سعيد زعرب/ رئيس بلدية رفح
مراسلو الجزيرة

سياسة العقاب الجماعي الإسرائيلي، قصر الملكة أروى

أشكال سياسة العقاب الجماعي التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين في مدينة رفح. فنانون عرب ويهود في أستراليا يدعون إلى الحوار ويدينون القمع الإسرائيلي. وقصر الملكة أروى التاريخي في اليمن وقصة إغلاقه لسوء حالته المعمارية.

مقدم الحلقة:

محمد خير البوريني

تاريخ الحلقة:

29/11/2003

– سياسة العقاب الجماعي في غزة
– مسرحية أسترالية شخوصها من العرب واليهود

– قصة قصر الملكة أروى في اليمن


undefinedمحمد خير البوريني: مرحباً بكم مشاهدينا الكرام في حلقة هذا الأسبوع من برنامجكم (مراسلو الجزيرة) التي نشاهد فيها:

جانباً مما ترتكبه قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق مواطني ومدن وقرى قطاع غزة، وكيف أدت وتؤدي سياسة العقاب الجماعي إلى مزيد من مقاومة وعناد وصمود الفلسطينيين حتى على أنقاض ديارهم.

كما ننقل من أستراليا قصة مسرحية شخوصها من العرب واليهود، تدور أحداثها داخل جدران ثلاجة لحوم وكيف تحاول معالجة أصول الصراع من خلال طرح جريء وحوار هادف ومصارحة، كما تدين المسرحية سياسة القمع والقتل والتدمير الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

ومن اليمن نتناول قصة قصر الملكة (أروى) التاريخي الذي تحول إلى مسجد قبل أكثر من ألف عام، ونتحدث عما يحتويه من زخارف ومخطوطات غاية في الأهمية وعن بناء المسجد المتداعي، ونلتقي متخصصين يتحدثون عن صيانته بطريقة غير علمية انعكست سلباً على وضعه المعماري بدلاً من إصلاحه وصيانته.

أهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة:


سياسة العقاب الجماعي في غزة

قطاع غزة ومدينة رفح عمليات الجيش الإسرائيلي المحتل واجتياحاته المتكررة لمدن القطاع واستخدامه الدبابات والعربات المصفحة، وحتى الطائرات جعل حياة سكانها جحيماً وأدى إلى تشريد الآلاف منهم وتحويل كثيرين منهم مرة تلو أخرى إلى لاجئين على أرضهم وداخل وطنهم.

تدمير لمئات المنازل بحجة البحث عن أنفاق ومقاومين فلسطينيين تصفهم إسرائيل بالإرهابيين، وعقاب جماعي من قِبَل قوة محتلة لشعب بأكمله.

ممارسات الاحتلال الإسرائيلي تدفع الفلسطينيين دفعاً إلى مزيد من الشعور بالظلم وبأنهم جميعاً مستهدفون، كما تولِّد لديهم مشاعر عميقة بالقهر والإحباط ومزيد من اليأس، ولكنها أيضاً تدفعهم إلى مواصلة تحدي الاحتلال في ظل فشل أو توقف العملية السياسية السلمية.

تقرير سمير أبو شمالة أعده من مخيم رفح في قطاع غزة.

تقرير/سمير أبو شمالة (مدينة رفح-فلسطين): مع حلول الليل على مدينة رفح ومخيماتها جنوبي قطاع غزة يسيطر هاجس الخوف والقلق على عشرات الآلاف من الفلسطينيين المقيمين بالقرب من الشريط الحدودي بسبب العمليات العسكرية المتكررة والمتواصلة التي يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي والتي تستهدف منازلهم وحياتهم مباشرة.

عمليات الجيش الإسرائيلي وتوغلاته في المنطقة حوَّلت رفح إلى مدينة أشباح، لا يسمع فيها سوى هدير الطائرات وأزيز جنازير الدبابات وزخات الرصاص التي يطلقها جنود الاحتلال المتمركزين على أبراج مراقبة الشريط الحدودي.

تشريد الآلاف من الفلسطينيين لم يضعف من عزيمتهم وإصرارهم على الحياة، على الرغم من افتراش العائلات المشردة الأرض في خيام أقيمت على أنقاض ديارهم التي خربها الاحتلال.

سالم برهوم (مواطن فلسطيني من أصحاب المنازل المدمرة في رفح): إننا مرابطون وصامدون على هذه الأرض، لن نتحرك عنها مهما بلغت ظروف القسوة والعنف الذي نلاقيه.

سمير أبو شمالة: أهالي رفح الذين يبلغ عددهم نحو مائة وثلاثين ألف نسمة وصفوا مدينتهم بأنها منكوبة، بسبب تعرضها لهجمات إسرائيلية منذ بداية انتفاضة الأقصى على مدى السنوات الماضية، ويرون أن إسرائيل تسعى من وراء هجماتها إلى اغتيال أحلامهم وطموحاتهم وتركيعهم ودفعهم إلى الاستسلام بالقوة أمام المخططات الصهيونية.

عبد الحكيم موسى (رئيس اللجنة الشعبية للمتضررين): الآن أصبح الأهالي في العراء لا فرشة ولا غطاء ولا أي.. ولا منزل ولا فيه مكان حتى في المحافظة.. بداخل المحافظة ممكن يستوعب الأعداد الهائلة من الأفراد اللي تم هدم منازلهم، لأنه اليوم بدأ.. بلغ عدد البيوت التي تم هدمهم منذ عام 2000، حتى يوم.. يومنا هذا 1200 منزل يسكنها حوالي سبعة آلاف نسمة، والمنازل والشقق التي موجودة في رفح للإيجار لم يعد موجود هناك أي شقة للإيجار بمحافظة رفح.

سمير أبو شمالة: مئات الأسر الفلسطينية المشردة لم تجد مأوى لها بعد هدم الجرافات الإسرائيلية لمنازلها سوى عددٍ من المراكز الخدمية في المدينة علَّها تقي أطفالها برد الليل وحرارة النهار. ويفشل فلسطينيون آخرون في إيجاد الكلمات التي تعبر عن حجم المأساة التي يعيشونها وسط ما يرونه تخلياً من قِبَل ذوي القربى والعالم عنهم.

مواطنة فلسطينية من أصحاب المنازل المدمرة في رفح: خشوا علينا بالدبابات، وطلعنا زي ما أنت شايف هاي المنظر تبعنا كلنا طلعنا يا أمه هيك، والله ما أنا عارفة أحكي لك ولا حاجة، ابني انصاب زوجي انصاب وولادي طلعنا، زي ما أنت شايف هاي ولادي كل ها.. وبأطلب من الدول العربية تتطلع علينا وتحن على الأطفال وتحن علينا ويشوفوا لنا متوى نتاوى فيه، ها الحين ما فيش حيلتنا ولاحاجة.. ولاحاجة حيلتنا يا أمه.

سمير أبو شمالة: هذا مثال واحد على ما حصل من دمار إسرائيلي في مدينة رفح المحاذية للحدود مع مصر، ما لا يقل عن أربعين فرداً بين أطفال ونساء ورجال من عائلتين مشردتين يعيشون في غرفة واحدة، معيلا هاتين الأسرتين لم يجدا عملاً يتمكنان من خلاله أن يوفرا قوت اليوم لأبنائهم الذين يتسابقون على فتات طعام في صحن فارغ من شدة جوعهم، هذا المأوى لم يسلم من رصاص الاحتلال الذي يلاحقهم في كل مكان.

رزق العبسي (مواطن فلسطيني من أصحاب المنازل المدمرة في رفح): الحمد لله إحنا قاعدين تحت رحمة الله ولا فيه عمل ولا فيه حاجة.. نستنى بيجيبوا لنا فطور الصبح والظهر بيجيبوا لنا غدا، لا نحتكم على أي شيء والله لا ليرة ولا دينار ولا مصري ولا دولار ولا أي حاجة نحتكم عليها في هذا المقر ولا في خارج المقر، لأنه دمرت.. منازلنا دمرت حتى الهوية.. الهويات.. ولادي بعض ناس من أولادي هوياتهم في الأرض راحت، مش عارفين نطولها (…)

سمير أبو شمالة: الأطفال الذين سُلِبَت منهم براءة الطفولة وحتى لعب الفقراء والكراريس والملابس المدرسية حيث ذهبت جميعاً تحت أنقاض بيوتهم التي دمرها الاحتلال، هؤلاء الأطفال يستعيدون صوراً كانوا قد شاهدوها عبر شاشات التلفزة من قبل في مخيم جنين وفي غيرها من المواقع الفلسطينية على امتداد الوطن المحتل.

طفلة فلسطينية: اليهود كل يوم بيخشوا علينا في البيوت، الدبابات تمشي في شوارعنا، مش عارفين شو نسوي، وكانوا يضربوا الناس قدامنا وإحنا مش عارفين حد، زي ما كانت في جنين مذبحة يصير عندنا يعني.

سمير أبو شمالة: كيف بتحكي هلا؟

طفلة فلسطينية: بأقول لا إله إلا الله، محمد رسول الله. اللي حكيته.. إحنا بدنا بيوت، اليوم إحنا بننام في شارع إحنا الدور هذا يصير ننام في الشارع إن شاء الله، زي ما شارون دخل علينا إحنا إن شاء الله هنخش عليهم.

سمير أبو شمالة: رجال وشيوخ ونساء ينتشرون في زوايا ساحة أحد نوادي المدينة، التي يلجئون إليها، غير عارفين بما قد يؤول إليه مصيرهم ويسألون إلى متى سيعيشون على هذا الحال، كما يسألون ما إذا كانت صرخات استغاثة أطفالهم ونسائهم ستصل إلى مسامع المعنيين في العالمين العربي والإسلامي.

بعد انقشاع الليل وانبلاج النهار تتكشف آثار الاجتياحات العسكرية الإسرائيلية بأحياء المواطنين الآمنين، دقائق فقط يمكن أن تحول حياة هؤلاء الفلسطينيين إلى جحيم وهو الوقت بين شروع جرافات الاحتلال بعمليات الهدم وبين تمكن المواطنين من الفرار قبل سقوط الأسقف والجدران على رؤوسهم، وقبل أن يعودوا ثانية على أمل استخراج فراش أو غطاء أو آنية أو حقيبة مدرسية من تحت الأنقاض، بينما تنفطر قلوبهم ألماً وحسرة على تعب وشقاء العمر، الذي انهار وأصبح ركاماً أمام أعينهم.

زهرة أبو عرمانة (مواطنة فلسطينية من أصحاب المنازل المدمرة في رفح): جينا على البيت لقيناه مهدوم ما فيش هيك شيء أيش في البيت؟ أيش في البيت؟ مش هذا خراب ديار؟ مش هذه نكبة؟ نكبونا وقتلونا وين نروح.. وين نروح ما فيش أي مكان يؤوينا، أي مكان يؤوينا نقعد فيه ما فيش أي مكان، زي ما أنت شايف. زي ما أنت شايف في الشوارع مشردين، معايا 3 أطفال صغار، والله العظيم الحليب ما هو عندهم، لا أكل ولا مأوى ولا دار ولا بيت ولا فلوس ولا حاجة كله راح في البلاوي هذه، وين نروح؟ وين نروح؟

سمير أبو شمالة: وفي ظل استمرار الاحتلال بممارسة سياسة العقاب الجماعي يسقط عدد كبير من الشهداء وعشرات الجرحى خلال عمليات التوغل الإسرائيلية، ومن بينها العملية التي أطلق عليها الجيش الإسرائيلي اسم علاج جذري، وذلك بذريعة البحث عن أنفاق يستخدمها الفلسطينيون في تهريب الأسلحة والذخائر من الأراضي المصرية إلى قطاع غزة.

مواطن فلسطيني من أصحاب المنازل المدمرة في رفح: أربعين سنة أشتغل في إسرائيل لا عندي أمنيات ولا عندي (..) ولا عندي أي حاجة، ولا عندي نفق ولا عندي أي حاجة، 3 طوابق هدوهم، ما عاد فيه شيء على حاله.

سمير أبو شمالة: الآن أنت وين ساكن.

مواطن فلسطيني من أصحاب المنازل المدمرة في رفح: أنا ساكن مشتت، 12 نفر مشتتين كل اثنين عند عيلة، لا فيه دور لسكن ولا فيه محلات ولا فيه أي حاجة، كل واحد عند قريب، واللي من الله ما.

سمير أبو شمالة: القوات الإسرائيلية لم ترحم حتى الطواقم الطبية والعاملين في عمليات الإسعاف من مزاولة عملها في ظروف يكون المدنيون الفلسطينيون فيها بأمس الحاجة إلى المساعدة الإنسانية، يحاول هؤلاء تقديم العون الممكن على الرغم من شح الإمكانيات.

د. علي موسى (مدير مستشفى أبو يوسف النجار – مدينة رفح): رغم قلة إمكانياتنا وصغر سعة المستشفى إلا أننا استطعنا أن نسيطر على الوضع وأجرينا العديد من العمليات الجراحية وقد عانينا معاناة جمة من قبل قوات الاحتلال أثناء تحويل الكثير من الحالات بعد إجراء العملية وحاجتهم إلى العناية المكثفة، اضطررنا لاستخدام طرق ترابية وهذا طبعاً يؤثر تأثير مباشر على حالة المرضى، وكنا نستغرق ساعات في تحويل إحدى المصابين، أيضا إمدادنا بالإمكانيات الطبية والخدماتية كالأوكسجين وخلافه كان يأخذ أيضاً جهداً منا، لأن قوات الاحتلال كانت تمنع السيارات الواردة من قبل الوزارة إلى رفح.

سمير أبو شمالة: عمليات الجيش الإسرائيلي أسفرت عن تدمير جميع مرافق البنى التحتية كشبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي، مما أدى إلى خسائر اقتصادية وبشرية كبيرة في المدينة، كما زاد ذلك من أعباء بلدية رفح التي تعاني من مصاعب ومشكلات عديدة أصلاً.

سعيد زعرب (رئيس بلدية رفح): التدمير الحقيقي فكان.. خلينا نقول البنية التحتية الموجودة في المناطق التي تم احتلالها، يمكن إحنا في منطقة رابعة، وبلوك (J) ويِبْنَى والبرازيل والسلام كان عندنا حجم دمار تقريباً 2 مليون و713 ألف دولار كان طرق والمياه والمجاري في المنطقة غير الأضرار تبع شركة الكهرباء ومرفق الهاتف، غير المنازل والمزارعين اللي تم تدميرهم في هذه المنطقة.

سمير أبو شمالة: وعلى الرغم من حالة الحزن التي تعم أجواء رفح وتسود جميع مناطق قطاع غزة تُسمع زغاريد تنطلق في حفل زفاف جماعي أقامه نواب فلسطينيون صغاراً من برلمان الطفل الفلسطيني لعشرة من أصحاب المنازل المدمرة الذين كانوا يأملون في قضاء ليلة فرحهم في منازلهم التي هدمها الاحتلال بعد تجهيزها بيوتاً للزوجية.

العريس/ طارق رصرص (مواطن فلسطيني من أصحاب المنازل المدمرة في رفح): بقيت ناوي أعمل الزفة هنا والصمدة هنا والأكل وغدا الشباب كله على باب الدار في بيتي، بقى نفسي إني أكون في بيتي يعني ما أطلعش من بيتي، والحمد لله يعني اللي من الله حلو كتير.

سمير أبو شمالة: محاولات الإذلال التي يتعرض لها الفلسطينيون من قِبَل قوات الاحتلال الإسرائيلية لم تسفر سوى عن إصرارهم على التمسك بأرضهم وبثوابتهم الوطنية وبحقوقهم المشروعة في العيش بكرامة وعزة.

هذا الدمار الذي خلَّفته قوات الاحتلال الإسرائيلية في مدينة رفح ومخيماتها أسهم في خلق هجرة داخلية للفلسطينيين بصورة تعود بذاكرة هؤلاء المشردين إلى نكبتهم الأولى عام 48، كما تعود بهم إلى هجرات أخرى داخل وطنهم، ليس آخرها بما حل بكارثة مخيم جنين.

سمير أبو شمالة – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – من على أنقاض المنازل المدمرة في مخيم رفح جنوبي قطاع غزة – فلسطين.


مسرحية أسترالية شخوصها من العرب واليهود

محمد خير البوريني: ما يزيد على نصف قرن من الزمان، ولم يتمكن الساسة من تحقيق السلام والأمن والاستقرار على صعيد القضية الفسلطينية، لكن هناك من لا يزال يحاول خارج هذا الإطار ويدعو إلى الحوار، مسرحية "البراد"، كانت ثمرة للتعاون بين مجموعة من الفنانين العرب واليهود في أستراليا، تقرير صالح السقاف أعده من هناك.

undefined

تقرير/ صالح السقاف – أستراليا: يقفل باب براد اللحوم في أحد مطاعم مدينة ملبورون، الإخوة الأعداء يواجهون مصير مشتركاً، ما من وسيلة تصرف انتباههم عن ماضيهم، وشبح الموت يتهددهم، مروان صاحب المطعم العربي المسلم، والطاهي الإسرائيلي اليهودي درور.

مروان: لديك وطن لتعود إليه.

درور: قنابل تنفجر كل عدة ساعات.

مروان: أنتم تقهروننا، ولذلك تدفعون الثمن.

درور: لا أريد أن أدفع الثمن.

مروان: إنه مؤلم، أليس كذلك؟

درور: إنها مصيدة الموت هناك.

مروان: مؤلم أن ترى وطنك ينهار.

درور: إسرائيل تنهار.

مروان: ماذا تظن؟

درور: أعتقد أنها أفضل بلد في العالم.

مروان: وأنت هنا.

درور: أنا هنا، ما الغرابة؟

مروان: أرجع إلى هنالك.

درور: سأرجع.

مروان: ارجع إلى وطنك، احزم حقائبك وارجع إلى وطنك.

درور: هيه.. نحن مغلق علينا هنا.

مروان: هيه.. تعالوا بسرعة.. درور يريد العودة إلى وطنه إنه لم يعد خائفاً. إنه يحب وطنه! افتحوا الباب.. افتحوا الباب درور بده يروح على إسرائيل هيا يا أستراليا إنها.. فرصتكم للتخلص منه أود القول.

ماثيو كروسبي (ممثل شخصية درور): أود القول إن شخصيتي ليست ودودة، ولكنها شخصية تتعامل مع ماضيها وتاريخها وخبراتها للكثيرين من الناس الذين مروا بها هناك، ليس من السهل التخلص من هذه التبعات، إنها باقية مثل أثر الجرح على الجسد، إنه يُغيِّر من شخصك.

ماجد شكر (ممثل شخصية مروان): شخصية مروان تحديداً في هذه.. العمل يحاول أن يبحث عن اعتراف.. اعتراف كونه ضحية، اعتراف من بحجم الدمار اللي أُلحق به، وحجم الضرر اللي ألحق به أيضاً، وأيضاً في نفس الوقت هو عنده قدرة على التسامح.

صالح السقاف: برودة البراد تؤجج أحقاد الصراع التاريخي، تفجر العواطف المدفونة، تحبس الأنفاس المكبوتة، مشاعر اختلطت لتشكل لوحة ألوانها كراهية واحتلال وقمع، خطوطها تدمير وإبادة وظلم.

درور: ستبقى تؤلمك طوال الحياة.

مروان: هذه مشكلتكم يا درور وليست مشكلتنا.

درور: أنا لم أفعل شيئاً! لا أحد كان يعلم في البداية..

مروان: وبعدها..

درور: لا أحد يبلغ الجندي البسيط بأي شيء.

مروان: وبعدها..

درور: في طريق العودة إلى المعسكر أحضر أحدهم صحيفة، شاهدنا الصور كما شهدها العالم أجمع.

مروان: كانوا ينتظرون من أعالي الجبل بمناظيرهم ألم تسمع؟ ألم ترى؟ ألا تعلم؟

درور: توقف.

مروان: لم يساعدنا أحد.. الناس .. ذبحوا في الشوارع، أكوام جثثهم أصابها العفن.. والروائح، يا إلهي.. ما الذي فعلتموه بنا؟!

ديبورا لايزرمور (مخرجة مسرحية البراد): حين عرضت هذه المسرحية في ملبورن خلال مؤتمر المصالحة، أُقيمت بعدها ندوة وكان أحد حضورها رجل من السكان الأصليين، كان اهتمامي بموضوع الشمولية، رسالة المسرح يجب أن تصل لمختلف الناس، وأنا مهتمة في إيجاد ذلك الإحساس، وهو أننا جميعاً كائنات بشرية، وهذا ما توصلنا إليه في المسرحية، وربما توصلنا إلى أبعد من ذلك لإدراك أن جميع الكائنات في العالم تعيش صراعاتها، على أي حال الرجل (الأبوريجينال) قال إنه رأي صراعه طوال عرض المسرحية، وتعايش مع هذا الصراع، قوله هذا جعلني أشعر بأنني نجحت، إذا استطعنا جميعاً تعريف علاقة مشاعرنا في المسرحية دون أن ننظر إلى كوننا يهوداً أو مسلمين أو مسيحيين عرب، أو بدون معرفة في أزمة الشرق الأوسط، فإنني أعتقد أننا نجحنا، مما بدا لي أن كل متفرج يجد شيئاً ما في هذه المسرحية.

د. صالح السقوف: اللحوم المذبوحة معلقة داخل البراد تضحك ساخرة، تقف متفرجة، تطلق أحكامها، هم ضحايا، محايدون، جنود احتلال، منفذي عمليات استشهادية.

أليكس بين ماير (ممثل شخصية الذبيحة): بالرغم من أننا نؤدي دور اللحوم المسلوخة، إلا أننا ندخل في حوارات عديدة مع عالم البراد، لذلك لدينا مساحة من التنوع الأدائي، تارة نكون أصوات من الماضي في رؤوس الشخصيات، تارة نكون أشباح الموتى، وتارة نكون أصوات سكان أستراليا، ولكوننا لحوماً ولأننا أموات فإن بإمكاننا الكلام في أي موضوع مما لا يقدر الأحياء على التحدث به.

صالح السقاف: ساعة الصفر تقترب، الأجساد آخذة في التجمد، وفي الروح بقية من تحدٍ، ومساءلة لقيم حضارية وتراث ولقمة عيش، كلها تمت مصادرتها في وضح النهار.

مروان: لم أخبرك بأنني ظهرت في التلفزيون.

درور: أنت! في التلفزيون.

مروان: برنامج الطبخ.

درور: ماذا طبخت؟

مروان: فلافل.

درور: طبخت فلافل في التلفزيون.

مروان: وحمص وطحينة.

درور: وما الذي تطبخه في الفلافل؟ أنت فقط تقلبها!.

مروان: المهم محتويات الفلافل! ذلك هو السر، كم من الثوم والحمص، الفول.

درور: فول!

مروان: فول.

درور: لم أكن أعلم أنك تعرف الفول!

مروان: لماذا؟

درور: الفلافل مأكولاتنا الوطنية.

مروان: إنها مأكولاتنا.

درور: لكنها مأكولاتنا الوطنية.

مروان: سرقتموها منا.

درور: لقد سرقنا أشياء كثير.. طعام.

مروان: الأرض.

درور: موسيقى.

مروان: الأرض.

درور: الأرض، مصيركم إلى الجحيم، كلانا يعرف ذلك

مروان: وماذا الآن؟

درور: لم يعد الأمر بيدنا إطلاقاً، هنالك الكثير من أصحاب المناصب الكبيرة، الذين يتخذون قرارات كبيرة، وجمعهم يحبون الفلافل ولن يتخلوا عنها لأنها لذيذة الطعم.

مروان: وتريدني أن أصدقك!!

ماجد شكر: تكنيك الشخصية هي نفسها الشخصية تنتقل من مراحل إلى .. في مراحل متعددة، مرحلة مواجهة، مرحلة حوار، مرحلة فهم للآخر المختلف، فهذا التطور أيضاً يتقلب بتقنية وتكنيك آخر مو. مو.. مو سهل جداً بالأداء.

صالح السقاف: صراع أزلي أرهقته الحروب أوقدت ناره عنجهية الإنسان، حملت إرثه البغيض الأجيال تلو الأجيال، والجميع سينتهون قطعاً من اللحم، ما تُراه الذي أغلق باب البراد.

ديبورا لايزرمور: إنني أرى أن كل هذه الاستعارة فيمن أغلق الباب وحبس الشخصية يعود بي إلى الوراء إلى العهد التوراتي عصر المسيحية، عصر الأوضاع القديمة، حيث العرب والمسلمين واليهود، في الحقيقة أن اليهود والمسلمين مشتركون في هذا الحوار، إنه حوار متواصلٌ لتاريخ الإنسان والأديان، وللجواب من أغلق الباب؟ أعتقد أنه بطريقة ما العالم، إنه التاريخ، التاريخ هو الذي حبسنا هنا حتى نتحاور.

صالح السقاف: البراد كان فرصة الإخوة الأعداء ليعبروا عما يجول بخاطرهم، وليترجموا حقيقة مشاعرهم بعيداً عن التسويات السلمية وطاولة المفاوضات وخطة الطريق المسدود.

النقد الذاتي والإدانة الصريحة والدعوة لتقييم سياسة الاحتلال الإسرائيلي أسئلة مثيرة يطرحها هذا العمل الفني، فهل ستجد رداً مقنعاً وملموساً يغير واقع الحال.

صالح السقاف – برنامج (مراسلو الجزيرة) – سيدني – أستراليا.

[فاصل إعلاني]

محمد خير البوريني: ونعرض مشاهدينا في سياق هذه الحلقة مجموعة من رسائلكم.

نبدأ من المشاهد علي الغرسلاوي من لبنان حيث بعث علي يطلب موضوعاً حول واقع العرب طلاباً وعُمَّالاً في لبنان، لا سيما أولئك المتزوِّجين من مواطنات لبنانيات ويقيمون في لبنان بوضعية مربكة، وذلك نتيجة لأوجاعهم ومعاناتهم حسب وصف المشاهد، الذي يضيف إن لبنان بلدٌ يتشدق بالديمقراطية، وليس فيه مساواة بين الرجل والمرأة، بمعنى أنه يحق للمواطن اللبناني الرجل أن يعطي لزوجته الأجنبية جميع الأوراق القانونية، في حين لا يمكن للزوجة اللبنانية أن تعطي لزوجها غير اللبناني حتى بطاقة دعوة، هذا ناهيك عن الإقامة أو حتى الجنسية.

شكراً للمشاهد ولابد من دراسة الأمر والتحقق منه، وكذلك لابد من الإلمام بجميع جوانبه قبل أي حديث في مثل هذا الموضوع.

ومن الصومال بعث إلى البرنامج المشاهد يوسف إبراهيم حسن، يعتب المشاهد على البرنامج لعدم عرضه موضوعاتٍ من أثيوبيا وإريتريا وكذلك من الصومال، ويقول: أنكم تركزون على القضايا الأوروبية والأميركية.

شكراً للمشاهد ونذكر بمجموعة الموضوعات التي كنا قد عرضناها من أثيوبيا وإريتريا والصومال، وسوف نعمل على إنجاز مزيد من الموضوعات من هناك خلال الفترة المقبلة، وتأكَّد أن (الجزيرة) لا تهمل بلداً أو شعباً من شعوب هذا العالم، والكل سواسية تماماً، ولكن هناك بعض الدول التي لا يوجد لـ (الجزيرة) فيها مراسلين مقيمين وتعتمد في تغطياتها هناك على موفدين من الزملاء يذهبون عندما يستدعي الأمر ذلك من الناحية الإخبارية.

ومن المناطق الكردية في شمالي العراق بعث إلى البرنامج المشاهد (آزاد أغا) يقول آزاد إنه أستاذ جامعي ويسأل: لماذا لا تتكلمون عن كردستان المحررة منذ عام 91 حسب تعبيره ويعرب عن استعداده للمساعدة في ذلك.

نجيب المشاهد بأننا أعددنا موضوعات مختلفة من المناطق الكردية حسب ما أتيح لنا نظراً للظروف التي كانت سائدة سابقاً، حيث كنا مقيدين بالدخول والخروج من وإلى المناطق الكردية، إضافة إلى ما كان يعتري الوضع من تدخلات كانت قائمة في عهد الرئيس السابق صدام حسين وقبل احتلال العراق، حيث كانت عوامل مختلفة تحول دون حرية حركتنا، قمنا في (الجزيرة) خلال الأشهر الأخيرة بعرض موضوعاتٍ مختلفة من المناطق الكردية في شمالي العراق، وسوف تشاهد المزيد في الحلقات المقبلة من هذا البرنامج، وأهلاً بك ثانية.

وهذه رسالة بعثتها إيمان المري من قطر تطلب فيها البحث في موضوع عدد من السجناء في السعودية، وتقول المشاهدة: إن السلطات السعودية اعتقلتهم بدعوى القضاء على الإرهاب وهم قطريو الجنسية، وتتابع المشاهدة أن السلطات السعودية تؤكد دائماً على أن أولئك المعتقلين سيخرجون قريباً، ولكن لم يتم الإفراج عنهم، علماً أنهم لم يرتكبوا جرائم كبيرة (و)تستحق هذا الحجز الطويل، حسب تعبير المشاهدة القطرية.

نجيبها بالقول: إننا نعتذر لعدم إمكانية متابعة هذا الأمر لعدم سماح السلطات السعودية (للجزيرة) بعد بالعمل على الأراضي السعودية، ثم أن الأمر مدار الحديث يتعلق بالقانون والمحاكم، وهناك العديد من الوسائل والأطر الرسمية والقانونية للبحث والتقصي بشأنه.

مشاهدينا الكرام، نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم في هذه الحلقة، ونتابع معكم ما تبقى منها.


قصة قصر الملكة أروى في اليمن

كان قصراً للملكة أروى قبل أن يتحول إلى مسجدٍ قبل نحو ألف عام، ثم صار رمزاً من رموز اليمن الكثيرة.

بعد قرون طويلة ما هو حال هذا المسجد، وما هي قصة ترميمه التي ألحقت به الأذى بدلاً من صيانته حسب قول كثيرين؟ وكيف نجت العديد من معالم هذا المسجد على الرغم من عوامل الزمن. تقرير مراد هاشم.

undefined

تقرير/ مراد هاشم – اليمن: ألف عامٍ تقريباً مضت منذ حوَّلت الملكة أروى بنت أحمد الصليحي التي حكمت اليمن بين القرنين الخامس والسادس الهجري أحد قصورها إلى جامع كبير، الجامع يقع بقلب مدينة جبلة اليمنية، وهو لا يزال يحتفظ ببعض من معالمه القديمة مثلما يحتفظ باسم الملكة التي أنشأته.

عبد الرحمن علي (إمام مسجد الملكة أروى): أي شيء (….) غير القبلة والمنبر وهذا من أيام الملكة أروى.

مراد هاشم: أجزاء ومكونات معدودة في جامع الملكة أروى احتفظت بطابعها القديم، ونجت من تأثير العوامل الطبيعية وعبث وإهمال الإنسان، منها ضريح الملكة أروى، الذي يحتل الركن الشمالي الغربي من الجامع بنقوشه وزخارفه القرآنية المطلية بماء الذهب وأربعة من أروقة الجامع ومحرابه، وهذه المسبحة الكبيرة المكونة من ألف قطعة، يسبح بها المصلون حتى الآن بشكل جماعي كما كان يفعل آباؤهم وأجدادهم.

وعلى الرغم من أهمية جامع الملكة أروى ودوره العلمي والديني في حياة اليمنيين قديماً وحديثاً والأموال الوفيرة التي تدرها أوقافه الموجودة في شتى أنحاء البلاد، وكذلك عمليات الترميم الجزئية التي أُجريت عليه تباعاً إلا أنه لا يزال يعاني من تصدعات وتشققات أدت إلى إغلاقه في وجه الزوار والمصلين لأول مرة منذ مئات السنين.

يحيى قاسم علي (قيم الجامع): كان فيه تدخلات من قِبَل الهيئة العامة للآثار، ومن قِبَل الحفاظ على المدن التاريخية ومن قِبَل وزارة الأوقاف، وكل واحد يعارض الآخر.

مراد هاشم: مكتبة الجامع هي الأخرى مغلقة في وجه الزائرين والمهتمين، وذلك على الرغم مما تحتوي عليه من مخطوطات قرآنية نادرة يعود تاريخ بعضها إلى أكثر من ألف عام، المكتبة غير منظمة، ويبدو على محتوياتها آثار العبث والإهمال.

عبد الله شرف الدين (أمين مكتبة الجامع): الحكومة بتصد أي إنسان يعني بتشتبه عليه يعني بأي حاجة يعني مؤدي بخراب الجامع أو بخراب المقام حق الملكة أروى أو بسرقة المخطوطات، فالحكومة واقفة.

مراد هاشم: آخر عمليات الترميم تبنتَّها وزارة الأوقاف اليمنية منذ نحو عامين، لكنها تعثرت، وتوقَّفت أكثر من مرة مما فاقم من مشكلات الجامع، وأطال مدة إغلاقه.

غسان حمران (المقاول المنفذ لعملية ترميم الجامع): هو فعلاً حدث هناك تأخير، وتأخير كان كبير جداً بسبب تدخلات عدة جهات، يعني تارة الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية، وتارة الهيئة العامة للآثار، وطبعاً كنا نشتغل حوالي شهر، ونتوقف 3 أشهر، فهذا بيؤثر على الأعمال حتى التي تم إنجازها، طالما أنك تقوم أنت بأعمال ترميمية، فبيحدث هناك إدخال موازنات معينة، يعني وتم إبلاغ الجهات المعنية بهذا، إنه إذا كان فيه وجهة نظر معينة بيكون دون أيضاً توقف العمل على أساس أنه لا تحدث هناك أضرار، أو تترتب على الأعمال التي قد تم إنجازها أضرار.

مراد هاشم: مشكلة تداخل الاختصاصات وتشابك الصلاحيات بين أكثر من جهة حكومية معنية بالمساجد والآثار ليست المشكلة الوحيدة التي أدت إلى توقف عمليات الترميم، إذ أدت الطريقة التي اتُّبعت في الترميم إلى جدل وخلاف كبيرين بعدما اعتبر البعض أن عملية الترميم تمت بطريقة عشوائية، وتسببت في تخريب وتدمير الكثير من النقوش والزخارف التي كانت تزين سقف المسجد ومحرابه وجدرانه، بل وإحداث تعديلات تشوِّه معالمه وطابعه المعماري.

عبد الوهاب الخديري (رئيس جمعية المحافظة على الآثار في اليمن): سررنا كثيراً بالنسبة لعملية الترميمات في البداية عندما طرحت.. طرح مكتب الأوقاف عملية الترميم نتيجة لبعض الرضوض أو الخوارج اللي بتنزل إلى.. يعني من السطح، فكان إنه كانت العملية إن إحنا سررنا بذلك، وأيضاً نظراً لعدم وجود التجربة بقت العملية شبه فاشلة، لماذا؟ لأنه ما رجعوش للمادة التقليدية المحلية ولنا الأيادي والخبرة المحلية من أبناء المدينة أو المديرية، ولهذا فكانت العملية دون دراسة، الأمر الذي أدى إلى تصدع، كما صرح الأخ (رئيس الهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية) الدكتور عبد الله زيد بأنه عملية الترميمات لم تكن لها دراسة مطلقاً، ومما أدى إلى تصدُّع الجامع.

مراد هاشم: القائمون على عملية الترميم ينفون هذه التهم، ويدافعون عن ما تم تنفيذه.

محمد الشميري (مهندس): فعلاً إحنا أوقفنا مثلاً في البداية كان تدخل غير يعني ممتاز، وإنما إحنا أوقفنا هذه الأشياء وبدأنا تدخل صحيح وفقاً للأسس العلمية، بدأنا بالأساسات، بدأنا في المعالجة (..) لحماية المياه بدأنا.. وهذه هي الأسس التي فعلاً.. هذه الأشياء التي أدخلت على.. إحنا أجلناها إلى فترة متأخرة، قلنا أول نبدأ بالحاجة الأساس والأهم، وبعدها نشرع في ما قد أُدخل في..

مراد هاشم: خبراء في مجال الآثار وجَّهوا انتقادات عديدة للأسلوب الذي اُتبع في عملية الترميم.

د. علي عبد الرحمن (أستاذ قسم الآثار في جامعة صنعاء): عملية الترميم أخذت يعني مرحلتين، المرحلة الأولى: وأعتقد إنه اللغط اللي.. اللي دار حولها، إنه ركزت الجهة الأولى اللي كانت تشرف عليها هيئة المدن تاريخية على ترميم الجزء العلوي من الجامع اللي هي الفناء، الصحن، فنتيجة لعدم خبرة من بعض المهندسين لأنه ما همش أخصائيين أثريين في الغالب، فقاموا بعمل ترميم هدم وبناء، هذا كله يعني ممكن تأجيله إلى بعد ما تستكمل مرحلة تدعيم والحفاظ على قاعدة المسجد الأساسية.

المرحلة الثانية تمت وأنا في اعتقادي إنه الأهم أن نركز ترميم الأجزاء السفلية السماسر، لأنه فيه عملية تسريب ماء بشكل عجيب.

مراد هاشم: الهيئة العامة للآثار في العاصمة صنعاء تستبعد من جانبها حدوث تشويه متعمَّد بسبب عمليات الترميم، وترجع ما قد يكون قد وقع من أخطاء إلى نقصٍ في الخبرة والتجربة.

د. يوسف محمد عبد الله (رئيس الهيئة العامة للآثار في اليمن): طبعاً الله أعلم بالسرائر، ولكن أنا أعتقد أن الناس الذين يعملون في ترميم هذا الجامع هم من المسؤولية ومن الأخلاق، ومن الوطنية، ومن التديُّن أيضاً ما يهيِّئ لهم السعي نحو العمل الصالح.

لا أعتقد أن هناك غرض وراء هذه الأمور كلها، وإنما كما قلت أحياناً الاجتهاد أن يكون فيه خطأ، فعلاً حصل بعض الخطأ في الترميمات الأولى، لأن إعادة الشيء كما كان ليس سهلاً، هناك من يتخيل له أن المسألة هي مسألة رسمة وتهدم السابق، وتعيد.. تعيده كما كان، أبداً.

مراد هاشم: وزارة الأوقاف اليمنية تنفي من جانبها حدوث أي تغيير متعمد للطابع التاريخي للجامع، وتؤكد أنها شكَّلت لجنةً للتحقيق والوقوف على تفاصيل ما جرى.

حمود عباد (وزير الأوقاف اليمنية): وزارة الأوقاف والإرشاد شرعت في ترميم هذا الجامع الكبير، والمأثر التاريخي الإسلامي العام بناءً على ما أقرته في برنامج الحكومة ومن توجيهات فخامة الأخ الرئيس، غَيْر أن وردت إلى وزارة الأوقاف مجموعة من الملاحظات من الهيئة العامة للآثار ومن صندوق التنمية الاجتماعية من الجهات المعنية بالجوانب التاريخية فيما يتعلق بمضمون الترميم، شُكِّلت من طرفنا لجان لدراسة الموضوع من وزارة الأوقاف، من وزارة الثقافة، من صندوق التنمية الاجتماعية، بعض دكاترة الجامعة المتخصصين في مجال التاريخ والأثريات، وخرج الجميع بنتيجة مؤداها أنه لابد من ترميم جامع السيدة أروى بنت أحمد بالمحافظة على ملامحه التاريخية من حيث الشكل ومن حيث المواد المكونة له، أنا قمت بزيارة شخصية لهذا المأثر التاريخي الإسلامي الكبير، واطلعت على أوضاع الترميم فيه، وأصدرنا توجيهات بالاستمرار في عملية الترميم بالمحافظة على مكوناته كما هي..

مراد هاشم: حال جامع الملكة أروى هذا ليس استثناءً في اليمن، بل كثير من المساجد التاريخية في البلاد بحاجة إلى ترميم وصيانة، واللافت أن عمليات الترميم التي تمت في العديد من المساجد التاريخية والمعالم الأثرية في اليمن تسببت أيضاً بالكثير من الجدل والخلاف وعدم الرضا.

مراد هاشم – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – صنعاء.

محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي -مشاهدينا الكرام- إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج.

يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت والصورة عند البث، كما يمكن مراسلة البرنامج عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:reporters@aljazeera.net

أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم: 23123 الدوحة – قطر، وكذلك من خلال الفاكس.

في الختام هذه تحية من مخرج الحلقة صبري الرماحي، وفريق العمل، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني، إلى اللقاء.

المصدر : الجزيرة