وسائل الإعلام، ويُطبَّل لبعض الوزراء، ولبعض المسؤولين، وهم يُدشِّنون هذه المشروعات، في الوقت نفسه الذي يقص فيه هذا المسؤول الشريط الحريري، تكون درجات التطور في الدول المتقدمة قد عبرت فعلاً مراحل كثيرة، هناك إذن فرق في السرعة إذا ما استمرت الأمور على ما هي عليه، فإن العالم الثالث، أو عالم الدول غير الغربية، سيكون مفلساً، وسيكون مستهلكاً أكثر، وسيكون خاضعاً أكثر لما هو موجود في الشبكة، وهنا ربما أهمية أن نحدد أن علينا أولاً ربما في الدول، التي لم تصل إلى تلك المرحلة من التقدم، أن نمتص، أن نستوعب، أن نحيط بما جرى حتى الآن، ثم الانطلاق، وهذا لا يتم إلا من خلال خطوات ثورية، يبدو للأسف أنها لم تدخل بعد إلى عقول وقلوب أصحاب القرار من جهة في الدول العربية، في دول العالم الثالث، ومن جهة أخرى لم تدخل إلى ما يُسمى بالوعي العام الشعبي بمعنى أهمية هذه الأمور، أهمية أن يكون هناك تواصل مع العالم، أهمية مخاطبة الآخر، أهمية التعبير عن الذات، ووضع موضوعات مضمونة داخل هذه الشبكة كجزء من هذا العالم الذي نعيش فيه، ربما يكون التفسير فعلاً اقتصادي الطابع، المشاكل الاقتصادية هي التي تحني ظهور كثير من شعوب هذا العالم، وتُنهكها، وتجعلها غير قادرة على التفكير في أمور أخرى، رغم أهمية هذه الأمور، القمة وضَّحت في جنيف كم هو حجم الاستثمارات الهائل في هذه المواضيع؟ كم هو حجم التطور؟ كم هو حجم التواصل الممكن؟ ولكن طبعاً الناحية الاقتصادية تلعب دوراً كبيراً، لابد من شبكات كهرباء، لابد من أجهزة كمبيوتر، لابد من تقنيين يُحسِنون التعامل مع هذه الأمور، يُشرِفون على الشبكة، يقومون ما عليهم القيام به، وهذا الكادر غير موجود حالياً في الدول العربية، هناك الكثيرين ربما من مهندسي الكمبيوتر، ولكن القليل القليل من الفنيين القادرين على مرافقة هذه العملية والإشراف عليها، وصولاً إلى ما هو مطلوب.
جمانة نمور: شكراً لك أكثم على هذه الصورة لما حدث في جنيف، نأخذ رأي الأخت أم ياسين في قطر، مساء الخير.
أم ياسين: السلام عليكم.
جمانة نمور: عليكم السلام، تفضلي.
أم ياسين: ما نلاحظه -الأخت جمانة- أن الدول العربية الآن والنامية، هي تستورد فقط، وما تستورد إلا الأشياء التي مرَّ عليها عشر سنوات، أو خمسة عشر سنة، إن لم نقل عشرون سنة في الدول المتقدمة، وما يصل إليها إلا الفتات، وهي تهتم بالكماليات، ولا تهتم بالضروريات، فمثلاً تهتم بالموبايل إذا فيه كاميرا أم لا للاتصال، وتهتم بالأشياء التافهة، أما فيما يخص الثورة المعلوماتية بمعناها الكامل، الذي يخدم الاقتصاد، ويخدم الدفاع، ويخدم.. فهي بعيدة كل البعد، نلاحظ مثلاً أن أوروبا الآن تحاول أن ترى هل هناك حياة في المريخ؟ والصينيون طلعوا إلى القمر، ويحاولون كذا من مرة، أما العرب فباقين يستوردون فقط، مثلهم مثل الدول النامية، ومهتمين بمشاكلهم الداخلية، الدولة الوحيدة التي كانت تستطيع أن تواكب الركب العلمي، والتي لها من العلماء ما يشرِّف الدول العربية والإسلامية، ويرفع رأسها عالياً، كانت دولة العراق، ولكن العراق ذهب، وذهب العلماء، ولم يبقَ إلا العرب إلا البكاء على الأطلال، إذن الثورة المعلوماتية الآن في الدول العربية لم تبقَ، وهذا ما يجعل كل عربي يبكي على أيام صدام الذي يقولون أنه لم يحقق شيء، العلماء..
العرب ومحاولة اللحاق بالقطار التكنولوجي
جمانة نمور [مقاطعةً]: شكراً.. نعم، شكراً لك أخت أم ياسين، الأخ عبد الله من بريطانيا، يعني كل هذا التشاؤم لدى أم ياسين، ما قولك به؟ هل فعلاً العرب إلى هذه الدرجة فاتهم اللحاق بالركب التكنولوجي؟
عبد الله: مساء الخير ست جمانة.
جمانة نمور: مساء النور.
عبد الله: أولاً أنا أريد أن أعزي الأمة العربية، للمصير اللي آل له القائد صدام حسين.
جمانة نمور: الحلقة عن تكنولوجيا المعلومات وقمة جنيف، يعني أرجو، أرجو الالتزام بموضوع الحلقة.
عبد الله: آي نعم، أما بخصوص هاي الموضوع يا ست جمانة.. ست جمانة، عام 96 الميلادي، الرئيس الأميركي السابق (بيل كلينتون) زار الهند، واتفق مع الحكومة الهندية على ابتعاث ستين ألف عالم هندي، ليه؟ بسبب الفائدة العلمية من هؤلاء العلماء، يعني إحنا في الوطن العربي للأسف، يعني حكامنا ما.. لا يستفيدوا من الثروة العلمية عندنا، يعني لو.. لو أقرت أي حكومة عربية ابتعاث ستين ألف عالم في الهند، أو باكستان، يعني لصنعنا تليفزيونات، فيديوهات، كاميرات، أي شيء.
جمانة نمور: نعم.. شكراً لك أخ عبد الله، يعني الاتصالين السابقين سمعنا فيهما تركيز على موضوع العلماء، وموضوع القمة كان وصول، أو الحق في الوصول إلى المعلومة إلى كل شخص، إلى كل فرد، ليس بالضرورة أن يكون عالماً، يعني أخ سحيم في السعودية ما رأيك؟ مساء الخير.
سحيم: آلو، السلام عليكم.
جمانة نمور: عليكم السلام.
سحيم: والله يا أختي أنا ما أريد إني ادعي إني أفضل من اللي يفهمون، لكن فيه ثلاثة أشياء، واحد منها مُغطَّى بس ودي أن أكشفه، إن الثورة المعلوماتية الآن لا يعني يُستفاد منها بشكل أو بآخر، والدليل على ذلك كذا محطة عربية الآن متعثرة، متلعثمة، يعني تُحجَّم بأنها ما تستفيد من هذه القدرات، ولنا النظر في العراق، بينما أن فيه هناك عمليات مقاومة تقوم، وما تستعينون مو بأنتم يعني يا (جزيرة).
جمانة نمور: يعني ما علاقة الآن موضوع المقاومة في العراق بموضوع قمة جنيف؟ يعني نرجو من المتصلين التركيز قليلاً على موضوع الحلقة، لمحاولة التعرف على آراء الجميع، ومختلف وجهات النظر فيما يتعلق بالمعلوماتية، وثورة التكنولوجيا، وهذه المحاولة الأولى من نوعها في العالم، قمة من هذا النوع، معنا الأخ كمال في ألمانيا، مساء الخير.
كمال: تحية لكِ يا أخت جمانة، الثورة المعلوماتية.. ثورة المعلومات، عموماً دي حاجة طبعاً عظيمة جداً، بس لازم نعرف إزاي نتعامل معاها؟ يعني أنا لما أعرف إن في المنطقة العربية فيه أكثر من 50% من الشعب لا يقرأ ولا يكتب، ولا يستطيع أساساً شراء هذه الأجهزة الغالية، والاشتراكات في الإنترنت بينما عندي مثلاً في ألمانيا هنا، أنا مشاركتي في الإنترنت اللي موجود عندي على طول، مفتوح طول الليل والنهار، الاشتراكات فيه لا تعادل أي شيء، لا عشان نقارنه طبعاً بالدخل هنا في ألمانيا، لو قارناه.. لو قارناه بالدخل في السودان أو في المغرب، أو في مصر، أو في أي مناطق ثانية بغض النظر طبعاً عن مناطق الخليج العظيمة، اللي هي طبعاً تنعم بفلوس البترول، أو الدولار البترولي، هي فكرة مش المعلومات يا أخت جمانة فقط، على حسب العلماء الألمان اللي بيتكلموا طبعاً في الناحية دي بطريقة مستديمة، إزاي يعني آخذ المعلومة وأوظفها وأستفيد بيها؟ اللي أنا بأشوفه الحقيقة في مصر أو في دول الخليج بشكل، بطريقة عامة، إن الناس دي بتستغل موضوع المعلومات بطرق الحقيقة، مش عايز يعني أتجاوز في التعبير عنها، خاصة بأنواع من الشهوات، أو الكبت الجنسي عندهم، وفي حاجة..
جمانة نمور [مقاطعاً]: أخ كمال، يعني.. هل أنت يعني أسألك سؤالاً..
كمال: اتفضلي.. اتفضلي.
جمانة نمور: يعني أنت على يد كل واحد يستخدم الإنترنت، وتصدر أحكاماً من.. من هذا النوع، وأنت مطلع على ما يطلع عليه كل شخص، عندما يفتح شبكة الإنترنت، أو يتصل بها؟ يعني هل لديك هذه القدرة؟ هل وصلت بالتقدم التكنولوجي إلى هذا النوع؟ إلى حد إصدار أحكام من هذا النوع؟
كمال: الفكرة الحقيقة إني أنا شفت يعني في زيارات متعددة، أو في يعني بالنسبة للـ E-mails اللي الواحد يعني بيشوفها، إن الناس دي بتحاول تبعت وتحاول تعمل بيزنس عن طريق هذه.. هذا المحور، اللي يعني مالوش لازمة في وجهة نظري أنا يعني..
جمانة نمور: نعم، على كل وصلت وجهة نظرك هذه.
[فاصل إعلاني]
جمانة نمور: معنا الأخ أبو أحمد في السعودية، مساء الخير.
أبو أحمد: مساء الخير أخت جمانة.
جمانة نمور: أهلاً بك.
أبو أحمد: مساء الخير لجميع المشاهدين من الدول الإسلامية والعربية، الحقيقة أخت جمانة، ما أود أنك تقاطعيني..
جمانة نمور: حسب..
أبو أحمد: أولاً.. أولاً: أي حقوق إنسان والأمم المتحدة أصلاً مُنتهكة من قِبل أميركا، وللأسف إنكم تتحدثون عن التكنولوجيا والإنترنت والدول العربية محتلة أصلاً، والرئيس العربي معتقل، ها؟ والرئيس العربي فتح قفازاته.. فتح قفازاته التي كان يلبسها، وأملي أن.. أن يهديها إلى شارون هذا.. هذا الذي أخذ وضع الانبطاح هذا الرئيس الذي خاف (..) تخوفاً..
جمانة نمور [مقاطعةً]: أخ أبو أحمد، يعني سوف أقاطعك بأي حال لأن أنت بدأت بموضوع الحلقة ثم ذهبت بعيداً عنه، يعني سؤال هذه نقطة جيدة لنناقشها، هل فعلاً وجود قضايا كبيرة ومهمة وهموم مشتركة للشعوب العربية هي حجة لكي تكون بعيدة عن مجال التكنولوجيا يعني هذا العصر الذي دخلنا به الآن هو عصر التكنولوجيا والمعلومات باعتراف الجميع هل فعلاً يعني هناك خيار واحد إما الاهتمام بقضايا كبرى إما الاهتمام بالإنترنت، أم يستطيع الإنسان أو يجب علينا الاهتمام بالاثنين معاً؟ من فلسطين نأخذ رأي الأخ خضر، مساء الخير.
خضر: مساء الخير، السلام عليكم.
جمانة نمور: عليكم السلام تفضل.
خضر: والله أنا أعتب عليكِ يا أخت جمانة، أشعر إنه وكأنك مقيدة باستماع آراء الناس، أي رأي يتدخل في الدين والحل الصحيح وإقامة الدولة الإسلامية تقطعين المكالمة على المتصل وتقولي له: وجهة نظرك وصلت، لماذا لا تستمعي له؟ لأنه الكلام..
جمانة نمور [مقاطعةً]: لأننا لم نخصص حلقة يعني بعد في البرنامج، ربما نخصصها لِمَ لا عن وجود دولة من هذا النوع يعني..
خضر: الكلام يعني..
جمانة نمور: عندما يكون الحلقة موضوعها التكنولوجيا المعلومات، يعني هناك برنامج (منتدى المشاهدين) وهو مفتوح للجميع تستطيع أن تعطي رأيك بموضوع مختلف عن موضوع الحلقة، هل لديك رأي مخصص يعني هذه ساعة أو خمسون دقيقة نحاول التركيز فيها على موضوع محدد، هذا هدف البرنامج، يعني أمامك منبر طويل عريض ومفتوح للتعبير عن رأيك.
خضر: عندي..
جمانة نمور: موضوع أنت تختاره في (منتدى المشاهدين) هل لك تعليق على موضوع حلقتنا الليلة، إذا لا لنأخذ.
خضر: عندي تعليق عليكِ أنتِ لأنك..
جمانة نمور: رأي غيرك يعني ينتظر..
خضر: أشعر وكأنك مقيَّدة في استماع آراء الناس، عندما اتصل الأخ من الأردن وشرح وجهة نظره عن التكنولوجيا، وعم بتوصل علاقتها هذا الكلام كله ضحك على اللحى، وما بيوصلناش من التكنولوجيا الغربية إلا التكنولوجيا المتأخرة وبعد استخدامها عشرين سنة، والتكنولوجيا اللي بتميع الناس، حتى اللي ما بتعطي للأمة يعني نهضة، نهضة الأمة فقط بالفكر، الفكر الإسلامي، وعندما يأتي إنسان يتكلم عن رغبة الأمة.. بالفكر الإسلامي والطريقة الصحيحة تقطعون عليه الكلام، هذه الأمة ما تنهض لا بالتكنولوجيا ولا تنهض بأي شيء إلا بعودتها إلى دينها والفكر الإسلامي الصحيح، لأنه ربنا -سبحانه وتعالى- أعزنا بهذا، إذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله، وشكراً لكم.
أهمية التكنولوجيا في العصر الحديث
جمانة نمور: شكراً لك، لنأخذ رأي الأخ أمير في هولندا، هل فعلاً -أخ أمير- يعني برأيك هذا هو الحل الوحيد يعني هل مقاطعة التكنولوجيا هي خيار صحيح في هذا العصر الذي نعيش به الآن؟
أمير: لا أبداً التكنولوجيا أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة، حتى أنه قِيل إنه الآن الذي لا يعرف استعمال يعتبر.. استعمال الكمبيوتر يعتبر أمياً في هذا الوقت، لأنه المعلومات الآن متسارعة والأبحاث كلها تُجرى من خلال هذه الوسائل التكنولوجيا، لكن صحيح أؤكد أنه القائم على استخدام هذه التكنولوجيا إذا لم يكن فعلاً لديه شعور وطني ولديه اهتمام ولديه الحرية في الأبحاث لا يستطيع أن ينتج شيء.
سيدتي الفاضلة، هنالك الكثير من العلماء صرفت عليهم دول عربية الكثير، يعني العراق الأخت تقول 90% من علماء العراق -وأنا أعرفهم- خرجوا من العراق نتيجة النظام الديكتاتوري، وكذلك روسيا تقدمت بحيث تستطيع أن تدمر الكرة الأرضية بالقنابل الذرية 26 مرة، وهذه الدول التي صرفت، لكن إذا وُضِعَت هذه التكنولوجيا أو هذه الأدوات بيد نظام مستبد، قد يستخدمها في الشر وفي الحروب، يعني في العراق كما يقولون استُخدمت قتلت الملايين الغازات الكيمياوية، ما استفدنا بيها شيء، دمَّرت البشر والحيوان والأخضر واليابس، إذا لم تتوفر للقاعدة التكنولوجية حرية وأمان وأمان بحث وديمقراطية ومؤسسات مجتمع مدني تستطيع، هنا في الغرب بدل من الطفل يتعلم التكنولوجيا والتعامل مع الكمبيوتر عندما يكون في الابتدائية، ثم يتطور هذا التعليم ويعرف لماذا يستخدم هذا، يستخدمها من أجل الناس، من أجل منفعة الناس، وليس دمار الناس وقتل الناس.
مدى تأثير التكنولوجيا على الهوية والثقافة العربية
جمانة نمور: شكراً لك أخ أمير، لنرى ماذا يعتقد الأخ سالم في الأردن، ولنرى إذا –برأيه- كانت هذه الثورة المعلوماتية التي كما أشار الأخ أمير، الأطفال الآن أصبحت بمتناول يديهم، هل هي فعلاً تُشكِّل خطراً على الهوية العربية وعلى الثقافة العربية؟
سالم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جمانة نمور: وعليكم السلام.
سالم: لأ الحقيقة هي ليست خطر، إن لم يتم يعني وضعها وضبطها يعني بشكل دقيق وإفهام يعني من يستعملها كيف طريقة الاستعمال؟ وكيف الدخول والخروج؟ وما هي الأهداف التي يريد من خلالها استعمال تلك التكنولوجيا؟ فالتكنولوجيا هي عبارة عن أجهزة في متناول يد الإنسان، والإنسان هو الذي اخترعها، وهو صاحب القدرة على استخدامها واستعمالها بطريقة سليمة وصحيحة، إن كان يعني يملك القدرة على الاستعمال أو كان عنده قاعدة فكرية، وأهداف من وراء استعمال تلك، لكن الحقيقة يعني التي يعني.. يعني السؤال اللي قبل هذا يعني إنه هل يعني إحنا نترك التكنولوجيا أو يعني نأخذها؟ الحقيقة إنه يعني لو نظرنا إلى العالم المتقدم اللي هو الآن فيه عندنا عالم متقدِّم وعالم متأخر، يعني قسمين العالم ينقسم، اللي هو عالمنا الثالث والعالم الأول والثاني هذا، نجد أن المتقدِّم ليست الشعوب وإنما المتقدم هو الدول، أي أن النظام السياسي هو المتقدِّم، لأن هو صاحب القرار السياسي والإرادة السياسية، وهو الذي يدفع الشعوب أو يستنهض همم العلماء والمفكرين الذين عنده، وينظِّم لهم ويستطيع أن يضخ الأموال، ويفتح المجال لهم بحيث يخترعوا ويتقدموا في التكنولوجيا وإلى آخره، أما نحن مثلاً في العالم الثالث نفتقد للنظام السياسي والإرادة السياسية، فدولنا جميعها تقريباً تحت.. تقع تحت طائلة الإرهاب الغربي، وتقع تحت طائلة يعني الاستعمار بشكل أو بآخر، وهي لا تملك القوى الاقتصادية أو القوى العلمية وبالتالي لا يمكن أن تسمح لها الدول الغربية لهذه الدول الضعيفة اللي هي دول العالم الثالث أن تملك هذه التكنولوجيا، أولاً: لأنها لا تملك الإرادة السياسية..
جمانة نمور [مقاطعةً]: نعم، شكراً لك أخ سالم، نعم، يعني وصلت يعني تشير إلى اهتمام النظام مثلاً الولايات المتحدة الأميركية كما أعلنت في هذه القمة، تنفق سنوياً على قطاع التكنولوجيا والاتصال ما قيمته حوالي 20 مليار دولار، السؤال: هل فعلاً هذا التطور التكنولوجي يقرره النظام؟ نطرح هذا السؤال على الأخ ناصر في الكويت، مساء الخير..
ناصر الصانع: يا هلا مرحباً.
جمانة نمور: أهلاً، تفضل.
د. ناصر الصانع: بطبيعة الحال، معاكِ الدكتور ناصر الصانع من الكويت، أنا تابعت هذا البرنامج وتابعت وقائع القمة المعلوماتية حقيقة، وأعتقد أن في الثورة المعلوماتية اللي اليوم تحدث في العالم هي أمر حاصل فينا وبدوننا، يعني عارضناه أو ما عرضناه هو منتشر، وهي شبكة.. شبكة (الإنترنت) العالمية شبكة يعني أصبحت تسيطر وشكلت نظام جديد إذا كان عندنا نظام اقتصادي عالمي، نظام سياسي عالمي، اليوم فيه نظام معلوماتي عالمي، فيه.. فيه شبكة من المعلومات تُلحِّف الكرة الأرضية شئنا أم أبينا، وتنتشر خلالها المعلومات بشكل رهيب وبسرعة، فيه كتاب صدر مؤخراً أتشرف أن أكون أحد مؤلفينه بعنوان "التعليم وسوق العمل في الأقطار العربية" رصدنا مؤشر يسمى مؤشر الفجوة الرقمية للدول العربية، فوجدنا -بلا شك- الفرق شاسع وكبير بين الدول العربية والدول غيرها، مع أن يمكن تتصدر الإمارات والكويت وتونس مثل هذه.. مثل هذه المؤشرات الإيجابية، اللي بأقوله إن إحنا حتى الإخوة اللي يتخوفون من خطر شبكة الإنترنت على أخلاق الشباب وقيمهم، وهذا خطر صحيح، وأكثر المتصفحين للشبكة يمكن يستخدمون (الشات) أو يدخلون مواقع مُخلة، لكن هذا الشر يجب أن نضع له (فلتر)، وأعتقد في الغرب حتى في الولايات المتحدة نفسها وضعوا تشريعات تحد بعض المواقع المخلة في قيمهم، وإحنا أيضاً نستطيع أن نضع ذلك، ولكن اللي نقدروا نسويه أكثر، أن نسخر هذه الشبكة لنشر حضارتنا الإسلامية، يعني، "إسلام أون لاين"، اللي.. اللي تبنوه الإخوان في قطر وعدد من الشخصيات الإسلامية في العالم..
جمانة نمور: نعم، دكتور ناصر، يعني الاتصال من المصدر الصوت يعني أصبح تحول رديئاً، نشكر مشاركتك، معنا الأخ عبد العزيز من السعودية، مساء الخير.
عبد العزيز الزهراني: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جمانة نمور: عليكم السلام، تفضل.
عبد العزيز الزهراني: عبد العزيز الزهراني من مكة المكرمة.
جمانة نمور: أهلاً وسهلاً.
عبد العزيز الزهراني: الله يحييك، هناك نقطتان سريعتان سأتحدث فيها، النقطة الأولى يا أختي الكريمة أننا نحتاج إلى أن نفهم تماماً ما هي التكنولوجيا ما فائدتها؟ ولعل الذي يعود إلى تاريخنا الإسلامي القديم يجد أن النبي –صلى الله عليه وسلم- خندق حول المدينة، وهي فكرة فارسية، واستخدم.. استخدم المسلمون المنجانيق، وهي فكرة أصلها إغريقي، فلو كانت هذه الأمور يعني ممنوعة لكان السلف هم أكثر الناس بُعداً عنها، هذا أمر.
الأمر الثاني: نحن عندنا مشكلة كبيرة يا أخت جمانة، وهي ثقافة التحذير وثقافة الإبعاد وانتبهوا، وهي قضية سياسية لابد أن نبتعد عنها، سوريا وليبيا لم تدخل الإنترنت إلا قبل بضعة.. بضع سنوات، ونحن هنا في السعودية انتبهوا أطفالكم ما.. كده، يعني القضية تكمن في أننا.. أننا نحذِّر أكثر من أن نرغِّب، وهي مسألة ينبغي أن نبتعد عنها.
الأمر الأخير الذي أريد أن أقوله وأنبِّه عليه: نحتاج إلى ثلاثة أمور مهمة فيما يتعلق بالتعامل مع التكنولوجيا، أولاً: وجود.. وجود المقدرات، سواء كانت بشرية أو مالية أو تأهيلية، الأمر الثاني: وجود الفرصة لكي نظهر.. نظهر ونبرز ما لدينا، لأنه كثيراً من الحكام ومن الزعماء إذا ما برزت أو ظهرت منعوك وقمعوك حتى لا يظهر.. لا يظهر إلا هؤلاء الحكام على صفحات الجرائد وعلى الوسائل الإعلامية، الأمر الثالث: تصدير هذه الإمكانات ومحاولة الاستفادة من الآخرين، لأنها هي دائماً التكنولوجيا عملية أواني مستطرقة، لابد من أن يستفيد بعضنا من بعض، وشكر الله لكم.
جمانة نمور: نعم، شكراً لك أخ عبد العزيز، نأخذ اتصالاً من تونس قبل أن نشاهد ما ورد على الإنترنت، مساء الخير أخ حسين.
حسين: مساء الخير، السلام عليكم.
جمانة نمور: وعليكم السلام.
حسين: لديَّ مشاركة فيما يخص حلقة الليلة والتي عنوانها الثورة المعلوماتية، أقول: بأن هذه الثورة المعلوماتية متمثِّلة في الإنترنت هي لغة العصر، وبإمكاننا نحن كعرب من يملك الإمكانيات المادية والبشرية الدخول في هذا العالم عبر لغة يفهمها، بعد أن أثبتت الأيام والأحداث أن اهتمامنا مثلاً بشراء أشياء أخرى لا يفيدنا كشعوب، فثمن طائرة مثلاً لا يمكن أن يزود قرية كاملة بالإنترنت، وبشرط أن نحسن استعمالها وترشيد استعمال هذه الشبكة فنستفيد منها –نحن الشعوب- بدرجة كبيرة، وشكراً جزيلاً على هذا البرنامج.
جمانة نمور: شكراً لك أخ حسين، عبد العظيم من مصر يقول: أعتقد إن دخولنا كعالم ثالث.. كعالم ثالث لثورة المعلومات هو خطوة كبيرة للديمقراطية، فنحن من خلال هذه الثورة المعلوماتية نستطيع التعبير عن الكثير من أمورنا بحرية وجرأة لم تكن معهودة من قبل.
دكتور رفيق يوسف أسعد من مصر يقول: العالم قرية صغيرة عن طريق الإنترنت، ولولا الإنترنت ما كانت مشاركاتنا معكم الآن، وما استطعنا معرفة الكثير من المعلومات في كافة المجالات.
الأخ مسلم محمد علي من ليبيا يقول: الانفتاح على العالم لا يضر الإسلام والمسلمين في شيء، والتكنولوجيا هي ما يحتاجه الإنسان المسلم، حتى القرآن استعمل كلمات من لغات غير العربية، يقول الأخ مسلم محمد علي من ليبيا.
نتحول إلى السعودية، معنا من هناك الأخ فارس، مساء الخير. يبدو أن الأخ فارس ليس معنا.
فارس: آلو.. آلو..
جمانة نمور: أخ فارس، مساء الخير.
فارس: مساء الخير يا أخت جمانة، تحية لكِ.
جمانة نمور: أهلاً وسهلاً بك، ولك، تفضل.
فارس: الحقيقة المعلومات شيء مهم جداً، ونحن لا ننكر هذا، وهي عنصر هام لتطور الإنسان وتطور الأوطان، لكن ونحن نتحدث عن العالم العربي، يجب ألا نغفل أن هناك 20 مليون عربي أُمي يحتاجون أهمية قصوى قد تكون تفوق الاهتمام بالإنترنت، ثم إن الدراسات والإحصاءات دلت على إنه 90% من مستعملي الإنترنت في العالم العربي هم من سن أقل من 20، وهذا يعني أن الاستفادة الحقيقية للعلم الإيجابي قد لا تكون واردة بالنسبة لنا.
نحن الحقيقة محتاجين إلى ترشيد عملية الاستفادة وكيف نستفيد منها بشكل إيجابي، كثير من مؤسساتنا ومصالحنا لا توجد فيها الإنترنت، وإن وجدت لا توجد الطريقة المثلى للاستفادة من المعلومات الواردة في الإنترنت، فيعني نحتاج فعلاً للعالم العربي إلى هوية، إلى.. وإذا لم نتخذ إجراءً من الآن فإن العقدين القادمين قد يكونان يعني يجلبان لنا من الإنترنت ومن شبكة المعلومات أكثر من الفائدة، فأعتقد إنه الدول العربية بحاجة إلى عملية -وربما الدول الإسلامية قاطبة- التكاتف لوضع آلية لكيفية الحفاظ على الهوية العربية والإسلامية، وشكراً لكِ.
جمانة نمور: شكراً لك أخ محمد من فرنسا، الآن معنا.. مساء الخير.
محمد: مساء الخير أخت جمانة.
جمانة نمور: تفضل.
محمد: شكراً جزيلاً.
جمانة نمور: أهلاً.
محمد: شكراً، أنا أعتبر أن العالم الثالث، وخاصة العالم العربي يسيء استخدام المعلوماتية، فأضرب بعض الأمثلة بأن كثير من الدول العربية تراقب معلومات الإنترنت الخاصة بالأشياء السياسية، بينما تسمح بأشياء فاسقة وأشياء غير لائقة بالأخلاق، بـ.. طبعاً الوصول إلى المعلومات.. إلى أرضها، فهذا نقطة.
والنقطة الثانية: حتى الأفراد يعني، الأفراد غير مثقفين، يعني الإنترنت يجب أن تُستخدم في المجال السياسي، في المجال العلمي، في مجال حتى التصنُّت، يعني هناك نحن.. نحن نعلم أن الولايات المتحدة الأميركية لها قاعدة في بريطانيا اسمها (إيشلو) تقوم بالتصنت على كثير من الدول، فلماذا نحن لا.. الدول العربية لا تؤلف في شبكة المعلوماتية، يعني تبحث في قضية التصُّنت على.. على العدو على إسرائيل وأميركا؟
ناحية أخرى أن.. طبعاً كان الإنترنت في العراق ممنوع على.. على زمن صدام حسين، والإنترنت أصبح الآن مسموح، يعني هذا شيء جيد، لكن المصيبة الكبرى أن العراقيين يستخدمون هذا الإنترنت ليس لأغراض يعني لها فائدة، بينما لأغراض يعني الشباب العراقي لأشياء الفسق، وأميركا تشجِّع هذا، فنحن في الحقيقة نستنكر ذلك، ونطلب من مجلس الحكم وحتى كل الدول العربية أن تراقب الشباب، وعدم استخدم الإنترنت في قضايا غير أخلاقية، وشكراً.
جمانة نمور: نعم، شكراً لك محمد، معنا أيضاً الأخ محمد من بريطانيا الآن، مساء الخير، يعني ركَّزنا كثيراً الآن على موضوع الذين يستخدمون الإنترنت، ولكن ماذا عن العدد الهائل من الذين لا يستطيعون استخدام هذه الشبكة، برأيك يعني.. هل أصبحوا فعلاً خارج هذا العصر عصر التكنولوجيا؟
محمد: مساء النور الأخت جمانة.
جمانة نمور: أهلاً.
محمد: في الحقيقة أنا أحب أن أطرق مجال آخر في هذه الثورة بحكم إن أنا مراقب جوي، أعمل في الطيران المدني، ولي أهمية في هذا الموضوع، بأنه من الناحية الإستراتيجية، لأمن سلامة أي دولة في العالم.. في العالم العربي هو المراقبة الجوية، والمجال الآن أصبح يعتمد على الكمبيوتر وعلى الثورة الحديثة في مجال الكمبيوتر لإيصال الشفرات والمعلومات، أحب أتكلم في نقطتين مهمتين محوريتين، الأولى: مَنْ هو الذي يجب أن يؤخذ ليمثل الدولة ليفهم هذه المعلومات؟ المراقب الجوي عموماً في الدول العربية كلها لا يعرف يتعامل إلا من خلال الـ E-mail وكيف يستلم الرسالة ولا أكثر ولا ذلك، المسؤولين في الطيران المدني في الدول العربية بيحتكروا الإنترنت هي في.. للمدراء فقط وليس للمراقبين الجويين، وأصبحت السلامة الجوية تعتمد على المراقب الجوي لازم يكون متثقف عنده اتصال مباشر بالعالم الخارجي، وكيفية.. كيف يتعامل مع الإنترنت، مثلاً في السويد كنت من قبل شهرين كان فيه واحد من أحدث المؤتمرات بيخص اتصال الطيران بطريقة جديدة اسمها الـ (VDL … Digital Link) هذه طريقة يعني مبتكرة سويدية لسلامة الطيران، وتم تجريبها على.. على.. على الطيران.
جمانة نمور [مقاطعةً]: يعني إلى أين تريد أن تصل باختصار شديد؟ يعني لدينا الكثير..
محمد: باختصار شديد، يعني للأسف المسؤولين في قِبل الدولة في كل دولة عليهم يفهموا استراتيجية أي دولة بتعتمد على المراقبة الجوية كسلامة و..
جمانة نمور [مقاطعةً]: نعم شكراً.. شكراً لك أخ محمد، يعني معنا حوالي دقيقتين هناك اتصالين، الأخ سعد من السويد، مساء الخير.
سعد: مساء الخير، كيف الحال يا ست جمانة.
جمانة نمور: الحمد لله، تفضل.
سعد: الله يخليكِ، أنا تركت تليفوني مع البدَّالة عندكم علشان يتصل فيَّ محمد ظاهر من فرنسا، please هو لو كان بيسمع علشان يتصل فيَّ، العفو بالنسبة للبرنامج.. لبرنامجكم موضوع الحلقة اليوم، طبعاً هو من ضمن اختصاصي أنا مهندس كهرباء أعمل في السويد هنانا، في مجال المعلومات، فيه عندنا في اختصاصي بالكهرباء (..)، هذا مجال واسع لمجال الاقتصاد خاصة بالذات، يعني المصانع وإدارة هذه المعامل بطريقة السيطرة على.. على المنتوج بواسطة الكمبيوتر، هذا فاد شيء رهيب ومراكز الأبحاث عندنا يعني شيء ما أتصور موجودة في كل دول العالم حتى في الولايات المتحدة الأميركية مثلها، لأنه حتى الشركات الأهلية تدعم دعم كبير لهذه المراكز والأبحاث، بالنسبة إلنا بالنسبة للمشاركين بالبرنامج، خاصة بالأخ عبد الله في البداية وأم طه وأم ياسين، كان عندنا في العراق برنامج تبع اللي هو هذا الشغلات اللي بتخص مجال المعلومات، مثلاً قبل ما نغادر من العراق يسجلون المعلومات، خلال ثلاثة أيام المفروض نغادر على ما يسجلوها في مركز (الترايبين) هذا يصير بواسطة شبكة الإنترنت، موجودة حل ثاني كان، موجودة في مثلاً مسائل بيع السيارات بالبيع وشراء السيارات، ممكن أن تحل بكمبيوتر واحد بسيط، وتُحل هذه المشكلة، لكن هذا لا يحلو.. نعم، ستي بس اتركيني أكمل.. أكمل..
جمانة نمور [مقاطعةً]: نعم، شكراً لديَّ ثواني اتصال أخير ينتظر، شكراً يعني نتمنى مشاركتك في حلقات أخرى، أبو محمد، قطر، بثواني وجهة نظرك لو سمحت، تفضل.
أبو محمد: طيب أخت جمانة، كيف الحال؟
جمانة نمور: الحمد لله.
أبو محمد: وأشكرك على ها الاقتراح الجديد والبرنامج الحلو، (…..) الحرب إلى الكمبيوتر، عموماً الثورة التكنولوجية، يعني أنا أؤيدها الصراحة ومن شوية.. يعني باختصار المفيد.. من شوية كان واحد تكلم عن أطفال صغار، بالعكس أنا عندي أولاد واحد من أولادي يعني، وصغير توَّه يستخدم الكمبيوتر بكامل العقلية، وما أعتقد.. يعني فيه بعض الإخوان مع الأسف سواء كان من المغاربة أو يعني المسلمين العرب يعني قصدي، فيستخدمون الكمبيوتر في أشياء يعني.. يعني برنامج خلوي، ولكن إحنا نقول مش الكل والبعض و(..) بالعكس العلم نور، وأنا أؤيد اللي يستخدموا الكمبيوتر، والكمبيوتر مجاله طويل مثل ما الدين ما له نهاية، الكمبيوتر هم نفس شيء علمه ما له نهاية، وأنا يعني..
جمانة نمور [مقاطعةً]: شكراً أبو محمد، يعني بوجهة نظرك هذه نختتم هذه الحلقة، شكراً للجميع، وإلى اللقاء.