سياسة هدم المنازل التي تقوم بها القوات الإسرائيلية في فلسطين
مراسلو الجزيرة

انتفاضة الأقصى، الثروة السمكية الموريتانية، شح المياه

انتفاضة الأقصى تستمر في تهديد أمن الإسرائيليين رغم سياسة القبضة الحديدية التي ينتهجها الاحتلال، وقصة سطو أساطيل الصيد على ثروة موريتانيا السمكية، واهتمام الدول الكبرى والباحثين بإيجاد وسائل جديدة لتأمين الاحتياجات من المياه.

مقدم الحلقة:

محمد خير البوريني

تاريخ الحلقة:

15/11/2003

– العام الرابع لانتفاضة الأقصى
– سطو أساطيل بحرية على الثروة السمكية الموريتانية

– البحث عن مصادر جديدة لتأمين المياه في المستقبل


undefinedمحمد خير البوريني: مرحباً بكم مشاهدينا، إلى حلقة جديدة من (مراسلو الجزيرة).

نشاهد في هذه الحلقة تقريراً من قطاع غزة في فلسطين حول العام الرابع من انتفاضة الأقصى التي وضعت الفلسطينيين أمام خيارٍ غاية في الصعوبة والخطورة، يرون أنه لم يكن يوجد بديل عنه في ظل تعنت حكومات إسرائيل المتعاقبة ودخولها إلى المفاوضات مع سبق الإصرار على تحقيق السلام والأمن معاً لإسرائيل على حساب حقوق ومستقبل شعب عانى ويلات التشرد والضياع والإهمال الدولي، على مدى عقود طويلة، ونرى جانباً يسيراً من عذاب الفلسطينيين وتشردهم على تراب وطنهم.

ونستعرض من موريتانيا قصة سطو أساطيل دخيلة قادمة من دول مختلفة على ثروة البلاد السمكية وانتهاكها للمياه الإقليمية مخالفة القانون الدولي والإتفاقيات العالمية لصيد الأسماك، كما نرى ما لحق بقطع عديدة من أسطول الصيد الموريتاني في ميناء نوازيب الرئيسي لصيد الأسماك.

ومن الولايات المتحدة نتحدث في تقرير خاص نتناول فيه استمرار العلماء والمتخصصين في البحث عن وسائل جديدة وتطوير الوسائل المعروفة في البحث عن مصادر جديدة لتأمين حصول الأجيال المقبلة على المياه، ونتحدث عن أهمية المياه في حياة الشعوب وكيف يتوقع سياسيون أن تكون الحروب المقبلة -لا سيما في منطقة الشرق الأوسط- من أجل السيطرة على مصادر المياه وليس على الأرض.

أهلاً بكم معنا إلى أولى فقرات هذه الحلقة.


العام الرابع لانتفاضة الأقصى

العام الرابع من أعوام انتفاضة الأقصى الفلسطينية التي أعقبت دخول (شارون) باحة المسجد الأقصى المبارك في عهد حكومة (باراك)، مزيدٌ من العمليات الفلسطينية في داخل الأراضي المحتلة وفي العمق الإسرائيلي جعلت وعود شارون بتحقيق الأمن للإسرائيليين تذهب أدراج الرياح مع ازدياد مطرد في تفاقم أزمة إسرائيل السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والاجتماعية، ولكن ما هو وضع الفلسطينيين في المقابل، ازدياد كبير في عمليات القمع والتنكيل التي يمارسها الاحتلال وضرب لمؤسسات السلطة الفلسطينية ورئيسها واغتيالات لناشطين وقادة من فصائل مختلفة ودمار للبنية التحتية ومنازل المواطنين وخسائر هائلة في الاقتصاد ومزيد من الشهداء والضحايا والأمهات الثكالى والأطفال الأيتام، وما تبقى من قاموس الدمار ونكد العيش والحصار، يقول الفلسطينيون أنهم يتحملون ذلك وأكثر في سبيل تحقيق ثوابتهم الوطنية في العودة وتقرير المصير وبناء الدولة المستقلة نحو مستقبل يخرجون به إلى الحرية حتى وإن كان ذلك من بين الأنقاض.

تقرير هبة عكيلة من قطاع غزة في فلسطين.

تقرير/ هبة عكيلة – قطاع غزة – فلسطين: ثلاث سنوات مضت على انتفاضة الأقصى مارس خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي شتى صنوف الاعتداءات ومنها سياسة هدم المنازل التي استخدمت كعقوبة جماعية للمدنيين بسبب رفضهم وتحديهم للاحتلال، لكنها بكل تأكيد تركت أثرها الكبير على أصحاب هذه المنازل المُدمرة وعلى مجمل أبناء الشعب الفلسطيني.

أحمد الزعانين (صاحب أحد المنازل المدمرة): إجو لبيتنا وقاموا بتجريفه دون سابق إنذار، وأبلغوني طلعت أنا قلت لهم عايزين إيه؟ قال عايزين تطلع فوراً من البيت، بدون تفاهم، فقامت الجرافات بتجريف البيت تجريف كامل بمحتوياته كلها، طبعاً ما قدرتش أعمل شيء، انتقلت أنا وعائلتي على بيت ابن أخوي استقبلونا بترحاب وقعدنا مع بعضنا وطبعاً هاذيك الليلة ما نمناش.

هبة عكيلة: وفي الوقت الذي يجد فيه المواطن الفلسطيني نفسه محاصراً وتبدأ الدبابات والجرافات الإسرائيلية بهدم المنازل على من فيها دون سابق إنذار ليفقد كل ما يملك وتصبح حياته وأسرته مهددة تكون مساعدة الأقارب والجيران هي الوسيلة الأسرع لنجدتهم ومحاولة التخفيف عنهم.

أم محمد الزعانين (قريبة أصحاب منزل مدمر): الكل صرخ فيه ولاد جروهم من تحت الدار واستقبلناهم والله ظلت إلى 12.30 وهي تهدّ في الدار، جرافتين واحدة من هون وواحدة من هون، وبالعافية مرميين هون لما جرناهم واستقبلناهم حطيناهم في ها الدار وكلنا عشنا وياهم على الصحن وعلى الزبدية ونخبز هانا.

هشام حلس (جار لأحد أصحاب المنازل المتضررة): من خلال قيمنا كمسلمين وكفلسطينين في مجتمع إحنا معرضين إلى دائماً لعمليات قصف واعتداءات إنه نكون متضامنين ومتعاونين فالطبيعي إنه كان قدمت إنه يجوا يقعدوا عندنا لفترة معينة لغاية ما يقدروا إنه هم يحضروا بيتهم، ويقدروا يسكنوا فيه مرة ثانية .

هبة عكيلة: ومع بداية العام الرابع للانتفاضة الفلسطينية مازال جيش الاحتلال الإسرائيلي يتعمد زيادة وتيرة اعتداءاته على الفلسطينين والتي صُنِّف معظمها في الأوساط الدولية كجرائم حرب، وعلى الرغم من الادعاء الإسرائيلي في أكثر من مناسبة أن تلك الجرائم شَكَّلت رادعاً لأعمال المقاومة ضد الإسرائيليين، إلا أن الحقائق على أرض الواقع دحضت هذه المزاعم وتصاعدت أعمال المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

المحامي/ راجي الصوراني (مدير المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان): هدم المنازل يدخل في نطاق جرائم الحرب، أكثر من ذلك فإن المعهد الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية وفي الدورة الأخيرة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة حدد أن هذه جريمة حرب وأنها صنف من صنوف التعذيب الذي يمارس ضد المدنيين، لا يوجد خلاف بين المنظمات الفلسطينية والإسرائيلية والدولية على أن ما تمارسه إسرائيل بصدد هذه السياسة تحديداً يدخل في نطاق جرائم الحرب الإسرائيلية.

هبة عكيلة: بعد أن قامت القوات الإسرائيلية بهدم أكثر من خمسين ألف منزلٍ في الأراضي الفلسطينية خلال السنوات الثلاث الماضية وأصبح عشرات الآلاف من المواطنين الفلسطينيين دون مأوى لم يكن لديهم في مواجهة هذه الممارسات سوى المزيد من الترابط والتكافل النابع من الإحساس بالظلم والقهر من ناحية، والانتماء الوطني من ناحية أخرى.

مروان عبد الحميد (وكيل وزارة الأشغال العامة والإسكان الفلسطينية): عندما يحدث أي عدوان على الشعب الفلسطيني أي هجوم من خلال من طائرات (الأباتشي) التي.. أميركية الصنع طبعاً، التي تقوم بتدمير منزل ما، تقوم الهيئات الشعبية والأهالي الفلسطينيين بإيواء واحتواء والمساعدة في إزالة الأنقاض ومساعدة العائلات المشردة كما تقوم وزارة الأشغال العامة والإسكان بما لديها من إمكانيات بإيواء هذه العائلات المشردة، وأيضاً وكالة الغوث تقوم بدورها في إيواء أو إعادة ترميم وبناء المساكن التي تتعرض لها مخيمات شعبنا الفلسطيني على امتداد الوطن.

هبة عكيلة: الذاكرة الفلسطينية لازالت تختزن هذا الكم الهائل من الاعتداءات الإسرائيلية على الأنفس والممتلكات مما ترك ردود أفعال متباينة لديهم، وإن اختار البعض أن يكون الرد عبر ساحات القضاء الدولية والإسرائيلية لمحاكمة قادة الاحتلال الإسرائلي على ما اقترفوه من جرائم يعاقب عليها القانون الدولي.

المحامي/ راجي الصوراني: توجهنا مع المحامي (مارسيل بوسنت) من سويسرا وقمنا بإيداع قضية تتعلق بهدم ستين منزل في بلوك وفي رفح، قام الاحتلال بهدمهم دون أي مبرر وبدون أي سبب من ها الواقع أو القانون ونحن قمنا بتوثيق هذا الموضوع واعتبرناه جريمة حرب وتوجهنا باسم هذه العائلات جميعاً إلى المدعى العام العسكري السويسري في ملاحقة لأربع ممن هم مسؤولين ضمن مستوى القرار السياسي والعسكري بإسرائيل.

هبة عكيلة: السياسة الإسرائيلية التي نجحت بالتضييق على الفلسطينيين لم تنجح بكسر إرادتهم، إذ يؤكدون تصميمهم على مواصلة الصمود على الرغم من كل الظروف الصعبة التي يمرون بها على طريق الاستقلال الكامل والتحرر من نير الاحتلال.

رسمية الزعانين ( من سكان أحد المنازل الفلسطينية المدمرة): صح هم دمروا البيت، ودمروا الأرض دمروا الشجر ، لكن إرادة الشعب الفلسطيني قوية وين ما أجا يعني نتأمل أنه يكون فيه تضامن ووحدة وطنية شاملة بين أعضاء الشعب الفلسطيني وين ما أجا، في الشتات.. وفي كل أماكن تواجده يعني يكونوا يد واحدة.

هبة عكيلة: إمعان إسرائيل في سياسة الإغلاق والقتل والتدمير أثناء الانتفاضة الفلسطينية الحالية ضاعف من تعقيد ظروف الحياة الاقتصادية والاجتماعية للفلسطينيين لكن شعورهم الدائم بالتهديد وانعدام الأمن زاد من الترابط والتكافل بين المواطنين الفلسطينيين على اختلاف طبقاتهم وتوجهاتهم.

هبة عكيلة – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – غزة – فلسطين.


سطو أساطيل بحرية على الثروة السمكية الموريتانية

محمد خير البوريني: تولي موريتانيا ثروتها السمكية أهمية خاصة، وترتبط مع عدد من الدول باتفاقيات تتعلق بصيد الأسماك، لكن المياه الموريتانية تتعرض لعمليات غزو وسطو من قِبَل أساطيل خارجية في خرقٍ للاتفاقيات الدولية، تقرير عبد الله ولد محمدي أعده من هناك.

undefined

تقرير/ عبد الله ولد محمدي – موريتانيا: نوازيب عاصمة موريتانيا الاقتصادية وميناء الصيد الرئيس، هنا توجد أكبر ثروة سمكية حبا الله بها هذه البلاد.

على رمال الشاطئ الأطلسي وغير بعيد من أهم موانئ تصدير الأسماك، تسبح هياكل سفن قديمة، هي جزءٌ من الأسطول الذي كان منتظراً أن يُشكِّل أداة سيطرة الموريتانيين على ثروتهم.

مياه الشاطئ لم تغرق تلك السفن المتداعية فقط، وإنما أغرقت معها أحلاماً كثيرة وآمالاً أكبر.

ميلود ولد لكحل (رجل أعمال موريتاني): كانت بالأساس هذه البواخر ملك للموريتانيين ولأسباب عدة اقتصادية تجري بعد ذلك، لأنها هاي المقبرة إلها زمن مو حديثة، منذ نهاية الثمانينات، هي فعلاً كانت نهاية تجربة أولى تسرُّع الموريتانيين لتملك البواخر بدون تجربة وبدون تمهل، إذن تلك التجربة انتهت، أظن إنها فعلاً انتهت اللي موجود الآن هو الملاك أصبحوا أكثر تمهل، ما موجود منهم أحسن بكثير مما كانوا عليه من قبل.

عبد الله ولد محمدي: هذه المراكب الصغيرة تواجه منافسة غير متكافئة، سفن عملاقة تحمل داخلها مصانع كاملة لتثليج وتعليب السمك، الذي تصطاده بكميات خرافية، لكن الكثيرين يخشون من أن تلك السفن لا تنهب الثروة فقط وإنما تخرب البيئة البحرية كذلك، أغلب السفن التي تصطاد هنا إسبانية ولكنها تأتي أيضاً من باقي بلدان الاتحاد الأوروبي الذي وقَّع اتفاقية للصيد مع موريتانيا لمدة خمس سنوات، ومن بين تلك السفن واحدة أسالت مداداً كثيراً في الصحافة الموريتانية، كما أثار وجودها في موريتانيا قلق المنظمات الأوروبية المدافعة عن البيئة.

النامي محمد (رجل أعمال موريتاني): سفينة عملاقة مرعبة بالنسبة للصيادين في العالم بشكل عام حيث أنها مطاردة أو طُردت من جميع مياه العالم وهي بنيت على أساس أو على معايير هائلة ومحرمة وهي لم تقبلها أي مياه عالمية، وقد وصلت إلى موريتانيا سنة 2000 وأثارت ضجة كبيرة إلا أن هذه الضجة الكبيرة لم تثنِ السلطات الموريتانية عن إعطاء أو السماح لهذه السفينة بالصيد بالمياه الموريتانية، وحتى الآن نرى بأن هذه السفينة ونوعها من السفن حيث على الرغم من أنها سفينة فريدة من حيث طولها ومن حيث عرضها وهي مطاردة من جميع مياه العالم، هذه السفينة إذن مازالت حتى الآن تصطاد في المياه الموريتانية.

عبد الله ولد محمدي: في مركز أبحاث المحيطات التابع للحكومة الموريتانية يعكف الخبراء على دراسة التغييرات في مناخ البيئة البحرية، ومراقبة الظواهر المختلفة لمسار نمو الأسماك واختفائها وتأثير مثل هذا العدد الكبير من السفن التي تصطاد بلا هوادة على ثروة البلاد من الأسماك.

مبارك ولد سويلم (مدير مركز بحوث المحيطات – موريتانيا): تقنية الجرف من التقنيات.. من تقنيات الصيد اللي أكثر استعمال خصوصاً في الصيد الصناعي، وفعلاً عندها تأثيرات سلبية على.. خصوصاً على البيئة البحرية، إلا أنه على مستوى موريتانيا فقد أقيم بإجراءات من أجل الحد من هذه التأثيرات السلبية، حيث اتخذت بعض الإجراءات قانونية بناء على الرأي العلمي للمعهد، وتتمثل من بين هذه الإجراءات هو تحريم استخدام تقنية الجرف في الأعماق اللي أصغر من 20 متر، اللي عمقها أصغر من 20 متر، ولذا نعتبر أن هذه.. هذا الإجراء سيحد منها -إن شاء الله- ومن.. من التأثيرات السلبية لهذه التقنية.

عبد الله ولد محمدي: العديدون من المشتغلين بالصيد يشكون التناقص المستمر للثروة، التي لا تنافسهم فيها السفن المصانع فحسب، بل وقراصنة الصيد الإسبان والكوريون، فمهمة حماية الشاطئ الموريتاني الممتد زهاء ألف كيلو متر موكلة إلى عدد محدود من الزوارق البحرية، وسفينة واحدة مهداة من ألمانيا، وربما تحتاج موريتانيا إلى عشرات مثلها لتوقف سرقة ثروتها السمكية التي كانت يوماً ما مضرب المثل.

مداخل موريتاني: طبعاً القرصنة خطيرة جداً، وخطيرة اقتصادياً، لأن نفس نوعية السمك الموريتاني يصطادها قراصنة ويبيعوها بنفس الأسواق التي نبيعها نحن بها.

عبد الله ولد محمدي: مهمة حماية الثروة تبقى مركزة على حماية حوض بعرض مئات الكيلو مترات، هذا الحوض أسمه آرجين وبفضل التوازن البيئي النادر الذي يتمتع به يظل المكان الملائم لتكاثر نوعيات محددة من الأسماك، كما أنه موطن ملايين الطيور التي تحتمي بهذا المكان أشهراً طويلة من السنة، ورغم تمتعه بحماية منظمات بيئية عالمية، فإن ذلك لم يوقف الصيد في محيط حوض آرجين، مثله في ذلك الشواطئ الموريتانية الأخرى، التي تشهد حملة منظمة للاستغلال غير المعقلن للثروة رغم الضوابط التي وضعتها الحكومة الموريتانية، يتذكر الكثيرون هذا المشهد، حين كانت الدلافين تخرج لمساعدة هذه القبيلة من الصيادين الموريتانيين للإمساك بأسراب سمك (البوري)، اليوم يحاول أبناء القبيلة تكرار نفس التجربة، استدعاء الدلافين التي لم تعد تستجيب، فقد تعطلت لغة الكلام المشتركة بين الإنسان والحيوان هنا بعد أن دخلت على الخط أقسى آلات الدمار، السفن التي تصطاد كل شيء، بما في ذلك تقاليد صيد عمرها قرون من الزمان.

يخشى الكثيرون هنا أن تضيع هذه الثروة تحت الضغط الهائل لأساطيل الصيد التي تأتي من كل حدب وصوب.

عبد الله ولد محمدي -لبرنامج (مراسلو الجزيرة)- نوازيب.

[فاصل إعلاني]

محمد خير البوريني: ونعرض -مشاهدينا- في سياق هذه الحلقة مجموعة من رسائلكم.

البداية برسالة بعثها المشاهد الفلسطيني المهندس محمد عبده، يقول المشاهد: إن هناك العديد من الفلسطينيين من أبناء الضفة الغربية، الذين يعيشون في مدينة القدس بشكل غير قانوني بالنسبة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، وإنهم يواجهون مصاعب يومية كبيرة ومعاناة على الحواجز العسكرية التي يقيمها الاحتلال، يطلب محمد تسليط الضوء على هذا الموضوع. نشكر المشاهد ونحن نقوم بدورنا بدراسة هذا الأمر.

والمشاهد الفقير أوعاطف، ويبدو أنه مغربي يقيم في فرنسا، يطلب المشاهد تقريراً حول وسائل الإعلام المرئي والمقروء والمسموع في فرنسا ودعمها لإسرائيل -حسب قوله- ويقول: هذا الإعلام يمارس إخفاء المعلومات عن المواطن الفرنسي، ويؤثر على الرأي العام في البلاد، ويرى المشاهد أن نشاط هذا الإعلام يزداد عندما ترتفع حدة التوتر في الشرق الأوسط، وعندما يستخدم الاحتلال الإسرائيلي قبضته الحديدية ضد الشعب الفلسطيني.

نجيب المشاهد بأننا شرعنا بالفعل في دراسة الأمر وبحث إمكانيات تنفيذه من فرنسا.

وهذه رسالة من مجموعة مشاهدين عنهم أحمد علي من الجماهيرية الليبية، جاء في الرسالة: نحن المدرسين العاملين في مدينة مصراتة في الجماهيرية الليبية نبعث إليكم بعد أن تقطعت بنا السبل، ولم نترك باباً إلا وطرقناه، وكنا نطرد أو لا نستقبل من قِبَل المسؤولين كلما اعتزمنا طرح شكوانا، تتحدث الرسالة على ما يبدو عن عدم صرف مرتبات هؤلاء المدرسين لفترة طويلة، أو أنهم مدرسون معينون حديثاً، ولم يتسلموا مستحقاتهم المالية، الأمر ليس واضحاً تماماً.

نقول للمشاهدين أصحاب الرسالة إن ما يتحدثون عنه موضوع محلي بحت، يمكن للصحافة المحلية في أي دولة أن تتطرق إليه وتتولى معالجته، أما برنامج (مراسلو الجزيرة) فإنه يعالج الموضوعات التي تهم عموم المشاهدين العرب، أو شرائح واسعة منهم، مع تقديرنا الكبير ومراعاتنا الكاملة لقضيتكم المطروحة.

ورسالة إلكترونية بعثها المشاهد عبد الغني حسين علي من البحرين، يتحدث عبد الغني محاولاً توضيح رسالة سابقة كان قد بعثها إلى البرنامج، ويطلب فيها التركيز على قضايا البطالة في العالم العربي والفقر المدقع في العديد من الدول العربية.

الرسالة وصلت ونذكر المشاهد بأننا عرضنا سابقاً مجموعة من الموضوعات بهذا الشأن من دول عربية مختلفة، وسوف تشاهد المزيد في حلقاتنا المقبلة -بإذن الله- ولكننا لا نخفي على المشاهدين في الوقت نفسه، أننا نواجه عقبات وعراقيل كثيرة في إنجاز الموضوعات المختلفة من دول عربية بعينها، حيث يتطلب الأمر إجراءات غير مبررة وموافقات ومماطلات، ورفض في العديد من الحالات، في الوقت الذي تتحدث فيه تلك الدول أمام العالم عن الشفافية الإعلامية والمكاشفة والمصارحة والوضوح.

وهذه رسالة من المشاهد وليد جودة من جمهورية مصر العربية، يقول فيها: سمعنا كثيراً عن طائفة الدروز، وأثيرت حولهم العديد من الآراء المتناقضة التي تراوحت بين الإيجابية والسلبية، نرجو منكم أن تقوموا بعرض موضوعٍ عن هذه الطائفة، والآراء المتعلقة فيها وانتماءاتها السياسية والدينية والعرقية.

شكراً للمشاهد ونود القول في هذا المقام: إننا حاولنا سابقاً إنجاز تقرير حول العرب الدروز وتاريخهم وأماكن تمركزهم، ولكننا لم نُمكَّن من تحقيق ذلك، ولم يسمح لنا بذلك بدون إبداء أسباب من تلك الجهات، ولكننا سوف نحاول من جديد ونرجو أن نوفق في مسعانا.

مشاهدينا الكرام، نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم ونتابع معكم ما تبقى من هذه الحلقة.


البحث عن مصادر جديدة لتأمين المياه في المستقبل

قضية اهتمام الدول الكبرى بالمياه والسير الحثيث في إجراء البحوث والدراسات بحثاً عن مصادر جديدة لها تؤكد أهمية وخطورة المياه في حياة الإنسان، ألم يقل جلَّ وعلا (وَجَعَلْنَا مِنَ المَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ) ثم ألم يتحدث قادة كبار عن أن حروب المستقبل -لاسيما في منطقة الشرق الأوسط- ستكون بسبب نزاعاتٍ على مصادر المياه، ويشيرون بذلك إلى علاقة المياه بأمن واستقرار الدول.

الأبحاث تتواصل لتأمين المياه للأجيال المقبلة عن طريق تحلية مياه البحر، كما يتطلع المتخصصون إلى استحداث أو ابتكار وسائل جديدة لتأمين هذه المصادر، التي لا تختلف بشيء عن مادة الأوكسجين بالنسبة للإنسان، تكنولوجيا جديدة طوَّرها عالمان، أحدهما عربي والآخر أميركي على هذا الطريق، تقرير عبد الرحيم فقراء من الولايات المتحدة.

undefined

تقرير/عبد الرحيم فقراء – الولايات المتحدة الأميركية: غزو القوات الأميركية للعراق خلال أقل من شهر واحد من الزمن أظهر من جديد حجم الجبروت العسكري الأميركي، غير أن مواطن القوة نادراً ما تخلو من مواقع ضعف، كما تبين أثناء انقطاع التيار الكهربائي عن نيويورك، ومناطق أخرى في الآونة الأخيرة، فبالإضافة إلى بعض مظاهر التوتر التي شهدتها البلاد تأثرت الحياة الاقتصادية، وحصل نقص في إمدادات المياه، وقد لا تكون الولايات المتحدة أول بلد يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن شحة المياه بالنظر إلى مواردها المائية الهائلة، لكن ذلك لم يمنع الحكومة الأميركية من وضع خارطة طريق للماء لتأمين احتياجات الأجيال الأميركية القادمة من هذه المادة التي جُعِل منها كل شيء حي، وهو ما يقود إلى التساؤل حول قضية المياه في الشرق الأوسط، وتداعياتها على مختلف أوجه الحياة في المنطقة، خاصة في ظل تكرر موجات الجفاف، وتسارع النمو الديمغرافي فيها.

نانسي كامل (مسؤولة في أحد بنوك الاستثمار): منطقة الشرق الأوسط لا تعوزها الأطر التعليمية، بل تعوزها مناصب العمل لتوظيف تلك الأطر، وعدم الاستثمار في تلك الأطر يؤدي بصورة غير مباشرة إلى عدم استغلال الموارد الطبيعية كالماء للإسهام في عملية التنمية.

عبد الرحيم فقراء: موضوع المياه في الشرق الأوسط له كذلك أبعادٌ سياسية، فبالنظر إلى حالة التوتر التي تشهدها العلاقات العربية الإسرائيلية، فإن الموضوع قد يشعل فتيل الحرب في المنطقة، برغم أن نانسي كامل تعتقد أنه قادر كذلك على إخماد نيران الصراع.

نانسي كامل: إن اقتسام مورد من الموارد بخلق شراكة بين الناس، والشراكة تؤدي إلى البحث عن السلم، كما كنا قد رأينا في الأردن بعد توقيعها على معاهدة السلام مع إسرائيل، إن السلم ليس مفهوماً مجرداً، بل إنه قيمة تساعد على توفير الماء والغذاء للناس، إنه قيمة جوهرية.

عبد الرحيم فقراء: برغم أن موضوع المياه قد لا يكون مرتبطاً بالغزو الأميركي للعراق، إلا أن التحالف الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل يثير مخاوف العديد من الجهات من أن تكون للإسرائيليين أطماع في بلاد الرافدين، وبينما يستبعد العديد من الخبراء الأميركيين نشوب حرب جديدة في المنطقة بسبب مياه دجلة أو الفرات، إلا أنهم لا يشكون في استعداد إسرائيل لاستخدام القوة لحماية مصادرها المائية الحالية.

حالة التموج التي يشهدها خضم السياسة في منطقة الشرق الأوسط ترتبط في كثير من الأحيان بعلاقاتها مع الولايات المتحدة، وفي الوقت الذي تسعى فيه واشنطن إلى وضع خريطة سياسية جديدة للمنطقة، فإنها كذلك لا تغفل شؤون الماء هناك.

البروفيسور (دوغلاس ليتل) من جامعة (كلارك) الأميركية يعتقد أن واشنطن ترغب في أن يتوصل العرب والإسرائيليون إلى تسوية تاريخية لمشكلة الأرض، وتحبذ أن يشكل موضوع تقاسم المياه أحد أبعاد تلك التسوية.

دوغلاس ليتل (جامعة كلارك الأميركية): إن الأميركيين الذين يدركون أبعاد النمو الديمغرافي في منطقة الشرق الأوسط، يدركون أيضاً أن المياه في المنطقة محدودة، وأن على الناس هناك أن يجدوا سبلاً خلاقة لتوفير الماء للجميع، إلا أن الشغل الشاغل لصانعي القرار الأميركيين هو إقناع الفلسطينيين والإسرائيليين بوقف أعمال العنف وفتح الحوار بينهما لتقريب الشعبين بدلاً من تعميق الهُوَّة بينهما.

عبد الرحيم فقراء: كما يعتقد البروفيسور ليتل، أنه في غياب خطة مائية تقي منطقة الشرق الأوسط ويلات الحرب، فإن هناك عاملاً آخر لا يقل أهمية ويكفل توفير الأمن والاستقرار في المنطقة.

دوغلاس ليتل: إن تحلية المياه تُشكِّل جزءاً من عملية توسيع الثروة الانمائية التي يتحدث عنها خبراء الاقتصاد، إن التحلية عملية مُكلفة، وتحتاج إلى قدر كبير من الطاقة، لكن ذلك لم يمنع الإسرائيليين والسعوديين وغيرهم من الاهتمام بها.

عبد الرحيم فقراء: في إحدى مناطق ولاية نيوجيرسي المتاخمة لولاية نيويورك، يسكن شهاب القُرعان مع زوجته جنان، والقُرعان واحدٌ من مئات إن لم يكن آلاف العلماء العرب الذين تزخر بهم المعاهد والجامعات والشركات الأميركية، ويعمل بالاشتراك مع زميله الأميركي (مارك آندلمن) إذ يتخصصان في مجال تحلية المياه، بَيْد أن حياة القرعان ليست كلها علماً وتكنولوجيا، فحيثما وليت وجهك في بيته تطالعك لوحات مستوحاه من ثقافة الشرق الأوسط وتاريخه ويغلب عليها محوران اثنان الماء والخصوبة.

شهاب القرعان (عالم عربي أميركي): بئر الماء هو التجمع، الناس يذهبون إليه تقريباً بشكل يومي كما تلاحظ ترى النساء يذهبن لجلب المياه، ترى الشباب بانتظارهن بجنب الماء، وهناك المرح والفكاهة.

عبد الرحيم فقراء: عندما تُصغي إلى القرعان وهو يحدثك عن تحلية المياه وما قد توفره على الشرق الأوسط من ويلات في المستقبل تشعر أن التفكير في الموضوع لا يكاد يفارق هذا العالم الأردني الأصل.

شهاب القرعان: وكما تستثمر الدول والمجتمعات في الأسلحة والأدوات الحربية فنرجو أن يكون هناك استثمار مماثل في الحل السلمي، الشرق الأوسط بالذات والدول العربية بشكل خاص المفروض بدل ما نستورد تقنيات تحلية المياه، المفروض إحنا نصدِّر هذه التكنولوجيات للعالم أجمع.

عبد الرحيم فقراء: لعل دول الخليج من أكثر الدول العربية اهتماماً بتحلية مياه البحر، خاصة وأن لديها الموارد المالية اللازمة لإحراز نجاحات كبيرة في هذا المجال، وقد تسنى لدول عربية عدة التعاقد مع شركات عالمية لإنجاز مشاريع متفاوتة الأحجام لتحلية المياه ويشير المسؤولون في بعض هذه الشركات إلى أن تلك المشاريع حيوية لاقتصاديات المنطقة كمشروع الصُّليبية لتنقية مياه الصرف الصحي في الكويت وتجري عملية التنقية في الصُّليبية على ثلاث مراحل: إزالة الرواسب، إزالة الميكروبات والجراثيم، ثم إزالة الملوحة.

مارون عون (مسؤول مائي في شركة متخصصة): هو مشروع إعادة مجاري وتنقيتها وتحليتها للزراعة، وهذه بتعمل 100 مليون جالون باليوم، إعادة المجاري كلها.

عبد الرحيم فقراء: مشروع الصُّليبية الذي سيكون جاهزاً للإنتاج بنهاية عام 2004 تقدر كلفة إنشائه بأربعمائة مليون دولار، كما أن للشركة مشاريع أخرى أصغر حجماً في بلدان عربية أخرى، هذه المشاريع تعتمد على أسلوب الفرز الغشائي الكهربائي.

مارون عون: هذا تشتغل بالمبدأ.. مبدأ الكهرو غشائي (Electro Dylisis membrain)،… بس كل هذا اللي بنشوفه هون المضخات والفلاتر وكل هذا ليشتغل الغشاء لحتى يودي المي إلى الغشاء، والغشاء يأخذ الأملاح منها حتى تصير المي صالحة للشرب، وهذا مجمع كثير.. كثير اقتصادي.

عبد الرحيم فقراء: في عام 1961 وصف الرئيس الأميركي الراحل (جون إس كينيدي) تحلية المياه وتوفيرها للناس بأسعار في متناولهم بأنها إنجاز علمي تفوق أهميته أهمية استكشاف الفضاء ويعتقد شهاب القرعان وزميله (مارك آندلمن) أن وصف كينيدي لا يزال صحيحاً حتى في عالم اليوم.

مارك أند لمن (عالم أميركي): إن تحلية مياه البحر بأسعار منخفضة تشكِّل -باعتقادي- أحد آخر التحديات الكبرى التي يواجهها الإنسان إنها تمثل للاكتشافات العلمية الوصول إلى قمة جبل (إيفرست) للاكتشافات الجغرافية، كما أن تحلية المياه تشكِّل القاسم المشترك بيني وبين شهاب القرعان الذي جلب إلى تخصصي في مجال تحلية المياه خبرة طويلة تختزل جهد العديد من الباحثين قبله في مجال الإلكترونيات.

عبد الرحيم الفقراء: آندلمن هو أيضاً يحيط نفسه بالماء، إذ يقع بيته بالقرب من هذه البركة، حيث يلتقي أحياناً بالقرعان لمناقشة آخر التطورات العلمية في مجالهما، وبعد النقاش والتأمل يتحولان إلى التجريب والاختبار.

شهاب القرعان: كما نرى هنا هذا ماء عذب صالح للشرب، وسوف يستمر في ملء هذا الأنبوب، وبشكل متقطع، السبب في التقطع هو أنه يوجد هناك مجس لدرجة الملوحة، فإذا هذا المجس لاحظ أن الملوحة زادت عن حد معين، فالمضخة تتوقف وتعطي المكثف الفرصة لجذب مزيد من الأيونات وتنظيف الماء نفسه، وثم يعبئ الماء هنا، والماء في الأخير، المكثف يجمع أيونات كثيرة، هذه الأيونات يتم إخراجها خلال فترة قصيرة إلى هذا الجزء.

عبد الرحيم الفقراء: التكنولوجيا التي طورها القرعان وآندلمن تعتمد على مكثف كهربائي يزيل الأملاح من المياه، وهذه الطريقة ليست جديدة في حد ذاتها، لكن الجديد فيها -كما يشير العالمان- هو استخدام أشباه الموصلات، وهي عبارة عن دوائر إلكترونية دقيقة لا تبدو للعين المجردة، كما يؤكدان أن مزايا هذه الطريقة متعددة، كالنجاعة في استخدام الطاقة، كذلك فإن حجم الآلة المستخدمة صغير، بحيث يمكن استخدامها في البيوت العادية واقتناؤها بأسعار زهيدة، ويأمل الرجلان في أن تحفز تلك المزايا رجال الأعمال العرب على مساعدتهما على تطوير تكنولوجيا أكبر تُمكِّن من تحلية كميات كبيرة من المياه بما فيها مياه البحر.

شهاب القرعان: الصين -على سبيل المثال- تشترط على الشركات الكبرى التي تفوز بعطاءات كبيرة في الصين أن تستثمر جزء كبير من المردود في تلك الدولة وفي نفس المجال الذي يحتاجوه، بما معناه إذا شركة كبيرة معينة فازت بعطاء في دولة عربية لتحلية المياه وبناء محطة تحلية مياه، يجب أن يكون جزء من العطاء أن تستثمر هذه الشركة مبلغ معيَّن من هذا المال في إنشاء كلية، في إنشاء تدريب المهندسين في مجال المياه.

عبد الرحيم الفقراء: وفي انتظار ظهور تكنولوجيا عربية لتحلية المياه في المنطقة يقول القرعان إنه سيظل يصب اهتمامه على سنابل الأمل في أن تحقق الدول العربية اكتفاءً ذاتياً في هذا المجال.

إذا كانت مسألة الماء تشغل بال الناس حتى في بلد يزخر بالموارد المائية كالولايات المتحدة، فما بالك بالعالم العربي الذي ما فتئ الجفاف يضرب أجزاءً شاسعة منه، بَيْد أن الطبيعة لم تبخل بخلاً تاماً على العرب، بل إنها أنعمت عليهم بمياه تتموج على امتداد آلاف الكيلومترات من المحيط إلى الخليج وبطاقات علمية لا تكل من التفكير في مسألة الماء وفي سبل تأمينه.

عبد الرحيم فقراء – (الجزيرة) – نيويورك.

محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج.

يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت، والصورة عند البث، كما يمكن مراسلة البرنامج عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:reporters@aljazeera.net

أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم : 23123 الدوحة – قطر. وكذلك من خلال الفاكس.

في ختام هذه الحلقة أنقل إليكم تحيات مخرجها صبري الرماحي وفريق العمل، وهذه تحية أخرى مني.. محمد خير البوريني، إلى اللقاء.