موضوعات من يوغسلافيا وجنوب أفريقيا وبوركينا فاسو
مقدم الحلقة: | محمد البوريني |
ضيوف الحلقة: | بدون: |
تاريخ الحلقة: | 12/01/2002 |
– مصير العرب في يوغسلافيا ووضعهم الحالي
– الأفريكانس وتأقلمهم مع الأوضاع بعد سقوط العنصرية في جنوب إفريقيا
– الفقر وازدهار تجارة الشوارع في بوركينا فاسو
– مشكلة السكن العشوائي في سوريا بين إيجاد الحل والتصدي لها
محمد خير البوريني: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة هذا الأسبوع من (مراسلو الجزيرة).
تشاهدون في حلقة اليوم تقريراً يتناول جانباً من حياة العرب المقيمين في يوغسلافيا، وكيف توجهوا إلى بلد متماسك وقوي، طلباً للعلم في عصر سطوة الكتلة الشرقية بقيادة الاتحاد السوفيتي السابق، ثم شهدوا انهيار تلك الكتلة وتمزق يوغسلافيا، أين يقفون في هذا البلد، وما هو مصيرهم؟
ومن جنوبي أفريقيا نشاهد كيف يتأقلم البيض الذين هاجروا من هولندا قبل مئات السنين وشاركوا بفاعلية في السطو على حقوق أهل البلاد الأصليين، نرى كيف يتأقلم هؤلاء مع المتغيرات التي شهدتها البلاد منذ زوال نظام الفصل العنصري وعودة الحق إلى أصحابه رويداً رويداً، وكيف باتوا يقرون بتلك الحقوق بعد أن آمنوا طويلاً أنهم شعب الله المختار.
ثم نشاهد تقريراً قصيراً حول تجارة الشوارع التي تنتعش على نطاق واسع في بوركينا فاسو بسبب الفقر والحاجة.
ومن سوريا نعرض تقريراً حول مشكلة السكن العشوائي الذي يرى المسؤولون السوريون أنه لابد من إيجاد حلول اجتماعية له، مع التصدي للقضية ذاتها مباشرة.
أهلاً بكم معنا إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
مصير العرب في يوغسلافيا ووضعهم الحالي
يعيش العرب في يوغسلافيا منذ عقود، نحن اليوم بصدد الحديث عن أولئك الذين سافروا إليها منذ عشرات السنين والتحقوا بجامعاتها ثم قرروا الإقامة فيها بشكل دائم بعضهم فشل في إكمال دراسته لأسباب مختلفة، لا مجال للخوض فيها هنا وبعضهم أنهى دراسته وقرر البقاء هناك بعد أن استطاب العيش في بلد كان يعتبر من أفضل الدول الاشتراكية السابقة في أوروبا الشرقية، إن لم يكن أفضلها على الإطلاق والبعض الآخر استطاب العيش ووجد في يوغسلافيا مناخاً مناسباً للعمل والاستقرار وهناك من حالت ظروف تتعلق بأوضاع بلادهم السياسية –لاسيما الحريات- دون عودتهم إليها حيث لا يزالون يقيمون هناك ومازال أهلهم بانتظار عودتهم، ولكن يبدو أن الأمل بات معدوماً بالنسبة لكثيرين منهم، التقرير التالي
يحاول تسليط الضوء على جانب من حياة العرب في يوغسلافيا، ولكنه لم يتمكن من الوصول إلى إجابة حول مصيرهم، هناك من يسأل بعد عقود من الغربة والاغتراب ماذا بعد، تقرير سمير حسن أعده من بلجراد.
تقرير/ سمير حسن – بلجراد: تفكك اتحاد الجمهوريات اليوغسلافية والحروب التي شنتها بلجراد ضد البوسنة وكوسوفو والحصار الاقتصادي على يوغسلافيا مع ضربات حلف الناتو ثم سقوط نظام الرئيس (سلوبودان ميلوشوفيتش) ووصول المعارضة إلى الحكم تحولات تاريخية ضخمة عاشها العرب المقيمون في يوغسلافيا الذين تدفقوا منذ الستينات للدراسة في هذا البلد الواقع جنوب شرق أوروبا واستقر المقام ببعضهم وتحولوا من الدراسة إلى الزواج والعمل.
إيمان الحبشي ياريتش (مدرسة لغة عربية – جامعة بلغراد): والدي الدكتور عبد المنعم الحبشي متجوز يوغسلافية، فطبعاً دا سبب من الأسباب القوية يعني لسبب مجيئي يوغسلافيا وليه يوغسلافيا بالذات يعني؟ فيوغسلافيا ممكن أعتبرها يعني بلدي التانية بعد مصر طبعاً، أنا جيت يوغسلافيا 81، جيت بغرض الدراسة، طبعاً أياميها كانت يوغسلافيا يعني حضرتك تعرف يعني في التمانينات وأواخر التمانينات كانت يوغسلافيا اللي هي يعني قبل ما يحصل دا كله كانت حاجة تانية خالص ماكنتش متوقعة ولا أنا ولا الوالد ولا أي حد منا يعني اللي ممكن يحصل أبداً، وإن يوغسلافيا دي بعد مثلاً (تيتو) ممكن تتغير التغيير الكبير ده، ممكن تنفصل، ممكن يحصل فيه حرب وحصار وعقوبات وضرب والكلام دا كله.
نضال اليشخلي (مهندس نفط): والله حسب تجربتي وحسب السنين اللي قضيتها أعتقد 22 سنة أنا ما.. ما أشعر في يوم من الأيام، وأكون جدي معك يعني أحد قال لي أنت عربي أو أنت ديانتك مسلم، هاي ما صار.
سمير حسن: لكن أحمد الذي قضى أكثر من 20 سنة في يوغسلافيا ويمتلك فيها محلاً لبيع الحلويات له رأي مختلف.
أحمد أبو البراء (صاحب محل حلويات – بلغراد): من قبل هذه الأطراف المتطرفة والتي عندها هذه النزعة القومية حصل مضايقات ويعني حصل مضايقات، سواء تهديدات هذا الكلام يعني يعرفه الكل، وحتى.. يعني ليس فقط المسلمين، يعني حصل من الناس يعني الصرب الذين لم يتأقلموا معهم.. حصل مضايقات لهم.
سمير حسن: وفي الوقت الذي كان نظام (ميلوشوفيتش) يقتل مسلمي البوسنة وكوسوفو كانت بلجراد تستقبل ولادة مواطنين مسلمين مثل: البراء وصهيب ومصعب أبناء أحمد من أم يوغسلافية.
أحمد أبو البراء: بالنسبة للعلاقات الجيدة التي كانت بين الحكومات العربية والحكومة اليوغسلافية يعني كان السبب الرئيسي لمجيئي لهذه البلاد، وبالدرجة الثانية بالنسبة للوضع الاجتماعي للبلد ولوجود القوميات المتعددة وخصوصاً بالنسبة لنا المسلمين هنا في هذه البلاد كانوا.. كان عددهم بالنسبة ليوغسلافيا القديمة عدد كبير.
سمير حسن: العراقيون كانوا من أكبر الجاليات العربية في يوغسلافيا حتى أوائل التسعينات لكن مشاكل الوطن والمهجر دفعت العديد منهم إلى الهجرة إلى دولة ثالثة أو حتى العودة إلى الوطن.
د. محمد العبادي (طبيب أسنان): الشاب العراقي –بالخصوص- كان متمتع بحماية كاملة من قبلنا، يعني حماية اقتصادية.. يعني العامل المالي، التكافؤ المالي اللي كان موجود عند الشاب العراقي في أي مكان يكون كان بدرجة ممتازة، فصار انقطاع يعني فجائي، هذا الانقطاع الفجائي خلل عدة مشاكل، يعني قسم من الناس اللي ما استطاعوا أن يواصلوا الطريق، فممكن تلاحظ عند الشباب اللي ترك كليته مثلاً في السنة الثانية والثالثة والرابعة، فيه ناس لأ.. فيه ناس جاهدت وكافحت و.. كل المجالات حاولت أن تنهي الفترة والهدف اللي جاية من أجله.
سمير حسن: وكان الدكتور العبادي واحداً من الذين تغلبوا على الصعاب واعتمدوا على أنفسهم وإمكانياتهم، بل وساعد أفراد عائلته باستقدامهم من العراق وتشغيلهم في المشاريع التي افتتحها في بلجراد، فهو يمتلك اليوم صيدليتين ومحلاً تجارياً.
صالح العبادي (عربي مقيم في يوغسلافيا): صار لنا 6 شهور هنا، أنا جيت من العراق، ونظراً لظروف البلد اللي مرت بي فها العشر سنوات اللي مضت على العراق، شأن المغتربين إن يساعدون، إحنا نساعدهم، هسه إحنا يساعدونا المغتربين، وإن شاء الله نتمنى إنه ترجع الظروف طبيعية كانت، نرجع إحنا نساعد المغتربين أيضاً.
د. محمد العبادي: الأعداء اللي أحاطوا العراق ما خلونا يعني نحقق آمالنا، أنه في شهاداتنا، نرجع لبلادنا ونخدم بلادنا، يعني صارت مرحلة فقط، يعني عامل اقتصادي عدم رجوعنا للعراق هو عامل اقتصادي.
سمير حسن: خضير أحد الذين تركوا دراستهم لكنه اتجه إلى التجارة واستطاع أن يستفيد من التغيرات السياسية التي شهدتها يوغسلافيا.
خضير العراقي (عربي مقيم في يوغسلافيا): الحصار في يوغسلافيا -كما نعرف- بدايته سنة 1993 رسمياً، بصراحة وكما قلنا انطبق المثل القائل "مصائب قوم عند قوم فوائد" فالحمد لله والشكر اتوفقنا.. أنا عندي شركة -قل صغيرة- أملكها في يوغسلافيا واشتغلنا والحمد لله توفقنا بيها، صح ما سهلة إنه يشوف العالم الباقين، الأمور صعبة، بس تبقى الحالة غير الحالة اللي في بلادنا.
سمير حسن: ربما يكون يعني بعد الحصار والانتفاع من الحصار الذي تعرضت له يوغسلافيا جاءت ضربات الناتو وربما يكون هذا وضع أكثر خطورة وأكثر صعوبة، ماذا كان موقفك؟ ماذا فعلت؟
خضير العراقي: بالفعل كانت صعبة وخطرة، ولكن بما أني عراقي، فكان خبرة قديمة أيام وجودي بالعراق خصوصاً الحرب العراقية- الإيرانية، فكنت دائماً حتى يستشاروني بعض أصدقائي اليوغسلاف أيش راح يسوون وأيش راح تصير هيك حالة.. والحالة كذا وكذا، صعبة.. صعبة خصوصاً الأيام الأخيرة بعد انقطاع الكهرباء والميه، وكما تعلم.. كما قد.. الموقع الجغرافي والطبيعة تبقى أوروبا.. أوروبا صعبة أنه.. انقطاع التيار الكهربائي.
سمير حسن: السفارة العراقية في بلجراد كانت أيضاً مستهدفة من ضربات الناتو.
وليد الأدهمي (القائم بأعمال السفارة العراقية – بلغراد): وإحنا جالسين حتى في الحديقة والشظايا تقع علينا، هاي شظايا.. شظايا صواريخ العدوان احتفظنا بها للذكرى، هذه الشظايا، تعرض مبنى السفارة إلى كسر في زجاج كثير من زجاج بعض الشقوق صارت في الحيطان تعرض دار السكن أيضاً إلى ضرر نتيجة هذا القصف اللي ما كان يفرق بين الهدف العسكري والهدف المدني، بل بالعكس أنا كنت أتصور إنه مقصود دائماً ضرب الأهداف المدنية.
سمير حسن: الحصار الاقتصادي والضربات العسكرية سواء في بغداد أو بلجراد كانت وراء الإصرار للبحث عن عمل وولادة مشروع لتعبئة العلكة يجمع بين ثلاثة شبان عراقيين ويشتغل فيه حوالي ثمانين شاباً من بينهم عرب.
خضير العراقي: الفكرة الحقيقة عالمية، موجودة في معظم البلدان، بس تطبيقها وخصوصاً في بلد مثل يوغسلافيا شوي كان صعب، ليش؟ لأنه ما كان يتصوروا المكان كيف راح يسوي ها، زميلنا الأخ دريد اللي للأسف ما هو موجود حالياً حتى هو يشرح الوضع على المكان، موجود خارج البلد بابتكار عراقي بحت ودقيق عمل ها المكان اللي شفتوه وصناعة يدوية وتكاليف بسيطة، وهذا المكان عملت المشروع اللي شفتوه عبارة عن مسابقة فيها جوائز جيدة جداً.
سمير حسن: نضال من الذين خاضوا تجربة الزواج من يوغسلافية، تعرف على زوجته (ليليان) في الجامعة وتزوجا في العراق.
ليليان ريستيش (زوجة مهندس عربي مقيم في يوغسلافيا):….
نضال الشيخلي: والله تعرفنا.. كلية طب الأسنان وأنا طالب في هندسة النفط، فشاءت الصدفة يعني التقينا في أحد مطاعم الطلبة فتعرفنا وصارت علاقة، أعتقد 87، ظلينا سوياً لحد ما كملت الدراسة 90، كملت دراسة أريد بأسرع وقت أرجع إلى بلدي فعندما نجحت، قلت لها.. ما أتعين أخدم العسكرية مرتين في العراق إنما هي قالت رجلي على رجلك، فيعني يلاَّ أتوكلي أمشي، فإحنا.. والحمد لله.
سمير حسن: ورغم أن بعض العرب قضى أكثر من أربعة عقود في يوغسلافيا إلا أنهم يعانون من مشاكل جوهرية لم تُحل بعد.
عدنان العطار (طبيب ورجل أعمال): في الحقيقة إن أهم مشكلة هي اللي تواجه العرب بصورة عامة إحنا إن كان من كل الأقطار العربية، إنما موضوع نهايتهم يعني المقيمين القدماء أو اللي صار لهم أكتر من عشر سنين، أكثر من ثماني سنين نتيجتهم شنو؟ هل حصلوا على الجنسية اليوغسلافية، هل بيمارسون عمل طبيعي، حالهم حال اليوغسلاف، أو كلهم يتأملون للتغيرات اللي راح تجري يعني نتأمل أنه (…) خير نتأمل إنه راح يكون عندنا مجال نعم أكثر ونحصل على الجنسية اليوغسلافية، حتى نبغي نشوف طريقنا يعني..
سمير حسن: ويأمل العرب أن يؤدي استقرار الأوضاع السياسية إلى تحسن اقتصادي يشجعهم على البقاء في بلد قضوا فيه جُلَّ عمرهم.
سمير حسن- الجزيرة – بلجراد.
الأفريكانس وتأقلمهم مع الأوضاع بعد سقوط العنصرية في جنوب إفريقيا
محمد خير البوريني: الأفريكانس هم الأقلية البيضاء التي هاجرت تحديداً من هولندا إلى جنوبي أفريقيا للاستعمار والاستيطان فيها، وهي التي شاركت بفاعلية في السطو على حقوق السود والملونين من أعراق مختلفة. اعتقد الأفريكانس في ذروة سطوتهم أنهم شعب الله المختار وأن جنوب أفريقيا هي أرض الميعاد، إلى أن كسر الحق شوكتهم وأنهى معتقدهم الباطل إلى الأبد، تقرير وضاح خنفر أعده من هناك.
تقرير/ وضاح خنفر – جنوب أفريقيا: إعلان رئيس جنوب أفريقيا الأسبق (ديكليرك) عن إطلاق سراح (نيلسون مانديلا) وتجميد العمل بالقوانين العنصرية قبل عشرة أعوام لم يؤثر على السود وحدهم، التحول الديمقراطي أثرت على هوية وثقافة الأفريكانورز أكبر المجموعات البيضاء وأكثرها تأييداً للنظام العنصري، أيد معظم الأفريكانورز أو البيض من أصل هولندي الحزب الوطني الذي رسَّخ الفصل العنصري لعقود طويلة وعلى الرغم من أن كلمة أفريكانور باللغة الهولندية تعني إفريقي لم يتقبل الأفريكانورز الانتماء الحضاري إلى القارة طوال قرون أربعة، حاربوا خلالها غيرهم من الأقليات البيضاء كما نأوا بأنفسهم عن السود من خلال سياسة الفصل العنصري، غير أن استطلاعات الرأي تفيد بأنهم قد أدركوا أخيراً ألا ملاذ لهم إلا إفريقيا موطناً وانتماءً.
د. فريتس كوك (مدير الجمعية الثقافية الأفريكانية): تبين من الاستطلاع أن الأفريكانورز يتأقلمون مع التحولات السياسية، غالبية الذين تمت مقابلتهم قالوا إنهم يحبون الوضع القائم ومتفاءلون بالمستقبل.
وضاح خنفر: تعود أسباب تقبل 4 ملايين من الأفريكانورز للتحول الديمقراطي إلى أنهم لا يعرفون وطناً غير جنوب إفريقيا فقد أسس أجدادهم في القرن السادس عشر مستعمرة في رأس الرجاء الصالح على الطريق البحري بين أوروبا والهند، ومع تزايد أعداد المهاجرين بدأت هوية الأفريكانورز بالتشكيل بعيداً عن الوطن الأم.
د. فرهوف (رئيسة قسم التاريخ – جامعة راند أفريكانز): الأفريكانز ليس لديهم وطنا آخر، ليسوا أوروبيين، إنهم شعب إفريقي وإفريقيتهم هي أهم عوامل هويتهم الثقافية.
وضاح خنفر: الهوية القومية للأفريكانورز تشكلت بتأثير عوامل تاريخية وثقافية فبعد حروب مريرة مع الإنجليز في القرن التاسع عشر قتل خلالها الآلاف منهم في معسكرات الاعتقال حاول الناجون أن يجدوا في الكنيسة ملجأ روحياً متجاوزين مرارة الهزيمة من خلال هوية قومية شديدة التماسك، فأطلقوا على أنفسهم شعب الله المختار، وصارت جنوب إفريقيا أرض الميعاد.
د. فرهوف: ليس هناك شك في أن الكنسية الأفريكانية أيدت النظام العنصري وكانوا يبررون ذلك بالقول إنها الطريقة الوحيدة للحفاظ على هوية الأفريكانز وعلى وجودهم في أفريقيا.
وضاح خنفر: لغة الأفريكانز من الدعائم الرئيسية للهوية الأفريكانية فعلى الرغم من جذورها الهولندية إلا أنها إفريقية الطابع والانتماء.
د. فرهوف: إنها لغة تطورت هنا بتداخل عدة لغات، وليست لغات أوروبية فحسب صلتها باللغة الهولندية قوية، ولكنها تحتوي كلمات فرنسية وملاوية وإفريقية وألمانية وكلمات من اللغة الإيطالية.
وضاح خنفر: وهكذا حاول شعب الله المختار أن يفرض وجوه على أرض الآخرين من سكان جنوب إفريقيا فجاءت فلسفة الفصل العنصري لتلبي عقدة خوف الأفريكانورز نورز من الآخر، وبعد عقود من التمييز العنصري والمقاومة الوطنية وجد الأفريكانورز أنفسهم في مواجهة العالم كله فجاء التحول الديمقراطي لتبدأ الكثير من المسلمات العرقية بالاهتزاز.
فينانت فالترز (محاسب): نظام الفصل العنصري خرج عن المقبول وعندما كنا أطفالاً لم نعرف الفرق، تعلمنا الفصل العصري كنظام مقبول، ولكننا اليوم نعلم أبناءنا أشياء مختلفة.
وضاح خنفر: تقع مدرسة (فونتاربلو) Fonder Bleau في أحد أحياء جوها نسبرج الغالبية البيضاء، وكانت لغة الأفريكانز هي لغة التدريس الأساسية لعدة عقود، غير أن مناهج التدريس الجديدة فرضت على طلبة جنوب أفريقيا جميعاً أن يدرسوا لغة واحدة على الأقل من اللغات الأفريقية العشر المعترف بها رسمياً، منهية بذلك المكانة المتميزة التي كانت لغة الأفريكانز تحتلها أثناء النظام العنصري.
لوري (مدرسة لغة الأفريكانز): يدرس الأفريكانز الإنجليزية ونحاول أ ندرس لغة سوداء، وهو شيء كان يتحتم علينا عمله قبل عدة سنوات.
وضاح خنفر: ويدرك المثقفون الأفريكانورز خطورة التحول الجديد على لغتهم وبدلاً من الدعم الحكومي الذي كانت تحظى به يحاولون تشجيع استخدام اللغة من خلال مؤسسات ثقافية غير حكومية ترعى العديد من المهرجانات الثقافية والأعمال الأدبية.
د. فريتس كوك: إذا نظرت إلى نمو لغة الأفريكانورز في هذا الوقت، فسترى أن شيئاً جديداً يحدث، فعندما يقع الضغط على ثقافة ما فإنها تبدأ بالنمو، وهذا ما يحدث الآن من الثقافة الأفريكانية.
وضاح خنفر: التحول لم يقتصر على الجوانب الثقافية فحسب، فقد مثلت رابطة الأفريكانورز وكانت مؤسسة نخبوية سرية العقل المدبر للنظام العنصري منذ زمن بعيد، كما كانت طرفاً فاعلاً في المفاوضات بين السود والبيض واليوم يرى القائمون عليها أن دستور البلاد الجديد يحظى برضا الأفريكانورز وتطلعاتهم القومية.
فرانسوا فنتر (مدير الرابطة الأفريكانية): ليس لدي أي خوف من أن اللغة الأفريكانية أو الهوية الأفركانية ستضمحل في الجيل القادم أو الذي بعده، اللغة والهوية الأفريكانية لم تكن شيئاً نما فقط بعامل التدخل الحكومي.
وضاح خنفر: الكنسية الأفريكانية التي منحت النظام العنصري مباركتها تعيش هي الأخرى تحولات كبيرة، فبدلاً من الحديث عن فضائل الفصل العنصري يعظ القس (سمسمون) رواد الكنسية بضرورة تحظى الحواجز العنصرية وصولاً إلى الغالبية السوداء ولا يمانع أبداً أن ينضم الأفارقة إلى كنيسة معتبراً أن رسالة الأفريكانورز في نشر الفضيلة والقيم لا تقتصر على لون دون آخر.
القس/ توني سمسون (الكنيسة الهولندية الإصلاحية): أعتقد أن الكنيسة قد أيدت النظام العنصري لسنوات طويلة، كانوا يقولون بأنهم شعب الله المختار ولقد تغير ذلك الآن، كما تغيرت الكثير من المقولات الدينية وتم تحديد دور جديد للكنيسة.
وضاح خنفر: التحولات المختلفة التي تعيشها الهوية الأفريكانية انعكست على الطريقة التي يفكر بها الجيل الجديد، فقد إجابات تلامذة مدرسة (فونتار بلو) الذين التقت بهم كاميرة (الجزيرة) نظرة مختلفة نحو الأعراق الأخرى وخصوصاً السود.
تلميذ من مدرسة (فونتا ربلو): إنهم سود ونحن بيض.. ليس هناك أي فرق آخر.
تلميذة من مدرسة (فونتاربلو): أعتقد أن من العدل أن يحصل الأفارقة السود على حريتهم وأن يكون لديهم فرص متساوية.
وضاخ خنفر: وإلى جانب الانفتاح العرقي هناك إحساس عميق بالهوية الأفريكانية.
تلميذ 2: ولدت هنا في جنوب أفريقيا ولغتي الأم هي الأفريكانز ولذلك أنا أتحدث بها كثيراً.
وضاح خنفر: وعلى مشارف (بريتوريا) يقع نصب (فورتراكر) التذكاري الذين أودعه الأفريكانورز ذاكرة أربعة قرون من تاريخ حافل ويشهد إقبالاً متزايداً من الأفريكانورز للتعرف على تاريخهم وثقافتهم، ويلقن المدرسون الأجيال الجديدة تاريخ شعبهم وقصة حياتهم في أرض جاءوها مستوطنين فحسب، فاستوطنت قلوبهم، وصارت مصدراً لثقافتهم، وهكذا فإن التحول الديمقراطي قد يدفع الأفريكانورز إلى تبني علاقة اندماجية مع الواقع الجديد قد تجعل منهم بحق قبيلة إفريقيا البيضاء.
وضاح خنفر -لبرنامج مراسلو الجزيرة- بريتوريا.
محمد خير البوريني: ومن جنوب أفريقيا إلى الردود على رسائلكم، البداية برسالة وصلت من جزيرة مالطة، وبعثها المشاهد حسين عقل، ربما لم نفهم رسالة حسين عقل بشكل جيد، نظراً لركاكة اللغة العربية التي كتب فيها ولا نعلم ماذا كان يريد القول إن 60% من اللغة المالطية تتكون من كلمات عربية، أو أنه أراد القول إنه المواطنين العرب في الجزيرة نسبتهم تصل إلى 60%، يطلب المشاهد إعداد تقرير للبرنامج حول أصول اللغة في مالطة، نشكر عقيل ونرجو أن نتمكن من زيارة مالطة قريباً وأهلاً وسهلاً بك والمشاهد عبد الرحمن جلول.. أو جلول من فرنسا بعث إلى برنامج مستفسراً من سبب عدم إعداد تقارير للبرنامج من دول المغرب العربي باستثناء المملكة المغربية، ويسأل: هل سلطات الدول المغاربية هي الرافضة لذلك أم أنتم؟ كما يطلب إعداد تقرير عن أوضاع الجزائريين الطالبين يحق للجوء السياسي في فرنسا ويقول: إن عددهم كبير.
نجيب بالقول: بالنسبة لدول المغرب، فنحن بالفعل نقوم بإعداد تقارير من المملكة المغربية بشكل أساسي بالإضافة إلى بعض التقارير الآخر أحياناً من ليبيا والسبب هو منع بعض حكومة تلك الدول من العمل لنا على أراضيها على الرغم من إلحاحنا ومخاطباتنا العديدة للجهات المتخصصة هناك بهذا الشأن لم يعد خافياً أننا تعرضنا ونتعرض في عدد من الدول لمنع ومضايقات مختلفة، ومحاولات لتقييد حرية عملنا وحركتنا على أي حال لا مجال لإطالة الحديث في هذه الفقرة القصيرة حول هذا الموضوع أما بالنسبة لموضوع الجزائريين من طالبي اللجوء إلى فرنسا فقد شرعنا بإجراء اتصالات لدراسة إمكانية إنجاز تقرير بهذا الشأن، وأهلاً بك على الدوام.
وفي الشأن نفسه بعث من تونس المشاهد إبراهيم الرحماني بعث قائلاً: لماذا هذا التغاضي والإهمال شمال لدول أفريقيا، وهي دول عربية مسلمة، تمثل الجناح الغربي للوطن العربي، ويمتاز مواطنوها بالشجاعة والصبر، نقول لإبراهيم من تونس إن دول المغرب في القلوب ولا فرق بين شرق وغرب أو شمال وجنوب عندنا وما نقوم به من عمل متواصل ما يدع مجالاً للشك في ذلك، أرجو أن نكون الإجابة على الرسالة السابقة بمثابة رد مختصر جداً على رسالتك، كما نرجو أن يتغير الوضع إيجابياً وفي وقت قريب حيث نتمكن من طرح جميع القضايا الأكثر أهمية في بعض دول المغرب دون عقبات أو عراقيل، واضعين نصب أعيننا المهنية الصحفية والمسؤولية الأخلاقية، كما نحن دائماً في كل المواقع التي نعمل فيها.
ومن الجزائر بعثت المشاهدة سمية تطلب من البرنامج موضوعاً عن الطلبة العرب الدارسين في الخارج وتضرب مثالاً على الدارسين في بريطانيا مع التركيز على الصعوبات التي يواجهونها في تلك البلاد.
نقول للمشاهدة إننا سوف نحاول تلبية طلبك في وقت قريب، بعد أن نتحقق من طبيعة المشكلات التي تقولين أنهم يواجهونها.
ومن الجماهيرية الليبية بعث المشاهد محمد عبد السلام فرج يطلب من مراسلو الجزيرة تقريراً حول إقليم كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان نرجو أن تعلم يا محمد أننا شرعنا في إعداد تقرير من هناك، نرجو أن نتمكن من مشاهدته في وقت قريب جداً.
ومن المملكة العربية السعودية بعث المشاهد اليمني صلاح الطاهري المقيم في مكة المكرمة بعث رسالة طلب فهيا من البرنامج تقريراً عما قال إنه تحول نظام الحكم في اليمن من ديمقراطي إلى ديكتاتوري قبلي حسب تعبيره؟ نجيب المشاهد بالقول إنه البحث في أمر كالذي طرحته يحتاج إلى برنامج متخصص ووقت طويل جداً لذلك نعتذر عن إمكانية إعداد موضوع بهذا الشأن على المدى القصير ربما وننوه هنا إلى أن ما ورد في رسالتك هو وجهة نظرك، طالما أننا لم نبحث في الأمر.
ومن منطقة الحمراء.. المفرق في الأردن بعث المشاهد أكرم الخالدي أبو ينال بعث رسالة ضمنها الكثير من التحيات الحارة إلى البرنامج و(الجزيرة) وطرح فيها مجموعة من التساؤلات، نعتذر عن الخوض في رسالة أبو ينال لأنها لا تتعلق بعمل البرنامج، وقد قمنا بتحويلها إلى الجهة المختصة في (الجزيرة).
نؤكد على جميع السادة المشاهدين الكتابة بالشأن الذي يتعلق بمراسلو الجزيرة فقط، ونحن على استعداد للإجابة على جميع الرسائل الواردة إلينا.
من النرويج بعث المشاهد داوود العييدي يطلب من البرنامج تسليط الضوء على مناطق جنوبي العراق وتحديداً محافظة ذي قار التي يقول إنها تعيش شبه عزلة عن العالم بالنسبة لوسائل النقل وبها أكثر فقراء العراق، نشكر المشاهد كان البرنامج قد عرض مجموعة من الموضوعات التي تناولت معاناة الشعب العراقي في ظل الحصار المفروض عليه دون التمييز بين منطقة عراقية وأخرى، ما هو حاصل في ذي قار ينطبق بالتأكيد على كثير من مناطق العراق إن لم يكن جميعها، المناطق التي فيها أبناء العراق من أطفال ونساء وشيوخ وشباب على أي حال نحن نواصل نقل صورة ما يجري في العراق ولم ولن نتوقف، وسوف تشاهد المزيد من الموضوعات -إن شاء الله- في حلقات مقبلة.
مشاهدينا الكرام نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم ونواصل متابعة البرنامج.
الفقر وازدهار تجارة الشوارع في بوركينا فاسو
وإلى موضوع جديد ربما هو الأول لنا من بوركينا فاسو، تجارة الشوارع التي تزدهر هناك بسبب الفقر يعمل كثير في ذلك البلد في تجارة الشوارع وذلك من أجل الحصول على لقمة العيش، خالد الديب كان هناك وأعد التقرير التالي.
تقرير/ خالد الديب – بوركينا فاسو: إذا كنت في بوركينا فاسو فأنت في أرض الشرفاء، أما إذا دخلت العاصمة (واجادوجو) فقد وصلت إلى مدينة الأحلام، فهكذا يعني هذان الاسمان باللغة المحلية لأهل البلاد، أول ما يلفت النظر فيه ذه العاصمة هو تجارة الشوارع التي تنتشر في كل أنحاء المدينة وتمتد إلى ضواحيها أيضاً، وتشكل نحو 50% من الحركة التجارية في البلاد، ومن لم يجد مكاناً يعرض فيه بضاعته يجعل من دكانه متحركاً بالوسيلة التي تناسبه، ومن لم تكن لديه بضاعة للبيع يمكن أن يجد ما يعمله داخل هذه السوق.
جماد و(تاجر): نبيع هنا سلعاً قديمة ومستعملة وأسعارنا معتدلة.
خالد الديب: التجارة هنا لا تقتصر على الصناعات التقليدية والمنحوتات الشعبية، فكل شيء يباع والكل يفتخر ببضاعته ويعتبرها الأجود في السوق.
تانيا (بائعة متجولة): ليس لدينا المال الكافي، لذلك نأتي هنا لكي نحظى بشيء من الطعام، أحياناً نعمل على ترتيب الفواكه والخضروات.
خالد الديب: شهرة هذه الأسواق والمحلات جذبت نحوها حتى السواح الغربيين الذين تركوا بدورهم المحلات الكبرى والمغازات الضخمة وانتقلوا إلى هذه الدكاكين الصغيرة المبعثرة في كل الشوارع ليقتنوا منها حاجياتهم.
أليكس (سائح بليجكي): الأسعار ليست أرخص بكثير هنا خاصة في العاصمة (واجادوجو)، حيث يجب دائماً التفاوض على الأسعار، لكن هنا تجد كل شيء، وبما أن البضائع ذات جودة عالية فنحن راضون عما نشتري.
خالد الديب: السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: لماذا يقبل الناس على الشراء من هذه الأسواق؟ وما هو سر هذا الازدحام الدائم فيها؟
يوسف عبد الفتاح (راديو صوت أفريقيا): تجارة الشوارع والأرصفة في بوركينا هي ظاهرة تكاد تعم أغلب المدن والقرى في إفريقيا، بالنظر إلى الإمكانات المادية البسيطة والحياة الصعبة للمواطن الإفريقي حيث يجد المواطن حاجياته بأسعار متدنية وقابلة للنقاش، بينما في الأسواق الكبيرة أو المتوسطة لا قبل للمواطن باقتناء حاجياته نظراً لثبات الأسعار وغلائها.
خالد الديب: إذا كنت زبوناً ماهراً ومشترياً ذكياً فبإمكانك خفض الأسعار المعروضة إلى أقل من النصف، فالسعر المعلن لا علاقة له على الإطلاق بالسعر الحقيقي الذي لن تتوصل إلى معرفته على أية حال.
في غياب بنية اقتصادية متكاملة وبقاء الزراعة على شكلها البدائي تظل التجارة بمختلف أنواعها هي الشغل الشاغل للناس هنا.
خالد الديب -الجزيرة واجادوجو- بوركينا فاسلو.
مشكلة السكن العشوائي في سوريا بين إيجاد الحل والتصدي لها
محمد خير البوريني: كغيرها من الدول العربية تواجه سوريا مشكلة السكن العشوائي الذي بُني قديماً دون تنظيم أو تخطيط علمي أو ذلك الذي بني دون حصول مالكيه على رخص بناء، مخاطر هذين النوعين من البناء لا تقف عند حدود الخطأ القانوني أو البشري العادي، بل تتعداه في كلتا الحالتين لتصل إلى درجة الخطر الحقيقي، إذ يخشى على المساكن القديمة من الانهيار بسبب قدمها وعلى الحديثة التي لا يحصل مالكوها على تراخيص من الانهيار أيضاً بسبب الغش المحتمل في البناء، والمواطن السوري هو الخاسر في الحالتين، يحصل هذا في الوقت الذي تمر فيه البلاد بظروف صعبة تنخفض فيها أجور العاملين وترتفع فيها أجور المساكن وأثمانها، يرى مسؤولون سوريون أنه لابد من البحث عن حلول اجتماعية لمشكلة البناء العشوائي وليس فقط التصدي للظاهرة بشكل مجرد، تقرير ليلى موعد أعدته من دمشق.
تقرير/ ليلى موعد –سوريا: انهيار هذا المبنى في مدينة أريحا في الشمال السوري والذي خلَّف بين أنقاضه 38 من قاطنيه بين قتيل وجريح ليس نهايته المطاف ولا نهاية فهو إذ ينضم إلى عشرات المباني التي انهارت جراء افتقادها القوة الإنشائية الكافية، فإنه يدخل سياق ظاهرة تكاد تكون عامة في المدن السورية والتي يكثر فيها البناء العشوائي.
محمد أمين قداح (مهندس إنشاءات): أتوجه إلى كافة الجهات الرسمية وبالعهد الذي نمر به عهد التطوير والتحديث لكافة القوانين أن تتخذ قوانين حازمة وجازمة لمنع القيام أي بناء بدون ترخيص أو إشراف فني والإشراف بالخصوص على مواد البناء، لكي لا يكون المواطن الضحية الوحيدة لهذا الموضوع، وهذا ما شاهدناه.
ليلى موعد: وتعود ظاهرة البناء العشوائي ف سوريا إلى خمسينات القرن الماضي حين بدأت قوافل أبناء الريف إضافة إلى اللاجئين تغزو المدن باحثة عن فرص عمل، ودفعتها ظروفها الصعبة إلى إنشاء مساكن لها دون تخطيط أو قوانين ناظمة.
حسين الحاج حسين (معاون وزير الإسكان السوري): أي حكومة يعني أمام حالة إنسانية لا تستطيع أن تأخذ المواقف الحادة للمنع، ولكن أحياناً تتساهل من أجل حماية هؤلاء الناس فما.. ما نقدر نحمل الحكومة مسؤولية إنه هي سبب من الأسباب في انتشار السكن العشوائي، ولكن أكيد تساهل بعض العاملين في قمع المحاولات الأولى للسكن العشوائي، يعني بتكون من الأسباب، ولكن ليست أسباب رئيسية مثل ما قلنا أن الحكومة يجب أن تبحث دائماً عن حل المشكلة اجتماعياً، وليس بس فقط من الناحية القمعية.
ليلى موعد: العديد من هؤلاء اختار الاستقرار عند أطراف المدن في تشويه لمداخلها، فيما تم بناء بعض هذه المساكن فوق قشور مغر في الجبال بدراية أهلها أو دون دراية، أهل هذا الجبل لازالوا يستذكرون حادياً وقع منذ سنوات وراح ضحيته عائلة كاملة.
جهاد محمد (مواطن سوري): البناء هذا كله على خط انهدام، العالم العمارة دا كله اللي.. ياخدوا من هون الرمل والتراب، ما فيش..، أجي واحد من المتعاهدين عمار البيت فوق الردم هذا نتيجة الأمطار والكذا والتسرب في الميه الصحية خفس البيت كله، راح 12 واحد بالبيت نزل أشي 30 متر لتحت، ظلت المحافظة أشي أسبوع يطلعون.
ليلى موعد: مساحات واسعة من الأراضي الزراعية بدت مغرية أيضاً لوضع اليد عليها عشوائياً وسرعان ما تحولت إلى كتل أسمنتية استُثمرت دون رقيب أو بتساهل، ما أدى إلى تآكل أكثر الأراضي خصوبة، وجفاف بعض الآبار ولم يشفع لهذه الحال دخول شركات أجنبية وأخرى خليجية خطوط عملية التنظيم إذ سرعان ما عانت الأخيرة من إشكالات فرعية أدت إلى قطع الطريق على الهدف الرئيسي.
عدنان حبيب (مواطن سوري): إحنا بدنا مشاريع استثمارية للإسكان وفيها؟ وين هاي مشاريع الإسكان؟ ما بدي أنا آخذ بيت أو شاليه أنا بدي أقعد أنا وأولادي.
أنا واصل.. و اصل هلا لسقف الوظيفة يعني أعلى راتب بالدولة، هلاَّ رايح على عملي التاني، أنا لو ما أهلي ساكنين بيت ما عندي بيت.
ليلى موعد: وإذا كان ارتفاع أسعار المساكن إلى درجة تكاد تكون خيالية خصوصاً في المناطق المنظمة ساهم في التعويل على جمعيات سكنية عديدة إلا أن بعض هذه الجمعيات أكل الدهر على ملفاتها وشرب، ودون أن تضع –على الأقل- حجر الأساس لمشروعها.
حسين الحاج حسين: نحن مرينا في المرحلة سابقاً كان فيه حصار اقتصادي شديد على سوريا، وبالتالي كان وصول المواد الأولية صعب إلى المواطنين، وارتفاع أسعار المواد ومع ارتفاع أسعار الأراضي نظراً لقلة التنظيم في آنذاك كلها سببت.. بالإضافة إلى الجشع الذي مارسه تجار البناء، يعني أي واحد منا كان يحاول يا دوب.. يحاول يضاعف أرباحه عن طريق العقار، لذلك ارتفاع الأسعار.
جمال شوقي (مواطن سوري):.. بتدور على شغل مردود علينا.. يعني هلا مثلاً بيت عم ناخده بـ 5 آلاف ريال، والمعاش.. المعاش اللي عم باخده 450 آلاف، منين بدي أسكن أنا، بدي أضطر أطلع برات المدينة، برات محيط المدينة حتى لو كان سكن عشوائي بأسكن فيه، ما هي مشكلة، ما هم.. الأولاد صغار..
ليلى موعد: ووسط هذه الأوضاع نأى العديد من الشبان عن التفكير بالاستقرار العائلي، نظراً لافتقار التسهيلات اللازمة لحل أزمة السكن.
مواطن سوري: السكن شغلات كتير يعني، أنا ما فيني أفكر فيها، شغلة صعبة كتير.
ليلى موعد: البيت صار حلم بالنسبة للشاب..
مواطن سوري 2: وأكبر من حلم لأنه لتالت مرة بأخطب وبتفشل خطوبتي وخطة زواجي كلها كرامة للبيت.
ليلى موعد: وحسب مصدر مطلع في محافظة مدينة دمشق فإن تخديم جزء بسيط من مساكن العاصمة العشوائية تكلف الحكومة نحو المليون ونصف المليون دولار أميركي سنوياً، لتلبية حاجة زحف بشري بات من الضرورة بمكان إيجاد خطط تنظيمية أكثر جدوى لاستيعابه وحمايته من أطماع تجار تداخلت بين بناء سريع غير مطابق للمواصفات ومسكن بدا ملحاً للإيجار، إلى ذلك تتسع المطالبة بتفعيل مشاريع الإسكان وأن تراعى فيها الحاجة العامة للمنذرين بالهدم وذوي الداخل المحدود.
عبد الرحيم عبد الحميد (مواطن سوري): ها.. صار في الوزارة.. صار لي عشر سنوات، كان فيه تصويب بيوت وتجميع بيوت، ما أجى واحد شو قال والله تعال.. إذا أنت عندك بيت أو ما عندكش، يسألوه، عندك بيت و.. يسعوا له مثلاً، عنده خمس ولاد وين يروح بولاده مثلاً؟ (…) بكره طالع من البيت، جا الهدم لأنه أنا صار دا حساب الجامعة، وإيجار عم يدفع 1500 ورقة، شو معاشه، زاد لي 1500 بدي أعيش أنا وأولادي 1500؟!
منذر حمود (مواطن سوري): حلم بالنسبة لنا البيت إحنا بأنه ما فيه يعني حالياً فيه عم يقولوا فرص جديدة وكذا ولكن يعني ما.. ما فيه شيء على أرض الواقع يعني.. يعني أنا بيهمني أهم شيء إني أمِّن البيت وكل شيء سهل بعدين.
ليلى موعد: وفي الوقت الذي يتردد فيه عن اتصالات تجريها الحكومة مع عواصم غربية لإعادة تنظيم المساكن العشوائية التي طالما أربكت المخططين لسنوات طويلة كونها ترافقت مع قرارات ارتجالية افتقدت إلى التنظيم العلمي، فإن المواطنين يطمحون إلى عدالة في التعويض والذي يأتي بموجب الاستملاك الناتج عن تنفيذ المخطط التنظيمي، خصوصاً وأن شرائح اجتماعية عدة وفقيرة عانت من هذا العبء على مدى سنوات طويلة. وإذا عرفنا أن نسبة المساكن العشوائية تفوق تلك المنظمة بعشرات المرات، على الأقل في العاصمة وحدها ووسط توقعات بأن يساهم القانون (60) المعدل حديثاً بتنظيم هذه الظاهرة، فإن الحاجة تبدو ملحة الآن لتدارك هذا المشهد ليس إنقاذاً لجمالية المدن وحسب، بل كي لا تأكل المدن أبناءها.
ليلى موعد -برنامج مراسلو الجزيرة- دمشق.
محمد خير البوريني: مشاهدينا الكرام من سوريا نأتي إلى نهاية حلقة هذا الأسبوع من البرنامج، يمكنكم متابعة تفاصيل هذه الحلقة بالصوت والصورة من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والموقع هو:
www.aljazeera.net
كما يمكنكم مراسلة البرنامج على البريد الإلكتروني على العنوان التالي:
Reporters@aljazeera.net
أما العنوان البريدي فهو:
برنامج مراسلو الجزيرة، صندوق بريد رقم 23123 الدوحة – قطر.
أو من خلال رسائل الفاكس على الرقم التالي: 4860194 (00974)
في الختام هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني، محمد خير البوريني، إلى اللقاء.