مراسلو الجزيرة

الواقع الأفغاني والوجود الأميركي، العراق والاحتلال

زمن طويل مر على أحداث 11 سبتمبر وعلى حركة طالبان وتنظيم القاعدة, أحلام الأفغان بالأمن والاستقرار، كفاح العراقيين المتواصل على مدى 13 عاما لتوفير لقمة العيش وأدنى متطلبات الحياة وآثار الحرب والاحتلال على حياتهم.

مقدم الحلقة:

محمد خير البوريني

تاريخ الحلقة:

18/10/2003

– الواقع الأفغاني بعد مرور عامين من الوجود الأميركي
– هموم الشعب العراقي في ظل الاحتلال

– النمو الاقتصادي في ماليزيا


undefinedمحمد خير البوريني: أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة جديدة من (مراسلو الجزيرة).

نشاهد في هذه الحلقة تقريراً من أفغانستان يتحدث عن مرور وقت طويل على أحداث الحادي عشر من سبتمبر والحرب التي شنتها الولايات المتحدة على تنظيم القاعدة وأسقطت حركة طالبان وأدت إلى جعل زعيم طالبان الملا محمد عمر وزعيم القاعدة أسامة بن لادن طريدين لا تعرف لهما واشنطن أثراً، لكن الأمن والاستقرار في أفغانستان لا يزالان بعيدي المنال.

ومن العراق نسلط الضوء على جانب من حياة العراقيين وصعوبة عيشهم منذ أن وقع العراق تحت طائلة العقوبات الدولية على مدى ثلاثة عشر عاماً وحتى سقوط البلاد تحت الاحتلال الأميركي والبريطاني، ونرى كيف يكافح العراقيون من أجل الحصول على لقمة العيش ومحاولة إدارة وتدبير الحد الأدنى من شؤون ومستلزمات حياتهم الملحة والرئيسية على الأقل.

ومن ماليزيا نعرض تقريراً نتجول فيه في عدد من مناطق البلاد نتعرف على بلد آسيوي إسلامي متعدد الأعراق يعيش فيه الجميع بانسجام وتآلف، حقق الكثير وكافح من أجل المحافظة على تميزه وتقاليده واستقراره السياسي والاقتصادي مع سعيه الحثيث بمواكبة روح العصر.

أهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.


الواقع الأفغاني بعد مرور عامين من الوجود الأميركي

مرت ذكرى أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ومر وقت ليس بقصير على الحرب التي شنتها الولايات المتحدة الأميركية على أفغانستان، الحرب التي تمكنت فيها واشنطن من الإطاحة بحكم حركة طالبان، وهزيمة تنظيم القاعدة عسكرياً على أرض المعركة لكن أفغانستان ما زالت تبحث عن السلام والاستقرار والأمن الذي يرى كثيرون هناك أنها أمور لا تزال بعيدة المنال على الرغم من أي شيء قد يقال.

ويرى آخرون أن الحال يزداد تدهوراً وسوءاً مع مرور الوقت أو أنه يبقى على ما هو عليه إلى أجل غير مسمى في أحسن الأحوال.

وينتقد كثيرين منهم عدم تمكن القوات الدولية من الانتشار في أرجاء البلاد لدواعٍ أمنية واقتصار وجودها واستنفارها فقط على العاصمة كابول.

آراء الأفغان تتباين ولكن النتائج متقاربة. تقرير الطاهر عمارة من هناك.

undefined

تقرير/ الطاهر عمارة: هجمات الحادي عشر من سبتمبر التي غيرت وجه العالم كانت أفغانستان أول من تأثر بها بشكل مباشر، فالرجل الذي اتهم بالوقوف وراء الهجمات، ثم تبناها بعد ذلك بلهجة جمعت بين الفخر والتحدي كان وربما لا يزال في أفغانستان.

أحداث درامية سريعة، اتهام فقصف فهجوم فحكومة جديدة تخلف طالبان، فما هي صورة الوضع الحالي في البلاد بعد مرور أكثر من عامين على تلك الأحداث الرهيبة؟

الأمن ذلك الحلم الكبير الذي يراود الأفغان منذ فقدوه قبل أكثر من عقدين من الزمن مازال يتأرجح بين الاختفاء والظهور.

عبد الحفيظ منصور (رئيس تحرير صحيفة "بيام مجاهد" الصادرة في كابول): للأسف الوضع الأمني لا يتحسن مع مرور الأيام بل ينحدر نحو الأسوأ، حروب، عدم استقرار متصاعد في المناطق الحدودية مع باكستان، سلسلة من الانفجارات، إحراق مدارس، قتل ناس، كل ذلك يحدث حتى جوار مدينة كابول.

المهندس أحمد شاه أحمد زي(رئيس أول حكومة للمجاهدين): في ولايات الجنوب والشرق جنوب والغرب فيه مشاكل، أنا قدمت اقتراح لكل من التقى.. التقيت به من الأمم المتحدة من الغربيين من الأيساف، من الاتحاد الأوروبي قلت لهم إلى متى أنتم تقاتلون الأفغان وتقتلون أنفسكم؟ إلى أين؟

الطاهر عمارة: المناطق الجنوبية والشرقية شهدت ولا زالت تشهد عمليات مختلفة الأحجام والأساليب وبوتيرة زادت حدة في الآونة الأخيرة مما قد يؤشر إلى أن حرب العصابات التي هددت بها طالبان بدأت تدخل مرحلتها الحاسمة، ومع كل ذلك فإن السلطات الحكومية لا تعير اهتماماً كبيراً لذلك، كما لا تترك مناسبة إلا وتتهم جهات خارجية بالوقوف وراء ما يحدث.

الجنرال نعمت الله جليلي( وزارة الداخلية الأفغانية): لا يستطيعون وما عندهم القدرة أن يواجهوا أنفسهم مع القوات الدولية وقوات التحالف أو قوات الجيش العسكري الأفغاني، فهم يطلقون من بعيد بعض الصواريخ، بالنسبة لبعض التحركات العسكرية التي تكون موجودة حتى الآن في أفغانستان فهذه التحركات ترسل من خارج أفغانستان فإن شاء الله سنجد الحل لهذه المشكلة أيضاً، وسنخرج.. ونخرجهم إن شاء الله قريباً من.. من الحدود الأفغانية .

الطاهر عمارة: المواطنون الذين يدفعون ثمن الصراعات وانعدام الأمن تتباين آراؤهم ولا يبدو عليهم كثير جزع مما يحدث، فهم على كل حال في وضع أحسن من أيام المحن الشديدة التي مرت عليهم في السنوات الأخيرة.

مواطن من سكان كابول: هناك أمن في مناطق بينما ينعدم في أخرى، وعلى المستوى العام يمكن القول إن الأمن غير مستقر، وأنا كمواطن أفغاني أدعو المجتمع الدولي إلى أن يساعدنا في توفير الأمن في كل بلادنا.

مواطن من سكان كابول: مدينة كابول آمنة بنسبة 70%، ينقصنا النظام العام، نظام الشرطة والمرور والتحكم في تصرفات الجيش.

مواطن من سكان كابول: أنا رأيت بعض الأحياء في كابول تنظم حراسة خاصة في الليل وهناك لصوص يأتون إلى البيوت بلباس الشرطة وهذه أمور أذيعت حتى في الراديو.

الطاهر عمارة: أفغانستان لم تتغير كثيراً والاستثناء الوحيد هو العاصمة كابول وعدد قليل من المدن الرئيسية، فتوافد المئات من المؤسسات الأجنبية وعدة آلاف من القوات الدولية على كابول حرك بعض الشيء نهر التنمية الراكد منذ فترة طويلة، أما في الأرياف والقرى فمازالت دار لقمان على حالها، فهذا مثلاً مركز أمني في مديرية شاه جوي بولاية زابول، والمفترض أن يكون الوجه المشرق للحكومة في المنطقة والاهتمام به وبأفراده صمام أمان وضمان ولاء للحكومة.

عبد القيوم خان (مسؤول أمن مديرية شاه جوي-ولاية زابول): منذ اثني عشر شهراً لم نستلم رواتب، وعندنا 65 رجل أمن و15 موظفاً إدارياً، والمجموع 80 شخصاً، ليس لدينا ألبسة ولا سيارات ولا وقود، وطالبان عندما كثروا وأصبحوا قوة، فهذا فقط بسبب ضعف إمكانيات الحكومة هنا، ولو أن الحكومة دعمتنا بالرواتب والسيارات ووجهت رجالنا إلى واجبهم ما حدث الذي حدث.

الطاهر عمارة: قوات حفظ السلام الدولية المعروفة بالأيساف التي تولى حلف الناتو موخراً قيادتها مازالت تراوح مكانها، وتقتصر مهامها على الدوريات والمساهمة في أمن مطار كابول الدولي وتولي عمليات التفتيش في المؤتمرات الكبرى، دوريات الأيساف تسير في الشوارع على أهبة الاستعداد للقتال، وكأن القوم في ساحة معركة حقيقية الأمر الذي يرى فيه البعض استفزازاً لمشاعر الناس.

الجنرال نعمت الله جليلي: القوات العسكرية لها القوانين النافدة من قبلهم وللأسف أن نقول هناك.. الخوف من أي شيء، ولكن القوانين العسكرية صعبة، فهناك عندما هم يقفون في الشوارع ويمشون في الشوارع وفي دوريات، فهذه التحركات كلها تحركات العسكرية الموجودة لديهم.

الطاهر عمارة: قوات الأيساف تحجم عن مجرد التفكير في توسيع نشاطاتها إلى بقية الأقاليم، لتقصر تواجدها على كابول حيث ألفها الناس على ما يبدو.

مواطن من سكان كابول: القوات الدولية في كابول قدمت خدمات كثيرة للمساهمة في بناء المستشفيات وتعبيد الطرق، ومن ناحية الأمن تواجدهم خاصة مع قيادة الناتو مهم جداً.

مواطن من سكان كابول: كثير من الناس يتوجسون خيفة من انتشار قوات الأيساف في مناطق أخرى من أفغانستان لأنها ستواجه مشاكل، ولذلك يجب جمع السلاح أولاً من تلك المناطق قبل انتشار الأيساف فيها.

مواطن من سكان كابول: خارج مدينة كابول ليس لهم أي دور، ففي ولايات عديدة من أفغانستان مازال الحال كالسابق، صراعات ومناوشات مستمرة، ولو أمكن للأيساف القضاء على الصراعات، فإنه ذلك في مصلحة أفغانستان، ولو ازدادت المشاكل أكثر فوجودهم لا فائدة منه.

الطاهر عمارة: القوات الأميركية التي وصلت إلى أفغانستان بعد أن حدد لها سادة البيت الأبيض مهمتها الأولى، وهي القبض على أسامة بن لادن والملا عمر، ها هي بعد سنتين تقوم بأعمال شبه روتينية، عمليات مشتركة مع العناصر الموالية لحكومة (كرزاي) في أقاصي البلاد والمناطق الحدودية، كما صارت تتلقى ضربات شبه متواصلة تتمثل في صواريخ ترسل على قواعدها في كونار وخوست وجلال آباد، وحتى على قاعدة باجرام الرئيسية في بعض الأحيان، هذه القوات تعلن في العادة فقط عن جريح هنا أو هناك، وعن متوفى متأثر بجراح إثر انقلاب عربته العسكرية، وعن آخر مات بسكتة قلبية، في الوقت الذي تطلق طالبان والقاعدة إشاعات عن سقوط قتلى في صفوف القوات الأميركية بعد كل معركة بين الطرفين.

الأفغان تختلف نظرتهم للقوات الأميركية، فالبشتون الذين مثلوا ثقل طالبان أيام عزهم مازال أغلبهم ينظر إلى هذه القوات على أنها غازية ومحتلة، أمَّا أهل العاصمة كابول فنظرتهم أقل حدة لها، لكن الإجماع قائم على محاربتها لو تحولت إلى احتلال سافر، وبالرغم من كل ما قد يقال عن هذه القوات، فإن البعض يرى فيما قامت به إنجازاً أنقذ البلاد من انقسام وشيك.

عناية الله شينواري (محلل سياسي أفغاني): كانت هناك إشاعة قبل وصول القوات الأميركية إلى أفغانستان، مفادها أن البلاد ستقسَّم إلى دولتين، فقد كانت هناك حكومتان متوازيتان في البلاد، الأولى فعَّالة وتسيطر على أكثر مناطق البلاد، ولا تملك شرعية، وغير معترف بها عالمياً، والأخرى معترفٌ بها من طرف المجتمع الدولي.

الطاهر عمارة: المسؤولون الأميركيون من جانبهم عادة ما يعلنون خلال زياراتهم المتكررة لأفغانستان عن إنجازات كبيرة حققوها مع الحكومة الموالية لهم.

دونالد رامسفيلد (وزير الدفاع الأميركي): أرى تقدماً هنا وجهوداً كبيرة في التنمية الاقتصادية، أرى تحسناً أمنياً، وهذا يؤكد المساعي القائمة لبناء دولة حديثة ديمقراطية تمثل كل الشعب في هذه البلاد، هناك إرهاب وإرهابيون، والولايات المتحدة تبذل مجهوداتٍ كبيرة لمقاومة ذلك.

الطاهرة عمارة: وحتى لو حققت أميركا نتائج ملموسة للشعب الأفغاني، فإن نفوذها وقواتها تظل على كف عفريت في بلد ستظل لعلماء الدين فيه كلمة مسموعة.

سيد أغا تراخيل (عالم وشيخ الزعيم الأفغاني المعارض قلب الدين حكمتيار): أنا الذي أفتيت بداية بالجهاد ضد الروس وأبي هو الذي أفتى بالجهاد ضد الإنجليز قبل ذلك، وهكذا أفتى علمائنا بقتالهم، وكان علماء أفغانستان ينتظرونني، لكنني أخاف إذا أفتيت الآن أن يتكرر ما حدث بعد خروج السوفييت من اختلاف واقتتال داخلي، هذا هو السبب وراء الاحجام عن الفتوى، وإلا لو فتحت فمي لا أبالغ إذا قلت إنه خلال أقل من سنة سأقتلع جذور الأميركيين من أفغانستان بعون الله.

الطاهر عمارة: حكومة الرئيس حامد كرزاي من جانبها تحاول تخفيف العبء عن كاهل القوات الأميركية، وتسابق الزمن لبسط سيطرتها الفعلية على كل ولايات أفغانستان عبر تعيين ولاة وقادة يستمدون قوتهم من الحكومة فقط لا من تاريخهم وعشائرهم، ومن المتوقع أن تنجح في ذلك إذا استمر الدعم الأميركي.

د. عبد الله عبد الله (وزير الخارجية الأفغاني): العلاقة مبنية على مصلحة الولايات المتحدة، ومبنية على نظرتها للاستقرار في هذا الجزء من العالم والسلام العالمي كله، مبنية على التعهدات بالحرب على الإرهاب، وهناك العديد من الأسباب الأخرى، أنا متأكد من أن التعهد الأميركي تجاه أفغانستان ليس قصير الأمد بل طويلاً ومتعدد الزوايا والأبعاد.

الطاهر عمارة: وعلى كل حال فإن نجاح أو فشل التجربة الأميركية في أفغانستان يظل رهناً للأيام القادمة وحدها، ففي هذا البلد يصعب أحياناً التكهن بما سيحدث في الغد القريب، فكيف بخمس أو عشر سنوات قادمة؟

وفي الملف الأفغاني يدخل الاختلاف حول توقعات كثيرة، لكن ما يصعب الاختلاف عليه هو أن تلك التوقعات قد تنقلب رأساً على عقب في وقت قياسي بفعل التطورات والأحداث المفاجئة.

الطاهر عمارة – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – كابول.


هموم الشعب العراقي في ظل الاحتلال

محمد خير البوريني: ما أن وضعت الحرب العراقية الإيرانية أوزارها حتى دخل العراق في حرب الخليج الثانية بعد احتلال القوات العراقية للكويت إبان حكم الرئيس السابق صدام حسين.

دوامة الحصار المرير الذي تعرض له الشعب العراقي استمرت على مدى ثلاثة عشر عاماً كانت شرسة في قسوتها، الأمر الذي جعل حياة الأغلبية الكبيرة من الشعب العراقي لا تطاق، ليس ابتداءً من انقطاع التيار الكهربائي ولا انتهاءً بالوضع الصحي الصعب، أو الكفاح القاسي من أجل توفير أدنى مستلزمات الحياة اليومية، ووجبات غذاء أطفال الأسر التي لم تكن خلال سنوات الحصار كتلك التي يعرفها الأطفال في بقية دول العالم.

التقرير التالي يسلط الضوء على جانب من معاناة وألم العراقيين المتواصل خلال الفترة الانتقالية الحالية المستمرة منذ سقوط نظام الرئيس السابق صدام حسين، ووقوع البلاد تحت الاحتلال الأميركي والبريطاني، تقرير أطوار بهجت من بغداد.

undefined

تقرير/ أطوار بهجت: هشام رب عائلة عراقية مكونة من ستة أشخاص، عاش معظم حياته وأولاده في مدينة أدمنت الحروب وخنقها الحصار، يعمل حداداً لأكثر من اثنتي عشرة ساعة في النهار، وهي مهنة تضعك في العراق بين أفراد الطبقة المتوسطة التي تشكل النسبة الأعم في هذا المجتمع، وتعيش ظروفاً عصيبة.

هشام (رب أسرة عراقية): يعني أسبوعي (..) تكفيني، يعني يادوب هي العائلة تدبر حالها، لا أقدر أشتري لي فاد حاجة، لا أقدر أسوي لي فاد مشروع، بيتي أنا يعني قاعد ويَّا أخويا، زين، الله شاهد يعني (..) أدبر حالي، وهي 25 بالسبوع، زين فتعرف مصرف بيت، مصرف أجي اللي جاي آني والجهاز، يعني فاد شغلة الحال تعبانة.

أطوار بهجت: مثله مثل سائر العراقيين، تحفل حياته بالهموم، لكنه اختار الحدادة لتطويع أيامه الأصلب من الحديد، يسكن مع أخيه في منزل واحد اكتظَّ بأسرتين مجموع أفرادهما اثنا عشر، البيت ملك الأخ الأكبر، وليس أمام هشام حلٌ آخر، شأنه شأن الكثير من مواطنيه الذين يعانون غلاء إيجارات السكن، وارتفاع أسعار إنشاء أو شراء البيوت، كما أن الحياة المشتركة دائماً أقل كلفة حسبما يرى العراقيون الذين تعودوا حياة التقشف نتيجة حروب السنوات الماضية، الأطفال الثمانية، والأخوان وزوجتاهما يديرون عجلة الحياة في هذا البيت بدأبٍ وصبر.

إيمان زوجة هشام تأخذ على عاتقها مسؤولية تجهيز سلة العائلة الغذائية، وبينما هناك عائلات أخرى لا تبلغ سوي الكفاف، تبلغ سلة بيت هشام حد الاكتفاء الذاتي، سواء بالحصة التموينية التي توزع على العراقيين أو عبر اقتصاد النفقات بكل طريقة ممكنة.

إيمان: الحصة التموينية من ينطوها يعني هم كل شهر، إحنا قبل الشهر يعني مثلاً التمَّن ما يكفينا، السكر لأ، يكفي، فيبقى زايد نبيع السكر ونجيب مكانه التمَّن، مصرفنا إحنا يعني هو مصرف عائلة كبيرة، وبالنسبة لنا يعني جدر واحد مكتظين يعني، فإذا يعني جدرين وها عائلتين إحنا، فعادي كل عائلة تكلف أكثر، فجدر واحد يكفينا، أو مصرفهم بين الأخوان ما يتقاسمون به يعني يشاركون اتنانيتهم.

أطوار بهجت: عدد أولاد هشام أربعة، ومثلهم أولاد عمهم الكبير عدنان، زوجة العم لم تنل شهادة الثانوية، لكن مهمة التحصيل العلمي عندها لم تنقطع، تضطلع بأعمالها المنزلية كاملة غير أن لها اهتمامات أخرى، دخلت دورة لتعلم مبادئ الحاسوب الذي دفعت لأجل شرائه مصاغها الذي حاولت طويلاً أن تحافظ عليه على الرغم من جور السنوات القاسية.

غروب (زوجة شقيق هشام): بس إحنا ما قادرين إنه نشتري فاد جهاز جديد بالبيت مثلاً جهاز التليفزيون أو ما شابه كباقي الأجهزة الكهربائية، لكن حبي واطلاعي إنه.. بأني أتعلم جهاز الكمبيوتر، ظروف الحصار خلتني ما أقدر أشتريه بالبداية، لكن سوِّيت جمعيات، وعندي مجموعة من المصوغات الذهبية اللي هي مال زواجي بعتها على مود أقدر أشتري هذا الشي الجهاز، واستفاد من عنده، ويستفاد منها أطفالي.

أطوار بهجت: مشاغل البيت وهمومه لم تعطلها عن ابتكار وسائل إدامة الحياة في هذا البيت، تستثمر جانباً من مدخراتها الصغيرة بالذهاب إلى أسواق الجملة تتبضع الحاجيات للأهل والأصدقاء والجيران بالجملة، ثم تبيعها لهم بالتقسيط لصالح ربح بسيط لم يُفلح إلى الآن في أن يوفر لها ولأسرتها جهاز استقبال البث الفضائي، فبعد أن منعه النظام السابق على العراقيين، وجعل عقوبته المصادرة والغرامة المضاعفة، منع غلاء سعره اليوم الكثير من الأسر من شرائه، لكن هناك ما هو أهم من الستالايت الآن، ومستلزمات الأولاد الدراسية هي الهم المادي الأول.

إيمان: هاي مصطفى لازم مدارس.. نشتريهم(..) هو محتاج لصديرية وقميص وحذاء..

هشام: زين..

إيمان: مصطفى لازم بنطلون وتي شيرت وزي موحد..

غروب: وأحمد يريد أيش؟

إيمان: وأحمد يريد(..)

هشام: يعني تعرفي تسوي هيك زين؟

إيمان: أيوه ..،راح نسوي إحنا بجمعية.

غروب: أي نسوِّي جمعية وبعدين نسوي أقساطها بكل سهولة يعني..

هشام: زين، مو مشكلة..

أطوار بهجت: كالعادة صارت الكهرباء في العراق ضيفاً نادراً جدول القطع المبرمج يمنحهم الكهرباء ساعتين ويقطعها أربعاً، حمل إضافي على كاهل جيوب العراقيين، مصاريف الحصول على الكهرباء من مولِّدة كهربائية بالأجرة، والماء أيضاً له مصاريفه، فضعف دفع أنابيب المياه الرئيسية هنا دفعت الأسر إلى توفير مضخات الماء في بيوتهم لضمان استمراريته، وكل ذلك له ثمن طبعاً.

عدنان (رب أسرة – شقيق هشام): الموتور والمولدة الكهربائية بالنسبة، يعني هنا بندفع فلوسها بتؤثر علينا طبعاً، والسوق مثل صاعد نازل هلا.. حمل أكبر.. هم علينا.. وباقي (..) يعني إحنا قاعدين حواليه شهرين أكثر، يعني هي تؤثر علينا مثل.. تصبح العائلة صعب يعني مثل إيش.. الظروف..

أطوار بهجت: جلسة دافئة لم يعكرها سوى دوي بات مألوفاً في بغداد، انفجار جديد لم يعلموا هويته لكنه أدار دفة الحديث نحوه ونحو هموم الوطن.

غروب: كان العراق.. 14 سنة، يعني كنا نتمنى إنه ينشال الحصار.

هشام: وانشال الحصار.

غروب: انشال الحصار، بس ما حسينا إنه منشال، لأنه نفس الوضعية.. مالنا..

عدنان: أمال ماكو؟

غروب: الواحد.. يطلع.. يخاف يمشي لحاله..

أطوار بهجت: وتستمر الجلسة ويطول الحديث ليأخذ الحزن الناس هنا فيتحسروا على بلد الرافدين الذي راح ضحية الساسة وأخطاء السياسيين.

تفاصيل حياة العراقيين مسلسل يستنسخ همومه يومياً مثلما يطرق بأمان أبواب غدٍ يتمناه أفضل.

أطوار بهجت – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – بغداد.

[فاصل إعلاني]

محمد خير البوريني: ونأتي مشاهدينا في سياق هذه الحلقة إلى فقرة الردود على بعض رسائلكم.

الرسالة الأولى من المشاهد فارس الفارس، وجاء فيها: إن التراث العربي في المغرب العربي يكاد لا يذكر إلا قليلاً ضمن التراث العربي الإسلامي، لأن مشاركات دول المغرب العربي في الاجتماعات العربية لا يذكر، وإذا حضروا فأنهم لا يشاركون بفاعلية. ويذكر المشاهد موريتانيا، ويقول: إنها دولة عربية لا تذكر في قائمة الدول العربية على الرغم من الوجود الكبير للتراث العربي الإسلامي وعلى الرغم من وجود القبائل العربية العريقة فيها، كما يطلب المشاهد تسليط الضوء على هذا الموضوع وأخذه بعين الاعتبار.

نحن يا فارس لسنا بصدد الدفاع عن أي جهة كانت، ولكن يبدو أن ما ورد في رسالتك ليس على درجة كبيرة من الدقة، وفيه الكثير من المبالغة ربما، موريتانيا وغيرها من الدول العربية حاضرة دائماً، ولكن وضع الأمة بأسرها يبدو أنه ليس على ما يرام من حيث التشرذم والتفتت والخلافات التي لا تخفى على أحد، لذلك فإن الأمر لا يتعلق بدولة بعينها.

على كل حال كنا قد عرضنا موضوعات تحدثت عن التراث الموريتاني والمخطوطات وبعض المواقع التراثية الفريدة هناك، سوف تشاهد في حلقات مقبلة موضوعات جديدة، كما سنحاول أيضاً البحث في إمكانيات تسليط مزيدٍ من الضوء على ما ورد في رسالتك.

ومن اليمن بعث إلى البرنامج المشاهد علي أكرم يقول فيها: القضية هي قصة الرجل الأول في الثورة اليمنية، وقد تم نسيانه من قِبَل الحكومة والفضائيات العربية، وهو الشهيد علي عبد المغني، ويطلب المشاهد الحديث بحيادية وعدم تحيُّز عن ملابسات استشهاده واستشهاد الزعيم إبراهيم الحمدي وفتح التاريخ الذي -كما يقول- إن الحكومة اليمنية تحاول حجبه عن الشعب حسب تعبيره.

نجيب المشاهد بأننا لا نعرف الكثير من تفاصيل ما ورد في رسالتك، ولكن من الواضح أن ما تتحدث عنه يحتاج إلى برنامج يُعنى بالموضوعات الوثائقية، وأن عمل (مراسلو الجزيرة) يعتمد بالدرجة الأولى على الصور الحية، شكراً لك.

من المغرب بعث المشاهد مصطفى يطلب من البرنامج تحقيقاً كاملاً وشافياً – حسب تعبيره- حول ما يعانيه سكان مدينة (آسفي) التاريخية الواقعة على المحيط الأطلسي في جنوبي البلاد، وما يعانيه سكانها من فقر وأمراض فتاكة حسب قوله، وذلك كأمراض السكري والربو وغيرها، ويقول: أعتقد أن ذلك يعود إلى السموم التي تطلقها المعامل والمصانع في الهواء بدون مبالاة بالسكان والأطفال وحتى الحيوانات باتت مريضة.

نشكر المشاهد، ونقول: على الرغم من الطبيعة المحلية لهذه القضية إلا أنها في غاية الأهمية، سوف نقوم بدراسة وضع في هذا الأمر.

ومشاهد آخر هو محمد باجري حسب ما يتضح من عنوانه الإلكتروني، يطلب محمد تقريراً عن حياة الشيخ أحمد ياسين (مؤسس حركة حماس) وتقريراً آخر حول أسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة).

نجيب المشاهد بأن الموضوع الذي تفضلت بطلبه وثائقي بحت ويتعلق بالتاريخ ويحتاج إلى برنامج وثائقي هو الآخر، أما إذا كنت تقصد حياتهما الحالية، فأنت تعلم أنه يتعذر الوصول إلى أسامة بن لادن زعيم القاعدة نظراً لظروف اختفائه ومطاردة الولايات المتحدة له وظروف حياته الراهنة، أما الشيخ أحمد ياسين فنرجو أن نتمكن من تحقيق ما طلبت في أقرب وقت إذا كان ذلك هو ما تقصد.

مشاهدينا الكرام، نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم، ونتابع معكم ما تبقى من هذه الحلقة.


النمو الاقتصادي في ماليزيا

تمكنت ماليزيا خلال العقود والسنوات الماضية من تحقيق قفزات عديدة في الكثير من مجالات الحياة، ما هي أبرز معالم ماليزيا؟ وأين يقع هذا البلد الآسيوي المسلم؟ منال عازر كانت في ماليزيا، وأعدت التقرير التالي.

undefined

تقرير/ منال عازر: ما تتعرض له القارة الآسيوية تنعكس آثاره على ماليزيا، لذا وبعد نحو عشر سنوات من تحقيقها لنمو اقتصادي سنوي بلغ نحو 8.7% شهدت كغيرها من دول المنطقة أزمة مالية كبيرة بين عامي 97 و99 تسببت في خفض تلك النسبة عام 98، ولكنها عادت لترتفع عام 99، أما هذا التعافي فيعود الفضل فيه إلى الزيادة القوية في حجم الصادرات، وبالذات الإلكترونيات والمنتجات الكهربائية إلى الولايات المتحدة الشريك التجاري والاستثماري الرئيسي لماليزيا.

منذ استقلالها ورثت ماليزيا اقتصاداً اعتمد على سلعتين رئيسيتين، هما: القصدير والمطاط، فخلال السنوات الأربعين التي أعقبت الاستقلال حققت رقماً قياسياً في التنمية الاقتصادية كان الأفضل على المستوى الآسيوي، كما لعب الاستثمار المحلي والأجنبي دوراً رئيسياً في النمو الاقتصادي لماليزيا.

وتنتهج ماليزيا سياسية اقتصادية تسعى منذ عام 71 إلى القضاء على الفقر وإنهاء عملية ربط الجدوى الاقتصادية بالعرقية، أي أنها تهدف إلى تعزيز الاستقرار الاقتصادي للمواطنين المالويين وغيرهم من السكان الأصليين دون تقليل المكاسب الاقتصادية للمواطنين من أصول صينية وهندية.

ويرى الكثيرون أن ماليزيا ابتعدت عن خطر احتمالات تكرار وقوعها في أزمة مالية جديدة نظراً لضخامة اقتصادها وانخفاض حجم التضخم والبطالة، وامتلاكها لاحتياطي كبير من العملات الأجنبية، وانخفاض ديونها الخارجية، في هذه الأثناء تستغل ماليزيا هذه التطورات الإيجابية للإبقاء على صورتها عالمياً، إذ تستقبل سنوياً ملايين الزوار مستفيدة من ثرواتها الطبيعية، وكانت ماليزيا قد أطلقت حملة واسعة لجذب الزائرين وتعريفهم بها وذلك ضمن خطة اقتصادية تهدف إلى إنعاش البلاد، وفي هذا الإطار وُجِّهت دعوة لعدد من الصحفيين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم.

وفي خضم الحملة على ما يسمى الإرهاب، يتحدث المسؤولون الماليزيون عن مساهمات بلادهم في تلك الحملة، ويشيرون إلى أن أراضيها بعيدة عن مثل هذه الظاهرة.

عبد القادر شيخ فاذر (وزير الثقافة والسياحة والفنون الماليزي): نحن شعب سعيد ومسالم، فمنذ اليوم الأول لاستقلال بلاد قبل 46 عاماً، انتهجنا أسلوباً ينبذ الإرهاب، وقررنا ألا نفعل أي شيء بأسلوب عنيف، حتى الانتخابات العامة التي نجريها كل خمس سنوات، عادة ما تكون سلمية.

منال عازر: كما يتحدثون عن الزائرين المسلمين والعرب إلى بلادهم.

عبد الله جنيد (مدير عام السياحة في ماليزيا): ننظر إلى السياح من الشرق الأوسط كمصدر رئيسي للسوق، نعتقد أنه في أعقاب أحداث سبتمبر شعر كثيرون ممن كانوا يقصدون أماكن مثل الولايات المتحدة وأوروبا، شعروا أنهم غير مرحب بهم، لذا تحولوا إلى هذا الجزء من العالم.

منال عازر: ماليزيا التي احتفلت بالذكرى السادسة والأربعين لاستقلالها عن بريطانيا، أقامت مهرجانات ضخمة بهذه المناسبة، أهمها مهرجان ساحة ميربيكا في العاصمة كوالالمبور، وهو المكان الذي أكد فيه المواطنون المحتفلون على مشاعر الانتماء لبلادهم، وتضامنهم مع بعضهم من مختلف الأعراق بغض النظر عن الدين أو اللون أو الثقافة، شعار "لأجلك يا ماليزيا" كان طاغياً على الاحتفالات، التي ركزت على تراث البلاد الحضاري.

مناسبة الاستقلال تعتبر فرصة يعبر فيها الوطن أيضاً عن امتنانه لمواطنيه، وذلك من خلال توزيع الجوائز التقديرية على المتميزين ممن حققوا إنجازات عالمية، كالعلماء والباحثين والرياضيين والفنانين ونجوم السينما، وغيرهم كثيرين، واختتم الحفل بإطلاق الألعاب النارية التي أضاءت سماء المدينة.

أما احتفالات بوتراجايا العاصمة الإدارية الجديدة، فكانت ذات طابع مختلف تمثل باستعراضات مميزة، عبرت عن الإنجازات التي حققتها البلاد بقطاعاتها المختلفة.

معالم ماليزيا كثيرة وكبيرة، منشآت عديدة ومراكز للتسوق، لذا فإن زائر ماليزيا لابد وأن يعِّرج على الحي الصيني في كوالالمبور، بشوارعه وأكشاكه التي تعكس تنوعاً تراثياً واضحاً، وتجانساً وطنياً.

تشتهر كوالالمبور بأعلى برجين في العالم، أو ما يطلق عليهما الـ twin towers أو البرجان التوأم، يحتوي هذان البرجان على مكاتب لأهم شركات النفط في العالم، هذا المعلم الوطني أصبح رمزاً يدل على طموحات ماليزياً في أن تصنف واحدة من الدول المتقدمة بحلول عام 2020، كما تشتهر ساحة البرجين بالنافورة المعروفة، والمطاعم التي تستقبل الرواد حتى ساعات متأخرة من الليل، أما منارة كوالالمبور فهي مقصد الزائرين الذين يتوفر لهم من خلالها مشهداً بانورامياً للمدينة من ارتفاع يبلغ 276 متراً، إذ إن هذه المنارة واحدة من أعلى الأبراج الخرسانية في العالم، يصل ارتفاعها إلى 421 متراً، وهي رابع أطول برج للاتصالات في العالم.

تتمتع ماليزيا بوجود العديد من المصائف في مناطق المرتفعات الحرجية، وسط أجواء ضبابية رطبة ومعتدلة مثل مرتفعات (جينتنج)، وهناك الإثارة والمرح مغامرات مختلفة يمكن خوضها في جينتج، ويمكن لمن يخوضون هذه التجربة أن يحصلوا على شهادات رمزية لتحقيقهم إنجازاً يتطلب قدراً لا بأس به من الجرأة.

يعتني الماليزيون بالزراعة بتفوق، المزرعة التراثية مثال على ذلك، فالخضار والفاكهة الاستوائية النادرة التي تزرع في المنطقة تلقى اهتماماً كبيراً هنا في بوتراجايا، حيث يقضي الزائر فيها أوقاتاً مثمرة، تحوي الحديقة مئات الأشجار وأنواع الأعشاب والبهارات التي لا يخلو منها أي مطبخ شرقياً كان أم غربي.

في هذا المكان أيضاً يمكن مشاهدة كيفية استخراج المطاط، حيث يوجد في هذه الحديقة 1500 شجرة هي الشاهد على احتلال البلاد يوماً المرتبة الأولى في العالم في إنتاج المطاط.

ثروات ماليزيا تدفع أهلها إلى مزيد من الثقة بالنفس والعمل الجاد نحو إنجازات أخرى، يتحدثون عن إمكانية الوصول إليها قريباً، في الوقت الذي تطمح فيه كوالالمبور من خلال نشاطها السياسي المتنامي إقليمياً ودولياً، إلى لعب دور أكبر في عملية صنع القرار في السياسة العالمية.

منال عازر – برنامج (مراسلو الجزيرة) – ماليزيا.

محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت، كما يمكن مراسلة البرنامج أيضاً عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:reporters@aljazeera.net

أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة – قطر، وكذلك من خلال الفاكس، في الختام هذه تحية من صبري الرماحي مخرج البرنامج ومن فريق العمل، وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني. إلى اللقاء.