الصراع التشادي من أجل الهوية وموضوعات أخرى
مقدم الحلقة: | محمد البوريني |
تاريخ الحلقة: | 27/07/2002 |
– صراع التشاديين من أجل الهوية
– تأثير السدود التركية على الزراعة في العراق
– الشاي الياباني وما يواجهه من منافسة في ظل العولمة
– سجون النساء في روسيا
محمد خير البوريني: مرحباً بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة جديدة هذا الأسبوع من (مراسلو الجزيرة) نعرض فيها مجموعة جديدة من الموضوعات، ونتواصل من خلالها معكم.
تشاهدون في هذه الحلقة تقريراً حول صراع التشاديين من أجل الهوية، وكيف يخوضون صراعاً مع الثقافة الفرنسية، ويتشبثون باللغة العربية ويتعلمون في مدارس بدائية، ويسألون ونسأل هل من دور عربي في هذا الاتجاه؟
ثم نتحول إلى العراق ونعرض تقريراً يتناول جانباً من آثار بناء تركيا لعدد كبير من السدود على مجرى نهري دجلة والفرات، ونرى كيف تتأثر الزراعة برمتها في العراق من جراء هذه السياسة التركية التي يرى مطلعون أنها تهدف -على المدى البعيد- إلى استغلال واستخدام عنصر المياه لتحقيق أهداف سياسية من خلال الضغط على كل من بغداد ودمشق.
وبعد الرد على مجموعة من رسائلكم نتحول إلى روسيا ونزور سجناً للنساء هناك، ونتجول لنتعرف على أنواع من القضايا التي لم تكن تنتشر قبل انهيار الاتحاد السوفيتي كالاتجار بالمخدرات وجرائم قتل الزوجات لأزواجهن وغيرها، ونرى كيف تطلب سجينات عدم الإفراج عنهن خشية الذهاب إلى الشارع، لأنه لا يوجد مأوى لهم.
ومن اليابان تشاهدون موضوعاً حول الشاي الذي يحتسيه الناس هناك منذ القدم وما يواجهه من هجمة منافسة شديدة من قبل مثيله القادم من دول مختلفة في ظل نظام العولمة أهلاً معنا إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
صراع التشاديين من أجل الهوية
يخوض التشاديون صراعاً من أجل الهوية، تنتشر اللغة العربية بشكل واسع في تشاد حتى أن غالبية سكانها يتكلمون العربية على الرغم من المنافسة الشديدة والصراع مع الثقافة الفرنسية، حيث خضعت تشاد للاستعمار الفرنسي فترةً طويلة من الزمن، المراقبون لتشبث التشاديين باللغة والثقافة العربية على الرغم من وسائل التعليم البدائية يسألون أين العالم العربي من هذه الدولة الإفريقية البعيدة على ما يبدو عن أجندة الساسة العرب؟ ويتحدث التشاديون بصوت مرتفع عن أحقية هذه البلاد في الانضمام إلى جامعة الدول العربية، ويعربون عن مخاوفهم من توجهها إلى دول تناصب العرب العداء، كما حصل في مناطق أخرى من العالم لاسيما في القارة الإفريقية، والشواهد على ذلك معروفة.
عبد الله ولد محمدي كان في (إنجامينا) وأعد التقرير التالي.
عبد الله ولد محمدي: اللغة العربية واقع ثقافي في تشاد دون منازع والسلاح الأقوى لتجسيد ذلك كان المدارس القرآنية، الأطفال يبدءون درسهم في ساحة الحي بجوار المجاري المفتوحة دون أن يجدوا ملجأ يظلهم، ورغم ذلك فإن هذه المدارس هي التي واجهت السيطرة الطاغية للثقافة الفرنسية ردحاً من الزمن.
أطفال يتخرجون وقد حفظوا القرآن الكريم وتشبعوا من الثقافة العربية بعد أن حُفرت تلك الدروس في ذاكرتهم الغضة بعد رسمها على الألواح الخشبية وإعادة تكرار ما قرءوا تحت العين الحارسة لمعلميهم من حي إلى حي ومن بلدة إلى أخرى، حفظ هذا النظام التعليمي هوية تشاد رغم قلة الإمكانات، ولكن تشبث التشاديين به كان له مفعول السحر إزاء ثقافة الآخرين القوية والطاغية.
إمام الجامع الكبير في إنجامينا: منذ أن دخل الإسلام إلى هذه البلاد وحتى الآن لم تتلق الخلوات القرآنية سواء في القرى أو في المدن لم تتلق إلا معونات لا تسمن ولا تغني من جوع، وإنما يعتمدون على المجهود الذاتي الموروث عن الأجداد وعن الآباء من السلف الصالح، وحتى الآن، المدرس يدرس طواعية متطوعاً، وكذلك الطالب يدرس متطوع، المدارس القرآنية أو الخلوات القرآنية في هذه البلاد كثيرة جداً، وحتى عُرفت تشاد بدولة القرآن.
عبد الله ولد محمدي: وفي السنوات الطويلة من الاستعمار الفرنسي والتفوق النوعي للتشاديين الجنوبيين ذوي الديانة المسيحية والذين تبنوا الثقافة الفرنسية جعلت اللغة العربية ومثقفيها في مستوى أقل قبل أن تأخذ مكانتها اليوم بفضل سيطرة أبناء الشمال المسلم.
محمد صالح النظيف (وزير خارجية تشاد): ودائماً بأقول فيه واقع في تشاد للأسف مجهول من العالم العربي الإسلامي بصفة عامة، دائماً بأقول للإخوان في الوطن العربي إن تشاد الدولة الواحدة في العالم غير الدول الـ 22 بتاعة الجامعة العربية اللي لها اللغة العربية كلغة رسمية في تشاد، ما.. بس ليس في الدستور بس، لغة الشارع وأنت جيت وعشت في إنجامينا، يمكن مثلاً نقول لك 70،60% من تشاد بيتكلم اللغة العربية، لكن ممكن 10 أو 15% يتكلموا الفرنساوي، في حالة أن اليوم الناس كلها تشاد فرانكفونية وتشاد وما أشبه ذلك، وهذا بصراحة فيه تقصير من الإعلام العالم العربي، من الدول في العالم العربي، لأن تشاد من ناحية الثقافة لها أرضية للتعاون بالأخص من النواحي الثقافية، واللي كيف ندعم هذه اللغة العربية اللي كانت محاربة وقت الاستعمار، ولغاية الآن ما قادرة تلقى المجال اللي واجب فيها.
عبد الله ولد محمدي: الصورة تغيرت في الشارع التشادي.. شارع عربي بامتياز، حيث أصبحت اللغة العربية هي الأولى حتى بعد الفرنسية، وهو ما يفسر أمل معظم التشاديين لإقامة علاقات أقوى مع العالم العربي، ولم لا الانتماء إلى جامعتهم؟
إدريس دبي (الرئيس التشادي): لقد ظلت تشاد دائماً تحافظ على علاقات مميزة مع العالم العربي، الكثير من الأفارقة جنوبي الصحراء كانوا يمرون بتشاد في طريقهم إلى الحج، إنها إذاً الأسباب الأساسية التي جعلت الثقافة العربية الإسلامية تتبوأ مكانة مرموقة في تشاد، أما فيما يتعلق بانضمام تشاد إلى جامعة الدول العربية، فأعتقد إنها قضية تتعلق بالشعب التشادي، فالانتماء هو اختيار بالدرجة الأولى، والشعب هو صاحب السيادة، فعندما تقرر أغلبية الشعب التشادي الانضمام إلى الجامعة العربية فإن رجل السياسة سيتبنى القرار.
عبد الله ولد محمد: خلف هذا الجهد تأتي الخلوات وهي مدارس خاصة إضافةً إلى الطرق الصوفية المنتشرة، والتي لا تزال مجالسها ومواسمها المختلفة تشد التشاديين بقوة إلى هذه الثقافة، وأبرز هذه الطرق هي الطريقة التيجانية ثم القادرية في هذا البيت المتواضع في إنجامينا يتجمع أتباع الطريقة التيجانية كل يوم لقراءة الأذكار والاحتفال بالمناسبات الدينية المختلفة، وهو تقليد دأبوا عليه منذ عقود طويلة من الزمن، وقد خرَّجت هذه الزاوية -كما يطلق على مراكز تجمع الأتباع- سلسلة طويلة من حفظة القرآن بعضهم نال أفضل الجوائز في تجويد الكتاب الكريم.
قارئ تشادي: (إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِياًّ (61) لاَ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سَلاماً وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِياًّ (62) تِلْكَ الجَنَّةُ الَتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِياًّ (63)).
إمام الجامع الكبير في إنجامينا: إذا خرجت إلى البدو الرحل ستجد اللغة العربة يعني تقريباً 80% هي لغة عربية فصحى، بس حرِّفت بعض الكلمات، وحرفت بعض الحروف قليلاً، أما العربية في البادية باقية على أصالتها، أما في المدن فاقترب من العجم فتغيرت بعض الشيء، وتشاد بالتعبير الصحيح هي إحدى الدول العربية، وإن التحقت.. وإن لم تلتحق بالجامعة العربية، هي إحدى الدول الناطقة باللغة العربية، بمعنى أن الذين يسكنون في هذه البلد يتكلمون باللغة العربية سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين.
عبد الله ولد محمدي: وبموازاة الجهد الشعبي فثمَّة مؤسسات حكومية بعضها بالجامعة لترسيخ الثقافة العربية بعد اختيار لغة الضاد كلغة رسمية إلى جانب الفرنسية.
ويظل تأثير السودان وليبيا الدولتان العربيتان كثيراً، وهو تأثير تجاوز الجوار إلى التداخل العرقي.
المدارس القرآنية هي الحمى الذي احتمى به التشاديون للحفاظ على هويتهم العربية الإسلام في مواجهة استعمار جعل من الصدام بين الثقافات والأديان فرس رهانه للسيطرة على مقدرات الأمور.
عبد الله ولد محمدي- (الجزيرة)- إنجامينا.
تأثير السدود التركية على الزراعة في العراق
محمد خير البوريني: نتحول مشاهدينا الكرام إلى أرز العنبري في العراق، هذا النوع من الأرز كان مميزاً جداً في هذا البلد العربي بل ومن أفضل أنواع الأرز على الإطلاق، لكنه ربما انقرض حالياً أو يكاد ينقرض بسبب شح مياه الأمطار، بل ومياه نهر الفرات قبل قيام تركيا ببناء عدد كبير من السدود على أراضيها، الأمر الذي يحول دون وحول كميات هائلة من المياه.
![]() |
تقرير فائزة العزي من هناك.
فائزة العزي: قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، بغياب الماء تتأثر أنماط حياة الناس كثيراً، والفلاحون منهم على وجه الخصوص، وربما يضطرون إلى التخلي عن أشياء عزيزة عليهم طالما أحبوها وعاشوا من أجلها، المثال الحي مزارع أرز العنبر في منطقة الفرات الأوسط، فالجفاف وشح مياه دجلة والفرات بسبب إقامة السدود التركية على منبعيهما قد أثرا كثيراً، حيث اختفت تقريباً زراعة الأرز من هذه المنطقة، وعندما اقتربنا من المزارع، افتقدنا رائحة العنبر التي كانت تملأ المكان، ونحن ماضون في رحلة التصوير استدرجتنا رائحة القهوة العربية في إحدى المضايف، حيث تجمع عدد من المزارعين.
وما أن جلسنا حتى بدءوا بالحديث عن أرز العنبر الذي أصبح من ذكريات الماضي بعد أن كانت موائدهم عامرة به، إذ لم يزرع هنا منذ 3 سنوات، حتى أن بعض العائلات بدأت باستهلاك البذور التي خزنتها في المواسم الماضية لغرض زراعتها.
إبراهيم الياسري (مزارع): هو الخزين بالنسبة للأرز اللي بتخرج عن بذور الحنطة يعني، بتخرج عن الحنطة أو الفصائل الأخرى من الزراعية لبنشيله بضع سنتين أو ثلاثة راح تصير بيوضة، تآكل الجنين ما له، بعد ما يصير بتحضير.
فائزة العزي: ولأن الحياة يجب أن تستمر حتى بانخفاض منسوب المياه راح المزارعون هنا يستبدلون زراعة أرز العنبر بالحنطة والشعير، لأن حاجتهما للمياه أقل كثيراً من الأرز، فحفروا الآبار في أراضيهم.
عميد شارك (مزارع): هذه الطريقة يعني كشكل يعني البئر يعني ليش كان بها الشكل لأن الأرض أمامنا إحنا عندنا الأرض هنا بالمشحار، الأرض كلها طينية لأن ما تزرع الشلب، الشلب دي مياه كذا ما أعرفش، فتصير كلها طينية، بالنسبة للآبار اللي بالمناطق الرملية والصخرية تكون أصغر من هذا وأعمق، هذا البئر بها الشكل صار وبها الوساعة والعمق ماله بين 5 إلى 6 أمتار، لغرض أن ما يصير بيه ترسبات طينية أو كذا وتدمره.
فائزة العزي: نقى الفؤاد كما تشاء من الهوى.
ما الحب إلا للحبيب الأول.
الارتباط بالأرض وحبها لا يتأتى من فراغ، وحب زراعة الأرز لدى هذا الفلاح عاش معه منذ صغره، ويحن إليه على الرغم من أن زراعته تحتاج إلى جهد كبير قد لا تقوى عليه مسني عمره الستين.
عبد الواحد جلاب: ما صرنا بهذه الأيام، صرنا (…) شيء صغير على حساب الشلب، وإحنا بنحب الشلب ونزرعه، والحنطة راح ما فيه بنحبه، لحظة الزراعة ما قاعدين لا قاعدين في..، الشلب نعمله شيء.. كل (…) 3 شهور نشتغل وراه.
فائزة العزي: أرز العنبر إضافة إلى فوائده الصحية وحب الناس له هنا قد حقق مبيعه سابقاً أرباحاً أنعشت اقتصاد هذه المناطق، إلى الحد الذي تلاحقت فيه الفروق بين المالك والفلاح اللذين اقتسما المحصول مناصفة بينهما.
إبراهيم الياسري: واضطرينا إن إحنا نزرع بدائل عن الشلب، الماش أو السمسم أو الخوة، وطبعاً هذه ما تعطي نفس الناتج مال الشلب والكمية ثم الشلب دعمته الدولة ورفعت سعر المنتوج فصارت حالة الفرد العراقي بالنسبة لمناطق الشلب جيدة، أكثر الفلاحين اقتنوا سيارات.. بنوا بناء حديث وسكنوه، وحالتهم المعيشية تطورت تطور يعني ملحوظ.
فائزة العزي: قلة المياه انعكست على الوضع الاقتصادي للفلاحين هنا، إذ هاجر عدد من أبناء العائلات الريفية إلى المدينة بحثاً عن عمل يساعد العائلة ضمن هذا الظرف الصعب، عائلة هذا الفلاح واحدة من هذه العائلات التي اضطر بعض أبنائها إلى المغادرة.
حامد نُجيل (فلاح): اضطرينا نطلع لبغداد نشتغل، لأنه (…) الزراعة ما أكو، والمي ما أكو اضطرينا نطلع هناك، بدنا شغل، قابله بخير الزراعة عندنا..
فائزة العزي: على الرغم من تردي الوضع الاقتصادي للفلاحين مع شح المياه، أصر البعض على التمسك بأرضهم والبقاء فيها.
حسين نُجيل (فلاح) أرز العنبر كان فائضاً كان يجي فلوس، نبيع فلوس سعر زيادة بالسوق ها السنة (…) في السابق كنا نزرع موسم ماش، ما عاد زراعة الماش يعني ما زرعنا إحنا قبل شهر، صرنا (…) قليل.
فائزة العزي: توقف إنتاج الأرز لم تقتصر انعكاساته على الفلاحين وحدهم، بل حتى على الساكنين في هذه المناطق، فمجرشة الأرز كانت تعيل كثيراً من العائلات التي كانت ترسل أبناءها للعمل فيها، وعندما أردنا الدخول إليها، تجمع حولنا أولاد القرية فرحين ظانين أن الحياة عادت إلى المعمل الذي بدا مهجوراً لا حياة فيه منذ الوهلة الأولى، فلم يستخدم منذ 3 سنوات والغبار غطى على كل معداته.
عدي عبد الله (صاحب معمل تنقية الأرز): والله يا أختي ما أكو زراعة وما عندا شغل غير الأرز، والأرز ما موجود الآن، وصار لنا سنتين بدون أرز، وإحنا بتعتمد على زراعة الأرز إحنا في شو اسمه.. الشغل.
فائزة العزي: القلق لدى المزراعين هنا من التوقف الطويل عن زراعة العنبر بدأ بالتزايد خشية انقراض هذا النوع، الأمر الذي دفع الجهات المسؤولة إلى تخصيص مساحة محدودة تقوم بزراعتها حفاظاً عليه
إبراهيم الياسري : لأ إذا إجت -إن شاء الله- المال، الدولة عندها بذور ومع قدرتها مخزوناتها ممكن أن نأخذ منها ثم الآن كل سنة يزرعون بالعراق حوالي 20 ألف دونم من أجل المحافظة على البذور، يبذرون منها يخزنونها، ولذلك اللي كان قبل يطلعونه ويوزعونه على الأكل أو على.. أما الآن فإحنا بالنسبة لنا بنخزن البذور ما نقدر بعده ننقشها بالحقل، لأنها بتصير الدودة تيجي تأكلها، فلذلك ما أكلناه إحنا منذ علينا، وفرغت مخازننا وفرغت بيوتنا من البذور ما الشلب.
فائزة العزي: ويبقى أرز العنبر المهدد اليوم بالانقراض جزء مهماً في حياة الناس هنا حتى بغيابه، وللناس فيما يعشقون مذاهب، أرز العنبر الذي ارتبط بذاكرة الناس هنا بالخير الوفير والحياة الرغيدة لم يبخل اليوم بالمياه الجوفية التي تجمعت أيام زراعته فاستثمرها الفلاحون بزراعة الحنطة والشعير.
فائزة العزي -لبرنامج (مراسلو الجزيرة)- من ريف المشخاب في مدينة النجف الأشرف.
محمد خير البوريني: من أرز العنبر العراقي إلى الردود على بعض رسائلكم:
لدينا في البداية رسالة وصلت عبر البريد الإلكتروني بعثها خالد أحمد من بيروت يطلب خالد تسليط الضوء على المسيحيين الفلسطينيين ومن جاء منهم إلى لبنان وحصل على الجنسية اللبنانية، يقول المشاهد إن عدد المسيحيين الفلسطينيين كان كبيراً قبل نكبة عام 48، وأنه انخفض كثيراً الآن، نجيب بالقول إن المسيحيين في فلسطين هم عرب فلسطينيون وقفوا ويقفون إلى جانب أخوتهم وقفة مشرفة ضد الاحتلال وممارساته، كما ذاقوا ألوان العذاب والتهجير والحرمان من الحقوق والوطن تماماً كما ذاقها بقية إخوانهم، كما أنهم شاركوا في النضال من أجل تحرير الإنسان والأرض، وقدموا تضحيات جسام والأمثلة على ذلك لا تحصى، سوف نحاول طرح هذا الموضوع في أقرب وقت ممكن، ومن داخل فلسطين.
ورسالة قصيرة ومركزة وصلت من عبد السلام في سوريا، يطلب عبد السلام موضوعات مختلفة من الصومال، لقد عرضنا موضوعات حول أوضاع الصوماليين، وسوف ترى قريباً موضوعات جديدة، ورسالة من خالد علي بعثها من ليبيا يطلب خالد من البرنامج تقريراً حول الجيش الجمهوري الإيرلندي وتقريراً آخر حول مراسلي الجزيرة في العالم.
بالنسبة للطلب الأول إن كنت تقصد الجناح العسكري للجيش الجمهوري فأنت تعلم أنه يعمل بشكل سري جداً، وأن مهمةً كهذه هي بلا شك عسيرة للغاية، وبالنسبة لمراسلي الجزيرة في العالم فلا يمكن جمعهم في تقريرٍ واحد للبرنامج، ولكن ربما نقوم بإنجاز تقرير حول طبيعة عمل بعضهم، لاسيما في المناطق الساخنة.
[فاصل إعلاني]
محمد خير البوريني: ورسالة أخرى يطلب مرسلها تقريراً حول أوضاع البدون أو غير محددي الجنسية في الكويت، وذلك نظراً لما يعانيه هؤلاء من اضطهادٍ حسب زعم المشاهد، وتعبيره في نص الرسالة، ويقول في النهاية عفواً لعدم ذكر اسمي، وأنت تعلم السبب.
نجيب المشاهد بأن قضية البدون لا تقتصر على الكويت فحسب، بل هي موجودة في عدد من دول المنطقة، ودول الخليج العربية، فهناك بدون، ولكن تحت مسميات تختلف بين بلدٍ وآخر، سبق وأجبنا بأن البدون في الكويت لا يريدون الحديث حول قضيتهم خشيةً من حرمان من يتحدثون منهم من الحصول على الجنسية الموعودة، إذا كان لديك منهم من هو على استعدادٍ للحديث إلينا فنرجو تزويدنا بأسمائهم وعناوينهم لمراجعتهم لهذا الشأن، حيث لا يمكن الحديث في مثل هذا الأمر بدون وجود أصحاب الشأن الذين نضع الكرة في ملعبهم الآن.
ورسالة من محمود الزغبي من ليبيا، طلب محمود موضوعاً حول ما يقول إنها مشكلة عدم حصول الشباب الليبي على فرص عمل وسكن، السكن الذي بات كابوساً يعاني منه الشباب الليبي، نقول للمشاهد لسنا متأكدين من إمكانية تلبية هذا الطلب يا محمود، ونرجو أن نكون مخطئين في ذلك، حيث نواجه صعوبات في طرح العديد من القضايا من ليبيا.
وأحمد داوودي من الجزائر يطلب تقريراً حول من قال إنها قبيلة.. قبيلة أولاد نائل التي يقول إنها قبيلة كبيرة موجودة في ولاية (الجلفة)، ويقول أيضاً أنها من نسل الإمام علي، كرم الله وجهه، وإنها تمتاز بعاداتٍ عربية أصيلة، شكراً على الرسالة، الإجابة لازالت على ما هي عليه، وهي أننا لا نتمكن بعد من الدخول إلى الجزائر لإعداد موضوعاتٍ من هناك بسبب عدم حصولنا على موافقة السلطات الجزائرية، وبالمناسبة نعتذر لكثرة تكرار اعتذارنا للسادة المشاهدين في هذه الحلقة عن إنجاز موضوعات تهمهم، ولكن هذا هو الحال للأسف الشديد، ونرجو أن يتغير نحو الأفضل في وقتٍ قريب.
ورسالة أخرى من الجزائر بعثتها وفاء قيراط، تقول وفاء: أستغرب عدم تسليطك الضوء على أحداث الجزائر الدامية، وأقصد بذلك المذابح التي تضاهي مذابح صبرا وشاتيلا، فلماذا لا تحققوا في حقيقة هذه المذابح وتكشفوا لنا عن المتورطين فيها؟
أعتقد يا وفاء أننا أجبنا سلفاً على ما ورد في رسالتك من خلال الإجابة على الرسالة التي سبقتها.
أخيراً هذه الرسالة ثنائية وصلت من المغرب، واشترك فيها المشاهدان عادل الغالي وعزيز الشافعي، يطلب عادل تسليط الضوء على موضوع النفط في المغرب نظراً لموقع المغرب الاستراتيجي بين المحيط الأطلسي والبحر المتوسط بالإضافة إلى الصحراء المغربية، يسأل المشاهد: هل يوجد نفط في المغرب خاصة وأنه يتوسط الدول المغاربية المنتجة للذهب الأسود؟ موضوعٌ هام سنحاول البحث فيه.
مشاهدينا الكرام، إلى هنا نأتي إلى نهاية فقرة الردود على رسائلكم حسب ما سمح به الوقت، نعود بكم الآن لمتابعة فقرات البرنامج.
الشاي الياباني وما يواجهه من منافسة في ظل العولمة
يُعرف الشاي في جميع أنحاء العالم، يحتسيه الأغنياء والفقراء، الملوك والوزراء وأفراد الحاشية والمعدمون من عامة الناس، تطور الشاي حتى بات صناعة يتفنن القائمون عليها في اللون والشكل والمذاق وطرق التغليف وأوقات الشرب، لكنه يتعرض اليوم في اليابان إلى هجمة منافسةٍ شديدة في إطار نظام العولمة، أحمد كامل كان في طوكيو، وأعد التقرير التالي.
![]() |
أحمد كامل: لا يكاد شعب في العالم لا يعرف الشاي، ذلك المشروب السحري الباعث على النشاط والحيوية، الذي يشربه الكبار والصغار، الفقراء والأغنياء، الرجال والنساء، في البيوت والمقاهي وأماكن العمل والقصور، في الحل والسفر، في الحر والبرد، ورغم انتشار الشاي في كل أنحاء العالم حتى قيل أن شعوب العالم تتقاسم الشمس والهواء والماء والشاي، فإن بعض شعوب تُعنى بالشاي عنايةً خاصة أو تتميز بنوع من أنواع الشاي العديدة، حتى بات ينسب إليها كالشعب الياباني، فمنذ مئات السنين أحب اليابانيون الشاي، وأحاطوه بطقوس تصل حد القداسة، وخصوا الشاي الأخضر باهتمامهم حتى باتت له تسميةٌ خاصة من الشاي الياباني إلى جانب منافسيه الدوليين الشاي الصيني، والشاي الهندي، والشاي الإنجليزي.
نيه بيكو (بائع شاي): الشاي الأسود هو شايٌ أخضر مخمر، عملية التخمير هي التي تعطي الشاي لونه الأسود، لكن الشاي الأخضر أفضل للصحة، لأنه لم يخضع لعملية التخمير، ولذلك يزداد الإقبال عالمياً على الشاي الأخضر بكل أصنافه الصيني، والياباني، والهندي.
أحمد كامل: إعجاب اليابانيين القديم بالشاي يعود إلى رخص هذا الشراب وسهولة تحضيره، وما يحمله لشاربه من دفءٍ ونشاط، وتحفيز للقدرات الجسدية وحتى العقلية.
ترني هيتسو (أخصائية تغذية): الشاي منعش ويزيل التوتر، ويبعث على السعادة، وينشط القدرات الذهنية.
أحمد كامل: منافسة المشروبات فرضت على الشاي أو زارعيه ومصنعيه الابتكار والتطور، فأضيفت إليه العطورات والأعشاب ومزج بالحليب والليمون والعنبر والنعناع، وأنواع ودرجات من السكر، ويبات يحمل ما لا نهاية له من النكهات، وقدمت إلى جانبه أصناف كثيرة من الأطعمة الخفيفة ومن الحلويات، حتى بات له وقت خاص مثله مثل الوجبات الرئيسية.
ترني هيتسو: الشاي الإنجليزي يزيد النشاط، لذلك يفضل تناوله في فترة الشاي، أي العصر، لأنه يحافظ على الحيوية حتى يحين وقت العشاء، بينما الشاي الياباني يؤخذ بعد تناول الوجبات الرئيسية، لأنه منعش وذو رائحة طيبة، إنه ينشط الذهن ويساعد على الهضم، وينظف الفم بعد الطعام.
أحمد كامل: الاهتمام بالشاي امتد إلى الاهتمام بالأواني التي يقدم فيها، فبرع الحرفيون والفنانون في صناعة وتلوين الأباريق والفناجين والأواني المرافقة، فيما ابتكرت الملاعق المناسبة لكل نوع من أنواع الشاي، والمصافي المناسبة لكل طريقةٍ من طرق تحضير الشاي، والساعات التي تساعد على الوصول إلى درجة قوة اللون المرغوبة، وفي المنافسة الدولية المعلنة على كسب أذواق الشاربين تعايش الشاي الياباني مع الشاي القادم من الهند والصين وسيلان وبريطانيا، لكن الأخير يكسب الكثير جداً من المعجبين في كل أنحاء العالم وفي عقر دار الشاي الياباني.
كوهي ميتسويا (مدير متحف الشاي في طوكيو): أعتقد أن الشاي البريطاني التقليدي هو الشاي الطبيعي الوحيد. يوجد في العالم شاي واحد هو الشاي البريطاني، إعداد الشاي الياباني صعب جداً الآن، لأنه لزراعة الشاي الياباني الأخضر يجب استخدام الكثير من العمليات الكيميائية الزراعية، لذلك الشاي الياباني الأخضر ليس جيداً للصحة.
أحمد كامل: وإذا كان الشاي الأسود ينافس الشاي الياباني الأخضر فإن مشروباتٍ أخرى غازيةً باردة بما فيها الشاي البارد قادمةً من العالم الجديد تحمل لهذا الرمز الوطني ما هو أكثر من المنافسة، فالشباب يميل إليها لأنها جاهزةٌ، سهلة الحفظ، وتعطي انطباعاً مظهرياً بالحداثة والعصرية.
ترني هيتسو: أمي وجدتي كانتا معلمتين لطقوس الشاي الياباني التقليدي، وأنا درست ذلك أيضاً، لكن الجيل الجديد لا يمارس طقوس الشاي الياباني التقليدي، لأنه بات من الصعب الاجتماع للتمتع بشرب الشاي، لذلك الجيل الحالي يفضل المشروبات السريعة بما في ذلك الشاي المعلب والشاي الأكياس بالنسبة للاستعمال اليومي، ولا يشرب الشاي الياباني التقليدي إلا في المناسبات الخاصة فقط.
أحمد كامل: ورغم منافسة القهوة والمشروبات الأخرى مازال حب بل الإدمان على الشاي قوياً لدى مئات ملايين البشر، ومازال هذا الشراب الشعبي والملكي بآن معاً رمزاً للضيافة والكرم في كل أنحاء العالم وفي اليابان.
الشاي بالنسبة لليابانيين -كما بالنسبة لكثيرٍ من شعوب العالم- جزء من ثقافة الشعب وهويته الحضارية، لكنه بعد أن ظل قروناً بدون منافس يتعرض اليوم لمزاحمة المشروبات الغازية المعلبة القادمة من بلاد العم سام، حتى الشاي أكثر المشروبات شعبية في العالم مهدد بالعولمة، لكنه يقاوم بعنادٍ حتى الآن.
أحمد كامل – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – طوكيو.
سجون النساء في روسيا
محمد خير البوريني: منذ سنوات وقضية سجون النساء تثار بين الحين والآخر، لاسيما بالنسبة للفتيات دون سن الثامنة عشرة ولمن أنجبن داخل السجون الروسية، تهمٌ مختلفة وجهت لهؤلاء النساء قبل سجنهن تتراوح بين القتل والسرقة وتعاطي أو ترويج المخدرات، وغير ذلك. قضية السجينات جعلت الرئيس الروسي يتدخل شخصياً. تقرير أكرم خزام من هناك.
![]() |
أكرم خزام: سجن مدينة (موجايسك) الروسية يعج بالفتيات والنساء اللواتي ارتكبن جرائم مختلفة تبدأ بالقتل وتمر بالسرقة، ولا تنتهي عند بيع المخدرات أو تعاطيها، اللافت في هذا السجن الذي قمنا بزيارته قبيل صدور مرسوم العفو عن السجينات الأمهات وغيرهن من الفتيات، اللافت كثرة عدد الفتيات الأحداث، وهذه ظاهرة تقض مضاجع المجتمع الروسي الذي لم يعتد في الماضي على سماع أنباءٍ عن قيام فتياتٍ في ربيع العمر بالقتل أو السرقة أو ممارسة الدعارة أو بيع المخدرات لقاء الحصول على لقمة العيش.
الشغل الشاغل للسجينات هنا يتمثل في انتظار مرسوم العفو عن أكثر من عشرين ألف من النساء اللاتي لم ترتكبن جرائم قاسية أو من الفتيات اللواتي دون سن السادسة عشرة، رغم تأكيدٍ من المسؤولين عن السجن بأن عدداً لا بأس به من السجينات لا يرغبن في مغادرته لأسبابٍ معيشية بحتة.
المقدم/ إيرينا غدايفا (رئيس السجن): عددٌ من السجينات قلن لنا بصراحة إنهن لا يردن العفو، لأنهن لا يملكن بيتاً يقصدونه، وبسبب فقدان السكن يخشين عدم الحصول على عمل، وبالتالي فالخروج من السجن يعتبر بمثابة قفزةٍ في فراغ تعيدهن إلى السجن مجدداً.
أكرم خزام: والذي يدخل السجن ويستمع إلى حكاياتٍ عن أسباب الجريمة بمختلف أشكالها يصل مبدئياً إلى معرفة ما يجري في المجتمع الروسي أو على وجه التحديد في حياة بعض فئاته دون التبرير بالطبع لهؤلاء النسوة والفتيات عما اقترفنه من جرائم.
كاتيا (سجينة بتهمة القتل): مسجونةٌ بتهمة قتل رجل، وقد حصل ذلك بطريق الخطأ، إذ أني بالغت في استخدام القوة عن غير قصد، وقعت الجريمة نتيجة شجار، فقد ضربني ومنعني من دخول المنزل، وخفت من ضرباته، وهاجمته وضربته بما وقع في يدي، وكان ذلك سكيناً، فألحقت به أربع عشرة طعنة.
سجينة: جريمتي الاحتيال، لا لم أسرق أو أسلب أحداً، فالناس أنفسهم كانوا يعطونني أموالهم، أنا أطلب بحكم وظيفتي وهم يعطون، حتى وجدت نفسي هنا.
أكرم خزام: حكايات هاتين الفتاتين تعتبر غيضاً من فيضٍ، لكنها تصب جميعاً في مجرى الحرمان تارة والفقر تارة أخرى، وربما سوء التربية أو الخلل في العائلة.
المقدم/ إيرينا غدايفا: من أسباب الجريمة أن شرائح من الشبيبة تخرج في عمرٍ مبكر عن رقابة الأسرة والمجتمع، وتنضم إلى مجموعات الشوارع، حيث ترتكب المخالفات البسيطة أولاً، والتي تليها غالباً جرائم مختلفة.
أكرم خزام: كافة السجينات هنا يُجبرن على العمل في معمل الخياطة الذي يضمن عبر هؤلاء النسوة والفتيات تأمين طلبات العديد من الوزارات والمؤسسات في روسيا.
الكاميرا تشكل لهن مناسبةً للتعبير عما يحول في خاطرهن.
سجينة: أجل قتلت زوجي، ولا أريد العودة إلى التفاصيل، كنت حاملاً آنذاك، خلاف عادي، فعراك، لم أقصد قتله، فأنا مازلت أحبه.
أكرم خزام: يعيش في هذا السجن عددٌ لا بأس به من الأطفال الذين ولدوا أثناء وجود أمهاتهن هنا، وتخصص إدارة السجن لهؤلاء الأطفال مربية خاصة تقوم بتدريبهم على الغناء وإلقاء الشعر.
كما يسمح لأمهاتهن بزيارتهم بعد انقضاء فترة عملهن، ولغاية حلول لحظة النوم في الحادية عشرة من كل ليلة.
السجينات وخاصة اللواتي أدركن أن حياتهن في السجن ستستمر لفترة طويلة تمارسن هوايات مختلفة، ربما للترويح عن النفس، أو لإرضاء هوايتهن، ولربما للترفيه عن النساء والفتيات اللواتي يحضرن إلى قاعة المسرح لحضور حفلةٍ تشمل التمثيل والطرب والرقص مرةً كل أسبوع.
مؤخراً شيدت إدارة السجن كنيسةً للراغبين بالصلاة، وقد قيل لنا إن كاهناً يزور السجن لتعليم السجينات أصول الدين، بُغية ثنيهن عن ارتكاب الجرائم في المستقبل.
غالبية السجينات هنا تحلمن بالحصول على العفو العام والعودة إلى الحياة الطبيعية، فهل تتوافر لهن الظروف الملائمة لقطع الطريق على عودتهن من جديد إلى السجن؟
أكرم خزام – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – سجن مدينة (موجايسك) الروسية.
محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا الكرام إلى نهاية حلقة هذا الأسبوع من البرنامج، يمكنكم مشاهدة تفاصيل هذه الحلقة بالصوت والصورة والنص من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت والعنوان هو:www.aljazeera.net
ويمكنكم مراسلة البرنامج أيضاً عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:
Reporters@aljazeera.net
ومن خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة – قطر، وكذلك من خلال الفاكس على رقم: 009744860194.
ننوه للذين يراسلون البرنامج أو من يرغبون في مراسلته إلى ضرورة كتابة أسمائهم واضحةً، وكذلك أسماء الدول التي يبعثون برسائلهم منها في مكان محددٍ في نهاية كل رسالة، دون ذكر العنوان كاملاً، وذلك حتى نتمكن من عرض أسمائهم بوضوحٍ على الشاشة، ويشمل ذلك من يبعثون إلينا عبر البريد الإلكتروني الإنترنت، أهلاً بجميع رسائل السادة المشاهدين.
في الختام هذه تحية من المخرج صبري رماحي وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني، إلى اللقاء.