مراسلو الجزيرة

منارات تحفيظ القرآن بزليتن ورحلة صناعة الشوكولاتة

تناول برنامج “مراسلو الجزيرة” منارات تاريخية لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة زليتن الليبية، ومحاولات إحياء تراث الشاعر محمد إقبال في باكستان، ورحلة صناعة الشوكولاتة من المزارع إلى الأسواق.

اكتسبت مدينة زليتن شهرتها على مدى قرون بأنها أبرز المدن الليبية التي توجد بها أشهر وأقدم مراكز ومنارات تحفيظ القرآن الكريم وتعليم الفقه، فلا تكاد تخطو خطوة بالمدينة إلا وتجد نفسك أمام مركز لتحفيظ القرآن الكريم أو منارة لتعليمه حتى أطلق عليها الليبيون "مدينة القرآن".

حلقة (14/6/2016) من برنامج "مراسلو الجزيرة" زارت عددا من المنارات التاريخية لتحفيظ القرآن في المدينة والتي يمتد عمر بعضها لنحو ستة قرون كمنارة الشيخ عبد السلام الأسمر الفيتوري ومنارة السبعة ومنارة البارزة.

وتعتمد هذه المنارات الطريقة التقليدية في عملية التحفيظ التي تقوم على تلقين الطلاب الآيات شفاهة ليقوموا بكتابتها على الألواح ثم تصحيح أخطاء القراءة والكتابة قبل الحفظ.

ويقول الشيخ عبد الله علي أحد معلمي القرآن بالمنارة الأسمرية، إنه يقوم بتحفيظ القرآن للأطفال من صلاة الفجر حتى التاسعة والنصف صباحا، ومن الواحدة والنصف ظهرا حتى صلاة العشاء في مراكز أخرى لتحفيظ القرآن.

وتتميز منارة البارزة التي يعود تاريخ تأسسيها إلى نحو 500 عام، باحتضان الطلاب من خارج زليتن لاسيما من الجنوب الليبي وأبناء قبيلة الطوارق، ويقوم أهالي المدينة بالإنفاق الكامل على الطلاب الوافدين طوال فترة دراستهم بالمنارة.

محمد إقبال
أما في باكستان فبعد مرور ثمانية عقود على رحيل الشاعر والفيلسوف محمد إقبال الملقب بشاعر الإسلام تجري محاولات لإعادة إحياء تراثه الشعري والفكري.

"مراسلو الجزيرة" زار المنزل الذي عاش فيه إقبال قبل 140 عاما  في بلدة سيالكوت والذي تحول إلى متحف يحوي أبرز أعمال الشاعر الذي كان همه الأكبر طوال حياته ألا يتلاشى دور المسلمين في الشرق بعد سقوط الإمبراطورية المغولية المسلمة والخلافة العثمانية، كما كان صاحب فكرة إقامة باكستان وطنا قوميا لمسلمي شبه القارة الهندية التي تأسست بعد وفاته بتسع سنوات.

وفي محاولة لنشر ما تبقى من تراث إقبال، أقامت أسرته معهدا لتدريس الأفكار التي كان يؤمن بها مثل وحدة المسلمين والدعوة لاستقلال كشمير وفلسطين عن الاحتلال البريطاني آنذاك.

رحلة الشوكولاتة
وفي ماليزيا التي تعد رابع أكبر منتج عالمي للكاكاو إذ تصدره لأكثر من 80 بلدا، لكن زراعة الكاكاو تأثرت بالتغيرات المناخية وبتجريف الأراضي في الغابات الاستوائية التي تشكل موطنها الطبيعي مما أدى إلى تراجع في الإنتاج وارتفاع أسعار المادة الأولية التي تدخل في صناعة الشوكولاتة.

وتتميز شجرة الكاكاو عن غيرها من الأشجار الاستوائية بصغر حجمها وحياتها بين أشعة الشمس وظل الأشجار المحيطة بها، كما تعرف بتأثرها الشديد بالأجواء المحيطة بها، لذلك فهي تحظى بدلال ورعاية كبيرين، وقد جلبت هذه النبتة في خمسينيات القرن الماضي من موطنها الأصلي في أفريقيا.

الطريقة التقليدية لفصل بذور الكاكاو عن قشورها غير مجدية اقتصاديا، فضلا عن معاناة العمال الذين يتقاضون أجورا زهيدة، وقد ساهمت آلات صنعت محليا في تراجع الاعتماد على الأيدي العاملة وزيادة الإنتاج من 300 حبة إلى ثلاثة آلاف في الساعة.

بعد تقشير البذور، تخمر في حاويات لمدة ثلاثة أيام وتضاف إليها أنزيمات تحسن رائحتها ومذاقها، ثم يفصل ما يعلق بها من شوائب يدويا قبل أن يتم غسلها جيدا ثم تجفف تحت أشعة الشمس وعندما يتعذر التجفيف طبيعيا في موسم الأمطار يتم التخفيف في أفران خاصة لمدة عشر ساعات وبعدها يتم تنقيتها من الشوائب مرة أخرى وبذلك تكون جاهزة للصناعة.