
أطفال فلسطين ونقل ضريح لينين وأحوال سكان كوسوفو
مقدم الحلقة | محمد البوريني |
تاريخ الحلقة | 17/03/2001 |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
محمد خير البوريني: أهلاً وسهلاً بكم مشاهدينا الكرام إلي حلقة جديدة من برنامجكم (مراسلو الجزيرة).
نشاهد معاً في حلقة هذا الأسبوع تقريراً حول أطفال فلسطين تحت الاحتلال والقهر وسلب الحقوق والحرمان من أبسط حقوق الطفل والإنسان، الأطفال الذين قتلت قوات الاحتلال العشرات منهم خلال الأشهر الماضية وجرحت الآلاف، وحولت مدارس لهم إلى أنقاض بعد تدميرها أو إلى ثكنات لجنودها ودباباتها، واستهدفت أطفالها في الصدور والرؤوس، أو جعلتها خاوية تعوي فيها الريح بسبب سياسة الحصار والإغلاق.
ومن روسيا نعرض لكم تقريراً حول إزالة أو الإبقاء على ضريح (لينين) قائد الحزب البلشفي في الساحة الحمراء في قلب (موسكو)، الإبقاء عليه رمزاً وطنياً وقومياً، وبطلاً هزم القياصرة وحاربهم بمعاول ومطارق ومناجل العمال والفلاحين، أو نقله إلى مقبرة يصبح بين موتاها مواطناً روسياً عادياً.
وبعد الرد على مجموعة من رسائلكم نشاهد معاً تقريراً يتحدث عن أحوال سكان إقليم كوسوفو من الألبان والصرب، وما وصلت إليه علاقات الجانبين بعد قرون من التعايش ورفع الشعارات، ونجيب في تقرير خاص بهذا الشأن عن أسئلة حول مصير القرى الصربية سكانها في الإقليم، وإمكانيات التعايش ثانية.
ومن (بروكسل) عاصمة الاتحاد الأوروبي، ومقر المئات من المنظمات الدولية نشاهد تقريراً حول ما أحدثه انشغال المدينة من آثار على ملامحها وطابعها المميز ونضرب مثلاً بذلك على الحي الأوروبي فيها.
أهلاً بكم معنا إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
لم يترك الحصار الإسرائيلي لمدن وقرى ومخيمات الضفة الغربية وقطاع غزة في فلسطين خلال الانتفاضة الأخيرة كما في الانتفاضات السابقةلم يترك قطاعاً واحداً من قطاعات الحياة دون أن يفتك به أو يصيبه بأضرار شديدة، الطفولة والتعليم من القطاعات الفلسطينية التي لحق بها دمار واسع النطاق ابتداءً من استهداف أطفال المدارس وقنصهم في الرؤوس والصدور، وحرمانهم من الوصول إليها بسبب تقطيع أوصال المناطق الفلسطينية وتعريضهم لآثار نفسية مدمرة إلى حرمانهم من الحصول على الغذاء اللازم، وتشتيت طاقاتهم وقدراتهم الذهنية على المتابعة والتركيز حتى لمن يتعلمون منهم حروف الهجاء، وذلك دون أدنى حقوق للإنسان في بداية قرن جديد وألفية جديدة، قال صحفي غربي شاهد عن كثب حال أطفال فلسطين في ظل الاحتلال وسياسة الإغلاق والحصار قال: إن حياة أطفال فلسطين الذين آمنوا بطروحات إحلال السلام وبنوا آمالاً على تحقيق مستقبل آمن مليء بالكرامة والحرية والحياة الأفضل، بناء على ما رافق ولحق مؤتمر (مدريد) من خطابات وتصريحات واتفاقيات، إن حياتهم تعود خطوات إلى حيث باتت تشبه تلك التي عاشها ذووهم إبان الهجرة الأولى التي سبقت تأسيس إسرائيل ونزوح عام 67 الأمر الذي يهدد بعواقب وخيمة، ويؤدي إلى شعور عميق بالغبن والقهر واستلاب الكرامة وبالتالي إلى شعور عميق بحب الانتقام والقتال دفاعاً عن النفس، تقرير شيرين أبو عاقلة من فلسطين..
شيرين أبو عاقلة: بين منزل طفل ومقعد دراسة مسافة من المخاطر تواجه أي طالب فلسطيني في طريقه إلى مدرسته: حاجز عسكري، جندي إسرائيلي أو رصاصات 62 طالباً على مقعد دراسة استشهدوا منذ بداية الانتفاضة وحتى منتصف شهر شباط، وأصيب نحو 2000 آخرين خلال مواجهات أو جراء اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم بالضرب أو خلال مداهمة للمدارس، أو أثناء القصف الذي طال منازلهم أو المدارس.
د. نعيم أبو الحمص (وكيل وزارة التعليم الفلسطينية): كان فيه هناك هجوم على عدة مدارس القوات العسكرية كما حصل في (اللبان) كما حصل في (الحوارة)، كما حصل في (الخضر)، كما حصل في (طولكرم) حصلت هذه الأمور.. القوات الإسرائيلية تقوم بإحاطة المدرسة بالعسكريين،أو الدخول إلى داخل المدرسة وضرب الطلبة.
شيرين أبو عاقلة: هذه مدرسة ذكور المحمدية الأساسية في الخليل، واحدة من نحو 20 مدرسة تعرضت للقصف الإسرائيلي وهذا هو الصف السادس الابتدائي، عشرات الطلبة يحاولون أن يتابعوا تعليمهم كالمعتاد، لكنهم لم يعتادوا بعد غياب زميلهم (معاذ أبو هدوان) ابن الثانية عشر الذي استشهد في أول يوم من هذا العام متأثراً بإصابته بشظية من جراء القصف الإسرائيلي دخلت في مقدمة رأسه واستقرت في الدماغ.
محمد سعيد الشريف (زميل الشهيد معاذ): كان معاذ صاحبنا هو، وكان رايح يعني يصلي، وطبعاً كان قبل ما يستشهد إنه يعني حكى لأمه.. أنا ناوي انشهر زي محمد الدرة، وهيك قدره، والله كتب له الشهادة، وكان هو استشهد كان يدرس، وقال خلاص أنا بدي شهادة ربي وما خدت شهادة المدرسة، وخد شهادة ربه.
مواطن فلسطيني: أطلقوا قذيفة على بيت أحد المواطنين فانجرحت واحدة، فراحوا الشباب بيسعفوا بعدما خلصوا وانفض الجمع صار إطلاق قذائف برضو، أطلقوا 3، 4 قذائف بعديها، فإجت شظية أو أكثر في رأسه واستشهد يعني موت سريع فوري، والساعة 11.30 في الليل يعني استشهد.
شيرين أبو عاقلة: مدرسة أخرى في مدينة أخرى، لكن الواقع واحد، 40 طالبة في المدرسة الوطنية للكفيفات الواقعة في مدينة (البيرة) كن تتأهبن للذهاب إلى فراشهن عندما سقطت قذيفة على إحدى جدران المدرسة التي يبتن فيها فألحقت أضرار بالغة في المبنى وأصابت الفتيات برعب شديد.
أسماء عمرو (طالبة في المدرسة الوطنية للكفيفات): فجأة يعني سمعنا صوت قذيفة إشي بينهد.. فكانوا قاصفين.. ملقين قذيفة على المستودع اللي من الشارع من المدرسة الشارع هاديك، فإحنا خفنا كثير من الصوت وانهرت كل المدرسة، والإزاز وقع على الأرض، فإحنا خفنا كتير وصرنا نعيط ونصرخ يعني، وطلعنا من غرفنا.. نعرف النوم لقينا الإزاز وقع فوقينا.
مدرسة: لحظة ما حصل الانفجار يعني حصل تقريباً يعني فوضي شديدة في المدرسة جداً، خاصة في الكفيفين، لأن الكفيفين ما بيشوفوا، فصار عندهم من الضجة الصوتية، ردة فعل فوضوية ما عروفوش وين يروحوا، فصاروا حتى(يخرجوا ) من طلعوا مواقعهم وطلقوا فوق بعض مش شايفين وضربوا بعض واذوا بعض، لأن من الخوف مش عارفين شو بيعملوا.
محمد القواسمي (مدير التربية والتعليم في الخليل): علاوة على الخسارة المادية في التربية والتعليم هنالك الآثار النفسية أو السيكولوجية على أبنائنا، فقد ووجهنا بحالات من الاضطرابات النفسية الكبيرة مثل الخوف المرضي، والقلق المرضي و حالات الاكتئاب، وحالات التبول اللا إرادي وحالات الخوف الشديد.
شيرين أبو عاقلة: وفي مواجهة العملية التعليمية تقف مشكلة باتت معروفة للجميع تسمى الحصار وتصبح أكبر بالنسبة للأطفال الذين يعيشون في بعض القرى ويضطرون لقطع مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مدارسهم.
نداء أنيس (طالبة في مدرسة بنات رام الله الثانوية): إحنا وإحنا جايين حوالي أربع حواجز بتلاقينا على الطرق، كانت إحنا يعني الطريق العادية اللي بنجيها على المدرسة نص ساعة أو ساعة إلا ربع، فإذا بنا نتأخر، أما في الأوضاع الحالية بتاخد معانا ساعة ونص ساعتين إلا ربع، أحياناً ساعتين، وأحيانا ما بنلاقيش سيارات نروح على عرورة بالمرة.
شيرين أبو عاقلة: وتحت مسمى الحصار والإغلاقات تصدر مزيد من الأوامر العسكرية، تكون في محصلتها إغلاق مدارس وتعطيل المسيرة التعليمية.
د. نعيم أبو الحمص: يومياً يوجد لدينا مدارس مغلقة حسب طبيعة الأحداث، إذا حصل أحداث في منطقة معينة تغلق المدارس وبالتالي يومياً يوجد عندنا تقرير إن مدارس تم إغلاقها نتيجة حصار أو نتيجة قرار عسكري، وإحاطة المدارس بالإغلاق، مثال على ذلك: أربع مدارس في منطقة الخضر تم إغلاقها عسكرياً، وبالتالي أخدنا الطلبة إلى أماكن أخرى، مدارس مسائية أو مناطق بعيدة، أو مساجد أحياناً.
شيرين أبو عاقلة: وتعتبر مدينة الخليل مثالاً حياً لبعض ما يواجهه الفلسطينيون في ظل اتفاقيات أبقت الاحتلال في عقر دارهم، هنا يعيش المستوطنون اليهود في قلب المدينة بحماية جيش الاحتلال وآلاف الفلسطينيين لا ينعمون برفع حظر التجول عنهم إلا ما ندر.
إيناس قفيشة ( تلميذة/ مدنية الخليل): رايحة على المدرسة اليوم، كلهم تقريباً يودوا يمنعوني إني أروح على المدرسة.
شرين أبو عاقلة: ليه ؟
إيناس قفيشة: بحجة قال إنه ممنوع التجول، يعني إنهم بيطلقوا الرصاص عليهم بدعوى إنهم بيطلقوا الرصاص عليهم وبيقولوا ممنوع تجول يعني ممنوع حدا يعدي خلاص، ولما إحنا بنروح في رعب وخوف وبنرجع برضو برعب وخوف إنه بنلف كل حارة الشيخ على بال ما بنوصل بيتنا، وبنلف كل حارة الشيخ على بال ما أوصل المدرسة.
شيرين أبو عاقلة: أربعين مدرسة في الجزء المحتل من مدينة الخليل وعند نقاط التماس يدرس فيها 15.000 طالب لم ينتظموا في دراستهم بشكل متواصل منذ بدء الانتفاضة .
أكرام التميمي ( مديرة مدرسة بنات اليعقوبية): لأ طبعاً فيه صعوبات في العملية التعليمية خاصة إن المدرسة بتقع على خط التماس، فيه فترات.. ندخل المدرسة وفترات ما بنقدرش ندخلها، يعني يوم السبت اللي فات ما قدرناش ندخل المدرسة دخل مجموعة من الطالبات، ومجموعة تانية والمعلمات ظلت وراء الحجر، لأنه كان في جندين جيش بالمنطقة ها، وجيش بالمنطقة التانية فمنعونا ندخل، اضطرينا إن نوجه بناتنا لمدرسة قريبة لحد ما نتمكن وندخلها مرة تانية.
شيرين أبو عاقلة: ولا تقف قوات الاحتلال عند أي حد للحفاظ على أمن مستوطنيها، حيث قامت بتحويل ثلاث مدارس إلى ثكنات عسكرية نصبت فيها آلياتها وأسلحتها، نظراً لموقعها الاستراتيجي المطل على مدينة الخليل، وهذه هي إحدى المدارس في مدينة الخليل التي وضع الاحتلال يده عليها ليحولها من صرح تعليمي إلى ثكنة عسكرية تطلق الدبابات نيران رشاشاتها منها، ففي هذا البلد ليست المواجهة مع الاحتلال وحدها التي تعتبر نضال، فلقمة العيش تحتاج إلى نضال، وزيارة قريب تحتاج إلى نضال، وجلوس طفل على مقعد الدراسة يحتاج إلى نضال. شيرين أبو عاقلة لبرنامج (مراسلو الجزيرة) الخليل فلسطين.
محمد خير البوريني: نشر الشيوعيون تماثيل (لينين) الذي أطاح الحكم القيصري في روسيا، نشروها في جميع أنحاء البلاد، عندما كانت الغلبة لهم بعد عقود طويلة من تحنيط جثة هذا المفكر يثور جدل كبير حول إبقاء جثمانه المحنط، وسط العاصمة الروسية في الساحة الحمراء، ليبقى رمزاً للشيوعية التي انهارت في عقر دارها، أو أن يتم نقل الضريح، ليصبح الرمز مواطناً روسياً عاديا،ً تقرير أكرم خزام من موسكو.
تقرير أكرم خزام: (لينين) الذي تنتشر تماثيله في أمكنه عديدة في العاصمة الروسية يصبح من جديد مثار جدل بين دعاة لنقل جثته المحنطة إلى مقبرة من مقابل (بطرس برك) حيث دفنت والدته وبين الشيوعيين الذين يصرون على بقاء الجثة في الضريح الشهير الذي يقع وسط الساحة الحمراء.
فلاديمير جيرنوفيسكى (نائب رئيس مجلس الدوما الروسى): سننقل الجثة من الساحة الحمراء، كما فعلنا مع القيصر (نيكولاي الثاني) وأنا متأكد من إعادة دفن لينين.
غينادي زيوغانوف (زعيم الحزب الشيوعي الروسي): المحرضون والاستفزازيون وحدهم القادرين على إطلاق هذه الدعوات، وقد نبهت من أنهم سيتعرضون إذا فعلوا ذلك للملاحقة والعقاب في كافة أنحاء روسيا.
أكرم خزام: لينين الذي ذاع صيته في بداية القرن العشرين، بعد نجاح حزبه البلشفي في إزاحة القيصرية، وإعلان الشيوعية في روسيا كسبيل إلى الرخاء والمساواة والحياة الرغيدة، أصبح في العهد السوفيتي رمزاً قيل عنه: إنه العظيم والخالد، وبدلاً من تحقيق الأهداف المعلنة للشيوعية، انهمك الشيوعيون بالامتثال لأوامر (ستالين) الذي استفاد من اسم لينين لتطبيق عبادة الفرد، محولاً بذلك الشعب السوفيتي برمته إلى عبيد لشخصه، ولم يستطيع أحد النيل من أفكار لينين أو حتى مناقشتها، كما لم يتجرأ أحد على الوقوف في وجه أجهزة ستالين للحد من ظاهرة عبادة الفرد التي سخرت طاقات المجتمع بأسره لتخليد القائد و الزعيم.
وفي فترة يلتسين اشتعل الصراع بين مؤيديه الذين طالبوا بنقل جثة لينين من الساحة الحمراء بغية القضاء على رمز كبيرمن رموز الشيوعية، في حين انتفض الشيوعيون للدفاع عن الرمز الذين يحلمون بعودته من جديد كمخلص لروسيا من أزمتها.
مواطنة روسية: جيلنا يعرف لينين وأفكاره جيداً لكن الحياة تطورت نحو الأحسن، وأنا لا أحن إطلاقاً له أو لأفكاره.
مواطن روسي: لقد طلب في وصيته أن يدفن بالقرب من والدته، وأعتقد أنه من الخطأ الفظيع أن تتحول جثته إلى معرض للسائحين.
أكرم خزام: وأمام هذه الخلافات في الآراء التي تعكس صراعاً حاداً في المجتمع الروسي حول مصير جثة لينين، يقف (الكرملين) عاجزاً عن اتخاذ قرار يضع فيه حداً لمسألة مصير جثة لينين.
سيرغي إفانينكو (نائب رئيس مجلس الدوما الروسي): يجب أن تدفن الجثة وفقاً للتقاليد المسيحية الأرثوذكسية، خاصة وأن أغلبية المجتمع يتبع هذه التقاليد، لكن تحقيق هذا الأمر في الوقت الراهن يبدو غير ممكن لأن لينين يعتبر رمزاً للعديد من الناس، وخاصة الكبار في السن منهم، وعلينا احترام مشاعرهم التمسك.
أكرم حزام: من قبل المتقدمين في السن ومن قبل الشيوعيين بالرمز اللينيني عائد إلى أن الحياة في روسيا لم تفرز رمزاً آخر يكون قادراً على محو صورة الرمز الذي مات قبل أن يشرع في تحقيق أهدافه.
السلطة في روسيا تخشى البت في مسألة مصير ضريح لينين، نظراً لبقاء 40% من المتجمع الروسي من المؤيدين لأفكاره، ويبدو أن هذه القضية ستظل مثار جدل إلى حين انقشاع الضباب عن مستقبل روسيا، فإذا تحسنت الأوضاع المعيشية للسكان، سيصبح من السهل على السلطة إغلاق ملف الضريح، أما إذا استمرت الأزمات في روسيا فسيبقى الضريح في الساحة الحمراء كرمز للخلاص من هذه الأزمات، أكرم خزام (الجزيرة) برنامج مراسلون موسكو.
محمد خير البوريني: ونصل إلى فقرة الردود على رسائلكم نبدأ برسالة بعثتها المشاهدة الأستاذة أم عمير (أم الخير بوكرشة) من الجزائر كتبت إلى البرنامج قائلة: أنا واحدة من كثيرين من لم يجدوا راحة نظرهم وفكرهم وتركيزهم سوى بعد شروق شمس (الجزيرة) التي هي أمل الإعلام الأمين النظيف المنشود، تطلب المشاهدة المزيد من الاهتمام بقضايا الجزائر والاتصال مع ممثلي المعارضة والباحثين خارج الجزائر، وتقول أطلب ذلك لعلمنا بعدم السماح لكم بالعمل داخل الجزائر، خاصة وأنه لا يسمح لحركات المعارضة باستغلال وسائل الإعلام الحكومية، كما تطلب الاهتمام بالجاليات الإسلامية في الخارج، والمراكز الإسلامية، وكذلك الاهتمام بالثقافة في الجزائر، والاتصال بالباحثين والمثقفين في الخارج الذين يخدمون بكتاباتهم قضايا الوطن –حسب تعبير المشاهدة- التي تطلب أيضاً إعادة حلقات من برامج مختلفة نجيب المشاهدة بالقول: إن الجزيرة تتابع التطورات والأحداث في الجزائر تمامًا كما تتابع ما يجري في بقية دول العالم العربي، والعالم إن عدم وجوداً الجزيرة على الأرض الجزائرية يقلل أن يحد من زخم عملها الحقيقي في التغطيات، ولكنه لا يوقفها على الإطلاق عن متابعة ما يجري ومواكبة الأحداث هناك قدر المستطاع، بانتظار موافقة السلطات المعنية على السماح لها بالعمل على الأرض الجزائرية خدمة للمشاهد الجزائري والعربي والمتابع الراغب في معرفة التفاصيل، بالنسبة لطلباتك الأخرى، فقد سبق وعرضنا العديد من التقارير المفصلة حول المسلمين والجاليات الإسلامية في الكثير من دول العالم، وسوف نواصل ذلك إن شاء الله، أما بالنسبة لإعادة حلقات تتعلق ببرامج مختلفة بثتها القناة، فنرجوا مخاطبة الزملاء المعنيين بهذا الأمر، وسنحاول نحن كذلك من جانبنا.
وبعث طارق من الدار البيضاء في المغرب، بعث رسالة باللغتين الفرنسية والإنجليزية أثنى فيها على البرنامج، وطلب المزيد من الموضوعات عن الصحراء الغربية، شكراً يا طارق، ونتمنى أن تكون لغة الخطاب بين المشاهدين والبرنامج هي العربية حيث أنها لغة الجزيرة والإعلام العربي، وحتى يتسنى للمشاهدين في عموم الوطن العربي الإطلاع على فحوى الرسائل التي نقوم بعرضها عل الشاشة، وربما أيضاً لأنني لا أجيد الفرنسية، سبق للبرنامج وأن عرض العديد من الموضوعات حول ملف الصحراء الغربية، وكنا قد عرضنا الموضوع الأخير منها قبل وقت وجيز فقط، وسوف نتابع هذا الملف –إن شاء الله- بتطوراته وتداعياته وأهلاً بك وبجميع رسائل السادة المشاهدين.
ومن المغرب بعثت نعيمة عبد العظيم قائلة: لا يسعني إلا أن أشكر أفراد هذه المحطة المحترمة التي تسعى دائماً لإفادة المشاهد العربي وطرح قضاياه بل وتفسيرها، حتى أصبحت المتنفس الوحيد للشعوب العربية، تقترح المشاهدة بث بعض البرامج التي تشرح وجهة النظر المواقف الشعبية العربية باللغة الإنجليزية وأن يكون الهدف هو المشاهد الغربي الذي تقول: إنه يجهل أو يتجاهل وجود وعي وثقافة عربية، نأسف يا نعيمة على عدم إمكان تلبية طلبك المتعلق بتوجيه برامج باللغة الإنجليزية ربما في الوقت الراهن على الأقل، قد وصلتنا العديد من الرسائل بهذا الشأن، وقد تمنت تلك الرسائل على الدول العربية ممثلة بجامعتها، وعلى أصحاب الأموال والأعمال والثروات والقدرات العرب، الذين يغارون على أمتهم أن يبادروا إلى إنشاء مثل تلك القناة المتخصصة التي يمكن أن تلبي هذا الأمر في مواجهة سيل القنوات الأجنبية المرئية والمسموعة التي تبث إرسالها مستهدفة مشاهدينا في مختلف دول العالم من أجل مصالحها السياسية والاقتصادية والثقافية والدينية، تتكلمين عن مشروع ضخم جداً يستحق كل العناية، نرجو أن يرى النور في يوم قريب.
وحسين علي كشاني وهو عراقي كردي يعيش في برمنجهام في بريطانيا أرسل حسين رسالة فاكس يعرب فيها عن رغبته في أن يكون صديقاً دائماً للبرنامج، يقول المشاهد في رسالته "لماذا كل هذه العنصرية ويجب أن تفهم كلامي هذا الكلام موجه لي ويتابع قائلاً: إن 80% من الأكراد في كردستان بشمالي العراق وخارجه يتابعون برامجكم ويشاهدونها، ولكني لم أسمع منك ومن زملائك الذين يقدمون نشرات الأخبار وغيرها، ولو مرة واحدة اسم كردستان، أو حتى كردستان العراق إذ تقولون دائماً شمالي العراق، شكراً لحسين على رسالته، ونجيب بالقول: إنك تطلب منا أن نتبنى موقفاً من صراع معين، وأن ننحاز إلى جهة على حساب أخرى، ليس في الأمر من عنصرية على الإطلاق ونستهجن أن تصفنا بالعنصرية يا حسين، على الرغم من توخينا الكامل للحياد في كل معالجاتنا الإخبارية والبرامجية بشهادات متابعي (الجزيرة) ومحبيها الذين نبادلهم الاحترام والتقدير إن المناطق الكردية أو المحافظات الكردية في شمالي العراق هي جزء من خارطة العراق السياسية تماماً كما هو حاصل في المناطق الكردية في إيران وتركيا –على سبيل المثال- والجزيرة لا تملك تغبير الخرائط السياسية القائمة في العالم، كما أنها تحترم سيادة الدول، كما هو معترف بها دولياً نعلم بكل ملابسات الصراع في شمالي العراق، ونعلم أيضاً أن هناك بعض الجهات الكردية التي تتمتع بوزن كبير داخل تلك المناطق ولكنها لا تؤيد ما تذهب إليه في رسالتك، ونرجو أن نكون دائماً عند حسن ظن المشاهدين في كل مكان لا سيما في الدقة والموضوعية والحياد، واحترام الرأي والرأي الآخر.
وبعث محمد أسند من المغرب رسالة فاكس أخرى شكر فيها جميع الزملاء العاملين في الجزيرة، وأرفقها باقتراح حول التركيز على الناجحين من المهاجرين العرب في دول العالم، كما طلب من المشاهدين الذين يشاركون في برامج الجزيرة الدخول في صلب الموضوعات المختلفة حرصاً على أوقات تلك البرامج، ولإتاحة فرصة المشاركة لغيرهم، بالإضافة إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الفائدة لبقية المشاهدين، شكراً لمحمد على رسالته وعلى مقترحه، ونرجو أن تكون الرسالة الموجهة إلى المشاهدين قد وصلت إلى أصحابها الذين يرى محمد أنهم يطيلون في مداخلاتهم.
أخيراً تسلم البرنامج رسالة فاكس من عبد الرحمن المحماميد أبو سمر، قال فيها: إذا أردت أن امتدح الجزيرة والقائمين عليها فلن يكفيني ورق الدنيا، فهي أكبر من أن أمتدحها وأثني عليها، فهي المنبر الحر للعرب، وهي التي حركت في كثير من الغافلين عروبتهم، يتحدث المشاهد في رسالته عن تقرير الأمهات العازبات الذي عرضه البرنامج، وكانت الزميلة إقبال إلهامي قد أعدته من المغرب ويقول: إنه قرر أن يتبنى واحدة من هؤلاء الأطفال مع أمه، وإنه لم يتصل برئيسة جمعية التضامن النسوي في المغرب لأنه أحب أن تتم الأمور عن طريق البرنامج، خالص الشكر والتقدير لعبد الرحمن، ونرجو أن تقوم بمتابعة الموضوع من خلال الاتصال المباشر بالجهة المعنية إذا كان ذلك بالإمكان.
مشاهدي الكرام إلى هنا نأتي لنهاية هذه الفقرة من البرنامج ونعود الآن لمتابعة ما تبقى من فقرات.
قال أديب عربي :عندما يعيش المرء الغربة في عقر داره تتهاوى بالنسبة إليه جميع الشعارات والقصائد، وتحترق جميع الكتب التي تتغنى بالوطن شقائق النعمان ويسقط القمر.. عاش ألبان إقليم كوسوفو فترة عصيبة قبل وخلال الحرب التي حسمتها قوات حلف شمالي الأطلسي في حرب خاضتها ضد قوات الرئيس اليوغسلافي السابق (سلوبودان ميلوسوفيتش) صرب وكوسوفيون من أصول ألبانية سكنوا معاً في كوسوفو لمئات السنين، بعد دخول الناتو وسيطرة الكوسوفيين المسلمين، الذين يشكلون الأغلبية يتساءل المراقبون عن مصير القرى الصربية وسكانها في الإقليم المنكوب كيف يعيشون؟
وهل من مجال للاتفاق والتعايش ثانية أم أن الجرح بات أعمق من أن يندمل على المدى المنظور، تقرير أحمد كامل أعده من كوسوفو.
تقرير أحمد كامل: هل فكر جنود (ميلوسوفيتش) بما سيحل بصرب إقليم كوسوفو، وهم يدمرون كل ما تطاله أيديهم، قبل مغادرتهم القصرية للإقليم، كارثة حقيقية هو ما حل بهؤلاء، فمع جلاء قوات بلجراد تدفق صرب كوسوفو نحو صربيا خوفاً من قوات حلف الناتو ومن انتقام الألبان، وبمواجهة الإهمال الكامل في صربيا، وحماية قوات الناتو لمن تبقى منهم في كوسوفو عاد جزء من هؤلاء وبات يعيش في كوسوفو الآن أقل من نصف المائتي ألف صربي الذين كانوا يعيشون هنا قبل الحرب الأطلسية، فبعد أن كانوا أسياد هذه البلاد، يعيش هؤلاء الصرب المرتعدون من انتقام الألبان تحت حماية قوات الحلف الأطلسي فيما يشبه الأقفاص المقفلة، فهم تحت الحراسة المشددة أينما ذهبوا ولا يجرؤون على الخروج من قراهم أو نقاط تجمعهم المعزولة عن العالم الخارجي، ولا يتخيل أحد حصول أي إتصال بينهم وبين الألبان بأي شكل كان.
مدير مدرسة (صربي): حياتنا صعبة جداً، لقد عشنا حرباً ألحقت الضرر بنا جميعاً، إنها أمر فظيع وصعب على الجميع، نحن محظوظون لأننا بقينا أحياء، لكن ما تعيشه الآن ليس أفضل من الحرب، فنحن خائفون وخاصة الأطفال، نعايش البؤس ولسنا متأكدين من شيء حتى بقائنا هنا.
أحمد كامل: الحياة شبه متوقفة في هذه القرى، قليل من الناس يعملون، والمدارس مغلقة يلفها الصمت، ولا أحد يجرؤ على العمل في أرضه إن كانت على بعد أمتار خارج القرية أو خارج نقاط تواجد قوات الناتو، أما الظلام أو حتى الغروب فيعني توقف الحياة والحركة تماماً.
مواطن صربي(1): بالطبع نحن لا نشعر بالأمان، ولا نستطيع التحرك من هذه القرية إلى أي مكان، لا نستطيع ممارسة أعمالنا، كل ما يمكننا القيام به هو البقاء في القرية، وعدم القيام بأي عمل.
أحمد كامل: أمام توقف النشاط الاقتصادي يعيش صرب كوسوفو من مساعدات المنظمات الإنسانية الدولية، ومن مساعدات ضئيلة تأتيهم من بلجراد، ورغم وضعهم الصعب لا تزال روح الاستعلاء الموروثة من عهود السيطرة على شعوب يوغسلافيا السابقة واضحة لدى الكثيرين من أبناء صرب كوسوفو.
مواطن صربي (2): كوسوفو ملكنا نحن الصرب، ولن نغادرها لقد قاتلنا من أجلها، ولا سبيل لإخراجنا منها، سنبقى هنا، نعم سنبقى هنا، وستبقى كوسوفو لنا.
أحمد كامل: ويذهب غير قليل من أبناء صرب كوسوفو إلى حد الاعتقاد بإمكانية ووجوب إعادة الإقليم إلى بيت الطاعة الصربي، تماماً كما كان الحال قبل الحرب.
دراغان ايفانيفيتش (طالب صربي): كل شيء كان على ما يرام، الحياة والعمل بيننا وبينهم، كل شيء كان جيداً، لكن الألبان يطلبون أمراً غير ممكن وغير مقبول يريدون أن تكون كوسوفو لهم، وهذا غير مقبول، لأن كوسوفو للصرب.
أحمد كامل: وإذا كان الصرب والألبان في كوسوفو يختلفون على كل شيء فإنهم يتفقون على أمر واحد فقط هو استحالة التعايش بينهم مرة أخرى.
أرديانا آزيري (مواطنة ألبانية): بالنسبة للبعض ربما، لكننا لا نستطيع التعايش مع أغلبيتهم.
فيرنا ميموزا (مواطنة ألبانية): لا. لا يمكن العيش مع الصرب أبداً نحن سعداء جداً بدونهم، لم نعد نحبهم.
مواطن صربي (3): يمكن العيش مع الألبان، لكن من جيلي أنا، الجيل الجديد لا يستطيع العيش معهم إنهم يضحكون لك، لكنهم يريدون قتلك.
مواطنة صربية: إنها ثاني حرب أعيشها، قبل هذه الحرب الأخيرة كنا نعيش مع الألبان، كنا نعمل معاً لكن بعد الحرب نحن نكره بعضنا البعض، وللأسف من الصعب على الناس أن يتقبلوا بعضهم.
مواطن صربي (4): قبل قصف الناتو وأميركا، الصرب والغجر والألبان كنا نعيش مع بعض، الآن نحن نتقاتل ونكره بعضنا البعض، لقد بقي الأتراك هنا 500 سنة، لكننا قاومناهم نحن الصرب وبقينا أحياء، وسنقاوم هذا المرة أيضاً.
أحمد كامل: وبانتظار أن يستفيق صرب كوسوفو من الاعتقاد بوقوعهم كأرثوذكس ضحية اعتداء عالمي مدبر من قبل المسلمين والكاثوليك والبروتستانت يستغل الألبان كل يوم وكل ساعة لإضافة لبنات جديدة إلى كيانهم المستقل الذي لن يكون للصرب فيه إلا دور هامشي.
لم تعرف الشعوب التي عاشت في ظل حكم الصرب الأمن والسلام دائماً، وبعد تفتت يوغسلافيا باتت الأقليات الصربية التي تعيش في الأقاليم التي خرجت عن سلطة بلجراد تدفع ثمناً غالياً لسياسات التعصب القومي تهجيراً وحصاراً وانعدام أمن. أحمد كامل -برنامج (مراسلو الجزيرة)- من القرى الصربية في كوسوفو.
محمد خير البوريني: بروكسل عاصمة الاتحاد الأوروبي ومقر المئات من المنظمات الدولية، الكثير من الدول تتنافس لاحتضان عدد ولو قليل من تلك المنظمات، لكن سكان مناطق في العاصمة البلجيكية يعربون عن شديد الامتعاض لما يعود ذلك به عليهم من إزعاج وتغيير لملامح وطابع مدينتهم، أما الحكومة البلجيكية فتنظر إلى الأمر من منظار آخر، تقرير لبيب فهمي أعده من هناك.
تقرير لبيب فهمي: تضم العاصمة البلجيكية (بروكسل) مقرات عدة مئات من المنظمات الدولية أهمها على الإطلاق مقر حلف شمال الأطلسي (الناتو) وقيادة أركانه، ومنظمة اتحاد أوروبا الغربية، واتحاد هولندا وبلجيكا ولوكسمبرج المعروف اختصاراً بـ(بينيلوكس) ومؤسسات الاتحاد الأوروبي من المفوضية الأوروبية إلى البرلمان الأوروبي، إلى مجلس الوزراء الأوروبي.
هذا الوجود المتميز، الذي تتمتع به بروكسل وتحسدها عليه كل عواصم أوروبا والكثير من عواصم العالم، لا يعجب بعض مواطنيها، فوجود هذه المنظمات وتوسعها الدائم فرض إنشاء مبان حديثة عملاقة على حساب بيوت بروكسل العتيقة وهويتها المعمارية المتميزة.
أبرز مثال على هذه المفارقة يمثلها الحي الأوروبي في بروكسل حيث زحفت مؤسسات الاتحاد الأوروبي على بيوت أهل الحي فالتهمت أكثر مما أبقت.
دنيز(من سكان الحي الأوروبي- بروكسل): صحيح أن العديد من التغييرات وقعت في هذا الحي، فالمباني القديمة قد هدمت لتقوم مكانها مباني المؤسسات الأوروبية وهذا مهم، لكن الآن أصبح هذا مزعجاً بعض الشيء، فالبنايات الجديدة كبيرة جداً بحيث أصبحت تشكل مدينة صغيرة لوحدها.
لبيب فهمي: وقد أصبح هذا الحي مثار جدل في بلجيكا بعد ما تم تغيير شكل الحي بأكمله ليصبح حياً خاصاً بالمكاتب والإدارات بعد أن كانت تقطنه جاليات مختلفة وتدب فيه الحياة والحركة كباقي الأحياء.
جاكلين (صاحبة مقهى في الحي الأوروبي- بروكسل): لقد تغير الحي كثيراً، لكن هذا التغير ليس نتيجة لتواجد هذا المؤسسات فقط.
لبيب فهمي: واليوم وبعد سنوات من بداية الأشغال واستقرار المؤسسات تغيرت الحياة كثيراً في هذا الحي وهجرة العديد من سكانه الذين لم يحتملوا غلاء الكراء.
رضوان (صاحب محل بيع سمك- في الحي الأوروبي): مافيش أي معنويات ممكن تشجعك على أن تستمر في هذا الحي ربما أغلبية الناس هنا تركوا المنازل، ترى المنازل كلها فارغة.
جاكلين (صاحبة مقهى في الحي الأوروبي-بروكسل): لم يهجر السكان فقط الحي بل حتى الشركات وتبعها بالطبع هوظفوها إلى خارج بروكسل.
لبيب فهمي: ويعتبر أكبر المتضررين في هذه الآونة هم أصحاب المحلات التجارية حيث فقدوا زبناءهم الذين رحلوا عن الحي ولم يعوضوا بالموظفين الأوروبيين الذين يجدون كل ما يحتاجون إليه داخل هذه المؤسسات أو في محلات راقية في المدينة.
دينز( من سكان الحي الأوروبي- بروكسل): الموظفون الأوروبيون يفضلون الذهاب إلى المحلات التجارية الموجودة في الأحياء الراقية أما المحلات الموجودة بهذا الحي فلا يرتادها إلا سكان الحي فقط.
جاكلين ( صاحبة مقهى في الحي الأوروبي-بروكسل): كان لدينا زبائن كثيرون غادروا الحي بسبب هذه المؤسسات، وهذا يعني أن مجموع زبائننا قل كثيراً.
لبيب فهمي: ويشكو سكان الحي الأوروبي أيضاً من غياب المرافق الحيوية ومواقف للسيارات فقد استحوذت المؤسسات الجديدة على مساحات واسعة.
رضوان (صاحب محل بيع سمك في الحي الأوروبي): ليس مرافق.. أي مرافق حيوية مثل موقف للسيارات، نحن عندنا محل تجاري أكثر من 25 سنة وهناك مشكل موقف السيارات مفيش.
باشيك (صاحب محل للمواد الغذائية في الحي): لم تعد التجارة مربحة حالياً لأننا نعاني من عدة مشاكل أولها عدم وجود موقف للسيارات.
لبيب فهمي: كما يشكوا سكان بروكسل من كثرة التظاهرات أمام بنايات الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو التي يشارك فيها مواطنون من شتى الدول لا سماع صوتهم في قضايا لا تهم أحياناً البتة الشعب البلجيكي، ورغم ذلك فسكان الحي الأوروبي الذي فضلوا البقاء يختلفون في تقييم إيجابيات وسلبيات تواجد هذه المؤسسات ففي الوقت الذي ينظر بعضهم بعين الرضا إلى ذلك يوجد من لا يرى تغييراً يذكر.
رولون (من سكان الحي الأوربي): لا يمكن الحديث عن منافع مباشرة لتواجد هذه المؤسسات، لكنها خلقت حيوية داخل هذا الحي، فالعديد من المحلات التجارية فتحت أبوابها لولا تواجد هذه البنايات لما تم إصلاح جميع هذه المنازل.
دينز: لا أظن أن الناس العاديين ينتفعون من تواجد هذه المؤسسات .
لبيب فهمي: التزمر الظاهر من وضعية الحي حالياً لا يخفي أمل الكثيرين من أن يصبح الحي في المستقبل أفضل وأرقى.
جاكلين: أظن أن الأمور ستسير على ما يرام في المستقبل أي بعد نهاية الأشغال، وسيكون ذلك جيداً لعودة الحياة إلى الحي.
لبيب فهمي: ويؤكد السكان البلجيكيون على تشبثهم بالهوية الأوروبية وبقاء بروكسل عاصمة لأوروبا رغم ما أحدثته بنايات المؤسسات الأوروبية من تشويه لوجه الحي.
دينز: تواجد هذه المؤسسات إيجابي بالنسبة للمدينة، فبروكسل هي عاصمة أوروبا ولكن يبقى أن لتواجدها أيضاً سلبيات ولكل رأيه الخاص.
جاكلين: أنا مساندة لفكرة الوحدة الأوربية.
لبيب فهمي: ورغم معارضة البعض للوجود غير العادي للمنظمات الدولية في بروكسل فإن الحكومة البلجيكية وغالبية سكان البلاد يدركون أن وجود هذه المنظمات في عاصمتهم يمنحها مكانة دولية مرموقة ويخلق لهم فرص العمل ويحقق لبلادهم فوئد اقتصادية هامة مع تلقي عشرات الآلاف من الموظفين الدوليين لرواتبهم فيها وإنفاقهم جزءاً هاماً في بلجيكا، واستقبال ألوف الزوار الرسميين وإقامتهم لفترات متفاوتة فيها. في سعيها الدؤوب لاستقطاب أكبر عدد من المنظمات الدولية وخاصة الأوروبية منها لاتخاذ بروكسل كمقر لها تشارك السلطات البلجيكية في تغيير وجه بعض أحياء المدينة لتصبح فضاءً للمكاتب والإدارات فقط.
لبيب فهمي –برنامج (مراسلو الجزيرة)- بروكسل.
محمد خير البوريني: ومن بروكسل نأتي إلى نهاية حلقة هذا الأسبوع من البرنامج لمتابعي البرنامج يمكنكم مشاهدة تفاصيل هذه الحلقة من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والموقع هو. www.aljazeera.net. ويمكنكم مراسلة البرنامج على العنوان التالي (برنامج مراسلو الجزيرة- صندوق بريد رقم 23123 الدوحة قطر)
أما رقم الفاكس فهو 4860194 علماً بأن الرقم الدولي هو (00974). نقول من جديد نتابع طلباتكم واستفساراتكم واقتراحاتكم أولاً بأول وسنرد عليها كذلك أولاً بأول بحول الله تعالى حتى الأسبوع المقبل هذه تحية من المخرج صبري الرماحي وفريق البرنامج، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني، إلى اللقاء.