المدارس الدينية في باكستان، الحركة الصوفية بالسنغال، فقراء الهند
مقدم الحلقة: | محمد البوريني |
تاريخ الحلقة: | 18/01/2003 |
– المدارس الدينية في باكستان وتأثرها بأحداث 11 سبتمبر
– المفارقة بين حياة الفقراء وحياة الأغنياء في الهند
– الحركة الصوفية في السنغال
محمد خير البوريني: أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقةٍ جديدة من برنامجكم (مراسلو الجزيرة).
نشاهد معاً في هذه الحلقة قصة تحكي حال المدارس الدينية الإسلامية في باكستان، التي تعمل منذ مئات السنين، ونرى كيف تأثرت بأحداث الحادي عشر من سبتمبر، وما يقال عن ضغوط أميركية تعرضت لها إسلام آباد لاحتواء هذه المدارس ووضعها تحت الوصاية، وتحت تأثير التوجهات السياسية الرسمية.
ومن الهند نستعرض تقريراً يتحدث عن حياة الفقراء والمعدمين والأغنياء المترفين، ونرى كيف يعيش مئات الملايين من الناس هناك على وعود الأحزاب السياسية منذ تأسيس الدولة على يد (المهاتما غاندي).
من السنغال نعرض قصة تتحدث عن الحركات الصوفية في ذلك البلد الأفريقي، حيث تحظى تلك الحركات بملايين الأتباع والمريدين، ونرى كيف تتمتع بنفوذ وسطوة كبيرة.
أهلاً ومرحباً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
المدارس الدينية في باكستان وتأثرها بأحداث 11 سبتمبر
يوجد في باكستان آلاف المدارس الدينية، تنتشر في كل أرجاء البلاد، كانت هذه المدارس منسية بالنسبة للعالم الخارجي، لكن الحرب في أفغانستان في أواخر أعوام السبعينيات وظهور ما عرف بالمجاهدين في حينه، وصولاً إلى حركة طالبان وأحداث الحادي عشر من سبتمبر، ثم انهيار طالبان، كل ذلك جعل المدارس الدينية أشهر من نارٍ على علم. منذ أحداث سبتمبر مارست الولايات المتحدة ضغوطاً على باكستان للحد من أنشطة هذه المدارس، حسب قائمين عليها، المدارس التي تُخرِّج عشرات آلاف الطلبة سنوياً، وبالفعل حاولت حكومات باكستانية سابقة اتخاذ إجراءاتٍ بهذا الشأن كذلك.
لهذه المدارس توجهات مختلفة حسب الطيف الطائفي والمذهبي الإسلامي بعضها متطرف والبعض الآخر معتدل حسب مراقبين، لقد قاومت هذه المدارس الضغوط التي مورست وتُمارَس عليها، وهي الآن تمر في ظروف غاية في الصعوبة، تقرير أحمد زيدان.
![]() |
تقرير/ أحمد زيدان: ظلت المدارس الدينية الباكستانية والتي يعود تاريخها إلى قرنين من الزمن والمنتشرة كالفطر في باكستان قصة عادية، حتى بدء الجهاد الأفغاني في السبعينيات من القرن الماضي، لكنها قفزت وبقوة إلى السطح وغدت على لسان كل متابع للشأنين الأفغاني والباكستاني بعد ظهور حركة طالبان الأفغانية في أواسط التسعينيات إذ خرجت من رحم هذه المدارس الدينية وتلقت أدبياتها التي سعت إلى تطبيقها على الأرض، لكن كل هذا الاهتمام بكفة وأحداث الحادي عشر من أيلول في كفة أخرى، فهي التي سلطت الأضواء على المدارس وبدأت الحكومة الباكستانية استجابة لضغوطٍ أميركية كما يقول القائمون على هذه المدارس بالرضوخ لهذه الضغوط.
د. عبد الرزاق اسكندر (رئيس جامعة العلوم الإسلامية/كراتشي): يا أخي نحن نرى هذه الضغوط وهذه المطالبات هي من ضمن التأثيرات الخارجية، فهناك ضغط من الخارج من أعداء الإسلام، لأنهم يعتبرون المدارس الإسلامية والدينية أنها خطر للكفر وأهل الكفر.
نظام الدين تشامزي (مفتي جامعة العلوم الإسلامية/كراتشي): القانون الجديد لتنظيم المدارس الدينية والرقابة عليها في ظاهره قد يحقق مصلحة لباكستان، لكنه في الواقع لا يحقق سوى مصلحة الولايات المتحدة الأميركية.
أحمد زيدان: العدد الحقيقي لهذه المدارس غير معروف، وحتى أن الحكومة نفسها لا تقدم أرقاماً دقيقة لكنها قد تصل بالمجمل إلى العشرة آلاف مدرسة تحتضن مئات الآلاف من الطلبة، ولعل ما يزيد من صعوبة معرفة عددها التباينات الفكرية بين المدارس الدينية، فكل مدرسة فكرية لها مدارسها، فالبريلوية التي هي أقرب إلى الصوفية المتطرفة لها مدارسها، وكذلك الديوبانديون الأحناف لهم مدارسهم، وهناك أهل الحديث وكذلك الشيعة، وتعد مدارس الأحناف وأهل الحديث من أهم المدارس الدينية التي لعبت دوراً مهماً في التربية واستقطاب حتى غير الباكستانيين نظراً لخبرة هذه المدارس في تحفيظ القرآن الكريم، وهو ما دفع طلبة عرب وغير عرب إلى القدوم إليها من أجل حفظ القرآن.
طارق توفيق (طالب أردني): اسمي طارق توفيق محمود يحيى جيت أنا وأختي عشان نحفظ القرآن وندرس العلوم الشرعية.
أحمد زيدان: نعم، ومن وين؟
طارق توفيق: من الأردن.
طالب عُماني: أنا أبي أتى.. أتى بي إلى هنا لأقرأ الكتب وأدرس القرآن وأتعلم الحديث، فجيت مع أخواي الاثنين.
أحمد زيدان: قد أيش حفظت من القرآن؟
الطالب العماني: حفظت 29 جزء.
أحمد زيدان: في العام الماضي احتفلت جمعية علماء الإسلام الباكستانية بمرور قرنين من الزمن على تأسيس مدرسة ديوباند وهي التي فرَّخت كل هذه المدارس، وكانت ديوباند قد ظهرت رداً على المستعمر البريطاني لشبه القارة الهندية والذي سعى حينها إلى التأثير على عقائد المسلمين وأفكارهم فوقفت له المدرسة الديوباندية حينها بقوة.
وفي ظل العجز الحكومي على توفير العلم والمأوى للطلبة الفقراء يغدو من الصعب على الحكومة الباكستانية الضغط على هذه المدارس، وإلا فإن مئات الآلاف من الطلبة سيُلقى بهم في الشوارع نهباً للمافيات خصوصاً وأن الدول المانحة التي وعدت بتقديم مساعدات للحكومة الباكستانية من أجل بناء مدارس دينية موازية أو مساعدتها في توفير فرص تعليمية لشريحة أمية تتعدى الـ 70% ظلت مجرد وعود، ولعل هذا ما يدفع المسؤولين الباكستانيين إلى التأكيد على أن المدارس تقدم خدمات جليلة رغم مؤاخذاتهم عليها.
مختار أحمد شيخ (وكيل داخلية إقليم السند الباكستاني): المدارس تقدم التعليم والطعام والمأوى للطلبة، وهذه خدمات جيدة للطلبة الفقراء الذين لا يقدرون على إرسال أولادهم إلى المدرسة، ولكن ما تقوله الحكومة هو أن هذا التعليم جيد ونريده مع إدخال مواد عصرية عليه حتى يتمكن الطلبة من التأقلم مع ظروف الحياة حال تخرجهم من المدرسة الدينية.
أحمد زيدان: وتتحدث الأوساط الرسمية الباكستانية على وجود مدارس أشباح حكومية وصل تعدادها -حسب مصادر حكومية- إلى 25 ألف مدرسة تقوم الحكومة بدفع ميزانيتها فيبتلعها المسؤولون المحليون دون أن يكون لها واقع على الأرض سوى على الورق، وهو ما يستشهد به أصحاب المدارس الدينية على أن فيروس الفساد غير موجود في مدارسهم بخلاف ما يحصل في كل مناحي الحياة الحكومية.
نظام الدين تشامزي: كل شخص يعرف أن المدارس الدينية موجودة هنا منذ وقت طويل، ففي هذه المدارس لا يوجد فساد ولا قتل ولا نهب ولا إطلاق نار، بينما كل الجامعات الحكومية فيها هذه الحوادث، وتنتشر قوات الشرطة حولها، وأحياناً في داخلها، وكل هذه الحوادث غير منتشرة في المدارس الدينية والمحاكم الباكستانية شاهدة على ذلك، وحتى علماء الدين الذين انتخبوا للبرلمان لم يثبت على أحدهم التورط في قضايا فساد مالية بخلاف الآخرين.
أحمد زيدان: تدفق المهاجرين الأفغان في الثمانينيات بسبب الغزو السوفيتي لأفغانستان زاد من عدد المدارس وطعَّمها بعنصر جديد غير باكستاني، ومنحها زخماً في ظل معرفة العالم كله بباكستان بسبب الجهاد الأفغاني، فوفدوا عليها وعرفوا مدارسها واستقر البعض بهم المقام فيها، لكن يشدد القائمون بالمقابل على هذه المدارس أن هدفهم هو تعليم الناس الدين الحق بعيداً عن الحزبية السياسية الضيفة ومناهج المدارس شاهدة على ذلك كما يقولون.
سيلمان البنوري (نائب رئيس جامعة العلوم الإسلامية): ندرس هنا في الجامعة يعني العلوم الشرعية علوم النبوة كاملاً بس الفقه وأصول الفقه والحديث، أصول الحديث، تفسير، وعلوم التفسير جميعها، الأدب العربي وغير ذلك من يعني هذا.. يعني العلوم الدينية النحو والصرف ويعني..، وكذلك الأساتذة العرب حتى من جامعة الأزهر، أساتذة موجودون هنا يدرسوننا.
طالب أجنبي: تعلمنا القرآن والأحاديث والنحو والصرف ونستفيد من هذه الجامعة، ليس فيه حرج في.. من.. من جانب الحكومة، هم يدوا الإجازة أن ندرس في باكستان، هم يدوا التأشيرة، وهكذا السهولة في كل شيء.
أحمد زيدان: ترتبط هذه المدارس بعلاقات قوية مع جامعات مثل الأزهر وكذلك في المملكة العربية السعودية، وحتى أن بعض الطلبة قاموا بالمشاركة في دورة للغة العربية في سوريا.
بروفيسور عبد الرؤوف غزنوي (أستاذ في جامعة العلوم الإسلامية): هذه الجامعة لها علاقات بالجامعات الإسلامية وخاصة في الدول العربية، فرئيس هذه الجامعة الدكتور عبد الرزاق اسكندر متخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة و.. فلنا علاقات بجامعة الأزهر، وبالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وغير ذلك من الجامعات الإسلامية.
أحمد زيدان: لكن السؤال الذي قد يتبادر إلى الذهن هل تخشى أميركا من العملاق النائم الممثل بالمدارس الدينية؟ وهل تتخوف من المنهج الصلاحي نسبة إلى صلاح الدين الأيوبي حين استبق منهجه التغييري بالاهتمام بالمدارس الدينية والتي كانت نواة مشروعه التغييري؟ وربما هذا ما دفع الحكومة بضغط أميركي -كما تقول الأحزاب الإسلامية- إلى الإصرار على طرح مرسوم ينص على تسجيل المدارس الدينية من جديد ورفض أي معونات خارجية أو قبول الطلبة الوافدين بدون موافقة الداخلية الباكستانية وغيرها من القيودات، وهو ما أثار حفيظة المدارس التي تعهدت جميعها كونها تنضوي تحت نقابة موحدة برفض هذا القرار.
مولانا محمد نعيم (رئيس الجامعة البنورية): كل المدارس في.. داخل في وفاق المدارس تحت وفاق المدارس، ورئيس وفاق المدارس الآن قال هذا ليس صحيح قانون وفيه.. فيها (……) كثيرة في المدارس، فمن هذا كل المدارس الآن لا يقبلوه.
أحمد زيدان: لكن المراقبين السياسيين يرون أن سعي الرئيس الباكستاني (برفيز مشرف) إلى فك الارتباط بين الثكنة العسكرية والمدرسة الدينية الذي ربطه سلفه الرئيس الراحل ضياء الحق ليس بالأمر السهل، خصوصاً وأن رؤساء سابقين -مثل أيوب خان- فشلوا فيما سُمِّي بعصرنة المدارس، وكذلك فشل مشرف نفسه منذ مجيئه إلى السلطة في محاولاته وضع يده على هذه المدارس، أما ما تثيره الحكومة والجهات الغربية ضد المدارس الدينية بأنها ليس فيها علوم عصرية فيجافي الواقع، إذ أن دروساً باللغة الإنجليزية وكذلك الحساب والعلوم وحتى الكمبيوتر موجودة فيها، وإن كان القائمون عليها يشددون على أن مدارسهم متخصصة بالشريعة الإسلامية مثل أي جامعة أو كلية متخصصة في العالم.
الأحزاب الإسلامية الباكستانية تدرك أن هذه المدارس تشكل ثروتها الحقيقية، إذ أن كل جماعة لديها مدارسها الخاصة وهو ما يدفعها إلى رفع عقيرتها ضد قرارات الحكومة في التدخل في شؤون هذه المدارس.
قاضي حسين أحمد (زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية): إعادة تسجيل المدارس الدينية غير ضروري، فالمدارس في باكستان مسجلة بالأصل، وهناك إدارة خاصة لهذا الأمر، المدارس استوفت كل الشروط القانونية الموضوعة، وإعادة التسجيل ليس ضرورياً أبداً.
أحمد زيدان: وما يثيره البعض في باكستان هو أن الحملة الحكومية بالتضييق على المدارس الدينية ستنعكس سلباً على نظيرتها في الهند التي ستتخذ من الخطوة الباكستانية مبرراً للتدخل في شؤون تلك المدارس، وهو ما قد يضر بمسلمي الهند ويضر بالأساس والمبرر الذي قامت عليه دولة باكستان وانفصلت بموجبه عن الهند وهو أساس الإسلام.
تمر المدارس الدينية الباكستانية بأصعب مراحل تاريخها المديد الذي يصل إلى قرنين من الزمن بين ضغوطات الحكومتين الأميركية والباكستانية، وبين استحقاقات هذه المدارس التاريخي المديد.
أحمد زيدان -(مراسلو الجزيرة)- جامعة العلوم الإسلامية -بنُّوري تاون- كراتشي.
المفارقة بين حياة الفقراء وحياة الأغنياء في الهند
محمد خير البوريني: ونتحول إلى الهند جارة باكستان اللدود، حيث يعيش مئات الملايين من الفقراء والمعدمين على الرغم من جميع الإجراءات التي اتُخذت منذ تأسيس الدولة الهندية على يد (المهاتما غاندي)، صور حقيقية للفقر والبؤس في مجتمع يعيش فيه أغنياء أيضاً، بل أصحاب غنىً فاحش.. تقرير ناصر شديد.
![]() |
تقرير/ناصر شديد: فقراء الهند صورة للبؤس والحرمان والشقاء، معظمهم يعيشون في أماكن تشبه البيوت أو هكذا يسمونها على هشاشتها، إذ لا تصمد غالباً في وجه المطر الموسمي العدو الثاني لهم بعد الفقر.
تنتشر هذه التجمعات البشرية على هذا النحو في جميع مناطق البلاد، حيث يعيش الناس فيها في ظروف تتشابه، حال بعض الأسر أفضل من حال غيرها في المكان نفسه، لكنهم جميعاً تحت خط الفقر الذي تُعرِّفه المنظمات الدولية المعنية بكثير.
أحياء كثيرة وسط العاصمة نيودلهي تعتبر مرتعاً للحشرات بكل أنواعها، تتكاثر رغم أنوف سكان المنطقة، يعاني الفقراء هنا من انتشار مياه الصرف الصحي في كل مكان تحيط بمنازلهم من كل جانب، تحاصرهم كقدر محتوم كما هي أكوام القمامة التي تتوزع في الأزقة وأشباه الشوارع.
مواطن هندي فقير: على الحكومة إعطاؤنا مكان يقبل الإنسان أن يعيش فيه، نحن نعيش هنا كالحيوانات، يشترك أربعة أو خمسة أشخاص في غرفة صغيرة.
ناصر شديد: يجد هؤلاء مياه للشرب ولغسل أجسادهم الصغار والكبار يستحمون هنا على قارعة الطريق، الكبار باختيارهم، بينما الصغار بشكل غير طوعي، لكن الحصول على مياه الشرب بمواصفاتها الدولية أمر يكاد يكون مستحيلاً ويضطر سكان المنطقة لانتظار فرصة الحصول على المياه.
وأما ظروف النظافة فحدِّث ولا حرج، فهي شبه معدومة، فبالرغم من تجمع الحشرات اعتاد هذا القصَّاب كمعظم أصحاب هذه المهنة في الهند على تقطيع اللحم بهذه الطريقة، الزبائن قلة ممن يمكن أن يتوفر لديهم المال لشراء اللحم وقليل منه فقط. حفاة وعراة ومحبطون، يشعر أرباب الأسر بالسعادة عند تمكنهم من الحصول على بعض المواد الأولية لإطعام أطفالهم مرة واحدة في اليوم على الأقل، يعيشون في هذه الأماكن جنباً إلى جنب مع أعداد وأنواع مختلفة من الحيوانات، مطالبهم كثيرة ولكنها حقيقية.
مواطنة هندية فقيرة: بالطبع، نحن لسنا سعداء هنا، إننا نعمل لإسكات البطون فقط، لا يمكن أن نوفر لأولادنا التعليم مثلاً، نأمل أن يكون لأولادنا مستقبل أفضل.
مواطن هندي فقير: لا يوجد دخل حقيقي هنا ولا نستطيع التوفير في حياتنا، فأنا أعمل يومياً تحت الشمس وقد فقدت وعيي أكثر من مرة.
ناصر شديد: مشاهد كثيرة تترجم مرارة الفقر كما تترجم في الوقت نفسه استراتيجية البقاء التي يحاول هؤلاء الالتزام بها كهذه المرأة التي تنظف الأواني بالحطب المحروق بعيداً عن مساحيق التنظيف الحديثة التي ربما لم تسمع عنها، الفقراء لا يستغنون عن أشيائهم مهما كانت متواضعة، أهل هذا البيت اعتمدوا على هذه الطفلة في تحضير خبز يومهم، تقوم بالعجن بينما ينعم غيرها من أبناء ميسوري الحال بالجلوس على مقاعد الدراسة وأمام أجهزة الكمبيوتر، هذه الأم تقوم بتحضير الطعام يحمل اسم (باقوره) الذي يُعد من الطحين لا غير، آخرون يعدونه من الخضراوات الطازجة، ولكن الحالة المادية هي التي تتحكم في الأمر. كلهم فقراء؟ نعم، ولكن هناك حال أفضل من حال، بعض سكان المنطقة محظوظون لأنهم وجدوا ما يمكنهم من إنشاء بيت من الطوب التقليدي فيما لا يزال آخرون يعيشون تحت سقف بيوت من الخيش والقش وأكياس بألوان مختلفة. أطفال فقراء الهند حدِّث عن بؤسهم ولا حرج، فبينما يلعب أطفال العالم الجديد بأحدث الألعاب والأجهزة الإلكترونية اختار هؤلاء على غير رغبة منهم اللعب بالحبال، فتلك هي ملهاتهم، يتحملون أكثر من طاقتهم فأي مستقبل ينتظرهم بعد أن نسيهم الزمن في ظل وعود الأحزاب السياسية التي تتعاقب على الحكومات الهندية منذ أكثر من نصف قرن.
سونيل شاستري (الناطق باسم الحزب الحاكم/ بهارتيا جاناتا): نعم، هناك الكثير من الوعود من قبل الأحزاب السياسية يتضمنها البرنامج الانتخابي قُبيل الانتخابات، ولكن قلة المال وبعض الصعوبات الأخرى تحول دون تنفيذ هذه الوعود، وهذا ليس مقتصراً على حزبنا البهارتيا جاناتا، بل كل الأحزاب السياسية.
أناند شارما (المتحدث الرسمي باسم حزب المؤتمر المعارض): هذا صحيح فبعض المرشحين يوزعون الملابس والخمر على الناخبين، ولكن هؤلاء ليسوا من الأحزاب السياسية، بل هم من المستقلين الذين لا يملكون أجندة واضحة ويعوضون ذلك بالرشاوي.
ناصر شديد: يرى المتابعون أن العقبة الأهم أمام حكومات الهند منذ الاستقلال تكمن في ازدياد عدد السكان باطراد الأمر الذي يُعيق الخطط التنموية.
محلل اقتصادي: يبدو أن الوضع هنا لا يتغير، كالشاحنة التي تسير في طريق يسير هو أيضاً، ولكن في الاتجاه المعاكس فالشاحنة تسير في هذا الاتجاه والطريق يسير في هذا الاتجاه فالمحصلة ثابتة، فبعد خمس سنوات ستجد أن الشاحنة في نفس المكان.
ناصر شديد: ساعات النهار بطولها من طلوع الشمس إلى مغيبها هي للفقراء في الهند، أما الليل فهو لميسوري الحال والأغنياء.
حياة أخرى يعيشها الأغنياء والأكثر حظاً، ولكن هذه الحياة تبدأ عموماً عندما ينام الفقراء بعد عناء يوم شاق من العمل للحصول على ما يسد الرمق.
جورج إبراهام (مدير المؤسسة الخيرية الهندية): مهما كان تعريف مستوى خط الفقر، فإن من الواضح أن ما يقرب من 400 مليون شخص هنا من الفقراء، ويعيشون في وضع غير آمن، 400 مليون شخص في بلد يملك المليار، يعني أن نسبة الفقراء أكثر من 40% من السكان.
ناصر شديد: حياة هؤلاء سهلة يحصلون على كل ما يريدون ويقضون أوقاتهم بعيداً عن هموم الفقراء، عائلات وفتيات وشبان.
سيدة من الطبقة الغنية في الهند: عندنا العديد من أماكن اللهو والبارات، هناك الكثير من البارات الصغيرة التي ظهرت أخيراً، وأماكن أخرى للرقص في فنادق الخمس نجوم.
ناصر شديد: بعض الفقراء وأطفالهم لا ينامون حيث يبيعون السعادة لميسوري الحال وأطفالهم على أبواب المطاعم ودور السينما وصالات الترفيه التي يعتبرون ارتيادها مرة واحدة في العمر حلماً بعيد المنال، يعزف هؤلاء الفقراء ألحاناً ينام عليها الأغنياء ما تبقى من الليل.
كل وعود الأحزاب التي تعاقبت على الحكومات الهندية منذ أكثر من خمسين عاماً لم تفلح في حل مشكلات فقراء الهند الذين بذل المهاتما غاندي (مؤسس الدولة الهندية) جهوداً كبيرة للارتقاء بمستواهم المعيشي، ولكن هؤلاء مازال الأمل عندهم قائماً لحل مشكلاتهم.
ناصر شديد -لبرنامج (مراسلو الجزيرة)- نيودلهي.
[فاصل إعلاني]
محمد خير البوريني: وإلى فقرة الردود على رسائل المشاهدين الكرام.
بداية هذه الفقرة رسالة وصلت بالبريد الإلكتروني من طارق الزناتي بعثها من الجماهيرية العربية الليبية، يطلب طارق تقريراً يتعلق بالسجون في مالطا وتحديداً سجون تاكنديا، كما يطلب موضوعاً حول الهجرة غير الشرعية من مالطا إلى دول الاتحاد الأوروبي وتحديداً إلى إيطاليا.
سبق للمشاهد وأن طلب موضوعات تتعلق بالسجون في مالطا وسبق وأن طلبنا منه أن يوضح لنا أهمية هذا الموضوع الذي يدفعه للكتابة إلينا ويريدنا أن نبحث في تنفيذ تقرير بهذا الشأن.
أما بالنسبة للهجرة من مالطا إلى دول الاتحاد الأوروبي فإننا بدأنا بدراسة هذا الأمر ونرجو أن تتمكن يا طارق من مشاهدته في حلقات مقبلة.
والمشاهد ريان سوقي، وأرجو أن أكون قد لفظت الاسم صحيحاً، يقول ريان في رسالته التي بعثها باللغة الإنجليزية يقول: إنكم تركزون في هذا البرنامج على القضايا العربية وقضايا الطائفة السنية تحديداً في الشرق الأوسط وفي شمال إفريقيا، وقلما تتحدثون عن غير العرب وغير أهل السنة علماً بأن المناطق المذكورة فيها العديد من الأقليات، ويذكر المشاهد الأمازيغ والأكراد بالإضافة إلى الأفارقة السود الذين يعيشون في المغرب والعراق والسودان، يتابع قائلاً كما أن هناك أقليات دينية مثل الدروز والعلويين في بلاد الشام والأقباط في مصر، والآشوريين في العراق والإباضيين في عُمان والزيديين في اليمن، يطلب ريان إيلاءَ ما ذُكر في رسالته أهمية إضافية ويُنهي الرسالة قائلاً: آمل أن تجد رسالتي هذه اهتماماً وألا تلقى طريقها إلى سلة المهملات.
شكراً للمشاهد على الرسالة الطيبة التي لم نترك كلمة لم نعرضها فيها، ونجيب عليها بالقول: إننا لا نقوم بإعداد الموضوعات وعرضها بشكل اختياري ولا على أسس عرقية أو دينية أو مذهبية أو طائفية، ولو أننا كذلك لتغير اسم (الجزيرة) إلى أي شيء آخر، تأكد أن لا فرق عندنا بين دين ودين أو طائفة وطائفة أو لون ولون أو عرق وعرق، فالكل عندنا سواسية كأسنان المشط، لقد عرضنا العديد من الموضوعات التي تتعلق أو تتحدث عن طوائف وأقليات كثيرة في منطقتنا ومن بينها الطائفة الشيعية على سبيل المثال وليس الحصر، كما تحدثنا في موضوعات أخرى عن الأكراد، نؤكد من جديد أن هناك العديد من الموضوعات التي تتعلق بالطوائف والأقليات من مواطني الدول العربية أو الإسلامية مثل إيران ولا نتمكن من ذلك، فالقضية لا تتعلق بنا وإنما بالدول والجهات المعنية التي توجد بها بعض هذه الطوائف، فقد حاولنا على سبيل المثال وليس الحصر الحديث عن الأكراد في بعض الدول العربية وقد قوبلنا بالرفض الشفهي بداعي عدم التفرقة بين أعراق وأصول مواطني البلد الواحد على الرغم من أننا لا يمكن أن نطرح الأمر على هذا الشكل بأي حال من الأحوال بل نطرحه على أساس معرفي ثقافي واقع على الأرض، وكما نحن دائماً كذلك، كما حاولنا إنجاز تقرير أيضاً حول الطائفة الدرزية لتعريف المشاهدين بها من ناحية معرفية وثقافية، وكان الجواب سلباً، وقس على ذلك ولا داعي لمزيد من الشرح، نواجه عقبات كثيرة في إنجاز العديد من الموضوعات من دول عربية وإسلامية عديدة وهناك بعض الجهات التي لا تتعاون معنا على الإطلاق وكأن ما نحن بصدده سراً لا يُذاع في الوقت الذي تراه دول أخرى من الموضوعات العادية التي يجب طرحها، نرجو أن نكون قد أجبنا على رسالتك وأوضحنا الأمر، الرسالة التي ذهبت إلى أسماع المشاهدين وليس إلى سلة المهملات كما اعتقدت أنت، فلا يمكن أن يحصل هذا في قناة (الجزيرة)، إذ أننا هنا للعناية بكل رسالة ووجهة نظر أو نقد أو مقترحات أو استفسارات تأتينا من مشاهدينا جميعاً وأهلاً بك.
ومن تنزانيا هذه رسالة من سالم عمار سالم سعد يقول فيها: إنه يتابع البرنامج كما يتابع جميع برامج (الجزيرة) ويطلب بذل مزيد من الجهود في إعداد موضوعات من القارة الإفريقية.
أعتقد يا سالم أن للقارة الإفريقية الكثير من الحظ لدينا، وهي دائماً في الصورة ونحاول ما استطعنا إنجاز موضوعات جديدة على الدوام وقد وصلنا حتى إلى أعماق الصحراء الإفريقية وقمنا بنقل الكثير من هناك، سوف تشاهد المزيد من الموضوعات في المستقبل القريب وبشكل متواصل.
ومن تورنتو في كندا بعث المشاهد عبد الغني موسى أحمد يطلب من البرنامج موضوعات تتحدث عن الحرب الأهلية التي مزَّقت الصومال، نجيب المشاهد بأننا عرضنا موضوعات تتعلق بالصومال ونحن بصدد الإعداد لدراسة إمكانيات تنفيذ مزيد من الموضوعات من هناك، نرجو أن تتمكن من مشاهدتها.
ومن مدينة كويتا في باكستان أرسل لنا أشرف سعيد يطلب زيارة المدينة والإطلاع على أوضاع مواطنين عراقيين يعيشون فيها، يقول المشاهد: إنهم لا يملكون ثمن الطعام ويعيشون حياة بائسة بدون نقود، كما أن الأمم المتحدة ترفض منح 90% منهم حق اللجوء إلى دول أخرى، ويتابع قائلاً: لا توجد دولة أو منظمة للعناية بهموم هؤلاء، علماً بأن منهم من يتسولون للحصول على المال.
نقول للمشاهد: إننا نأسف للحال الذي وصل إليه حال هذه المجموعة من أبناء الشعب العراقي وكنا قد عرضنا موضوعاً أعده الزميل أحمد زيدان من باكستان حول قضيتهم، ولكن ليس من مدينة كويتا وقد تحدث فيه عن الأحوال السيئة بل والمزرية التي يعيشها عراقيون هناك، سوف نحاول طرح هذه القضية من جديد في أقرب وقت ممكن.
وهذه رسالة عرَّف مرسلها على نفسه بأنه حامد الشريف وأنه مواطن عربي مصري مقيم في ليبيا، يقول في الرسالة: كنت أريدكم أن تتحدثوا عن العمالة العربية في الدول العربية والمهانة التي تجدها تلك العمالة، الغريب أن الأجانب يُعاملون باحترام لا حدَّ له، ونحن العرب وكأننا لا قيمة لنا ولا وزن تؤكل حقوقنا المادية والأدبية، على حد تعبيره.
شكراً على الرسالة التي تحتاج إلى مزيد من الإيضاح وفيها الكثير من التعميم عندما تتحدث عن جميع الدول العربية وعن مُجمل العمالة العربية في هذه الدول، هناك العديد من الدول العربية التي تُعامل الوافدين العرب معاملة طيبة جداً وبكل احترام وتقدير لهم وللجهود التي يبذلونها في هذه الدول، نرجو المزيد من الإيضاح.
مشاهدينا الكرام، نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم حسب ما سمح به وقت البرنامج في هذه الحلقة، نتابع معكم ما تبقى.
الحركة الصوفية في السنغال
تنشط الحركات الصوفية، أو هكذا تسمى، تنشط كثيراً في السنغال ويلتف حولها ملايين الأتباع، بعضها يقترب وبعضها يبتعد لينغمس فيما يسمى بالخرافة والطقوس الدخيلة على الدين الإسلامي، مريدو الحركات الصوفية بمختلف مشاربها يرون أن لدى القائمين على هذه الحركات من الكرامات والخوارق ما لا يمتلكه أحد، ويذهب آخرون إلى وصف الكثير من ذلك بالبدع والشعوذة الدخيلة على الدين ويؤكدون على أن كل بدعة ضلالة. تتمتع المذاهب الصوفية في السنغال بوزن ونفوذ كبيرين ولها من الأتباع والمريدين الكثير والأرقام تتحدث عن ملايين البشر.
عبد الله ولد محمدي كان في داكار عاصمة السنغال وأعد هذا التقرير.
![]() |
تقرير/ عبد الله ولد محمد: طوبا عاصمة الطريقة الموريدية في السنغال، بضعة ملايين من الأتباع يؤمون كل سنة مزار الشيخ أحمد دوبمبا مؤسس الطريقة في يوم البجال.
البجال أو يوم التعظيم يؤسس لذكرى نفي الاستعمار للشيخ المؤسس إلى الجابون بعد ما أعلن معارضته الوجود الفرنسي في بداية القرن التاسع عشر. يسافر الأتباع بكل الطرق الممكنة في حاويات الشاحنات فوق سطوح السيارات في فترة زمنية محدودة لا تتجاوز ثلاثة أيام لزيارة الضريح والاستماع إلى الخليفة الحالي للطريقة ضمن طقس سنوي يقترب كثيراً من أسلوب الحج وإن لم تكن له طابع الفريضة حسب اعتقاد هؤلاء المسلمين السنغاليين.
الشيخ مودو كارا: ليس حجاً بمعنى الكلمة لأنه هو الذهاب إلى بيت الله الحرام، وإذا كان قد سُمِّي كذلك لأنه مثل تواجدٍ للناس فإن الأمر هنا لا يتعلق بشعيرة وإنما لزيارة ضريح الشيخ ولشكر الله.
عبد الله ولد محمدي: القدرة التنظيمية الفائقة لهذه الطريقة الصوفية التي ينتمي إليها الرئيس السنغالي الحالي عبد الله واد فتحت المجال أمام أساطين الطريقة لوضع أيديهم على مكامنِ النفوذ الاقتصادي والسياسي في هذا البلد. وتنشر تسمية طوبا العاصمة الروحية لأتباع الطريقة في كل مكان من العاصمة السنغالية دكار. الشيخ مودوكارا، أحد أحفاد المؤسس، ويبشر هذا الشاب أتباعه بأسلوب جديد للتغيير من واقعهم النفسي والسلوكي، يتجه مجال نشاطه إلى فئة الشبان ويعتقد الشيخ كارا أنه قادر على التأثير على الشبان الذين ضلوا الطريق القويم فأصبحوا من مدمني المخدرات ومحترفي السرقة، أما طريقة التغيير فبالموسيقى والعمل التطوعي. ولتكريس الأسلوب الجديد ومن أجل قدرٍ كافٍ من الرعاية لأسلوب الشيخ أنتجت الجمعية التي يرأسها أغنية مصورة بثها التليفزيون السنغالي، وتستميل الجمعية إلى حلقاتها عشرات الشبان بعضهم عائد من طريق الإجرام فيلتحقون جميعاً بالصفوف لقراءة القصائد التي كتبها الشيخ المؤسس في مدح الرسول، ويعتقد الشيخ كارا أن دمج الشبان في هذا الجو الموسيقي الروحي سيعوضهم عن جو المخدرات الذي كانوا يعيشون به.
الشيخ مودو كارا: إن الله هو الذي يوجهني للعمل الصالح، وغداً لا أعلم ما سيجري، لكن ما أسعى إليه الآن هو توجيه الشباب إلى العمل الصالح وأيضاً إدخالهم في جو الموسيقى الروحية.
عبد الله ولد محمدي: لكن الطريقة الموريدية ليست الطريقة الصوفية الوحيدة في السنغال، فالطريقة التيجانية تعتبر الأولى من حيث تعداد الأتباع.
الشيخ مصطفى السي أحد المنتمين إلى إحدى تلك العائلات التي تتوارث المشيخة الدينية والتي يُعد أتباعها بالملايين أيضاً، لكن مصطفى السي اختار نهجاً أكثر حداثة في التعامل مع الأتباع، فهو يعقد كل سنة جامعة مفتوحة يشارك فيها كبار مثقفي السنغال في سبيل توضيح بعض الإشكالات التي تواجه المسلمين وتقترب حركة الشيخ مصطفى من أسلوب حركات الإسلام السياسي وإن لم تنزع عنها رداء الطريقة الصوفية.
محمد خبشي (صحفي مغربي): أكد أنه منذ نشأتها في بداية التسعينات حركة المسترشدين والمسترشدات التي يتزعمها.. يتزعمها مصطفى السي فهي حركة صوفية تنتمي إلى الطريقة التيجانية، ولكن دخلت منذ نشأتها الحلبة السياسية بحيث قدمت الدعم السياسي للمرشح الاشتراكي آنذاك الرئيس (عبده ضيوف) وظلت تسانده إلى حوالي سنة 1994 حيث تمت القطعية وكانت هناك مظاهرات وكانت.. كانت قتلى.. عدد كتير من القتلى تمت قطيعة 1994 منذ 1994 حتى سنة (..) نلاحظ تقارب ما بين الحركة والمعارضة بزعامة الرئيس الحالي (عبد الله واد)، لكن الدستور السنغالي أعتقد أنه لا يسمح لنشأة أحزاب سياسية.. أحزاب سياسية دينية، فلهذا سنة 1998 -عفواً- قررت حركة المسترشدين والمسترشدات إنشاء أو تكوين حزب سياسي تابع لها، رغم أنه لا يزعمه الرئيس مصطفى.. الزعيم مصطفى السي، ولكن هذا الحزب موالي، ومن هذا يظهر على أن الحركة لها أبعاد سياسية أكثر في.. في الظرف الراهن أكثر من هذا أهداف دينية..
عبد الله ولد محمدي: ومثل الطريقة الموريدية يتكرر نفس المشهد من حيث رحيل الأتباع كل سنة في ذكرى المولد النبوي إلى (تيفافون) إحدى مراكز الطريقة في السنغال وذلك لإحياء المولد وسط احتفالات مهيبة. وعدا هذه الطريقة القادرية التي لم يتجذر (نفوذها) بالمقارنة مع التيجانية والموريدية رغم انتشارها في بعض مناطق السنغال فإن اللايين تبقى أكثر الطرق إثارة.
تأسست طريقة اللايين على يد الإمام عيسى لاي قبل أكثر من قرن، و يعتقد اللايين أن المؤسس كان رسولاً وأنه كلف بتجديد الدعوة من هذا الكهف في جزيرة (أنجور) قريبة من شاطئ دكار. ويزور الأتباع كل سنة المكان الذي انبثقت منه دعوتهم ليضعوا أقدامهم على نفس الصخرة التي يقولون أنها احتفظت بموقع قدم عيسى لاي. وتشتبك حكاية اللايين مع البحر في أكثر من موقع، فالأتباع من قبائل الليبو كانوا من الصيادين ولازالت هذه المجموعة مدينة في حياتها اليومية للبحر وما يأتي به من أرزاق.
أغلب خوارق المؤسس -حسب اعتقاد مريدية- تدور حول البحر ولا يزال الاحتفال بذكرى مؤسس الجماعة يجري مقابل شاطئ دكار في جو احتفالي كبير ويلبس المنتمون إلى اللايين الملابس البيضاء بهذه المناسبة الكبيرة.
استجاب البحر لنداء المؤسس فانزاح من هذا المكان ليفسح المجال أمام بناء جامعه هكذا يقول أتباع طريقة اللايين إذ لكل طريقة في السنغال خوارقها المعلنة.
عبد الله ولد محمدي -(الجزيرة)- دكار.
محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا الكرام إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، بإمكان جميع المشاهدين الكرام مشاهدة تفاصيل هذه الحلقة بالصوت والصورة والنص من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت على العنوان التالي:
www.aljazeera.net
كما يمكنكم مراسلة البرنامج أيضاً عبر البريد الإلكتروني والعنوان هو:
reporters@aljazeera.net
أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 2312 الدوحة – قطر.
وكذلك من خلال الفاكس على رقم 009744860194
نرحب بجميع رسائل السادة المشاهدين في كل مكان، في الختام هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني.. محمد خير البوريني، إلى اللقاء.