اللغة العربية، مقاطعة البضائع الأميركية، المسلمون في صربيا
مقدم الحلقة: | محمد البوريني |
تاريخ الحلقة: | 26/10/2002 |
– تدهور اللغة العربية في المغرب في ظل الهجمة الفرنكفونية.
– أوضاع المسلمين في صربيا منذ الفتح العثماني.
– مصير دعوات مقاطعة البضائع الأميركية في الإمارات.
محمد خير البوريني: أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا إلى أولى فقرات حلقة هذا الأسبوع من (مراسلو الجزيرة).
نشاهد من المغرب تقريراً حول اللغة العربية وما يصفه كثيرون هناك باستمرار غزو ثقافة الفرنكفونية على الرغم من مرور عقود طويلة على استقلال البلاد وتحررها من الاستعمار الفرنسي، ويحكي التقرير ما وصل إليه حال اللغة العربية في عدد ليس قليل من أقطار العالم العربي وسط ما يراها كثيرون هجمة ثقافية غربية عارمة، ويعربون عن قدرة الثقافة العربية على مواجهتها لو خلصت النوايا وصلح العمل، ولو عمل العاملون بجدٍ وإخلاص وتفانٍ على التصدي لها وأخذ ما ينفع منها فقط.
ومن دولة الإمارات العربية المتحدة نضرب مثالاً ونتابع مصير دعوات مقاطعة الشركات والبضائع الأميركية التي سبقت ورافقت الهجمة الإسرائيلية الشرسة على المدن الفلسطينية، وما ارتكبه جيش الاحتلال من مجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، الهجمة والمجازر التي رافقها شعور عربي وإسلامي عارم بالسخط والظلم والمهانة.
ومن صربيا نستعرض تقريراً حاولنا أن نفصل فيه حال المسلمين هناك منذ الفتح العثماني، ونرى كيف أنهم لا يزالون في تلك البلاد، ولكن في ظروف لا تسر عدواً أو صديقاً، مع عدم التفات العالم الإسلامي والعربي لهم.
لنشاهد معا أولى فقرات هذه الحلقة.
تدهور اللغة العربية في المغرب في ظل الهجمة الفرنكفونية
في عصر التردي والتراجع العربي يخشى مثقفون وحريصون لا يملك غالبيتهم وسائل التعبير اللازمة لأسباب لا تخفى على أحد يخشون أن يؤدي مسلسل الهزائم إلى إلحاق ضرر أفدح وأعظم باللغة العربية، التي كانت يوماً لغة العلوم الأولى والوحيدة في هذا العالم، وعندما هان أهلها أو استهانوا تصدى الشاعر حافظ إبراهيم لكل من هانت عليه، وقال متحدثاً باسم لغة الضاد ما يجدر أن نتذكر جميعاً، قال:
وسعت كتاب الله لفظاً وغاية
وما ضقت عن آيٍ به وعظاتي
فكيف أضيق اليوم عن وصف
آله وتنسيق أسماء لمخترعاتي؟
فلا تكلوني للزمان فإنني
أخاف عليكم أن تحين وفاتي
سقى الله في بطن الجزيرة أعظماً
يعز عليها أن تلين قناتي
حتى يصل إلى القول:
أرى كل يوم في الجرائد مزلقاً
يدنيني من القبر بغير أناة
أيهجرني قومي عفا الله عنهم
إلى لغة لم تتصل برواتي
سرت لوثة الإفرنج فيها كما
سرى لعاب الأفاعي في مسيل فراتي
فجاءت كثوب ضم سبعين
رقعة مُشكَّلة الألوان مختلفات
إلى آخر ما في القصيدة من أبيات غاية في البلاغة.
يستشهد متخصصون بأقوال متخصصين آخرين ويقولون: السيطرة على الأقوام لا تكون حالياً بالحديد والنار فحسب، وإنما بالسيطرة على العقول وإضعاف لغات تلك الأقوام. ولما كانت اللغة ومازالت أداة للتعبير عن الفكر وغرس الأخلاق الفضيلة في الأمم إلى جانب السلوك، فمن هو المسؤول عن ضعف اللغة العربية وتدهور حالها في مهدها، وفي معقل ازدهارها الأول، وبين أهلها؟ من هو هذا، وما هو عنوانه؟
![]() |
التقرير التالي عدته إقبال الهامي من المغرب كمثال فقط –لا أكثر ولا أقل- على وضع اللغة العربية في عدد كبير من الأقطار العربية إن لم يكن في جمعيها.
إقبال إلهامي: السؤال حول تدني تعليم اللغة العربية يقود حتماً إلى أسئلة أعمق حول نظم التعليم التي تتبناها البلاد، وحول ما إذا كانت الجامعات والمعاهد المغربية تطورت بالشكل الذي يمكنها من مواجهة تدفق هائل للمعلومات، وهيمنة شبه مطلقة للغات الأجنبية على النظم التربوية الحديثة، مما جعل البعض يذهب إلى اتهام اللغة العربية بالعجز عن أداء مصطلحات وأبجديات العلوم.
إدريس الكتاني (وزير تعليم مغربي أسبق): هو ليس ضعفاً للغة بقدر ما هو ضعف للدول أو الشعوب الناطقة باللغة العربية، لأن اللغة العربية كانت في القرون الوسطى وقبلها وبعدها اللغة العلمية العالمية الوحيدة التي ترجمت كل العلوم، والعلوم الدقيقة منها وإليها.
إقبال إلهامي: النظم التعليمية في المغرب عرفت تغيرات عدة علها تنقذ جيلاً كاملاً تتهدده الأمية في لغته الأصل، بيد أنها لم تستطع حتى الآن تجاوز المشاكل التي يتخبط فيها التعليم بمختلف مجالاته، كما لم تستطع تدارك التدفق المتواصل لآلاف الطلاب من حملة الشهادات الجامعية العليا العاطلين عن العمل.
محمد سبيلا (أستاذ جامعي – المغرب): المسؤولية مشتركة بين النظام التعليمي، الذي هو نظام محافظ وكلاسيكي وقواعده راسخة، لأن القائمين على تدريس اللغة العربية وربما المفتشين والساهرين على العربية أو لنقل حراس العربية، حراس العربية لديهم نموذج كلاسيكي في ذهنهم ومن المطلوب.. من المطلوب بالنسبة لحراس اللغة العربية أن ينتبهوا إلى هذه الظاهرة أننا أمام نوع من الخطر الذي يتهدد الجميع.
إقبال إلهامي: المتابع لمظاهر الحياة في مغرب الثلاثين مليون نسمة لا بد وأن يسجل تأثراً بالثقافة الفرنسية التي تغزو النظم التربوية المحكومة أصلاً بازدواجية اللغة بين عربية شعبوية وفرنسية نخبوية، لا بل إن البعض يرى في استمرار توسط رموز الدولة الفرنسية شوارع البلاد بعد أكثر من أربعين عاماً على زوال الاحتلال الفرنسي للمغرب تكريساً لهكذا ازدواجية في الثقافة.
إدريس الكتاني: الغزو الثقافي اللغوي للغرب الذي استمر منذ سبعين سنة والآن أصبح قوياً لدرجة أنه فُرض علينا وعلى الدول العربية وعلى.. أن نُدخل اللغات الأجنبية في سن مبكرة للأطفال في مدارسنا، وبالنسبة إلى المغرب حاربت السياسة الفرنكفونية التي استطاعت بالنسبة إلى المغرب والجزائر وتونس أن تدمر كل عناصر القوة والحضارة في الأقطار الثلاثة انتقاماً من أن هذه الدول هي التي أسقطت الإمبراطورية الفرنسية.
إقبال إلهامي: تأثر الجيل الجديد باللغة الفرنسية واضح، ويفضل عديدون لغة (موليير)، يقولون إنها أسرع للفهم والكلام، لنتساءل معهم حول ما حققه التعريب في المغرب.
وقد لا يعيد التوازن المفقود سوى استمرار فئة من هذا الجيل في التشبث بلغته الأصل.
طالب جامعي 1: إحنا في المغرب ليس هناك رغبة حقيقية لتعريب التعليم نظرا لضغوطات طرف توجهات فرانكفونية في البلد.
إقبال إلهامي : ضمن إعدادنا هذا التقرير زرنا جامعة الرباط، حيث دعانا طلاب شعبة الاقتصاد للوقوف عند أخطاء الامتحانات الجامعية التي صارت تتكرر في غفلة أو سهو من الأساتذة والإدارة الجامعية.
طالب جامعي 2: عندما طرحنا هذا الموضوع على الإدارة وعلى الأساتذة لم يكن هناك أي تجاوب مع الطلبة بحيث أحالوهم على الدور الثاني بكل بساطة وبكل سهولة، يعني هناك هضم لحقوق الطلبة.
طالبة جامعية: لكن بعد الأخطاء اللي وقعت هذه السنة في سنة ثالثة إحنا ما نحملوش المسؤولية للأستاذ لأن الكمال لله، الكل بيخطأ، ولكن الإدارة تأخذ بعين الاعتبار أن هذه المادة يعني أثرت لنا على بعض المواد يعني. فيه كثيراً عاودوا (….) في ست مواد أو أربعة، بسبب هذا الأمر يعني إدارة تكون (….) في مستوى الحدث.
محمد الحبوس (أستاذ في الاقتصاد السياسي): فات سنة، حسيت أن في الامتحان.. واخد صفر في الثمانين، وهاديك الصفر كان له واحد تأثير على.. على العمل ديال بالطلبة، ولكن إحنا طبعاً حاولنا يبش نصلحوا هذا الإشكالية وحاولنا بش ناخدوا بعين الاعتبار، بيش نلغي وجود الصفر في التمرين، ولكن حاولنا ناخده بعين الاعتبار جميع الظروف اللي كي يعيشها الطلبة خاصة في اليوم ديال الامتحان الوقت يكون واحد يوم مشهود.
إقبال إلهامي: النقاش مع الطلاب كشف لنا عن ملل يشعر به هؤلاء من نظم التعليم التقليدية وحفاظها على قواعد كلاسيكية بعيدة عن التبسيط، فسألناهم عن أسباب ضعف مستواهم في اللغة العربية.
طالب جامعي 3: عندنا واحد إحصائية أنه طلبة ديال دورة أنه القانون قال لك كافيين صالحين مش من هنا خمسين عام.. خمسين عام غيرت الشيء اللي كان طب المتخرجين، صالحين لخمسين عام بيش.. بيش يعوضوا ذاك النقص ديال.. ديال الخدمة، كيف أن بدنا نيجي يشوف أنه، كي.. كي نحدد البطالة، نقعد بخمسين عام!! يعني معك شنو تشتغل غير الحالات الاستثنائية شوف بعد.. كيف، كله (…).
طالب جامعي: ما كانوش قبلوا بالكلية، ما بقوش طلبة لا.. صنف التعليم ما بقاش.
محمد سبيلا: نعم هي فعلاً يعني مثيرة وربما مؤلمة وإحنا نشاهد لدى الطلاب في الجامعة يعني نوعاً من العياء ونوعاً من العناء في استعمال اللغة وفي التشبيهات الجميلة والضبط اللغوي الذي كان معروفاً ولكن هذا ما سُمي التدهور هو يعكس توسعاً في المحتوى المعرفي للطالب.
إقبال إلهامي: لكن فريقاً من المعاتبين يلقي اللوم في تدهور مستويات اللغة العربية على الإعلاميين العرب، كونهم يؤسسون لثقافة شائعة من التعابير الغريبة عن اللغة العربية الرصينة عدا عن استخدام العديد من الفضائيات للغات المحلية التي لا تفهمها حتى البلدان المجاورة.
محمد سبيلا: التحولات التي تتعرض لها اللغة العربية اليوم، اليوم إنه المرفوع منصوب والمنصوب مجرور وقس على ذلك.
إقبال إلهامي: أزمة اللغة العربية في المغرب يترجمها الإعلام المكتوب الذي تتوزع صحافته بين غالبية فرنسية وأقلية عربية، في بلد تتجاوز فيه نسبة الأمية نصف السكان، ويشكل قراء العربية أضعاف القراء بالفرنسية.
إدريس الكتاني: هنالك إجماع اليوم من جميع المفتشين ورجال التعليم بانحطاط وانحدار مستوى لا اللغة العربية ولا اللغة الفرنسية، بسبب ما سمته فرنسا بازدواجية لغة التعليم في المغرب، هذه الازدواجية التي فُرضت على الشعب المغربي، هذه أربعين سنة وحاربتها أنا شخصياً وقدمت استقالتي من وزارة التعليم سنة 1961.
إقبال إلهامي: السلطات المغربية التي تنبهت بخطوة الموقف لجأت في خطوة أولى إلى محاربة الأمية في المساجد، وفيها أيضاً رد اعتبار لغة القرآن، وتعزيزاً لهذا الفضاء الروحي الذي ازدهرت منه اللغة العربية.
تدهور مستوى اللغة العربية وتدني إقبال الطلاب عليها في الجامعات المغربية يعتبر الصورة الحية لمدى تدني المستوى التعليمي في البلاد.
إقبال إلهامي -لبرنامج (مراسلو الجزيرة)- الرباط.
أوضاع المسلمين في صربيا منذ الفتح العثماني
محمد خير البوريني: فتح العثمانيون العاصمة الصربية بلجراد في بداية القرن الخامس عشر الميلادي، تطورات القرون الماضية جعلت البعض يعتقد أن المسلمين انقرضوا في تلك البلاد، ولكنهم لا يزالون هناك، وإنهم لم يجدوا من يقف إلى جانبهم من دول العالم العربي والإسلامي.
![]() |
تقرير سمير حسن، أعده من بلجراد.
تقرير/ سمير حسن: الموقع الاستراتيجي لبلجراد جعل السلطان سليمان القانوني يهتم بها لمواصلة الفتوحات العثمانية خارج البلقان باتجاه وسط أوروبا، فقاد بنفسه جيشاً ضخماً فتح به بلجراد في أغسطس عام 1521 ميلادية، بعد محاصرته لهذه القلعة التي مازال الصرب يطلقون عليها الاسم التركي "ميدان قلعة"، ومنها ارتفع أول آذان في اليوم التالي من الفتح، ومن بلجراد وصل العثمانيون إلى أسوار فيينا وتحولت خلال الحكم العثماني من قلعة إلى واحدة من أكبر المدن في أوروبا الشرقية، ونشأت حولها مدينة جديدة ازدهرت كنموذج للمدينة الإسلامية، حيث بنيت فيها المساجد، التي بلغ عددها 217، وترتب على ازدهار عمارة المساجد انتشار شبكات المواسير لتوفير المياه النظيفة التي تصلح للوضوء في المسجد، أو للاغتسال في الحمامات العامة أو في البيوت أو للشرب في الطريق العام، كما انتشرت المكتبات وأبراج الساعات ودور تحفيظ القرآن، لكن مع بدء الاحتلال النمساوي لبلجراد بدأ القضاء على رموز الحضارة الإسلامية تدريجياً، ولم يبق من المساجد إلا مسجد البيرق، ومن الآثار الإسلامية إلا مقبرة أحد المتصوفين استشهد في حرب فتح بلجراد.
الشيخ/ حمدي يوسفوفيتش (مفتي بلجراد): بكل ثقة وبكل قوة بحمد الله –سبحانه وتعالى- الآن نحن موجودين في كل مدينة في مدينة صربيا، ليس هناك مدينة في صربيا إلا وفيها مسلمون، لكن هؤلاء المسلمون أفقر الناس، ليس لدينا المساجد كما ينبغي، وليس لدينا المدارس الإسلامية كما ينبغي كما لغيرنا، وليس لنا التنظيم ولا المساعدات، العالم الإسلامي كان يظن أن الإسلام في صربيا قد انتهى، حتى إخواننا في بوسنة و هرسك كانوا يعتبرون عدم وجود المسلمين في صربيا من سنة 1912.
سمير حسن: وصمد المسلمون الذين يصل عددهم في بلجراد إلى مائتي ألف مسلم في عقر دار الحكم الشيوعي اليوغسلافي.
الشيخ حمدي يوسفوفيتش: الدولة طبعاً كانت دولة شيوعية لا.. لا تريد أي دين مهما كان، لكن في الواقع هم لم يمنعوننا من آداء شعائر دينية، كنا نستطيع أن نصلي، كنا نستطيع أن نبني، لكن ما كان لدينا.. لدينا الأموال، لأن الأوقاف أُممت يعني في سنة 1868 يعني وراحت الأوقاف المسلمة في بلجراد كلها وفي صربيا أيضاً بعد 1912 لم يبق شيئا من الأملاك المسلمين هنا.
الحاج ثاقب (أقدم رواد جامع البيرق –بلجراد): عندما جاء المفتي الشيخ حمدي إلى هنا كان الجامع مجرد بناء أثري قديم، لم يكن له أية وظيفة، فقط كبار السن يحافظون على صلاة الجمعة ولا شيء غير ذلك، الآن الجامع نشط وازدهر وله أنشطة كثيرة وليس لديه مصادر للوفاء بكل هذه المتطلبات.
سمير حسن: وعاش مسلمو صربياً ردحاً آخر تحت سطوة نظام (سلوبودان ميلوشوفيتش) عانوا فيه من مرارة التعصب القومي الذي يعترف به الصرب أنفسهم.
ميلان رادولوفيتش (صحفي صربي): العمل يمكن أن يجمع الناس. لم يعد مكان في أوروبا للمتطرفين القوميين، أنا كصربي لا أحب أن تعرفني أوروبا باللحية والسكين كما عرفوا الصرب خلال السنوات العشر الماضية.
الشيخ حمدي يوسفوفيتش: أحوالنا صعبة جداً، لكن أصعب ما كان علينا أن العالم الإسلامي ما كان يمد يده لنا، نعم نحن نشكر العالم الإسلامي الذي ساعد إخواني في بوسنة وهرسك وفي كوسوفو، لكن يؤلمنا شديداً أن العالم الإسلامي نسوا المسلمين في بلجراد وفي صربيا ولم يساعدونا، فلم يقفوا معنا كانوا فاكرين أننا قد انتهينا من زمن بعيد.
سمير حسن: ورغم قلة إمكانيات نصف مليون مسلم في صربيا فإن لهم طموحات كبيرة، ومنها بناء أول مدرسة إسلامية لأبناء المسلمين، ومنها شراء البيوت لاستخدامها كمساجد للمسلمين الذين يقيمون في القرى النائية، ومنها التخطيط لإنشاء هيئة خيرية لمساعدة الفقراء والمحتاجين، لكن كل ذلك تموله تبرعات الفقراء وزكاة الأغنياء، ولذلك يتطلعون إلى العالم الإسلامي ولهم رجاء.
الشيخ حمدي يوسفوفيتش: أرجو من العالم الإسلامي أن يمد يده للمسلمين في صربيا حتى نحافظ على ديننا، حتى نبني مساجدنا، حتى ننهي بناية المدرسة لتخريج الأئمة والخطباء عند جامع.. عند جامع البيرق، حتى يمنحوننا منح الدراسية لأولادنا، لأن عدد كبير من أولادنا يريدون أن يتعلموا اللغة العربية والقرآن الكريم، يريدون أن يدرسوا في الأزهر، ويريدون أن يدرسوا في.. في أم القرى يعني في مكة المكرمة وفي المدينة المنورة.
سمير حسن: وهكذا رأى سفراء العالم الإسلامي من العلماء والشيوخ مسلمي صربيا.
الشيخ محمد عمارة (زائر من وزارة الأوقاف المصرية): وجدنا الناس يعني متشوقين لسماع القرآن وسماع العلم، عايزين يسمعوا وعاوزين ناس تقول لهم، بس طبعاً هم لهم لغة وإحنا بنتكلم بالعربي وهم بيتكلموا باللغة بتاعتهم، فإحنا مش قادرين يعني نوفق فكان الشيخ.. الشيخ معمر اللي هو المفتي كان نحن نقرأ وهم.. وهو يفسر لهم وهم يستمعون.
سمير حسن: الحاج ثاقب أحد الشيوخ الذين يجسدون الوجود الإسلامي في بلجراد، فما زال يحافظ على دينه في بيته وخارجه، ولكن في هدوء في قلب العاصمة الصربية بلجراد التي انطلق منها قبل عشر سنوات مشروع صربيا الكبرى الذي استهدف تطهير مناطق يوغسلافيا السابقة من المسلمين.
الحاج ثاقب: لم يمنعني أحد من الذهاب إلى الجامع، والمتطرفين لم يتركونا في حالنا، ضيقوا على كثير من المسلمين وأشاعوا الرهبة في نفوسهم، ونأمل الآن أن تهدأ الأمور.
سمير حسن: ورغم كبر سنه إلا أن الحاج ثاقب يُعَلِّم أحفاده أمور دينهم ويشجعهم على حفظ القرآن الكريم.
حازم: (ولنبلونكم وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ).
سمير حسن: ويريد حازم تحقيق حلمه وحلم جده بالسفر إلى سوريا.
حازم (حفيد الحاج ثاقب): أحاول دراسة العلوم الشرعية، حاولت العام الماضي في جامعة (…..) في سوريا وأتمنى أن يقبلونني هذا العام، كما أتمنى بعد أن أتخرج أن أكون إمام مسجد بلجراد إن شاء الله.
سمير حسن: ويأمل المسلمون في تحسُّن أوضاعهم في ظل النظام الجديد.
الشيخ حمدي يوسفوفيتش: ونؤمن بأن هذه.. هذا النظام السياسي الجديد الديمقراطي يسموه قد يكون أكثر ديمقراطياً حتى مع المسلمين إن شاء الله، نحن نستطيع نقول بأننا في أثناء الحرب في بوسنة وهرسك كنا نقف مع إخواننا المسلمين في بوسنة وهرسك، لكن كنا في الواقع قبل الحرب اتفقنا مع الأرثوذكس.. مع الكنيسة الأرثوذكسية على أن لا نضرب بعضنا بعضاً.
الحاج ثاقب: إذا لم نصبح مسلمين أقوياء فإننا سنُدمَر، لن يدمرنا أحد بل سندمر أنفسنا، لا نلوم الصرب بل نلوم أنفسنا، لأننا إذا كنا مسلمين حقيقيين سيحترمنا الآخرون.
سمير حسن: لقد مضت الشيوعية، ورحل (ميلوشوفيتش) عن السلطة وبقيت منارة الإسلام عالية في بلجراد.
وهكذا تحول المسلمون في صربيا إلى ثلة من المستضعفين والمنسيين، لكنهم مازالوا يأملون في أن يرد لهم النظام الحاكم الجديد حقوقهم وأن يمد العالم الإسلامي إليهم يد العون والمساعدة.
سمير حسن – (الجزيرة)- بلجراد.
[فاصل إعلاني]
محمد خير البوريني: ونعرض مشاهدينا في سياق هذه الحلقة مجموعة من رسائلكم من خلال هذه الفقرة التي خصصت لذلك.
نبدأ برسالة بعثها المشاهد حمد الناشي من الكويت ضمنها طلباً واحداً فقط، يقول المشاهد في رسالته: أعتقد أن العرب في شرق إفريقيا وخاصة في سواحل وجزر كينيا وتنزانيا يستحقون تسليط الضوء عليهم من قِبَل وسائل الإعلام العربية بما فيها قناة (الجزيرة)، يتابع المشاهد يا حبذا لو تهتم القناة وبرنامج (مراسلو الجزيرة) بهذا الموضوع وخاصة ما يتعلق بالآثار السلبية التي خلفها ملايين السياح الأوروبيين على أخلاق وسلوك هؤلاء العرب والأفارقة والمسلمين القاطنين في المدن الساحلية تلك.
شكراً لحمد على رسالته، لقد تابعنا ونتابع إفريقيا باهتمام كبير، حيث قمنا بإعداد مجموعة كبيرة من الموضوعات من هناك حتى الآن بما فيها موضوعات تتعلق بالعرب في دول إفريقية من بينها كينيا، سوف نواصل عملنا هناك وسوف ترى ما طلبت في حلقات لاحقة من خلال هذا البرنامج.
وهذه رسالة من ليبيا أرسلها نوح عبد الله سعود يقول فيها: إن برنامج (مراسلو الجزيرة) نافذة على التاريخ، وهنا نسأل عن النافذة التي من خلالها يمكن لنا أن نطلع على البقع التي شيد فيها أول مسجد في الإسلام بعد الهجرة في البلد الذي يعرف باسم إريتريا حالياً، وما تركه هذا المسجد من موروث إسلامي حمله الإنسان عبر التاريخ ولمئات السنين. يقول المشاهد.
نعد المشاهد الكريم بأننا سوف نحاول إعداد موضوع بهذا الشأن في أقرب فرصة ممكنة، والأمر يستحق ذلك بالفعل.
والمشاهدة اليمنية التي أطلقت على نفسها اسم رحيق وقالت إنه اسم مستعار نظراً لأنها تعيش في قرية ريفية في جنوبي البلاد ولا تريد أن يظهر لها اسم على الشاشة نظراً للعادات والتقاليد المتبعة هناك، تطلب المشاهدة من البرنامج عرض تقرير مفصل عن من تبقى من العرب الذين يعيشون في أفغانستان وتحديداً من الأفغان العرب.
نجيب المشاهدة بالقول: تعلمين أن من بقي من الأفغان العرب يعملون في أفغانستان الآن بشكل سري ولا يمكن الوصول إليهم بالسهولة التي ربما تعتقدين أو تتخيلين لكن إذا ما توفرت لنا الفرصة لذلك فلا مانع لدينا من تلبية ما طلبت وفي أسرع وقت ممكن.
ميساء أحمد إبراهيم الكاشف من السودان بعثت رسالة تطلب فيها تقريراً حول االآثار والتحف التاريخية العربية الموجودة في متاحف الدول الغربية وتسأل: لماذا لا تطالب الدول العربية بإعادتها إلى أوطانها الأصلية؟
شكراً للمشاهدة، إذا كنت متابعة للبرنامج فقد عرضنا موضوعات مطولة تعالج هذا الأمر الذي نقيّمه على أنه غاية في الأهمية وهو كذلك بالفعل، وقد تناولنا القطع الأثرية التي تعد بالآلاف والموجودة على سبيل المثال في متاحف فرنسية وأخرى ألمانية، وغيرها وبالفعل هي لا تقدر بثمن مادي وكانت قد سرقت –للأسف الشديد من موطنها العربي على يد سلطات الاستعمار الذي يجادل البعض اليوم أو يرون أنه كان استعماراً تنويرياً حسب تعبيرهم، للعلم فهناك عدد من القطع الأثرية القيمة جداً التي أعطيت أو منحت لرجالات ومسؤولين أوروبيين من قِبَل أشخاص عرب من المفترض أنهم حراس وأمناء عليها. سوف نتابع هذا الأمر ونقوم بإعداد موضوعات جديدة من دول أخرى مختلفة.
ومن مدينة عبدان في إيران بعث مشاهد لم يذكر اسمه رسالة جاء فيها: منذ فترة طويلة وأنا أتابع برنامجكم (مراسلو الجزيرة) وكنت أتمنى على مراسلكم في إيران غسان بن جدو أن يعرض تقريراً عن إخوتكم العرب في إقليم الأهواز الذين يفوق عددهم عدد سكان 4 دول على الضفة الثانية من الخليج ويقصد دول الخليج العربية.
شكراً للمشاهد على الرسالة التي سبق وأن أجبنا على مثيلات لها من إيران وقلنا إن مراسلنا هناك لا يستطيع مغادرة العاصمة طهران إلا بإذن مسبق وتصريح خاص من السلطات الإيرانية المعنية، وأنه سبق وحاول بالفعل تنفيذ ما وصلنا من طلبات السادة المشاهدين العرب في إيران ولكنه لم يتمكن من ذلك حتى الآن. عند حصولنا على الإذن بذلك فإننا لن نتوانى عن تنفيذ كل ما يطلبه السادة المشاهدين الكرام بل وأكثر، نحن حريصون على ذلك كل الحرص ونرجو أن تصل هذه الرسالة مجدداً إلى المعنيين الرسميين في إيران وكذلك للعرب هناك الذين يطلبون زيارة (الجزيرة) لمناطقهم.
أخيراً معتصم الحسن الشرفي أو الشرقي من داخل قطر أرسل طالباً تحقيقاً حول البطالة في العالم العربي: ويسأل: ما هي الأسباب التي أدت إلى البطالة؟ كما يبدي معتصم عتبه علينا ويقول: لقد أرسلت لكم عدة رسائل ولم أعرف السبب الذي لم يجعلكم تذيعونها أو أنها لم تصلكم، علماً بأن (الجزيرة) معروفة بأنها قناة ديمقراطية.
عرضنا يا معتصم في هذا البرنامج تقريراً عن البطالة في بعض دول العالم العربي ولكن لا يمكن الحديث عن البطالة في العالم العربي هكذا بشكل عام، إذ لابد من أخذ كل بلدٍ على حدة، ولأن الظروف المؤدية إلى البطالة وظروف العاطلين عن العمل أنفسهم تتشابه فقد اكتفينا حتى الآن بما عرضناه من الدول التي سمحت لنا بحرية الخوض في هذا الموضوع، وأنت تعلم أن بعض الدول العربية تمر في أزمات جدية وعديدة ولكنها ترغب في الظهور بأفضل حُلَّة عبر وسائل الإعلام الداخلية والخارجية وكأن شيئاً لم يكن، على كل حال سوف نبقى متابعين لهذا الأمر الخطير على مستقبل شريحة واسعة من الشباب العربي.
أما عن عدم إذاعة رسائل لك فإننا نؤكد مجدداً حرصنا على إذاعة جميع رسائل لمشاهدين حسب ما يسمح به وقت البرنامج سوى تلك التي لا تستوفي المواصفات المعمول بها لدينا هنا والتي نوهنا بشأنها في كثير من الحلقات، وهي أن تكون الرسائل مركزة وقصيرة وواضحة الخط، والأهم من كل شيء أن يكون محتواها يتعلق بعمل هذا البرنامج فقط وليس برامج أخرى في (الجزيرة) أو شؤون خارجة عن نطاق عملنا.
مشاهدينا الكرام نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم في هذه الحلقة ونعود الآن لمتابعة ما تبقى من البرنامج.
مصير دعوات مقاطعة البضائع الأميركية في الإمارات
منذ أن انتفض الفلسطينيون إثر انتهاك شارون لحرمة المسجد الأقصى ومنذ اشتداد حمى الهجمة الإسرائيلية على المدن و المدنيين الفلسطينيين واستعار تلك الهجمة و ارتكاب مزيد من المجازر، زادت الدعوات لمقاطعة البضائع والسلع الأميركية في العالمين العربي والإسلامي بسبب دعم الولايات المتحدة اللا محدود لإسرائيل على حساب المصالح العربية والفلسطينية كما يتفق كثيرون، كما زاد الشعور العميق بالغبن والظلم والعدوان، دعوات المقاطعة تلك قطعت أشواطاً لا بأس بها في حينه، ولكن يبدو أنها كانت هبة أو ردة فعل آنية أو فزعة على الطريقة العربية، فما الذي حصل لدعوات المقاطعة؟ وهل بحت أصوات المتظاهرين والمطالبين بتطبيقها؟
![]() |
تقرير محمد العبد الله من دولة الإمارات العربية المتحدة.
تقرير/ محمد العبد الله: هكذا بدا الشارع الإماراتي قبل نحو خمسة شهور في سياق موجة المظاهرات التي اجتاحت العالم العربي احتجاجاً في حينه على الممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، وربما بشكل ضمني احتجاجاً على الموقف الرسمي العربي إزاء ما جرى ويجري في الأراضي المحتلة، وبنفس الوتيرة كان الغضب منصباً أيضاً على موقف الإدارة الأميركية وانحيازها المطلق لإسرائيل، ومن خضم هذا المزاج المحتقن برزت لجان ومنظمات أهلية ومؤتمرات دعت إلى مقاطعة البضائع الأميركية، ونشطت باتجاه توعية المستهلك لا سيما في دول الخليج بأهمية المقاطعة وتحويلها إلى سلوك يومي في حياة المواطن الإماراتي والمقيمين في دولة الإمارات، وذلك نظراً لما تكتسبه المقاطعة في هذا البلد من أهمية لأسباب عدة من أبرزها الوفرة الاقتصادية لدى المستهلك وانتشار المنتج الأميركية بكافة أشكاله وأنواعه.
د. عائشة عبد الله (أستاذة جامعية وناشطة في مجال المقاطعة): فعل المقاطعة مازال موجود على مستوى الممارسة بالنسبة للشارع في الإمارات وكيعني مؤسسات مجتمع مدني مازالت عندها هذا التوجه في استمرار العمل باتجاه تفعيل فكرة المقاطعة وتحويلها إلى سلوك لدى الأفراد.
محمد العبد الله: وبالفعل آتت الحملة أُكُلها لا سيما خلال شهري إبريل ومايو الماضيين، إذ تراجع الإقبال على السلع الأميركيين وسلسلة مطاعم الوجبات السريعة، وسجلت الصادرات الأميركية إلى دول مجلس التعاون في الفترة ذاتها انخفاضاً بلغت نسبة 54% بشكل عام و80% في صادرات التبغ، وذلك وفقاً لإحصاءات رسمية أصدرتها وزارة التجارة الأميركية.
شاب 1: مقاطع المنتجات الأميركية كلها صراحة أنا، يعني من البيت كله مقاطع عندنا.
شاب 2: مقاطعين الأشياء الأميركية مثل بعض المشروبات وبعض المأكولات، مقاطعينها يعني لأنه لازم نقاطع الأشياء.. المنتجات الأميركية تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتضامنا مع الشعب العراقي الحين.
محمد العبد الله: إلا أن هذا الحماس لمقاطعة المنتج الأميركية بدا وكأنه تراجع بعض الشيء مع هدوء حمأة المظاهرات وحملات التحريض على المقاطعة.
بدءوا 1: قاطعنا لمدة 6 شهور إنه كل البضائع الأميركية والمأكولات السريعة وكل شيء، بس للأسف الناس اللي حوالينا ما بيساعدوا هذا الشيء فبتحس الناس بدءوا يتراجعوا بمقاطعة هاي البضائع.
شاب 2: إحنا هلا عايشين بجو جامعة أميركية وحتى كل المطاعم إحنا ما بنقدر صعب كتير علينا نقاطع، وإذا إحنا.. إحنا بنحاول ولو حتى مثلاً 50% كل ما قدرنا بنحاول نقاطع.
شاب 3: هذا ما كانت جميع الدول العربية تذهب الإعلانات على قطع المنتجات، مقاطعة المنتجات الأميركية، فقاطعنا معاهم.
محمد العبد الله: الناشطون في مجال المقاطعة يرون أنه لم يتغير شيء في سلوك المستهلك المقاطع للبضائع الأميركية، لكن الذي تغير هو تراجع اهتمام الإعلام الرسمي بهذا الموضوع حتى بدا وكأن حملة المقاطعة كانت آنية ومجرد ردة فعل.
د. عائشة عبد الله: الإشكال في مدى مساهمة الإعلام في تغطية هذا الفعل، عندنا نحن إشكالية كبيرة في إعلامنا العربي إنه هو إعلام حكومي وإعلام رسمي وخطابه دائماً مرتبط بالخطاب السياسي.
محمد العبد الله: بعض مسؤولي مطاعم الوجبات السريعة والمقاهي الأميركية أقروا بتراجع في إقبال الزبائن على محالهم قبل نحو أربعة أشهر، إلا أنهم أكدوا أن الأمور عادت إلى مجاريها مؤخراً، ورفضوا الإدلاء بهذه المعلومات أمام الكاميرا وذلك تنفيذاً للتعليمات مشددة بهذا الشأن من قِبَل مسؤوليهم.
بالرغم من تقليل أوساط سياسية واقتصادية أميركية من حجم تأثير مقاطعة المستهلك العربي عموماً والخليجي خصوصاً على الاقتصاد الأميركي، إلا أن محللين عرب ومراقبين يؤكدون عكس ذلك، بدليل محاولة بعض الشركات الأميركية النأي بنفسها عن الموقف السياسي الأميركي والحملة المضادة التي قادتها السفارات الأميركية في دول مجلس التعاون.
محمد العبد الله –لبرنامج (مراسلو الجزيرة)- دبي.
محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، بإمكان جميع المشاهدين الكرام مشاهدة تفاصيل هذه الحلقة بالصوت والصورة والنص من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت على العنوان التالي:
www.aljazeera.net كما يمكنكم مراسلة البرنامج أيضاً عبر البريد الإلكتروني والعنوان هو: reporters@aljazeera.net أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة -قطر، وكذلك من خلال الفاكس على رقم: 009744860194
نرحب بجميع رسائل السادة المشاهدين.
في الختام هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق البرنامج ومني، محمد خير البوريني، إلى اللقاء.