الصراع العربي اليهودي في فرنسا وموضوعات أخرى
مقدم الحلقة | محمد البوريني |
تاريخ الحلقة | 24/11/2001 |
– الصراع الخفي بين العرب واليهود في فرنسا
– الصعوبات التي تواجهها هيئات الإغاثة في كوسوفو
– صهاريج المياه التاريخية الضخمة في اليمن
– اتفاقيات التجارة الدولية والخلط بين المنتجات الثقافية و السلع الاستهلاكية
: أهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة هذا الأسبوع من (مراسلو الجزيرة).
نعرض لكم في بداية البرنامج تقريراً يتحدث عن الصراع الذي يوصف بالخفي بين العرب واليهود المتطرفين في فرنسا، كما تشاهدون أمثلة بسيطة على نفوذهم وتنفذهم في العديد من الحالات هناك على الرغم من وجود التيار الديجولي.
ومن إقليم كوسوفو نشاهد معاً تقريراً يتحدث عن الصعوبات التي تواجهها هيئات الإغاثة العاملة هناك وما لحق بالإقليم من دمار وخراب على يد القوات الصربية، الدمار الذي طال مجموعة كبيرة من المساجد.
ومن اليمن بلاد سد مأرب العظيم نشاهد موضوعاً يتناول جانباً من قصة صهاريج المياه التاريخية الضخمة التي أقامها العرب قبل أن يعتمد العالم السدود الحديثة وسيلة للمحافظة على المياه وتخزينها.
كما نشاهد تقريراً آخر يتحدث عن معضلة عدم تفريق اتفاقيات التجارة الدولية بين المنتجات الثقافية وبين السلع الاستهلاكية، ويبحث التقرير رؤية بعض الأطراف العربية والدولية أن عدم فرض قيود خاصة على تداول المنتجات الثقافية يهدد العديد من الهويات الحضارية لعدد من الأمم لصالح الثقافة الأميركية.
أهلاً بكم معنا إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
الصرع الخفي بين العرب واليهود في فرنسا
على الرغم مما يبدو من تعايش بين العرب واليهود في فرنسا إلا أن هناك صراعاً بين الجانبين يصفه البعض بالخفي، أسباب هذا الصراع واضحة والقضية الفلسطينية هي الأساس، وتحديداً ما يحدث للشعب الفلسطيني من سطو على الأرض وحقوق الإنسان الأساسية، ومن تدنيس للمقدسات ومس بالكرامة، وتقتيل وتشريد واعتداءات لا تفرق بين طفل وامرأة وشيخ، ولكن على ماذا يستند اليهود في فرنسا الذي ينتمون في معظمهم إلى الفكر اليميني المتطرف في صراعهم الخفي مع الجالية العربية عموماً والفلسطينية خصوصاً، تقرير ميشيل الكيك يسلط الضوء على جانب من هذا الصراع.
تقرير/ ميشيل الكيك: هنا في منطقة (مونتراي) إحدى ضواحي باريس يتعايش العرب واليهود جنباً إلى جنب، لكن هذه المنطقة المكتظة بأبناء الجاليتين العربية واليهودية تشهد نوعاً من الصراع الخفي الذي سببه الوضع المتدهور في الأراضي الفلسطينية وتضامن أبناء الجالية العربية والمغاربية في فرنسا مع المواطنين الفلسطينيين من جراء المعاناة اليومية في الأراضي الفلسطينية، وهذا الأمر لم يرق للعديد من الجمعيات والحركات اليهودية الناشطة على الأرض الفرنسية، محاولة الاستفادة من تأثيرها ونفوذها لدى مواقع السلطة، والسياسيين الفرنسيين تارة، ومن تهديداتها ووعيدها تارة أخرى للتأكيد على وجودها القوي في مراكز القرار الفرنسي، وغالباً ما عمد الناشطون في هذه الجمعيات اليهودية ومعظمهم من اليمين المتعاطف مع سياسة رئيس الوزراء الإسرائيلي (أرييل شارون) إلى تعطيل الأنشطة والتحركات الهادفة إلى توعية الرأي العام الفرنسي والأوروبي على حقيقة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، وكثيراً ما كان يتم هذا التعطيل عن طريق التهديد تمامًا كما حدث هنا في هذه الضاحية الباريسية (مونتراي) حيث كان من المقرر أن تُعرض في صالة السينما هذه سلسلة من الأفلام الوثائقية في إطار أسبوع خاص بفلسطين، حيث تروي هذه الأفلام واقع المعاناة في الأراضي الفلسطينية، لكن المفاجأة جاءت من البلدية في هذه المنطقة حيث أعلن رئيس المجلس البلدي في رسالة وجهها إلى إدارة السينما عن معارضة لعرض هذه الأفلام فتوقف العرض، وردت الأسباب إلى تهديدات كانت تلقتها الصالة إضافة إلى ما أعلن رسميًا في البلدية من أن هذه المنطقة لا ترغب أبداً في نقل الصراع الدائر في الأراضي الفلسطينية إليها، وذلك خشية حدوث مواجهات بين الشباب العرب واليهود في هذه المحلة، الجالية العربية احتجت على قرار البلدية واعتبرته انصياعاً للتهديدات ولتنفذ الجمعيات اليهودية التي تريد منع أي تحرك مؤيد للانتفاضة، هذا الوضع أدى إلى توتر في هذه المنطقة التي وضعت تحت مراقبة مكثفة للشرطة الفرنسية، وتحدى أبناء الجالية العربية وبينهم عدد كبير من الفلسطينيين المقيمين في فرنسا قرار رئيس البلدية وتجمعوا أمام مقر البلدية وانتظروا هبوط الظلام وعرضوا أفلامهم في الهواء الطلق، بهدف إيصال الرسالة إلى الفرنسيين، وإذا كانت حجة البلدية في منع هذه النشاطات الخوف من نقل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى فرنسا بشكل أو بآخر إلا أن عدم المقتنعين بهذه الحجة لا يرون فيها إلا رضوخاً لنوع من الضغوط في ظل حسابات داخلية أو انتخابية على الصعيد البلدي المحلي ومدى تأثير الجمعيات اليهودية في هذا الميدان تحديداً، أي ميدان الانتخابات الفرنسية، إضافة إلى ظهور تيارين واضحين في قلب السياسة الفرنسية، تيار اليمين الديجولي المؤيد بشدة للقضايا العربية وتيار الحكومة الاشتراكية المؤيد بقوة لإسرائيل.
ناجي الخطيب (ممثل جمعية الفلسطيني في فرنسا): هذه السياسة تحاول أن تتمايز عن السياسة الفرنسية التقليدية بمساندة القضية الفلسطينية، أو على الأقل الوقوف موقف محايد من هذه القضية.. من هذا الصراع ومحاولة تقريب وجهات النظر من أجل إقامة سلام عادل في المنطقة، هذا الموقف الفرنسي المستمد من التراث الديجولي بفرنسا، المتفهم نسبياً للقضية الفلسطينية وللصراع العربي الإسرائيلي، يبدو أن هذه السياسة تتعرض حالياً إلى محاولة من أجل التراجع عنها وتحديداً من قبل التحالف اليساري الحاكم بفرنسا.
ميشيل الكيك: وفي مواجهة هذا الواقع يتحرك الفلسطينيون بشكل خاص وبالتعاون مع جمعيات حقوقية فرنسية ودولية من بينها الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، لإبلاغ الأوروبيين بحقيقة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.
خضر شقيرات (رئيس الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان –فرنسا): هناك تغيرات ووعود، ولكن حتى الآن لم تصل هذه الوعود والتحركات إلى المستوى المطلوب لمنع ارتكاب (شارون) لمجزرة كبيرة بحق الشعب الفلسطيني وبحق المدنيين الفلسطينيين رغم كل المجازر التي ترتكب، ولكن نحن حذرنا الاتحاد الأوروبي بأن شارون نتيجة للصمت الدولي وإخفاق المجتمع الدولي بوضع حد لاعتداءاته وحربه ضد المدنيين الفلسطينيين في طريقة إلى ارتكاب مجزرة كبيرة بحق الشعب الفلسطيني.
ميشيل الكيك: ويحاول من استطاع من أبناء الجالية المغاربية الكبيرة في فرنسا ممن وصل إلى بعض المجالس البلدية في بعض ضواحي باريس أن يواجه هذا الواقع وأن يواجه بالذات نفوذ اللوبي الصهيوني الفاعل على الأرض الفرنسية، وأن يقول كلمته إلى جانب التضامن مع الشعب الفلسطيني، كما يفعل جعفر ناصر وهو العضو رقم 8 في المجلس البلدي في منطقة بانوليه في ضواحي باريس.
جعفر ناصر (عضو المجلس البلدي في منطقة بانوليه –باريس): إن مطالبنا الأساسية تتركز على وجوب إرسال قوة دولية تكون موجودة بفاعلية على الأرض الفلسطينية، كما أدعو المواطنين العرب في فرنسا إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية حتى تتوضح الأمور.
ميشيل الكيك: ومقابل هذا التحرك الخجول لأبناء الجالية العربية والمغاربية في فرنسا ينشط الفاعلون في أوساط الجمعيات اليهودية لاسيما أنصار الليكود ممن يعتبرون من المؤثرين بقوة على الأرض الفرنسية، ولا يخشون أيضاً مهاجمة الرئيس الفرنسي شيراك، وينعتونه بأبشع النعوت لأنه من المؤيدين للقضية الفليطينية تبعاً للخط الديجولي الذي ينتهجه، وفي مواجهة تحرك الليكود الفرنسي تتحرك جمعيات فرنسية يهودية أخرى من بينها الاتحاد اليهودي من أجل السلام، ويشارك هذا الاتحاد الفلسطينيين الموجودين بفرنسا في كل تحركاتهم، معلناً عن تضامنه معهم، فهذا الشاب الذي ينتمي إلى الاتحاد اليهودي بفرنسا من أجل السلام والمدعو (يهودا آغوس) هو مؤيد بشدة للقضية الفلسطينية وكان سُجن مرتين في إسرائيل بسبب نشاطاته المناهضة لما تقوم به الحكومة الإسرائيلية من أعمال قمع.
يهودا آغوس (جمعية الاتحاد اليهودي من أجل السلام –فرنسا): أنا موجود هنا لدعم الفلسطينيين، ويجب عدم الخلط بين الصهاينة واليهود، يوجد يهود مناهضون للصهاينة ويعتقدون أن ما تقدمه الصهيونية ليس جيداً، نحن هنا مع الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام نعمل مع اليسار الإسرائيلي، لكن ليس كل اليسار بالطبع، وهناك أُناس مثلنا يتفهمون حاجتنا للسلام.
ميشيل الكيك: وعلى عكس تحركات من ينتمي إلى هذه الجمعية يحاول عدد آخر من الجمعيات والمؤسسات اليهودية من خلال اللوبي الصهيوني الفاعل في فرنسا التأثير في مواقع عديدة أهمها الأدب والإعلام والصحافة والتليفزيون وصولاً إلى بعض الدوائر الرسمية الفرنسية، وصولاً إلى المحاكم أيضاً حيث يثير القانون الفرنسي الذي يعاقب كل من يشكك بالمحارق أو من يعتبر مناهضاً للسامية يثير جدلاً واسعاً في فرنسا، الأمر الذي يظهر مدى تأثير اللوبي اليهودي في كواليس القضاء الفرنسي تماماً كما حدث مع الكاتب (روجيه غارودي) وغيره من الكتاب الذين أُدينت كتاباتهم التي اعتبرت مسيئة للشعب اليهودي.
روجيه غارودي (كاتب فرنسي): قالت لي محاميتي إن ملفي صلب ومتين، فقلت لها: إنني سأربح الدعوى، أجابت: هذا غير مضمون نتيجة للضغوط التي تمارسها المنظمة الصهيونية في فرنسا، والتي أدت إلى إدانتي على أقوال لم أتفوه بها أبداً، ومن خلال اللجوء إلى تزوير أقوالي هذه.
ميشيل الكيك: يُشار إلى أن التأثير اليهودي القوي في قلب المحاكم الفرنسية أثار غضب عدد من القضاة والمحامين الفرنسيين الذين طالبوا بإلغاء بعض القوانين الفرنسية التي تعاقب بشدة كل من يذهب بعيداً في كتاباته، لأنها ستكون عُرضه للإدانة وفتح ملفات الدعاوى بشأنها من قبل الجمعيات اليهودية.
وفي كل الأحوال فإن تأثير اللوبي اليهودي يزداد نفوذاً وقوة في عدة مواقع في فرنسا، وقد عزز هذا النفوذ كما يرى بعض المراقبين هذا الانسجام والتقارب القائم بين السياسة الاشتراكية الفرنسية من جهة، والفاعلين في قلب هذا اللوبي من جهة ثانية مما أثار ويثير حفيظة العديد من أبناء الجالية العربية في فرنسا.
ميشيل الكيك لبرنامج (مراسلو الجزيرة) –باريس.
الصعوبات التي تواجهها هيئات الإغاثة في كوسوفو
محمد خير البوريني: أضرار كبيرة لحقت بإقليم كوسوفو خلال الحرب التي تدخل حلف الشمال الأطلسي لوقفها مما يتلائم مع مصالح دول الحلف حسب محلليه، الدمار في كوسوفو طال الأرواح كما طال الممتلكات وتجاوز ذلك ليطال المساجد أيضاً. هيئات الإغاثة التي تطوعت لتقديم خدماتها لا تتمكن من القيام بعملها على أكمل وجه. تقرير سمير حسن أعده من هناك.
تقرير/ سمير حسن: استند الصراع الصربي الألباني على التباغض القومي والنزاع الديني، ورغم أن الألبان يفضلون إسناد ما حدث لهم إلى العامل القومي، إلا أنهم كانوا مستهدفين كمسلمين، والمدفعية الصربية لم تترك مساجد كوسوفو في حالها فهدمت ما يُقرب من 218 مسجداً وقتلت 32 إماماً، وإذا كانت هذه الكنيسة الأرثوذكسية تشهد على أن أحداً لم يمسسها بسوء فإن هذه الأنقاض تشهد على ما فعله الصرب في مسجد (تشرشيا) المبني عام 1878م في مدينة (فوتشترن) شمال غرب كوسوفو، هذا الدمار طال العديد من مباني الأوقاف والآثار الإسلامية، بل ومقر المشيخة الإسلامية في العاصمة (بريششينا) بعد أن سلبت منه القوات الصربية جميع الوثائق والمخطوطات القديمة، لكن وبعد مرور أكثر من عام ونصف العام على انتهاء الحرب في كوسوفو فلا تزال أغلب هذه المساجد مدمرة، وأشهرها مسجد الرمضانية في (برشتينا) المبني عام 1470م.
شاكر كيتشيكو (إمام مسجد الرمضانية): تأخر ترميم هذا المسجد لأنه لم نجد ممول يمول هذا المسجد لتوسعة هذا المسجد.
د. يوسف أبو زيت (أمين عام مجلس التنسيق): الفترة الماضية تميزت بالعمل الإغاثي والذي اشتمل على توفير الغذاء والدواء والغطاء بالإضافة إلى مستلزمات التدفئة، وبما أن مرحلة بناء المساجد هي مرحلة تالية، هي مرحلة البناء والإعمار، وهي مرحلة انتقال من مشروعات الإغاثة إلى مشروعات التنمية، لذلك كانت هذه الملاحظة. الشيء الثاني أن المؤسسات لا يوجد ضمن ميزاتها بند واضح ومحدود لبناء المساجد.
سمير حسن: ورغم وجود أكثر من 20 هيئة إغاثية إسلامية قامت بمجهود ضخم في كوسوفو في مجالات إعادة اللاجئين وكفالة الأيتام والمشاريع الصحية والتعليمية، إلا أن يد التعمير لم تمتد إلا إلى عدد قليل من المساجد، ومن بينها مسجد قرية (كليسمير) الواقعة على بُعد ثلاثة كيلو مترات من برشتينا.
الشيخ صبري بايجوري (مسئول لجنة إعمار المساجد) عندنا معلومات أن الهيئات الإغاثية الإسلامية العاملة في كوسوفو لديها ميزانية لإعادة تعمير وترميم وبناء المساجد، لكن للأسف الشديد لم يرمَّم سوى 25 مسجداً من 218 مسجداً.
د. فارس الهادي (المدير الإقليمي للجنة السعودية المشتركة): إن هنالك عدة عقبات تواجه بناء المساجد هنا في كوسوفو، العقبة الأولى اللي هي طبعاً تتمثل في موافقة البلديات، لازم أخذ تصاريح لها، العقبة الثانية أيضًا الآثار، لابد من أخذ موافقة الآثار حتى يعتقدوا إنه هذا مسجد غير أثري، وإحنا لنا مواقف كثيرة في هذا الموضوع مع الآثار.
الشيخ صبري بايجوري: المشكلة الأخرى أن هناك حديث من بعض هذه الهيئات عن بناء جوامع في منطقة (داردنيا) في برشتينا وغيرها، لدرجة أنهم حددوا ميزانية بناء هذه المساجد منذ سنة ولم نرى شيئاً حتى الآن.
د. فارس الهادي: في منطقة دندرية مثلاً بحاجة إلى جامع جديد لكن لحد الآن عندي مبلغ مرصود لها ضخم، لم أحصل على أرض، رغم إني طرقت الجهات الرسمية، مع البلدية ومع الجهات الرسمية لم أحصل على أرض.
سمير حسن: ومع وجود مجلس للتنسيق بين الهيئات الإغاثية الإسلامية العاملة في كوسوفو إلا أن المشيخة الإسلامية وهي الجهة الدينية الرسمية تشتكي من عدم تنسيق هذه الهيئات معها، وخاصة في المشاريع التي تندرج ضمن اختصاصها.
الشيخ صبري بايجوري: عيب الهيئات أنهم لم يتعاونوا، ولم ينسقوا مع المشيخة بقدر ما كنا نتوقع، لأننا الجهة الرسمية المختصة والمسؤولة من الشؤون الإسلامية في كوسوفو.
د. يوسف أبو الزيت: المؤسسات حريصة على التعاون والتعامل من خلال مشيخة خاصة فيما يتعلق ببناء المساجد، أو ترميمها، ونحن حريصون على ذلك كونها هي المسؤول المباشر عن هذه المشروعات، وقد التقينا عدة مرات في الفترة الماضية بين المؤسسات الإسلامية العاملة في كوسوفو وأعضاء المشيخة الإسلامية للاطلاع على برامجهم والتنسيق معهم في هذه البرامج، وما زالت البلاد مفتوحة لتطوير هذه الحلقة والتنسيق في المجالات الأخرى.
سمير حسن: ورغم مرور ما يقرب من عامين على انتهاء الحرب في كوسوفو إلا أن المؤسسات الدينية لا تزال تتألم ألمين، ألم لما لحق بها من دمار، وألم لمماطلة المتبرعين في إصلاحها.
سمير حسن – (الجزيرة) -بريشتينا.
محمد خير البوريني: وننتقل إلى فقرة الردود على رسالة المشاهدين، والبداية برسالة وصلت من المشاهد محمد علي حورية (استشاري الكيمياء الصناعية من جامعة حلب في سوريا) يتحدث المشاهد الكريم في رسالته عن زهرة النيل ونبتة (الشنبلان) التي كنا قد عرضنا تقريراً حولهما من العراق قبل مدة، شكراً لدكتور محمد علي على الرسالة التي أضافت إلى معلوماتنا معلومات جديدة لم نكن نعرفها، ونحن نقوم بدراسة ما قمت بطرحه علينا.
ومن المغرب بعث المشاهد إدريس داد، يطلب إدريس من (مراسلو الجزيرة) تسليط الضوء على ظاهرة الفقر في العالم العربي عامة. لا ندري يا إدريس ما إذا كان الفقر مجرد ظاهرة في العالم العربي وربما يكون في ذلك الكثير من التبسيط للأمور، على أي حال نحن نتابع ما يجري من حولنا وخصوصاً في العالم العربي بكل اهتمام، وسوف تشاهد الكثير من الموضوعات من خلال برنامج (مراسلو الجزيرة).
ووصلت رسالة من الجماهيرية الليبية بعثها نوح عبد الله مسعود، يقول المشاهد في الرسالة: ظل المديح يلازم هذه القناة العربية حتى هذه اللحظة لما تقدمه من مادة جيدة حتى الآن، وسوف نوجه لها الانتقاد في حال خروجها عن جادة الطريق. يسأل المشاهد عن حجم القطع الأثرية المسروقة من الوطن العربي، وما مدى إمكانية استردادها.
نشكرك على ثقتك (بالجزيرة) التي سوف تبقى على المحك على الدوام أمام المشاهد العربي، أما بالنسبة لحجم القطع الأثرية المسروقة من العالم العربي فهو كبير جداً ولا يمكن لنا تحديده حيث أن هذه المهمة تقع على عاتق المؤسسات والدوائر المعنية في الدول العربية، ولا نعلم ما إذا كان لديها إحصائيات بذلك، كنا قد عرضنا تقريراً عن أحد المتاحف الألمانية أعده الزميل أحمد كامل شاهدنا فيه آثار عربية لا تقدر بثمن، كما كنا قد عرضنا مجموعة من التقارير التي تتحدث عن تهريب الآثار والاتجار غير المشروع بها خارج حدود بعض الدول الغربية، نشير هنا إلى أن متاحف العديد من الدول العربية تزخر بالآثار المسروقة من العالم العربي، ونعتقد أن هناك من الوسائل القانونية والأخلاقية ما يمكن من استعادة ذلك الإرث الإنساني التاريخي إلى أصحابه.
ومن ليبيا أيضاً بعث المشاهد صلاح الهادي بعث رسالة طلب فيها تسليط الضوء على موضوع الإسلام في أفريقيا ومدى انتشاره في الدول غير العربية، وبيان دور المؤسسات والجمعيات الإسلامية المختلفة في نشر مبادئ الدين الإسلامي الحنيف بين أبناء القارة السمراء، كما يطلب المشاهد زيادة وقت البرنامج.
الرسالة وصلت يا صلاح وأعتقد أنك شاهدت العديد من التقارير التي تحدثت عن المسلمين في القارة الأفريقية وغيرها من دول العالم، هذا بالإضافة إلى التقارير الأخرى التي تناولت هذا الموضوع في بقية برامج (الجزيرة)، نرجو أن تشاهد العديد من التقارير والبرامج الإضافية المختلفة التي تعالج ما تحدثت عنه، أما بالنسبة لزيادة مدة البرنامج فنعتذر في الوقت الراهن لأن هذه المدة كانت قد زيدت بالفعل منذ العام الماضي بناءً على رغبة السادة المشاهدين، وبناءً على طلباتهم المتكررة، شكراً على الرسالة وأهلاً بك من جديد.
ومن الجمهورية اليمنية بعث سعيد بن عليوان باقتراح إلى (مراسلو الجزيرة) يطلب فيه أن تقوم بإجراء لقاءات مع أسر الشهداء والجرحى الفلسطينيين والأسر المهجرة لنقل معاناة الشعب الفلسطيني من كل جوانبها وملامسة الحقيقة.
شكراً على الرسالة ونعتقد أن (الجزيرة) قامت وتقوم بتغطية أنباء وتطورات القضية الفلسطينية وتفاعلاتها بشكل مكثف جداً نظراً لكونها القضية الأولى في الشرق الأوسط والتي تهم الشعوب العربية والإسلامية قاطبة والعديد.. العديد من الشعوب وحكومات الدول التي تتعاطف مع الحق الفلسطيني ويهمها حل هذه القضية، من بين ما تبعنا ونتابع من أنباء في هذا البرنامج معاناة الشعب الفلسطيني عموماً بما في ذلك سقوط الشهداء والجرحى وتشريد القصف الإسرائيلي لمئات الأسر الفلسطينية في مختلف مدن الضفة وغزة في فلسطين. شكراً لك على الرسالة.
وبعثت المشاهدة زينة فرايدية من الجزائر تطلب في رسالتها القصيرة فقط أن تكون صديقة للبرنامج، خالص الشكر للمشاهدة على رسالتها ونود أن تعلمي أن صداقة برنامج (مراسلو الجزيرة) أو أي برنامج آخر في (الجزيرة) لا يحتاج إلى إذن خاص، بل نحن من يسعى لكسب صداقة جميع المشاهدين أينما كانوا، وأهلاً وسهلاً بك ثانية.
ومن إقليم الأهواز في إيران أرسل مهدي الطارق رسالة حيَّا فيها (الجزيرة) على ما قال إنه العمل الشامخ الذي تؤديه تجاه الوطن العربي، يقول المشاهد في رسالته: أنا أتساءل وغيري من عرب إقليم الأهواز في إيران لماذا يا تُرى لا تقوم (الجزيرة) حتى الآن بإعداد برنامج حول هذا الإقليم.
شكراً لمهدي على رسالته الدافئة، ونعدك أننا سنحاول إعداد تقرير خاص عن الأهواز في أقرب وقت ممكن وحسب الإمكانيات التي تتوفر لنا.
مشاهدينا الكرام إلى هنا نأتي إلى نهاية هذه الفقرة ونعود لاستكمال ما تبقى من البرنامج.
صهاريج المياه التاريخية الضخمة في اليمن
الحضارة الأولى في العالم التي اكتشفت السدود وأقامتها وظلت شاهداً على عظمة عقل الإنسان فيها، اليمن هذه البقعة الجغرافية العربية التي أهدت العالم طريقة وأسلوب جمع سر الحياة والمحافظة عليها في أماكن محددة.
ليست السدود وحدها، وإنما ما عُرف بالصهاريج الضخمة التي أقامتها بلقيس ملكة سبأ قبل آلاف السنين، تُرى لماذا توقف هذا الجزء من العالم أو يكاد عن الإبداع والابتكار وتقديم الهدايا الثمينة للحضارة الإنسانية.
تقرير/ أنور العنسي أعده من اليمن.
أنور العنسي: حيث توجد المياه تنمو الحياة وتتشكل الحضارة والأمم، ولما كان اليمن يعاني من شح الأمطار وانعدام الأنهار والبحيرات فقد اهتدى سكانه الأوائل إلى فكرة بناء السدود وخزانات المياه الضخمة لتجميع وخزن مياه الأمطار واستغلالها في ري المزروعات وتغذية آبار الشرب.
لقد اقترن اسم اليمن القديم بسدوده العديدة كسد مأرب العظيم الذي بُني في القرن التاسع قبل الميلاد. إلى هذا المكان قدمت بلقيس ملكة سبأ في القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وراعها ما شهدته من شُح المطر وندرة المياه الصالحة للزراعة والشرب فأمرت بإنجاز هذه الصهاريج.
بنيت هذه الصهاريج على مضيق منحدر يبلغ طوله نحو 220 متراً بعمق يزيد على 45 متراً، وقد بلغ عددها نحو 70 صهريجاً مكونة سلسلة تبتدأ من أحضان الجبال العالية والمرتفعات المحيطة بمدينة عدن منحدرة حتى وسط المدينة.
مكي عثمان علي (زائر سوداني): قبل الصهاريج يعني اليمن –كعام- أول حاجة يعني.. يعني آية من الروعة، آية من الجمال، الصهاريج حاجة كده يعني.. يعني المفروض يعني أي واحد عايش في اليمن لو جاء زار الصهاريج هنا يعني يتمتع.. يتمتع بقدرة الإنسان اليمني بقدرة الفكر اليمني والجهد اليمني وكده يعني دي حاجات يعني آية في الروعة يعني، الواحد يتمنى إنه كل الناس في العالم يجوا يشوفو الإنسان ماذا فعل الإنسان اليمني في اليمن.
أنور العنسي: تفتقت أذهان اليمنيين الأوائل على مناجم في جبال عدن تحتوي على مادة تفيد بعد معالجتها في بناء جدران عازلة للصهاريج تمنع تسرب المياه وامتصاص الجبال أو التربة لها.
خالد رباطي (مدير الصهاريج): هي عبارة عن رماد بركاني تخلط مع مادة النورة ونيش بحري وحصى صغير، فتخلط وتتعامل معاها لفترة طويلة حتى تكون صالحة للتماسك، ونحن الآن أيضاً عملنا تجارب لهذه المادة بنفس الخلطة اللي استخدمت بالماضي إنما لم نستطيع حتى اليوم يعني بنفس المواصفات والقوى والمتانة التي هي عملت في الماضي.
أنور العنسي: في العهد الإسلامي تواصل الاهتمام بصيانة هذه السدود حيث أضيف إليها صهريج آخر تحت هذه القبة، وتم طلاء الصهاريج باللون الأبيض لإضفاء صفة المآبة والقداسة على مصادر المياه بوصفها أساساً للحياة.
عبد الله مسعود (مواطن يمني): برغم يعني ما كان فيه تكنولوجيا ولا تقدم ولا ازدهار يعني تلاحظ على إن الناس القدامى هادوا كانوا ناس عظماء، يعني كيف هذا.. كيف استطاعوا إنهم يبنوا لك هذا الصهاريج هذه ويعني يوصلوا لك البنايات لأعالي الجبال، يعني والله يفتكر الواحد، يعني أعتقد أنا بنظري الوقت الراهن لو الإنسان اجتهد مثلاً يعمل مثاله صهاريج تكون متعبة ومكلفة برغم التكنولوجيا والتقدم الموجود الآن يعني تكون متعبة.
أنور العنسي: ومنذ ما يزيد بقليل على مائة عام قام البريطانيون أثناء احتلالهم لمدينة عدن بإصلاح وترميم 15 من هذه الصهاريج وثلاثة أخرى موجودة خارج حرم الصهاريج، وذلك بما يلبي احتياجات جنودهم ومعسكراتهم في المدينة فقط، بينما طُمر أغلب الصهاريج تحت الشوارع وأحياء مدينة عدن.
سائح أجنبي: في مكان لهذا يمكنك أن تشعر بأجواء حضارة عظيمة، حضارة عظيمة قامت هنا قبل آلاف السنين وخلال حقب مختلفة مع بدايات الحضارة الإنسانية، إنني أحب ما أراه كثيراً.
أنور العنسي: منذ مائة عام لم تشهد هذه الصهاريج أي قدر من الرعاية والاهتمام على الرغم من دراسات وتصورات عديدة قُدِّمت لأحيائها ليس لاستئناف وظيفتها التاريخية في تغذية مياه الشرب وري المزروعات فقط، ولكن أيضاً لتخفيف سرعة اندفاع السيول ومياه الأمطار وتجنب المدينة كارثة كتلك التي حدثت عام 1993م.
خالد رباطي: يعني حتى اليوم حوالي 100 سنة ولم يتم أي صيانة أو ترميم، إذن الموقع يشهتي صيانة دائمة ويشهتي ترميم دائم، وعناية، ولكن هذا الإهمال واللي فعلاً وجدناه كارثة حدثت في 93 هناك أسر تشردت، منازل هُدِّمت ودمرت، وبشر انتهوا نتيجة العشوائي.. البناء العشوائي الذي على الطريق.. مجرى الماء، واللي سد المنافذ مما.. مما جعل الماء يتسرب إلى المدينة نتيجة أيضاً اللي حصل في الصهاريج إن السايل.. جزء من الجدار السائلة تهدم الماء هذا إذا لم يجد طريقة سيهدم كل شيء أمامه، لكن لم يعطى حساب لهذلك، والدليل على ذلك إنه البناء عشوائي وأيضاً مرخص نجد في طريق مجرى الماء، فإذا لم يتم صيانة سريعة وترميم وعناية من الدولة، ستكون الكارثة أفظع إذا جاء أمطار مثل عام 93.
أنور العنسي: صحيح أن هذه الصهاريج لم تعد تمتلأ بالمياه نتيجة لجفاف تشهده المنطقة منذ ما يزيد على عشرة أعوام، إلا أن الصهاريج كمعلم تاريخي تبقى مزراراً لكثير من عشاق الحضارة ومحبي الجمال وقبلة لمهتمين عديدين بفنون البناء وهندسة العمارة من أماكن مختلفة من العالم.
الحفاظ على صهاريج عدن لا ينبغي أن يكون من مسؤوليات اليمن وحده، فهذه السدود تراث عالمي خالد يعني البشرية أجمع، وحري بالهيئات والمنظمات الدولية المعنية أن تسهم بفاعلية في حماية هذا الصرح التاريخي الشامخ والاعتناء به وتطويره.
أنور العنسي -(الجزيرة) -لبرنامج (مراسلو الجزيرة) –عدن.
اتفاقيات التجارة الدولية والخلط بين المنتجات الثقافية و السلع الاستهلاكية
محمد خير البوريني: انتهى مؤتمر التجارة العالمية الذي عقد في الدوحة والجدل لا يزال حاداً بين عدم تفريق الاتفاقيات التجارية العالمية بين المنتجات الثقافية والمنتجات الاستهلاكية الأخرى. أوساط فكرية وسياسية في الدول العربية ودول العالم ترى أن عدم فرض قيود خاصة على تداول المنتجات في الأسواق العالمية يحمل في طياته تهديداً ثقافياً أميركياً للهويات الحضارية للعديد من الأمم.
التقرير التالي يحاول إلقاء الضوء على هذه القضية
تقرير/ محمد بابا ولد أشفغ: في عصر العولمة واقتصاد السوق بإمكان كل شيء في الحياة يتحول إلى سلعة تجارية حتى الأفكار والمشاعر تحولت إلى مواد تجارية تُباع وتشترى، لكن الثقافة الأميركية المهيمنة على العالم لا تعترف بوجود فروق في التعامل التجاري بين المنتجات الثقافية وغيرها من المواد الاستهلاكية في الكتاب والفيلم والإعلان التجاري والمنتج التليفزيوني هي في المنظور الأميركي مجرد سلع عادية يجب أن تخضع للقواعد ذاتها التي تحكم تداول باقي البضائع، هذا الفهم الأميركي للأمور أثار هلع الأوروبيين الذين يرون أن المنتج الثقافي يلعب دوراً حاسماً في بناء عقول الناس وتشكيل وجدانهم، ولذلك يجب في نظرهم أن تخضع التجارة الثقافية لمعايير وقيود خاصة، وكان الرئيس الفرنسي الراحل (فرانسو ميتران) في طليعة صناع القرار الأوروبيين الذين طالبوا بوضع هذه القيود حتى لا يجرف في الغزو الثقافي الأميركي وخاصة في المجال السينمائي والتليفزيوني خصوصيات شعوب أوروبا ويطمس هوياتهم الحضارية، لكن الحرب الدبلوماسية والتفاوضية التي احتدمت لفترة طويلة بين الأوروبيين والأميركيين تحت مظلة منظمة التجارة العالمية انتهت بفشل الأوروبيين في تضمين اتفاقية التجارة الدولية أي قيود خاصة بالمنتجات الثقافية، الأوروبيون إذن يرون أن حرية التجارة الثقافية تمهد لغزو ثقافي أميركي جارف يوشك أن يطمس خصوصياتهم الحضارية، فماذا يرى العرب والمسلمون الذين لا يملكون ما تملكه أوروبا من تقدم علمي وتكنولوجي هائل ومن قواسم حضارية مشتركة كثيرة مع أميركا؟
د. مهدي الحافظ (منتدى الفكر العربي) إن ليس هنالك في ثقافتنا ما يمنعنا في دخول حلبة الصراع على أسس من القيم والتراث والتجربة التاريخية، لكن المطلوب أن يكون هنالك عقل مفتوح واستعداد للتفاعل، لا شك بأن الحضارات الأخرى قد قطعت شوط كبير على طريق التقدم، والمطلوب منا عدم الانغلاق، أو عدم الانفتاح المطلق، لأن ذلك من شأنه أن يؤدي سلبيات كثيرة.
محمد بابا ولد أشفغ: أوساط عربية وإسلامية كثيرة ترى أن حرية التجارة ليست شراً محضاً كُتب على العرب والمسلمين أن يكتبوا بسلبياته، وأن الحديث عن مخاطر طمس الهوية والاسترقاق الفكري تقع عليه نبرة من الخوف والتهويل لا يبادلها فتح الحدود والثقافة بين الأمم الذي مهدت له ثورة الاتصال وجسدته حرية التجارة، لكن توظيف حرية التجارة الثقافية في تعزيز حجم ونوعية الحضور العربي والإسلامي على الساحة الدولية وإن بدا سهلاً من الناحية النظرية فإن عوائق كثيرة تعترضه من الناحية العملية، وتقام اليوم في نواحي مختلفة من العالم العربي حلقات فكر ونقاش جادة لبحث آثار العولمة الثقافية على حاضر العرب ومستقبلهم، ودراسة الطرق الملائمة لامتصاص آثارها السلبية على حياتهم الفكرية والسياسية، وترفد هذا النقاش المحتدم حول العولمة الثقافية دراسات وبحوث أكاديمية كثيرة، وتشارك فيه هيئات ومنظمات تمثل المجتمع المدني العربي بمختلف مؤسساته، لكن ما تسفر عنه هذه النقاشات من توصيات لن يؤتي أُكله على النحو المطلوب ما لم تتبناه دوائر صنع القرار الثقافي العربي على المستويين الرسمي والشعبي.
د. مهدي الحافظ: العرب طبعاً تيارات ومدارس وبالتالي لا بد أن نأخذها الحقيقة من هؤلاء الكبار، لكن الاتجاهات النازعة للتقدم يجب أن تحسب حسابها لقيم التطور الجاري بالعالم وأن يكون هنالك مواكبة لهذا التطور الحاصل في المجال العلمي والتكنولوجي الذي له انعكاسات كبيرة على الثقافة.
محمد بابا ولد أشفغ: للعولمة كما هو واضح أثر بالغ في بناء عقول عامة الناس وتشكيل أمزجتهم، ولذا فإن صيانة العرب والمسلمين لهويتهم الحضارية وانفتاحهم على العالم من حولهم في الحاضر والمستقبل سيتوقفان بدرجة كبيرة على توظيفهم الإيجابي لوسائط الاتصال التي أصبحت الحامل الأساسي للثقافة والمعرفة في عصر العولمة.
محمد بابا ولد أشفغ – (الجزيرة) -الدوحة.
محمد خير البوريني: مشاهدينا الكرام إلى هنا نأتي إلى نهاية حلقة هذا الأسبوع من (مراسلو الجزيرة).
يمكنكم مشاهدة تفاصيل هذه الحلقة بالصوت والصورة من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت والعنوان هو:
www.aljazeera.net
ويمكنكم مراسلة البرنامج أيضاً عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:
reporters@aljazeera.net
أو من خلال العنوان البريدي على صندوق رقم 23123 الدوحة –قطر، وكذلك من خلال الفاكس على رقم 009744860194، في الختام هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني، إلى اللقاء.