بيت حانون، ملاجئ الأيتام والمعوقين في صربيا
مقدم الحلقة: | محمد خير البوريني |
| |
تاريخ الحلقة: | 06/03/2004 |
– بيت حانون من الهدوء والوداعة إلى الخوف والدمار
– حالة دور الرعاية والملاجئ في صربيا
محمد خير البوريني: أهلا بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من مراسلو الجزيرة، من قطاع غزة في فلسطين نشاهد تقريرا نتناول فيه بلدة بيت حانون في شمالي القطاع البلدة التي عُرِفت بالهدوء والسكينة والوداعة وجمال الطبيعة إلى أن حولها الاحتلال الإسرائيلي إلى خراب ودمار وتوتر وترقب وخوف. ومن جمهورية صربيا نعرض قصة نتناول فيها ملاجئ الأيتام والمسنين واللقطاء والمعوقين وحتى المجرمين السابقين الذين حرموا من نعمة العيش في كنف الأسرة وظِل رعايتها ونرى دور الفقر في ذلك وكيف تتعرض هذه الدور للإهمال في الوقت الحاضر كما في عهد الرئيس السابق ميلوسوفيتش في الوقت الذي باتت فيه لا تتسع أو تكفي للأعداد المتزايدة ممن يحتاجون إليها، أهلا بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
بيت حانون.. من الهدوء والوداعة إلى الخوف والدمار
في قطاع غزة يعيش الأطفال حياة تختلف عن أقرانهم في أي مكان آخر، كانت بلدة بيت حانون الفلسطينية تمتاز بالهدوء والسكينة لكن الأشياء انقلبت فيها إلى خوف وتوتر وترقب، كل شيء فيها تحول إلى دمار وخراب بعد أن نالت منها آلة الحرب الإسرائيلية وأسنان ومخالب جرافات الاحتلال تقرير هبة عكيلة.
[تقرير مسجل]
هبة عكيلة: براءة الطفولة المرحة تحولت إلى نظرات حزن وشقاء في عيون أطفال بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة الذين كانوا يراقبون بلدتهم الخضراء الجميلة وهي تتحول بفعل وحش حديدي اسمه البلدوزر الإسرائيلي إلى أرض شاحبة وأكوام حجارة كانت تمثل بيوتهم التي أحبوا العيش فيها.
معتصم سويلم – طفل من بيت حانون: لما طلعوا اليهود جينا عودنا تحت لقينا كل بير مجرفة والدور مجرفة وطريق المدرسة وحاطين على المدرسة رمل كل شيء خاربينه ومفيش يعني ولا ميه ولا كهربا كل حاجة كانت مقطوعة عنا وكانوا يطخوا على الناس ويستشهدوا ويتصابوا ومعرفناش نوصل المدارس.
هبة عكيلة: صور ومواقف مأساوية يعانيها أهالي بلدة بيت حانون، نسيم الزعانين شاب يعيش مع أطفاله الأربعة وزوجته ووالدته في غرفتين هما ما تبقى من منزله المكون من طابقين والذي فاجأته أسنان الجرافات الإسرائيلية حين بدأت تنغرس في جدران منزله لتهدمه وهو بداخله مع أسرته وأطفاله ولتبدأ صرخاتهم المستغيثة والفزعة وتبدأ معها حيرته أيموت بين أنقاض المنزل الذي بدأ ينهار أم يخرج لمواجهة القوات التي تحاصر المنزل ولا تترد في إطلاق النار.
نسيم الزعانين: لما بدؤوا يهدوا البيت الساعة سبعة ونص دخل يعني البلدوزر خبط البيت وإحنا موجودين يعني موجودين بداخله ما قدرنا نسوي أي حاجة طبعا فجأة بأطّلع كمان بلدوزر بيخبط بيت ابن عمي مصطفى فمصطفى لاحظت إنه بيرمي بأطفاله من الدور الثاني فظلتني قاعد أنا وأطفالي جوه البيت لا أنا عارف أطلع خفت أطلع لأنه أنطخ أنا وأطفالي ومش عارف مفيش باب خلفي للبيت أساسا عندنا فظليت لما دخلوا علي البيت هما وطلعوني طبعاً بالضرب وطلعونا بره البيت وبدأ البلدوزر يهد، بدأ يهد من الساعة تقريبا بدأ من الساعة سبعة ونص بالمساء لثاني يوم الساعة سبعة الصبح طبعا هذا البيت هو عبارة عن دورين مساحته خمسمائة متر بيت إحنا أنشأناه أنا وأخواني أخوي طبعا وكل حياتنا كانت في البيت هذا وهدموه.
هبة عكيلة: حوالي 35 ألف نسمة هم المترقبون دائما بأن يكونوا عرضة لأي اجتياح لبلدتهم أو لقطاع غزة بشكل عام نظرا لوجود الحشود العسكرية الإسرائيلية بصورة شبه دائمة على مشارف الدولة كونها البوابة الشمالية لمحافظات غزة.
سيدة فلسطينية من بيت حانون: المستوطنة قريبة علينا يعني منقدرش نطلع فوق السطح نحن بالمرة يعني هذا الخوف يعني بنخاف على صغارنا أي صغير هيقبل على المستوطنة يعني أي طلق بيجي في ولادي، الحمارة وهي هين طخوها إلينا يعني لو أطلقوا الطلق مش أربع طلقات كمان طخوا على الدار هنا يعني مش عارفين نطلع وندبر حالنا يعني مش عارفين نعيش هنا نحن كمان نحن كل عيشتنا خوف في خوف يعني طب إيش بدنا نسوي يعني.
هبة عكيلة: حين تصبح الحياة رهن بمزاجية الجندي الإسرائيلي الذي يتمترس بالدبابة أو الذي يقف في حراسة مستعمرته اليهودية التي لا تبعد أكثر من كيلومتر واحد عن مساكن الفلسطينيين ولا يتردد في إطلاق النار تكون الحياة غير محتملة الخيار حينها يكون بين الثبات والتمسك بالأرض أو الفرار والتسليم.
أم محمد من بيت حانون: نحن في بداية الانتفاضة كنا ما ننامش في الدور الطخ كان يخبط في حيطانا بنشرد يعني ننام هناك من المغرب للصبح وبعدين نيجي هنا في النهار طول نهارنا مسكرين الباب إحنا منطلعش بره بالمرة الولاد ما يلعبوش ولا أي شيء يعني وبعدين صرنا نتعود على هيك إحنا بطلنا نطلع صار يعني خشوا اليهود وإحنا في الدور وإحنا خايفين والولاد خايفين محدش قادر يطلع من الدار ولا أي شيء والدبابات راحة جايه من هنا وإحنا منطلعش ولا إيشي يعني وصاروا يجرفوا عندنا هون يعني خشوا يجرفوا وكل شيء والطخ شغال ويخبط عندنا في الحيطان وهون وهون وإحنا ما نطلعش خالص وإحنا خايفين يعني في قلب الدار.
هبة عكيلة: من يتجول في بيت حانون يمكنه أن يتصور مدى القهر والغضب الذي شعر به المواطنون بعد انسحاب جيش الاحتلال من بلدتهم والحال الذي تُرِكت عليه فلا كهرباء والشوارع لا تصلح للسير فيها ومياه الشرب اختلطت بمياه الصرف الصحي حتى الجسور الأربعة التي تصلهم ببقية أجزاء غزة قد دُمِرت.
إبراهيم حمد – رئيس بلدية بيت حانون: دُمِرت البنية التحتية للأراضي الزراعية والتي مساحتها 4800 دونم وتزيد تكلفتها عن ثمانين مليون دولار أضف إلى ذلك أن هناك 42 بئرا قد دمرت تدميرا تاما وكذلك أيضا هناك أكثر من سبعين منزلا قد دمرت خلال تلك الفترة بالإضافة إلى 1250 منزلا دمر تدميرا جزئيا أضف إلى ذلك أن هناك البنية التحية للطرق المختلفة التي دمرت بالإضافة إلى أربعة جسور رئيسية قد دمرت لهذه المدينة التي تقع على الوادي والذي يربط هذه المدينة بقطاع غزة من الجهة الجنوبية.
هبة عكيلة: سبع سنوات هي الفترة الزمنية التي حددتها الجهات المختصة لإعادة تشجير الأراضي التي جُرِفت، فالأشجار التي اُقتلِعت كان بعضها شاهدا على نكبة احتلال فلسطين ووصل عمرها في بعض الأحيان إلى خمسين عاما لتصبح جزء مهما من حياة المزارعين الذين اشتهرت بياراتهم بوفرة محاصيلها من الحمضيات وجودتها.
بسام الزعانين: هالحين لما جت قوات الاحتلال بتجريف وخلع الأراضي شايفة كيف صرنا نبكي يعني شجرة خمسين ستين سنة كنا نربيها تربية ويقطع عن فم الواحد يثبتها ويسقيها ويعملها ويعتني فيها إلا إنه أجت قوات الاحتلال جرفتها كلها بالشبك بالأشجار بشبكة الميه بالرشاشات بكله أتجرف ففضل الله وفضل اللي بيدعموا الأراضي صارت مشاريع إنه بتصليح الأراضي.
هبة عكيلة: شهور مرت على انسحاب قوات الاحتلال من بيت حانون ومازالت معالم الدمار منتشرة في كل مكان الأراضي المجرفة تبدو حزينة على أشجارها المقتلعة بالرغم من أن العديد من الدول والجهات المانحة توجهت إلى بيت حانون بعد خروج قوات الاحتلال منها لتقديم المساعدات وإعادة الإعمار بصورة عاجلة لتلبية احتياجات السكان الماسة، أعمال الصيانة وإعادة الإعمار أيضا واضحة وسريعة في نواحي ومناطق مختلفة.
سفيان حمد – مدير بلدية بيت حانون: لقد بدأ الإعمار في بيت حانون منذ الوهلة الأولى وهي استصلاح البنية التحتية بما يخص الطرق والمياه والصرف الصحي والكهرباء والتليفونات وقامت باستصلاحها عدة دول مانحة لإعادة إعمار بيت حانون، هذا ما يخص القطاع العام أما ما يخص القطاع الخاص للمزارعين والسكان في بيت حانون قد تم استصلاح الآبار الزراعية وسوف يتم تشجير الأراضي الزراعية وبدأ العمل بالفعل إلى تشجير الأراضي الزراعية.
هبة عكيلة: الحديث عن اقتصاد بيت حانون يعني الحديث عن إغلاق مستمر وتخريب وجرف متكرر للأراضي الزراعية في البلدة التي تعتمد بشكل أساسي على القطاع الزراعي والأيدي العاملة داخل الخط الأخضر.
إبراهيم حمد: هذه المدينة عانت الكثير من عمليات الإغلاق المختلفة وخاصة فيما يتعلق بممر إيريز إلى إسرائيل فقعد العمال بمختلف أنواع حرفهم عن العمل مما أوجد ضائقة اقتصادية أضف إلى ذلك أن أصحاب هالبيارات المختلفة التي دُمِرت تدميرا كليا أو جزئيا أو المنازل التي دمرت تدميرا جزئيا انعكس ذلك بصفة خاصة على الناحية الاقتصادية.
هبة عكيلة: وبالرغم من الجهود الحثيثة والآمال المعقودة لإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في بيت حانون ومحاولة إعادة تشجير الأراضي المجرفة وما يتطلبه ذلك من تعب وعناء يصاحبه تخوف دائم من سكان البلدة الذين يتوقعون في كل يوم عودة جيش الاحتلال ليكرر ما فعله من دمار وخراب والحجة الإسرائيلية دائما جاهزة الدواعي الأمنية.
مزارع من بيت حانون: قعدنا فترة طويلة لما جت الزراعة وزرعنا واليهود خايفين يعني برضه لو يجوا يعني بعد ما زرعنا وتعبنا فيها خايفين برضه يجوا يجرفوها مفيش عليهم أمانة دول يعني ميتأمنش إليهم.
هبة عكيلة: من جنة خضراء إلى أرض جرداء هذا ما آلت إليه بلدة بيت حانون المنكوبة التي عايشت فترات من الاجتياحات وإعادة الاحتلال تعمد خلالها جنود الاحتلال الإسرائيلي تدمير كل ما يعتز به ويملكه سكانها لكنهم بقوا صامدين متمسكين ببلدتهم ويحاولون إعادة إعمار ما دمره الاحتلال على قدر إمكانياتهم، هبة عكيلة لبرنامج مراسلو الجزيرة من بيت حانون فلسطين.
[فاصل إعلاني]
حالة دور الرعاية والملاجئ في صربيا
محمد خير البوريني: ملاجئ للقطاء والأيتام والمعوقين وكبار السن واليائسين في جمهورية صربيا سنوات طويلة مرت على هذه الدور ولكنها مع مرور الأيام لم تعد تكفي للأعداد المتزايدة من نزلائها، المستفيدون منها يؤكدون أنها ليست أفضل حالا في عهد القوميين الإصلاحيين منها في عهد الرئيس السابق سلوبودان ميلوسوفيتش، تقرير سمير حسن.
[تقرير مسجل]
سمير حسن: تمثل الأحياء الفقيرة في صربيا الخطوة الأولى للتشرد ومرتعا للجريمة رغم بساطة الناس هنا وتواضع مطالبهم فغنيمتهم قطعة خشب تُستخدَّم حطبا للتدفئة أو كسرة خبز وجدوها في صناديق القمامة بعد أن تخلى عنها جيرانهم الأغنياء، لولا هذه الصناديق لمتنا من الجوع مثل الكلاب كلمات فسرت إقبال هذه المرأة على صناديق القمامة كل صباح، المحظوظون من هؤلاء المشردين هم الذين تعثر عليهم الشرطة تائهين وترسلهم إلى دار المشردين. الشقاء، البؤس، التعاسة، كلمات من الصعب أن تختزل واقع المأساة التي يعيشها الآلاف من نزلاء الملاجئ في صربيا.
كاترينا بافلوفيتش – نزيلة في ملجأ المشردين: ننام على كرسي خشبي في الحديقة ابنتي تضع رأسها على رجْلاي وعندما يكون هناك مطر أو طقس سيئ نختبئ في أي مكان.
سمير حسن: ملاجئ للذين قُدِر لهم أن يأتوا إلى هذه الدنيا ليعيشوا في دار اللقطاء لأن كل ما يملكه أباؤهم وأمهاتهم من الأخلاق هو الأنانية.
طفل من ملجأ الأحداث: لا أعرف منذ متى كان أبي في السجن لأنه تركني عندما كنت في الثانية من عمري ولا أعرف أيضا متى سافرت أمي إلى إيطاليا.
سمير حسن: وملاجئ للذين تكالبت عليهم الدنيا فوجدوا أنفسهم في عداد المجرمين مبكرا.
نزيل في ملجأ الأحداث: أبي لم أعرفه أبدا وأمي لم تهتم بي منذ ولادتي.
سمير حسن: وأخرى لمن هجرهم أهلهم لأن شكلهم لم يرق لهم أو لأنهم معاقين ذهنيا.
نزيل في ملجأ المعاقين ذهنيا: عمري سنتان ولدي عشيقة وسأتزوج ملكة الجمال.
سمير حسن: وملاجئ للكبار الذين تقطعت بهم السُبل ولا مأوى لهم.
كاترينا بافلوفيتش: أشعر بالأسى هنا دفئ وكل شيء على ما يرام ولكن حتى ينقضي فصل الشتاء فقط، من الصعب أن يستقبلني أحد أنا وابنتي التي تبلغ الثامنة والعشرين في بيته دون مقابل الأفضل أن ننام في الشارع بالرغم من صعوبة ذلك.
دراغوسلاف درينفالد – مدير ملجأ المشردين: عندما نعثر على نزلاء الملجأ يكونون في أسوأ حالاتهم، يكونون في صناديق القمامة أو السيارات القديمة أو مواسير المجاري الضخمة ومختلف الأقبية في محطات السكك الحديدية أو تحت الجسور، يكونون في حالة مقززة حتى أنك عندما تسأل أحدهم متى اغتسلت أخر مرة يجيب عندما سقط المطر.
سمير حسن: قصص عديدة في جنبات وردهات هذه الملاجئ لكن المأساة أن المسؤولين والمجتمع في صربيا لا يبالون بمشاكل هؤلاء بل يشاركون في تعميقها.
نزيل ثاني في ملجأ المعاقين ذهنيا: أنا من كرواتيا منذ أن أصبت بمرض نفسي هجرني جميع الأصدقاء والأقارب وتجنبوني، ما يؤلمني هو وجودي هنا وبقائي دون عمل.
دراغوسلاف درينفالد: كان هنا عدد كبير من الفنانين وأستاذة الجامعات وممن كانوا يجيدون لغات أجنبية كثيرة وقد كسروا بذلك كل القواعد لأنهم وجدوا أنفسهم وحيدين أبناؤهم في الخارج يخرجون لشراء ما يحتاجون بأنفسهم فيتيهون في المدينة عدة أيام.
سمير حسن: وتشير الإحصاءات والدراسات الاجتماعية إلى أن أعداد نزلاء هذه الملاجئ ستتزايد في السنوات القادمة نظرا لارتفاع نسبة العاطلين عن العمل وتزايد معدلات الطلاق وتصاعد الجريمة وتدفق اللاجئين من كوسوفا إلى صربيا.
دراغوسلاف درينفالد: بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الدولة هناك أولويات أخرى ولم يهتم أحد بنزلاء هذه الملاجئ لكن هناك أيضا من يستغل هؤلاء النزلاء بتكوين عصابات محترفة، عصابات للتسول كما ترون في أرجاء المدينة 90% منهم مهنتهم التسول.
سمير حسن: الملاجئ لا تستطيع استقبال المزيد والحكومة لا تستطيع بناء ملاجئ جديدة.
غيفوراد غايتش – مدير مديرية الأحداث: الأهم حاليا هو صيانة الملاجئ الموجودة وبالرغم من أن نزلاء بعض الملاجئ يحافظون على صيانة ملاجئهم بأنفسهم إلا أن هناك أشياء تحتاج إلى المال مثل الشبابيك والأبواب والزجاج والأسلاك والمصابيح وهذه الأشياء أيضاً تحتاج إلى ميزانية لتوفيرها باستمرار حتى تكون الملاجئ في وضع مقبول.
سمير حسن: وقد نجحت بعض الملاجئ في التغلب على ضعف الميزانية التي تخصصها الحكومة لها من خلال الاستفادة من الدخل الذي تدره مشاريع وأعمال تجارية مثل مزارع الحيوانات ومشاغل الخياطة كما في ملجأ المعاقين ذهنيا لكن إدارة الملجأ تأمل في تحقيق ما هو أسمى من ذلك.
ميلينكو تشوروفيتش – مدير دار المعاقين ذهنيا: هدفنا النهائي مديرا وعاملين هو إغلاق هذه الدور والملاجئ وإعادة النزلاء من حيث أتوا لذلك نحن بحاجة إلى موارد ضخمة حتى الدول الغنية لم تنجح في ذلك لكنهم نجحوا في تقليل نسبة النزلاء.
سمير حسن: ومع أن في ملجأ المعاقين ذهنيا حالات خطيرة يصعب شفاؤها فإن الأخطر هم نزلاء ملجأ الأحداث الذين وجدوا جميع الأبواب أمامهم مغلقة وخرجوا من ملجأ اللقطاء إلى ملجأ الأحداث بسبب خروجهم على القانون كما فعلت ماريانا واحدة من ثلاث فتيات في ملجأ الأحداث.
ماريانا – نزيلة في ملجأ الأحداث: كنت أخرج أنا وأصدقائي ونسرق الأكشاك.
سمير حسن: من السهل الهروب من الملجأ إلا أنهم يعودون إليه ولو بعد حين لأنهم يفتقدون دفئ البيت وحنان الوالدين ونظرة المجتمع إليهم على أنهم مجرمون أشقياء جعلتهم غرقى في بحر من اليأس.
الطفل نزيل ملجأ الأحداث: لا أفكر في أي شيء لا في الحاضر ولا في المستقبل.
غيفوراد غايتش: مهمتنا هي أن نقوم عبر أنشطة مختلفة بتعليم هؤلاء الأطفال إشباع رغباتهم وفق قواعد المجتمع وبطريقة مقبولة وهم هنا حاولوا إرضاء رغباتهم بطريقة تعارض القواعد القانونية وشروط التعايش في مجتمع طبيعي.
سمير حسن: وإذا كانت الملاجئ في صربيا تفتقد كثيرا من الإمكانات ودعم الحكومة وتعاون المجتمع فإنها تتمتع بوفرة الكوادر الخبيرة في التعامل مع نزلاء هذه الملاجئ وإن كانوا لا يحصلون على التكريم المادي والأدبي فباتوا جنودا مجهولين في معركة صامتة من أجل الإنسانية، معاناة أطفال الملاجئ في صربيا ليست وليدة اللحظة بل هي نتيجة تراكمات ناجمة عن إهمال السياسيين ونسيان المجتمع في خضم مشاكل الحياة لمن لا يملكون مالا ولا برلمانا ولا إعلاما، سمير حسن الجزيرة بلغراد.
محمد خير البوريني: مشاهدينا نهاية هذه الحلقة من مراسلو الجزيرة يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث، كما يمكن مراسلة البرنامج عبر البريد الإلكتروني reporters@aljazeera.net أو من خلال العنوان البريدي، في الختام هذه تحية من مخرج البرنامج صبري الرماحي وفريق العمل وتحية أخرى مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.