فلسطينيو 48، قرى الأطفال في الأردن
مقدم الحلقة: | محمد البوريني |
ضيوف الحلقة: | عزمي بشارة: النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي طاهر صباحي: تاجر ومؤلف في مجال السجاد عبد المنعم أبو صالح: والد الشهيد وليد أبو صالح |
تاريخ الحلقة: | 27/09/2003 |
– حقوق فلسطينيي 48 داخل الخط الأخضر
– صناعة السجاد العجمي في إيران
– قرية الأطفال في الأردن
محمد خير البوريني: أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من (مراسلو الجزيرة).
نشاهد في الحلقة تقريراً يتحدث عن حقوق العرب داخل الخط الأخضر، وكيف حققت لجنة (أور) الإسرائيلية في استشهاد ثلاثة عشر مواطناً منهم، بينما كانوا يعربون عن تضامنهم مع أهلهم في الضفة وغزة المحتلتين احتجاجاً على دخول (شارون) باحة الحرم القدسي الشريف إبان اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ونرى كيف يرى الفلسطينيون ما يصفونها باليد الإسرائيلية الحديدية في التعامل مع احتجاجاتهم، واليد الأخرى الحريرية في التعامل مع احتجاجات اليهود.
ومن الأردن نعرض تقريراً يتحدث عن قرى الأطفال (sos) التي لعبت وتلعب دوراً إنسانياً واجتماعياً كبيراً في رعاية الأطفال الذين حرمتهم ظروف الحياة من العيش في كنف أهليهم أو أولئك الذين حرمهم الأهل من ذلك الحق لأساب تخص الكبار، ولا قدرة لعقول الأطفال على استيعابها بأي شكل من الأشكال.
ومن إيران نستعرض قصة تحكي عراقة صناعة السجاد الذي يذهب البعض إلى أنها تعود لآلاف السنين، ونرى ما إذا كانت صناعة تتعلق بكسب العيش والمال وتوفير فرص العمل فقط أم أنها ثقافة فن تراثي حقيقي.
أهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
حقوق فلسطينيي 48 داخل الخط الأخضر
استقبل العرب الفلسطينيون داخل الخط الأخضر بالغضب وعدم الرضا توصيات لجنة التحقيق الإسرائيلية التي شُكِّلت للتحقيق في ظروف استشهاد ثلاثة عشر مواطناً كانوا يتضامنون مع انتفاضة أهلهم في الضفة وغزة، التي اندلعت غضباً واحتجاجاً على دخول شارون باحة الحرم القدسي الشريف عام 2000.
يرى هؤلاء أن توصيات اللجنة الإسرائيلية التي تبنتها الحكومة لم تُشر إلى مرتكبي جريمة قتل الفلسطينيين بدم بارد، أما على المستوى السياسي فلم تتقدم اللجنة بتوصيات عملية ضد رئيس الوزراء السابق (باراك) ووزير شرطته.
وذهب فلسطينيون إلى حد وصف اللجنة التي أُطلق عليها اسم لجنة أور، وتعني بالعبرية النور، ذهبوا إلى حد وصفها بلجنة (حوشيخ) أي الظلام، وذلك في تعبيرهم عن السخط على النتائج التي خرجت بها بشأن قتل أبنائهم، ويرون أن تلك النتائج كانت بمثابة إعلان حرب جديدة عليهم، بل ويذهبون إلى تكرار القول: إن أي تعبير لهم عن الاحتجاج بشأن حقوق الإنسان يقابل بيد إسرائيلية من حديد، بينما يقابل أي احتجاج لليهود في إسرائيل بيد ناعمة من حرير، تقرير إلياس كرَّام من داخل الخط الأخضر.
تقرير/ إلياس كرَّام – سخنين: جرح ذوي الشهداء الذي لم يلتئم بعد، فُتح من جديد بعد صدور توصيات اللجنة الرسمية التي عينتها الحكومة الإسرائيلية لتقصِّي الحقائق، والمعروفة باسم لجنة أور.
اللجنة حققت بملابسات استشهاد ثلاثة عشر مواطناً عربياً في إسرائيل بنيران الشرطة الإسرائيلية خلال تضامن مع انتفاضة الأقصى في أكتوبر عام 2000.
التوصيات جاءت مخيِّبة للآمال بالنسبة لأهالي الشهداء، فلم يبق أمام والدة الشهيد إياد لوابنة سوى أن تحتضن ثياب ابنها المخضبة بدمائه، أم إياد مازالت تحتفظ بهذه الملابس منذ غاب عزيزها عنها، تضمها إلى صدرها بحنان، وتذرف دمعاً سخياً، ألم، حزن، ولا نسيان، ويبقى مكان الرصاصة التي اخترقت قلب إياد شهادة حيَّة على ما حدث.
والدة الشهيد إياد لوابنة: ولا إشي.. ولا سوت إلنا أي شيء.. شو تسوي؟ إيش سوت لجنة التحقيق؟ وبعدين الحكم شو حكمها طلعوا أربع سنين وما شغل وها بيطلعون هذا حكم؟ شو استفدنا إحنا يعني؟ أطلعوهم موقوفون عن.. إشي أربع سنين إشي سنتين، إشي ثلاثة، هذا حكم هذا؟! (..) هذا بس كيف جاء؟
إلياس كرام: وهذا هو حالة والدة الشهيد أسيل عاصي من قرية عرابة في الجليل، فكلما شعرت بحرارة الشوق ونار الحنين دخلت إلى غرفة أسيل التي مازالت على ما هي منذ أن تركها أسيل قبل استشهاده، تتحسس كتبه وأغراضه وملابسه، وكل ركن في الغرفة يذكِّرها بشقاوة أسيل الطفل وبأجمل لحظات الشباب، ولربما ما خطه الشهيد ناجي العلي واختار أسيل أن يعلِّقه في غرفته يعبِّر تعبيراً واضحاً عما كان يجول في خاطره.
جميلة (والدة الشهيد أسيل عاصي): وشنطة المدرسة كمان هون وشنطة المدرسة، شو بدي أقول لك كثير شغلات كان كل أغراضه هاي هي (..)، جرابه، هاي الكاميرا تبعته شراها لما طلع على أميركا على المخيم السلام.
إلياس كرام: خيبة الأمل من توصيات اللجنة دفعت بقيادة الأقلية العربية الفلسطينية وبذوي الشهداء إلى تنظيم اجتماعات جماهيرية للتعبير عن السخط والغضب وعدم الرضا عن التوصيَّات، والتي برأيها لم تجب على السؤال المحوري، وهو مَنْ قتل الشبان العرب؟ ومن أصدر الأوامر بذلك؟ ولم تحاسب المستوى السياسي على مسؤوليته.
عبد المنعم أبو صالح (والد الشهيد وليد أبو صالح): لجنة أور لم تفِ بالمطلوب، كنا نتوخى أن تكون توصيات بتقديم لوائح اتهام ضد ثلاثة عشر قاتل لأبنائنا.
عزمي بشارة (النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي): وصحيح أن لجنة أور تبنت بعض مقولاتنا أن الشرطة تتعامل مع العرب كأعداء، ولكن لم تحمِّل القيادة السياسية الإسرائيلية المسؤولية، ولم تحمِّل الشرطة بشكل جدي المسؤولية أيضاً، تبحث عن المسؤولين عن القتل، وهذا يعني إنه هذا تقرير يضاف إلى التقارير ويتحول إلى عملية احتواء للجماهير العربية بحيث العربي المهزوم يجد مبرر لينزل عن الشجرة، ويقول انتهى هاي الدولة اعترفت إنه حصلت أخطاء، وبالتالي هذا نسميه عملية احتواء في الواقع.
جعفر فرج (مدير مركز "مساواة"): بما يتعلق في الشهداء القضية المركزية هو تقديم للمحاكمة رجال الشرطة المتهمين في عملية تنفيذ القتل، وهاي عملية سنتابع بالتنسيق مع الأجسام العربية الأخرى، وعلى رأسها لجنة المتابعة ولجنة أهالي الشهدا، سنتابع العمل لضمان محاكمة المجرمين القتلة بما يتعلق في قتل المواطنين العرب.
إلياس كرام: النائبان عزمي بشارة وعبد المالك دهامشة والشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية رأوا أن اللجنة التي كانت قد حذرتهم حاولت إيجاد المبررات والتوازنات بين الضحية والجلاَّد وإلصاق تهمة التحريض بالقيادة العربية واستخدامها للعنف كوسيلة لنيل الحقوق، الأمر الذي اعتبرته القيادة العربية إدانة رسمية لأفكارها ولحقها بالتضامن مع أبناء شعبها الفلسطيني.
عزمي بشارة: هنالك محاولة لخلق توازي بين الضحية والفاعل، بين الضحية والجلاد، ولكن القضية أعمق من ذلك، لجنة أور مع وجود عربي فيها إلا أنها سياقها وخطابها صهيوني وترى فعلاً إنه القيادات الوطنية العربية تشكِّل خطراً على بنية الدولة اللي فيها أغلبية يهودية وأقلية عربية وفيها هيمنة يهودية، وفيها تسليم بالطابع اليهودي للدولة، هذا أمر جوهري أكثر، فالهدف من الهجوم علينا فعلاً تخويف الجماهير العربية منا ومن طرحنا.
حسن جبارين (المدير العام لمركز عدالة القانون): إدخال القياديين العرب في هذا الشأن كان إدخال سياسي وليس قانوني ومن أجل التوازنات، هذا شيء مرفوض علينا، ولا يوجد إله أي قاعدة قانونية، وبالتالي هذا تهمة للعرب جميعاً، ومحاولة للموازاة بين الضحية والجلاد ومرفوض يعني قانونياً وسياسياً.
جعفر فرج: لم يحتاج أحد لتشجيعه للخروج للتظاهر في الشارع، رأينا صور الشهيد محمد الدرة، وكل من شاهد هذه الصور ليس فقط العرب في داخل إسرائيل، في كل العالم خرجت الناس للتظاهر، القضية ليس ما ورد على لسان الشيخ رائد أو دكتور عزمي بشارة أو عبد المالك دهامشة أو محمد بركة، القضية هي قضية الكف عن استخدام الوسائل القمعية التي يرفضها الناس، الناس خرجت للتعبير عن احتجاجها وقوبلت بالنار، هايدي هي القضية، ليس التحريض وليس المظاهرات.
إلياس كرام: والدا الشهيد أسيل عاصي اللذان اعتادا على زيارة ضريح ابنهما يومياً قدما هذه المرة لتقديم الاعتذار لابنهما ولجميع الشهداء لعدم كشف الحقيقة، لكنهما عاهدا الشهداء جميعهم على مواصلة النضال والاستمرار بالبحث عن الحقيقة حتى تقديم آخر متهم إلى المحاكمة.
جميلة: لن نهدأ ولم نهدأ، سنبقى نناضل ونكافح ونعمل جاهدين من أجل أن يأخذوا القاتلين جزاءهم وعقابهم.
إلياس كرام: فصل أحداث أكتوبر 2000 لم ينتهِ باستشهاد الشبان الثلاثة عشر، فمنذ ذلك الحين وحتى اليوم قُتل أربعة عشر مواطناً عربياً آخر داخل الخط الأخضر على يد قوات الشرطة في أحداث متفرقة، واعتبر العرب هذه الأحداث تعبيراً عن سياسة القبضة الحديدية التي تنتهجها الشرطة في التعامل معهم.
وإن كانت اللجنة -برأي البعض- تمثل الموقف المركزي الصهيوني الذي يعتبر أن لب المشكلة يكمن في فشل دمج المواطنين العرب بحياة الدولة، يبقى السؤال المطروح: هل ستتبنى حكومة (شارون) بتركيبتها اليمينية المتطرفة توصيات اللجنة، وتكف عن التعامل بشكل عنصري مع المواطنين العرب والاعتراف بهم كأقلية قومية لها حرية التعبير عن الرأي؟
إلياس كرَّام – لـ (مراسلو الجزيرة) – مدينة سخنين.
صناعة السجاد العجمي في إيران
محمد خير البوريني: رمز من رموز الإبداع التي عُرفت بها الأيدي الإيرانية الماهرة، إنها صناعة السجاد العجمي.
هل هي صناعة بالمعنى الاقتصادي، أم أنها فنٌ عريق؟ تقرير علي الموسوي من إيران؟
تقرير/ علي الموسوي: السجاد في إيران تحوَّل عبر العصور إلى مَعلَمٍ رئيسي من معالم الفن والإبداع الإيرانيين، ووجدت الأجيال الإيرانية المتعاقبة في هذه الصناعة ليس فقط أداة للعيش وكسب المال، وإنما حوَّلتها إلى مرآة تنعكس عليها ثقافة الأقوام الإيرانية وتراثهم وما يتناقلونه من حكايات وأساطير عبر تجسيدها في لوحات فنية رائعة تعتبر آية في الإبداع والإتقان.
ويرفض بعض المتخصصين بصناعة السجاد أن يتم النظر إلى هذه الصناعة من زاوية اقتصادية تقيَّم من خلال ما تدره من أرباح على الاقتصاد الأسري أو الوطني أو لتوفير فرص عمل للعاطلين.
طاهر صباحي (تاجر ومؤلف في مجال السجاد): علينا التعامل مع صناعة السجاد على أنها ذوق وفن وليس صناعةٌ تحقق أرباحاً مالية لبعض العاطلين، وأن السبيل الوحيد للارتقاء بهذه الصناعة على المستوى المطلوب هو التعامل معها كفنٍ لا كصناعة لتحقيق المكاسب المالية وتشغيل العاطلين عن العمل في القرى والأرياف، ولقد أدى التنافس على الكسب العاجل إلى تدني في مستوى هذه الصناعة.
علي الموسوي: يقول الإيرانيون أن أحداً لا يمكن أن يضارعهم في هذا الفن الذي شيدوه عبر مئات بل آلاف السنين كما يقول بعضهم، فربما استطاعت بعض الدول كتركيا أو الصين أو الهند أو غيرها أن تنسج على منوال الحياكة الإيرانية، سجاداً نافس السجاد الإيراني في الأسواق العالمية، لكنهم وإن اقتبسوا شيئاً من نقوشه وتشكيلاته المختلفة أخفقوا في استلهام روح الإبداع والإتقان التي امتازت بها السجادة الإيرانية.
ناصر أريا نجاد (خبير وتاجر سجاد): ربما تمكن الآخرون من صناعة السجاد يشبه السجاد الإيراني من حيث المظهر وتمكنوا من استنساخ بعض الخرائط والرسوم المستعملة في السجاد الإيراني لكنهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى نفس المستوى من الإتقان والجودة، وسرعان ما يُكتشف الاختلاف بين السجاد الإيراني الذي يُعمِّر طويلاً ويزداد جمالاً مع تقادم الأيام، فيما يستهلك الآخر بالاستعمال، ويذهب جماله بسرعة، بعض أنواع السجاد لدينا قد يعمر عشرات وحتى مئات السنين.
مير محمود عالي نسب (تاجر ومنتج سجاد): كانت أذربيجان وتبريز بالذات مهد صناعة السجاد اليدوي في إيران حيث توارثتها الأجيال جيلاً عن جيل منذ ما يقارب الستة آلاف سنة كما تشير بعض الآثار المكتشفة في هذه المنطقة، لقد اشتغلت أسرتنا بهذا الفن منذ القدم فأخذتها أنا عن آبائي وعملت بها وها أنا أورثه لأبنائي.
علي الموسوي: وتحتاج هذه اللوحات لتخرج إلى حيز الوجود إلى المزيد من الجهد والوقت وطول النفس الذي أصبح ميزة للشخصية الإيرانية فمثلاً هذه اللوحة استغرقت عمل سبع سنوات كما يقول الرجل الذي نسجها بيده وسكب فيها كافة مواهبه الفنية إلى أن خرجت بهذه الحلة القشيبة، وتستغرق أعمال أخرى أوسع مساحة وأكثر تعقيداً إلى فترات أطول لكي ينسجها هؤلاء العمال المهرة خيطاً بعد خيط، لا نعلم بالضبط ما إذا كان طول النفس الذي اشتهرت به الشخصية الإيرانية هو السبب في احتضان الإيرانيين لهذا الفن وازدهاره لديهم أم أن الاشتغال به كان السبب في تنمية روح الصبر والمثابرة لديهم.
فريدة نظام دوست (عاملة في صناعة السجاد): أنا في الستين من عمري، عملت في هذا الفن منذ أربعين عاماً قد لا تكون الأرباح التي نجنيها مغرية، لكني أجد متعة في عملي، لدي خمسة أبناء كلهم مبدعون في هذا المضمار.
علي الموسوي: وإلى جانب المواهب الخاصة في تطوير هذه الصناعة نمت لدى الإيرانيين أذواق في كيفية اقتناء اللوحة المناسبة التي يزينون بها منازلهم، وقبل عملية الشراء تكون هناك جولات بحث وتفتيش في المعروضات التي لا ينقصها التنوع من حيث الألوان أو الجودة أو المواد والرسوم المستعملة، في عالم الألوان المستعملة لإنتاج هذه التشكيلات التي تحتاج أحياناً إلى ما يناهز الألفي لون يلجأ القائمون على هذه الصناعة إلى استيراد الألوان الكيمياوية من الدول الأخرى ولا سيما من سويسرا بالإضافة إلى طرقهم التقليدية في إنتاج الألوان النباتية التي يتم تحضيرها عبر مراحل عديدة من التركيب والخلط وتحديد النسب، وتحتل الألوان النباتية موقع الصدارة من حيث الجودة ولكنها لا تكفي لكل هذا التنوع الواسع في التشكيلة.
محمد عظيمي (منتج سجاد): جمال السجاد يحتاج إلى تشكيلة من الألوان قد تزيد على الألفي لون ونظراً لمحدودية الألوان النباتية صار لزاماً علينا أن نستعين بالألوان الكيميائية كي تبقى أيدينا مفتوحة في اختيار ما نرغب.
علي الموسوي: ويكشف المثل الذي يتداوله الإيرانيون ومفاده أن القصر مهما كان يبقى ناقصاً بدون السجادة الإيرانية عن مدى اعتدادهم بشخصيتهم الفنية وإعجابهم بما تنتجه مواهبهم في هذا المجال ولذا دخلت السجادة كعنصرٍ أساسي في كل بيت إيراني يختارها بما يلائم تشكيلة المنزل ولون الجدران والأدوات والمساحات التي يراد تغطيتها، ويشكو بعض المشتغلين في هذه الصناعة من انتشار ثقافاتٍ خاصة في تصميم المنازل يقولون أنها أدت إلى ضعف الإقبال على اقتناء السجاد.
ناصر أريا نجاد: هناك عوامل عديدة أدت إلى تراجع الإقبال على السجاد منها ما يتعلق بقضايا اقتصادية ومنها ما يتعلق بمسائل الثقافية وطبيعة أذواق الناس في تأثيث المنازل والتشكيلات المستعملة فيه من أثاث وغيره.
علي الموسوي: وتجسد كل لوحة من هذه اللوحات حكاية معينة مستوحاة من التراث الإيراني الخاص أو من التراث الإسلامي كقضية إلقاء النبي إبراهيم -عليه السلام- في النار التي يشرحها هذا الرجل على الصورة، التراث الإيراني يعد معيناً لا ينضب لإمداد المصممين بمختلف أنواع الملاحم والقصص التي يجسدونها في هذه الخيوط المنسوجة، وتترك بيئة الأشخاص وأوضاعهم التي يعيشونها بصماتها على الرسومات والرموز المستخدمة فيما تنتجه مواهبهم من أعمال. السجاد التبريزي مثلاً يعكس البيئة الجبلية لهذه المدينة الزاخرة بالمناظر الطبيعية، والطيور وغير ذلك، ويأتي السجاد المنتج في البيئات القروية صورة عن الحياة الريفية، فيما تكون الشمس ساطعة في المناخ الصحراوي الذي تمتاز به مدينة (يزدن) مثلاً في وسط إيران وكذلك تجد ما تنتجه أصفهان يعج بالآثار كانعكاسٍ لطبيعة المدينة التراثية ونفائس السجاد تصنع من صوفٍ خاص يستورد من بلدان أخرى ومن أغنام معينة أما السجاد المصنوع من الحرير فإنه يمتاز بنعومة وقدر أكبر من الفن سواء في نسجه أو في تشكيلة ألوانه.
مير محمود عالي نسب: لحياكة السجاد النفيس يستفاد من صوفٍ معين من الأغنام يعيش في نيوزلندا حيث يستخدم صوف رقبة هذه الأغنام لصناعة هذا النوع من السجاد لما يمتاز به من نعومةٍ وملمسٍ خاص ويستفاد من خيوط الحرير الطبيعي المنتج في إيران وخاصة في الشمال للسجاد الحريري، أما الصوف العادي فيستخدم عادة لصناعة الأنواع الأخرى من السجاد ولكلٍ من هذه الأنواع سعره الخاص.
علي الموسوي: ومع نمو هذا الفن نمت إلى جانبه لدى الإيرانيين آداب وطقوس خاصة باستخدامه ورعايته والحفاظ عليه، ربما تكون ناتجة عن إدراكهم لمدى المتاعب التي بذلت قبل أن تخرج هذه السجادة إلى حيز الوجود، وليس بالضرورة أن يوجد مثل هذا الشعور لدى المستهلكين حتى وإن اشتروها بثمن باهظ.
الإيرانيون لا يعتبرون صناعة السجاد مجرد أداة اقتصادية لتحقيق الربح المالي فحسب إنهم يرونها مجالاً للتعبير عن الشخصية الإيرانية فنياً وثقافياً وحضارياً فإضافة إلى المضمون الفني الذي تحمله السجادة عبر الأجيال فإن هناك مضامين أخرى يحاول المصممون إبلاغها عبر هذا الفن الذي ظلوا يتوارثونه جيلاً عن جيل.
علي الموسوي – (مراسلو الجزيرة) – طهران.
[فاصل إعلاني]
محمد خير البوريني: ونعرض مشاهدينا في سياق هذه الحلقة مجموعةً من رسائلكم، الرسالة الأولى وصلت من حيدر، وهو مواطن عراقي يقيم في ليبيا، يسأل حيدر عن معركة المطار التي سبقت سقوط (بغداد) بأيدي قوات الاحتلال الأميركية وعلى العراقيين الذين سقطوا فيها، يطلب من البرنامج إعداد تقرير حول تلك المعركة.
نجيب المشاهد بأننا نعتذر لعدم إمكانية تنفيذ طلبه لأن المراسلين المقيمين في بغداد في حينه لم يتمكنوا من الوصول إلى منطقة مطار بغداد لتصوير المعارك والأحداث التي جرت هناك، لوحظ أن مراسلين وكاميرات تابعة لمحطة أميركية أو غربية أو تابعة للقوات الأميركية المهاجمة كانت تتجول في عدد من مناطق القتال تحت حماية القوات الغازية ولكن لم يتم حتى الآن بث صور حول ما سمي بمعركة المطار من أي جهة كانت ولا نعلم ما هي الأسباب، إذا ما حصلنا على مثل تلك الصور فلن نتردد في عرضها على السادة المشاهدين.
والمشاهدة إيمان من سوريا، تطلب إيمان تقريراً مفصلاً عن جامعة السوربون في فرنسا وتقول: إننا لا نعلم عنها الكثير.
نشكر المشاهدة، ونشير هنا إلى كثرة الجامعات الشهيرة في العالم والتي لا نريد أن نظلمها بعرض موضوع حول جامعة دون أخرى، ولكن على أي حال سوف نقوم بدراسة تنفيذ موضوعات كهذه.
والمشاهد يسار حباشنة من الأردن بعث يسار بطلبٍ فضفاض وكبير جداً وهو أن يعرض البرنامج تقريراً عن الفرق الإسلامية في العالم مع شرحٍ لتقاليد وعادات وطقوس تلك الفرق وأماكن وجودها.
هل لديك فكرة يا يسار عن عدد تلك الفرق وهل تعلم أنها بالعشرات؟ وربما أكثر من ذلك وبالتالي لا يمكن أن نقوم بحصر كل تلك الفرق في تقرير واحد وربما نحتاج إلى عشرات التقارير أو حتى عشرات الحلقات لتنفيذ طلبك. نرجو التركيز على فرقة واحدة مبدئياً حتى نتمكن من تنفيذ تقرير بشأنها وكنا بالفعل قد تحدثنا في حلقاتٍ سابقة عن فرق إسلامية في عددٍ من دول العالم من بينها تركيا وألبانيا والسنغال والعراق وغيرها.
والمشاهد موسى، من المملكة العربية السعودية، يسأل موسى، لماذا ينعدم دور (الجزيرة) في المملكة العربية السعودية؟ سبق يا موسى وأجبنا عن العديد من الرسائل في هذا الشأن وقلنا باختصار شديد إننا لم نحصل بعد على إذنٍ من السلطات المعنية في السعودية بالعمل على أراضي المملكة ولا توجد أسباب أخرى لدينا.
مشاهدينا الكرام، نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم حسب ما سمح به الوقت، ونتابع ما تبقى.
قرية الأطفال في الأردن
توجد قرى الأطفال (sos) في الأردن كما في العديد من دول العالم، لعبت هذه القرى وتلعب دوراً إنسانياً واجتماعياً فاعلاً حضانة ورعاية وملاذ لعشرات آلاف الأطفال الأيتام أو من تركهم ذووهم لأسباب مختلفة إذا كان هناك من أسباب تبرر جدلاً تخلي والدة أو والد عن ولده أو ولدها، استطاعت هذه القرى توفير الحماية والأمن للآلاف أو عشرات آلاف الأطفال ليس ابتداء من السكن الصحي المريح والمأكل الصحي النظيف ولا انتهاء بالعون المادي والمعنوي والتربية والتعليم وتأمين مستقبل أفضل رغم المأساة والكارثة.
لا شك أن ذلك يمثل جانباً من رأفة الله بأبرياء قسى عليهم ذووهم حين حرموهم حتى من دفء العاطفة والحنان الأسري الحقيقي، تقرير سوسن أبو حمده من عمان.
إحدى بنات SOS: مالي خال، مالي خالة، مالي عم، بس إذا عمي مات شو بيصير طبعاً، شو سيدي كمان مات، كل العائلة ماتت، طب مين بقوا لي ليش ما رحمون يعني.
دانا (من أبناء SOS): أنا ما عملت لها إشي لأني ولا يوم زعلتها لأني كنت صغيرة ما بأفهم بهاي الشغلات، ما بأفهم الدنيا لسه.
إحدى بنات SOS: ماما زكية جابتني وعمري أربع سنين ربتني..
الأم زكية: هذا البيت حماه، رعاه، وقواه، أحس فيه في الدفء أحس فيه في الحنان، شايفة وبيتركه هو بالنسبة لإله عالم مجهول يعني بره
سوسن أبو حمدة: أنت الآن في إحدى بيوت جمعية قرى الأطفال (sos) في عمان وبالتحديد في بيت السيدة زكية الذي يحتضن تسعة أطفال كحال كل بيت من بيوت القرية، تقول هذه الأم الفاضلة أن قرارها بالمجيء إلى القرية منذ أربعة عشر عاماً لم يكن بالقرار السهل إلا أن حلمها في أن تصبح أماً يوماً قادها إلى هنا، فغدت أماً للعديد من الأطفال، الذين لربما كانوا على موعدٍ قاسٍ مع الحياة، نتيجة فقدانهم لآبائهم وأمهاتهم، أو التخلي عنهم لأي سببٍ كان.
لينا (مديرة جمعية فرى الأطفال/ sos الأردن): قرى الأطفال SOS في الأردن هي عبارة عن بيت كبير للأطفال الأيتام، للأطفال المحرومين من الرعاية الأسرية، جاءت قرى الأطفال لتحل مكان العناية التي حُرِموا منها.
سوسن أبو حمدة: قد يكون لكل أمٍ من أمهات الكون قصةٌ مع إنجاب كل طفل من أطفالها، وللسيدة زكية أيضاً حكاية مع مجيء كل طفل جديد إلى بيتها.
الأم زكية: بس بشار بأحس إنه هو يعني أول طفل أنا جبته، أنا جبته، فبالفعل يعني حسيت بشعور كثير يعني ما أقدرش أوصفه، بعدين أجه يعني في حالة يعني كثير هيك تعبان، وبعدين شوي شوي والحمد لله تفوق، وفي الروضة كان متفوق، وفي المدرسة مازال متفوق.
سوسن أبو حمدة: حموده ورنا وأكرم وراندا وسعادة ورضا شبوا في هذا البيت الدافئ، منهم من تزوج، ومنهم من اختار العلم طريقاً له، لكنهم لم ينسوا يوماً أن لهم أسرة تنتظر منهم السؤال.
الأم زكية: شيء حصل من ابني الكبير، إجا مرة عندي بيقول لي ماما لما أنت تكبري وتتركي sos، أنا لازم أبني لك غرفة جنب بيتي أنت مكانك عندي، فيعني حسيت هذه الكلمة، يعني شعور كثير كثير يعني مازلت يعني حاططها هذه الكلمة في قلبي.
سوسن أبو حمدة: تختلف أسماؤهم وتختلف أيضاً شهادات ميلادهم، فلكل واحد قصة، ولكل واحد حكاية لا يعرفونها، فقط يعرفون أنهم إخوة وإن اختلفت أنسابهم.
هذا الشعور بالدفء والطمأنينة ينتقل ليشمل بيوت القرية كافة، البالغة اثنى عشر بيتاً، حيث يعيش الأطفال حياة أسرية عادية تعوضهم عن الأمان الذي فقدوه منذ نعومة أظفارهم، فتستقبل القرية الأطفال منذ اليوم الأول لميلادهم، وحتى سن الرابعة عشرة، وتبدأ الرحلة في الـ sos، من رياض الأطفال المنشأة داخل القرية، والتي تهدف إلى تنمية قدرات الطفل ما قبل المدرسة، وإكسابهم مهاراتٍ عدة، إلى جانب ذلك يتم استقطاب أطفال المنطقة المجاورة بهدف دمج أطفال القرية مع المجتمع الخارجي.
للوهلة الأولى يخيل إليك أن هذه الطفلة تلهو بسماع الموسيقى، لكنك بعد ذلك ستنحني أمامها مذهولاً، عندما تدرك أنها صماء، تهاني ابنة الأربع سنوات لا تملك أيضاً أن تنطق بما تريد، لكن يكفيك أن تنظر في عينيها، لتشعر برسالة الحب والبراءة التي تهديها لناظرها.
السيدة ياسمين (أم تهاني): تهاني إجت عندي كان عمرها سنة و4 أشهر، من خلال التعامل معها اكتشفنا إنها عندها إعاقة سمع، إنها ما تسمع في البداية، فراجعنا فيها أطباء فحكوا لنا إنه عندها إعاقة سمعية شديدة، وإنهم يعني نصحونا بسماعة إلها، خلَّصت بكالوريوس تربية طفل، ويعني بدي أكمل ماجستير تربية خاصة يعني كان السبب الأساسي بالاختيار التخصص تهاني.
سوسن أبو حمدة: وقد يلحظ المتجول في شوارع القرية، أن هذه البيوت لا تختلف عن أي بيت من بيوت عمان، فوقت الظهيرة تعج الشوارع بالحركة مع عودة الأطفال الذين غدوا شباباً من المدارس المجاورة، يلهون ويمرحون مذكرين بأن في هذا العالم ما يستحق الحياة.
هؤلاء الفتية وفي سن الرابعة عشرة، سيكونون على موعد للانتقال إلى بيوت منفصلة للشباب، وأخرى للشابات، تكون تحت إشراف الـ sos، وذلك بهدف إيصالهم إلى مرحلة النضوج التي تمكنهم من مباشرة حياتهم المستقلة، يقول أحمد الذي يبلغ من العمر خمسة عشر عاماً، بأن لحظة انتقاله إلى بيت الشباب العام المقبل ستكون قاسية ومحزنة، لأنه سيفارق الأسرة والقرية.
أحمد (من أطفال sos): أفكر كثير لما في أصحابي لما أفارقهم، أفارق أيش اسمه أهلي يعني وناسي، وأمي وإخواني كلايتهم، يعني.. اللي الواحد يزعل.
سوسن أبو حمدة: ويبقى الشباب خلال هذه الفترة التي يتمون فيها دراستهم الثانوية على اتصال وثيق بأسرهم، ينتقلون بعدها إلى بيوت مستقلة، يبقون فيها حتى إنهاء دراستهم الجامعية، أو امتهانهم لمهنة تمكنهم من الانخراط بالمجتمع الخارجي، إلا أن لحظة الانفصال قد تفتح الباب على مصراعيه، وتذكرهم بأسئلة عديدة لا يخجلون من طرحها، لكنهم لا يجدون من مجيب.
دانا (من أبناء sos): هاي هادية، وهاي أحمد وهاي عايشة، بس رأسها مش مبين، وهاي مهند وهاي أصالة وهاي أيمن وهاي أنا، أول إشي أنا كتبت رسالة موجهة لأمي الحقيقية، فيها كلمات عتاب، ليش تركتني؟ وكنت بأحكي لها بالرسالة إنه لو ساءت الأمور بينك وبين زوجك إنه تؤثر فيَّ وفي حياتي، كان ما خلفتيني من أول ورقة فردتم إنكم تجيبوا بنت زي، وكتبت بالرسالة كمان إنه هي ليش ضحت في عمرها عشان تتركني؟ أو إذا كنت أنا، وأنا صغيرة بحاجة لحنانها وحبها إليَّ، بس هلا بطلت بالحقيقة، لأنها هاي القرية ضمتني لإلها، وعوضتني عن حنان الأم والأب وكل إشيء، مرة سألت بس هم كاتبين أظن أسماء أمهاتنا بالملفات، اسم أمهاتنا الكذبية، مش كاتبين أسماء الأمهات الحقيقية، فإحنا حابين نعرف أيش أصلنا، ومن وين: من وين إجينا إحنا، حاولت اسأل ما عرفت برضو، فكتبت هاي الرسالة، وعاتبت أمي.
سوسن أبو حمدة: دانا ابنة الخمسة عشر ربيعاً جاءت إلى القرية وهي في عامها الأول، انتقلت حديثاً إلى بيت الشابات، لتبدأ انطلاقة جديدة نحو الحياة، ليس عجباً أن ترى القسوة وراء هاتين العينين البرئيتين، وليس عجباً أيضاً أن تجدهما تنكران من أنكرهما في يوم من الأيام.
سوسن أبو حمدة: نفرض التقيت بأمك الحقيقية، كيف تتخيلي راح يكون الموقف؟
دانا: ما بأعرف كيف راح يكون الموقف، يمكن أسبلها يمكن أعبطها، يمكن أبكي، ما بأعرف، يمكن أعاتبها، ما بأعرف، يعني لو كمان لو فكرت إنها تجيني بيت الشابات، أو تتعرف علي، راح أعاتبها إنه ليش تركتيني وأنا صغيرة؟ أنا كنت بحاجتك وأنا صغيرة، أما الآن هلا أنا عادي، أنا مش بحاجتك.
إحدى بنات SOS: إجت فترة عليَّ كنت مهمومه كثير، وبأبكي، إجه يعني يوم درس علينا، كان عن الأم إنه تخلف وهذا شو هي، فصرت أسأل مين أنا؟ يعني مين أنا؟ ليش هيك أمي تركتني؟ طيب أقل شيء إني أسألها مين هي؟ إنه شو.. ليش تركتني؟ شو ظروفها؟ يمكن ظروفها اللي تركتني فيها أسمح لها أنها تتركني أو يمكن ظروفها ما سمحت لها إنه هذا، يعني أمي صح إنها هي أمي خلفتني، بس يعني إنه صرت كثير كثير أبكي يعني من إني خلاص مضطرة إني عارف مين هي..
دانا: بس أشوف بنات صفي مع أهلهم مروحين، أو بس بنت صفي تحكي مع أبوها يجي ياخدها من المدرسة، بس أقعد (…) عليها تحكي بابا قال، بتحكي بابا، هبل ما بأحس بالكلمة هاي، صارت بالنسبة إليَّ..
سوسن أبو حمدة: ليه؟
دانا: هبل ما بأعرف، مش متعودة عليها، لأنها ما من حكيتها.
عم حسام معوض لنا كل إشي، وما لأنه كمان بيحسنا زي بناته، وبيحكي معانا زي بناته.
سوسن أبو حمدة: يعمل السيد حسام كأبٍ لمائة وثلاثة أطفال في القرية، حيث انتقل وأسرته للعيش بشكل دائم في القرية، وغدا منزله أحد منازل الـ sos.
حسام (أب القرية والمشرف عليها): أنا أب فعلي لأطفال، عندي يعني أطفال، اللي موجودين (…)، وأتعامل أنا على طول هذا الكلام مع أطفال القرية كأنهم أبنائي، فبأتابعهم بالتالي زي ما أتابع أطفالي يعني، متابعتهم الداخلية، اللي هي من النواحي السلوكية، الصحية، النفسية، ظروفهم الاجتماعية من خلال دراستهم الأكاديمية، أنا كمان عم بأتابعهم.
دانا: صرت كأي بنت عادي أفتخر إني أنا في القرية صاروا من كان يحكوا ليه إياه كانت في القرية، ما عندي أفتخر في القرية إنه هي ربتني وضمتني إليها، وقت الشدة ووقت الفرح.
سوسن أبو حمدة: هنا في قرية الـ sos وسط الزحام في عمان وجد هؤلاء الأطفال متكئاً من حياة، وجدوا من يعلمهم الأبجدية، وجدوا من يعيدهم إلى الحياة بعد أن خذلتهم الأيام، وجدوا أمهاتهم اللواتي لم يسمعن صرخات الحياة عند ولادتهم، فقد كُنَّ ينتظرنهم في قرية الـ sos.
وهكذا يعود الهدوء والسكينة إلى هذه البيوت الدافئة، التي تحتضن أطفالاً فقدوا أغلى الكلمات، لكنهم وجدوا في هذا العالم أيدٍ تمتد إليهم لتملأ قلوبهم بالسعادة والآمال.
سوسن أبو حمدة -لبرنامج (مراسلو الجزيرة)- من قرية الـ sos -عمان.
محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص عن من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت. كما يمكن مراسلة البرنامج أيضاً عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: reporters@aljazeera.net
أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة – قطر. وكذلك من خلال الفاكس: 4860194 (00974).
في الختام هذه تحية من صبري الرماحي مخرج البرنامج ومن فريق العمل، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني، إلى اللقاء.