إدارة الإسلاميين لإقليم بيشاور، مدينة زبيد اليمنية
مقدم الحلقة: | محمد البوريني |
ضيوف الحلقة: |
أكرم دوراني |
تاريخ الحلقة: | 13/09/2003 |
– تسلم الإسلاميين إدارة إقليم بيشاور
– قصة مدينة زبيد الأثرية في اليمن
محمد خير البوريني: أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من (مراسلو الجزيرة).
نشاهد في هذه الحلقة تقريراً يتحدث عن تسلم الإسلاميين لإدارة إقليم بيشاور الباكستاني القبلي المحاذي لأفغانستان وإغلاق دور السينما ومحال بيع أشرطة الفيديو وغيرها، وفرض التعليم المجاني حتى المرحلة الثانوية، كما ننقل أسئلة تتعلق بالحاجة الماسة للقضاء على البطالة والفقر والمرض التي تتفشى هناك على نطاق واسع.
ونشاهد من اليمن قصة مدينة أثرية تاريخية كانت الأولى التي بُنيت على أساس مخطط علمي بعد الفتح الإسلامي، ونرى كيف تساقطت مآذن مساجدها وجدران دور العلم فيها واحداً تلو الآخر، وكيف وُضعت هذه المدينة على قائمة التراث العالمي الفريد، ونسأل لماذا لا يكون هناك تحرك عربي شامل لترميم وصيانة كنوز تراث أمة ضاع من حضارتها الكثير.
أهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
تسلم الإسلاميين إدارة إقليم بيشاور
أخيراً تمكن الإسلاميون من الوصول إلى إدارة إقليم بيشاور المحاذي لأفغانستان وسط شد وجذب مع الحكومة المركزية في إسلام آباد واهتمام خارجي، منذ تسلمهم إدارة الإقليم تمكنوا من وقف حملات وعمليات مطاردة عناصر القاعدة وطالبان في مناطقهم، ويقولون إنهم حققوا إنجازات عديدة في الإقليم القبلي المحافظ، من بينها فرض التعليم الإلزامي المجاني حتى المرحلة الثانوية وحظر الأفلام الهندية وإغلاق دور السينما ومحال بيع أشرطة الفيديو وإحراق ما تم وضع اليد عليه من الأشرطة، لكن آخرين لا يرون ما تم اتخاذه من إجراءات -باستثناء فرض التعليم الإلزامي- عملاً صائباً أو عاجلاً نظراً للأولويات العديدة التي لا تبدأ بضرورة إغلاق أبواب الفقر المدقع وإحراق ملفات البطالة قبل الشروع بإحراق أشرطة الفيديو، وحظر خرق القانون والأمن حتى ينام الناس مطمئني الخاطر والبال آمنين على أنفسهم وممتلكاتهم، هذا ما يقوله البعض هناك، تقرير أحمد زيدان من إقليم بيشاور الباكستاني
تقرير/أحمد زيدان: لأول مرة في التاريخ الباكستاني المعاصر يكون للإسلاميين حكومة محلية يديرها أشخاص طالما حلموا بتطبيق منهجهم ونظرتهم إلى الحياة والإنسان، ولكن لم يكن ذلك سهلاً في ظل تعارض المصالح بين المركز الذي تديره حكومة متباينة في كل شيء عن الأطراف، ولكن مع هذا أيضاً فقد سعى مجلس العمل الموحد الإسلامي والذي يعد القوة الثانية في البرلمان الباكستاني إلى إضفاء بعض الأصباغ الإسلامية على هذه الحكومة المحلية، التي تشكل محط أنظار القوة العالمية الوحيدة في العالم أميركا، نظراً لمحاذاة الإقليم المحكوم مع أفغانستان، حيث تجتهد القوات الأميركية في مطاردة مقاتلي القاعدة وطالبان، ومع هذا فقد تمكنت الحكومة المحلية من وقف عمليات المطاردة والملاحقة لهذه العناصر التي يُنظر إليها هنا على أنها هي التي أوصلت الإسلاميين الباكستانيين إلى السلطة، بسبب التأييد الشعبي العارم لطالبان ومعاداته للسياسة الأميركية.
كبير وزراء الإقليم الذي التقيناه في مكتبه في بيشاور يؤكد بطريقة دبلوماسية على رفضه السماح للقوات الأميركية بالتواجد في المناطق الخاضعة له.
أكرم دوراني (كبير وزراء الإقليم الشمالي الغربي في باكستان): ليس عندنا أي عنصر من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي أو الاستخبارات المركزية الأميركية ولسنا بحاجة إليهم، فلدينا ما يكفي من قوات الأمن القادرة على ضبط الأمن، وهذه القوات تعمل وفقاً للقوانين والضوابط المكلفة لها.
أحمد زيدان: الحلقة الأضعف في تطبيق الشريعة الإسلامية والتي قد لا تشكل نقطة معارضة مع المركز هي محاربة الأفلام الهندية، إذ ركزت الحكومة المحلية على محاربتها تحت شعار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأشفعتها بوعد يتضمن تقديم دراسة مجانية لمن هو دون سن الدراسة الجامعية.
أكرم دوراني: لدينا محكمة خاصة لإصدار وتطبيق القوانين على دور السينما، أما بشأن التعليم فقد أعلنا عن مجانيته حتى مرحلة الدارسة الثانوية، هذا أول إنجاز لنا في حقل التعليم، لقد جعلنا من اللغة الأُردية لغة أساسية ورسمية بالاستناد إلى دستور البلاد المسنون في عام 73.
أحمد زيدان: المحللون السياسيون في المنطقة يرون تراجعاً في الخطاب الشرعي والسياسي للقادة الإسلاميين المحليين، مدللين على ذلك بتراجع الخطاب الجهادي لحل المشاكل التي يعانيها العالم الإسلامي، وهو ما ميز خطاباتهم السابقة.
عبد الله جان (محلل سياسي): قبيل الانتخابات كانت أحزاب مجلس العمل الموحد متشددة في خطابها ومواقفها، فقد أعلنوا الجهاد كخيار لحل المشاكل التي تواجهها باكستان، والأمة الإسلامية في أفغانستان وكشمير وغيرهما، ولكن بعد وصول المجلس إلى السلطة تراجع خطابه هذا، فهناك تغير ملموس في نوعية الخطاب.
أحمد زيدان: لعل مرد هذا التراجع في الخطاب إلى مصادمته مع الواقع على الأرض، وإن كان ذلك قد تراجع وبقوة خلال فترة العدوان الأميركي على العراق، ولكن مع هذا فقد أبقت الحركات الإسلامية على شعبيتها متماسكة رغم كل ما قيل عن انفضاض الجماهير من حولها بسبب قصر نشاطاتها على القول لا الفعل، ما دام الإنسان العادي ينتظر حلولاً سحرية -كما وُعد- لمشاكل يومية ضاغطة تواجهه، ولكن هل يملك القابعون في الحكومة المحلية، وهم يعرفون حدودهم وقيودهم في ظل ظروف محلية وإقليمية ودولية معقدة مثل هذه الحلول؟
عبد الله جان: بالطبع، يريد المواطنون بل ويطالبون بمجتمع إسلامي ويرغبون بالعيش تحت راية هكذا مجتمع، ولكن الشيء المهم هو ضرورة حل المشاكل الجوهرية التي يعيشونها فحتى الآن لم نر ردود فعل شعبية تجاه عدم تطبيق المجلس لبرامجه التي وعد بها خلال الحملة الانتخابية.
أحمد زيدان: أهالي الإقليم يتفاوتون في نظرتهم إلى الحكومة التي تحكمهم بين مؤيد ومتعاطف مع السياسات المتبعة، وبين منزعج لإغلاق السينمات ومحلات بيع أشرطة الفيديو كون عملهم قد تضرر.
مغني باكستاني محلي: أبلغهم العلماء بأن عليهم إغلاق الأدوار العليا من مباني الموسيقيين، إنهم يضايقوننا، وحين نكون على قارعة الطريق تدهمنا قوات الشرطة وتأمرنا بإغلاق حقائب آلاتنا الموسيقية وحال ابتعادها نلجأ إلى فتح هذه الحقائب من داخل المباني، وتستمر اللعبة بيننا وبينهم.
صاحب محل تجاري في مدينة بيشاور: إن هذه حكومة إسلامية جيدة، والشريعة هي التي تأمر بتجنُّب الفحشاء والعري، ونحن نطالب بإغلاق هذه المفاسد كون البلد قام على أساس لا إله إلا الله، والحمد لله هذا هو اليوم الذي نجحت فيه الجماعات الإسلامية بقوة، وستتقوى في المستقبل إن شاء الله.
أحمد زيدان: الحكومة الجديدة عمدت إلى حرق الأفلام الخليعة وتعدى ضرر هذا العمل إلى بائعي اليافطات والملصقات على دور السينما أيضاً.
صاحب محل تجاري في مدينة بيشاور: على الأقل ينبغي أن يسمحوا لنا بتصوير صورتين أو ثلاثة حتى نحصل على لقمة عيشنا التي نسعى وراءها، ومنذ أن بدأت هذه الحملة تعطَّل عملنا ولا ندري إلى متى ستستمر هذه الحالة.
بائع صور في مدينة بيشاور: قبل هذا كنا نبيع صور الفتيات بكثرة، والآن بعد وصول هذه الحكومة لا نبيع شيئاً، واتجه المواطنون إلى الصور الإسلامية التي لا تدر دخلاً.
أحمد زيدان: هذه الخسائر قد تكون لشريحة قليلة محدودة بينما يرى الآخرون أنه بميزان الربح والخسارة فإن الشريحة الأكبر هي المستفيدة، ولعل الخاسر فئة محدودة جداً بالإمكان تعويضها، وما يزيد الألفة بين الرئيس والمرءوس في هذا الإقليم هو البساطة التي يتحلَّى بها المسؤولون، وهو ما يذكر الكثيرون بعلاقة قادة طالبان مع شعوبهم حين كانوا في السلطة، وهي ظاهرة فريدة في التاريخ السياسي الباكستاني المعاصر، إذ أن أبواب المسؤولين الباكستانيين المحليين في هذا الإقليم مشرعة أمام الجميع للتعرف على شكاويهم ومشاكلهم، ويحلم بل ويسعى هؤلاء المسؤولون إلى تحسين الوضع الصحي والاجتماعي للمواطنين معوِّلين بشكل كبير على وقف هدر المال العام كما يقولون، وهو ما كان يحصل في سنوات الحكم الماضي، ولهذا يشدِّدون على أن حكومة بيشاور ستكون نموذجية للأقاليم الأخرى خصوصاً وأنه رغم مرور أكثر من عام على الانتخابات لم تحصل أية مصادمات مع الحكومة المركزية، وهو ما سيعزز دور المؤسسات الديمقراطية في باكستان.
يشكَّل حكم الإسلاميين لإقليم سرحد وعاصمته بيشاور محكاً حقيقياً للإسلاميين الذين فازوا في الانتخابات الأخيرة، فهل سيقدِّم الإسلاميون نموذجاً للأقاليم الباكستانية الأخرى في ظل ظروف دولية وداخلية صعبة للغاية؟
أحمد زيدان -(مراسلو الجزيرة)- بيشاور.
[فاصل إعلاني]
محمد خير البوريني: ونعرض مشاهدينا الكرام في سياق هذه الحلقة مجموعة من رسائلكم.
البداية برسالة وصلتنا من المشاهد محمد عبد السلام الصراري من اليمن يطلب فيها تسليط الضوء على قضية انتشار شجرة القات في اليمن وكثرة زراعتها في جميع أنحاء البلاد، ودور الشجرة في تدني المستوى المعيشي للمواطنين بسبب شرائهم للقات على الرغم من الدخل المتواضع جداً للمواطن اليمني.
نذكِّر المشاهد بأننا كنا قد عرضنا في حلقة سابقة موضوعاً مفصَّلاً عن القات ومجالس القات في اليمن وتناولنا ما ورد في رسالتك. إذا ما أُتيحت الفرصة فسوف نقوم لاحقاً بتناول هذا الأمر من جديد، ولكن من جوانب وزوايا مختلفة.
وهذه رسالة بعثها المشاهد جواد من هولندا يطلب فيها إنجاز تقرير عن من وصفهم بجنود (الجزيرة) وصحفييها ومراسليها ومترجميها والعاملين فيها، كما يطلب تقريراً عن المهاجرين العرب ولاسيما المغاربة منهم في هولندا، ومدى اندماجهم في المجتمع الهولندي سياسياً وثقافياً واجتماعياً.
بالنسبة للموضوع فقد سبق وعرضنا موضوعاً حول قناة (الجزيرة)، ولكننا نفضل عدم الحديث عن أنفسنا، ونترك شاشة (الجزيرة) تتحدث عن العاملين فيها، أما موضوع المهاجرين العرب في هولندا فسوف نسعى لتلبية طلبك في وقت قريب.
وهذه رسالة من إبراهيم عمر أبو بكر، وهو سوداني يقيم في المملكة العربية السعودية، تضمنت الرسالة عدداً من المقترحات والمطالب الخارجة عن نطاق عمل البرنامج، وهو الأمر الذي طالما نوهنا إلى ضرورة تجاوزه وتحاشيه.
على أي حال يقترح إبراهيم تقريراً حول قبيلة الهوسا في السودان، لا نعلم لماذا اختار المشاهد هذه القبيلة من دون بقية القبائل في السودان، ولم يوضِّح أيضاً لماذا يقترح إعداد تقرير خاص حولها، نرجو الإيضاح إذا كان لديك ما يفسر هذا الطلب.
ومن ليبيا أرسل إلينا صابر فرحات الكوت أرسل رسالة جاء فيها لاحظت أن البرنامج يفتقر إلى الموضوعات التي تخص السياحة في ليبيا، إذ أن هناك العديد من الأماكن التي تعتبر في قمة الإبداع والجمال، ولكنها للأسف تعاني من عدم الاهتمام، كما يطلب طلبات أخرى لا تخص عمل البرنامج من قريب أو بعيد، ونعتذر عن تلبيتها لضيق وقتنا، ولعدم اختصاصنا.
بالنسبة للموضوعات السياحية نرجو أن نذكر بأننا نحرص.. أو نحرص على عدم تحويل البرنامج إلى برنامج سياحي، نظراً لما تزخر به الكثير من الدول بالمواقع السياحية، ولكن لا مانع لدينا من عرض موضوعات تتعلق بأماكن فريدة من نوعها، أو أنها تتميز بعدم وجود نظير لها في دولٍ أخرى، مع توفر الشروط المهنية للقيام بذلك، كما سبق وقلنا فإننا نتطلع من جانب آخر لتنفيذ العديد من الموضوعات والقضايا الليبية، التي تهم المواطن الليبي والعربي، ونرجو أن نتمكن من إنجازها إذا ما سمح لنا بذلك.
ومن منطقة العوينية في الجماهيرية الليبية أيضاً كتب إلينا علي عبد الحفيظ محمد بارود اليوسفي، يقترح علي إنجاز موضوع أو أكثر حول القبائل الليبية التي هاجرت إبان الاستعمار الإيطالي إلى كل من موريتانيا والجزائر، ويذكر من هذه القبائل قبيلة أولاد يوسف مرة أخرى نسأل لماذا قبيلة أولاد يوسف يا علي وليس القبائل الأخرى، وما الذي يميز هذه القبيلة عن غيرها من القبائل التي تحدثت عنها؟ ولماذا لا يكون الموضوع عاماً ويتعلق بمجمل القبائل الليبية التي هاجرت إلى الجزائر وموريتانيا؟
أخيراً في هذه الفقرة رسالة من الأردن بعثها المشاهد نصار جمعة، يطلب من البرنامج فيها الاهتمام بالقضايا العلمية والعلوم الإنسانية والطبيعية، ويقترح على البرنامج إعداد تقرير حول خطط وكالة ناسا الأميركية للفضاء لاستكشاف كوكب المريخ، ومركبتا الفضاء الخاصتين بمثل هذه المهمة للبحث عن أثر الحياة على سطح الكوكب المذكور.
المقترح على درجة كبيرة من الأهمية، وسوف نباشر بإجراء الاتصالات اللازمة مع الزملاء في الولايات المتحدة، لبحثه وبحث إمكانية إنجازه، وسماح الجهات الأميركية المتخصصة لفريق من (الجزيرة) بالتصوير في وكالة ناسا للفضاء، إذ يحتاج هذا الأمر إلى إجراءات عديدة، نرجو أن نتمكن من تجاوزها.
مشاهدينا الكرام، نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم، ونتابع معكم البرنامج.
قصة مدينة زبيد الأثرية في اليمن
كما كانت بغداد العاصمة الأولى في العالم التي بنيت على أساس علمي ومخطط هندسي، فإن مدينة زبيد هي المدينة الأولى التي يخطط لبناءها على مستوى اليمن في العصر الإسلامي، تاريخٌ زاخر مرَّ على هذه المدينة اليمنية، ولكن هل تم الحفاظ على مكتسبات وتراكمات حضارية تاريخية لا تقدر بثمن؟ ولماذا تهمل مدينة تم إدراجها على قائمة التراث العالمي الذي يجب الحفاظ عليه؟ ماذا يقول أهلها؟ ولماذا تعيش في حالة من الفوضى العمرانية والمعمارية؟
وهل التراث العربي الإسلامي ملكاً لشعب عربي دون آخر؟ بحكم التقسيمات الاستعمارية للدول؟ وعلى من تقع مسؤولية المحافظة على هذا التراث؟ ولماذا لا يكون هناك تحرك عربي شامل على هذا الصعيد؟
يقول مهتمون يمنيون إن التاريخ الذي يتعكز عليه العرب، ويلجئون إليه هرباً من واقع الانحطاط المرير الراهن، حتى هذا التاريخ نفشل في المحافظة على أشلائه وبقاياه، تقرير مراد هاشم من اليمن.
تقرير/مراد هاشم: مدينة زبيد اليمنية كنز سائب، وثروة مهدورة، وقيمة تاريخية وحضارية مهملة، إنها كما يرى البعض ضحية للجهل والعبث والفوضى وقصر النظر، وسوء التخطيط والتنفيذ، بل وربما سوء المقاصد والنوايا.
يعود تاريخ زبيد إلى ما قبل الإسلام، وكانت أول مدينة يمنية يتم تخطيطها في العصر الإسلامي، وذلك في أوائل القرن الثالث الهجري، وظلت المدينة عاصمة لليمن لعدة قرون، وعرفت في أنحاء كثيرة من العالمين العربي والإسلامي كمركز للدراسات الإسلامية، لذلك ظلت لفترة طويلة مقصداً للدارسين وطلاب العلم، وحتى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية كانت المدينة لا تزال تحافظ على موروثها الحضاري الذي كان نتاجاً لتراكمات تاريخية لما يزيد عن عشرة قرون، وذلك من حيث العلم والثقافة والعمارة، وفي الصناعات الحرفية والتقليدية، إذ أن الفصول المأساوية من تاريخها تبدأ بعد ذلك.
عبد الكريم السادمي (مدير آثار زبيد): مكتب الآثار في مدينة زبيد، أو في مديرية زبيد وجد من سنة 1987، وكان هو الجهة الرسمية المسؤولة عن مدينة زبيد، وعندما أعلنت مدينة زبيد مدينة للمحافظة عليها، وجاء هذا الإعلان متأخر جداً، في سنة 1997، تمام، لم تكن موجودة أي ضوابط لدينا للقيام بضبط أصحاب المدينة من أعمال المخالفة نظراً للظروف الاقتصادية الذي يعيشها المواطن، وشحة الموارد المالية.
مراد هاشم: نمو مشوه وتوسع عشوائي شهدته زبيد خلال العقود الثلاثة الأخيرة، تم في أغلبه على حساب كل قديم وثمين في المدينة، فلا شروط السكن تحسنت، ولا المرافق الخدمية أنشئت، ولا الحياة العصرية عرفت طريقها إلى أحياء المدينة العتيقة، وقد أثر ذلك سلباً بطبيعة الحال على النسيج العمراني التقليدي وملامح البيئة المعمارية الزبيدية الأصلية والأصيلة.
عبد الله المضواحي (مدير عام مديرية زبيد): صدر قرار من رئيس الوزراء بمنع البناء في مدينة زبيد القديمة، وللأسف إنه أقول إن هذا القرار تزامن مع قرار وزير الأشغال بوقف البناء في المدينة الجديدة حتى نزول المخطط الجديد، لأن أي مدينة يمر على مخططها أكثر من 15، 20 عام يوقف البناء فيها لمدة عام أو عامين حتى نزول مخطط جديد، فإحنا في زبيد بنواجه يعني نوع من الإحراجات لأن المدينة القديمة ممنوع البناء فيها البناء المسلح باعتبارها مدينة تاريخية وداخلة في جمعية التراث العالمي كما تعرفون منذ عام 93 وملزومين البناء فيها سواء إحنا أو المواطنين ملزومين البناء فيها بالطابع الزبيدي القديم، لكن للأسف نظراً للظروف الاقتصادية الموجودة، ونظراً لعدم توافر في السابق توافر مادة (الياجو) فوجدت مخالفات كثيرة.
مراد هاشم: حينما تدخل للمدينة القديمة من باب النخيل وهو أحد أبوابها التاريخية الأربعة يفاجئك المشهد الماثل أمامك أحياء إسمنتية عشوائية احتلت مساحات كانت تشغلها مبان أثرية حتى السنوات القليلة الماضية، المدينة التي كانت سباقة في مجال تنظيم العمران أصبحت الآن مضرب المثل في سوء التخطيط وطغيان الفوضى والعشوائية.
كل شوارع المدينة تقريباً على هذا الحال، أزقَّة ضيقة تطفح فيها مياه الصرف الصحي وتتراكم في جوانبها أكوام القمامة وتصطف عن يمينٍ وشمال بيوت اختلط فيها القديم المتداعي بالجديد المشوَّه.
عبد الله المضواحي: مشروع الصرف الصحي الذي تبلغ تكلفته 12 مليون دولار، يعني مليون.. مليار ونصف.. مليار ونصف، هذا طبعاً سيتم بنفس المواصفات الموجودة في صنعاء القديمة، مجاري ويتبعها رصف وإنارة.
مراد هاشم: أسواق زبيد الشهيرة التي كان كل سوق منها يخصص لبيع منتجات أو مصنوعات تقليدية وحرفية معينة كالحلي والمصوغات والأقمشة والمنسوجات وأواني الفخار والمشغولات اليدوية من سعف النخل وغيرها لم تعد على حالها اليوم وتكاد تندثر بسبب قلة الطلب على إنتاجها وقلة النشاط السياحي والاقتصادي والتجاري عموماً في السنوات الأخيرة.
أحد أبناء زبيد: النشاط (…) ده من هنا وده من هنا ودناه، كل.. الله، صراحة.. صراحة..
أحد أبناء زبيد: ما فيش اهتمام بالسوق ما فيش محافظة، ما فيش أي نظافة ولا بلدية زي ما الناس ولا فيه يعني.. يعني الناس كلها تشكي هذا الحال، الشوارع وسخة و.. الشارع الحمد لله اللهم لك الحمد (..) يشتغل على قدر الحال.
أحد أبناء زبيد: بس الحركة التجارية ما فيش خاصة في زبيد، ميت السوق تعبان، سواء السوق هنا المركزية أو السوق داخل هذه السوق المركزية لا بأس، داخل (..) مافيش.
مراد هاشم: تدهور مستوى معيشة الناس هنا يقف وراء عجز الكثيرين منهم عن ترميم منازلهم القديمة أو إعادة بنائها حسب النمط المعماري الزبيدي الذي يعد من أروع نماذج العمارة الطينية في اليمن، وبدلاً من ذلك يرممون أو يبنون ما تهدم منها باستخدام مواد بناء حديثة تشوه النسيج المعماري الذي ظل متناسقاً فيها لقرون طويلة.
المنزل الزبيدي التقليدي حصيلة خبرات تراكمت على مدى مئات السنين وهو يُبنى من الطوب الطيني المحروق والخشب ومواد أخرى ويراعى في تصميمه جمال المنظر في واجهات المنزل الخارجية، بالإضافة إلى المتطلبات الحياتية في تقسيماته الداخلية ومساحته وحجمه والعوامل البيئية كالحرارة والتهوية والضوء.
تقنيات زخرفة معقدة تستخدم كذلك لتزيين المنزل من الداخل إذ تغطى الجدران والأسقف والأبواب والنوافذ بنقوش وأشكال ورسوم نباتية وهندسية وكتابية ملونة، هذا التراث المعماري يكاد يندثر لولا بعض المساعي التي تبذل للمحافظة عليه.
يوسف إمباري (الأمين العام للمجلس المحلي في زبيد): الناس هنا بطبيعتهم يبغون أن يحافظوا على منازلهم التاريخية وأن يعيدوا بناءها أو ترميمها بالطابع المعماري القديم، ونحن هنا استعنا.. طرحنا الموضوع هذا على مدير عام (..) الهولندي بحيث أن يعمل قروض ميسرة، استطعنا أن نحصل على دفعة أولى قدرها 15 ألف دولار بحيث نعطي لكل شخص في مدينة زبيد يريد أن يستعين بمبلغ معين لترميم بنائه وإعادته كما كان عليه، فنصرف له يعني ألف دولار كقرض سنوي من صندوق الطوارئ الذي أنشأناه مؤخراً بالاتفاق مع وزارة الثقافة ومع الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية، وفي هذا استطعنا أن نرمم 15 منزلاً، هؤلاء المنازل كانوا في خبر كان لولا أن هذه المساعدات ولما كانت هذه المنازل.
مراد هاشم: مئات المساجد الأثرية كانت تكتظ بها مدينة زبيد قبل أن تنهار وتتساقط واحداً تلو الآخر وما بقى منها الآن خمسة وثمانون مسجداً فقط، أبرزها الجامع الكبير ومسجد الأشاعر اللذين يُعدا من أقدم المساجد في اليمن، مسجد الأشاعر الذي بناه الصحابي أبو موسى الأشعري مهمل الآن بعدما أدت عمليات ترميم عشوائية أجريت في التسعينات إلى تخريب وتغطية الكثير من نقوشه وزخارفه الأثرية.
سيد محمود المقبولي (قيم جامع الأشاعر): الآثار مازالت يعني معطلة حق (…) والحاجات هذه كانوا موجود، ما فيش هدد بينه.
مراد هاشم: …..
سيد محمود المقبولي: كله موجود وهذا كله دوت باين اسمه على كله موجود.
مراد هاشم: بالنسبة.. للجدار.. هذه الجدران.
سيد محمود المقبولي: هذه يعني التشقق هذه حصل شو اسمه حق شو اسمه الأمطار ودي ودي وبعدين (…) لتحتاج إلى ترميم وتصليحات ودي ودي ممكن بس ترجع كما كانت.
مراد هاشم: وزبيد التي أُنشئت فيها أول مدرسة إسلامية في اليمن وضمت في ذروة ازدهارها مائتين وثلاثين جامعة ومدرسة ورباطاً دينياً كانت مقصداً للدارسين لعلوم الدين واللغة والأدب والتاريخ من شتى أنحاء العالم الإسلامي أصبحت اليوم بالكاد تحافظ على ثلاثة أربطة دينية قديمة فقط.
الشيخ عبد الرحمن المزجاجي (مدرس في رباط البطاح): المدارس العلمية كانت حافلة بالعلماء وبطلاب العلم من جميع أقطار العالم الإسلامي والعربي ولم يبقَ منها الآن سوى الأربطة وقد أهملت من قبل إدارة أوقاف زبيد، حيث على أن القدامى أوقفوا أوقافاً كثيرة وأوقفوها على طلبة العلم والعلماء، وكانوا أهل خير، ولم يبقَ من هذه المدارس سوى ثلاثة أربطة في يومنا هذا، رباط الشيخ العلامة يوسف بن محمد بن أبي القاسم البطاح الأهدل، ورباط الشيخ العلامة يحيى بن عمر مقبول الأهدل، ورباط الشيخ علي بن يوسف الهندي.
مراد هاشم: ساحة المدينة الرئيسية تطل عليها قلعة زبيد التاريخية ودار النصر الذي كان حكام زبيد يتخذونه مقراً لهم، وهو لا يزال حتى الآن مقراً لإدارة مديرية زبيد، ومنذ ضمت منظمة (اليونسكو) التابعة للأمم المتحدة مدينة زبيد إلى قائمة التراث العالمي وكان ذلك في العام 1993 شهدت المدينة وبعض مباني هذه القلعة عمليات ترميم جزئية بدعم مالي من حكومات ومنظمات وهيئات دولية.
عمليات الترميم هذه توقفت بانتهاء الدعم أو تجميده بعدما أوكلت عمليات الترميم إلى جهات يمنية غير متخصصة تسببت بأضرار فادحة لهذه الآثار.
طاهر شرعان (جمعية المحافظة على آثار زبيد): هو فعلاً المنظمة اللي قاموا بعملية الترميم كما علمنا على أنه غير متخصصين وعلمنا أيضاً من مصادر رسمية متخصصة هنا في زبيد (….) طبعاً هذه الأمور أكيد كان لها تأثير سلبي على عملية الترميم، كان مفروض يعتمدوا بالدرجة الأولى على الجهات المتخصصة، وبالذات الجهات المحلية الرسمية الموجودة هنا في داخل المدينة.
مراد هاشم: سور زبيد الذي كان لا يزال حتى ثلاثة عقود مضت يحيط بها من جميع الجهات هُدِّم وسرقت أو بيعت أحجاره قطعة قطعة من قِبَل البعض تحت تهديد السلاح.
باب سهام أحد أبواب زبيد التاريخية الأربعة ومدخلها من جهة الشمال اتخذه فرع حزب المؤتمر الشعبي الحاكم هنا مقراً له مثل كثير من معالم زبيد التاريخية التي حُولت إلى مقار لفروع بعض الدوائر الحكومية وبقيت فيها على الرغم من صدور توجيهات عليا بإخلائها، في حين أدى الإهمال وبطء تحرك الجهات المعنية إلى سقوط وتهدم باب (القرطل) وهو مدخل المدينة الجنوبي، حصل هذا قبل أيام فقط من زيارة (الجزيرة) للمدينة.
عبد الكريم السادمي: فيه مكتب استراتيجية التراث الثقافي، هذا من 95 الذي يرأسه مستر (ديك) الهولندي، تمام ونائبه الأستاذ علي قشيش، من سنة 95 وهم طالعين نازلين، طالعين نازلين زيارات (….) للمدينة للمنازل ودا ودا ودا وكل الدراسات تنكتب هناك هناك هناك وبدل سفر طالعة ونازلة، مبالغ مالية هائلة صُرفت في هذه الدراسات دون أن ينفذوا أي شيء، مع أن باب (القرطل) كما شاهدتموه انهار وسقط في الأسبوع الماضي وكان قبل خمس أشهر أو ستة أشهر الأخ وزير الثقافة وصل وعمل ووضع حجر الأساس للمبنى، وعلى أساس أن يقوم مكتب التراث الاستراتيجي بترميمه لكن مضت 5 أشهر 6 أشهر وانهار المبنى، الناس أصبحت العالم بعدما منعنا بناء.. البناء الأشياء البناء المسلح داخل المدينة، أصبحوا يسرقوا الحجور، تصوروا على أنه منازل المنازل القديمة واللي موجودة داخل المدينة بعضها، تؤخذ القطع يا دوب من الجدران وهي سليمة دائماً، من المساجد، من الأبواب، من.. حتى سور (القلعة) ما سلمش من السرقة، للأسف الناحية الأمنية لدينا داخل المدينة، ما فيش حراسة، ما فيش..، ما فيش.. ما فيش.. ناس خارجه داخلة.
مراد هاشم: لكن بالنسبة لها المباني..
عبد الكريم السادمي: المباني كانت القلعة هذه فيها المحكمة وفيها إدارة المديرية وفيها مكتب الواجبات ، وفيها.. للأسف الأخ مديرها.. مديرها هو المتعاون الوحيد في ترميم ها المبني الذي يسكن فيه، والذي نحن فوقه الآن، بالنسبة لمكتب الواجبات حتى الآن لم يقوم بأي ترميم في المبنى الجنوبي الموجود أمامكم، مكتب التموين أيضاً لم يقم بأي ترميم، وهو آخذ الجناح أو نوبة من النواب الموجودة هي من مدخل القلعة، المباني الحكومية الأخرى الأوقاف معاهم مكان خاص، مبنى حكومي قديم، المكاتب الأخرى مستأجر الدكاكين ومستأجر الشقق، مستأجر..، الأخ رئيس الجمهورية عندما زار زبيد، ودخل إلى هذه القلعة، وجَّه الجهات المسؤولة في الهيئة العامة للآثار بالإسراع في تكميل.. استكمال ترميم القلعة، ووجَّه الجهات المعنية أيضاً، ببناء مجمع حكومي خارج المدينة، حتى الآن لم ينفذ هذا التوجيه.
مراد هاشم: هذا الوضع المتفاقم دفع منظمة اليونسكو الإعلان قبل نحو عامين، عن إدراج زبيد في قائمة التراث العالمي المهدد بالخطر، كما دفعها إلى تحذير الحكومة اليمنية مؤخراً من شطب المدينة كلياً من قائمة التراث العالمي في حال عدم التحرك العاجل لوضع حد لهذا التدهور، هذا كله دفع الكثيرين في اليمن وخارجها إلى التساؤل عن أسباب عدم التجاوب مع المساعي الدولية الرامية إلى الحفاظ على آثار تخص اليمن واليمنيين قبل غيرهم.
وحينما تكون يد المساعدة الدولية ممدودة، ومنذ زمن لإنقاذ زبيد وصيانتها وحمايتها من الانهيار والاندثار، يثار ألف سؤال وسؤال، حول أسباب تردد الحكومة اليمنية، وإحجامها أحياناً عن مد يدها هي الأخرى.
المؤتمر الذي نظمته جامعة الحديدة اليمنية، حول مدينة الزبيد، وشارك فيه خبراء وباحثون يمنيون وعرباً وأجانب، كشف أن المشكلة ليست هينة، وأوصى الحكومة اليمنية بصياغة استراتيجية لإنقاذ المدينة، هذه الاستراتيجية تفي في حال تنفيذها بالمتطلبات العصرية للمدينة وسكانها، وفي الوقت ذاته تكفل حماية آثارها وتراثها، بعض المشاركين أجهش بالبكاء حينما زار المدينة ورأى الحال المزري لآثارها ومعالمها التي لا تقدر بثمن، ولا يمكن تعويضها.
مشارك في المؤتمر: يا أخوتي
هذا الذي ما بيننا.. داء خطير
قد عاش ينخر بالنفوس وبالعقول وبالضمير
والله ما مات التراث، وإنما مات الشعور
قرآنكم يتلى وثروتكم ذهب
ولديكم كل الحقائق بالنتيجة والسبب
لكنكم لا خيل تعكف في المضارب
لا سفينة على الشواطئ
لا مواقد للهب
أفهؤلاء هم العرب
أبداً تساورني الظنون
ويستبد بي العجب
مراد هاشم: الصحافة اليمنية ذهبت دعواتها وصرخاتها لإنقاذ الزبيد أدراج الرياح، ربما بسبب تعدد الجهات الحكومة المشرفة على زبيد، وبقية المدن التاريخية، وتداخل اختصاصاتها، ما يؤدي إلى ضياع المسؤولية فيما بينها، فإلى جانب وزارات الثقافة والسياحة والأوقاف والإنشاءات، تشرف على هذه المدينة أيضاً الهيئة العامة للآثار، والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، التي توجد مكاتبها الرئيسية في العاصمة صنعاء.
عبد الله زيد عيسى (رئيس هيئة الحفاظ على المدن التاريخية): الحقيقة إنه أنا دخلت الهيئة، وكل أواصر الصلة بين المنظمات الدولية والهيئة مقطوعة تماماً، لأن الجميع الآخرين، فيه كثير يفهم إنه الهيئة عندها أرصدة بالدولار، وتتعامل معها منظمات دولية، الكلام هذا غير صحيح، لا يوجد في رصيد الهيئة ولا دولار من المنظمات الدولية، الآن ميزانيتنا كلها من الدولة، وفي إطار ما هو متاح من الدولة، وبنسعى جاهدين في هذا الاتجاه، لكن المنظمات الدولية الآن كل المنظمات الدولية لأسباب لا أستطيع أن أعرف أو ما أقدرش أقول أي شيء، لكن لأسباب إدارة الهيئة السابقة، لا أعلم هذه الأسباب أدت إلى -زي ما تقول- الحد من التعامل مع الهيئة من قِبل المنظمات الدولية، وبدأت المنظمات الدولية تعمل بشكل منفرد، هذا ما أستطيع أن أستشفه يعني.
مراد هاشم: يؤكد خبراء وعاملون في مجال الآثار، أن شطب مدينة الزبيد من قائمة التراث العالمي لن يؤثر فقط على وضع مدينتي صنعاء وشيبام اليمنيتين، المدرجتين على القائمة ذاتها، بل سيلطخ سمعة اليمن في الخارج، وسيجعل من أي محاولة لضم مدنٍ ومواقع تاريخية يمنية أخرى -وهي بالمئات- إلى هذه القائمة أمراً مستحيلاً، كما أن سيفقد أي حديث عن تنمية السياحة الثقافية والتاريخية في البلاد، وإثراء وإبراز التنوع فيها كل المصداقية.
مراد هاشم -لبرنامج (مراسلو الجزيرة)- صنعاء
محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، يمكن لجميع مشاهدينا الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالنص من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت، وبالصوت والصورة عند مواعيد البث، كما يمكن مراسلة البرنامج أيضاً عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:
أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة -قطر. وكذلك من خلال الفاكس 4860194.
في الختام هذه تحية من صبري الرماحي مخرج البرنامج، ومن فريق العمل، وهذه تحية أخرى مني.. محمد خير البوريني، إلى اللقاء.