تهجير اليهود المغاربة وموضوعات أخرى
مقدم الحلقة: | محمد البوريني |
تاريخ الحلقة: | 06/07/2002 |
– اليهود المغاربة والجدل حول تنفذهم في المغرب
– آثار الحرب الأهلية على سكان جبال النوبة
– العرب في أستراليا ودورهم السياسي والاقتصادي والثقافي
محمد خير البوريني: أهلاً ومرحباً بكم معنا مشاهدينا الكرام إلى حلقة هذا الأسبوع من (مراسلو الجزيرة).
نعرض لكم في هذه الحلقة تقريراً يتحدث عن اليهود المغاربة الذين عاشوا قروناً طويلة بأمن وسلام وكيف تمكنت الحركة الصهيونية من اجتذاب غالبيتهم الساحقة للهجرة إلى إسرائيل قبل وبعد نكبة عام 48 وهزيمة الأنظمة العربية وجيوشها في عام 67، ويتحدث التقرير عن الجدل بشأن اليهود المتنفذين في المغرب الذين عاشوا تحت جناح المؤسسة الملكية الحاكمة في عهد الملك الراحل.
ونزور هذا الأسبوع جبال النوبة في جنوب غربي السودان التي أعادت الحرب الأهلية فيها الناس إلى عصور مظلمة ماضية وأدت إلى دار البنية التحتية.
ومن أستراليا تشاهدون تقريراً يتحدث عن العرب في القارة الأسترالية الذين هاجروا إليها عمالاً وبائعين متجولين وتمكن كثيرون منهم من شق طريقهم والوصول إلى مراتب عليا في مجالات السياسة والاجتماع والاقتصاد.
أهلاً بكم معنا إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
اليهود المغاربة والجدل حول تنفذهم في المغرب
لم يبق في المغرب سوى ثلاثة آلاف مواطن يهودي يعملون في شتى مناحي الحياة، فقد عملت الحركة الصهيونية بشكل حثيث طوال العقود الماضية على ترحيلهم وتهجيرهم إلى إسرائيل بينما اختارت قلة منهم الهجرة إلى أوروبا والولايات المتحدة، عاش اليهود المغاربة قروناً طويلة بأمن وسلام وكان لابد من تداعيات النكبة عام 48 وهزيمة عام 67 المنكرة للأنظمة الرسمية العربية وجيوشها وما سبق النكبة وتبعها من تقتيل ومجازر تعرض لها الشعب الفلسطيني على يد العصابات الإسرائيلية الإرهابية المنظمة كان لابد لها وأن تترك بصماتها. العقود الماضية شهدت جدلاً كبيراً بسبب تنامي النفوذ اليهودي في المغرب وتولي اليهود مناصب عليا ومتنفذة بما لا يتناسب مع حجم أبناء الطائفة التي عاشت تحت جناح المؤسسة الملكية الحاكمة في عهد الملك الراحل الحسن الثاني كما ثار ويثور جدل حول علاقات المغرب السياسية والاقتصادية مع إسرائيل
بعد هجرة أعداد ضخمة من اليهود المغاربة تدعو تيارات مغربية اليوم إلى عودة هؤلاء إلى بلدهم وذلك في محاولات لمحاربة المخطط الاستيطاني الصهيوني على أرض فلسطين تقرير إقبال إلهامي
![]() |
تقرير إقبال إلهامي من أكثر من ثلاثمائة ألف عند بداية استقلال المغرب إلى ثلاثة آلاف هو عدد اليهود المغاربة اليوم في مغرب يزيد سكانه عن ثلاثين مليون نسمة شارع بيردان في الدار البيضاء كان من أكبر تجمعات اليهود المغاربة قبل أن تنشط آلة الترحيل الصهيوني التي أفرغت مناطق بكاملها من الوجود اليهودي بعد ترحيلهم إلى إسرائيل حيث صار عددهم هناك يقارب سبعمائة ألف يهودي مغربي فيما هاجرت فئة أخرى أكثر تأثراً بالثقافة الفرنسية وتقاس بالآلاف نحو أوروبا وكندا.
عمران أبطين (يهودي مغربي): [كانت البلاد عامرة بزاف من اليهود ولما دخل ميركان كنا ذراري صغارا كنا نمشي تلقاو لهم نأخذ الفانيد .. الناس كلها كانت فرحانة، والناس كلها كانت مزيانة وكانوا الناس كثار بزاف في الملاح وكانوا في باب مراكش. وفي باب مراكش تلقى اليهود بالسبت بالليل واقفين مجمعين ، واقفين متجمعين، تقول لي مع واقفين مزيان،
سوق قولي مع واقفين مزيان شي يهظر مع شي كانت كلها عامرة باليهود ومع الظروف ومع الأيام شي مشي لهنا، شي مشي لهناك، فهمتي.
إقبال إلهامي: لوين مشوا؟
عمران أبطين: مشوا لكندا... مشوا لإسرائيل.. مشوا لأميركا.. مشوا لفرنسا.. مفرقين الناس ما مشو لجهة واحدة.
عزر الباز (يهودي مغربي): عشت 42 في الدار البيضا، عشت في الدار البيضا 48 عام كنت نبيع هذ شي ديال بنوات وعايش بخيره وخيره معايا، عندي كليان ديال الناس الفلاحة والناس ديال البادية والناس ديال.. وكي جيو الناس من البلاد بزاف، وعايشين معهم كنا إحنا في واحد محل فيه شي 50 حانوت، وكانوا معانا مسلمين خدامين معانا، عايشين معهم مليح ما كن ضروهم ما يضرونا.
إقبال إلهامي: هكذا الحال كل يوم في حي (بيردان) حيث قلة من اليهود المغاربة تلتقي يومياً هنا وهناك علها تربط ذلك الخيط الرفيع من التواصل، حياتهم متقطعة بين الوفاء لمغرب شكل وطنهم الأول، وبين حنين صار يبتعد تدريجياً في رؤية إسرائيل بالنظر إلى الوضع الأمني المشتعل هناك.
إيستيرن بيريس (يهودية مغربية): أنا ما خلقتش هنا، تربيت هنا، راجلي حتى هو من هنا ، شلح وجا لهنا الدار البيضا، بجوجنا وترباو وليدتنا هنا ومشاو تزوجو من هنا ،تزوجو بالمغرب
نوربير فال (يهودي مغربي): وليدات في باري ومن العيد العيد إجيو عيدوا معايا..
ضيفة أخرى: لقول لي وليداتي جي فرنسا وبقاي جالسة وعيشي معيا ماماتي ، ولكن أنا عيشا هنا مع راجلي
ضيف آخر: أنا كنت ساكن في المغرب وعرب " ne pas contre nous "، وأنما بغيت دبا "la pais pour contuner a vivre dans pays comme le MAROC ou on vie tres bien " وهذه ألف عام كان اليهود هنا ما عندهومش أي probleme (مشكلة) ومع ليهود الفلسطينين on voudrez le meme chosse
إقبال إلهامي: لكن لماذا اختار هؤلاء البقاء في المغرب رغم محاولات استقطابهم المتكررة نحو إسرائيل.
ضيف : مشيت زوج مرات هذي لإسرائيل مشيت "on voyage ,on vaconce" نشوف " comment vei on israil .mais je suis bien ou MAROC "
نوربير فال:
عمران أبطين: عندي أصل ديالنا من تافيلالت باي -الله يرحمه- أصله فيلالي 100% وكاينا كواغط باش أنا من تافيلالت، ووالدي مدفونين في تافيلالت وأمي وباي وأختي وأخويا وجدي مدفونين هنا من العايلة الكبيرة لفوق.. سيدي عثمان، فهمتي، وكابرين هنا، يعني فيما جلست عمران.. عمران كلشي لنصراني وليهودي ولا لي كان معروف بزاف، وكبر معانا مسلمين، كبر مع اليهود، لعبنا الكورة بكري مكين ما نقول لك ما كناش نعرفوا واش إحنا يهود أو إحنا مسلمين أو إيش إحنا عايشين وصافي، كل واحد بدينه
ايستير بيريس: نقدر النقول ليك إل مشاو وأولدي باري (عاصمة فرنسا) نمشي، باش نمشي وحدي ما نقدرش
إقبال إلهامي: البحث عن السلام في منطقة الشرق الأوسط لم يعد أملاً لكنه تحول مطلباً ملحاً بالنسبة للطائفة اليهودية في المغرب بعد تنامي الشعور القومي والديني ضد إسرائيل، فهذه المظاهرات الصاخبة المؤيدة للشعب الفلسطيني سرعان ما تتحول شعاراتها الغاضبة إلى رفض استمرار تولي وجوه يهودية بارزة مراكز هامة في القرار السياسي أو الاقتصادي للبلاد
خالد السفياني (رئيس جمعية التضامن مع فلسطين): لم نعترض مطلقاً في مرحلة من المراحل على تولي يهود مغاربة مناصب أساسية في الدولة لم نقل لأن فلان يهودي يجب أن لا يكون وزيراً أو أن لا يكون مستشاراً، ولكن إذا كان فلان اليهودي وزيراً أو مستشاراً يعمل من أجل التطبيع مع الكيان الصهيوني ومن أجل خدمة المخططات الصهيونية، فسوف نقاومه لها السبب وليس لأنه يهودي، أما بالنسبة إلينا أن يكون يهودي أو مسيحي أو مسلم في أي منصب من مناصب الدولة أمر طبيعي جداً لأن كل الموطنين المغاربة سواسية بالنسبة لنا،
سيمون ليفي (مدير المتحف اليهودي المغربي): من الطبيعي أن المسلمون يحسون بجراح لإخوتهم في الشرق وكذلك من الطبيعي أن.. اليهود يكون لهم تخوف من ما يمكن يقع إلى.. في.. في إسرائيل، هذا بصرف النظر على أن هناك تاريخ العنصر العقلاني وهناك مواقف أخذت من طرف يهود مغاربة وهناك مواقف أخذت.. اتخذت من طرف المجلس.. الجماعات اليهودية في المغرب وخصوصاً في الانتفاضة.. آخر انتفاضة البداية ديال الانتفاضة الحالية، لكن كثير منا هناك طبعاً العاطفة وإلى آخره ولكن هناك كذلك العقل، والعقل هو اللي فرض علينا يعني العمل من أجل السلم
إقبال إلهامي: قرار الرباط إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي لم يمتص غضب التيار الإسلامي خصوصاً وزادت المطالب نحو وقف أي شكل من أشكال التطبيع يقول الإسلاميون إنها مستمرة على الصعيد الاقتصادي وتبادل الزيارات رغم وقف العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتل أبيب.
سعد الدين العثماني (حزب العدالة والتنمية الإسلامي): اليهود المغاربة لم يعبروا أيضاً على حسب ما أعلم عن موقف واضح من الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية لم يعبروا عن موقف من احتلال القدس الشريف لم يعبروا عن موقفهم من حق العودة للفلسطينيين لم يعبروا عن موقفهم الواضح إدانة واستنكار للمجازر الصهيونية المتواصلة على الشعب الفلسطيني كان طبيعي إذن أن يكون ذلك.. هناك رد فعل للشعب المغربي وأن لا يعرفوا بالضبط موقف اليهودي من هذه القضية الحساسة بالنسبة للشعب المغربي وهناك أيضاً توجس من كون اليهود المغاربة يمكنون -بعضهم.. بعضهم على الأقل- يمكنون لمسلسل التطبيع.. تطبيع للشركات الصهيونية اللي للمنتوجات الصهيونية للوفود الصهيونية زيارة وسياحة في المغرب يمهدون للتطبيع.
سيمون ليفي: الإسلاماويين يعني في.. في صحفهم ساعة.. ساعة كانوا القول.. يعني كلمات تجرح.. كلمات.. حال اليهود أو اليهودية صار يعني عدو للإسلام وهذا.. هذا خطأ 100%، يعني ما هو بين إذا هناك ديانة أقربه وأقربه جداً الإسلام واليهودية.
إقبال إلهامي: وزاد من تأزم الموقف أن نسب إسلاميون بعض الأضرار التي لحقت بزراعة الطماطم المغربية ضمن ما عرف بالذبابة البيضاء إلى جلب مواد كيماوية من إسرائيل وصل الجدل بشأنها أروقة البرلمان المغربي.
سعد الدين العثماني: تقارير متعددة تدل على أن هناك محاولة اختراق للزراعة المغربية وأنه هناك بذور تحمل أمراض تخرب التربة وتخرب.. تتلف المزروعات على المدى المتوسط والطويل وهذا وقع بالنسبة للطماطم وقع بالنسبة لقصب السكر في المغرب ووقع بالنسبة لمنتوجات أخرى
وهناك أيضاً ما هو خطير وما هو أخطر وهو التطبيع في مجال الاتصالات الذي يمكن دولة أخرى عندما تكون لها هيمنة على الأسرار في مجال الاتصالات من التجسس علينا وهذا أيضاً من الأمور التي نستنكرها واللي هي نتائج طبيعية للتطبيع مع كيان صهيوني معروف بجرائمه عبر العالم.
إقبال إلهامي: تنامي السخط الشعبي في المغرب إزاء إسرائيل بشكل صار يهدد صورة التسامح والتعايش التي دأب عليها المغاربة المختلف أديانهم جعلت العاهل المغربي الملك محمد السادس يتدخل معلناً عزمه مواجهة أي مساس بحرية أو ممتلكات الطائفة اليهودية التي اختارت البقاء في المغرب
خالد السفياني: أنا لي أصدقاء يهود وناضلت وناضل معي مناضلون يهود، ونحن بالعكس كما قلت منذ قليل ندعو إلى عودة اليهود المغاربة من فلسطين حتى يثبتون أنهم ضد الاستيطان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني وحتى يثبتون عدم عنصريتهم وانتماءهم إلى وطنهم الحقيقي الذي هو المغرب، ولذلك لا يمكن القول بأننا نعمل على ترجيع اليهود بالعكس، نحن نكشف ونفضح عن.. عن، نفضح عمليات التهجير التي تمت بالنسبة لليهود المغاربة، لكن نحن لا نقبل من أي مغربي أن يكون مغربياً وإسرائيلياً في نفس الوقت.
سيمون ليفي: لا الناس هاي لا يشوفوا.. لا يرون اليهودي بل يرون المغربي وهذا مهم وبعض المرات في حالات قاسية كما تعرفي أن تاريخ أحزاب اليسار المغربي وبعض التوترات اللي وقعت داخلها خلال ولكن قضية اليهودي ما يهودي ما أطرحتش أو إذا اطرحت بييجي فيها جانبية، باستنكار من طرف الأغلبية
إقبال إلهامي: وباستثناء المعارض (إبراهام السرفاتي) الذي لم يسعف انتسابه اليهودي في الحيول دون إدانته بالسجن المؤبد في العام 1974 قضى منها 16 عاماً معتقلاً قبل أن ينفى إلى باريس ليعود بعد مجيء الملك محمد السادس إلى السلطة وواقع الحال أن اليهود المغاربة تمتعوا دوماً بحماية القصر حتى قبل أن يتنفذوا في الاقتصار والتجارة عندما كانوا يمتهنون البناء والحدادة والدباغة والنجارة وهي مهن كان المغاربة لا يعيرونها كثير اهتمام فتركت لليهود لكن ذلك أفسح المجال أمام سيطرة عائلات يهودية على صنع الذهب أو صرف الأموال
إبراهام السرفاتي (معارض يهودي مغربي سابق): هجرة اليهود منذ 67 حتى بداية السبعينات كانت مكثف أكثر مما كان سابقا لهذا في بداية السبعينيات بقات 70% منهم ودبا بقا شي .. ولكن خصنا نسجلوا بعض خصوصيات: أولا جميع اليهود المغاربة سواء كانو في إسرائيل أو أميركا أو في فرنسا بقوا متشبتين بالبلد الأصلي بتعهم لي هو المغرب خصنا، نسجلوا ثاني أن الملك مهين دائما يخرج صدقة في اليوم على اليهود أو المسلمين سواء الحسن الثاني أو محمد الخامس وحتى في عهد محمد السادس هذه قضية مهمة جدا
إقبال إلهامي: حماية اليهود استمرت على عهد الملك الراحل الحسن الثاني الذي كانت تربطه علاقة خاصة بالدولة العبرية تجسدت في الحضور الإسرائيلي الكبير في مراسيم تشييع جنازته لكن قبل ذلك أثارت لقاءاته مع مسؤولين إسرائيليين انتقادات عنيفة ضد المغرب ما لبثت أن تحولت إلى مطالب للوساطة قادها كرئيس للجنة القدس إلا أن ما حدث أن تلك العلاقة تدهورت حتى قبل رحيله بعد انهيار الآمال في تحول اليهود المغاربة إلى قوة ضاغطة لفائدة السلام في إسرائيل لولا أنهم اختاروا الانتساب إلى أحزاب اليمين المتطرفة بما لا يترجم التسامح الذي عاشوا في أجوائه في المغرب.
سيمون ليفي: أنا كنعرف عدد من المغاربة وشرقيين لكي نناضلوا من أجل السلم كيناضلوا من أجل حقوق الفلسطينيين ومشي نقولوا بأن هذو لكينين اليهود هذا كلام فارغ بحيث اليهود المغاربة مش طوبة واحدة هناك أنواع
خالد السفياني : الغريب أن اليهود المغاربة أغلبهم في أحزاب دينية متطرفة وهذا مما يطرح الإشكال عندما يدعون بأنهم يريدون أن يأتوا للمغرب لأنه المغاربة يعلمون أنهم من أكبر الغلاة في تقتيل وفي ارتكاب جرائم الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
إقبال إلهامي: قد لا تترجم احتفالات اليهود المغاربة المنتظمة بأعيادهم وفي أجواء خالية من أي توتر حدة الأزمة الحاصلة فهم على اختلاف البلدان التي هاجروا أو هُجِّروا إليها يشدون الرحال باستمرار إلى المغرب كلما كانت المناسبة دينية يحيون فيها طقوسهم سواء داخل المعابد الدينية أو المزارات الموزعة عبر أنحاء مختلفة في
البلاد تقلص عدد اليهود المغاربة بشكل مذهل هذا معطى سواء هاجروا أو هُجِّروا إلى إسرائيل أو بلدان أوروبية، لكن واقع الأمر أنهم صاروا متوخين بانتسابهم الديني بسبب تنامي الشعور القومي والديني لدى المغاربة ضد إسرائيل
إقبال إلهامي – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – الدار البيضاء.
[فاصل إعلاني]
آثار الحرب الأهلية على سكان جبال النوبة
محمد خير البوريني: لم تتمكن جبال النوبة في السودان حتى الآن من توفير العيش الكريم والازدهار لأبنائها السبب واضح ومعروف وهو أن الحرب هناك أكلت الأخضر واليابس ووجهت ضربة كبرى لأحلام أطفال تلك المناطق قبل كبارها إسلام صالح كان هناك وأعد تقريراً حول آثار تلك الحرب
![]() |
إسلام صالح: الجمال وسحر المنظر لا يكشف عن الجرح الغائر، وداعة الأطفال وبراءة المكان تخبئ خلفها مأساة الحرب وتداعيات الحرب، جبال النوبة التي انتقلت إليها الحرب الأهلية في منتصف الثمانينات لم تستطع أن تحقق حلمها بأن تنمو وتوفر العيش الكريم لأبنائها، هذه هي المحصلة الطبيعية والمتوقعة عندما يعجز أبناء الوطن الواحد عن الحوار ويلجئون للغة السلاح لتحقيق مطالبهم فمخالب الحرب مزقت كل شيء الأرض والمبنى ومعنى الإنسان.
حازم رحال كادوفلي (أمير قبيلة نوبة كادوفلي): حقيقة لو كان الناس في الزمن السابق بيحسوا بإنه فيه ظلم اجتماعي واقع عليهم فأما الحرب فدمرت كل شيء بالنسبة للمنطقة سواء كان في المجال الاقتصادي.. سواء كان في المجال الاجتماعي.. سواء كان في مجال الخدمات فالحرب دمرت كل البنيات الأساسية ويمكن رجعت بالناس اللي كانوا موجودين في قبضة التمرد أرجعتهم لمستوى الإنسان الأول.
إسلام صلاح: دوافع الحرب في جبال النوبة لا تبرر حجم هذا الخراب، لكن برغم ذلك يبدو أن الحديث عن هذه الدوافع هام للبحث عن سبل إيقاف هذه الحرب.
حازم رحال كادوفلي: يشعر المواطن في جبال النوبة بظلم اجتماعي في العهود المتعاقبة وبالتالي يمكن نتج عنه ها التذمر ونتج عنه الشيء الحاصل (….) فيه يعني الناس استغلوا هذا الظلم وهم بينتموا لمدارس فكرية معينة، فبالتالي أصبحوا تبنوا هذا الظلم و.. وعملوا.. وقاموا به في شكل تمرد، لكن حقيقة الأمر إنه الناس في جبال النوبة هنا والقنابل المختلفة في جبال النوبة هنا بتعيش في مودة وفي وئام يعني ما كانت بينتها مشكلة أساسية سواء أن كان احتراب ولا سواء أن كان يعني الناس امتزجوا مع بعض وبقوا عبارة عن أسرة واحدة دا بالنسبة للمواطن في جبال النوبة في حد ذاته، ولكن الظلم ظلم حكومات سابقة.
إسلام صالح: وبرغم هذه الأسباب التي تعبر عن مظالم سياسية واجتماعية إلا أن الحقيقة الماثلة تؤكد أن الحرب طالت كل شيء وفي المقدمة مؤسسات التعليم التي كان حري بها أن تعلم أبناء النوبة كيف ينيرون ظلمات التخلف بنور العلم.
تيه كوكو (مواطن من مدينة كادوفلي): ها نحن محتاجين للسلام ومحتاجين للأمن محتاجين لراحة الناس علشان الناس تتعلم لأن نحن يعني وافتكر من المناطق المظلومة ما كان فيها التعليم ولا فيه خدمات أي خدمات بالنسبة لينا نحن
إسلام صالح: قرى بأكملها هاجرها ساكنوها بسبب الحرب وطرق وعرة لا يحلم الناس هنا بأن تعبد بقدر ما يحلمون بأن تزال عنها الألغام، توجهنا إلى قرية (كاتشا) بها يتجسد معنى الدمار، لم نفلح في العثور على تلاميذ بمدرستها لأننا تأخرنا في الوصول قبل انصرافهم في نهاية اليوم الدراسي الذي يختصر بسبب عدم وجود العدد الكافي من المعلمين فصول ليس بها سقف وأخرى أفضل قليلاً أما المقاعد فلا وجود لها وجرس المدرسة عبارة عن بقايا قذيفة الله وحده يعلم كم قتلت من التلاميذ، في أماكن أخرى يبدو الوضع أفضل حالاً، فعلى الأقل هناك من يقوم بمهمة تدريس هؤلاء الأطفال، وبسبب الحرب أغلقت أهم المنشآت أبوابها في وجه النوبة، بعد ان تحولت هذه المشاريع إلى أطلال وخرائب وأصبح عمالها بلا مورد رزق.
محمد سليمان (موظف في مصنع نسيج النوبة): الظروف زي دي وفي بلد يعني فيها يعني.. يعني عدم استقرار أمني الناس بتعاني لأنه ما فيه رجل حيقدر يطلع بره علشان يقدر يكتسب والناس يعني ما عندها يعني مؤهلات علمية تساعدها في أن يمشوا باقي المدن الثانية على أساس أنه يعني يشتغلوا.. ويكتسبون.. أوضاع أسرهم سيئة للغاية، ويعني فيه معاناة شديدة جداً يعني بيعانوا منها هؤلاء النفر المذكورين.
إسلام صالح: وبرغم ما تزخر جبال النوبة من إمكانيات في مجال الزراعة ووجود حوالي 5 ملايين رأس من الماشية إلا أن تطوير هذه الإمكانات واستغلالها يبقى مرهوناً بتوفير الأمن والسلام.
مجذوب يوسف علي (والي ولاية جنوب كردفاف): نتيجة الحرب والتمرد ودخل في القرى وأصاب الهلع المواطنين كل ذلك أدى إلى انهيار البنيات التحتية طالما إن هناك فيه بعض الجيوب فيها تمرد لابد من إزالة هذا التمرد بالسلام عشان يتم يأتي المواطنين الذين هاجروا من الولاية وينشط الموجودين فيها لبناء.. لإعادة بناء الولاية في المجالات المتخلفة.
إسلام صالح: مؤسسات حكومية وطوعية رصدت ما يقارب الـ 50 مليوناً من الدولارات لتطوير خدمات الصحة والتعليم ومياه الشرب والطرق لكن إذا كان هذا ما هو مقصود لهذه الخدمات فكم يبلغ حجم الإرادة المرصودة لتحقيق السلام؟
من هنا تبدأ أولى خطوات البحث عن السلام إعادة بناء هذا الدمار كفيل بإعادة الحياة إلى جبال النوبة لكن هذا لن يحدث ما لم يقتنع الجميع بأن الحرب لن تحصد إلا الموت والخراب.
إسلام صالح لبرنامج (مراسلو الجزيرة) من قرية (كاتشا) – جبال النوبة – السودان
محمد خير البوريني: وإلى الفقرة التي نجيب فيها على رسائلكم وتستمع من خلالها إلى مقترحاتكم وملاحظاتكم التي تهم البرنامج
البداية برسالة الكترونية وصلت من المشاهد سعيد وهو من السعودية يطلب سعيد تقريراً حول زواج السعوديين ذكوراً أو إناثاً من غير السعوديين يقول المشاهد إنه يحاول الزواج من فتاة غير سعودية منذ حوالي 5 سنوات ولكن دون جدوى لأنه لا يستطيع أن يحصل على إذن بذلك من السلطات المعنية ويقول إن من يستطيع الحصول على مثل هذا الإذن هم من يعملون مع متنفذين فقط في مواقع معينة.
نعرب مجدداً عن أسفنا الشديد للمشاهد وغيره من المشاهدين السعوديين الذين لا نتمكن من تلبية طلباتهم لأننا لم نحصل بعد على إذن من السلطات السعودية بالعمل التليفزيوني على الأراضي السعودية ونقول إن مواطني عدد من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى ودول عربية مختلفة يشكون أيضاً من القضية نفسها أو من قضايا مشابهة نرجو أن نتمكن من القيام بإنجاز موضوع بهذا الشأن في وقت لاحق وقريب، إن شاء الله
ومشاهد آخر وهو أسامة شرابي، بعث أسامة رسالة يستفسر فيها عن حجم التسلح العربي والإسرائيلي، نقول للمشاهد سبق وأكدنا يا أسامة أن من الصعب جداً الحصول على معلومات دقيقة بهذا الشأن نظراً لحساسية هذا الأمر أو هكذا يفترض أن يكون سمعنا ونسمع عن صفقات ضخمة للأسلحة والطائرات والمعدات الحربية عقدتها وتعقدها الدول العربية، ومنذ عشرات السنين وبمبالغ تقدر بعشرات مليارات الدولارات، ويقال إن إسرائيل تعرب ما بجعبة العرب من أسلحة وبشكل دقيق، وذلك بواسطة الدولة المنتجة لتلك الأسلحة، أو بواسطة عملاء لإسرائيل في العالم العربي، هكذا يقال. علق أحدهم على ذلك بالقول اسألوا إسرائيل لتعرفوا ما لدى العرب من أسلحة وقال آخر ما فائدة الأسلحة العربية التي لا تظهر إلا في الاستعراضات العسكرية وفي استعراضات القوة التي تهدف إلى إرهاب الشعوب العربية عندما تحاول أن تمارس حقها في التعبير بالوسائل السلمية، ولو تجاه القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين. تظهر هذه الأسلحة في وجوه أبناء الأمة العربية فقط، والذين يدفعون أثمانها من دمائهم وحقهم في حياة كريمة، ترفع في وجوههم عندما يخرجون مطالبين بالحفاظ على ما تبقى من كرامة وعزة لدى أبناء الأمة العربية بمفهومها الإقليمي أو الشامل.
ورسالة عبر البريد الإلكتروني من المشاهدة راندة طاهر تطلب المشاهدة بحثاً حول تسجيل المكالمات الهاتفية في الولايات المتحدة وعمليات التجسس الإسرائيلية لا سيما ضد الولايات المتحدة حيث لا يسمح هناك بإجراء تحقيقات علنية في مثل هذه الشؤون، تضيف المشاهدة، كما تطلب تحقيقاً في الأموال التي يتم التبرع بها لأبناء الشعب الفلسطيني.
نجيب المشاهدة بالقول عن الموضوع الأول غاية في الصعوبة، ولكننا سنحاول البحث في هذا الأمر، فلربما تمسك ببعض الخيوط التي يمكن أن نخرج من خلالها بموضوع يعود بالفائدة على المشاهد العربي، وكذلك الحال بالنسبة للموضوع الثاني، حيث سنحاول طرحه في أقرب وقت ممكن، وقد شاهدنا اندفاع المواطنين العرب في التبرع لأخواتهم في فلسطين، على الصعيد الرسمي اشتكى مسؤولون في السلطة الفلسطينية بمرارة من عدم التزامهم العديد من الدول العربي في دفع مستحقاتها وما يتوجب عليها لفلسطين، وأكد كثيرون أن السلطة تكن تتسلم ما يتجاوز الـ 10% أي عشر ما يترتب على هذه الدول من يتم إقراراه في القمم والاجتماعات، رغم إعلان تلك الدول عن التزامها بدفع ما يتوجب عليها دفعه من مبالغ، ولا ندري حتى الآن من التزام ومن لم يلتزم بدفع حصته وقتها المحدد.
ورسالة إلكترونية من من فداء العربي، ولا نعلم هل يعود الاسم لفتاة أم فتى -مع الاعتذار سلفاً لهذا اللبس- يطلب المشاهد المشاهدة تقريراً حول مجزرة جنين التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين العزل وممتلكاتهم، كما يطلب التحقيق أو التحقق من صحة ما أدرجته صحيفة "كومير سالت" الروسية في عددها الصادر بتاريخ 4/10، حيث قالت إن عسكريين أميركيين شاركوا في العمليات الحربية ضد المخيم، حيث أوردت الصحيفة على لسان ضابط أميركي القول لا ندري ما الذي سيحصل عندما نخرج من هنا ويعرف العالم ماذا فعلنا بالضبط؟ حسب ما ورد في رسالة المشاهد.
نقوم بجمع معلومات وصور حول ما جرى في بمخيم المذكور وسوف نحاول إعداد تقرير حول ما طلبت، بالنسبة للعسكريين الأميركيين فلا يمكن الجزم أن الحديث بشأن ما ذهبت إليه نقلاً عن صحيفة روسية كما لا يمكن الاعتماد على خبر بمجرد ورود في إحدى الصحف.
والمشاهد فاضل من لبنان بعث رسالة إلكترونية يطلب فيها تقريبراً حول ما قال إنه اضطهاد المسلمين السنة في إيران، نجيب المشاهد أولاً بالقول أننا لا يمكن أن نجزم أيضاً بما ورد في رسالتك، ولكننا نقول أيضاً أننا نواجه مشكلات وعقبات في طرح العديد من القضايا التي تهم المشاهدين العرب والمسلمين في العديد من الدول، من بينها بعض الدول العربية والإسلامية، ويشمل ذلك إيران.. إذ يحتاج مراسلنا هناك إلى إذن قبل الشروع في طرح موضوعات معينة، تصلنا في المقابل رسائل تتحدث عن اضطهاد للمسلمين الشيعة في بعض الدول العربية، ولا نتمكن أيضاً من طرح هذه الموضوعات بسبب العقاب والمنع الذي نواجه في تلك الدول به في تغطياتنا عموماً، مثل هذه القضايا تتعلق بالتزام الدول باحترام حقوق الإنسان في جميع مجالات الحياة، ولا يمكن الخوض بها دون الاطلاع عن كثب والتحقق من القضايا المطروحة.
مشاهدينا الكرام نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم ونواصل البرنامج.
العرب في استراليا ودورهم السياسي والاقتصادي والثقافي
حين اكتشف الكابتن البريطاني (جيمس كول) القارة الأسترالية كم يتوارد إلى ذهنه ضخامة حجم تلك القارة التي بقيت معالمها الكاملة مجهولة لفترة طويلة من الزمن، حيث وجد البريطانيون فيها مكاناً لنفي المجرمين والخارجين عن القانون، وبعد أن استقر فيها المهاجرون البيض، وقتلوا من قتلوا من سكانها الأصليين أخذت تلك القارة تشهد تدفقاً ضخماً للمهاجرين من مختلف أنحاء العالم الذين تحملوا مشاق السفر والاغتراب عن أوطانهم لدوافع وأسباب مختلفة ليست عادية بالتأكيد، حيث كان لابد لهم من التأقلم مع بيئة جديدة في وطن جديد والعمل بهمة ونشاط للمساهمة في بناء مجتمع تسوده الديمقراطية ويعمه الرخاء والسلام والمحبة.
من أبرز المهاجرين إلى القارة الأسترالية اللبنانيون الذين انتشروا في أصقاع الأرض كغيرهم من أبناء العرب، فقد تمكن هؤلاء ورغم كل المصاعب من المحافظة على هويتهم العربية، وكافحوا من أجل الانخراط في المجتمع الأسترالي لإثبات الوجود، وقد نجحوا في ذلك إلى حد كبير حتى وصل كثيرون منهم إلى مراكز عليا، فأصبحوا وزراء وحكاماً لبعض الولايات بالإضافة إلى نجاح الكثيرين منهم في مجال المال والأعمال، تقرير صالح السقاف أعده من هناك.
![]() |
صالح السقاف: أستراليا قارة جمعت أجناس البشر من كل أرجاء العالم، والعرب كان لهم نصيب في الهجرة إلى هذه البلاد البعيدة، حيث بدأها اللبنانيون في منتصف القرن الثامن عشر، و ساهموا إلى جانب غيرهم من الجاليات والأقليات في بناء مجتمع متعدد الثقافات والأعراق.
د. تريفور بطروني (مؤرخ وباحث لبناني): الهجرة اللبنانية الحقيقية إلى أستراليا والهجرة العربية الأولى إلى أستراليا بدأت عام 1870.. 1880، وكانت هذه أول هجرة، وهذا يعني أن العرب واللبنانيين بالتحديد مضى على وجودهم في أستراليا ما يقرب من 150 عاماً.
صالح السقاف: لقد استطاع العرب خلال العقود الماضية فرض وجودهم على الساحة الأسترالية، ونقلوا إلى هذه البلاد عاداتهم وتقاليدهم وحتى خلافاتهم السياسية والعقائدية، تتجول في شوارع وأزقة (بانشبول) أو (لا كمبا) أو (بريستون) من ضواحي غرب سيدني، أو على امتداد طريق سيدني والضواحي المحيطة به في (ملبورن)، فتشعر وكأنك تتجول في إحدى العواصم العربي، المارة في الشوارع يتحدثون العربية، مخابز.. مطاعم.. قاعات حفلات.. عيادات طبية ومحلات التسوق المليئة بالمواد التموينية التي تلبي احتياجات المهاجر العربي.
د. تريفور بطروني: عندما قدم اللبنانيون إلى استراليا عملت معظم العائلات كباعة متجولين، ولم يكن ذلك في أستراليا وحدها، بل في أنحاء الولايات المتحدة وشمال وجنوب أميركا الجنوبية وأفريقيا، والعديد من الدول في أنحاء العالم، عملوا كباعة متجولين، كانت مهنتهم صعبة، وكانوا يسيرون لمسافات بعيدة، المدهش في الأمر أن العديد من النساء عملوا في هذه المهن إلى جانب الرجل.
صالح السقاف: إلا أن فرض الوجود العربي لم يكن سهلاً بالنسبة للمسلمين العرب الذين هاجروا إلى أستراليا، ففي ظل سياسة أستراليا البيضاء التي ظلت سائدة حتى أواخر الستينات من القرن الماضي لم تكن هنالك المساجد أو المدارس أو الجمعيات الإسلامية، ولم تكن صورة الإسلام واضحة لدى الأستراليين.
![]() |
الشيخ/ فهمي الإمام (إمام مسجد ضاحية بريستون – ملبورن): كنا نحلم في ذلك الحين في أول الأمر أن يكون لنا ولو مسجداً واحداً في هذه البلاد، في كل ولاية، ولكن بعد أن بنينا المسجد بدأنا نحلم أن يكون هناك مدارس لأولادنا، لأن في أول الطريق أكثر المهاجرين كانوا شباباً وليس من النساء إلا القليل، لذلك لم تكن هناك العائلات، ولم يكن هناك الأولاد الكثر في ذلك الحين، ولكن بعد أن بعدت الستينات وفي بين.. في خلال السبعينات ابتدأ العائلات تأتي وابتداء ينتشر الأطفال، فشرعنا بالضرورة اللازمة لان يكون لنا هناك مدارس.
صالح السقاف: ومع تزايد أعداد المهاجرين العرب خلال السبعينيات وخاصة اللبنانيين منهم، بدأ اهتمام الحكومة الأسترالية ينصب على تشكيل المؤسسات والهيئات التي ترعى شؤون الجاليات العربية، وتقدم لهم الخدمات الاجتماعية والاستشارات ومتابعة المعاملات في الدوائر الحكومية، وتوفير النشاطات الثقافية والدورات التدريبية.
دلال صمايلي (مؤسسة الخدمات العربية الاجتماعية): مؤسسة الخدمات العربية الاجتماعية في فيكتوريا بتقدم عدة خدمات للجالية العربية، خدمات تختص باحتياجات المسنين.. باحتياجات الشباب باحتياجات اللاجئين الجدد من كل النواحي وإن كان الرعاية الاجتماعية أو الخدمات الصحية أو خدمات الشبيبة نعمل مثلاً أشياء اللي عليه النشاطات الفنية والنشاطات الترفيهية.
صالح السقاف: كما عملت حكومات بعض الولايات في (نيوساوث ويلز) و(فيكتوريا) على تعيين مفوضين ل شؤون المجتمع، ومستشارين من أصول عربية، لكي تأخذ الحكومة بآراء في سبيل التغلب على المصاعب التي تواجهها الجاليات بشكل عام.
أنطوني سكري (مستشار ورئيس حكومة نيوساوث ويلز لشؤون الثقافة): نحن نعيش بتسامح وتآلف ومرجع ذلك إلى برنامج التعليم ومساعدة الحكومة للمهاجرين على الاستقرار، و الأهم من ذلك أن المهاجرين يأتون إلى أستراليا، ويراودهم شعور في أن يصبحوا مواطنين أستراليين يساهمون في بناء هذه البلاد، وهذه هي ثمار التعددية الثقافية في أستراليا، وما من شك أننا قادرون على تغيير وتطوير سياستنا.
صالح السقاف: وتمكن اللبنانيون من تبوأ مكان الصدارة في بناء المجتمع الأسترالي، وتزايدت معه اهتمامات الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات باللبنانيين، وتوجهت إليهم الأنظار كجالية لها ثقلها وتشهد المناسبات القومية أو الدينية للبنانيين مسيحيين ومسلمين خاصة و العرب عامة مشاركة رسمية وحضوراً قوياً لكبار المسؤولين الأستراليين.
إدوار عبيد (وزير الثروات الطبيعية – استراليا): أنا بأتمنى.. أنا بحزب العمال وزير للحكومة الحالية، بأتمنى أولاد العرب والناس اللي بيتكلموا عربي من بلدان العرب يدخلوا بالسياسة لأنه فعلاً فينا نؤثر على مصير البلد وسياسة البلد والتأثير، وكلاتنا نفتخر بأصلنا، بنفخر بأصلنا وبنخلد لغتنا ولادنا يتعلمون اللغة، ويتابعون (…) كثير لنا، لذلك لازم نجتهد.. لنظل ممثلين حضارتنا.. لغتنا.. بوجود بالمجلس بأي ولاية وخصوصي بالبرلمان.
صالح السقاف: إن الجالية العربية تعاني دائماً من انعكاسات الأحداث التي تعصف في منطقة الشرق الأوسط، حرب الخليج وأحداث الحادي عشر من سبتمبر تسببت في إلحاق الأذى وتنامي الحملات العنصرية عبر وسائل الإعلام الموجهة ضد العرب.
الشيخ/ فهمي الإمام: الإعلام يتفاوت أحياناً علواً وهبوطاً بالنسبة للمسلمين، أحياناً يعني يتكلمون عن.. عن الأحوال الإسلامية في البلاد، ويشيرون إلينا كأننا نحن من نفس هذا العمل الذي يقولوا هناك، كأننا نحن مساعدين لهذه الأعمال، وكأننا نحن من جلة المنظمين لهذه الأعمال، يشكون في هذا من وقت لآخر، وأحيانا بيدافعون، حينما يأتون إلينا، أحياناً يأتون إلي وإلى كثيرة من إخواننا ونفسر لهم ونعبر لهم وبنقول لهم أننا نحن هنا مسلمون ونقوم بواجبنا الديني كما امرنا الله ورسوله، ونقوم بواجبنا المدني كما تريد الدولة الأسترالية، ولا نخالف النظام لأن ديننا يأمرنا بتتبع النظام في أي بلد كنا.
صالح السقاف: ورغم محاولات تصدي الجالية للحملات العنصرية بالحكمة والمنطق، إلا أن مشاكل عديدة لازالت تواجهها.
دلال صمايلي: المشاكل اللي عم بتواجهها الجالية العربية هي متنوعة، فيه عندك مشاكل الجيل يا اللي خلق بأستراليا، عنده مشاكل.. مشاكله بالنسبة لقصة قضية الهوية.. هويته مين هو؟ مثلاً مشاكلهم مع أهلهم عم بنحكي عن الشبيبة، وإنه يعني خلقانين ببلد وأهلهم من بلد ثاني، فيه.. فيه مشاكل تختص بالجيل الثاني، فيه عندك مشاكل كمان إلها علاقة باللاجئين الجدد يا اللي جايين من العراق يا اللي وصلوا على أستراليا بطريقة غير شرعية، مشاكلهم يا اللي بيعانوا منها إلها علاقة بنوع التأشيرة يا اللي الحكومة عاطيته إياها، وهي تأشيرة مؤقتة، ما بتؤهلهم استعمال الخدمات يا اللي اللاجئين و المهاجرين الشرعيين بيحق لهم فيها.
صالح السقاف: وفي الوقت الذي تتنافس فيه الجاليات في هذه القارة لبناء مجتمع التعددية الثقافية، والذي ينشد العيش الرغيد والتسامح والأمن و الطمأنينة والسلام، يساهم العرب مساهمة فعالة على أكثر من صعيد في بناء الوطن الثاني الذي اختاروه بمحض إرادتهم.
تريفور بطروني: أعتقد أن مساهمات الجالية اللبنانية كانت في المجال الاقتصادي عرفنا كيف كانوا باعة المتجولين، ثم أصحاب محلات ورجال أعمال ثم أصحاب اختصاصات، وبالفعل هناك العديد من اللبنانيين برزوا في مجال التجارة والأعمال في كل من سيدني وملبورن ونجحوا في ذلك، لكن السياسة أيضاً استحوذت على اهتمامات اللبنانيين، رئيس حكومة ولاية فكيتوريا (استيفو كلاركس) ينحدر من عائلة اللبنانية كانت من أوائل المهاجرين، وهناك آخرون في سيدني و(كوينزلاند) ممن دخلوا المعترك السياسي وصاروا وزراء ونواب في البرلمان، السياسة تستهوي اللبنانيين، لدينا كاتب مشهور جزء من أصوله لبناني وهو (ديفيد معلوف) لدينا أيضاً أكاديميين وأطباء أسنان ومحامون، وللحقيقة فإن اللبنانيين قدموا مساهمات كبيرة في المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.
صالح السقاف: لقد ساهم استقرار المهاجرين العرب عامة في تكوين نسيج متلاحم البيئة الأسترالية المتعددة الثقافات والأعراق ونجحوا في تقبل الآخرين والتعايش معهم في سلام، كما ساهموا في توضيح صورة الشخصية العربية التي ظلت غامضة بالنسبة للأستراليين.
صالح السقاف -لبرنامج (مراسلو الجزيرة)- سيدني أستراليا.
محمد خير: إلى هنا مشاهدينا الكرام نأتي إلى نهاية حلقة هذا الأسبوع من البرنامج، يمكنكم مشاهدة تفاصيل هذه الحلقة بالصوت والصورة والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والعنوان هو:www.aljazeera.net
ويمكنكم مراسلة البرنامج أيضاً عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:
reports@aljazeera.net
أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة -قطر، وكذلك من خلال الفاكس على رقم: 009744860194
أهلاً بجميع رسائل السادة المشاهدين، في الختام هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق البرنامج، وتحية أخرى مني محمد خير البوريني، إلى اللقاء.