الفلاشا الأثيوبيون والتسلح العربي وخطبة الجمعة للنساء
مقدم الحلقة | محمد البوريني |
تاريخ الحلقة | 19/05/2001 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
محمد خير البوريني: مشاهدينا الكرام أهلاً وسهلاً بكم معنا إلى حلقة هذا الأسبوع من برنامجكم (مراسلو الجزيرة).
نشاهد معاً في حلقة هذا الأسبوع تقريراً حول من تبقى من يهود الفلاشا في أثيوبيا، وكيف ينتظرون الرحيل إلى إسرائيل وسط نشاط استخباري يهودي إسرائيلي محموم يستغل فقرهم وضعف حالهم استكمالاً لعملية موسى التي تمت في بداية أعوام الثمانينات بعلم وتواطؤ جهات مختلفة.
كما تشاهدون تقريراً آخر من دولة الإمارات حول أكبر معرض للسلاح يقام كل عامين في الشرق الأوسط حيث تجد الدول الغربية ضالتها لتسويق منتجاتها في دول المنطقة التي تتخذ في الوقت نفسه السلام خياراً استراتيجياً وسط جزم مراقبين ومسؤولين من دول عربية أن السلاح الذي يباع للعرب عفى عليه الزمن، وأن الغرب لم يسمح بإنشاء قاعدة حقيقية للتسلح العربي الذاتي لإبقاء الدول العربية تحت رحمة الشركات الغربية.
وبعد الرد على مجموعة من رسائلكم نشاهد معاً تقريراً من سلطنة عمان يتحدث عن مسجد ضخم يضم شاشات تليفزيونية لتمكين النساء من مشاهدة الإمام وحضور خطبة الجمعة مباشرة، المسجد الذي يحتوي على سجادة ضخمة شارك في نسجها الآلاف من الفنيين ودخلت كتاب "جينز" للأرقام القياسية.
أهلاً بكم معنا إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
يهود الفلاشا في إثيوبيا وعمليات التهجير إلي إسرائيل
يهود الفلاشا في أثيوبيا آلاف من هؤلاء اليهود أحرقوا سفنهم انتظاراً للرحيل إلى إسرائيل استكمالاً لعملية موسى الشهيرة التي تمت في بداية أعوام الثمانينات بتواطؤ جهات مختلفة لسنا بصدر الحديث عنها في هذا المقام.
نتساءل في هذا التقرير: من قال أن عمليات جهاز الموساد الإسرائيلي والمنظمات اليهودية الأخرى في نقل ما تبقى من هؤلاء اليهود توقفت؟ العمليات التي استغلت فيها إسرائيل وتستغل فقر وسوء أحوال الفلاشا لجلبهم وتشغيلهم وزجهم في صفوف قواتها في مواجهة أبناء الشعب الفلسطيني الرازحين في وطنهم تحت نير الاحتلال، زج هؤلاء ليكونوا شركاء في جرائم ذبح الشعب الفلسطيني ووقوداً في آتون المعارك غير المتكافئة بين دروع دباباتهم وصواريخ طائراتهم وحجارة وصدور أبناء فلسطين.
يذكر هنا أن يهود الفلاشا يعانون في إسرائيل من تفرقة عنصرية من قبل يهود آخرين يتشابهون معهم في الدين ويختلفون عنهم في العرق والثقافة والعادات والتقاليد والتاريخ المشترك، مراسل الجزيرة أنور العنسي كان في أثيوبيا وواجه عقبات ومخاطر عديدة هناك أثناء إعداده للتقرير التالي.
أنور العنسي: أكثر من عشرة آلاف من يهود الفلاشا الإثيوبيين أحرقوا منازلهم وخلفوا من ورائهم قرائهم المتناثرة في أنحاء أقليمي (جوندار) و(جوجام) شمال غرب أثيوبيا قاصدين مدينة جوندر انتظاراً لدورهم في الرحيل إلى إسرائيل في مسلسل للتهجير لا يزال مستمراً منذ نحو عقدين من الزمن، الجزيرة كانت أول تليفزيون عربي يزور تجمعات ومناطق الفلاشا في محيط وداخل مدينة جوندار هذه المشاهد التي تنفرد بها الجزيرة ربما تكون الأخيرة لآخر من تبقى من يهود الفلاشا قبل رحيلهم إلى ما يصفونه بأرض الآباء والأجداد.
تينا بشا (يهودية أثيوبية): أشعر بالأسف في مغادرة البلد الذي ولدت فيه، ولكن لابد من الرحيل والالتحاق ببقية أهلي.
أنور العنسي: الكثير من يهود الفلاشا القادمين إلى جوندار أخذ يشعر بالإحباط لتأخره في اللحاق بمن سبقه إلى إسرائيل، إلا أن عملاء جهاز الموساد يواصلون اتصالاتهم وتحركاتهم هنا على نحو واضح وملحوظ إما تحت غطاء السياحة أو الاستثمار في هذه المنطقة، ولكن بهدف إتمام عمليات تهجير الفلاشا.
توني هيكي (خبير سياحي وصاحب شركة سفريات: أنا بأعتبره أسباب سياسية علشان الفلاشا الموجود هنا في أثيوبيا، يعني بعد أيام على الثلاثي ما كان فيه تحيز ضد.. ضدهم كيهود، فلما طلعوا في.. في أفتكر كان operation moses أول operation.
أنور العنسي: أول عملية
توني هيكي: أو عملية كده طلعوا وكان دول اليهود القاعدين هنا في جوندر كان بينتجوا ينتجوا شنو .. المعدات الزراعية، أنا ما عرفت أقوله بالعربي ploughing وكده أي المعدات الزراعية.
أنور العنسي: آلات زراعية نعم.
توني هيكي: فحصل فيه ناس كتير طالعة من.. من الريف، من المناطق الزراعية وبينتظروا هنا.. ينتظروا هنا يعين علشان بيلجو.. بيمشوا إسرائيل، لكن إسرائيل.. الحكومة الإسرائيلية قال: أنتم يهود، فحصل قاعد فيه ناس يقول لحد 11 ألف شخص يعني منتظرين هنا بدون أي مساعدة.
أنور العنسي: وعلى الرغم من وجود هذا المخيم الذي تشرف على إدارته قنصلية إسرائيل في جوندار لإعداد وتهيئة الفلاشا للانتقال إلى أرض الميعاد المزعومة إلا أن مصادر الحكومة الإثيوبية تعتبر أن الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها يهود الفلاشا كغيرهم من مواطني إثيوبيا في مقدمة الأسباب التي تدفع هؤلاء للرحيل.
يوسف سكر (رئيس مصلحة السياحة الإثيوبية): من.. من الثمانينات بدأ ترحيلهم وطبعاً لأسباب ممكن سياسية يعني، ولا.. بالأسباب سياسية، لكن ترحيلهم بالنسبة للفلاشا، الترحيل هذه مش ترحيل للسياسية وما افتكر هي ترحيل دينية، وممكن تكون ترحيل اقتصادية يعني، في.. في ، أسباب اقتصادية.
أنور العنسي: ربما تكون آلة الدعاية الإسرائيلية قد نجحت بالفعل في إغراء آلاف البسطاء من يهود الفلاشا الإثيوبيين بالرحيل إلى إسرائيل، ربما ساعدها على ذلك شظف العيش وصعوبة الحياة هنا، مع هذا يظل للفلاشا رأي مختلف تماماً.
ماريا ريخوبي (يهودية إثيوبية): لا.. ليس هذا تماماً، لكنه حب الوطن.. وطن الأجداد والآباء.
أنور العنسي: أعداد الفلاشا الباقين هنا لا تزيد عن عشرين ألفاً بحسب مصادر حكومية محلية، إذ تمكن مئات الآلاف منهم من المغادرة إلى إسرائيل حيث استقر فيها ما يقرب من 60 ألفاً بينما اعتبرتها غالبيتهم مجرد محطة في الطريق إلى مهاجر أخرى.
دميسي (يهودي إثيوبي): رحل أهلي إلى إسرائيل وانتظر دوري بعدهم.
أنور العنسي: وباستثناء بعض القصص والأساطير التوراتية فلا يزال من غير المعروف الأسباب والحيثيات التي تقف وراء استيطان يهود الفلاشا هنا حول منابع نهر النيل الأزرق وبحيرة تانا، مع هذا فقد اتسمت حياتهم هنا بالانعزال التام عن محيطهم وجيرانهم من المسيحيين أو المسلمين.
منجشا (محلل اجتماعي إثيوبي): يرتكز انعزال الفلاشا ونزوحهم على عاملين أساسيين، أحدهما: أنهم جاءوا من مناطق نائية جداً ولا يستطيعون الانسجام مع سكان المدن.
أما النقطة الثانية: فتتعلق بالخلفية الاقتصادية، وهناك عامل ثالث ربما: وهو أنهم ينشغلون دائماً بقضيتهم الخاصة ولا وقت لديهم للاندماج والاختلاط مع المجتمعات المحيطة.
أنو العنسي: ومع تقلص أعداد الفلاشا هنا فثمة تفاصيل وأسرار جديدة أخذت تتكشف مؤخراً حول سيناريوهات عمليات التهجير الكبرى وأدوار العديد من الأطراف والحكومات في التخطيط والتنفيذ لها منذ نهاية ثمانينات القرن الماضي وحتى اليوم.
على الرغم من التسريبات الكثيرة التي تعمد إليها وسائل الإعلام الإسرائيلية من وقت لآخر لتضليل الرأي العام العالمي إزاء قضية كهذه، إلا أنه لم يتأكد بالدليل القاطع –حسب العديد من المراقبين- تورط أي من الجهات الأثيوبية في أي عمليات الترحيل الجماعي أو الفردي ليهود الفلاشا الأثيوبيين إلى إسرائيل.
أنور العنسي –الجزيرة- لبرنامج مراسلو الجزيرة من أحد تجمعات الفلاشا جوندار-شمال أثيوبيا.
أكبر معرض للسلاح في الشرق الأوسط
محمد خير البوريني: لا يزال الشرق الأوسط السوق الإقليمي الأكبر للسلاح حسب التقرير السنوي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، ولما كانت الدول العربية وتحديداً الخليجية من أكثر دول العالم استيراداً للسلاح فإن الدول المصدرة تجد ضالتها في المعارض العسكرية التي تقام في دول العالم ودول المنطقة لتسويق منتجاتها.
يتساءل مراقبون في ظل هذا الوضع عن جدارة الأسلحة التي تباع للدول العربية الأسلحة التي يجزم مسؤولون عرب أنه عفى عليها الزمن، كما يسألون أين تذهب كميات الأسلحة الضخمة التي تبتاعها الدول العربية على حساب قوت أبنائها وتعليمهم وبرامج تنميتهم؟ أين تذهب ما دامت الأنظمة العربية تؤكد كل يوم أن السلام هو خيارها الاستراتيجي؟ ويتساءل آخرون عن أسباب غياب قاعدة صناعات عسكرية عربية بدل ذهاب الأموال العربية في جيوب أرباب الشركات الغربية، ويقولون: هل قرار إنشاء مثل تلك القاعدة في أيدي الدول العربية أصلاً ما دام احتمال تهديها لإسرائيل وارداً؟
معرض أيدكس لصناعات 2001 للأسلحة المتطورة، في تقرير عبد السلام أبو مالك أعده من دولة الإمارات العربية المتحدة.
عبد السلام أبو مالك: إذا كنت من هواة المعارض العسكرية أو متابعاً لأحداث ما أنتجته المصانع العسكرية من أسلحة فهذا المعرض يلبي رغباتك ويشبع فضولك، هناك في هذا المعرض ترى رأي العين نماذج من مختلف الأسلحة الخفيفة منها والثقيلة، القديمة منها والحديثة، وهنا تدور رحى حرب خفية بين الشركات الكبرى المنتجة لهذه الأسلحة، هدفها الفوز بصفقات ثمينة مع هذا البلد أو ذاك أو حتى الدخول في مشاريع مشتركة لإنتاج السلاح، فالمكان يتيح فرصة نادرة للالتقاء المباشرة بين المصنع والمشتري، ولذلك تحرص هذه الشركات في كل دورة من دورات هذا المعرض الذي يقعد مرة كل سنتين تحرص على إبهار الزائرين بآخر ابتكاراتها ولا يملك الزائر إلا أن يقف مدهوشاً أمام التطور الرهيب الذي بلغته تكنولوجيا التصنيع العسكري في العديد من دول العالم، ولنأخذ مثالاً على ذلك: ما يعرف باسم الصواريخ الذكية، وهي صواريخ موجهة بأمكانها أن تلتقط الهدف وتتعقبه وتوجه رؤوسها الحربية إلى أهدافها بدقة عالية، كل ذلك بفضل ما تخزنه في أحشائها من شرائح الكترونية بالغة التعقيد، وهي تقنيات دقيقة تخضع لقيود مشددة من السرية ولا يملكها إلا عدد قليل من الدول.
وهذه أنواع أخرى من الصواريخ ذاتية التوجيه من إنتاج شركة lockhead martin الأميركية وتشمل صواريخ هيل فاير hill fire ولونج بوLong bow ويمكن إطلاقها من المدرعات، أو السفن، أو الطائرات المروحية كطائرات الآباتشي كوبرا، وتحمل هذه الصواريخ رؤوساً حربية ذات قدرة تدميرية عالية، وهي قادرة على تحديد المسار في الأجواء الجوية السيئة، التطور السريع في نظم التوجيه الذاتي ساعد على إنتاج أنواع جديدة من القذائف والصواريخ المضادة للدبابات، من بينها صاروخ جافلين أو الرمح الذي لا يتجاوز وزنه 16 كيلو جراماً، لكنه يتمتع بقدرة تدميرية عالية، إذ يحتوي رأسه على شحنتين متفجرتين قادرتين على اختراق كل أنواع الدروع، يبلغ مداه كيلو مترين ونصف، وهو مزود بباحث حراري يعمل بالأشعة تحت الحمراء، وهو ما يعني أنه يوجه نفسه بنفسه نحو الهدف بعد إطلاقه، وهناك أيضاً صاروخ predator أو المفترس، وزنه لا يزيد عن تسعة كيلو جرام ومداه يصل إلى 600 متر، وهو مصمم لتدمير المدرعات المتطورة من الجيل القادم.
ممثل شركة صناعة أسلحة أميركية: preclator سلاح جديد تماماً نعرضه لأول مرة، أما "جافلن" فقد طلبت هولندا –حسبما أعلم- شراء كميات منه وسنعرف ما إذا كنا سنفوز بهذه الصفقة في الأشهر القليلة القادمة.
عبد السلام أبو مالك: شركة رويفيون الأميركية المنتجة لصواريخ Amtaam جو الشهيرة عرضت لأول مرة في هذا المعرض الجيل الجديد من صواريخ tow المضادة للدبابات، وهي الصواريخ المفضلة لدى دول حلف شمال الأطلسي، ويحمل الجيل الجديد من هذه الصواريخ رأساً حربية قادرة عل خرق الدروع والملاجئ والتحصينات، أما الفرنسيون فيعرضون في جناحهم مفخرة إنتاجهم في مجال الأسلحة المضادة للدبابات وهو صاروخ (إيركس) قصير المدى الذي يعتبر منافساً قوياً للقذائف والصواريخ الأميركية المضادة للدروع، إذ يمتاز بقدرة اختراقية عالية.
وفي ظل هيمنة الشركات الأميركية على سوق السلاح العالمي لم تجد بعض الشركات الأوروبية بداً من الاندماج لمواجهة الغول الأميركي، وهكذا ظهرت لأول مرة في هذا المعرض E.A.D.S أو الشركة الأوروبية للطيران والدفاع والفضاء المصنعة لمقاتلات (اليوروفيتر) وهي عبارة عن تجميع لخبرة ثلاث شركات: إيروسباسيال الفرنسية، وديملا كرايزل الألمانية وكستا الأسبانية.
غريغور كورسيل (الشركة الأوربية للطيران والفضاء): كما تعلم هناك شركات عملاقة في أميركا على وجه الخصوص، والسوق الأميركي هو أضخم سوق في العالم، وبإمكان هذه الشركات بيع طائراتها إلى سلاح الجو الأميركي، وهذا ما نفتقده نحن في أوروبا، حيث بلداننا صغيرة وميزانيتنا العسكرية أصغر، ولذلك نسعى للاندماج لنصبح بنفس قوة الشركات الأميركية، وأعتقد أننا نسير في هذا الاتجاه.
عبد السلام أبو مالك: وإذا كانت الشركات الغربية والروسية والصينية تملك حصة الأسد في سوق الأسلحة العالمي فإن دولاً نامية أخرى –كباكستان- تحاول بدورها اقتحام هذا السوق ببعض منتجاتها من الأسلحة والذخيرة، وتحاول أن تنتزع لها مكانة بين الدول المصدرة للأسلحة من خلال تحسين الإنتاج ورخص الأسعار.
الفريق عبد القيوم (مدير مصانع أسلحة باكستان): أستطيع أن أؤكد لك أنه لا يوجد عامل أجنبي واحد في المصانع الباكستانية، وهي مصانع كبيرة، وهذا أمر يدعو للفخر، لدينا مجمع لصناعة الأسلحة الجوية حيث نتتج طائرات(مشاك) وطائرات تدريب مقاتلة، ولدينا مجمع لصناعة الدبابات المعروفة باسم (الخالد) وذخيرتها من قذائف عيار 125 مليمتر، كل هذه المصانع بما فيها مصانع (أوردنانز) التي أشرف عليها لا يوجد فيها أجنبي واحد.
عبد السلام أبو مالك: الحاجة المتزايدة إلى الأسلحة في دول مجلس التعاون الخليجي التي تعتبر سوق الأكبر في العالم لتجارة السلاح حسب تقرير لمركز الخليج للدراسات الاستراتيجية تصاحبها أيضاً حاجة ماسة لتدريبات عسكرية فعالة بكلفة أقل، وهو ما أدى إلى زيادة في استخدام أنظمة المحاكاة ومنها هذا النظام الأميركي الخاص بالتدريب على الرمي المباشر بالبندقية الآلية على أهداف متحركة على شاشة كبيرة، ويقوم الكمبيوتر المرفق بالنظام بإحصاء الإصابات وحساب دقة التصويب وتقدير درجة كفاءة المتدربين، وفي جناح آخر تعرض إحدى الشركات الروسية نظاماً للتدريب على الدقة في التصويب بالصواريخ المحمولة على الكتف ومضادات الطائرات، وتتميز هذه الأجهزة بالمؤثرات الصوتية والحركية للتمرين المطلوب، وهي تماثل الحقيقة كما تتميز بكلفتها الاقتصادية.
تقدر صفقات السلاح العربية سنوياً ببضعة مليارات من الدولارات تزيد أو تنقص حسب ارتفاع أو انخفاض أسعار النفط، ولعل أجواء التوتر وعدم الاستقرار التي تسود منطقة الشرق الأوسط ومصادر التهديد التي تشكلها بعض القوى الإقليمية عوامل تفتح المجال واسعاً أما عقد صفقات أسلحة جديدة.
وحتى تقتنع الدول المعنية باقتناء ما تراه ضرورياً لتحديث قواتها لابد من مشاهدة أداء هذه المعدات على أرض الواقع، هنا في هذا الميدان تسعى كل شركة إلى إثبات ما تتمتع به آلياتها من متانة وخفة وقدرة على الحركة والمناورة في مختلف التضاريس، المهتمون يحرصون على متابعة هذه العروض التي يصاحبها تعريف بالمواصفات الفنية لكل آلية كسرعتها القصوى، وحمولتها، والأغراض المختلفة التي يمكن أن تقوم بها، والأمر لا يقتصر فقط على العربات المجنزرة والمدولبة، بل هناك أيضاً العربات الخفيفة ومنها هذه المركبة المصممة للقيام بالعديد من العمليات الميدانية التي تتراوح من الدورية والمراقبة إلى العلميات الهجومية والإسناد القتالي، ولاختبار الرماية بالذخيرة الحية هناك ميدان يبعد حوالي 40 كيلو متراً عن أرض المعارض ويعتبر (أيدكس) المعرض العسكري الوحيد في العالم الذي يسمح فيه للشركات بتجريب أسلحتها عن طريق الرماية الحية، ويشمل ذلك الأسحلة الخفيفة كالمدافع الرشاشة والبنادق والمسدسات والصواريخ التي لا يزيد مداها عن 45 كيلو متراً، وغير بعيد عن ميدان العروض المتحركة وفي الجهة المقابلة توجد قناة صناعية مخصصة للعروض البحرية كعروض الدبابات البرمائية والغواصات الصغيرة والزوارق فائقة السرعة وزوارق الإنزال وقوارب الحراسة، أما القطع البحرية الكبرى كالبارجات والفرقاطات والغواصات وسفن التموين فتعرض في المرسى المخصص لها في ميناء زيد.
وفي غمرة هذا التنافس الشديد في إنتاج أسلحة حديثة ومتطورة يحق لنا أن نتساءل: أين العرب من كل ذلك؟ الجواب نجده في حجم ا لمشاركة العربية التي كانت متواضعة جداً واقتصرت على مشاركة الدولة المضيفة التي عرضت لأول مرة غواصتين صغيرتين انتجتا داخل الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع شركة فرنسية، وتستخدم هاتان الغواصتان في عمليات الاستطلاع والحماية والإنقاذ.
أما المملكة العربية السعودية فكان حضورها ممثلاً من خلال شركة الإلكترونيات المتقدمة، وهي الشركة الخليجية الوحيدة المتخصصة في تصنيع وصيانة إلكترونيات بعض الطائرات المقاتلة كـ F15 و F16 والدبابة الأميركية (أبرامز)، وتدخل هذه الشركة التابعة للقطاع الخاص ضمن برنامج التوازن الاقتصادي الذي يحظى بدعم الحكومة ويرمي إلى الاكتفاء الذاتي ونقل التكنولوجيا وتوطينها، المشاركة العربية المتميزة جاءت من الأردن إذا عرض مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير العديد من منتجاته الدفاعية، ولأول مرة عرض المركبة مركبة مشاة قتالية تحمل اسم (التمساح) ويقول المسؤولون في المركز إنها أول مركبة قتالية مجنذرة ومدرعة يتم تصميمها وتصنيعها بالكامل في منطقة الشرق الأوسط بالتعاون مع شركة من جنوب أفريقيا.
المهندس غازي الخضيري (مركز الملك عبد الله للتصميم والتطوير): فعلاً هي المعدات مصممة في مركز الملك عبد الله الثاني للتصميم والتطوير لكن من سياستنا إحنا في الوقت الحالي إنه دائماً في تصميم المعدات دائماً عندنا شركاء من الشركات العالمية القوية في كافة التخصصات حتى بالتالي نضمن وجود تكنولوجيا حديثة متقدمة معنا جميع المراقبين والمتابعين للمعدات شهدوا للمعدات الأردنية وبكفائتها، وإن شاء الله إحنا بتطور مستمر حتى نعطي حلول أكثر ملائمة لمنطقة الشرق الأوسط، هاي ميزة المعدات اللي إحنا قاعدين نعملها إنها أكثر ملائمة لمنطقتنا.
عبد السلام أبو مالك: ومثل هذه المحاولات من شأنها تشيع التكامل بين الأقطار العربية وإنشاء نواة لصناعة عسكرية تقلل الاعتماد على الغير وتحفظ الأمن القومي. الحفاظ على الأمن العربي في القرن الحادي والعشرين لم يعد ممكناً بالاعتماد فقط على شراء الأسلحة من الدول الأجنبية، فالأهم من ذلك هو إنشاء قاعدة قوية للصناعة العسكرية لتحقيق الحد الأدنى على الأقل من الاكتفاء الذاتي، وهو أمر حيوي جداً للأمن القومي العربي في مواجهة مصادر التهديد الحقيقية والمحتملة.
عبد السلام أبو مالك من معرض ايدكس 2001 لبرنامج مراسلو الجزيرة.
محمد خير البوريني: وإلى فقرة الردود على رسائلكم ونبدأ برسالة فاكس وصلت من المشاهد محسن المبروك سعد من بنغازي في الجماهيرية الليبية طلب فيها من البرنامج تسليط الضوء على قبائل الدينكا في جنوبي السودان، وكذلك تسليط الضوء على الشطر الكشميري الواقع تحت سيطرة الهند.
شكراً يا محسن على الرسالة، كانت الجزيرة قد عرضت مجموعة من التقارير حول كشمير من الجانب الهندي قبل أن تمنع السلطات الهندية –لأسباب لا نعلمها الجزيرة من دخول إلى كشمير على أي حال لم نوقف محاولة السعي للوصول مجدداً إلى هناك وإعداد المزيد والمزيد من التقارير والتحقيقات.
ومحمد حسن إبراهيم وهو على ما يبدو صومالي ويعيش في أثيوبيا أرسل إلى البرنامج رسالة طلب فيها الاهتمام بأوضاع الصومال ومعالجة قضاياه المختلفة وقال: ألم تكن الصومال جزءاً من الأمة العربية أم أن شعب الصومال مستعرب؟
شكراً لمحمد على الرسالة، الاهتمام بالصومال لم ينقطع أبداً، لقد قامت الجزيرة بزيارة الصومال وأعدت تقارير من هناك، ونحن نواصل محاولات متابعة ما يجري ميدانياً وعلى أرض الواقع.
وأرسل فريد أوسلام –من المغرب- رسالة أجمل فيها مجموعة من المقترحات والطلبات، شكراً لفريد على الرسالة التي كنا قد عالجنا ما ورد فيها من مقترحات وطلبات وصلتنا عن طريق العديد من رسائل السادة المشاهدين سابقاً، ومن موريتانيا أرسل المشاهد الطيب ولد الشيخ أحمودة أرسل رسالة جاء فيها: كان الإعلان العربي أداة موجهة من أدوات الأنظمة التي يستغلها في تلميع صورته، ولم يعطي هذا الإعلام الهش المواطن العربي الفرصة للتعبير عن رأيه في القضايا التي تهمه واكتفى هذا المواطن بالتفرج على تلك المسرحيات المملة إلى أن ظهرت الجزيرة ليجد فيها كل عربي متنفساً ومنبراً يقف عليه أصحاب الرأي والرعايد السعيدي –من الكويت وجاء فيها: كما هي الجزيرة تنفرد بمراسليها الذين عودونا دائماً على السبق الإعلامي فلما لا تستقصي من خلال مراسلها في بغداد، من خلال هذا البرنامج عن أي معلومات تتعلق بالأسرى الكويتيين، حيث أنه لم تعرف معلومات عنهم حتى الآن.
شكراً لسعد على الرسالة، ويود البرنامج أن يؤكد هناك من جديد على ما يحيط بهذه القضية من تعقيد وخلافات حادة، بالإضافة إلى الاهتمام الكبير بها من عدة دول لها مصادرها وأجهزة أمنها ومخابراتها، وقد تكون لديها القدرة بشكل تتفوق فيه على الجزيرة في معرفة مصير هؤلاء، هذا عدا عن عدم الاتفاق العميق بين الكويت والعراق حول مصطلح أسرى أو مصطلح مفقودين، على أي حال لو استطاعت الجزيرة أن تصل إلى أي خيط من خيوط هذا الموضوع فإنها ستكون السباقة إلى إعلانه ونشره على الفور كما هي دائماً، وشكراً مرة أخرى على رسالتك وعلى ثقتك الكبيرة بالبرنامج وبقناة الجزيرة.
ومن جمهورية تشيكيا بعث المشاهد محمود جاسم بعث رسالة يطلب فيها إجراء تحقيق مصور للبرنامج حول مطار صدام الدولي في العراق في ظل الحصار، كما يطلب تقريراً مفصلاً حول جزر القمر التي يقول إنها تبقى مجهولة بالنسبة لغالبية الشعوب العربية والإسلامية، كما أرسل مجموعة من الملاحظات التي تتعلق بالجزيرة وقد قمنا بتتحويلها إلى الجهات المعنية في القناة، نشرك المشاهد على الرسالة ومقترحاتك إلى البرنامج بناءة وتستحق المتابعة.
وشيخينا بن الشيخ محمد من إيطاليا بعث رسالة طلب فيها من البرنامج إلقاء إطلالة حسب تعبيره على مدنية الشنقيط في موريتانيا وعلى مشايخها وعملائها، نقول للمشاهد الكريم: إن ما طلبت هو ما قام البرنامج به بالفعل، نأسف إذا كانت الحلقة التي تم عرضه من خلالها قد فاتتك حيث كان الموضوع شيقاً من شنقيط العريقة بكل شيء.على أي حال نرجو أن تواظب على مشاهدة البرنامج إذا أردت مشاهدة المزيد من الموضوعات المتعلقة بموريتانيا وغيرها من الدول العربية والإسلامية ودول العالم المختلفة.
وطلب عبد الله بن محمد من سلطنة عمان، طلب من البرنامج المزيد من التقارير حول السلطنة ومعالمها الحضارية، سوف تشاهد يا عبد الله المزيد والمزيد من التقارير حول عمان في الحلقات المقبلة ودائماً إن شاء الله.
ومن اليمن طلب المشاهد جمعان مقبل، طلب من البرنامج زيارة منطقة حضرموت وخاصة وادي حضرموت الأخضر في اليمن الذين قال إنه يتمتع بتراث تاريخي عريق بما فيه من مدن وناطحات سحاب قديمة يعود تاريخ إنشائها إلى مئات السنين وهي –أي الناطحات- مبنية من الطين وتتراوح بين ستة وخمسة عشر طابقاً، وقد بعث المشاهد ببطاقة تظهر هذه المباني الطينية الشاهقة التي أقامها العرب اليمنيون بدقة وفن عمارة متناهيين في الوقت الذي كان الغرب فيه يعيش في عصر الظلمات.
شكراً لجمعان على اقتراحه ودعوته للبرنامج لزيارة حضرموت في اليمن، الجزيرة لا تزور اليمن فقط يا جمعان بل هي هناك على الدوام تتمركز من خلال مكتب الجزيرة في العاصمة صنعاء، والزميلان أنور العنسي ومراد هاشم يعملان ما في وسعها لا ختيار موضوعات تقدم كل ما هو جديد ويحتوي على معلومات قيمة للمشاهدين، سبق للبرنامج وأن عرض موضوعات تتحدث عن العمارة اليمنية، كما عرض صوراً لما تصفه بناطحات السحاب هذه وسيواصل البحث عن كل ما هو جديد في هذا المضمار وأهلاً بك من جديد.
ورسالة بعثها المشاهد محمد السالك بن أحمد الناجي من النيجر بعثها ويطلب فيها تأسيس إذاعة مسموعة على غرار قناة الجزيرة كي يتم الاستغناء عن الإذاعات العالمية التي يقول إنها غسلت أدمغتا وجعلتنا لا نعرف شيئاً من وطننا العظيم وغرست في قلوبنا وأدمغتنا،غرست ما يتعلق بالامبريالية والصهيونية حسب ما ورد في نص رسالة المشاهد.
شكراً للمشاهد على الرسالة التي قمنا بإحالتها إلى الجهات المعنية في القناة. أخيراً ومن جمهورية أوكرانيا بعث طالب فلسطيني يدرس هناك، بعث يطلب من البرامج تسليط الضوء على حال الطلبة الفلسطينيين من سكان الأراضي الفلسطينية الدارسين في الخارج، وتحديداً الدارسين في جمهوريات كومنولث الدول المستقلة التي كانت تشكل الاتحاد السوفيتي السابق وكيف تقطعت بهم السبل ولم يعد لديهم من ممول بسبب الحصار المفروض على ذويهم في فلسطين، ويقول: إن الطالب الفلسطيني أصبح يجد نفسه مفصولاً من الجامعة مشرداً في الشوارع بلا مأوى عندما لا يدفع الأقساط الجامعية، ولا يدفع أجرة المسكن الذي يعيش فيه، شكراً للطالب الفلسطيني ونقوم بدراسة إمكانية طرح هذا الموضوع –إن شاء الله- مع الأسف الشديد لأوضاع هؤلاء الطلبة.
مشاهدينا الكرام إلى هناك نأتي إلى نهاية هذه الفقرة من البرنامج، ونعود بكم لاستكمال ما تبقى من فقرات.
أكبر مسجد في سلطنة عمان
ونتحول إلى سلطنة عمان حيث المسجد الأكبر في السلطنة الذي يضم شاشات تلفزيونية تمكن النساء من متابعة مجريات الصلاة كاملة وحضور خطبة الجمعة، ويتحدث التقرير عن سجادة ضخمة استغرق نسجها سنوات عديدة ودخلت كتاب غينيس للأرقام القياسية. تقرير أحمد الهوتي أعده من هناك.
أحمد الهوتي: على مقربة من الطريق المؤدي إلى قلب العاصمة مسقط يبرز جامع السلطان قابوس الأكبر بولاية بوشر كمركز للتفاعل مع روح الإسلام ديناً وعلماً وحضارة، ويؤكد دور المسجد كمصدر إشعاع علمي وفكري على امتداد الساحة الإسلامية، فقد كان له أثر في حياة المجتمع، لا كدور للعبادة فحسب، وإنما مدرسة كبرى لها الصدارة والمكانة المتميزة في نشر العلم والثقافة، ويشير المراقبون إلى تميز هذا المعلم الإسلامي الذي أصبح الأبرز في سلطنة عمان.
السلطان قابوس بن سعيد (سلطان عمان): لقد عزمنا بفضل الله وتوفيقه علي أن نجعل من هذا المسجد المبارك مركزاً للثقافة والفكر يسهم بنصيبه في إحياء التراث الإسلامي بمشيئة الله وإبراز القيم الحضارية للأمة وتحديث أساليب معالجتها لشؤونها وقضاياها بما يحفظ عليها أصالتها ويصون ثوابتها وقيمها ويواكب في ذات الوقت مسيرة التقدم الإنساني في مختلف جوانب الحياة.
أحمد الهوتي: استمر بناء الجامع ست سنوات وقد أقيمت مسابقة معمارية لاختيار أفضل المخططات لهذا الجامع الذي تبلغ سعته الإجمالية 20 ألف مصل ومصلية. وقد بنى على مساحة تقدر بـ 416 ألف متر مربع حيث يضم المصلى الرئيسي 6500 مصل ويأخذ شكلاً مربعاً بقبته المركزية التي ترتفع عن سطح البلاط بـ 50 متراً وتشكل مع المئذنة الرئيسية المنظور المميز للجامع. ويحزم قمة جدران المصلي والصحن الداخلي شريط غني بالآيات القرآنية بخط الثلث، وتملأ الزخارف الهندسية الإسلامية أطر أقواس الأروقة، فيما تحتل أسماء الله الحسنى المحفورة بالخط الديواني واجهات الأروقة.
محسن الشيخ (رئيس شؤون المشاريع والصيانة): الفكرة كانت من أجل الحصول على يعني بدائل مختلفة لفكرة التصميم ويعني في النهاية استقر الرأي على.. على الأخذ بما قدمه الدكتور مكية في هذا المجال كفكرة يعني، ثم طورت الفكرة هذه –فاهم كيف؟- وإلى.. إلى أن وصلنا إلى النتيجة النهائية يعني المطلوبة.
أحمد الهوتي: وتبدو الأروقة بمثابة سور أمين حول عمارة الجامع إلا أنها تختتم بالمآذن الخمس التي ترسم حدود الموقع، وتجتمع المآذن لترمز إلى أركان الإسلام الخمسة، وتتخلل الجدران البيضاء مجموعة من الأقواس والكوات المفتوحة والصماء مع دعامات تستهل واجهة المصلي الرئيسي، وهذه الدعامات لها وظيفة إنشائية فضلاً عن إنها ملاقف للهواء على غرار عناصر الأبراج المناخية التقليدية والسائدة في العمارة المحلية، وتشكل الأروقة الشمالية والجنوبية الفضاء الانتقالي الفاصل بين أماكن العبادة ومرافق الجامع الأخرى، وتسقف فضاءات الأروقة سلسلة من القباب الهندسية المستلهمة من قباب مسجد (بلاد بني بو علي ) في شرقية عمان.
سيف الشقصي مهندس المشروع : رواق من الجهة الشمالية، ورواق آخر من الجهة الجنوبية، كل واحد منها بامتداد 240 متراً، قسمت هذه الأروقة إلى ردهات كل ردهة تحوي على زخرفة من حضارة إسلامية معينة، سواءً كان من الحضارات الإسلامية في الشرق أو في الغرب، أو في الشمال أو في الجنوب.
أحمد الهوتي: يتسع مصلى النساء لـ 750 مصلية وزود بشاشات تلفزيونية لنقل الصلوات وخطب الجمعة والأعياد، وأصبح بإمكان النسوة متابعة الإمام والخطيب مباشرة من المصلى الرئيسي، أما الجامع فقد زود بتقنيات البث الإذاعي والتلفزيوني.
محسن الشيخ: الجامع يحتوي على.. على كاميرات يتم التحكم بها من بعد، وهناك إستوديو يتم النقل من خلاله إلى محطات الإذاعة والتلفزة، فبالتالي كما هو، بالتالي كل الأنظمة المعمولة أنظمة متقدمة وحديثه في هذا المجال.
أحمد الهوتي: السجادة إحدى مقومات التصميم الداخلي، وتفرش بلاط المصلى بقطعة واحدة وتغطى مساحة 4200 متر مربع وهي مؤلفة من 1700 مليون عقدة، وتزن 21طناً، وقد أنتجت في أربع سنوات، ولقد جمعت هذه السجادة في تأليفها ونوعية تصميمها سجادة تبريس وكاشان وأصفهان، واستخدم في نسجها 28 لوناً بدرجات متنوعة تم صناعة غالبيتها من الأصباغ النباتية أو الطبيعية.
محسن الشيخ: استغرق العمل في حياكة السجادة نفسها حوالي 27 شهراً، حيث تقريباً عمل.. عملت 600 امرأة، فاهم كيف لهذه الفترة الطويلة 27 شهر ومن ثم تم طبعاً تقليم السجادة وربطها لأنها هي كانت عبارة عن قطع وفي النهاية طبعاً تم تجميع القطع هذه في الموقع، وتبلغ سعة السجادة أو مساحة السجادة بالأحرى 4240 متراً.
أحمد الهوتي: جدران قاعة المصلى الرئيسية مكسوة بكاملها من الداخل بالرخام الأبيض والرمادي الغامق، وبها جداريات مشغولة بزخارف مورقة بنمط هندسي يغلب على تصميمها أسلوب الفن الصفوي والقاعة مصممة بمخطط مفتوح بأربعة أعمدة رئيسية حاملة لهيكل القبة الداخلي، ويمتد بمحاذاة كل من الجدار الشمالي والجنوبي رواق ينفتح على قاعة المصلى بأقواس مزودة بزخرفة كما في العمارة المملوكية، والقبة تشكل مثلثات كروية ضمن هيكل من الأضلاع والأعمدة الرخامية الخالصة المتقاطعة بأقواس مدببة، مرصعة بألواح من القيشاني، وتمتد الألواح الخشبية في السقف بطراز ينبثق عن تطوير السقوف العمانية.
أرضيات الجامع رصفت ببلاط الرخام وصممت قطع بلاط الصحن الخارجي والداخلي بمقياس وحدة سجادة الصلاة أما الأبواب فقد نقشت بزخارف إسلامية تعلوها آيات قرآنية بخط الثلث فيما يحتوي بعضها على مشربيات مبطنة بألواح الزجاج الملون لتؤكد على تواصل ووحدة المكان المخصص للصلاة ويمثل انتقاء الأعمال الفنية في القاعات نماذج تطور وتعدد أشكال الزخارف المعمارية وثقافتها التي انتشرت بأنماط غنية من الأندلس إلى الصين.
سيف الشقصي: حفرت الآيات الكريمة بالنسبة للمناطق الخارجية على الحجارة بعمق 2 سم، بحيث إنها تبقى ما بقي الجامع –إن شاء الله- على مئات بل آلاف السنين وقد بلغ، يعني لو قسنا بالأمتار الطولية، الكريمة 1564 متر طولي أي ما يعادل كيلو ونصف و64 متر.
أحمد الهوتي: وتكون جدران الرواق الجنوبي ساتراً مرئياً يضم مجموعة من مرافق الجامع ومنها المكتبة التي تحتوي على 20 ألف مجلد مرجعي في شتى العلوم والثقافة الإسلامية والإنسانية، بالإضافة إلى معهد للعلوم الإسلامية يتلقى فيه الناشئة مختلف العلوم الفقهية، وقاعة للاجتماعات والندوات تتسع لثلاث مائة شخص، وقد ألحق بالمكتبة أجهزة الحاسب الآلي التي توفر خدمة الإنترنت.
الشيخ سلطان القاسمي (حاكم الشارقة): إحدى تلك الجوامع الكبيرة كجامع الأزهر والجوامع الأخرى في البلدان العربية وفي تونس.. التي كانت مراكز للإشعاع توقف هذا، وابتعدت الناس ووئدت الكتب في الأدراج، وأبعدت عن الناس التفت الناس للسياسة دون الدين، الآن لابد أن نضع الدين في السياسة، وننهج نفس المنهج الذي نهجه الأولون.
أحمد الهوتي: أماكن الوضوء وضعت في الجهتين الجنوبية والشمالية، وهي تتسع لأكثر من 120 شخصاً في آن واحد، أما باحات المسجد والمناطق المحيطة، فقد زرعت بأشجار الظل والزينة والمسطحات الخضراء التي تزين الموقع و.. بالمستوى الذي يليق بالجامع ونبل رسالته الخالدة، وألحق بمنشآت الجامع مواقف للسيارات تتسع لألف سيارة كمرحلة أولى قابلة للتوسع بحيث تستوعب 3000 سيارة.
الجامع بمآذنه الخمسة التي ترمز لأركان الإسلام جمع بين أصالة العمارة الإسلامية ومقاييسها وبينها وبين الحداثة العالمية ومتطلبات البناء والتصميم العصرية والمستقبلية، وهو دعوة لمزيد من هذه الصروح في أرجاء المعمورة، لتبقى حصناً للإسلام ورسالته السامية، أحمد الهوتي- لبرنامج مراسلو الجزيرة- مسقط.
محمد خير البوريني: مشاهدينا الكرام من سلطنة عمان نأتي إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، يمكنكم مشاهدة تفاصيل هذه الحلقة من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت، والموقع هو www.alajazeera.net ويمكنكم مراسلة البرنامج على العنوان التالي: برنامج مراسلو الجزيرة، صندوق بريد رقم 23123 الدوحة- قطر، أما رقم الفاكس فهو 0097448610194، نقول من جديد نتابع طلباتكم واستفساراتكم واقتراحاتكم أولاً بأول وسنرد عليها كذلك أولاً بأول، بحول الله تعالى. حتى حلقة الأسبوع المقبل. هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.