مراسلو الجزيرة

مقابر الأرقام، معتقل غوانتانامو

مقابر الأرقام لجثث منفذي العمليات الفدائية جنوبي تل أبيب قبور يتحول من يرقد فيها إلى رقم، قصص من غوانتانامو يرويها باكستانيون أفرج عنهم, بعضهم بيع للأميركيين وآخرون يشكون من مشكلات عقلية ونفسية.

مقدم الحلقة:

محمد خير البوريني

تاريخ الحلقة:

13/03/2004

– مصير جثث منفذي العمليات الفدائية
– قصص معتقلي غوانتانامو


undefinedمحمد خير البوريني: أهلا ومرحبا بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة جديدة من مراسلو الجزيرة. نشاهد تقريراً من جنوب تل أبيب يتحدث عما يطلق عليها الفلسطينيون مقابر الأرقام التي يختفي فيها الكثيرون من منفذي العمليات الفدائية ضد أهداف إسرائيلية ونرى كيف يبحث ذوي منفذي هذه العمليات سنوات طويلة عن أثر يدل على مصير أبنائهم حتى يصل كثيرون منهم إلى حدود اليأس. ومن باكستان نعرض تقريراً نتناول فيه جوانب من سيل قصص يرويها بعض المفرج عنهم من معتقل غوانتانامو الأميركي الذي أقيم لاحتجاز متهمين بالانتماء لحركة طالبان وتنظيم القاعدة ونرى كيف بِيع بعضهم للأميركيين بحفنة من المال وكيف أُعطي البعض الآخر وعداً لم يكن صادقا بالإفراج عنهم إذا ما استسلموا كما نرى ما يعانيه هؤلاء من مشكلات عقلية ونفسية بسبب ظروف الاعتقال، أهلا بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.

مصير جثث منفذي العمليات الفدائية

ما الذي يمكن أن تفعله دولة بجثة؟ سؤال مباشر لا تحتاج الإجابة عليه إلى كثير عناء ولكن يبدو أن هناك من يجيب عليه في إسرائيل. يعتقد كثيرون أن إسرائيل قد تكون هي البلد الوحيد في العالم الذي يمتنع عن تسليم جثث منفذي العمليات الفدائية كما يبدو أنها البلد الوحيد الذي صنف المقابر ورفض تقديم معلومات عن مصير بعض الجثث، تقرير شيرين أبو عاقلة.

[تقرير مسجل]

undefined

شيرين أبو عاقلة: في التاسع عشر من شهر أيار من العام الماضي دوى انفجار كبير وسط مدينة العفولة داخل الخط الأخضر وكما هي العادة في أعقاب أي هجوم انشغلت إسرائيل وشغلت معها العالم بنتائج العملية والجهة التي تبنتها والرد عليها. هبة ضراغمة فجرت نفسها مخلفة وراءها أربعة قتلى إسرائيليين. في طوباس الواقعة جنوبي جنين انشغلت عائلة ضراغمة بمسألة لم تستوقف الكثيرين وهي مصير جثة ابنتها الذي ظل مجهولا، مصير لم يكن في إسرائيل من هو مستعد لتقديم الإجابة عليه. في طوباس هُدم منزل عائلة هبة واعتقلت شقيقتها وهي أم لأطفال وواصلت إسرائيل رفضها إعادة الجثة أو الإفصاح عن مصيرها.

والدة الشهيدة هبة ضراغمة: العقاب أكثر ما يعوزه ولادي، محتجزين جثة بنتي شو أكثر من هيك عقاب؟ وهدُّوا بيتي وشردت وعند هذا يوم عند هذا يوم، ظلم وين حقوق الإنسان؟ هوه الإنسان عندهم ملوش حق نهائيا؟ حقنا ضايع.. كل العالم بناشد العالم كله يعطوني جثة بنتي.

والد الشهيدة هبة ضراغمة: اتصلوا فينا عدة ناس يقولوا لنا دفنوها في جنب (Barracks) وجنب مستعمرات ورد هذيك من قبل أسبوع اتصل فينا واحد وقال لنا إنها مدفونة في جنب في منطقة طبرية ولحد الآن إحنا ما بنعلم هم صحيح دافنينها ولا مش دافنينها.

شيرين أبو عاقلة: إلى الجنوب من مدينة تل أبيب قادتنا خطانا إلى كيبوتس يعرف باسم ريفاديم، إثر ضجة أثارها صحفي إسرائيلي قبل أسابيع بشأن مقبرة في ذلك الكيبوتس، المقبرة استخدمت من قبل شركة إسرائيلية لدفن اليهود المشكوك في ديانتهم أو غير المتدينين أو مجهولي الهوية، مقابل مبلغ من المال، لكن الصحفي الإسرائيلي كشف للقائمين على الكيبوتس عن دفن فلسطينيين وصفوا بالمخربين في تلك المقبرة.

أوري بنكلسون – كيبوتس ريفاديم: بعد أن روى لنا أحد الصحفيين ذلك قمنا بالفحص ووجدنا أن لكل قبر يتوجب أن تكون هناك شهادة وفاة يصدرها الطبيب الشرعي، اكتشفنا وجود نسختين الأولى كتب عليها مجهول وعلى الثانية التي لم نرها إلا بعد البحث كتبوا عليها مخرِّب.

شيرين أبو عاقلة: ست جثث فلسطينية نبشت من تلك القبور بعد اعتراض سكان الكيبوتس على دفنها هناك، إحداها كانت لمنفذة عملية العفولة هبة ضراغمة.

أوري بنكلسون: هبة ضراغمة هي الوحيدة التي كتب اسمها على القبر ولم يكتبوا مجهول.


منذ سنوات الاحتلال الأولى وإسرائيل تمتنع عن إعادة جثث المقاتلين الفلسطينين أو اللبنانيين والأردنيين الذين تسللوا إلى داخل حدودها أو نفذو عمليات ضدها

شيرين أبو عاقلة: فمنذ سنوات الاحتلال الأولى امتنعت إسرائيل عن إعادة جثث المقاتلين الفلسطينيين أو حتى اللبنانيين والأردنيين الذين تسللوا إلى داخل حدودها أو نفذوا عمليات ضدها وكثفت تلك السياسة في سنوات التسعينات مع تسارع موجة العمليات الفدائية.

لينا تسيمل – محامية إسرائيلية: حينما اكتشفنا بالصدفة ومن خلال أحد الجنود مقبرة تضم نحو خمس وثمانين جثة مقبرة كبيرة للعرب شمالي البلاد توجهنا إلى هناك وبالقرب من جسر نوتي عكوف غير بعيد عن الحدود مع لبنان، وجدنا مقبرة كبيرة مهملة أشلاء جثث وخرق ملابس منتشرة في عموم المكان.

نجيب أبو حارثية – باحث في مركز بتسليم: حتى في الحرب هنالك أخلاق يعني إكرام الميت الإنسان الميت يعني من العار إنه يوضع باعتبار هنا التعذيب بواسطة الجُثـ.. جثة الميت، يعني هم يعذبون الأحياء بجثة الأموات.

شرين أبو عاقلة: مقابر الأرقام هذا ما أطلقه الفلسطينيون على مقبرتين يعتقد أن إسرائيل دفنت الشهداء والمقاتلين الفلسطينيين والعرب فيها، الأولى تقع قرب الحدود مع لبنان والثانية في منطقة الأغوار على الحدود مع الأردن.

لينا تسيمل- محامية إسرائيلية: علي الجعفري كان فلسطينيا من مخيم الدهيشة وكان سجينا في سجن نفحة، مات نتيجة الإضراب عن الطعام عام 1973 آسفة عام 1983 لأن ممرضة السجن كانت تطعمه بالقوة ودون اكتراث، رفضوا آنذاك تسليم جثته لأسرته قالوا إنه سيصبح بذلك شهيدا.

فاطمة شحادة الجعفري – شقيقة الشهيد علي شحادة محمد الجعفري: اتحاكم في المستشفى في سجن رام الله، اتحاكم ست مؤبدات ونقلوه على عسقلان، قعد تقريبا 12 سنة في عسقلان، كانوا تقريبا قبل يعني بسنة أو بسنتين وهم يهددوا فيهم كل ما واحد من الشباب يسووا مشكلة يقولوا لهم بكرة جياكم نفحة.

شيرين أبو عاقلة: علي الجعفري نقل مع عشرات الأسرى إلى سجن نفحة حيث عاشوا ظروفا مأساوية دفعتهم للإعلان في تموز عام 1980 عن إضراب عن الطعام استشهد خلاله ورفضت قوات الاحتلال بعد ذلك إعادة الجثة على مدى ثلاثة عشر عاما لم تعرف العائلة مصير ابنها خلال تلك الأعوام، فتارة قيل لها إنه لم يدفن وما زال في ثلاجة للموتى وتارة قيل لها إنه دفن في أريحا وفي الثامن عشر من شهر تشرين الثاني من عام 1993 وبعد عناء طويل في المحاكم سُلمت جثة الشهيد إلى عائلته في صندوق اشترط عدم فتحه.

فاطمة شحادة الجعفري: على ما جبناه وبدنا ندفنه الشباب يعني صارت كلها اللي بتعرفه واللي كانت معاه صارت يعيطوا قالوا لي شو تفتحي فيه؟ طالما هو بيقول يعني إنه إلى أربع سنين في الأرض كيف بدنا نفتحه؟ قلتلهم أني لي 13 سنة باستنى في هذه اللحظة عشان أشوفه قالوا لي مبتقدريش تشوفيه أخدوه ودفنوه بالصندوق زي ما هوه ولا عرفنا إن هو في الصندوق أو لا.

شيرين أبو عاقلة: وترفض إسرائيل تقديم أي معلومات بشأن مصير تلك الجثث أو عددها كل ما حصلنا عليه على لسان مصدر أمني إسرائيلي قوله المبدأ الأساسي هو إعادة جثث الإرهابيين لعائلاتهم للدفن ولكن لاعتبارات أمنية قد يُتخذ قرار بعدم إعادتهم ودفنهم في مقابر موتى الأعداء. سياسة العقاب التي تنتهجها إسرائيل لم تكن لتفرق يوما بين الأحياء والأموات، المهم في هذه القضية أنها تشكل إحدى الملفات السرية التي تفتقد السلطة الفلسطينية والأطراف العربية للمعلومات الكافية بشأنها وإذا ما سعت مستقبلا لتسترد رفات مقاتليها ستضطر للاعتماد على ما تقدمه إسرائيل من معلومات بشأن تلك الملفات. شيرين أبو عاقلة لبرنامج مراسلو الجزيرة من كيبوتس ريفاديم جنوب تل أبيب.

[فاصل إعلاني]

قصص معتقلي غوانتانامو

محمد خير البوريني: لكل معتقل في معسكر غوانتانامو الأميركي قصة تتباين في التفاصيل وتتشابه في المضمون بعض المعتقلين الباكستانيين تم الإفراج عنهم وسط جدل كبير حول قانونية الاعتقال وما إذا كانوا أسرى حرب أو إرهابيين حسب التسمية الأميركية إضافة إلى مواقف دول من تعتقلهم الولايات المتحدة من قضية اعتقالهم تقرير أحمد زيدان.

[تقرير مسجل]

undefined

أحمد زيدان: قصص معتقلي غوانتانامو كقصص الحياة، لكل واحد منهم حكايته ولكل منهم شجونه وهمومه قبل الاعتقال وأثناءه وبعده ومن منا غير متشوق لسماع قصص الذين ملؤوا الدنيا وشغلوا الناس ومازالوا. عامان مضيا على احتجاز معتقلي غوانتانامو إلا أنه حتى الآن لا توجد أرقام رسمية عن عدد المعتقلين الباكستانيين، فكل معتقل أُفرج عنه لديه تقديره الخاص وهي تقديرات تختلف كثيراً عن تقديرات المسؤولين الباكستانيين. أحد المعتقلين الباكستانيين جمال الدين الذي أفرجت عنهم السلطات الباكستانية وقضى حوالي أربعة أشهر في سجون باكستان، يفرج عنه الآن التقيناه في بيته في كراتشي وسألناه كم تقريباً عدد السجناء الباكستانيين في غوانتانامو؟

جمال الدين: هناك ثمانية وخمسون من الباكستانيين محتجزون في غوانتانامو وأفرج عن 20 منهم حتى الآن.

مخدوم فيصل صالح حياة – وزير الداخلية الباكستاني: الأرقام حتى اليوم تشير إلى أنه ما يزال سبعة وثلاثون باكستانياً في معتقل (X-Ray) في غوانتانامو وقد نجحنا في الإفراج عن خمسة عشر أو ستة عشر باكستانياً من المعتقلين.

أحمد زيدان: شاه محمد الشاب الذي يتهيأ للزواج قريباً عاد إلى ممارسة هوايته في صيد السمك بعد اعتقال واحتجاز دام أكثر من عامين، عاد وكأن شيئاً لم يتغير عليه ربما باستثناء الذكريات المريرة والأليمة كما يصفها والتي اختزنتها ذاكرته عن التحالف الشمالي الأفغاني والقوات الأميركية.

شاه محمد – سجين باكستاني مفرج عنه: تحالف الشمال باعنا للجنود الأميركيين بمبلغ 300 ألف روبية عن كل واحد، ثم بعد ذلك كبلوا أيدينا وأرجلنا وعصبوا أعيننا ونقلونا إلى مطار مزار شريف ومن هناك نقلونا إلى مطار قندهار، حيث بقينا في السجن شهرين ونصف الشهر ليحلقوا شعر رؤوسنا ولحانا ومن ثم أخذونا إلى كوبا.

أحمد زيدان: لعل أول ما يلفت الانتباه عند الحديث عن أسرى غوانتانامو من الباكستانيين وغيرهم هو كيف وصلوا إلى هناك؟ وكيف تمت معاملتهم من قبل التحالف الشمالي والأميركيين؟

صاحب زاده عثمان – سجين باكستاني مفرج عنه: قائد حركة طالبان المسؤول عن المنطقة زار مزار الشريف مرتين أو ثلاث مرات وأجرى مباحثات مع الجنرال دوستم وتوصل معه في النهاية إلى اتفاق يقضي بأنه إذا استسلم مقاتلو الحركة في قندوز وسلموا أسلحتهم وعرباتهم فلن يعتقلوا ولكن عندما وصلنا هناك مع أسلحتنا وعرباتنا حسب الموعد المقرر لم يلتزم دوستم بوعوده فاعتقلونا

أحمد زيدان: ويشدد بعض المفرَج عنهم على أنهم شاهدوا أطفالاً صغاراً من ضمن المعتقلين.

صاحب زاده عثمان: أعمارهم ما بين ثلاثة عشر وخمسة عشر عاماً، إنهم أطفال ومراهقون، لقد رأيت ثلاثة أطفال أفغان بنفسي.


القاسم المشترك بين المعتقلين الباكستانيين المفرج عنهم من غوانتانامو هو أنهم يعانون من مشاكل نفسية وعقلية لايخفونها بل يعلنون ذلك ويتحدثون عن مشاكل خطيرة يعانون منها الآخرون من المعتقلين حتى دفعت بهم إلى محاولة الانتحار

أحمد زيدان: لعل القاسم المشترك بين المعتقلين الباكستانيين المفرج عنهم هو أنهم يعانون من مشاكل نفسية وعقلية لا يخفونها بل يعلنون ذلك ويتحدثون عن مشاكل نفسية خطيرة يعاني منها الآخرون من المعتقلين حتى دفعت بهم إلى محاولة الانتحار.

جمال الدين- سجين باكستاني مفرج عنه: يعني مشكلة فيه هناك شباب لا يظن بيخرج من السجن اليوم وبعد سنة أو عشر سنة لأنهم كلهم يعني مجنونين في كوبا يظنون والدماغ ضعيف جداً في السجن أنا يعني الدماغ ضعيف جداً.

شاه محمد: قاموا بحقننا بمادة مخدرة وبعض الحقن الأخرى التي كان لها القدرة على شلنا تماماً ولقد حاولت الانتحار أربع مرات.

أحمد زيدان: وحين سألت أحدهم فيما إذا كان قد شاهد الزميل مصور الجزيرة أكد بأنه سمع بوجوده هناك وتحدث آخر عن وجود السفير الطالباني السابق عبد السلام ضعيف في أحد الأقفاص ولم شفع له كونه دبلوماسي سابق بأن يحظى بمعاملة أفضل. وعن طبيعة الأسئلة الأميركية التي كانت تطرح على المعتقلين يقول المفرَج عنهم بأنها أسئلة عن كل شيء بدءاً بالاستفسار عن أسامة بن لادن والملا عمر وانتهاء بالحياة الشخصية والاجتماعية لكل معتقل.

صاحب زاده عثمان: سألوني عن أسامة بن لادن أين هو؟ وعن شبكة تنظيم القاعدة وخططها المستقبلية وسألوني أيضاً عن طالبان والملا عمر وقادة طالبان وأماكن تواجدهم.

أحمد زيدان: وفي إشارة إلى تعامل الفظ لبعض الضباط الأميركيين مع المعتقلين أشار أكثر من واحد إلى تطاولهم على الشعائر الإسلامية وهو ما دفع المعتقلين إلى الإضراب عن الطعام.

صاحب زاده عثمان: لجئنا إلى الإضراب عن الطعام لمدة أربعة عشر يوماً وكان عددنا مائتي شخص وكان ذلك احتجاجاً على تصرفات الجنود الأميركيين الذين ركلوا القرآن الكريم الذي هو دستور الإسلام، القرآن الذي وزعته علينا منظمة الصليب الأحمر الدولي وكان الإضراب احتجاجاً أيضاً على الاعتداء الجسدي علينا من قبل الجيش الأميركي.

أحمد زيدان: الإسلاميون الباكستانيون يرفضون تهمة دفع هؤلاء الشباب إلى هذه النهاية محمِّلين المسؤولية للأميركيين والمسؤولين الباكستانيين ومنظمات حقوق الإنسان المعنية بالدفاع عن قضايا كهذه.

مولانا فضل الرحمن – زعيم جمعية علماء الإسلام – باكستان: مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة والعالم الغربي كانوا يدربون هؤلاء الشباب خلال فترة الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي وفيما يتعلق بسجناء غوانتانامو ليس بوسعنا كحزب أن نفعل أكثر من دعمهم سياسياً والسؤال عن انتهاكات حقوق الإنسان في غوانتانامو يجب أن يوجه لمنظمات حقوق الإنسان الدولية وليس لنا.

أحمد زيدان: ويؤكد بعض العاملين في مجال الإغاثة الباكستانية أنهم يقومون بكل جهد للإفراج عن من تبقى في معتقل غوانتانامو.

مولانا طاهر أشرف – رئيس منظمة إغاثة باكستانية محلية: أنا قلت لهم في أبريل في سنة ماضية أنا قلت لهم نريد هذا، هذا شبابنا وأنتم تكلم مع كرزاي ومع الأميركان هو يفرج ويترك هذا شبابنا، فالحمد لله بجهد الحكومة باكستان وجهد المؤسسة القضائية وجهد مؤسستنا المؤسسة الخيرية الإسلامية العالمية لحقوق البشرية، نحن قريباً يعني أخذنا من السجون الأفغانستان 830 وفيه كمان أربعة عشر من السجن غوانتانامو.

أحمد زيدان: محمد صغير الذي كان أول باكستاني يفرج عنه من معتقل غوانتانامو كان أول من تجرأ على طرح فكرة رفع قضية ضد وزير الدفاع الأميركي دونالد رمسفيلد والمسؤولين الأميركيين في المحاكم الباكستانية وذلك لاحتجازه دون مبرر أو تهمة.

أكرم شودري – محامي محمد صغير: هذه القضية لأجل الحصول على تعويضات عما لحق من أضرار لهؤلاء المعتقلين طالبنا بمبلغ عشرة ملايين وأربعمائة ألف دولار وذلك في بداية يوليو/حزيران الماضي ولكننا لم نحصل على أي رد فعل من السلطات الأميركية. لقد أصدر قاضي المحكمة العليا في إسلام أباد أمراً للمدَّعَى عليهم وهم وزير خارجية الولايات المتحدة ووزير دفاعها ووزير العدل والقانون الأميركي ووزير الداخلية الباكستاني أيضاً.

محمد صغير: خلال سجني تعطلت ماكينة قص الخشب ودُمر عملي بالكامل واضطر أبنائي للاستدانة من الناس من أجل تسيير حياتهم، إضافة إلى هذا فقد دفع أبنائي مبالغ مالية لبعض الأفغان الذين زعموا أنهم أطلقوا سراحي.

أحمد زيدان: وتبقى تداعيات ذلك على الحياة الاجتماعية لهؤلاء المعتقلين في غاية الصعوبة وهم يرون أقرانهم قد سبقوهم في كل نواحي الحياة، بينما لم تلتفت إلى إعادة تأهيلهم وتوطينهم لا الحكومة الباكستانية ولا المنظمات الأهلية وما تزال عشرات العائلات الباكستانية تنتظر فلذات أكبادها القابعين في غوانتانامو، هذه العائلات في شوق كبير لرؤيتهم وقد تحرروا وعادوا إلى أحضان عائلاتهم ليبدؤوا بذلك حياة جديدة بعد ما عانوه من اعتقال وتعذيب وحياة متقشفة وصعبة، عشرات العائلات الباكستانية تنتظر عودة أبنائها من معتقلات غوانتانامو ولكن هناك المئات من العائلات الذين ينتمي أبنائهم إلى اثنتين وأربعين دولة وينطقون بسبع عشرة لغة كلهم ينتظرون العودة. والسؤال إذا كانت الأنظمة قد تقاعست عن دورها في إعادة هؤلاء فأين دور منظمات المجتمع المدني؟ وإن كانت دراسة البحرية الأميركية قد تحدثت مؤخراً عن حروب كان يمكن تجنبها، فهل ستكون هناك دراسة أميركية جديدة عن اعتقال كان يمكن تجنبه؟ أحمد زيدان، مراسلو الجزيرة إسلام آباد.

محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا الكرام إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث، كما يمكن مراسلة البرنامج عبر البريد الإلكتروني reporters@aljazeera.net أو من خلال العنوان البريدي. في الختام هذه تحية من مخرج البرنامج صبري الرمّاحي وفريق العمل وتحية أخرى مني محمد خير البوريني. إلى اللقاء.