البريطانيون والإسلام، البرادعي شخصية الأسبوع
– البريطانيون والإسلام
– محمد البرادعي.. شخصية الأسبوع
محمد خير البوريني: مرحبا بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من مراسلو الجزيرة نشاهد فيها تقريرا يتحدث عن ازدياد أعداد البريطانيين الراغبين بالتعرف على الإسلام والمسلمين عن قرب في السنوات الأخيرة ونرى كيف يقبل البريطانيون على التحقق من معلومات وشائعات مضللة وغير محايدة عن الإسلام ومن العاصمة النمساوية فيينا نسلط الضوء على شخصية رجل عربي يرأس إحدى أهم الوكالات الدولية أثير حوله الجدل واُتهِم بالعمالة لجهاز المخابرات الأميركي الـ(CIA) بينما يعرب هو عن الأسف لشن الحرب على العراق واحتلاله أهلا بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
البريطانيون الراغبون في التعرف على الإسلام والمسلمين في ازدياد ملحوظ، يؤكد مطلعون أن من أبرز أسباب العداء للإسلام والمسلمين في الغرب هو المعلومات المشوهة وغير المحايدة التي تضخها جهات معروفة قبل وبعد الحادي عشر من أيلول سبتمبر، تشير دراسات إلى أن معظم البريطانيين يشعرون بالخوف من التعامل مع المسلمين أو مجرد الالتقاء بهم وتتحدث عن أطفال بريطانيين يحجمون عن دخول المساجد خشية وجود أسلحة دمار شامل فيها هذا في وقت يشعر فيه المسلمون بظلم كبير واقع عليهم، تقرير ناصر البدري.
[تقرير مسجل]
ناصر البدري: فوج من الأفواج التي كثر ترددها على المساجد والمراكز الإسلامية في بريطانيا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر هذا الإقبال المتزايد للتعرف على الإسلام والحضارة العربية الإسلامية يراه بعض المسلمين إحدى الثمرات الإيجابية لتلك الأحداث التي هزت العالم على كارثيتها وتداعيتها الخطرة.
أحمد الذبيان – مدير المسجد المركزي في لندن: بالجملة زاد طبعا الاهتمام جدا بالإطلاع على الإسلام زاد الحرص كثيرا على اقتناء نسخ القرآن الكريم اقتناء المطبوعات زاد كذلك الإقبال على أقسام الدراسات الإسلامية والعربية في الجامعات ليس في بريطانيا وحدها فقط بل حتى في الولايات المتحدة الأميركية وحتى في أوروبا كلها وأعتقد أن هذه من الإيجابيات التي اقتطفها المسلمون حقيقة من أحداث سبتمبر على سوئها الكثير.
ناصر البدري: زوار المساجد والمراكز الإسلامية يبدون امتنانهم للفرصة التي أتيحت لهم للتعرف على دين لم يسمعوا عنه سوى من وسائل الإعلام وما تعرضه من صور مشوهة عنه وعن أتباعه.
مواطنة بريطانية مهتمة بالتعرف على الإسلام: الأحداث هي التي دفعتني للتعلم عن الإسلام ومعرفته وبغض النظر هل سأغير ديانتي أم لا فإنني أجد الإسلام دينا مفيدا يجب النظر إليه من وجهة نظر المسلمين.
مواطن بريطاني مهتم بالتعرف على الإسلام: الدليل الذي رافقنا علمنا كثيرا عن الثقافة الإسلامية لقد كانت رائعة وممتعة.
سيدة بريطانية ثانية مهتمة بالتعرف على الإسلام: هناك جدل كبير في العالم الآن حول حقيقة الإسلام والمسلمين وبالطبع تجد الناس يرغبون في اكتشاف مدى صحة ما يُروَج عن الإسلام والمسلمين ونحن نرغب في الحكم على الإسلام عن دراية ومعرفة.
معلمة بريطانية ترغب بالتعرف على الإسلام: أريد من طلبتي أن يفهموا الإسلام بعمق وألا يخافوا من المسلمين الذين يرونهم يسيرون في الشارع يوميا.
ناصر البدري: هذا الاهتمام من المدارس والمؤسسات التعليمية البريطانية بتعليم المبادئ الصحيحة عن الدين الإسلامي ترجمته مبادرة المجلس الإسلامي البريطاني وبدعم من وزارة التعليم البريطانية في إمداد أكثر من أربعين ألف مدرسة في المملكة المتحدة بالكتب المدرسة عن الإسلام.
شارلز كلارك – وزير التربية والتعليم البريطاني: هذه المبادرة مهمة الآن خاصة لأن غالبية المناقشات عن الإسلام يسودها الكثير من الجهل والسخرية والمعلومات المضللة أكثر مما فيها من حقائق لذلك إنني أدعم بل وأحتفي بهذه المبادرة.
ناصر البدري: القائمون على هذه المبادرة يأملون في أن تكون بذرة طيبة يقطف المسلمون في بريطانيا وفي غيرها من دول العالم ثمارها فيما يرونها من تحول إيجابي تجاه الإسلام والمسلمين.
إقبال سكراني – رئيس المجلس الإسلامي البريطاني: المعلومات حول الإسلام لابد من تقديمها بداية على مستوى المدارس الابتدائية لأننا في الوقت الراهن نواجه معركة مستمرة في محاولة لشرح الإسلام لأكبر عدد ممكن من الناس الذين يجهلون الإسلام، مصادر معلوماتهم الوحيدة عن هذا الدين هي من وسائل إعلام سلبية أو متحيزة ومعادية للإسلام وهذه المبادرة ستمكن هؤلاء الطلبة إن شاء الله من الإطلاع على أدبياتنا وكتبنا حول الإسلام وحول المجتمع الإسلامي.
ناصر البدري: أما المعلمات اللاتي سيستفدن من هذه المبادرة في مدارسهن فيعتبرن المبادرة تطورا إيجابيا ومؤشرا على وعي المسلمين لحاجة المجتمع الذي يعيشون فيه إلى الإطلاع على الإسلام والتعرف على حقيقته.
أفريال آلان – مدرسة مرحلة ثانوية في لندن: نحتاج إلى تعلم معرفة ما تعنيه كل ديانة من وجهة نظر أصحابها ومن منابعها وألا يعطى الطلبة رسائل متضاربة أو مضللة أو نمطية حول الإسلام أو المسيحية أو اليهودية.
" |
سوزان هيدز – مدرسة ابتدائية من لندن: المجلس الإسلامي البريطاني أخذ هذه المبادرة الجيدة التي ستساعدنا كمدرسات على فهم الإسلام من مصادره بينما كنا في الماضي نعتمد على مصادر غير إسلامية لتدريس الإسلام قد لا تكون دقيقة أو منصفة، أعتقد أنها مبادرة ممتازة.
ناصر البدري: الاهتمام بالإسلام ودارسة الحضارة العربية والإسلامية امتد أيضا إلى الجامعات البريطانية التي سجلت ارتفاع كبير في إقبال الطلبة على المواد التي تدرس الإسلام واللغة العربية وتاريخ المنطقة العربية.
ستيفن شان – أستاذ الدراسات الأفريقية والشرقية: الأحداث المؤلمة الأخيرة فتحت أعين الناس وشباب خاصة لم يعد يكتفي بالإجابات المختصرة وأصبحوا الآن يبحثون عن التفاصيل حول الحضارة والتاريخ واللغات والخلفيات المختصة بشعوب العالم إنهم لا يكتفون بشروحات بسيطة فقط.
ناصر البدري: غير أن هذه الصورة المشرقة التي يحاول البعض إعطاءها عن عالم ما بعد الحادي عشر من سبتمبر لا تؤدي حتى الآن للتغطية على التطورات السلبية الكثيرة التي رافقت تلك الأحداث والحرب على ما يسمى بالإرهاب سيما اشتداد الحملات الإعلامية المعادية للإسلام بشكل خاص.
عبد الرحيم غرين – داعية إسلامي: يشاهدون كل هذه الصور السلبية المؤثرة والقوية جدا عن الإسلام وهذا يدفع الناس للبحث عن سبب ذلك وما يكتشفونه في الغالب هو أن الإسلام خلاف تلك الصور المشوهة التي أُعطِيت لهم في وسائل الإعلام يجد كثيرون الحقيقة في الدين الإسلامي الحقيقة التي يرغبون بتطبيقها في حياتهم.
أحمد الذبيان: من أكبر المشكلات التي تعانيها لا شك الجالية الإسلامية في الغرب هي مشكلة وسائل الإعلام، وسائل الإعلام الغربية لا تزال الحقيقة تُصنَف على أنها غير منصفة مع المسلمين أحيانا عن عمد وأحيانا عن غير عمد جهل من أحد بعض الكتاب ومن بعض ما يسمون أنفسهم بالخبراء هذا الجهل حقيقة كل شخص يقترب من الإسلام يقترب من القرآن يعرف المسلمين يقرأ كتاب عن الإسلام نحن نأمل أن نغير هذه الصورة السلبية الموجودة عن الإسلام في الإعلام الغربي.
ناصر البدري: حملات العداء للإسلام والمسلمين تؤكدها غالبية استطلاعات الرأي التي تشير إلى أن معظم البريطانيين يشعرون بالريبة والخوف من المسلمين ويلصقون صفات الإرهاب والعنف بهم في ظل غياب مواجهة حازمة لتلك الحملات.
عبد الرحيم غرين: بعض الناس يخافون حتى من الدخول إلى المساجد من بين بعض الأحداث الحقيقية التي حصلت أن فوجا من تلامذة المدارس رفضوا دخول المسجد لاعتقادهم أننا نخفي أسلحة دمار شامل فيه، لقد حدث هذا بالفعل وهم يأخذون هذه الأفكار من وسائل الإعلام لذلك وجدنا أنه عندما يكتشف الناس الحقيقة والفرق وعندما يزورون المساجد ويتعرفون على الدين الإسلامي عن قرب يقعون في صدمة تجعل الكثيرين منهم يقبلون على الإسلام.
ناصر البدري: وتأتي معاناة أكثر من ستمائة من المسلمين الذين اعتقلوا في نطاق قانون مكافحة الإرهاب تارة بتوجيه تهم أو بدون توجيه أي تهم ولم يتم إدانة سوى عدد قليل منهم يعدون على أصابع اليد الواحدة بينما تم إطلاق سراح الغالبية العظمى منهم غير أن معاناة هؤلاء لم تتوقف بمجرد قرار الإفراج عنهم.
إشفاق أحمد – زوجة المعتقل بابر أحمد: هذا أمر غير عادل على الإطلاق والأرقام تتحدث عن نفسها، لقد أدين ستة فقط من أصل ستمائة معتقل وهذه الأرقام مرتفعة جدا وتظهر أنهم يستهدفون المجتمع الإسلامي وأنهم يحاولون إظهار المسلمين على أنهم شياطين الأمر برمته ليس عادلا.
ناصر البدري: هذه الاعتقالات التي استهدفت المسلمين بالإضافة إلى التحذيرات المتتالية التي يطلقها السياسيون البريطانيون من حتمية تعرض بريطانيا لهجوم إرهابي جعلت الكثير من المسلمين يشعرون بحالة من الحصار الدائم عليهم.
مشتاق أحمد – والد بابر أحمد: أقول للناس اليوم يُعتقَل ابني أحمد وغدا قد يأتي الدور عليكم أو على أي مسلم آخر سيحدث ذلك إذا لم نضع له حدا نهائيا وإذا لم نكشف هذا الظلم الواقع علينا والذي سوف يزداد سوء.
ناصر البدري: وبصرف النظر عن بعض الإيجابيات التي يرى البعض أنها تحققت بعد الحادي عشر من سبتمبر إلا أن سلبيات تلك الأحداث وما تركته من آثار تجعل ما يمكن أن يراه البعض إيجابيات مجرد قطرة في بحر ورغم السلبيات الكثيرة التي نتجت عن تلك الأحداث بالنسبة للمسلمين خاصة هنا في المجتمعات الغربية وبريطانيا إلا أن العديد من المراقبين السياسيين يؤكدون على أن تلك الأحداث كانت لها بعض الإيجابيات خاصة فيما يتعلق بالإقبال المتزايد الذي تشهده المركز الإسلامية والمؤسسات التعليمية الغربية على دراسة الحضارتين العربية والإسلامية والدور المحوري الذي قد يلعبه ذلك في جبر هو بين الحضارتين العربية والغربية، ناصر البدري الجزيرة لندن.
[فاصل إعلاني]
محمد خير البوريني: محمد البرادعي شخصية دولية عربية أثارت جدلا في أزمات دولية شهدها العالم في السنوات الأخيرة من الملف الكوري الشمالي إلى الملف الإيراني وما سمي بملف أسلحة الدمار الشامل العراقية الأسلحة التي شنت واشنطن ولندن حربا أدت مع أثارها إلى إلحاق دمار شامل بالبنية العراقية الفوقية والتحتية ومقتل عشرات الآلاف قبل أن تعلن الدولتان أنهما شنتا الحرب واحتلتا العراق استنادا إلى معلومات خاطئة، أكثم سليمان قضى ساعات مع البرادعي بين مكتبه ومنزله.
[تقرير مسجل]
أكثم سليمان: أبنية الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حي الأمم المتحدة على أطراف العاصمة النمساوية فينا أضحت يعرفها القاصي والداني أيضا مدير الوكالة منذ عام 1997 الدكتور محمد البرادعي لم يعد مجهولا في أربعة أصقاع الأرض بعد ما تداولت نشرات الأخبار في العالم إبان الأزمة الدولية الأخيرة مرات لا تحصى وجه الدبلوماسي المصري البالغ من العمر 62 عاما.
" |
محمد البرادعي: نحن أصبحنا الآن نتيجة التغيرات في المجتمع الدولي في السنوات الأخيرة نتيجة الأزمة التي يمر بها نظام منع انتشار السلاح النووي وعمليات الرقابة على التسلح نتيجة الأزمة التي نراها كذلك فيما يتعلق بالأمن النووي وضرورة تأمين المنشآت النووية والأجهزة المشعة عقب أحداث تشرنوبل وأهمية الأمان النووي كذلك أصبحت الوكالة من أهم الوكالات حساسية فيما يتعلق بالعمل التي نقوم به وبالتالي خاصة في مجال منع انتشار السلاح النووي كما رأيت مؤخرا عملنا في ليبيا في العراق في إيران في كوريا الشمالية أصبحنا محور اهتمام دولي، عملي في الوكالة ليس أن أسعد دولة أو أن تكون دولة سعيدة أو غير سعيدة محك الحكم على عملي هو أن أقوم بعملي بالحرفية والأمانة وأن ألتزم بالمصداقية في عملي، إذا رأت الدول أنني قمت بعملي على أساس هذه المعايير فسأكون سعيد أن أستمر إذا رأت الدول أنها تود أن تغير من هو في موقع القيادة في هذه الوكالة فكذلك أكون سعيدا أن أنطلق وأن أرى بعض المجالات الأخرى التي أود في المستقبل أن أعمل بها، كما ذكرت العمل العام هو فيه جزء من التضحية الشخصية في كلتا الحالتين أنا سعيد بحكم المجتمع الدولي وإنما لا أخفيك أن في خلال العمل لابد أن يكون هناك أحيانا تعبير عن عدم سعادة من هذه الدولة أو تلك.
أكثم سليمان: وسواء أتم التمديد لمحمد البرادعي في إدارة الوكالة أم لا فالحقيقة الثابتة هي أن إزدياد أهمية المؤسسة الدولية أدى إلى زيادة حجم العمل، أربعون عاما قضاها محمد البرادعي في السلك الدبلوماسي حيث قام بخدمة بلاده في عدة منظمات دولية في جنيف ونيويورك وغيرها قبل أن يأتي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية قبل حوالي عشرين عاما وصولا إلى إدارتها فيما بعد.
محمد البرادعي: يومي يبدأ حوالي التاسعة صباحا أحضر إلى المكتب أعقد اجتماعا مع مساعديي في المكتب لمعرفة أخر تطورات الأحداث في هذا اليوم بعد ذلك عادة لدي العديد من الاجتماعات مع ممثلي الدول عدد من السفراء الذين لهم اجتماعات مسبقة في أحيان كثيرة هناك زيارات من خارج فيينا وزراء خارجية رؤساء دول يأتون إلى فينا ويحضرون لمقابلتي لموضوعات مختلفة.
أكثم سليمان: اليوم هو أحد تلك الأيام الاستثنائية الصعبة والتي تشهد اجتماع مجلس الأمناء في الوكالة المكون من 35 دولة لمناقشة قضية حساسة القضية هي الملف النووي الإيراني الذي يعكس عمليات شد وجذب على الساحة الدولية وداخل أروقة المنظمات المختصة وضع كثير ما جلب الانتقادات للوكالة.
محمد البرادعي: ذكرنا مرارا قبل الحرب أننا ليس لدينا أي دلائل على أن العراق أعادت مرة أخرى بناء برنامجها النووي، كون أن الحرب تمت في العراق هذا بالقطع نحن لسنا المسؤولين عنه، لا نستطيع أن نضمن رد الفعل ليس في كثير من الأحيان ليس مبني على الحقائق الموضوعية وإنما مبني على اعتبارات سياسية أخرى كذلك بالنسبة لإيران.
أكثم سليمان: ولا يخفي البرادعي من مكتبه في الطابق الثامن والعشرين والمطل على نهر الدانوب أن يوم الحرب على العراق كان أسوأ يوم بالنسبة إليه منذ عمل في الوكالة.
محمد البرادعي: كان يوم حزين أن أرى حرب قامت باسم أسلحة الدمار الشامل في الوقت الذي لم أكن مقتنعا فيه وكما أكدته الأحداث بعد الحرب أن هذه الأسلحة موجودة وللأسف ما نراه الآن الوضع في العراق هو وضع يثير بالطبع الحزن والأسى ليس فقط بصفتي عربي وإنما كأي إنسان.
ميليسا فلمنغ – ناطقة صحفية في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: شخصية السيد البرادعي قوية وجذابة إنه جاد بعمله ويستمتع المرء بالعمل معه، الكل يكن له التقدير والاحترام بسبب ما يتمتع به من بعد نظر وثبات على المبادئ التي يؤمن بها.
صفوان غانم – ممثل سوريا في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: في نفس الوقت نعتقد أنه كان حقق سعة ربما يكون قد أفلح في أن يكون مُعبِرا عن التوازنات والتوجهات القائمة ضمن الوكالة الدولية.
محمد معتوق – رئيس الوفد الليبي في الوكالة الدولية للطاقة الذرية: هو أثبت أنه الوطن العربي بإمكانه إنجاب ناس قادرين على إدارة مؤسسات دولية وهامة مهمة مثل هذه المؤسسة ويعني لمسنا منه كل مهنية وكل الحرص على تنفيذ التزامات الدول والتزامات الوكالة الحقيقة.
أكثم سليمان: إلا أن لكل شيء ثمنه فالهموم ترافق صاحبها حتى بعد انتهاء الدوام والمنصب لا يخلو بطبيعته من انتقادات البعض بالحذر الشديد أو التلون أو مراعاة الدول الأقوى داخل وكالة تضم أكثر من ألفين وخمسمائة موظف بل إن كوريين شماليين أشاعوا أن محمد البرادعي عميل للمخابرات الأميركية بينما يهمس آخرون بأنه تحول من موظف في مؤسسة دولية إلى رجل سياسة لكن البرادعي تعلم عبر السنوات كيف يجد هدوء الروح في بيته المليء بالتحف واللوحات الفنية.
محمد البرادعي: الحقيقة هذه هواية لي ولعايدة زوجتي الفن الحديث والموسيقى والسجاد القديم هي أحد الهوايات التي نشاركها نحن معا هذه ليست مرتبطة بفيينا نحن نشترى لوحات فنية أو سجاد قديم أينما أكون وعندما أجد أنا أو زوجتي قطعة فنية نعتقد أنها ستضيف بعض الدفء بعض الجمال إلى منزلنا.
أكثم سليمان: دفء المنزل ودفء القهوة وأيضا دفء المدينة.
محمد البرادعي: فيينا بلد من أجمل البلاد الأوروبية في رأيي يمكن من أجمل بلاد العالم بلد نظيفة منظمة الشعب راقي في التعامل معه مليئة بالثقافة والموسيقى والفن، الحياة في فيينا تعطيني بعض الهدوء الذي أحتاجه بعد العودة من سفريات شاقة وطويلة.
أكثم سليمان: هذه الأسفار والهموم لا تغيب نتائجها عن المقربين.
عايدة البرادعي – زوجة البرادعي: طبعا مفيش شك الواحد بيشعر فيه برضه في حياة البيت وحياة المنزل لأنه ديه بتبقى مواضيع هامة ومبتنتهيش أما بيرجع البيت بيحصل برضه شغل وحاجات من هذا القبيل في المنزل أيضا وأصفه أيضا بإن هو أب حنون جدا وبيشغف جدا بالأولاد ولادنا للأسف في لندن هما الاثنين فدايما تليفونات ودايما سؤال عليهم على طول.
أكثم سليمان: أبوا محمد البرادعي ربياه على العصامية وعلى التطور المستمر كما يقول اليوم، أخر أفكاره تتعلق باقتراح لتطوير المعاهدة الدولية لحظر انتشار الأسلحة النووية، التطوير باتجاه قيام الوكالة الدولية بالإشراف على أنشطة إنتاج الوقود النووي من جهة والتخلص من فضلاته من جهة أخرى أما الهدف فهو تفويت الفرصة على الدول التي تخفي مشاريعها العسكرية.
محمد البرادعي: هذا النظام لا يمكن أن يستمر لا يمكن أن تكون هناك عدد من الدول تقول لباقي العالم لا يمكن لكم أن تحصلوا على السلاح النووي في الوقت الذي يعتمدون فيه على السلاح النووي، الحل هو أن نعمل معا على وجود نظام أمن جماعي مبني على ميثاق الأمم المتحدة لا يعتمد على الرادع النووي ولا يمكن أن أصل إلى الحلول إلا إذا كان هناك الحل يشعر به كافة الأطراف أنه حل عادل ومتوازن وبالتالي هي مرحلة صعبة أحاول بقدر ما أستطيع أن أُذكِر العالم المرة بعد الأخرى أننا إذا نجحنا سننجح جميعا معا وإذا فشلنا سنهلك جميعا.
أكثم سليمان: كلمات تبحث عن صداها داخل أروقة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وخارجها، بين رجل الحياة العامة كما تظهره وسائل الإعلام والإنسان في حياته الشخصية كما لا يعرفه إلا القلائل يقف الدكتور محمد البرادعي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية كواحد من الشخصيات العربية القليلة التي برزت على مستوى المؤسسات الدولية، أكثم سليمان لبرنامج مراسلو الجزيرة فيينا.
محمد خير البوريني: مشاهدي الكرام من فيينا ننهي حلقة هذا الأسبوع، يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث عنوان البرنامج الإلكتروني هو reporters@aljazeera.net وعنوانه البريدي صندوق بريد رقم 23123 الدوحة قطر، في الختام هذه تحية من صبري الرماحي مخرج البرنامج ومن فريق العمل وتحية أخرى مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.