الوحدة اليمنية وأصحاب الصقور في الخليج
مقدم الحلقة | محمد البوريني |
تاريخ الحلقة | 26/05/2001 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
محمد خير البوريني: مشاهدينا الكرام، أهلاً وسهلاً بكم معنا إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامجكم (مراسلو الجزيرة).
نشاهد معاً في حلقة هذا الأسبوع تقريراً من اليمن بعد سنوات من الوحدة، عقب حرب شرسة وطاحنة، ونرى آراء مختلفة تؤكد أن تلك الوحدة تترسخ ولكنها تبقى في خطر ما لم تتحسن ظروف المواطنين المعيشية، ويتبدد شعور الجميع بأن الوحدة ليست مفروضة عليهم بقوة السلاح والشعور بالتفرقة في الحقوق والواجبات، وما لم يتم وضع حد للبطالة والفساد الإداري الذي يتحدث عنه يمنيون كثيرون.
ومن الأردن نشاهد تقريراً حول خط هاتفي ساخن لمد يد العون للزوجات اللاتي يتعرضن للعنف الجسدي أو النفسي أو الجنسي على أيدي أزواجهن، العنف ضد المرأة الذي ينتشر بنسب متفاوتة في دول العالمين العربي والإسلامي والكثير من دول العالم ونشاهد في هذا التقرير يعني كيف يُعنى البرنامج بتوفير المشورة والرعاية لأمهات، وكذلك لأطفال انفصل آباؤهم بعد وصول الحال إلى طرق مسدودة يستحيل معها العلاج.
ومن قطر نستعرض تقريراً حول مستشفى للصقور التي تحظى رياضتها باهتمام بالغ في دول الخليج العربية، الذي تصل فيها أسعار هذا النوع من الطيور إلى مبالغ خيالية اعتماداً على الأصل والسمعة وحسن الشكل والأداء في رحلات القنص الشهيرة.
أهلاً بكم معنا إلى أول فقرات هذه الحلقة.
اليمن بعد عشر سنوات من الوحدة سنوات مرت على الوحدة اليمنية بعد حرب شرسة وطاحنة، بين ما كان يُعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، والجمهورية العربية اليمنية.
يؤكد محللون ومتابعون يمنيون أن الوحدة اليمنية ترسخت ولكنها تبقى في خطر ما لم يتبدد شعور المواطنين جميعاً بأنها ليست مفروضة عليهم بالقوة، وأن هذه القوة هي الضمانة الوحيدة لاستمرارها، وما لم ينته الاحتقان والتوتر الذي مازال يسود في عدد من مناطق اليمن بسبب ما يوصف بعد المساواة في الحقوق والواجبات والوظائف المدنية والعسكرية، بالإضافة إلى ما يسود من بطالة وسوء أحوال معيشية بين أبناء اليمن الموحد.
كما يؤكد مراقبون على ضرورة إجراء إصلاحات إدارية وقضائية ومحاربة كل أشكال الفساد في البلاد صوناً لهذه الوحدة -التي تغني بها اليمنيون طويلاً- وضماناً لاستمراريتها. الوحدة اليمنية بعد سنوات على تحقيقها في تقرير أنور العنسي.
أنور العنسي: تاريخ طويل من التجزئة والتشطير وعقود مريرة من المقاومة ضد الاستعمار الأجنبي وقوى التسلط والبطش الداخلي وحروب أهلية طاحنة لم تفضي إلى إعادة توحيد اليمن، بل إلى قيام دولتين مستقلتين في شمال البلاد وجنوبها، تكرست بفعل تعارضهما فكراً وسياسة، حدود الفرقة والتمزق أكثر من أي وقت مضى، اختلاف تصور هاتين الدولتين حول أسس إعادة توحيد البلاد إلى جانب وقوعها في مصائد الاستقطاب الإقليمي والدولي إبان الحرب الباردة دفعهما إلى مواجهات دموية مسلحة ضد بعضهما البعض، كذلك شهد كل منهما صراعات ودورات عنف سياسي كلفتهما ألواناً من التضحيات و الضحايا.
سيف صايل (المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني): وأثبتت الأحداث بأن حزب يعتمد على الشعب ويعتمد على صداقة قوية مع الاتحاد السوفيتي والبلاد الاشتراكية، لا يمكن أن يهزم أبداً.
أنور العنسي: لقد انهار الاتحاد السوفيتي ومعسكره الاشتراكي ولم يكن ثمة خلاص أمام الحزب الاشتراكي الحاكم في جنوب اليمن سوى الهروب إلى الوحدة مع الشطر الشمالي من البلاد، في الوقت ذاته فقد تبين لقادة الشمال ألا مكان لبلدهم الفقير في تجمع دول الخليج الغنية وأن انضمامهم إلى ما عرف بمجلس التعاون العربي إلى جانب مصر والعراق والأردن لم يعد بأي نفع عليهم، لذا فلا مناص من الوحدة سبيلاً إلى يمن أكبر وزناً وأفضل شأناً.
علي عبد الله صالح (الرئيس اليمني): نعلن أن الجمهورية اليمنية التي ذهبت فيها الشخصية الدولية لكل من الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، استناداً لإرادة الشعب اليمني كله، من خلال ممثليه الشرعيين في مجلس الشورى والشعب قد أصبح منذ هذه اللحظة وعلى ضوء المذكرة التي تسلمها الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية عضواً فعالاً في المجتمع الدولي ملتزمة بميثاقه.
أنور العنسي: فرح اليمنيين بالوحدة كان غامراً وعظيماً بالفعل، وذلك بفضل ما أشاعه قيامها من مناخات ديمقراطية وانفتاح سياسي واجتماعي، غير أن هذا الفرح لم يدم طويلاً، فتكاليف عملية التوحيد بدت مرهقة وباهظة لطرفين لاذا إليها هرباً من ضوائق اقتصادية أوشكت على الإطاحة بهم.
سامي غالب (محلل سياسي يمني): بدأ بإفساد الحياة الحزبية بالتقاسم، بالتفريغ، بتوظيف الوظيفة العامة لشراء الولاءات، وحصل تضخم كبير في الجهاز الإداري، وكان كل طرف ينظم صفوفه، إذ تهيؤاً لمعركة قادمة ضد الطرف الآخر.
أنور العنسي: تفاقم الأزمة الاقتصادية سرعان ما أدى إلى انفجار الشارع اليمني بتظاهرات صاخبة أسفرت عن حوادث عنف وتخريب، تبادل شريكا الوحدة المؤتمر الشعبي العام والحزب الاشتراكي الاتهامات بشأن المسؤولية عنها.
في ظل هذه الأجواء خاض الطرفان مع بقية الأحزاب والتنظيمات السياسية أول انتخابات تشريعية أسفرت نتائجها عن ظهور حزب الإصلاح الإسلامي الخصم العقائدي للحزب الاشتراكي كقوة سياسية رئيسية في البلاد.
نعمان قائد سيف (محلل سياسي يمني): لا أظن ذلك، لأنه الاشتراكي يعرف جيداً بأن المؤتمر و الإصلاح بينهما قواسم مشتركة أكبر و إذا كان فيه تخوف فهو التخوف من الاثنين معاً وليس الإصلاح وحده.
أنور العنسي: بعض المراقبين يرى أن اختلالات وأخطاء محددة رافقت ترتيبات قيام الوحدة، ربما كانت السبب في نجاح إدارة علي سالم البيض لأزمته السياسية والإعلامية مع شركائه في الوحدة والحكم، لكنها في الوقت نفسه كانت سبب خسارته الحرب أمامها.
د. عبد الرحمن عبد الله (حزب التجمع المعارض): الإشكالية بدأت مع قيام الوحدة، اللي حصل فيه التقاسم، اللي وقعوا على اتفاقية الوحدة.. من الأشياء المضحكة إنه أمين عام الحزب وقع مع رئيس الدولة، وهذا أول خطأ ارتكبوه، ثاني خطأ إنه قاموا قسموا كل شي، الأرض والإنسان وثالث الأخطاء الشنيعة إنه تركوا الجيش غير موحد، دا معاه ميليشياته ودا معاه ميليشياته ودا اللي جاب الكارثة بحق 94.
أنور العنسي: لقد انتهت منذ أعوام حرب الإخوة الأعداء هنا ملحقة أفدح الأضرار والخسائر باليمن كله غير أن الحزب الاشتراكي الذي مُني بهزيمة سياسية وعسكرية ماحقة ما يزال ومعه كثير من أنصاره ومؤيديه على موقفهم الرافض من إدارة الحرب أو تحميل قيادته السابقة المسؤولية عن إشعال الحرب ومحاولة الانفصال.
على سبيل المثال. هنا في مدينة الضالع وهي واحدة من أكثر مدن البلاد إيحاءً باستمرار حالة الاحتقان والتوتر منذ نهاية الحرب الأهلية اليمنية عام 94، ثمة من يرى أن لوضع كهذا أسبابه ومبرراته.
فضل محمد الجعدي (اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي المعارض): المواطن في الضالع لا يشعر بأمان الوحدة التي ناضل من أجلها كثيراً.
على شايف أحمد (رئيس مجلس تنسيق أحزاب المعارضة/ الضالع): الناس يطالبوا بالمواطنة المتساوية، يطالب بأن يحصل حقوقه، بأن يمارس عمله ونشاطه السياسي بإطار المنظومة السياسية داخل البلاد أن يشارك بالسلطة أن يعمل كما يعملوا زملائه، يعني إذا كانت الحرب قد حصلت وحصل ما حصل فلا داعي أن نكرر مثل هذه الأمور ويجب أن نعطي الناس وفقاً لما يستحقوه.
صالح الجنيد (محافظ الضالع): هذه نفوس الزمن كفيل بدوائها فقد السلطة، بريق السلطة شيء صعب، ولهذا نحن نشفق عليهم، ونقول نحن يا إخوان إذا كنتم لم تصنعون شيئاً لأبناء شعبنا في هذه المحافظة فها نحن اليوم نقدم الإنجاز بعد الإنجاز، ما فيش جامعة في الضالع، نحن الآن نبني جامعة.. نبني مدينة جامعية، مدينة صحية موجودة، مدينة رياضية موجودة، بما فيه مضمار جري.. بما فيها..، جاهزة وتُبنى الآن مدينة تقنية، مركز تدريب مهني، ومركز زراعي موجود.
أنور العنسي: إلى جانب هذا فثمة شكوى لا تنقطع إزاء تدهور معيشة الناس هنا، و مما يوصف بمظاهر ظلم وتمييز تطال سكان الجنوب خاصة وتحرمهم من فرص الاستثمار والعمل ومن تبوء المناصب وتحمل المسؤولية في القوات المسلحة والأمن.
أحمد صالح بن وهاس (عسكري سابق): أتمنى من الله إنهم يسمعوا كلامي ويعيدوني للجيش وعندي كل ما تثبت يعني إن أنا من خريجين 69 أنا.
مبارك مساعد حيدر (مستثمر): تعرف كم مستثمر عندي.. فقال له واحد يا أخي سجل في الشرطة أو في الجيش تحصل على عقد وبالتالي تستثمر، أما فيما تغترب دي تبغى تستثمر ما تحصل.
عبد الله محمد أحمد (مواطن يمني): بصراحة موجود الكلام، ولكن يتطلب منا إن الجهة السياسية على راسهم الأخ الرئيس علي عبد الله صالح، اتخاذ قرار شجاع تجاه هذه المجال للحد منها.
طه حسين عبده (خريج عاطل عن العمل): والله بدون عمل، ما أنا عارف من تداعي الوضع في البلاد، على ما تخرجت من الجامعة لحد الآن بدون وظيفة..
حمامة إسماعيل علي (مواطنة يمنية): أيام الإنجليز وأيام الاشتراكي ما أيام وحدة صراحة إحنا مو جيلنا هذا.
أنور العنسي: البعض يُرجع أسباب معاناة اليمنيين إلى فساد أصاب معظم أجهزة الحكومة اليمنية وليس إلى علة في قضية الوحدة نفسها.
حسن العديني (محلل سياسي يمني): فساد الإدارة ليس ناتج الوحدة فقط وإنما هو استمرار لفساد موجود تضخم إلى حد ما بعد الوحدة.
أنور العنسي: ما يُلفت النظر أن الفساد صار هو التهمة المتبادلة بين الحكومة والمعارضة هنا، الكل مُتهم به، والكل منه براء.
د. عمر علي (اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي المعارض): الفساد معناته إنه وصل إلى درجة من القوة، بحيث أنه هو الذي يسيرِّ الحياة في اليمن وعليه –يعني- وجود صندوق النقد الدولي والحكومة يعني أصبحت غير مجدية تماماً، لأن الفساد على درجة من القوة إنه يحبط أي محاولة لإيذائه أو إزاحته.
سلطان البركاني (رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الحاكم): الحزب الاشتراكي، والإخوة في التجمع اليمني الإصلاح والمؤتمر لم يكونوا مثاليين لأجل الوحدة ولا بعد الوحدة، وإننا في المؤتمر الآن نعاني من تراكمات لحكومات الائتلاف ومن فساد كبير مارسته أحزاب الائتلاف.
سعيد ثابت سعيد (الدائرة السياسية لحزب الإصلاح المعارض): أولاً: هذه التهم أيضاً تأتي من باب الكيد السياسي اللي يمارسه بعض (…) وخاصة الحزب الحاكم الذي هو أصلاً مشهور بالفساد المالي، وهو يُسمى حزب الفساد فيلقى الآن التهم على المعارضة كلها أنها هي تمارس الفساد المالي والإداري، هذه التهم يعوزها الدليل ويعوزها البرهان.
سعيد الحامدي (سائق جرار زراعي): الحمد لله فيه تقدم جيد، الحمد لله أشكر الله على التقدم وعلى العمل إن شاء الله، يعني يتحرك حسب ما أنت شايف المناطق يعني في تطور في تعمير، في الطرقات، في المجال.. كل الصناعة، والحمد لله، نشكر الله على هذه النعمة.
أنور العنسي: يد التغيير والتحول امتدت إلى كل مكان هنا، مشروعات إنمائية كبيرة تحققت على طول اليمن وعرضه.
حظيت المناطق والمحافظات الجنوبية بالقسط الأوفر منها كماً ونوعاً، عمران عميم يمتد ويتسع مدى العين في كل اتجاه قرى ومدن الجنوب أخذت تعيد تأهيل بناها التحية، وتضاهي بشوارعها وحدائقها الجميلة مختلف مدن الشمال. خدمات التعليم والصحة وشبكات الكهرباء والاتصالات والطرق صارت تربط جميع المدن والمحافظات في الجنوب والشمال على حد سواء.
هدى علي بن علي (مواطنة يمنية): حققوا لنا الطريق، الأسفلت، المباني، المدارس، المشاريع، المستشفيات، إدارة الأمن، يعني كل حاجة عندنا الأمن والاستقرار، كل حاجة.
أنور العنسي: إحصاءات حكومية رسمية تشير إلى بلوغ معدل النمو في الناتج المحلي خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى 5% ناهيك عن مضاعفة مخصصات التنمية إلى 83 مليار ريال بدلاً عن 46، وإنهاء تمويل عجز الموازنة، وخفض المديونية الخارجية من 10 إلى حوالي 3 مليارات دولار فضلاً عن ذلك فثمة مؤشرات على تحسن ملحوظ في مجال الالتزام باحترام حرية الصحافة، وحق التعبير عن الرأي، وازدياد فاعلية مؤسسات المجتمع المدني واتساع نطاق مشاركة المرأة حيث شهد العام الحالي تعيين أول امرأتين يمنيتين في منصبي وزيرة لحقوق الإنسان، وسفيرة لدى إحدى الدول الغربية.
رضية شمشير (اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي المعارض): فرضت المرأة نفسها ووجودها حيث نلمس مثلاً إنها موجودة في هيئات قيادية، يعني في موقع صنع واتخاذ القرار وبنفس الوقت على مستوى الهيئة في المحافظات والمديريات أيضاً والمراكز أيضاً موجودة ومتواجدة.
أنور العنسي: لقد ترسخت وحدة الأرض والحكم في اليمن بالفعل، وتبقى الحاجة ماسة إلى تعزيز وحدة الفكر والشعور بالانتماء إلى يمن يتسع لكل أبنائه وينعم بخيراته الجميع. نعم عقد ونيف من الزمن انقضى لقد تغير كل شيء هنا، الأرض والإنسان والحياة. أنور العنسي لبرنامج مراسلو الجزيرة-عدن.
العنف ضد الزوجات وخط الإرشاد الهاتفي في الأردن
محمد خير البوريني: العنف ضد الزوجات، ابتكر اتحاد المرأة الأردني ما يسمى بخط الإرشاد الهاتفي الذي يقوم بشكل رئيس بتوجيه المرأة المُعتدى عليها عن طريق الهاتف لما يتوجب عليها عمله بما يساعدها ويعمل على تخليصها من محنة أسرية تمر بها من جراء عنف نفسي أو جسدي أو جنسي تعرضت له مِن قبل مَنْ يُفترض أن يكون حبيباً وصديقاً وشريكاً لحياتها، وراعياً أميناً وحارساً لها ولأطفالها وبيتها، كما يُفترض أن تكون هي كذلك.
يُعنى هذا البرنامج بتوفير المشورة والرعاية لهؤلاء النساء، بالإضافة إلى أطفالهن في حالات الانفصال أو الطلاق عند وصول بعض الحالات إلى طرق مسدودة يستحيل معها العلاج عن طريق التدخلات الأسرية أو الاجتماعية أو المصالحات التي كثيراً ما تلعب دور المخدر المؤقت لجرح غائر وملتهب تفشى في سائر أنحاء الجسد، موضوع معقد وشائك جداً ينتشر مع فوارق نسبية في مختلف الدول العربية والإسلامية والعديد من دول العالم المتقدم.
يرى المتخصصون أن إنشاء خط الإرشاد الهاتفي الساخن لحماية شريحة من النساء في الأردن خطوة مهمة، تهدف للحفاظ على المرأة إنساناً وأماً تحتاج لأن تكون سوية النفس، حرة ومصونة العزة والكرامة، وإلا فإن سوء أحوال الكثيرات منهن سينعكس على مستقبل الأجيال المقبلة.
تقرير سوسن أبو حمدة أعدته من الأردن.
مسؤولة خط الإرشاد الهاتفي: آلو أيوه خط الإرشاد الهاتفي معاكي، تفضلي يا أختي.
سوسن أبو حمدة: بهذه الكلمات يمكنك أن تفتح بحراً من الأسئلة حذراً تارة ومجازفاً تارة أخرى، يهدف خط الإرشاد الهاتفي الذي تأسس عن اتحاد المرأة الأردني في عام 96 إلى الوصول لأكبر عدد من النساء اللواتي يتعرضن للعنف المنزلي، إلى جانب تمكين المرأة المعنَّفة من الحديث عن مشكلتها بشكل يقيها من الحرج، ويضم البرنامج اختصاصيات في المجال النفسي والاجتماعي والقانوني تكون البداية مع الاختصاصية الاجتماعية التي تقوم بتحديد طبيعة المشكلة ومن ثم تحويل المعنَّفة إلى الاختصاصية المسؤولة.
عفاف الجابري (رئيسة خط الإرشاد الهاتفي): عادة بتصير في المقابلات المباشرة ما بين النساء وما بين أي أخصائي أو أي شخص بده يحل المشكلة فيه حرج في الحديث عن المشكلة، وكونه البرنامج جديد، يعني مش.. مش، النساء مش مهيئات لهذا النوع من البرامج فكان إنه لتمكين المرأة من لحديث عن المشكلة بوضوح وبصراحة بحيث إنه ما يكونش معروف شو هويتها الشخصية، وهذا كان إله علاقة بالخوف اللي ممكن يكون موجود عند النساء، يعني إنه هي بدها تحكي أن معلومات خاصة أو أي حدا عرف إنها وصلت لهذا المكان ممكن تتعرض للخطر.
سوسن أبو حمدة: ويعمل البرنامج على الوصول إلى النساء المعنفات عن طريق الهاتف، أو من خلال المقابلة المباشرة، أو عن طريق الزيارات الميدانية، ويبلغ المعدل اليومي للحالات التي ترد للبرنامج 15 حالة، منها 11 حالة عن طريق الهاتف وأربع عن طريق المقابلة الشخصية، وتقسم حالات العنف التي تتعرض لها النساء في الأردن إلى ثلاثة أنواع: نفسية، واجتماعية، وقانونية.
وتصنف الخلافات الزوجية من أهم المشكلات التي ترد على البرنامج، ويشكل الاعتداء على الزوجة بالضرب أحد أهم أشكال العنف التي تواجه الزوجة، ويفسر إختصاصيون ذلك نتيجة لتنشأة الرجل في بعض فئات المجتمع الأردني على حقه في تأديب المرأة، ومن الأمور التي قد تستدعي التوقف تركيبة المجتمع العربي التي تتيح لأكثر من فرد في الأسرة ببسط سلطته على الزوجة، الأمر الذي يحكم بالفشل على العلاقات الزوجية في أحيان كثيرة.
سيدة أردنية مستفيدة من البرنامج: شعرت بالسجن، شعرت إني سجينة في هذا البيت ومسبات وإهانات وتوصلت للضرب يعني وصبرت وتحملت لما شافوني متحملة كتير بالأخير ضربوني يعني، صاروا يضربوا فيَّ، أبوه ضربي، آه.. آه وطلعت على أسيب بيته لما أنا شفت إنه الإهانات وصلت لهاي الدرجة وذل كتير وإهانات كتير، يعني أنا كنت محتملة من شان ها الأولاد، يعني حكيت خلاص من شان الأولاد بدَّي أتحمله وتحملت كتير، بس لما زادت الشيء عن حدة يعني بطلت.. لدرجة إني بطلت بالمرَّة أقدر أتحمل، يعني حسيت حالي إنه خلاص راح يصير معي مرض.. مرض يعني نفسي كبير معقد أو إشي فحبيت إني أنجو بنفسي لأنه إذا صار معي أي شيء أو تأثير ما راح أقدر إني أربي الأولاد. فهذا اللي كان السبب إني أطلع من البيت.
سوسن أبو حمدة: وفي الجانب القانوني لمعالجة حالات العنف يقدم خط الإرشاد الهاتفي الاستشارة القانونية للنساء على الهاتف، إلى جانب متابعة بعض التفصيلات القانونية في حال وصلت القضية إلى المحكمة، ويقوم البرنامج بتوكيل المحاميات العاملات باتحاد المرأة بمتابعة القضية، أو تحويلها إلى محامين متطوعين.
عفاف العواودة (محامية أردنية): إحنا هون معنيين إنه نتابع مع المرأة على ما بتراجعنا في حال إنها رغبت إنها ترفع دعوى نفقة الإجراءات الكفيلة بإنها ترفع دعوة نفقة وتتابعها بالمحكمة ولاحقاً عند حصولها على الحكم كيف الإجراءات اللازمة المتابعة في دائرة الإجراء، وبتتابعه. هذه الخطوات من خلال.. من خلال الإرشاد المباشر.. من خلال مكاتبنا، بمعنى إن المحامية بالاتحاد في مثل هاي الحالات لأنه ما بتنزل مباشرة مع الحالة على المحكمة، وإنما هي بتساعدها بطريقة إعداد لائحة الدعوى بمتابعة الإجراءات القانونية عن طريق إنها تراجعنا باستمرار هون بالاتحاد سواءً مباشرة المقابلة أو بالطريق الهاتفي.
سوسن أبو حمدة: ولم يقف خط الإرشاد الهاتفي عند الجانب القانوني بل تعداه إلى توفير مأوى للنساء المعنفات اللواتي تعرضن للعنف النفسي أو الجسدي أو الجنسي، ولا يمكن إعادتهن إلى بيوتهن، وتجدر الإشارة هنا إلى أن المأوى يستقبل الأجنبيات المتزوجات من أردنيين والذي اضطر البرنامج في حالات كثيرة إلى التنسيق مع سفارتهن وإعادتهن إلى بلدانهن، ولعل من أهم المشكلات التي تواجهها العاملات في خط الإرشاد الهاتفي عدم وجود صفة قانونية لعملهن وبالأخص في مجال الزيارات الميدانية للحالات التي لا يمكنها الوصول لخط الإرشاد الهاتفي، الأمر الذي دفع بالعاملات إلى استخدم أساليب غير مباشرة كالادعاء بأنهن باحثات اجتماعيات أو صديقات للحالة المعنفة.
عفاف الجابري: يعني فينا ندخل أي بيت ويكون القانون حامينا، لكن إحنا مالناش حماية قانونية، يعني فيه أي صاحب بيت يرفع لنا قضية إن إحنا فتنا بيته بدون إذنه، من هون بنضطر لاتخاذ كثير إجراءات بحيث لا نعرض العاملات ولا نعرض كمان الحالة لأي مشكلة.
سوسن أبو حمدة: وهنا ترى أطفالاً يلهون ويمرحون متناسين معاناتهم للحظات أو بضع ساعات، لكنهم سرعان ما يذكرونك بوجودهم، لا بل وقدرتهم على فتح آلاف الملفات والغوص في أعماقها.
مكرم عودة (مديرة دار ضيافة الطفل): دار ضيافة الطفل فكرة تبناها اتحاد المرأة الأردنية وخاصة اللجنة القانونية ولجنة حقوق الطفل، من المحاكم الشرعية بالتنسيق معاهم بتوصلنا القرارات جاهزة، قرار صادر بحكم المشاهدة.. حكم المشاهدة للأبناء اللي آباؤهم انفصلوا، أو تم بيناتهم طلاق، طبعاً هي مكان بنحاول نوفر فيه الأجواء الأسرية للأطفال اللي بيعانوا من تفتت أسري، بنستقبل الحالات على مدار أسبوع كامل من يوم.. من السبت لمساء الخميس.
سوسن أبو حمدة: وبذلك تجنب دار ضيافة الطفل والإرشاد الأسري أفراد الأسر المفككة الأعباء النفسية التي يتحملونها نتيجة للقاء الآباء والأمهات المنفصلين أبنائهم في المحاكم أو مراكز الأمن.
سيدة أردنية مستفيدة من البرنامج: يعني أنا بأشوف إن اتحاد المرأة أكبر نعمة لأنه بأحسن حالي كأني في البيت يعني، أنا وياهم لو كانت يعني بالمحكمة الواحدة بتحس هيك بإيذاء نفسي، يعني نفسيتها بتتعب، بس باتحاد المرأة فعلاً بتحس إنها ببيتها.
سوسن أبو حمدة: وتعمل دار ضيافة الطفل على تنمية القدرات الخاصة للأطفال المبدعين والذين بدؤوا يميلون لفقدان مواهبهم نتيجة لانفصال الوالدين، وتنظم الدار جلسات إرشاد أسرية لطرفي العلاقة تشرف عليها اختصاصيات في المجال النفسي والاجتماعي بهدف المحافظة على التنشئة الاجتماعية السليمة، ولعل من أهم الصعوبات التي تواجه الاختصاصيات في هذا المجال التعامل مع الأطفال المحرضين والذين وقعت براءتهم ضحية بين يدي أحد الطرفين لنفث حقده ضد الطرف الآخر.
مكرم عودة: للأسف الشديد إنه أحياناً تلجأ المرأة أو يعني الرجل للضغط على الطرف الآخر بالأطفال فبتبدأ الأخصائية النفسية أو الأخصائية الاجتماعية بجلسات لتوعية الطرفين إنه الخلافات الزوجية يعني كطرفين تكون بعيدة عن الأطفال، يعني إنه خلافات مع جانب ومعاملاتنا وسلوكنا في.. يعني لتحسين وتوفير أجواء أسرية وأجواء صحية ونفسية سليمة للأطفال، وإلى حد ما.. إلى حد ما استطعنا إنه نقنع بعض الأسر، الأسر التانية لازالت خاصة اللي بيناتهم قضايا بالمحاكم لازالوا يلعبوا بالأطفال كورقة ضاغطة على الطرف الآخر.
سوسن أبو حمدة: وعلى صعيد آخر تحولت دار ضيافة الطفل إلى المكان الملائم والمقبول لإيفاء الزوجة لنفقتها ونفقة أطفالها بدلاً من المحاكم، كما ونجحت الدار في إعادة الحياة الزوجية لإحدى وعشرين أسرة.
ويرى القائمون على خط الإرشاد الهاتفي ودار رعاية الطفل بضرورة الالتفات الحكومي لدعم هذه البرنامج، خاصة وأنها تواجه أخطر الظواهر الاجتماعية وهي ظاهرة التفكك الأسري.
سوسن أبو حمدة – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – عَمَّان.
محمد خير البوريني: وإلى فقرة الردود على رسائلكم. نبدأ برسالة وصلت من المشاهد عبد الصبور غالب علي الحسني –من اليمين- وطلب فيها تسليط الضوء على الحروب التي وقعت في اليمن ومن بينها حرب الوحدة التي وقعت في عام 94.
شكراً للمشاهد اليمني الكريم على مقترحه القيم، ونقول له: إننا استجبنا لطلبات العديد من السادة المشاهدين اليمينين والعرب وطلبك بهذا الشأن في هذه الحلقة، ونرجو أن تكون قد شاهدت التقرير الموسع الذي عرضناه قبل قليل، والذي تحدث عن تلك الحرب، وعن المرحلة التي تلتها وحتى الآن.
والجيولوجي أيمن نصار –وهو أردني ويقيم في الجماهيرية الليبية- أرسل رسالة طويلة ضمنها مجموعة من المقترحات التي يخص جزء منها عمل البرنامج، بينما يخص الجزء الآخر برامج أخرى في القناة، ومن بين الموضوعات التي طلبها المشاهد التركيز في أحد الموضوعات على إسهامات العرب والمسلمين في وضع أساسيات علوم الأرض في ضوء التجاهل والتشويه الغربي.
شكراً على الرسالة وسنحاول تحقيق ما طلبت عندما تحين الفرصة لذلك، أما بالنسبة لبقية ما ورد في الرسالة فقد قمنا بتحويله إلى الجهات المعنية في (الجزيرة).
ومن ليبيا أيضاً بعث عادل عبد السلام معيقل مقترحاً إلى البرنامج وطلب فيه إعداد تقرير خاص عن الحضارة العربية في وادي الرافدين وما أصاب العراق من ضرر جراء الحصار الظالم المفروض على شعبنا في العراق الحبيب، يقول المشاهد، وللمشاهد أسئلة أخرى لا تتعلق بعمل البرنامج، وقد قمنا بتحويلها إلى الجهة المعنية. شكراً على الرسالة، ونقول هناك: إننا كنا قد أعددنا العديد من الموضوعات التي تعالج قضايا مختلفة في العراق ومن بينها موضوعات تحدثت عن الحضارة الإسلامية والعربية في بلاد الرافدين والحضارات الأخرى التي تعاقبت على تلك الأرض العربية، كما عرضنا وعرضنا على مدى السنوات الماضية مجموعة كبيرة من التقارير الإخبارية والقصص التي تخص برنامج (مراسلو الجزيرة) وقد أبرزت تلك القصص قدر الإمكان الأضرار الهائلة التي لحقت بالعراق وبالشعب العراقي من جراء الحصار المفروض عليه. على أي حال هذا لا يمنع ولا يحول دون إنجاز المزيد والمزيد من التقارير من العراق البلد العربي الكبير والثري بالموضوعات والقصص الحضارية والإنسانية وتلك التي تتعلق بالحصار المفروض عليه، وسوف تشاهد دائماً قصصاً من العراق.
ومن المملكة العربية السعودية بعث تامر فوزي القمحاوي –وهو مصري ويقيم هناك- بعث رسالة جاء فيها: برجو من قناة (الجزيرة) أن لا تلتفت لسماع الآراء المعارضة لأنه من حق العرب أن يكون لهم قناة خاصة كقناة الجزيرة لا تنحاز إلى أي دولة حتى نتمكن من معرفة جميع الآراء ووجهات النظر، أعانكم الله ووفقكم.
يطلب المشاهد عرض موضوعات تتعلق بتسلح الدول الفقيرة والدول المتقدمة.
شكراً ونقول للمشاهد: إننا عرضنا سابقاً وسنعرض لاحقاً في هذا البرنامج موضوعات بشأن تسليح الدول الفقيرة والدول المتقدمة وكان من آخر الموضوعات التي عرضت حول هذا الموضوع في البرنامج مصانع الأسلحة في باكستان، حيث كانت (الجزيرة) المحطة العربية الأولى التي تدخل إلى تلك المصانع.
ورسالة أخرى وصلت من المشاهد فيصل قرقور من المغرب تعقيباً على موضوع كنا قد عرضناه سابقاً في هذا البرنامج، كما اقترح إعداد فقرة خاصة حول التعليم في المغرب وضرب أمثلة على مراكز تعليمية يمكن التطرق إليها عند معالجة هذا الأمر.
شكراً لفصيل على تعقيبه، أما ما يتعلق بالتعليم فإننا نقوم بدراسة إمكانية إنجاز هذا الموضوع.
ومن منطقة القبائل الكبرى في الجزائر بعثت فاطمة الزهراء ماسي نيسا بعثت رسالة عتاب طويلة وغير واضحة الخط، تقول فيها: إنها أرسلت العديد من الرسائل ولم يتم عرضها في البرنامج، وقالت إما أن رسائلي لا تصل إليكم أو أنها لا تستوفي شروط إذاعة الرسائل في برنامجكم أو أنكم لا تقبلون من ينتقدكم أو ينبهكم إلى الأخطاء، وكأنكم معصومون عن الخطأ، كما أرسلت مجموعة من الملاحظات تتعلق ببعض الزملاء المذيعين ومعدي ومقدمي البرامج دون أن تحمل الرسالة أي مقترحات أو استفسارات أو طلبات تتعلق بالبرنامج، على عكس ما ننوه دائماً شكراً للمشاهدة الجزائرية على رسالتها ونود هنا أن نؤكد ونكرر القول إننا نرحب بجميع رسائل السادة المشاهدين، ونقول: إننا نكون سعداء لأي نقد لعملنا لأننا في النهاية نعمل من أجل المشاهد، ونحن منه وإليه، ولكن نرجو ملاحظة أن رسالتك لا تتعلق بعمل هذا البرنامج وكنا قد نوهنا مراراً وتكراراً إلى أننا نقوم باستثناء الرسائل التي تخرج عن نطاق عمل البرنامج، ولا يوجد أسباب أخرى لدينا غير هذه الأسباب.
عند وجود أي ملاحظات على أي برنامج في القناة نرجو مخاطبة صاحب البرنامج المعني من الزملاء باسم البرنامج مباشرة، وباسم الزميل المعني مباشرة وعلى نفس صندوق البريد الذي نذيعه في نهاية كل حلقة من حلقات (مراسلو الجزيرة) أو على عنوان (الجزيرة) على شبكة الإنترنت وأهلاً بك من جديد.
ورسالة من أبو علي –وهو عراقي، يقيم في جنيف بسويسرا- أبو علي كتب للبرنامج رسالة طويل جداً طلب فيها إلقاء الضوء على ما وصفها بحالة البؤس والتشرد المزرية والظروف القاسية الموجعة والمؤلمة والأوضاع الاجتماعية والصحية وما وصفه بالظلم والاضطهاد العرقي والطائفي والفقر المدقع والأمراض المدمرة التي يعيش تحت وطأتها اللاجؤون العراقيون في لبنان والتي عبرت الخطوط الحمراء بسبب الولايات المتحدة وعملائها وجواسيسها في الأمم المتحدة ومنظماتها –على حد تعبير رسالة المشاهد- وتتحدث الرسالة عن فساد رُشىً وتجسس على اللاجئين وعمليات المافيا في صفوف الجهة الدولية التي تعنى بشؤون هؤلاء اللاجئين في لبنان.
نجيب المشاهد بالقول: إنه لا يمكن لنا الخوض هنا في هذا الموضوع من خلال مجرد رسالة وصلت إلى البرنامج، ولكننا بالتأكيد سنحاول البحث في هذا الأمر من خلال دراسة إمكانية إعداد تقرير خاص بهذا الشأن بعد التأكد من صحة مثل هذه الأخبار الخطيرة للغاية، ونرجو أن نتمكن من تحقيق ذلك في وقت قريب.
أخيراً أحمد حسين سالم من جيبوتي –أحمد حسين بعث إلى البرنامج طالباً إعداد موضوعات من هناك حول هذا البلد العربي ويقول: جمهورية جيبوتي عربية إسلامية 100% وتقع على البحر الأحمر وفي القرن الأفريقي. -ويتابع المشاهد- إنها عضو في الجامعة العربية واستقلت في عام 77 وفيها لغات مختلفة من بينها العربية، وهي اللغة الرسمية، ثم الفرنسية، ثم اللغة الصومالية واللغة العفرية.
نشكر حسين على رسالته ونعدك أن نزور جبيوتي في أقرب وقت ممكن لإعداد موضوعات مختلفة من هناك. مشاهدينا الكرام إلى هنا نأتي إلى نهاية هذه الفقرة من البرنامج، ونعود بكم لاستكمال ما تبقى من فقرات.
هواية الصيد بالصقور وإنشاء أحدث مركز لعلاج الصقور في قطر
يتنافس الهواة في دول الخليج العربية في اقتناء أفضل أنواع الصقور وأشهرها وأغلاها ثمناً وسمعة في حسن الشكل والأداء، وتصل قيمة الواحد منها إلى أرقام خيالية مقارنة بثمن أي طير آخر في العالم.
حب الصقور والعناية بها كان سبباً في إنشاء مراكز أو مستشفيات خاصة في بعض هذه الدول لرعايتها في حال تعرضها لأي أمراض أو إصابات في رحلات القنص. تقرير أسيل سامي.
أسيل سامي: رياضة الصيد باستخدام الصقور من الهوايات العريقة التي يمارسها سكان الخليج ويرصد هوايتها ميزانيات خاصة لها نظراً لارتفاع أثمان هذه الطيور الجارحة التي يصل سعر بعضها إلى نصف مليون ريال قطري، أي ما يقارب 135 ألف دولار، ويمكن للهاوي أن يخسر هذه المبالغ بموت الصقر أو جرحه، أو عدم عودته من رحلة الصيد، ولم يكن الصقارون في السابق يراجعون أطباءً أو مستشفيات لمعالجة صقورهم، بل كانوا يعتمدون على الطريقة الشعبية، أضف إلى ذلك أن أمراضاً جديدة بدأت تظهر اليوم لم يسمع بها هؤلاء من قبل، وقد دفع هذا الوضع إلى إنشاء مراكز خاصة لمعالجة الصقور، ومركز قطر للصقور هو أحدث هذه المستشفيات التي أنشأت في قطر، ويضم عيادة طبية وغرفة العمليات الجراحية ومختبر التحليلات، وغرفة الأشعة، وغرفة استقبال تحتفظ بكل التفاصيل المتعلقة بالقصور المريضة وبملفات داخل الكمبيوتر، كما يضم المبنى غرف نوم تحتوي على ثلاثين سريراً خاصاً بالصقور التي يقتضي علاجها بقاءها في المستشفى لبضعة أيام.
د. تيم شو (اختصاصي صقور): لقد تعرض إبهام هذا الطير إلى فيروس ونقوم هنا بتنظيف الجُروح وإزالة الأنسجة التالفة واستبدال الضماد، وتتم هذه العملية كل يومين وسوف يحتاج هذا الصقر إلى شهرين قبل أن يشفى تماماً.
أسيل سامي: يجري الطبيب الفحوصات الشاملة لكل طير يرده ابتداءً بأخذ وزنه وفحص منقاره وريشه وانتهاءً بأخذ أشعة أكس، وليس بالضرورة أن يكون الصقر مريضاً ليكون ذلك دافعاً لجلب الصقر إلى المركز الطبي، بعضهم يدلل طيره لدرجة إجراء الفحوص الدورية له، أو كما يسمى بالمصطلح الإنجليزي (checkup) وترد إلى المستشفى حالات غير مألوفة مثل هذا الصقر الذي أطعمه صاحبه طيراً مصاباً بعيار ناري فاستقر العيار في معدة الصقر وأدى إلى تعرضه لأذى بالغ استدعى إجراء عملية تكللت بالنجاح، البروفيسور (كين ريدل) واحد من الأطباء القلائل المتخصصين في معالجة الصقور، فالأطباء المتخصصون في هذا المجال من الندرة بمكان بحيث يعدون على الأصابع، إذ يصل عددهم إلى نحو 12 طبيباً فقط في جميع دول العالم، يقوم هذا الطبيب بالكشف على هذا النوع من الطيور بالإضافة إلى إجراء عمليات جراحية خفيفة ومتوسطة وكبيرة تشمل جميع أعضاء الصقر.
د. كين ريدل (اختصاصي صقور): التخصص في علاج الصقور يبدو مهنة نادرة بالنسبة لطبيب بيطري، ولكن في الشرق الأوسط وبعض من دول العالم هناك أشخاص يكون حبهم الأول الصقور، وأنا واحد من هؤلاء الأشخاص، فقد كنت مدرب صقور منذ كان عمري عشر سنوات مما جعلني أتخصص في هذا المجال بعد أن درست الطب البيطري.
أسيل سامي: يتم الاحتفاظ بريش بعض الصقور التي نفقت لاستخدامه في معالجة صقور أخرى تعرض ريشها للضرر، وهو أمر ليس سهلاً، فالاحتفاظ بهذا الريش يحتاج إلى مواد كيماوية خاصة تحافظ عليها من التلف، ويبدأ موسم القنص عادة أوائل الشتاء ومعه يزداد تردد الصقارين على المستشفى للتأكد من خلو الطير من الأمراض التي قد تؤثر على مهاراته في الصيد، ويصل عدد الحالات التي ترد إلى المستشفى إلى ما بين 7 و13 حالة يومياً، ولا يكتفي هذا المركز بعلاج مرضاه، بل يحاول أن يوسع من برامجه لتشمل دراسة عميقة لهجرة الصقور وأماكن تواجدها، والدورة الحياتية لها، ولهذا الغرض بدأ المركز فعلاً بمشروعه بتجربة لأحد الصقور.
د. كين ريدل: هذا هو أحد أنواع الشاهين لقد وصل من الشمال وتم اصطياده هنا في قطر، ووجدنا من المهم أن نعرف من أين جاء بالضبط وأين يبني أعشاشه، وإلى أية وجهة سوف ينطلق، لذا فقد تم ربط جهاز البث هذا على ظهره وهو مرتبط بالقمر الاصطناعي ليبث مباشرة خطواته أولاً بأول، وهو جهاز يعمل بالطاقة الشمسية، إنه مريح ولا يعيق حركته أو طيرانه.
أسيل سامي: ويرى مهتمون قطريون في هذا المجال أنهم محظوظون لوجود أكثر من طبيب في بلادهم من المختصين بهذا الطائر، الأمر الذي يمكنهم من التغلب على أي أمراض أو إصابات تتعرض لها طيورهم.
أمر يستحق الإعجاب فعلاً أن يصل اهتمام القطريين بصقورهم إلى درجة إنشاء المراكز الطبية والمستشفيات لمعالجتها والعناية بها في زمن التسابق التكنولوجي الذي بات الناس فيه يستبدلون حيواناتهم الحقيقة بالحيوانات الآلية أو الريبوتات.
أسيل سامي -لبرنامج (مراسلو الجزيرة)- الدوحة.
محمد خير البوريني: مشاهدينا الكرام، إلى هنا نأتي إلى نهاية حلقة هذا الأسبوع من البرنامج، لمتابعي (مراسلو الجزيرة) يمكنكم مشاهدة تفاصيل هذه الحلقة من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت،والموقع هو: www.aljazeera.net ويمكنكم مراسلة البرنامج على العنوان التالي: برنامج مراسلو الجزيرة -صندوق بريد رقم 23123 الدوحة قطر.
أما رقم الفاكس فهو 009744860194 نقول من جديد نتابع طلباتكم واستفساراتكم واقتراحاتكم أولاً بأول وسنرد عليها كذلك أولاً بأول بحول الله تعالى، حتى الحلقة المقبلة هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني، محمد خير البوريني، إلى اللقاء.