مراسلو الجزيرة

تراث عربي وإثيوبي.. نبض المكان والإنسان

من عمارة يافع اليمنية والبحث عن الكمأة شمال السعودية والقرية التراثية بمسقط لآلة الوازا الموسيقية بإقليم بني شنقول بإثيوبيا، جالت كاميرا “مراسلو الجزيرة” في معالم تراثية تمثل هوية شعبية نابضة.

اختارت حلقة 8/4/2014 من برنامج "مراسلو الجزيرة" جولة متنوعة، ولكن في عالم واحد هو التراث بثلاث دول عربية هي اليمن والسعودية وسلطنة عمان، ومنها إلى إثيوبيا في القرن الأفريقي.

ففي الشمال الشرقي لمحافظة عدن اليمنية يفاخر أهالي بلدة يافع بعمارتهم التقليدية وناطحات السحاب التي تبنى من صخور الجبال.

وتمتاز طرق البناء في يافع بقدمها، حيث تعتبر المنطقة موطن الحميريين بحسب المصادر التاريخية، وما زالت العمارات السكنية تبنى وتزخرف بنمط معماري يميزها، مثل الاعتماد على الصخور في البناء، مما يمنحها عمرا افتراضيا يمتد إلى ثمانمائة عام.

كما يحرص البناءون على إضافة زوائد عمودية في أعلى المبنى تسمى التشاريف، ويقال إنها تشير إلى اكتمال المبنى، كما يقال إنها تحمي المنزل من الصواعق.


هواية وربح سريع

ومع فصل الربيع يزدهر في المملكة العربية السعودية البحث عن الكمأة أو ما يسمى "الفقع" الذي ينتشر أكثر في المنطقة الشمالية. والكمأة نوع من الفطر ينبت عقب موسم الأمطار.

وبين الهواية الشعبية والربح السريع يبحث الناس عن ثمار الأرض التي تختبئ تحت تشققات ترابية، ففي فصل الربيع تدب الحياة في البراري، ويذهب الناس ليروّحوا عن أنفسهم، ويكون الكمأة أحد الهدايا التي تمنحها الطبيعة.

يحرص البناءون في يافع اليمنية على إضافة زوائد عمودية في أعلى المبنى تسمى التشاريف، ويقال إنها تشير إلى اكتمال المبنى، كما يقال إنها تحمي المنزل من الصواعق

بيد أن الكمأة المطلوب بقوة في هذا الفصل يتحول إلى تجارة نشطة، وتقام المزادات من أجله ويصل ثمنه إلى مستويات جنونية.

ويعزى ارتفاع سعره إلى ندرته وقيمته الغذائية العالية وطعمه اللذيذ، حيث يشبهونه في السعودية بطعم كلى الضأن.

 
كل ذلك يرتبط بموسم مطر جيد فيكون الربح جيدا، أما إذا كان العكس، فبحسب أحد التجار فإن الخسارة فادحة.

تراث عماني
وفي مهرجان تراثي للحرف والفنون التقليدية أقيم بالعاصمة العمانية مسقط يقول القائمون عليه إنهم يسعون إلى إبقاء التراث حيا في ذاكرة الأجيال الجديدة.

وشارك في المهرجان الذي عرفته حديقة العامرات في مسقط ستون فرقة تراثية للغناء والرقص، والمئات من الحرفيين.

ويستفيد آلاف العمانيين من عائدات المهرجان، حيث تباع القطع المنتجة يدويا بأسعار جيدة، لكنهم يأملون أن يدخل تسويق المنتجات وتصديرها ضمن أجندة عمل وطنية.

أما آلة الوازا في إقليم بني شنقول الإثيوبي فتعدّ قرينة المناسبات الاجتماعية السعيدة ومواسم الحصاد، وهي آلة نفخ تشكل عائلة متنوعة ما بين الوازا الضخمة وآلات أخرى تتفاوت في أحجامها.

وفي قرية أبورامو في بني شنقول يرقص الجميع على أنغام الوازا، لكن من يختص في صناعتها قليلون. ويقول سعيد حامد إن صناعة هذه الآلة تستغرق أحيانا شهرا، وإن بعض مكوناتها تجمع من أماكن بعيدة وتربط بطريقة خاصة.