مراسلو الجزيرة

الغزو الثقافي الأميركي للمجتمع الياباني

الغزو الثقافي الأميركي للمجتمع الياباني فرض أم اختيار؟ وكيف يمكن لثقافة جديدة أن تغزو ثقافة عريقة؟. فقر وعصابات سطو ومخدرات، مدينة كيب تاون ليست وجه البلاد الوحيد. تصريح السلطات العراقية ببيع الأسلحة الخفيفة تنظيم لحمل السلاح أم خطوة لها أهداف أخرى؟.
مقدم الحلقة: محمد البوريني
ضيوف الحلقة: لا يوجد
تاريخ الحلقة: 20/07/2002


– الغزو الثقافي الأميركي لليابان
– مستقبل كيب تاون في ظل الفقر وانتشار الجريمة
– منافع ومساوئ اقتناء السلاح في ظل سماح العراق للمواطنين بشرائه

– جمعيات فرنسية والدعوة لرفع العقوبات الدولية عن شباب العراق

undefined

محمد خير البوريني: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة جديدة من (مراسلو الجزيرة) نتناول فيها مجموعةً جديدة من الموضوعات ونتواصل من خلالها معكم.

نبحث في تقرير هو الأول من نوعه من اليابان ما يُوصف بغزو الثقافة الأميركية في مجتمع عريق استطاع أن يحافظ على عاداته وتقاليده وأصالته على مدى قرون طويلة من الزمن، ونسأل: هل يمكن لثقافة شابة وحديثة أن تؤثر على ثقافة متجذرة ومتأصلة؟ ولماذا يخشى البعض من غزو الثقافة الأميركية؟

ومن مدينة (كيب تاون) في جنوب إفريقيا نعرض صوراً من صور الفقر ورواج المخدرات وانتشار الجريمة والمجرمين، في الوقت الذي يحلم فيه كثيرون بمستقبل أفضل بعد انتهاء الحكم العنصري.

ونشاهد من العراق تقريراً يتحدث عن سماح السلطات العراقية للمواطنين بشراء الأسلحة من محلات خاصة بعد ترخيصها رسمياً، ونرى ما ألحقه ذلك من ضربةٍ لسوق السلاح السوداء، ونتناول في التقرير وجهات النظر المختلفة حول منافع أو مساوئ اقتناء السلاح ونسأل: ما الذي يدفع إلى اقتنائه من قبل مواطنين في عددٍ من الدول العربية.

وفي الشأن العراقي كذلك نتحدث في تقريرٍ آخر حول جمعيات فرنسية في رفع العقوبات الدولية والظلم الواقع على الشباب العراقي، وننقل أسئلة يطرحها فرنسيون تقول: لماذا نتحدث بصوت مرتفع وتصمت دول عربية صمت القبور؟ ولماذا لا تبرئ هذه الدول ذمتها أمام الله والتاريخ من دم ملايين العراقيين الذين ينتظرهم الموت ما لم تُرفع العقوبات عنهم.

أهلاً بكم معنا إلى أولى فقرات هذه الحلقة.


الغزو الثقافي الأميركي لليابان

تحولت مدن اليابان من محافِظة تتمسك بعاداتها وتقاليدها وتراثها إلى مدنٍ بلا هوية تغزوها الثقافة الأميركية من جميع الاتجاهات، ولكن لماذا يخشى البعض من الثقافة الأميركية من جميع الاتجاهات، ولكن لماذا يخشى البعض من الثقافة الأميركية ويعتبرها غولاً يجب محاربته؟ هل يمكن لثقافة جديدة مستجدة أن تمحو ثقافة شعوب عريقة؟ ما الذي يجري في اليابان؟ أحمد كامل كان في طوكيو وأعد التقرير التالي.

إعلان

تقرير/ أحمد كامل: عُرف اليابانيون عبر العصور بصفات الأدب الجم، والانضباط، وإنكار الذات، والتفاني في العمل وإتقانه، تلك الصفات تعرضت لامتحانات قاسية خلال القرن الماضي بسبب النجاح الاقتصادي الذي فرض على اليابان الانفتاح على العالم والهزيمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية التي هزت الثقة بالنفس وعظَّمت المنتصر وقيمه في نظر كثير من اليابانيين.

undefined

نوريوكي واكيساكا (كاتب ياباني): لقد هُزمنا في الحرب العالمية الثانية، وحينها كان على اليابانيين العمل بجد، وبما أن الصناعات في غالبيتها تتمركز في المناطق الحضارية، فقد اضطر الفلاحون بالانتقال إلى المدن للعمل، والكثيرون تركوا الريف وتوجهوا إلى المدن الكبيرة، وهو ما تسبب في تغيير نمط الحياة نتيجة لهذه الهجرة الواسعة.

أحمد كامل: الأمركة أو التغريب أو العولمة تركت بصماتها على كل مناحي حياة الشعب الياباني، العمارة اليابانية المتميزة تترك مكانها لمبانٍ عملاقة حديثة لا هوية لها ولا وجه، ولم يبقَ في العاصمة طوكيو التي يبلغ عدد سكانها 15 مليون نسمة سوى بضعة مبانٍ تُذكِّر الزائر أنه في اليابان، أما اللباس التقليدي فلا يكاد يُرى إلا نادراً جداً، فالنساء والرجال من كل الأعمار والطبقات يرتدون اللباس الغربي، ويلاحقون آخر صيحات الأزياء القادمة من أوروبا وأميركا، الطعام الغربي يغزو المطاعم والبيوت اليابانية، ويطرد تدريجياً الطعام الياباني الصحي المميز، والملاعق والسكاكين والشوك تحتل مكان العصي في أيدي اليابانيين.

مواطن ياباني: أنا أعتقد لقد فقدت اليابان تقريباً كل ثقافاتها التقليدية، وبرأيي فإن اليابان أضحت إحدى الولايات الأميركية، فاليابان اليوم هي أميركا ذاتها.

أحمد كامل: الافتتان بأميركا والغرب يبدو واضحاً في الأغاني والموسيقى التي يسمعها اليابانيون، وفي الموسيقى اليابانية نفسها ويترك بصماته على الأدب الياباني وذوق القارئ الياباني تراه في السينما اليابانية وفي شغف الشباب برياضات أميركية تأخذ تدريجياً مكان الرياضات اليابانية المميزة، حتى النظرة إلى جمال وجه الإنسان اختلفت.. وبات الوجه الغربي يُعتبر الأجمل والمثال الذي يُحاكى بأدوات ومستحضرات التجميل حيناً وبالتزيين حيناً آخر، وبالعمليات الجراحية إن اقتضى الأمر.

نوريوكي واكيساكا: الشباب الياباني وثيق الصلة بوسائل الإعلام الغربية من تليفزيونات وصحف وغيرها، وينشأ في جو الإعلام الغربي لذلك هو متعود جداً على الثقافة الأميركية، فيما تتراجع معرفة الآباء وكبار السن بالثقافة اليابانية التقليدية.

أحمد كامل: ومن القيم الجديدة في المجتمع الياباني الحديث تفشي الروح الاستهلاكية والنزوع نحو التفاخر والاستعراض، فبعد أن كانت السيارات المحببة هي الصغيرة المصنوعة في الوطن، يميل كثيرون نحو شراء السيارات الفارهة ولو كانت أجنبية الصنع، هذه الروح تبدو أوضح لدى الشباب الذي يتمسك بمظاهر الرفاه ويميل إلى اللعب واللهو، وبعضه يغرق في الشراب وحتى المخدرات.

كيشيكو هيسادا (صحفية يابانية): لا أعتقد أن هذه الأمراض الاجتماعية هي نتيجة للتحديث أو التجديد إنها مشاكل تشترك فيها كل المدن حتى في أوروبا والدول النامية.

إعلان

أحمد كامل: ورغم وضوح التغيرات في المجتمع الياباني يرى الغربيون أنها بطيئة جداً وغير كافية، وأنها لا تتجاوز المظاهر إلى عمق الشخصية اليابانية التي لم تتغير كثيراً برأيهم.

ساشاباسيك (تاجر إيطالي مقيم في اليابان): لن يصبح المجتمع الياباني غربياً أبداً، هذا المجتمع أخذ من الغرب كل ما يفيده وكل ما يناسبه، إنما أخذه على طريقته، ولذلك لم يتغير اليابانيون، مازالوا يخفون حرجهم بالابتسامة ويتظاهرون بلا مبالاة، مازال سلوكهم كما هو، ولا يمكن لأحد أن يعرف ما يدور في خلج الياباني.

أحمد كامل: ورغم مقاومة جزء من المجتمع الياباني لعملية الأمركة التي تعيشها اليابان فإن الغالبية تقبلها، لأنها لا تتم بشكل سريع.

نوريوكي واكيساكا: الجيل الجديد متأثر بالثقافة الأميركية مما يخلف فجوة بين جيل الشباب وجيل الكبار، ومع ذلك فالتغيير في المجتمع يتم بصورة تدريجية، ولذلك فغالبية الناس تتقبله.

أحمد كامل: ويرى الكثير من اليابانيين أن التغير في نمط الحياة في اليابان حمل الكثير من الإيجابيات خاصةً بالنسبة للمرأة.

كيشيكو هيسادا: التغير يتم في اتجاه إيجابي، فقبل عقود من الزمن كان الخيار الوحيد أمام المرأة اليابانية هو البقاء في البيت وتربية الأولاد والاهتمام بالزوج، هذه كانت حياة المرأة في اليابان، لكن المرأة الآن لديها خيارات عدة ومنها العمل.

أحمد كامل: لطالما تمسك الشعب الياباني بهوياته وتقاليده المتميزة جداً، لكن الاختلاف والتميز في تراجع دائم، والأمركة أو التغريب أو العولمة في تقدم متواصل، وإن ببطء في هذا البلد غير العادي.

أحمد كامل – برنامج (مراسلو الجزيرة) – طوكيو.


مستقبل كيب تاون في ظل الفقر وانتشار الجريمة

محمد خير البوريني: انتشار للفقر وارتفاع في نسبة الأمية والجهل النتيجة عصابات سطو مسلح وارتفاع كبير في نسبة الجريمة وتفشي المخدرات، مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا، ما سنشاهده ليس الوجه الوحيد لهذه المدينة كما أنه ليس وجه جنوب إفريقيا الوحيد، هناك وجوه أخرى مشرقة للبلد الذي تحرر من قبضة نظام عنصري شرس. تقرير وضاح خنفر.

تقرير/ وضاح خنفر: هكذا يبدأ يوم هؤلاء الفتية من سكان حي (مينمبرج) بكيب تاون، أقل أحياء المدينة أمناً وأكثرها جريمة وعنفاً، يحاولون التخلص من بؤس الحياة بتدخين الحشيش طلباً للذة عابرة تذهب بهمومهم لبرهة من الوقت، ثم تودي بعدئذٍ بحاضرهم ومستقبلهم.

undefined

متعاطي مخدرات: أشعر بأنني أُحلِّق عالياً، البيرة لا تمنحني نفس الشعور، لهذا أفضل الحشيش.

وضاح خنفر: تعاطي المخدرات بكافة أنواعها صار ظاهرة تنتشر في الكثير من الأحياء الشعبية بجنوب إفريقيا، غير أنها في هذا الحي على وجه الخصوص صارت نمط حياة، فهؤلاء الملونون من سكان كيب تاون لا يعانون الفقر والبطالة فحسب، بل تفشت في أوساطهم ثقافة العنف حتى سيطرت العصابات المنظمة على مرافق الحياة، وصارت الآمر الناهي في محيط من الفوضى والرعب.

مواطن من كيب تاون: نعيش هنا الكثير من المتاعب، أطفالنا لا يذهبون إلى المدرسة بسبب العنف المنتشر هنا، بعض رجال العصابات يأتون هنا ويطلقون النار على الآخرين، وعندما يذهب الأطفال إلى المدرسة يضربونهم ويطعنونهم بالسكاكين، لماذا يفعل رجال العصابات ذلك، ولماذا لا تفعل الشرطة شيئاً لوقفهم؟

وضاح خنفر: وعلى الرغم مما ترتكبه العصابات من جرائم إلا أن الكثيرين هنا ينتمون إلى صفوفها طلباً للحماية والأمن، ذكر أفراد هذه المجموعة أنهم أعضاء في عصابة العيش الصعب أقوى العصابات وأكثرها شراسة، لم يعطوننا مزيداً من المعلومات، وطلبوا ألا نتجول في المنطقة إذ لابد من إذن الزعيم، طلبنا مقابلة الزعيم فاصطحبنا بعضهم خلال شوارع الحي، كل شيء هنا يوحي بالفقر والبؤس. لم تطل رحلتنا حتى وصلنا إلى كوخ الصفيح هذا، طُلب لنا الإذن بالدخول فاقتادنا أحدهم إلى الداخل.

إعلان

هنا يجلس بعض زعماء العصابة، يتقدمهم اثنان عرفا أنفسهما على أنهما السيد أيزك والسيد جي، وبعد حوار غير قصير وافقا على أن نقابلهما على ألا تذاع المقابلة في جنوب إفريقيا، تحدثا عن أسباب انتشار ظاهرة العصابات، فألقيا باللوم على النظام العنصري، ثم التحول السياسي.

undefined

آيزك (زعيم في إحدى العصابات): النضال من أجل التحرر أعاقنا عن إكمال دراستنا، وعندما خرجت من المدرسة لم أجد سوى أعمال وضيعة كعامل تنظيفات، الوظائف الجيدة كانت متاحة للبيض وحدهم، إذا لم يكن لديك اللون المناسب فلن تحصل على شيء، واليوم أعيش الكثير من المشاكل، ولو أنني أكملت تعليمي لكنت في وضع أفضل.

وضاح خنفر: الملونون في جنوب إفريقيا يعيشون أزمة هوية، إذ لم يحصلوا أيام النظام العنصري على امتيازات وبعد التحول الديمقراطي لم يحصلوا على امتيازات السود، العصابات التي زرعت الخوف والموت في هذه البقاع تزعم أنها تناضل من أجل حقوق الملونين.

آيزك: عندما تلقي بمائة ألف شخص في حيز صغير كهذا الحي، فسيكون لديك الكثير من المشكلات، سيكون لديك عصابات ومخدرات لقد سلبوا الناس كرامتهم، لقد كان الرجل الأبيض يلقي باللوم على الملونين كما كانوا يطلقون علينا.

وضاح خنفر: وفي غابة الفوضى وضياع الأمل، يقبل البعض على هذه العصابات التماساً لشيء من القوة.

جي (زعيم في إحدى العصابات): مهم جداً بالنسبة لنا، نشعر أننا لا شيء بدونه، ولكي نعطي أنفسنا هوية محددة ولأننا نعاني كل يوم، اخترنا اسم "العيش الصعب"، لأن حياتنا صعبة.

وضاح خنفر: أما بالنسبة للمخدرات وتجارتها فهم يتنصلون من المسؤولية الأولى متهمين شخصيات مهمة في الحكومة والأمن بالتعاون في استيراد المخدرات.

جي: هل تعتقد حقاً أن مقتدر على حيازة سفينة لتهريب المخدرات؟ هل تعتقد أن المطار تحت تصرفي لأفعل ما أشاء؟ لا، لا أستطيع القيام بذلك، فمن يقوم به إذن؟ إنهم المسؤولون الكبار ممن يحملون على صدورهم بطاقات تقول إنهم أعضاء برلمان أو وزارة في الحكومة، علينا أن لا نخدع أنفسنا.

وضاح خنفر: بقية الأشخاص الذين كانوا يستمعون إلى حوار في هذا الكوخ المعتم الذي يعج برائحة المشروبات الكحولية والحشيش بعض عناصر العصابة، ولكل منهم تاريخ عريق، فهذا الرجل مكث في السجن 11 عاماً بسبب جريمة قتل، أما هذا فحكم عليه بـ 20 عاماً وتشير الرسومات على جسمه بإنه كان عضواً في عصابة "الثمانية والعشرين"، أخطر العصابات داخل السجون، وتتضمن شروط الانضمام إليها قتل شخص ما بطريقة محكمة.

غادرنا عتمة الكوخ وهو أنه الفاسد إلى فضاء أكثر رحابة. وفي طريق العودة صادفنا عربة للشرطة الذين يتجنبون في العادة الدخول إلى هذه الأماكن خوفاً على حياتهم، تابعنا العربة إلى أن توقفت بإزاء مدخني الحشيش ممن كنا قد التقينا بهم فظننا أنهم على وشك تفتيشهم أو إلقاء القبض عليهم واكتشفنا أنهم توقفوا لمساءلتنا، وبعد أن عرفنا بأنفسنا نصحونا بأن نغادر المكان خوفاً على حياتنا، فغادرنا ونحن نحمد الله على السلامة.

تسيطر على هذه الأحياء الفقيرة عصابات لا ترحم تزرع الموت والخوف ويعيش سكانها بين رحى الفقر وسندان الجريمة ويكاد اليأس يطبق عليهم من كل جانب. وضاح خنفر – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – كيب تاون.

محمد خير البوريني: مشاهدينا الكرام، إلى الردود على رسائلكم التي نتواصل من خلالها معكم عبر بريد البرنامج الإلكتروني والبريد العادي ورسائل الفاكس. البداية برسالة وصلت على عنوان البرنامج عبر شبكة الإنترنت وبعثها أحمد البوسيفي من الجماهيرية الليبية، يطلب أحمد تناول المشكلات التي يعاني منها الشباب العربي من بطالة وعدم الاستفادة من الطاقات المتوفرة في الوطن العربي على الرغم من أن نسبة الشباب في العالم العربي أكبر بكثير من تلك الموجودة بأوروبا، الأمر الذي يدفع الشباب العربي إلى الهجرة والبحث عن فرص العمل والحياة الأفضل، القضية كبيرة ومعقدة يا أحمد ولا يمكن لنا أن نتناولها في تقرير واحد في هذا البرنامج، ولكن يمكن أن يتم تسليط الضوء عليها من خلال أمثلة من بعض الدول العربية، كنا قد عرضنا موضوعات حول البطالة في بعض دول العالم العربي كما طرحنا موضوعات أخرى تتعلق بهجرة الشباب العربي ولكنها كانت منفصلة، نرجو أن تتمكن من مشاهدة المزيد في حلقات مقبلة.

وبعث المشاهد أحمد بزار رسالة عبر البريد الإلكتروني يطلب فيها تقريراً حول زيادة أعداد الأطفال العاملين في فلسطين بسبب الأوضاع المأساوية وفقدان الكثيرين منهم لذويهم، التقارير متواصلة من فلسطين يا أحمد، وسوف تشاهد ما طلبت قريباً.

إعلان

وأرسل محفوظ يوسف يطلب من البرنامج إعطاء شرح حول الفرقة القديانية وهي فرقة أو جماعة أو طائفة دينية لها وجود في عدد من الدول كما يطلب شرحاً حول الخلافات الرئيسية مع هذه المجموعة، ويقول المشاهد إن المقر الرئيسي لها هو في العاصمة البريطانية لندن وأن معظم أتباعها من الباكستانيين، لا نريد يا أحمد أن نخوض في هذا الموضوع بإعطائه مزيد من الشرح حول الطائفة المذكورة وسوف تشاهد موضوعاً حولها ربما من باكستان أو لندن في وقت قريب تكون المعلومات فيه موثقة بشكل أفضل.

ومشاهد آخر لم نتمكن من قراءة اسمه الأول بشكل صحيح، أما الاسم الثاني فهو الفردان، يطلب المشاهد موضوعاً حول وضع اللغة العربية في الوطن العربي وكيف يتم تدريسها؟ وهل وسائل تدريسها مازالت ناجحة؟ أم أنها تحتاج إلى تفكير، ويقول المشاهد إن وضع اللغة العربية بات صعباً في ظل عدم اهتمام أهلها بها وفي ظل وصف العولمة الموضوع يحتاج ربما إلى برنامج متخصص يعطيه وضع هذا البحر الذي لا ينضب أبداً، يعطيه حقه في البحث، على أي حال سوف نحاول طرح هذا الجانب ولكن من دولة عربية واحدة، إذا لا يمكن معالجة أمر كبير كهذا بشكل شمولي من عدة دول عربية في تقرير واحد في (مراسلو الجزيرة) ونعتقد أن دولة واحدة ستكون مثالاً كافياً على ما طلبت.

ومن سوريا مازن عثمان يسأل مازن لماذا لا يصلح البرنامج إلى أميركا الجنوبية ويقول أن هناك الكثير من الموضوعات التي تستحق المشاهدة والمتابعة هناك لاسيما أوضاع السكان المنحدرين من أصول عربية، معك حق يا مازن ليس فقط البرنامج وإنما (الجزيرة) التي تحاول وتسعى للوصول إلى كل بقعة من بقاع العالم، وبالتأكيد سوف ترى (الجزيرة) وبالتالي البرنامج هناك، ونتمنى أن يكون ذاك في أقرب وقت ممكن، ونرجو عندها أن تشارك في طلب عدة موضوعات من تلك الزاوية من العالم.

ورسالة من ميشان سيدي سالم، يقول ميشان لماذا لا يقوم البرنامج بإعداد تقارير خاصة عن القضية الصحراوية أو على الأقل إعادة ما تم عرضه عنها سابقاً، ويقصد الصحراء الغربية وهي سبب النزاع بين المغرب وجبهات البوليساريو شكراً لمتابعتك للبرنامج، ومعرفة أننا كنا قد عرضنا سابقاً موضوعات حول الصحراء الغربية والتطورات بشأنها، سوف تشاهد المزيد من القصص المختلفة حولها عندما تتاح الفرصة، ونرجو أن نتمكن قريباً من إنجاز ذلك.

ومالاي أو ملاي أو مولاي زين ولد البكاي من موريتانيا يطلب ولد البكاي تقريراً حول حرية الصحافة وحرية الرأي في موريتانيا خاصة وفي العالم العربي عامة، طلب جيد نسعى لتلبيته ونرجو أن نتمكن من تلبية ذلك دون عقبات أو عراقيل أو حتى منع لاسيما وأنت تعلم حال الصحافة والحريات من الدول العربية.

ومحمد إبراهيم الرقيق حسب ما ورد في رسالة البريد الإلكتروني الإنترنت يطلب محمد تقريراً حول حياة الشعب الليبي أي كيف يعيش مع تسليط الضوء على البنية التحتية في ليبيا، نقول نحاول طرح موضوعات مختلفة من ليبيا، نرجو أن نتمكن من إنجازها في وقت قريب.

ومحمد مبارك من اليمن يقترح المشاهد تناول موضوع المياه المعدنية في مدينة الديس الشرقية في محافظة حضرموت اليمنية وذلك لما تشتهر به من خصائص علاجية، شكراً على المقترح، ونقول لقد سبق للبرنامج وأن عرض موضوعاً حول المياه المعدنية العلاجية من دولة عربية، أماكن وجود هذه المياه كثيرة ومتعددة في العالم العربي، ومنها على سبيل المثال الأردن وسوريا والعراق والمغرب ومصر والسودان والجزائر وغيرها من الدول العربية، نرجو أن تتواصل معنا لمزيد من المقترحات من اليمن البلد العربي الغني بكل شيء.

ورسالة من محمد عامر عوف في أرمينيا بعث محمد مقترحاً إلى البرنامج أو يقترح على البرنامج موضوعاً حول مدينة في أرمينيا تسمى (يريفان) ويقول أنها مبنية منذ عصر دولة الخلافة الأموية، ويقول إن اسمها سابقاً كان (إيراوان) أو (أيروان) يقول محمد في هذه المدينة الآن مسجد واحد وإنه مغلق وإن المسلمين يواجهون صعوبات كبيرة في أرمينيا وذلك بسبب اعتقاد الأرمن أن جميع المسلمين هم أتراك، ويشير المشاهد هنا إلى اتهامات الأرمن للأتراك بارتكاب جرائم ومجازر بحقهم في عهد الدولة العثمانية، نقوم يا محمد بدراسة الاقتراح الجيد ونرجو أن نتمكن من زيارة هذه المنطقة في وقت قريب.

أخيراً هذه الرسالة الأخرى ضمن مجموعة من الرسائل التي وصلت إلى البرنامج من الأهواز في إيران، وبعثها نواف الدوحيس، يقول نواف لماذا لا تذكرون الأهواز بخير أو بشر ويسأل ألسنا عرباً؟ أرجو أن تزوروا هذه المنطقة الأصيلة تراثاً وتاريخاً، شكراً لنواف والحق معك على الرسالة ونؤكد لك أننا نحاول من جديد زيارة الأهواز، ونرجو أن نتمكن من تحقيق ذلك في وقت قريب.

قبل أن نأتي إلى نهاية هذه الفقرة نذكر المشاهدين الكرام الذي يراسلون البرنامج من خلال البريد الإلكتروني أننا نرحب جداً برسائلهم ونتابع ما يرد منها أولاً بأول بشأن عمل البرنامج من اقتراحات ومشاركات قيمة، وكذلك نقول للمشاهدين الذين يتواصلون معنا عبر البريد العادي والفاكس كتابة أسمائهم بوضوح في نهاية كل رسالة، مع ذكر البلد الذي يقيمون فيه وذلك حتى نتمكن من عرض أسمائهم على الشاشة بشكل واضح، مشاهدينا الكرام نكتفي بهذا القدر ونعود لمتابعة البرنامج.


منافع ومساوئ اقتناء السلاح في ظل سماح العراق لمواطنيه بشرائه

undefined

سمحت الحكومة العراقية أخيراً لمواطنيها بشراء الأسلحة الخفيفة من محلات خاصة يرى مراقبون أن الإجراء العراقي وجه ضربة شديدة لسوق السلاح السوداء في البلاد، هذا في الوقت الذي تتضارب فيه وجهات النظر حول منافع ومساوئ اقتناء السلاح، تقرير ديار العمري من بغداد.

ديار العمري: أصبح بإمكان هذا الشاب أن يبتاع سلاحاً نارياً من محالٍ تجارية متخصصة بذلك، بعد أن كان يلجأ إلى عدة وسائل يعاقب عليها القانون.

مروان وليد (أحد مشتري السلاح): في السابق ما كنت أقدر أحصل على سلاح بأسلوب أو بطريق مشروع، الآن أنا أقدر أحصل على سلاح بطريقة مشروعة جداً، نحافظ على نفسي، ونطمن على السلاح اللي نأخذه من المحل من خلال شروط الأمان، وكذلك ضامن السلاح ونوعيته وقدرته وفاعليته أيضاً، فأعتقد إنه هذا قرار.. قرار الإجازة للسلاح هو قرار جيد جداً بالنسبة للمواطن وبالنسبة لصاحب المحل.

ديار العمري: محال بيع وشراء الأسلحة النارية أجازها تشريع حكومي يقضي بضرورة حصول الشخص الذي يرغب في فتح محلٍ تجاري لبيع وشراء الأسلحة بالحصول على موافقاتٍ خاصة من وزارة الداخلية العراقية وفق ضوابط محددة.

الحال نفسه ينطبق على الشخص الذي يرغب في شراء السلاح.

مثني محمد (صاحب محل بيع أسلحة): نحن عندنا تعليمات وضوابط، نشوف هذا الشخص إنه هل هو مؤهل عقلياً، أم هل إن هو بالغ سن الرشد، طبعاً الغير بالغ سن الرشد أو اللي يكون غير مؤهل، طبعاً إحنا ما نبيع له، ونزود نتصل لمراجعة السلطة المختصة لإصدار إجازة حيازة السلاح الناري.

قاسم أحمد (صاحب محل بيع أسلحة): هو ضامن للمواطن، إنه سلامة السلاح إنه ما مطلوب لأي قضية تحقيقية أو مصدر غير مشروع، وبشأن هذا القرار يعني قرار صائب كل شيء يعني، لأن دوت شأن مواطن يتجبجب في شراء السلاح، يعني يخاف المصدر أنه مسروق، أو مسروق أو صار به عمليات قتل لا سمح الله، فقام المواطن يجي يعني يرتاح يعني بعد مرتاح أن يشتري السلاح.

ديار العمري: إصدار قانون يبيح تجارة السلاح جعل من اتساع هذه التجارة أمراً حتمياً، إذا فتحت محال عدة في العاصمة بغداد وبعض المحافظات، عرضت فيها أنواع مختلفة من أسلحة الصيد وأسلحة الحماية الشخصية.

محمد وليد (شاهد عيان): هو منح وجايز بيع وشراء الأسلحة النارية في مختلف بغداد.. مناطق بغداد، ومن أسلحة.. ومقتنيات العراقيين فقط، منها مثلاً بنادق الصيد، ومنها بنادق البرنا والسيمينوف والمسدسات الشخصية، أنواع المسدسات.

ديار العمري: سلسلة الحروب المتعاقبة التي مر بها العراق جعل من تراكم قطع السلاح وعلى اختلاف أنواعه أمراً طبيعياً، وكنتيجة لذلك فإن الحصول على السلاح يصبح أمراً سهلاً وفق غياب قوانين تحد من شيوع الأسلحة وانتشارها بأيادٍ غير مسؤولة.

انتشار الأسلحة بشكل غير قانوني أدى إلى ارتفاع معدلات الجريمة وحالات الاعتداءات المسلحة في المجتمع العراقي، مما حد بالسلطات العراقية إلى محاولة الحد من انتشار السلاح، فكانت الخطوة الأولى محال لتصليح الأسلحة التي اتخذت من المناطق الشعبية بؤراً لبيع السلاح بشكلٍ غير شرعي، فقامت السلطات العراقية بإغلاق عدد كبيرٍ من هذه المحال.

حيدر علي (صاحب ورشة نجارة): بالخفي (…..) كان هناك.. إن كانت هنا بورصة مال الأسلحة، يعني بورصة ما تعرفوا من أين.. من أين يجون، يعني أشكال وألوان، إحنا بس أنا نجار صار لـ 35 سنة أسوي هاي الشغلة.

محمد الشاوي (صاحب ورشة تصليح أسلحة): بالضبط، أكو صارت هاي هيتشي، وليه غابوا اللي جايز هم لغوها، جايز هم، أني الذي جولها لسه، بس هم اللي أكو شان (….) واقفين بالسبل على الشارع والمحلات هاي هذه، لأنه ها المصلحة قوية، مو تصليح قوي مثل كان من أبويا يعني من الـ 45 مسلح، فقاموا معاً بشغلات بالبيع (…….) اللي هذا.

ديار العمري: قرار وزارة الداخلية العراقية جاء على خلفية انتشار عمليات بيع الأسلحة بشكل غير قانوني، ويبدو أن الأوضاع التي اتخذت بها السلطات العراقية قرارها هذا كان سبباً في رفض المسؤولين في وزارة الداخلية الإدلاء بأي تصريح، ويرى بعض المراقبين أن تجارة السلاح وحيازته وإن كانت تحت مظلة القانون تزيد من احتمالات الاستخدام الخاطئ واللا مشروع.

د. قاسم حسين (باحث في علم النفس): من الخواص النفسية للذي يحمل السلاح أن السلاح هو يدفع صاحبه إلى العنف، يعني يكون هنا حافز للعدوان، وليس حافز لرد العدوان، خاصة لدى الأشخاص الذين عتباتهم النفسية تكون واطئة، ويرتكب حالة طيش وقد يرتكب يعني جريمة أو شيء من هذا القبيل.

ديار العمري: ويرى البعض الآخر أن هذه القوانين من شأنها أن تضع حداً لممارساتٍ غير مسؤولة للبعض ممن يملكون السلاح.

د. جاسم الشمري (باحث في علم النفس): مو مع أو ضد يعني مال فتح محال بيع السلاح، الحقيقة محال بيع السلاح هي حالة تكاد تكون طبيعية في المجتمعات اللي تتسلح بمستوى معين من الأمن، الأمن النفسي والوعي الاجتماعي والضبط القيمي والتماسك الاجتماعي الأصيل، ولكن وجود السلاح مع الشخص حقيقة الأثار السلبية، لأن أحياناً الشخص قد يعزر في نفسية الفرد دافع القوة، وبالتالي يلجأ إلى الاستخدام بعيداً عن الحكمة، فيعني حقيقة يعني وجه نظر علم النفس بشكل عام، إحنا نبحث الآن عن الأمان، نبحث عن السلم، ولكن السلم والأمان بعيداً عن الأسلحة كل أنواع الأسلحة.

ديار العمري: ويبقى السؤال، هل أن المجتمع العراقي بحاجةٍ إلى إصدار مثل هذا القرار في ظل ظروف الحصار؟ سؤال قد تجد الإجابة عليه في عديد من الصحف الرسمية ووسائل الإعلام التي تقوم بنشر ما يحدث من جرائم نتيجة استخدام السلاح.

تجارة السلاح التي أجازها القانون العراقي مؤخراً وضعت نفسها بين جناحين متناقضين، فبينما يراها البعض حقاً مشروعاً يكفل مزيداً من الحرية الشخصية في إطار قانوني يرى البعض الآخر أنها إجراءٌ غير مجديٍ، وقد يعمق من المشكلات التي يعاني منها المجتمع العراقي في ظل ظروف الحصار.

ديار العمري – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – بغداد.


جمعيات فرنسية والدعوة لرفع العقوبات الدولية عن شباب العراق

undefined

محمد خير البوريني: ونبقى مشاهدينا في الشأن العراقي، جمعيات فرنسية تأسست للعمل على تحقيق مستقبلٍ أفضل للشباب العراقي الذي تطحنه العقوبات الدولية، ليس غريباً أن تنشط هذه الجمعيات في بلد اتخذ مواقف مغايرةً للمواقف الأميركية بشأن رفع العقوبات عن العراق وشعبه، الشعب الذي خسر حتى الآن مليوناً ونصف المليون إنسان بسبب الظلم الواقع عليه، يسأل متضامنون فرنسيون مع مأساة العراقيين لماذا لا تقدم الدول العربية على رفع العقوبات بشكل جماعيٍ عن أبنائها وأهلها في العراق كما فعلت منظمة الوحدة الأفريقية تجاه ليبيا؟ ويسألون أيضاً لماذا لا تبرئ الدول العربية ذمتها من دماء العراقيين المرشحين للموت إذا ما استمرت العقوبات، العراقيون الذين طالما قدموا دمائهم رخيصة خدمة للقضايا العربية، لاسيما فلسطين؟

كما يسألون: لماذا نرفع أصواتنا دون خوف بينما تصمت دول عربية صمت القبور، وتتحدث أخرى على استحياء خشية أن تسمعها الإدارة الأميركية؟

أخيراً يؤكد غربيون زاروا العراق أن ظروف معيشة ملايين العراقيين لا يرضى بها دين سماويٌ أو عرف إنساني، حتى تجاه الحيوانات الأليفة أو تلك الضالة في الغابات، بينما ترضى بها دول تصر على مواصلة إلقاء المواعظ والدروس وشن حروب أو المشاركة فيها إذا اقتضى الأمر ضد أنظمة لا تتفق مع سياساتها لفرض احترام حقوق الإنسان، تقرير ميشيل الكك أعده من باريس.

ميشيل الكك: تحت شعار لنفتح قلوبنا لشباب العراق تتحرك مجموعات من الشباب الفرنسيين بهدف فتح الأبواب والقلوب باتجاه العراق، خصوصاً وأن الحظر المفروض عليه يمنع الشباب العراقيين من التواصل مع من هم من عمرهم في المطلب الآخر من هذا العالم، لذلك تريد عدة جمعيات فرنسية تم تأسيسها مؤخراً ومنها جمعية "شباب فرنسا- العراق" تريد العمل على رفع الحظر، وتنطلق هذه الجمعيات في أعمالها ونشاطاتها من قاعدة صلبةٍ مبنية على الموقف الفرنسي الرسمي القائل أيضاً بضرورة إزالة هذا الحظر، لأن انعكاساته السلبية على الصعيد الإنساني والبشري باتت لا تحتمل ولا تطاق، وترى الجمعيات الشبابية الفرنسية أنه يجب إنقاذ الشباب العراقيين من مخاطر الحظر، وإذا كانت هناك معاندة أميركية وبريطانية بهذا الخصوص إلا أن العديد من الشباب والطلاب الفرنسيين يرفضون هذه المعاندة، ولا يريدون أن يأخذ عليهم نظراؤهم من الطلاب والشباب العراقيين تجاهلهم لقضية إنسانية، مما يهدد مستقبل هؤلاء الشباب ومصيرهم إذا بقوا حيث هم في حالة من التضييق والحصار والعزلة.

جان باتيست لوموان (جمعية شباب فرنسا – العراق): إننا منذهلون من فداحة ما يصيب الشباب العراقيين الذين ليسوا مذنبين في كل ما يجري، إنهم يتعرضون للعذاب لمجرد أنهم عراقيون فقط، نحن نلتقي هنا من مختلف الأوساط الفنية والجماعية والسياسية أملاً في أن نقدم دعماً ولو بشكلٍ رمزي لشباب العراق.

عقبة الراوي (طالب عراقي في فرنسا): تعاطف سياسي عموماً، يعني الموقف السياسي الفرنسي مختلف، كما نعرف أنه عن الموقف السياسي للدول الأخرى، يعني نعرف إنه الموقف السياسي دائماً لفرنسا مختلف عن الموقف البريطاني أو الموقف.. موقف الدول الأخرى، وهذا ينعكس طبيعي على يعني تصرفات الشباب الفرنسي، بالإضافة إلى أنه في كثير جمعيات إنسانية في فرنسا إلى نشاط يعني موسع، فهذا يلعب دور يعني.

ميشيل الكك: ورغم كل النداءات والتحركات الفرنسية، وإذا كان رفع الحظر غير ممكن بشكلٍ فوري إلا أنه يجب العمل على تأمين إزالته بشكلٍ تدريجي، وترفع الجمعيات الشبابية الفرنسية مطالبها إلى الحكومة الفرنسية وإلى الحكومات الأوروبية، فلفرنسا وأوروبا واجب في إعادة إدماج العراق في قلب الأسرة الدولية، وتطالب هذه الجمعيات فرنسا بأن تقترح على شركائها في مجلس الأمن روزنامة عملية لإزالة الحظر، واعتبار أن العراق يجب أن يكون عنصراً أساسياً في تثبيت عوامل الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لأن العراق المحاصر والمعزول والمتروك من العالم قد يساعد في زعزعة هذا الاستقرار بدلاً من تثبيته، لذلك فمن مصلحة فرنسا وأوروبا بشكلٍ عام أن تعمل على تحقيق هذه المعطيات في التعامل مع العراق.

كلود شيسون (وزير الخارجية الفرنسي الأسبق): أريد أن أقول شيئاً مهماً بنظري، وهو أن العالم بحاجةٍ إلى عراقٍ يكون قوياً.

إن التاريخ أثبت بأن توترات وتأثيرات خطيرة يمكن أن تأتي من هذه المنطقة في العالم، من بلاد فارس إيران، وتركيا، لذلك فإن هذه المنطقة تحتاج إلى توازن، وهذا التوازن كما شاهدنا على مر التاريخ هو ضروري بين تركيا الإمبراطورية العثمانية القديمة، والعراق بلاد ما بين النهرين، وإيران، لذلك فإن عالمنا بحاجة لأن يكون العراق قوياً ومستقراً.

ميشيل الكك: هذا التحرك يمتد إذن إلى العديد من الشخصيات والفعاليات الفرنسية، وقد وجهت الجمعيات الشبابية رسائل عدة إلى المرشحين الفرنسيين للانتخابات، ووجهت الرسائل أيضاً إلى عدد من الوزراء لمطالبتهم بتحديد مواقفهم وبلورتها إزاء العراق، ومساءلتهم ما إذا كانوا راغبين فعلاً بالعمل على رفع الحظر وبأية وسائل؟ ورغم بعض الإيجابيات يبقى الموقف الفرنسي مصطدماً بعرقلة أميركية.

حافظ التكريتي (مستشار في السفارة العراقية – باريس): ونشعر أنه الفرنسيين جادين في موقفهم هذا حقيقي، والفرنسيين أيضاً جادين في دعم العراق في كافة المجالات وفي أي.. في المحافل الدولية لمساندة العراق ورفع الحصار عن شعب العراق.

ميشيل الكك: هل تعتقدون بأن الموقف الخاص الفرنسي نابع أيضاً من الموقف الرسمي الفرنسي القائل بضرورة رفع الحصار شيئاً فشيئاً عن العراق؟

حافظ التكريتي: الحقيقة الموقف الفرنسي هو دائماً داعي، وكما ترى أنه في مجموعة الـ 15 اللي انعقدت في بلجيكا كان الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء من الذين يدعون إلى رفض أي توجيه أي ضربة إلى العراق، وكما نرى أنه كان هناك تأثير من جانب فرنسا إلى سير.. عمل المؤتمر، وبالنتيجة البيان الختامي اللي صدر أنه يرفض توجيه أي ضربة أميركية إلى العراق فهذا إذن الموقف الفرنسي حقيقة هو جاد وصريح، وأعتقد واضح.

ميشيل الكك: الجمعيات الشبابية الفرنسية المتضامنة مع العراق تدعو إلى هذه النشاطات الفنية والثقافية التي تجرى تدعو شخصيات فرنسية ووزراء ونواب وشيوخ فرنسيين للاستفادة من تبرعاتهم وتمويل بعض المشاريع الخاصة بمساعدة العراق، ومنها تمويل مهام جديدة لعشرات الشباب الفرنسيين الذين يرغبون في زيارة العراق مرة جديدة للتضامن مع الشباب العراقيين، والتأكيد لهم بأنهم ليسوا وحدهم، وهناك من يفكر بهم في محنتهم، والذين يحيون هذه السهرات هم من الفنانين الناشئين المعروفين في أوساط الشباب الفرنسي، ومنهم عدد كبير من أصول عربية ومغاربية، ومن أبطال الرياضة الذين يتعاطفون مع زملائهم الفرنسيين للتوجه إلى العراق والتضامن مع شبابه.

حسن فكاك (بطل عالمي في رياضة الكاراتيه): الشباب اللي كانت عنده عشر.. عشر سنة في 91 عنده.. عنده 20 سنة، فالشباب يعني بريء، يطلب أنه يتعلم، يطلب أنه يتدرب، يطلب أنه يتعرف على مجموعة الأشياء، يطلب أنه يعرَّف تاريخه تاريخ العراق لجميع الشباب في العالم.

كنزا (فرنسية من أصل عراقي): ما يمكنني أن أفعله اليوم هو أن أكون متضامنة بالقلب والشعور مع العراقيين، وأنا فخورةٌ كوني من أصل عراقي، وأريد تنظيم نشاطات ثقافية ورياضية، ومن خلال هذه الأعمال نريد إرسال مساعدات إضافية إلى العراق.

ميشيل الكك: عملياً ماذا يمكن تقديمه للشباب العراقيين؟ الشباب الفرنسيون يقرون بصعوبة العرقلة الأميركية لرفع الحظر، ويطمحون لأن يشكل الأوروبيون كتلةً قوية متراصة في وجه الأميركيين، فهل هذا ممكن؟

undefined

نيقولا بوليه (رئيس جمعية شباب فرنسا – العراق): نقوم باتصالات عديدة مع الأحزاب السياسية الفرنسية، وينضم إلى لقاءاتنا الكثير من النواب والوزراء السابقين في فرنسا، ونركز بشكل خاص في علاقاتنا على البرلمان الأوروبي الذي يمكنه أن يلعب دور الوسيط بين الولايات المتحدة من جهة والعراق من جهةٍ ثانية، وأتمنى أن تكون أوروبا أكثر تضامناً وأن يكون لنا رئيس على مستوى الاتحاد الأوروبي، ونحن كشبابٍ أوروبيين نتمنى أن تكون السياسة الأوروبية مستقلة لاسيما إزاء مسائل الشرق الأوسط.

ميشيل الكك: وإذا كان الرأي العام الأوروبي والفرنسي تضامن مع الشعب الأميركي في محنته الأخيرة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، إلا أن هناك من يصمت ويسكت منذ أحد عشر عاماً عن موت مليون ونصف مليون عراقي، لذلك فإن تضامن هؤلاء الشباب الفرنسيين مع من هم من عمرهم في العراق أمر إنساني وضروري يعمل له هؤلاء الفرنسيون الذين يشعرون بأن إنسانيتهم تُطعن في الصميم كل مرة يتعرض فيها شباب مثلهم في كل مكان للظلم والإجحاف.

ومهما يكن من أمر فإن الهدف من تأسيس هذه الجمعيات الفرنسية المتعاطفة إلى حدٍ كبير مع العراق هو التأكيد على أن الوقت حان لكسر حاجز الصمت وإظهار أن المجتمعات قادرة من خلال عنصر الشباب وفاعلية هذا العنصر بالذات على تحدي الحظر والعمل على إزالته ربما عن طريق التضامن البشري الذي قد يكون أقوى بكثيرٍ من قرارات سياسية لها أغراضها المعروفة.

ميشيل الكك – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – باريس.

محمد خير البوريني: مشاهدينا الكرام، إلى هنا نأتي إلى نهاية حلقة هذا الأسبوع من البرنامج، يمكنكم متابعة تفاصيل هذه الحلقة بالصوت والصورة من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت، والموقع هو:


www.aljazeera.net


كما يمكنكم مراسلة البرنامج عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:


Reporters@aljazeera.net

وذلك فيما يتعلق بعمل البرنامج من طلبات أو اقتراحاتٍ أو آراء، أما العنوان البريدي فهو:

برنامج (مراسلو الجزيرة) – صندوق بريد رقم: 23123 – الدوحة – قطر.

أو من خلال رسائل الفاكس على الرقم التالي: 009744860194، حتى الحلقة المقبلة هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني، إلى اللقاء.

المصدر: الجزيرة