الأمم المتحدة والحقوق العربية
مقدم الحلقة: | إيمان بنورة |
ضيوف الحلقة: | د. حسن نافعة: أستاذ العلاقات الدولية جامعة القاهرة – القاهرة يحيى محمصاني: مندوب الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة |
تاريخ الحلقة: | 29/09/2003 |
إيمان بنوره: أعزائي المشاهدين، السلام عليكم، وأهلاً بكم في برنامج (منبر الجزيرة).
تتعدد الآراء والتصورات حول الأمم المتحدة، إذ هناك من يراها جهازاً قانونياً وتنفيذياً للقانون الدولي يعمل جاهداً على خلق مناخ سياسي وأمني مستقر، ومن ثم فالتقصير أو الضعف أو التدهور الذي تشهده الساحة الدولية يُردُّ إلى عدم التزام بعض أعضاء المنظمة.
بينما يرى فريق آخر أن المنظمة خُلِقت لتنفيذ أجندة الدول العظمى لفترة أو لفترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، ومن ثَمَّ فهي لم تكن في يوم من الأيام قادرة على تنفيذ ورعاية حقوق دول العالم الثالث وعالم الجنوب.
بل يذهب آخرون إلى أن الأمم المتحدة انتهى دورها مع دخولنا الألفية الثالثة بما يميزها من أحادية القطب واتساع أطماع الولايات المتحدة الأميركية.
نفتح هذا النقاش معكم إذن لنتساءل عن الأسباب التي تكمن وراء فاعلية الأمم المتحدة عندما يتعلق الأمر بتنفيذ تهديدات الغرب ضد دول العالم العربي والإسلامي، بينما تعجز عن تفعيل قرار واحد فقط ضد إسرائيل.
فهل الخلل في تعاطي العرب مع مستجدات النظام الدولي، أم هو عيب في المنظمة وهياكلها التي تحتاج إلى إصلاحات جوهرية.
للمشاركة معنا يمكنكم الاتصال -بالطبع- على رقم الهاتف:9744888873
أو على رقم الفاكس على: 9744890865 وعلى موقع (الجزيرة نت) على:
ومعنا الآن ليشاركنا في هذه الحلقة الدكتور حسن نافعة (أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة القاهرة).
دكتور حسن نافعة، بداية يعني على مدى أسبوع مضى شهدنا وشاهدنا المداولات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، بداية ما هي قراءتك السياسية للاجتماعات والخطب التي ألقيت في إطار هذه الجمعية، خاصة فيما يتعلق بالموضوع الفلسطيني الإسرائيلي؟
إذن معنا السيد عبد العزيز الزهراني من السعودية، وهذه بالطبع أولى مشاركاتنا. سيد عبد العزيز، تفضل.
عبد العزيز الزهراني: مساء الخير.
إيمان بنوره: مساء النور.
عبد العزيز الزهراني: أولاً: أريد أن أعترض على الرأي القائل إن الأمم المتحدة انتهت منذ نهاية الألفية الثانية، لأقول: هي لم تنتهِ من نهاية الألفية الثانية، بل انتهت من نهاية.. منذ نهاية العقد التاسع من الألفية الثانية حين.. حين سقطت تماماً الدولة السوفيتية والمعسكر الاشتراكي، وحلف (وارسو) واتفاقية الـ (Comicon) الاقتصادية. وأصبح نظام القطب الواحد موجوداً منذ التدخل العراقي في الكويت أو الغزو العراقي للكويت، لتتحول الأمم المتحدة إلى ما يسمى بالمؤسسة الاقتصادية الاجتماعية التي تعمل على رعاية الأناس المنكوبين، وتعد يداً عسكرية مساعدة للهيمنة الأميركية، ولهذا يعني القائل بأن الأمم المتحدة موجودة أنا أتصور أن عليه أن يعيد يعني من.. من.. من نظره ومن تفكيره، الجمعية العامة للأمم المتحدة هي جمعية صورية تماماً، ولذلك الاقتراح الذي تم التصويت عليه وأُخذت موافقة الاتحاد الأوروبي بأغلبية 134صوت اقتراح هزيل جداً رغم موافقة جمعية الأمم المتحدة، ورغم أن الأمم المتحدة التي وافقت عليه موافقتها لا تقدم ولا تؤخر، لأن مجلس الأمن استخدم فيه حق النقض (الفيتو)، وبالتالي أصبح القرار كأنه لم يكن، شكراً لكِ.
إيمان بنوره: إذن عبد العزيز الزهراني من السعودية، شكراً جزيلاً لك. معنا سعد من السويد، سعد.. قبل ذلك أرجو من الإخوة في غرفة التحكم رفع الصوت في الأستوديو.
معنا الآن مفلح الأشجعي من السعودية ليشاركنا في هذا الموضوع، سيد مفلح، تفضل.. أنا لا أستطيع سماع الصوت.. سيد مفلح، إذن يبدو أن لدينا خلل في وصول الصوت إلى الأستوديو، يبدو أن السيد سعد السويد، إذن لنشارك لنبدأ حلقتنا هذه في مشاركة مسجلة لنستمع معاً.
أحمد خليل: أعتقد أن الأمم المتحدة هي أكذوبة صنعها الغرب لكي يغرروا بالشعوب المستعمرة. من المضحك المبكي أن تلجأ الدول العربية والإسلامية إلى نظام صنعه أعداؤها، لماذا لا تخلق هذه الدول نظاماً مستقلاً ومغلقاً كما اقترح مهاتير محمد (رئيس وزراء ماليزيا) صك دينار إسلامي ذهبي ليستخدم كمعيار للتجارة البينية بين الدول الإسلامية بدل التبعية للغرب؟
إيمان بنوره: إذن المشاركة من أحمد خليل يقترح بها أن يتم خلق نظام اقتصادي مستقل ومغلق للدول الإسلامية، هل فعلاً هذا النظام هو قابل للتنفيذ وأم لا؟ وإذا كان كذلك يعني ما هي المعوقات التي تحول دونه؟ معنا الآن إذن مفلح الأشجعي من السعودية قد عاد، مفلح.
مفلح الأشجعي: آلو، مساء الخير.
إيمان بنوره: مساء النور.
مفلح الأشجعي: كيف الحال.
إيمان بنوره: تفضل.
مفلح الأشجعي: بالنسبة للدول الغربية عامة، طبعاً الدول الغربية تدرك يعني وتعي تماماً بأن انهيار الأمم المتحدة هو بداية لحرب عالمية ثالثة، لو رجعنا إلى التاريخ، لأن بعد الحرب العالمية الأولى اجتمع العقلاء فشكلوا عصبة الأمم، فلما انهارت عصبة الأمم يعني نشبت الحرب العالمية الثانية ليجتمع العقلاء مرة أخرى ويكوِّنوا الأمم المتحدة، الأمم المتحدة يعني تقوى على تنفيذ قراراتها في الدول العربية، لأن الدول العربية لا حول لها ولا قوة، يعني لا حول ولا .. لها ولا قوة نهائياً، أما إسرائيل فهي المدللة يعني الطفلة المدللة بالنسبة لأميركا وباقي دول الغرب، أضيفي لذلك أن كل أغلب دول العالم لا يريدون اليهود عندهم، ليش؟ لأن اليهود هم أنجس وأخبث شعب في العالم، فيريدون الخلاص من اليهود بأي شكل من الأشكال حتى لو رموهم على فلسطين أو رموهم على أي دولة من أي دول العالم، وهذا ما يأتي يعني بالضبط هو يعني اللوبي اليهودي يعني المتحكم في الإدارة الأميركية التي يحركها بالريموت كنترول عن بعد، بالنسبة لإسرائيل ولا قرار اكترثت فيه، يعني حتى قرار الجمعية العمومية يعني أفادوا بأنه لا معنى له، يعني كأن الأمور..، فالأمم المتحدة من تديرها؟ هي تديرها الولايات المتحدة ومن هي إسرائيل؟ إسرائيل هي الابنة المدللة للولايات المتحدة، إذن فلا غرابة في ها الموضوع هذا.
إيمان بنوره: نعم.. نعم، مفلح الأشجعي، شكراً لك من السعودية. لدينا الآن فارس من السعودية أيضاً، يعني سيد فارس حول ما تحدث حوله السيد مفلح من السعودية، هناك أيضاً أمامي لائحة طويلة من القرارات في الحقيقة أكثر من ستين قرار أممي بحق إسرائيل، كل هذه القرارات لم ينفذ قرار واحد منها على الأقل، يعني لماذا الأمم المتحدة بما فيها الدول العربية تعجز أو عجزت عن انتزاع قرار واحد قابل للتنفيذ من المجموعة الدولية برأيك؟
فارس محمد: مساء الخير يا أخت إيمان.
إيمان بنوره: مساء النور، أهلاً.
فارس محمد: الحقيقة هو أول شيء يجب أن نعترف به أن الأمم المتحدة ليست هيئة قضائية يعني يفترض فيها العدل والنزاهة، ولكنها هيئة سياسية تتعاطى وفق المعايير السياسية ومن أبرزها المصالح، وبالتالي فإن إشكاليات العالم العربي في التعامل مع هيئة الأمم المتحدة ليست بسبب وجود قصور في هيئة الأمم المتحدة وأنها تحتاج إلى إصلاحات، ولكن لأن هناك إشكالات حقيقية موجودة في العالم العربي، هذه الإشكاليات هي التي تمنع أن.. أن تستجيب الأمم المتحدة لها، عندما نراجع الإجماع العربي في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة نجد أنه في الحقيقة هو إجماع وهمي، هو ينطبق عليها القول (تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى) ليس هناك خلفية أساسية، لا سياسة موحدة، ولا سياسة اقتصادية موحدة، وبالتالي فإن تعامل المنظمة معها يكون على ضوء هذه المعطيات، الأمم المتحدة تتعامل مع دول وفق معايير المصلحة، هل هناك مصلحة؟ الدول العربية مشتتة لا تجمعها سياسة.. سياسة موحدة ولا سياسة حتى اقتصادية موحدة، وبالتالي لا يجب أن ننتظر أكثر مما حققناه في الأمم المتحدة، ما حققناه في الماضي من انتصارات معنوية عبر قرارات لم ينفذ منها ولا واحد في إسرائيل، أعتقد إنه سيأتي يوم نتمنى هذه القرارات التي لم تنفذ، والتي نؤمن جميعاً بأنها لن تنفذ يا أخت إيمان.
إيمان بنوره: شكراً لك فارس محمد من السعودية، معنا الآن الدكتور حسن نافعة (أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة)، دكتور حسن نافعة كنت وجهت لك سؤالاً في بدية هذه الحلقة أنه على مدى الأسبوع الماضي قد شهدنا هذه الخطابات وهذه الجلسات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، ما هي قراءتك لهذه يعني قراءتك السياسية لهذه الخطب التي شهدناها خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية الإسرائيلية؟
د. حسن نافعة: يعني نحن نعرف أن الجمعية العامة هي منبر تحدد فيه الدول الأعضاء موقفها من القضايا الدولية، وأظن أن المجموعة العربية نجحت منذ يعني الأسبوع الماضي في أن تحصل على قرار من الجمعية العامة يتمكن من الوقوف في وجه الولايات المتحدة الأميركية التي استخدمت الفيتو لتمنع صدور قرار من مجلس الأمن يهدد عرفات بالقتل ويهدده بالترحيل، فالجمعية العامة للأمم المتحدة مازالت تلعب دور -في تصوري- يعني يتفق مع القانون الدولي ومع الشرعية الدولية، المشكلة قائمة في مجلس الأمن أساساً في طريقة التصويت داخل مجلس الأمن، وهذا يعود إلى خلل موجود في النظام الدولي، وبالتالي علينا أن نميز بين عجز الأمم المتحدة وبالذات مجلس الأمن عن القيام بوظائفه وفقاً للميثاق، وبين ما يجب أن نفعله أو تفعله الدول الراغبة في إصلاح هذا الوضع.
عجز مجلس الأمن له أسباب كثيرة، أهمها أن هناك خلل حادث في موازين القوى في النظام الدولي حالياً، بسبب إصرار الولايات المتحدة على الهيمنة على النظام الدولي، وتوظيف الأمم المتحدة وبالذات مجلس الأمن لإحكام سيطرتها أو هيمنتها على العالم.
السبب الثاني: أنه هناك البنية التنظمية أو الهياكل المؤسسية للأمم المتحدة نشأت عقب الحرب العالمية الثانية، في ظل نظام دولي مختلف كلية، فنحن نعيش أوضاع مختلفة بعد مرور خمسين سنة أو أكثر على نشأة الأمم المتحدة، هذه الأوضاع تحتاج إلى إصلاح، لكن الحل ليس هو في انسحاب المجموعة العربية من الأمم المتحدة أو ترك الأمم المتحدة وشأنها، الحل هو في العمل مع القوى الدولية الراغبة في إصلاح الأمم المتحدة، القوى الراغبة في تعديل موازين القوى في النظام الدولي، وطبعاً هناك مسؤولية تقع على عاتق المجموعة العربية، لأن المجموعة العربية أصلاً ليست مجموعة متناسقة، لا تتخذ مواقف واحدة، وبالتالي الرأي المطالب بانسحاب المجموعة العربية من الأمم المتحدة، هو رأي -في اعتقادي- غير عملي، ولا يؤدي إلى أي نتيجة، بل يضر بالمصالح العربية، المفروض..
إيمان بنوره [مقاطعةً]: طيب، ما هو برأيك المخرج من العجز العربي داخل المجموعة الدولية دكتور حسن نافعة؟
د. حسن نافعة: المطلوب من الدول العربية أن توحد صفوفها، توحد مواقفها، انظري مثلاً إلى ما يحدث داخل الجامعة العربية، لا توجد قوى دولية أخرى داخل الجامعة العربية، ومع ذلك الجامعة العربية لا تستطيع أن تقوم بوظائفها، وهناك عجز كامل وشلل يكاد يكون أكبر من شلل الأمم المتحدة نفسه، فبدل من أن نطالب المجموعة العربية بأن تنسحب من الأمم المتحدة، علينا أن نطالب الدول العربية بإصلاح منظمتها الإقليمية بإصلاح جامعة الدول العربية، بالتحرك على الساحة الدولية كقوة واحدة، وبالتالي هذا سيؤدي إلى احترام الدول الأخرى للمجموعة العربية، وبالتالي تفاعلها معها بشكل أكثر إيجابية، من أجل إصلاح الأمم المتحدة، ومن أجل تمكينها من أن تلعب الدور المفروض أن تلعبه في النظام الدولي.
إيمان بنوره: يعني تتحدث عن دور الدول العربية، وعدم الاتفاق على رأي واحد، هل.. هل تعتقد -دكتور حسن نافعة- يعني هذا بالطبع هو رأي شريحة كبيرة من مجتمعنا العربي هل تعتقد بأنه هذا الانطباع بجلد الذات، بإعادة الفشل والعجز دائماً لدولنا العربية ولقياداتنا العربية أصبح الآن موضة على ما يبدو يعني، كيف هو الخروج أيضاً من.. من هذا الشعور العربي؟ هل هو مبرر لعدم فعل شي على سبيل المثال؟
د. حسن نافعة: جلد الذات لا يؤدي إلى أي نتيجة، يجب علينا أن نتبنى مواقف إيجابية، عندما نقول إنه مطلوب من الدول العربية أن تصلح مؤسستها الإقليمية، هذا ليس جلداً للذات، بالعكس هذا عمل إيجابي، لا يجب أن يعني نذرف الدمع على اللبن المسكوب، وإنما يجب أن ننظر إلى المستقبل، هناك تحديات تواجه العالم العربي، هذه التحديات بالغة الخطورة، لن تستطيع أي دولة عربية بمفردها أن تواجه أياً من هذه التحديات، سواء كانت تحديات سياسية أو أمنية أو اقتصادية إلى آخره، وبالتالي ليس هناك أي مخرج سوى أن تتكاتف الدول العربية، بدلاً من أن نطالب الدول العربية باتخاذ أعمال تشكل تحدي للمجتمع الدولي، عليها أولاً أن تصلح بيتها هي من الداخل، إذا تمكنت من إصلاح بيتها من الداخل، أي إصلاح الجامعة العربية، والتحرك كمنظمة إقليمية.. إقليمية قوية، تحظى باحترام المجتمع الدولي، هذا سيساعد المجموعة العربية أن يكون لها ثقل داخل الأمم المتحدة، وتتمكن من التعاون مع المجموعات الدولية الأخرى من أجل إصلاح الأمم المتحدة إصلاح حقيقي، يُمكِّن من تمرير للقضايا العربية بشكل أسهل، انظري مثلاً في عام 1974 كانت الدول العربية قد خرجت من حرب ناجحة، هي حرب أكتوبر 73، واستطاعت الدول العربية في ذلك الوقت أن تتخذ قرارات على جانب كبير جداً من الأهمية داخل الجمعية العامة، قرار مثلاً اعتبار الصهيونية لون من ألوان العنصرية اتخذ في عام 1974، قبول منظمة التحرير الفلسطينية كعضو مراقب في الجمعية العامة اتخذ سنة 74، في ذلك الوقت كانت للمجموعة العربية ثقل، كان للمجموعة العربية ثقل حقيقي على الساحة الدولية، ما نريده الآن هو أن تستعيد هذه الديناميكية هذا القدر من العمل الإيجابي، وأظن إنه الانسحاب من الأمم المتحدة يعني هو قرار في الاتجاه الخاطئ تماماً، وأنا لا أوافق على هذا على الإطلاق.
إيمان بنوره: دكتور حسن نافعة، نرجو أن تبقي معنا، سنأخذ الآن رسالة إلكترونية مسجلة، نستمع إليها أولاً ونعود لك.
كوثر النابلسي: إن العرب يرتكبون خطأً كبيراً حين يصدقون أكذوبة نزاهة وحياد المؤسسة الدولية للأمم المتحدة، إننا نتعامل دائماً بمنطق العواطف والانفعالات، ولا نتعامل بقوة المنطق أو بهاجس المصلحة القومية، الممارسة الدبلوماسية العربية تبنى على العلاقات القرابية والمصالح الشخصية، ونادراً ما ترى ممثلا دبلوماسياً عربياً يستحق المنصب الذي ولي إليه، العيب فينا، العيب في حكامنا، والعيب في مثقفينا الذين تسكتهم رحلات رجال الأعمال، والغرف الفاخرة بأغلى الفنادق، ومصروف الجيب بعد محاضرة للمديح أو للهجاء، لكل من هؤلاء مسؤولية فيما آلت إليه علاقاتنا الدولية، إما جهلاً أو تآمراً أو تقصيراً.
إيمان بنوره: إذن كوثر النابلسي من سوريا تؤكد من جديد على أن العيب فينا، تتحدث عن طبيعة الإدارة العربية التي تستند في كثير من الأحيان إلى علاقات القرابة والمصالح الشخصية، تحمل المسؤولية للمسؤولين والحكام لسكوتهم عن ذلك، دكتور حسن يعني كنت تطرقت قبل هذه المداخلة، أو هذه الرسالة المسجلة، أن الأمم المتحدة في مراحل كثيرة من الصراع العربي الإسرائيلي، اتخذت قرارات مؤيدة للعرب وفي صالحهم، مثل قرار مساواة الصهيونية بالعنصرية الذي ذكرته، يعني لماذا لم.. لم ننجح نحن في الحفاظ على هكذا إنجازات حصلنا عليها عبر المنظمة الدولية؟
د. حسن نافعة: لأن الموقف العربي تفتت، كانت هناك وحدة أو تماسك عربي حقيقي أثناء حرب أكتوبر 73، مصر شاركت مع سوريا في الحرب، وتم يعني الجزء العسكري تم بتنسيق كامل بين مصر وسوريا، الدول العربية النفطية كلها استخدمت سلاح النفط في الصراع، وبالتالي كان هناك موقف عربي رائع جداً ومتماسك، للأسف الشديد الدول العربية لم تستطع أن تحافظ على هذا التماسك، وانقسم العالم العربي، لأن بعض الدول العربية أراد أن يذهب إلى التسوية السلمية منفرداً، والبعض الآخر أراد أن يسقط سلاح النفط إلى آخره، وبالتالي انقسم النظام العربي على نفسه، لو استطاع العالم العربي أن يحافظ على تماسكه وعلى وحدته، لتمكن من تحقيق إنجازات أكبر مما حدث بكثير، وبالتالي أنا أصر على وجهة نظري القائلة بأنه قبل أن نطالب الآخرين أن يفعلوا شيئاً، وقبل أن نقول أن الأمم المتحدة مسؤولة عن كذا وكذا، علينا نحن أن نسأل أنفسنا ماذا فعلنا للمحافظة على التماسك العربي؟ للمحافظة على الوحدة العربية؟ وأظن أن الوقت ليس متأخراً على الإطلاق، نستطيع أن نبدأ من الآن، نستطيع أن نراجع مواقفنا، وأن نلقي نظرة على ما حدث خلال السنوات الـ 25 الماضية، ما هو السبب في انهيار الوضع العربي حالياً؟ يعني هناك أسباب تتعلق بالخلل في النظام الدولي، لكن هناك أسباب تتعلق بالخلل فينا نحن كعرب، في تماسكنا كدول عربية، إلى آخره، هذا هو الجزء الذي أريد أن أركز عليه الآن أن نستعيد الوحدة العربية..
إيمان بنوره: نعم.. نعم، باختصار.
د. حسن نافعة: نستعيد التماسك العربي، ولكن للأسف الشديد إذا نظرنا إلى ما حدث على ضوء الأزمة العراقية الأخيرة -على سبيل المثال- سوف نجد أن الانقسام العربي مازال مستمراً، ولن نستطيع أن نخرج من هذه الهوة السحيقة التي وقعنا فيها إلا إذا استعاد النظام العربي تضامنه، هذا.. هذه هي وجهة نظري، وبالتالي ليست المسألة مسألة جلد ذات ولا توجيه الانتقادات للعالم العربي، سواء على مستوى الحكومات أو على مستوى الشعوب، المطلوب هو بداية لخطوة في الاتجاه الصحيح، وهذه الخطوة نُقيِّم ما حدث قبل ذلك، ثم نشرع في اتخاذ الأسباب لاستعادة التضامن العربي والتماسك العربي.
إيمان بنوره: دكتور حسن نافعة (أستاذ العلاقات الدولية من جامعة القاهرة) شكراً جزيلاً لك، إذن هناك رسالة إلكترونية من ياسر أحمد من اليمن: يقول في قضية فلسطين كان العرب يقولون سياسة الكيل بمكيالين، وبعد غزو العراق نقترح تحويل اسم المنظمة إلى الأمم الأميركية المتحدة، بعد أن انتهكت الدول المؤسسة والدائمة العضوية مواثيق المنظمة والأعراف الدولية، إذن لا أمل في منظمة أصابتها الشيخوخة بمقتل، كانت هذه ياسر.. رسالة ياسر أحمد من اليمن، الآن معنا أمير من هولندا، سيد أمير تفضل.
أمير الربيعي: السلام عليكم.
إيمان بنوره: عليكم السلام.
أمير الربيعي: يكاد يجمع كل.. المشاهد العربي والمسلم، أن هنالك خللاً بعمل المنظمات الدولية، نتيجة خلل في موازين القوى، هذا واضح، لكن الشيء المستغرب والغير المقبول، أن تستخدم هذه المنظمات لخدمة الأهداف الأميركية، وهذا ما حصل إبان غزو العراق، حيث كثير من المنظمات الدولية (هانز بليكس) والبرادعي كانوا يؤكدون أو يوحون للمشاهد بأنه هنالك توجد أسلحة، في حين الآن نشاهد هانز بليكس والبرادعي ينفون بوجود هذه الأسلحة، ما فائدة هذا النفي بعد وقوع الواقعة؟ وكذلك الآن الحال في إيران مثلاً، أميركا استطاعت أن تستخدم هذه المنظمة بحيث (بوش) يعتمد على تقاريرها، هنالك كثير من موظفي هذه المنظمة أنا أشك هم ينتمون أساساً.. يتعاملون مع أميركا أو للـ (CIA)، لأنه مثلاً أحد الأيام أصدر أحد المديرين في المنظمة لمطالبة -وهو غير عربي- لمعاملة إسرائيل كما يعامل العراق وإيران، لكن مثلاً البرادعي لم يطالب هذه المطالبة، نحن نريد، يعني الآن يريد العرب والمسلمون أن لا تستغل هذه المنظمات، أو أن لا تكون ذريعة وشماعة يستخدمها، تستخدمها أميركا لتحقيق أهدافها العدوانية على العالم العربي والإسلامي، هذا المطلب، أما إخلال في موازين القوى، قد هذا المطلب قد يكون بعيد المنال، لكن أما أن تستخدم هذه المنظمات كذريعة وكشماعة يستخدمها بوش، يوجهها في الاتجاه الذي يريد، ويستخدم تقاريرها عندما تكتب له التقارير، ثم بعد أن تقع الواقعة يأتي هؤلاء الموظفون ليعترفوا بأن العراق لم يكن فيه أسلحة، لماذا لم يقولوا في ذلك الوقت؟ والآن كذلك يعطون التقارير التي تشجع (بوش) ويعتمد عليها في تشجيع الدول الأخرى للاعتداء على إيران وشكراً لكم.
إيمان بنوره: نعم، شكراً لك أمير الربيعي من هولندا.
[فاصل إعلاني]
إيمان بنوره: إذن انضم إلينا ضيفنا الثاني من نيويورك وهو الأستاذ يحيى محمصاني (مندوب الجامعة العربية بالأمم المتحدة)، لكن قبل الحديث عن موضوعنا سوف نستمع إلى هذه الرسالة المسجلة، ومن ثم نعود لكم.
فالح السديري: الجريمة مستمرة.
الجريمة مستمرة
كل يوم الساعة تسعة
نشرة الأخبار تبدأ من فلسطين الجريحة
الجريمة.. الجريمة.. الجريمة.
في جنين القصف قايم
والعرب والشعب نايم
اقتلوا طفلة صغيرة
شردوا أنثى كبيرة
دمروا كل المدينة
كل يوم وكل ساعة
نشرة الأخبار تبدأ
المجازر.. المجازر.. المجازر
برفح عم الدمار
وكل بيت وكل دار
وكل حي فيه نار
والجريمة مستمرة
والقنابل والمدافع والدمار
إلى متى هذا الكلام؟
إلى متى وهذا الكلام؟
إلى متى وهذا الكلام؟
ننتظر طير الحمام
ننتظر (شارون) يسلم
ننتظرهم يقنعونا
بالسياسة يفهمونا
بالليانه يرتجونا
والجريمة مستمرة
والمخطط بانتشار
وإن تكلم بوش
قلنا أبشروا حاضر..
والجريمة مستمرة والقنابل
فالح السِديري -الجريات- المملكة العربية السعودية.
إيمان بنوره: إذن الجريمة مستمرة إلى متى هذا الكلام؟ هي قصيدة أو رسالة مسجلة من فالح السديري، هو شخص لخص كل مشاعره بطريقة شعرية تحكي عن واقع عربي، إذن يعني إلى أي حد يمكن إنقاذ هذا الواقع العربي والخروج من هذه الأزمة التي وصل إليها هذا الواقع باللجوء إلى منظمة الأمم المتحدة برأيك؟
يحيى محمصاني: بالواقع الحال أن هذه الجريمة مستمرة منذ أكثر من 50 سنة، وهنالك قرارات صدرت عن مجلس الأمن، هناك أكثر من 30 قرار صدر عن مجلس الأمن بحق القضية الفلسطينية، وإسرائيل لم تنفذ أي من هذه القرارات، المطلوب أن تقوم إسرائيل بتنفيذ قرارات مجلس الأمن، وأن يسار إلى الضغط عليها بكل الوسائل لحملها على التقيد بقرارات مجلس الأمن، وهو الحل الوحيد لحل الصراع العربي الإسرائيلي في النهاية.
إيمان بنوره: يعني كما ذكرنا هو أنه سبق هذه الاجتماعات التي جرت حول الموضوع وفيما يتعلق بقرار إسرائيل طرد الرئيس الفلسطيني كما ذكرنا مع الأستاذ حسن نافعة قبل قليل، سيد محمصاني، إنه كان هناك فيتو أميركي في مجلس الأمن لمنع صدور مثل هكذا قرار يطالب إسرائيل بعدم طرد عرفات، وهو نفس القرار الذي أصدرته الجمعية العامة لاحقاً، ماذا نفهم من هذه التقسيمة الجديدة يعني هل أميركا استولت على مجلس الأمن لحساب إسرائيل؟ فيما تركت لنا الجمعية العامة للدول العربية بالطبع لتمارس هوايتها في الخطابة فيها؟
يحيى محمصاني: بالطبع الموقف الأميركي لم يتغير، هو كان نفس الموقف في مجلس الأمن وفي الجمعية العامة، الفرق هو أنه في مجلس الأمن الولايات المتحدة تستطيع أن تمارس حق النقض -الفيتو، ولذلك تقتل وتمنع صدور أي قرار، في الجمعية العامة ليس هنالك فيتو أميركي، مع العلم أنها صوتت ضد القرار، وأن الجمعية العامة هي قد تبنت نفس القرار تقريباً، ليس هو نفسه بالذات بالحقيقة، الديباجة تغيرت وإنما الجمعية العامة الأغلبية الساحقة بما فيها المجموعة الأوروبية فقد صوتت إلى جانب القرار، وقد بلغ عدد الأصوات -كما تعلمين- 133 صوت، الفرق هو الآتي: في الجمعية العامة.. في الجمعية العامة قراراتها ليست لها الصفة التنفيذية، يعني ليس.. ليس هنالك إلزام على تنفيذ هذا القرار بل لها الصفة المعنوية، وهي تمثل صرخة أو صرخة من المجتمع الدولي في وجه تصرفات إسرائيل وممارساتها اللاأخلاقية والغير قانونية، في مجلس الأمن طبعاً القرار هو يختلف، القرار في مجلس الأمن هو قرار مُلزم يجب تنفيذه وفقاً للمادة 25 من الميثاق التي يتعهد أعضاء الأمم المتحدة فيها بقبول قرارات مجلس الأمن وتنفيذها وفق هذا الميثاق، فهناك فرق طبعاً، نحن كنا نفضل أن يصدر قرار عن مجلس الأمن لما له من صفة قانونية وتنفيذية.
إيمان بنوره: طيب، هناك الكثير من جمهورنا الذي يرى بأن هناك خلل أو خلل في التركيبة.. تركيبة المنظمة الدولية، وهناك خلل في القوى فيها، وهناك أيضاً من يرى بأن إدخال مصر والهند لاحقاً في هذه التركيبة قد يُحدث نوعاً من التوازن ما رأيك في هذا الطرح؟
يحيى محمصاني: نحن نعمل منذ مدة.. منذ سنوات والأمم المتحدة الآن هي بالحقيقة تعالج هذا الموضوع، أي تغيير النظام أو ما يسمى بإصلاح نظام الأمم المتحدة، هذا.. هنالك خلل أساسي، لا يجوز لدولة واحدة أن تكون فوق القانون وأن تكون فوق نطاق الأمم المتحدة، لأنها تتمتع بحماية دولة عضو دائم في مجلس الأمن لا يجوز، هذا هو في الواقع يهدد مصداقية الميثاق نفسه، ولذلك هنالك دراسة عميقة لإدخال أعضاء من خارج مجلس الأمن، طبعاً ذكرتي دولتين، هنالك دول أكثر.. وتوزيع الموضوع جغرافياً، إنما المشكلة هي أنه لا يمكن إدخال تعديل على نظام مجلس الأمن إلا بموافقة الدول أعضاء الخمسة، وهذه هي الدوامة التي ندور فيها حالياً، أي يجب أن تقبل.. قبول الولايات المتحدة بإعادة النظر في الميثاق لكي يتم تغييره، ونحن ندور حالياً في حلقة مفرغة، علماً أننا نعمل.. نبذل كل الجهود لتحديث هذا الميثاق وجعله يتمشى اليوم مع واقع العصر بعد أن مضى عليه أكثر من خمسين عاماً.
إيمان بنوره: نعم، السيد يحيى محمصاني (مندوب الجامعة العربية لدى الأمم المتحدة) من نيويورك شكراً جزيلاً لك على هذه المداخلة، إذن نعود إلى مشاهدينا ومعنا مداخلة من عبد الرحمن من السعودية، سيد عبد الرحمن ما رأيك في هذا الموضوع؟
عبد الرحمن: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
إيمان بنوره: وعليكم السلام.
عبد الرحمن: أصلح الله حالك يا أخت إيمان، وأسأل الله أن يزرع في داخلك الإيمان إن شاء الله، على العموم لدي مداخلة بسيطة ومتواضعة.
إيمان بنوره ]مقاطعة]: شكراً، أرجو الدخول في صلب الموضوع يا سيد عبد الرحمن، اتفضل.
عبد الرحمن: بالنسبة لهيئة الأمم المتحدة التي هي متحدة على الباطل والظلم، هذه هيئة الأمم ظلم وباطل ومنافقة، الدليل أنها تسمح لقوات حفظ السلام في أفغانستان وتمنعها.. والفلسطينيين لا تمنحهم، وكذلك منحت تيمور برضو كذلك دولة، والفلسطينيين لا يحق لهم، وستمائة قرار لم تطبقه إسرائيل، وإيران لابد من إلزامها على.. بالنسبة للمفاعل النووي، وللأسف هذه هيئة الأمم الظالمة وليس.. الظالمة والباطلة المجتمعة على الباطل هذه، وعلى العموم لا أريد أن أطيل والله يبارك فيك ونسأل الله -إن شاء الله- لكم الصلاح والهداية، والسلام عليكم ورحمة الله.
إيمان بنوره: شكراً لك من السعودية، محمد من جمهورية مصر العربية، تفضل محمد.
محمد بوجهاد: السلام عليكم أخت إيمان.
إيمان بنوره: أهلاً، وعليكم السلام.
محمد بوجهاد: كيف نريد مصداقية الأمم المتحدة ونريد التعامل معها بندِّية، وخاصة مع أميركا والغرب؟ وهذه المؤسسات والمنظمات -يا سيدتي- والدول التي نتعامل معها لا تتعامل معنا إلا على أننا أنظمة وحكام لا تتعامل معنا على أننا شعوب، ولو تعاملت معنا على أننا شعوب لنا كرامة في أوطاننا ولنا رأي وديمقراطيات نتعايش معها، لكان رأيهم معنا غير ذلك، وإلا كنا فرضنا أنفسنا.. فرضنا رأينا أصلاً على هذه المنظمات، ولكن -للأسف الشديد- هذا ما زرعوه الحكام على مر العصور إن إحنا دول مؤسسات ومنظمات وحكام لسنا شعوب، إحنا النهارده بنتخبط بين عدم مصداقية الأمم المتحدة وبين عدم دور عربي قوي، إحنا زي ما قال الأستاذ حسن نافعة إن إحنا شعوب عربية مفككة وجامعة عربية مهلهلة، إحنا إزاي هيبقى لنا دور؟ ولكن إحنا شعوب نظامية، إحنا كل همنا هنا حماية أنظمة وحكام، النهارده إحنا بنتكلم عن المجموعة العربية في.. في مجلس الأمن وفي الأمم المتحدة، بيقولوا إن هم فرضوا رأيهم، أيوه فرضوا رأيهم أنا معاكي إن هم أجلوا شوية القرار بتاع السيد عرفات بطرده أو قتله، ولكن هل المجموعة العربية دي هتقدر تفرض رأيها بخروج الاحتلال من العراق؟ هتقدر تفرض رأيها بوجود قوات أمن في.. محايدة في فلسطين؟ إطلاقاً طبعاً، دا حضرتك إحنا بنسمع من المجموعات العربية في دولنا وخارج دولنا قعقعة الحصى ولم نر لها طحناً، شكراً سيدتي.
إيمان بنوره: شكراً لك، محمد بوجهاد من مصر، نأخذ معاً مكالمة مسجلة عبر (قطر كول).
مناف الحمد: في عالم تسيطر فيه الإمبراطورية الأميركية التي تتميع قيمها وتضيق وتتسع وتأخذ أشكالاً مختلفة وفقاً لمصالحها، تحولت منظمة الأمم المتحدة إلى أداة -كما هو واضح للعيان- في يد الإدارة الأميركية، وبحكم استلاب الإرادة التي تعانيه أنظمتنا العربية فإن وجودها في هذه المنظمة وأثرها فيها لا يختلف كثيراً عن أثر النواب في البرلمانات العربية الذي يكاد يكون معدوماً وشكلياً، ولكننا مع هذا كله لا يجدر بنا أن نتخذ من السلبية والانعزال بديلاً، بل إن الاقتحام والتفاعل ووضع القدم لابد أن يؤتي أكله يوماً ما. مناف الحمد- سوريا.
إيمان بنوره: إذن مناف الحمد يعتقد أن الأمم المتحدة هي أداة في يد الأميركيين وأثرها يكاد يكون معدوماً، الآن نأخذ مكالمة من عادل من السعودية، سيد عادل تفضل، هل تؤيد ما طرحه السيد مناف الحمَد من سوريا في رسالته المسجلة؟
عادل محمود: آلو، السلام عليكم.
إيمان بنوره: وعليكم السلام.
عادل محمود: أول شيء أحب أن أحيي الذكرى الرابعة للانتفاضة، وأحب أن نحيي المقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية. هذا أولاً.
ثاني شيء: ما فيه شيء اسمه الأمم المتحدة، الأمم المتحدة مجرد لا شيء يعني أولاً أنشئت هيئة أو عصبة الأمم سنة 1919 لإضفاء شرعية على وعد (بلفور)، وفي سنة 1948 اعترفت الأمم المتحدة بالكيان الصهيوني وصدر القرار 181 تقسيم فلسطين و194 لعودة اللاجئين الفلسطينيين والمفروض إنه اللاجئين يعودوا لكي الأمم المتحدة تعترف بهم فلم تعترف بهم، هذا أولاً.
ثانياً: أول موضوع غزو العراق هنا أميركا وضعت نظرية الحرب الاستباقية، لا يوجد شيء اسمه أمم متحدة ولا قرارات دولية، الغزو الأميركي على العراق قد حدث وبوش تحدى الأمم المتحدة وغزا العراق وأسقط نظام وطني قومي كان يدعم القضية العربية وخاصة القضية الفلسطينية، وأنشأ حكومة عميلة سموها مجلس الحكم واعترفت بها الأمم المتحدة بالرغم إنها أصدرت قراراً قالت إنها هذه أن هناك احتلالاً، وأيضاً الجامعة العربية اعترفت بهذه الحكومة العميلة وجلس عليها أحد العملاء هو هوشيار زيبارى مكان الحكومة الشرعية اسمعي..
إيمان بنوره [مقاطعةً]: السيد عادل محمود نرجو أن نتوقف هنا، سوف نأخذ مداخلة أخرى من محمد ظاهر من باريس ونرجو من مشاهدينا عدم التجريح لأن ذلك المنبر هو منبر حر ونعتمد فيه الاحترام لجميع وجهات النظر دون التجريح بأي جهة أو أي شخص.
محمد ظاهر: مساء الخير أخت إيمان.
إيمان بنوره: مساء النور، أهلاً تفضل.
محمد ظاهر: شكراً، طبعاً معروف أن بعد سقوط الاتحاد السوفيتي أن هناك هيمنة أميركية كاملة على الأمم المتحدة يعني حتى اختيار الأمين العام للأمم المتحدة يكون قبل الولايات المتحدة الأميركية، وأنا أضرب مثال بطرس غالي، كوفي أنان كان فيه اثنين مرشحين واحد (فرانكفوني) والثاني (أنجلو ساكسوني) فتم الاختيار على.. على كوفي أنان لماذا؟ لأن كوفي أنان قدم تقرير للأمم المتحدة عن مجزرة (قانا) كان هذا التقرير منحاز جداً لإسرائيل ولهذا اختير كوفي أنان أمينا عاماً للأمم المتحدة، هذه النقطة الأولى.
النقطة الثانية: لنفرض إنه لم يكن هناك تهديد بفيتو فرنسي ولنفرض أن الدول التي تجدَّد كل ست أشهر للأمم المتحدة صوتت مع قرار للحرب على العراق هذا كان ممكن يحصل يعني من الناحية العملية ممكن يحصل كان ممكن تقوم كارثة أن تقوم حرب أمم متحدة على العراق، يعني قتل الناس وتدمير العراق ممكن أن يكون عبر الأمم المتحدة ولهذا أقول هناك خطأ كبير جداً في آليات الأمم المتحدة في طريقة التصويت يجب إلغاء هذه طريقة التصويت وحتى الهيمنة.. هيمنة الدول الكبرى في الأمم المتحدة، وأنا أذكر هنا أيضاً سابقة للأمم المتحدة هذا حصل من قبل.. من قبل يومين أو ثلاث أيام وهو أن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قد صرح بأن على إسرائيل أن من حق إسرائيل الدفاع عن النفس في وجه الهجمات الفلسطينية، طيب الهجمات التي تقوم فيها إسرائيل على الفلسطينية عملية اغتيال.. اغتيال ممكن تقتل ناس يعني مطلوبين لإسرائيل وتقتل ناس أبرياء.
إيمان بنوره: نعم.
محمد ظاهر: كل مرة تقتل شخص مطلوب بالنسبة لإسرائيل يقتل فيها أبرياء، معنى ذلك أن كوفي أنان يعني وكأنه يبرئ إسرائيل ومع إسرائيل في قتل الأبرياء، أنا أعتقد هذا سابقة وأنا أقول للمندوب الفلسطيني أنه يجب الحقيقة أن يحتج، ألا يقول هذا قرار يعني صادق ممكن كان في الأول يجب أن يحتج للأمم المتحدة، والدول العربية يجب أن تحتج، هذا سابقة للأمم المتحدة وشكراً..
إيمان بنوره [مقاطعةً]: نعم سيد ظاهر قد وصلت.. فكرتك شكراً لك على مداخلتك من فرنسا، معنا الآن زيدان من فلسطين وقد أطلنا عليك أخ زيدان يعني هل هو قدرنا فعلاً إذا سلمنا بأن الدول العظمى صاحبة الفيتو في مجلس الأمن هي المسيطرة إذن ما جدوى اللجوء إلى هذه المنظمة الدولية لإصدار أي قرار لحقنا؟
زيدان: السلام عليكم.
إيمان بنوره: وعليكم السلام.
زيدان: المنظمة الدولية تابعة لإسرائيل وتابعة للكيان وتابعة للأميركان، ما فيش مجال لهذا، إحنا كنا أقوياء في الـ 74، وهذا كان معروف في آخر السبعينات كنا أقوياء عندما ذهبت المملكة العربية السعودية في ذلك العهد وقالت لفرنسا اطلقي سراح أبي العباس خلال 24 ساعة، اطلقوا سراحه خلال 24 ساعة، وبينما اليوم لو أرادت الدول العربية أن تقول لإسرائيل ولأميركا كُفي، وإذا أرادت أن تحرر فلسطين بالاقتصاد الذي يوجد لديها وبالموارد وبالشعوب العربية لكانت فعلت ذلك، العرب لا يريدون دولة فلسطينية، الشعب الفلسطيني المقهور منذ خمسين عام أين هم، الله أكبر، أكبر شعب في التاريخ عاش تحت الظلم والاحتلال والقهر والإرهاب هو الشعب الفلسطيني.
إيمان بنوره: نعم.
زيدان: شعب.
إيمان بنوره: سيد زيدان، شكراً لك من فلسطين، سوف نأخذ رسالة إلكترونية مسجلة أخرى فلنستمع إليها معاً.
د.شكري الهزيل: كانت ومازالت تركيبة الأمم المتحدة تعبر عن تركيبة سياسية وميزان قوى مختل تميل فيه الكفة لصالح المعسكر الإمبريالي بقيادة أميركا التي حولت بطريقة قسرية على مدى عقود الأمم المتحدة إلى جزء من السياسة الخارجية الأميركية من جهة وبمثابة الذراع القانوني الطويل لجميع أشكال العدوان الأميركي على الأمة العربية والأمة الإسلامية من جهة ثانية.
إيمان بنوره: إذن معنا مداخلة من طالب نعيم من لبنان، تفضل سيد طالب.
طالب نعيم: السلام عليكم ورحمة الله.
إيمان بنوره: عليكم السلام.
طالب نعيم: الحقيقة لقد تحدث بعض الإخوة عن واقع نشأة الأمم المتحدة وأن هذه النشأة إنما تمت بواسطة الدول الكبرى لكي تكون الأمم المتحدة أداة لهم للسيطرة على العالم، ونحن في هذا المقام سأتحدث أنا عن موضوع الحل أن هناك مشكلة ونحن بحاجة إلى حل وقد طرح مسألة إصلاح.. إجراء إصلاحات في الأمم المتحدة، والذي يقال في هذا المقام إنه يجب أن نتوقف عن الاستخفاف بعقول الناس، فإذا كنا نحن نقول أن الأمم المتحدة إنما أُنشئت من أجل أن تحقق مصالح الدول الاستعمارية فإذن هذه.. هذه الهيئة هي أداة بيد هذه الدول، والأداة قد تتغير تبعاً لمصلحة الدول الكبرى، ونحن نريد حلاً عملياً وهذا الحل ليس حلاً عملياً بل هو تخدير للأمة الإسلامية عن الحل.. عن الحل العملي المُجدي الذي ينقذها ويحررها من التبعية المطلقة للدول الاستعمارية، وأيضاً إذا قلنا أننا نريد أن نجري إصلاحات في الأمم المتحدة، من الذي سيجري هذه الإصلاحات؟ هل الذي سيجري هذه الإصلاحات هم حكام المسلمين؟ كونه أيضاً أن الأمم المتحدة هي جزء لا يتجزأ من سياسات الدول الكبرى، فالحكام في البلاد الإسلامية أيضاً هم جزء من سياسات الدول الكبرى، لذلك يعني يجب أن نبحث عن الحل وأن يكون الحل عملياً وممكناً.
إيمان بنوره: نعم.
طالب نعيم: إن الناظر إلى واقع الأمة الإسلامية يجد أنها تملك كل الأسباب التي تمكنها ليس فقط من استرداد حقوقها المغتصبة ولكن لإنقاذ العالم كله من ظلم الدول الاستعمارية والقضاء على أدواتها من مثل هيئة الأمم وغيرها، فالأمة بما تملك من طاقات بشرية وعلمية وخيرات وفيرة، وبما لديها من مبدأ صحيح هو الإسلام، قادرة إذا حزمت أمرها وعملت على إيجاد خليفة يطبق عليها الإسلام ويوحدها في دولة واحدة، فإنها قادرة على أن تتحرر من نفوذ الكفار المستعمرين وإنقاذ البشرية جمعاء من الظلم والشقاء الذي أوجدته الدول الرأسمالية يعني هذا الحل..
إيمان بنوره: إذن نعم.
طالب نعيم: هذا الحل هو الحل الممكن أما غيره من الحلول فهذه ليست حلول بل هو تكريس للواقع الموجود.
إيمان بنوره: نعيم طالب معي من لبنان شكراً جزيلاً لك، سوف نأخذ مشاركة جديدة من ديوان السودان.. من السويد نرجو أن تكون مختصرة لأن وقت البرنامج قارب على الانتهاء، سيد ديوان تفضل.
ديوان: شكراً.. شكراً جزيلاً.
إيمان بنوره: هل فعلاً تعتقد أن الأمم المتحدة أو مجلس الأمن هي أداة تعيق اتخاذ أي قرارات بحق الحق العربي يعني كما يرى جمهورنا السابق..
ديوان: شكراً جزيلاً، آلو.
إيمان بنوره: نعم، تفضل نحن نسمعك.
ديوان: تسمعيني، شكراً الحقيقة أنا أولاً أحب أن أرد على قول الأخ من السعودية بأنه تهجم.. تهجم لا مبرر إله على مجلس الحكم في العراق وهذا.. وهم نخبة من شرفاء..
إيمان بنوره [مقاطعةً]: هذا ليس موضوعنا.. هذا ليس موضوعنا، وإنما يعني سنسمح لك باختصار أن ترد.
ديوان: OK..OK الأمم المتحدة لا تستمع إلى دول ضعيفة هزيلة ليس لها اقتصاد قوي ليس لها.. ليس فيها حكومات ديمقراطية منتخبة بإرادة الجماهير والبارحة كان فيه برنامج وعلى هذه القناة من واشنطن قال بالحرف الواحد إن الولايات المتحدة الأميركية تقف مع إسرائيل لأنها دولة ديمقراطية ليبرالية..
إيمان بنوره: نعم، إذن معنا محمد ناصر من سوريا، شكراً لك أخ ديوان من السويد، سيد محمد ناصر تفضل.
محمد ناصر: آلو، السلام عليكم.
إيمان بنوره: عليكم السلام.
محمد ناصر: أولاً: أود التحدث عن أن الأمم المتحدة هي عبارة ما هي إلا إدارة دبلوماسية أتت لأن تكون درعاً للقوات الأميركية والأوروبية في مواجهة الأمم العربية، وهذه الأمم المتحدة هي من الدول الاستعمارية، وسعت إلى إرسال البعثات التفتيشية، نحو التنقيب عن أسلحة الدمار الشامل، ولم ترسل إلى إسرائيل أو تطرح قضية إسرائيل بأنها تمتلك الأسلحة.. أسلحة الدمار الشامل، هذا أولاً.
تكلَّم بعض الإخوة عن بعض الحلول نحن في الأمة العربية عندنا جامعة الدول العربية وهذه الجامعة محجَّمة بدورها من الأنظمة الحاكمة فيها فتحتاج هذه الجامعة إلى تفعيل دور.. تفعيل دور وتفعيل نشاط، وهذا التفعيل لا يأتي بمشاركة بعض الأنظمة العميلة لإسرائيل وإنما يأتي باستقلال هذه الأنظمة في دعم الجامعة العربية، ونحن لا ننتظر من هيئة الأمم المتحدة أن تكون هي الدرع الواقي للوطن العربي لأن الدرع الواقي للوطن العربي لن يحتاج إلى تدخل من الهيئات الخارجية، وإنما يحتاج إلى التحام بصفوفه الداخلية وليس أكثر، والسلام عليكم.
إيمان بنوره: محمد ناصر من سوريا شكراً لك، معنا آخر مشاركة من حسني من السعودية ونرجو أن تكون موجزة.
حسني المدهون: السلام عليكم.
إيمان بنوره: عليكم السلام، تفضل.
حسني المدهون: الأمم المتحدة ومجلس الأمن من عصر الحرب الباردة، وعفا الله عنها وانتهت في رأيي وعلى منظمة المؤتمر الإسلامي تشكل 55 دولة وتقوم الدول الإسلامية بتفعيل دور هذه المنظمة وتكون يعني إلها رأي خاص عن الأمم المتحدة هذا أولاً.
ثانياً: بأقترح مجلس الأمن والأمم المتحدة ما تكونش في نيويورك على طول، كل سنة تكون مقرها في إحدى الدول مرة في أميركا ومرة في أوروبا ومرة في إفريقيا ومرة في آسيا، وهذا يمكن يقلل من نفوذ أميركا على مجلس الأمن والأمم المتحدة.
إيمان بنوره: حسني المدهون من السعودية، قد تداركنا الوقت شكراً لك على مداخلتك الأخيرة.
نصل بكم مشاهدينا الكرام إلى نهاية حلقتنا هذه الخاصة بالمنظمة الدولية الأمم المتحدة، شكراً لكم على المتابعة ونلقاكم في الأسبوع المقبل بإذن الله. إلى اللقاء.