مراسلو الجزيرة

الهجرة إلى بريطانيا، الجبل الأخضر، الفستق الإيراني

تدفق المهاجرين إلى بريطانيا بين السياسة والاقتصاد والمستقبل القاتم، الجبل الأخضر في سلطنة عمان منطقة زراعية خلابة يهجرها أهلها بسبب نقص المياه وقلة السدود، الفستق في إيران وإنتاجه الذي كان حكراً على الإقطاعيين والمقربين من البلاط الملكي.

مقدم الحلقة:

محمد خير البوريني

تاريخ الحلقة:

22/11/2003

– جدلية المهاجرين في بريطانيا
– خطر شح المياه في الجبل الأخضر في عُمان

– زراعة وإنتاج وتجارة الفستق في إيران


undefinedمحمد خير البوريني: أهلاً ومرحباً بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من (مراسلو الجزيرة).

نشاهد من بريطانيا تقريراً نتناول فيه جدلية المهاجرين غير الشرعيين والمهاجرين لأسباب سياسية أو اقتصادية، ونتحدث عن الصورة السوداوية لدى بعض البريطانيين حول مستقبل بلادهم في حال استمرار تدفق اللاجئين إليها لأسبابٍ اقتصادية كما نرى أين تقف منظمات حقوق الإنسان وسط كل ذلك.

ونعرض من سلطنة عُمان موضوعاً نتحدث فيه عن الجبل الأخضر الذي طالما عُرف بخضرته وبكونه سلة غذاء مهمة وكيف بات منطقة مهددة تعاني من شح المياه، ونذكِّر بأوجه الشبه بين ما يجري في الوادي الأخضر العُماني وبين مناطق أخرى في دول عربية.

ومن إيران نتناول شجرة وزراعة وإنتاج وتجارة الفستق ونرى كيف كانت مزارع الفستق حكراً على الإقطاعيين والمنتفعين والمقربين في عهد النظام الملكي قبل الثورة الإيرانية وكيف آلت إلى المزارعين أنفسهم، ونرى المراحل الدقيقة لإنتاج هذه المادة.

أهلاً بكم إلى أولى فقرات حلقة اليوم.

جدلية المهاجرين في بريطانيا

لطالما اعتبر البريطانيون بحر المانش واقياً وخط حماية لبلادهم ولطالما منحهم ذلك شعوراً بالاطمئنان، لكن الأمر لم يعد كذلك منذ بضعة عقود فقد شهدت الجزر البريطانية موجاتٍ من الهجرة الخارجية التي شملت مهاجرين غير شرعيين وآخرين لأسبابٍ أخرى عديدة، من بينها سياسية.

أصواتٌ ارتفعت في بريطانيا تطالب بوقف الهجرة إلى البلاد أو الحد منها حتى ذهب البعض إلى رسم صورة مظلمة لبريطانيا وهي تغرق في بحر من المهاجرين لأسبابٍ اقتصادية.

جدلية المهاجرين في بريطانيا مازالت تتفاعل بين إجراءات حكومية وانتقادات واسعة وبين لاجئين ومدافعين عن حقوق الإنسان يرون أن الحيوانات في بريطانيا تتلقى معاملةً أفضل من تلك التي يتلقاها بعض المهاجرين أو قسم منهم، ناصر البدري حاول تسليط الضوء على هذه القضية.

undefined

تقرير/ناصر البدري – بريطانيا: بحر المانش، خط الدفاع الأول عن الجزر البريطانية أمام جيوش الغزاة ومطامع الطامعين، هذا البحر لطالما نجح في صد هؤلاء أو صعَّب من مهماتهم في الوصول إلى شواطئ وموانئ المملكة المتحدة، بسببه يشعر البريطانيون بنوعٍ من الأمان، فهم في جزيرةٍ بمنأى عما تشهده القارة الأوروبية الأم من تقلبات وأهواء، غير أن ذلك الإحساس تغير خلال الأعوام الأخيرة عندما بدأ عشرات الألوف من اللاجئين السياسيين في التدفق على بريطانيا حتى تجاوز عددهم في بعض المدن البريطانية الصغيرة عدد السكان الأصليين أو كاد.

غوين بوسر (عضو مجلس العموم البريطاني عن حزب العمال): الناخبون في دائرتي يرحبون دائماً باللاجئين السياسيين الفارين من الاضطهاد والإرهاب السياسي، لكنهم غير راضين إطلاقاً من الأعداد الكبيرة من المهاجرين الذين نعتقد أنهم مهاجرون اقتصاديون، وإذا أوقفنا موجة الهجرة غير القانونية كان المستقبل أفضل.

ناصر البدري: خطورة الوضع دفعت بلجنة الشؤون الداخلية في البرلمان إلى إصدار تقريرٍ حذرت فيه من أن الارتفاع المتزايد وغير المنضبط في أعداد المهاجرين واللاجئين السياسيين يهدد بإثارة أعمال شغبٍ وعنف عرقية وهو الموقف الذي وَجَد له صدى لدي الحكومة.

بيفرلي هيوس (وزيرة الهجرة والجنسية البريطانية): ما أشار إليه التقرير هو ما اعترفنا به كحكومة قبل أكثر من عامين، عندما وقفنا أعمال عنفٍ عرقي في بعض مدننا الشمالية، وكانت مؤشراً على وجود بعض المشاكل في العلاقات الاجتماعية، صحيح أن اللاجئين ليسوا السبب في ذلك، ولكن في ظل الارتفاع في أعداد طالبي اللجوء السياسي والذي تجاوز في بريطانيا كل دول الاتحاد الأوروبي فإن ذلك سيؤثر على العلاقات الاجتماعية وقد تستغله بعض الأحزاب المتطرفة.

ناصر البدري: وسائل الإعلام البريطانية بدورها سارعت إلى رسم صورةٍ قاتمة عن مستقبل بريطانيا غارقة في بحر من اللاجئين والمهاجرين الذين حسب قولها وحسب الحكومة يستغلون قوانين الهجرة واللجوء.

بيفرلي هيوس: العام الماضي هنا في بريطانيا حصلنا على أكثر من 110 آلاف طلب لجوء سياسي، لكن حوالى 10% من تلك الطلبات سيتم قبولها، إذن هناك أعداد كبيرة جداً من المتقدمين للحصول على اللجوء ليسوا لاجئين سياسيين.

ناصر البدري: مع هذه الحمى الهيستيرية، سارعت الحكومة إلى استصدار قوانين وتشريعات تهدف إلى الحد من تدفق اللاجئين السياسيين، بل أصبح الموضوع محل اهتمامٍ يومي من قِبَل رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) الذي أخذ على عاتقه مهمة خفض أعداد اللاجئين السياسيين إلى النصف في أقل من عام.

غير أن العديد من منظمات حقوق الإنسان وهيئات الدفاع عن حقوق اللاجئين انتقدت تلك الإجراءات واعتبرت أنها تنتهك كرامة اللاجئين.

مارغريت لالي (لجنة الدفاع عن اللاجئين – بريطانيا): الحكومة تزيد من تخوف المواطنين من قضية اللجوء، لأنها تعطي الانطباع أن المشكلة أكبر من حجمها الحقيقي ولأنها تُغيِّر وبشكل دائم قوانينها وإجراءاتها، هذا يعطي صورة عن إدارةٍ متخوفة وفاقدةٍ للسيطرة، وهو ما جعل الناس يفقدون الثقة في أداء الحكومة.

ناصر البدري: تلك المنظمات تتهم الحكومة من جهة أخرى باستغلال قضية اللجوء السياسي لأغراض سياسية متجاهلة بذلك واقع اللاجئين السياسيين ومعاناتهم اليومية.

مارغريت لالي: هذا الموضوع ينظر إليه على أنه سيكون له دورٌ في الانتخابات المقبلة، فالحكومة والمعارضة تتسابقان على تقديم المقترحات الأكثر صرامة في التعامل مع اللاجئين، وهذا يؤثر على مصداقية العملية برمتها، لأن الذي يراه المواطنون هو حكومة تصدر تشريعات ثم تشريعات أخرى، ومعارضة تنتقد كل ما تقوم به الحكومة، كل ذلك يترك الانطباع بأن ملف اللجوء في حالة فوضى عارمة، فيما كان يتعين على الحكومة تنفيذ القوانين الحالية بدل إصدار قوانين جديدة.

ناصر البدري: تلك المنظمات ترى أيضاً أن تلك الإجراءات الحكومية أجبرت العديد من طالبي اللجوء السياسي والمهاجرين إلى افتراش الأرض والتحاف السماء، وأصبحوا يقتاتون على ما يتلقونه من معونات إنسانية بعد أن مُنِعُوا من تلقي كل أشكال الدعم الحكومي.

مارغريت لالي: بعض الإجراءات المتخذة صارمة للغاية، فهي تمنع اللاجئين من تلقي كل أشكال الدعم الحكومي، ومن حق العمل وحتى من الطعن في تلك القرارات، لقد رأينا أناساً كثيرين تتقطع بهم السبل ينامون في الشوارع وعلى أرصفة الطرقات، بعضهم تعرض للاعتداء أثناء ذلك، البعض الآخر لا يجدون ما يأكلون أو يشربون، أصيبوا بعدة أمراض نتيجة لذلك، بعضهم بقي عدة أيام دون أن يغسل وجهه، إنه أمرٌ مخزٍ أن تعامل رابع أغنى دولة في العالم اللاجئين بهذه القسوة، نحن لا نعامل الحيوانات بهذه الفظاظة واللاإنسانية.

ناصر البدري: بَيْد أن الحكومة تقول إن هؤلاء ليسوا لاجئين سياسيين ولا يحق لهم التمتع بمزايا طلب اللجوء السياسي، كما تشير إلى أنها ترحب بقدومهم على أسسٍ قانونية، كمهاجرين اقتصاديين حسبما تقتضيه حاجة البلاد ومؤسساتها.

بيفرلي هيوس: نحن في بريطانيا نرحب بالأشخاص الذين يأتون للعمل في المجالات التي يحتاجها اقتصادنا، لكن لابد لهم من أن يأتوا من خلال القنوات الرسمية سواءٌ عن طريق تصاريح العمل أو برامج التوظيف، وليس خلف مقطورة شاحنة، ثم يطلب اللجوء السياسي، مَثَل ذلك يشوه منظومة اللجوء السياسي ويجعل مهمتنا صعبة للغاية في التفريق بين اللاجئين الحقيقيين والمزيفين، نستهلك وقتاً ومالاً كثيراً في مراجعة آلاف الطلبات، نحن الآن نفعل شيئين، نفتح من جهة أبواب القدوم إلى بريطانيا بشكل قانوني، ومن جهة ثانية نغلق وبحزم استغلال نظام اللجوء من قِبَل المهاجرين الاقتصاديين.

ناصر البدري: على امتداد عدة قرون، ظن البريطانيون أن مياه المحيط تحول بينهم وبين تدفق عشرات الألوف من طالبي اللجوء السياسي إلى بلادهم، غير أن هذه الحقيقة تغيرت العام الماضي عندما تقدم أكثر من مائة ألف شخص بطلب اللجوء السياسي إلى المملكة المتحدة، فدُقَّت نواقيس الخطر لدى مختلف المصالح السياسية والإدارية والأمنية.

مخاوف الحكومة البريطانية تتمحور حول كلفة ملف اللجوء السياسي والتي تتجاوز أكثر من مليار وثلاثمائة مليون دولار سنوياً، وفي الوقت الذي استقبلت فيه بريطانيا العام الماضي نحو مائة وعشرة آلاف طلب للحصول على اللجوء السياسي، لم يمنح حق اللجوء السياسي إلا إلى أقل من 10%، ويحتل العراق وأفغانستان والصومال وجمهوريات يوغسلافيا المرتبة الأولى في عدد المتقدمين للحصول على اللجوء السياسي، ويؤكد غالبية اللاجئين أن سبب قدومهم إلى بريطانيا، هو سهولة الحصول على عملٍ ونظراً لأن بريطانيا أصبحت مجتمعاً متعدد الأعراق والديانات، علاوة على ذلك تحذر بعض منظمات حقوق الإنسان من أن محاولات الحكومة للتضييق على اللاجئين السياسيين وتحديد عددهم من خلال إقامة مراكز مرور للجوء في دولٍ قريبة من دولهم الأصلية سيؤدي إلى تفاقم الوضع في تلك الدول، وقد يشكل انتهاكاً لاتفاقية جنيف لحقوق اللاجئين السياسيين.

إيف لايستر (منظمة العفو الدولية): ما يقلقنا بالنسبة لمراكز المرور هو أنها تشمل كل طالبي اللجوء السياسي إلى المملكة المتحدة، وهذا يثير إشكالاً كبيراً في قدرتهم على الحصول على المساعدة لتقديم طلبهم من جهة، ومن جهة ثانية لأن هذه المقترحات لا يمكن تنفيذها دون اعتقال طالبي اللجوء، كما أن اعتقال اللاجئين يثير إشكالاً آخر لأنه ينفذ اعتباطياً وليس بصورة قانونية، وعلى الرغم من أن المفوضية العليا للاجئين حاولت معالجة بعض تلك المحاذير إلا أنها في أثناء ذلك تخلت عن بعض النقاط التي تحمي اللاجئين.

بيفرلي هيوس: ما نتحدث عنه هو مراكز مرور قرب المناطق التي هي مسرحٌ للصراعات حيث توفر أماكن آمنة لطالبي اللجوء السياسي بدلاً من أن يخاطروا بأموالهم وأرواحهم من خلال استئجار مُهرِّب يقوم بنقلهم عبر أوروبا إلى المملكة المتحدة، فذلك هو الخيار الوحيد المتاح أمامهم، المقترحات التي نقدمها راديكالية وليست سهلة، ولكن دون تعاون دولي فإن أنظمة اللجوء في كل دول أوروبا لن تسهم جميعها في حل مشكلة اللجوء.

ناصر البدري: وقد بدأت الحكومة البريطانية فعلاً في ترحيل عدد من اللاجئين الذين تعتقد أن البلدان التي قدموا منها أصبحت آمنة وترى ذلك خطوة ضرورية لتطبيق سياسة هجرة ولجوء عادلة على أن تكون صارمة في الوقت نفسه.

بيفرلي هيوس: نظام اللجوء عادل ومنصف فيما يتعلق باستقبالنا للطلبات ومعالجتها بكل نزاهة ومسؤولية وسرعة، لكنه غيرُ عادل، لأن هناك أناساً كثيرين يأتون بطرق غير قانونية، ليسوا لاجئين سياسيين، ذلك يصعب من مهمتنا لتحديد اللاجئين الحقيقيين.

ناصر البدري: ولعل أكثر ما تخشاه الحكومة البريطانية هو أن تستغل الأحزاب اليمينية المتطرفة قضية الهجرة واللجوء في تحقيق مكاسب انتخابية قد تهدد في النهاية السلم الاجتماعي وتنذر بقلاقل كالتي اجتاحت العديد من مدن الشمال الإنجليزي قبل نحو ثلاثة أعوام.

الإجراءات التي اتخذتها الحكومة البريطانية للحد من تدفق اللاجئين السياسيين يبدو أنها قد بدأت تؤتي ثمارها، بَيْد أن المنظمات المدافعة عن حقوق اللاجئين ترى أن تلك الإجراءات قد خلقت وضعاً جديداً مُنِعَ من خلاله اللاجئون السياسيون الحقيقيون من الوصول إلى المملكة المتحدة.

ناصر البدري -(الجزيرة)- لندن.

[فاصل إعلاني]

خطر شح المياه في الجبل الأخضر في عُمان

محمد خير البوريني: الجبل الأخضر منطقة إنتاج زراعي معروفة في سلطنة عُمان بدأت تتحول شيئاً فشيئاً إلى منطقة شبه مهجورة بسبب شح المياه.

السلطات العُمانية حاولت تدارك الأمر، ما الذي يجري؟ وما الذي يجب فعله لا سيما وأن دولاً عربية وشرق أوسطية أخرى عانت وتعاني من الأمر نفسه.

تقرير أحمد الهوتي من هناك.

undefined

تقرير/ أحمد الهوتي – سلطنة عُمان: لم يكن أهل الجبل الأخضر بداخلية عُمان يتوقعون أن تنشف أفلاجهم على النحو الذي يحرمهم من الاستمرار في التوسع الزراعي، وهم الذين كانوا يخططون أن يصبح هذا الجبل بأراضيه الخصبة المورد الرئيسي للفواكه والخضروات بمنطقة الخليج حيث نقصت مناسيب المياه الآتية عبر الأفلاج بدرجة كبيرة، الأمر الذي أدى إلى تقليص زراعة الأراضي الصالحة والإبقاء على الأشجار المثمرة على جانبي الفَلَج، الذي يعد المصدر الوحيد للمياه التي تنبع من العيون عبر هذه القنوات لتصل إلى الأراضي الزراعية والمنازل في معظم ولايات المنطقة الداخلية.

حاسب العمري (مزارع): بعد المنطقة كونها منطقة ريفية، واعتمادهم الدائم على هذه الزراعة والتي تعد المصدر الأول والدخل الأول للأهالي، كالدخل الاقتصادي، أما الإمكانيات التي.. أو مما قلَّص الأراضي الزراعية فمن أهمها شح المياه وهو العامل الأساسي الذي قلَّص من توسع الأراضي الزراعية.

ثانياً: مشكلة بناء المدرجات الزراعية والتي تبعد عن أقرب نقطة للسيارة بمسافة لا تقل عن ثلاثة أو أربعة إلى عشرة كيلو متر، وكانت حقيقة مشكلة يعانيها الأهالي والمزارعين في نقل منتوجاتهم الزراعية، سواء المنتوجات التي يحصلون عليها، أو مما.. مما تتطلبه الزراعة من المواد ومواد البناء وإصلاح المدرجات الزراعية وغيره.

أحمد الهوتي: منذ أن تقلصت الرقعة الزراعية بالجبل نتيجة نقص المياه وزيادة الآفات التي لحقت بالمزروعات، هجر الأهالي المنطقة إلى المدن الأخرى بحثاً عن العمل وطلب الرزق مما أثَّر على الإنتاج الزراعي الذي تقلَّص بشكلٍ واضح خلال السنوات الأخيرة، ولم يبقَ سوى كبار السن يحرثون ويسقون ويزرعون هذه البساتين.

زهران الفهدي (من أعيان جبل الأخضر): مثلاً واحد يمتلك أرض زراعية ما فيها مي، هو إيش يعمل؟ هو إيش.. هل يجلس ينظر عليها حتى يأتيه المي؟ طبعاً إذن لازم تكون هناك.. يشوف البديل على الأقل يعيش بقوته اليومي.

خميس الفهد (مدرس): يعود السبب تقريباً إلى قلة الأيدي العاملة، ويعتبر الدخل الاقتصادي من ناحية الجانب الزراعي قليل جداً في الهجرة، ويمكن تعود أسباب هجرة الأهالي من هذه المنطقة لأسباب أخرى كالأعمال في المناطق التي هي موجودة في المدن.

أحمد الهوتي: الجهات الحكومية سعت إلى حفر آبار ارتوازية تساعد الأهالي في محنتهم، لكنها لم تسعف المزروعات حيث حفرت الآبار بعيداً عن الفلج الرئيسي مما دعا الأهالي إلى مخاطبة الجهات الحكومية بوقف استخدام تلك الآبار التي قد تسبب جفافاً للأفلاج، ولا تساعدهم في حل مشكلتهم المزمنة.

حاسب العمري (مزارع): هو العامل الأساسي في الري هو الأفلاج المنتشرة في أغلب وجميع القرى.. القرى الزراعية في مياه الجبل الأخضر، ولكن بفضل الحكومة الرشيدة أقامت ما يقارب 29 سداً ومنشأة.. منشأة مائية في عام 1993 مما ساعد في زيادة الأفلاج، ولكن توسع الآبار قد لا يكون الاعتماد الكلي على الآبار في هذه النيابة، فأساس الري هو الأفلاج.

زهران الفهدي: والله لحد الحين الآبار اللي حفرت ليس للزراعة، وإنما للشرب، والحكومة أول شيء تهدف أولاً لراحة المواطن هو تغذية المواطن قبل تغذية الشجرة، ومن بعد تغذية الشجرة، وطبعاً إن الشجرة هي عامل رئيسي كذلك للمواطن يستقي منها خيراته.

أحمد الهوتي: يمتاز الجبل الأخضر بزراعة الفاكهة متساقطة الأوراق، مثل الرمان، والخوخ والمشمش والجوز والعنب واللوز، كما تشتهر المنطقة بزراعة الورد وما يصاحبها من عمليات تقطير بالطرق التقليدية، حيث يُستخدم في صناعة الحلوى والعطور، كما يتم حالياً زراعة الزعفران في المزارع التجريبية، ونجحت حتى الآن أربعة أصناف، هي الكشميري والإيراني والإسباني والمحلي.

حاسب العمري: هناك أشجار كثيرة تم إدخالها حديثاً في نيابة الجبل الأخضر، ومنها سابقة إن كانت موجودة بوجود منذ قدم التاريخ، من أهمها الرمان والمشمش والخوخ والكمثرى والتفاح والبرتقال، وبعض المكسرات الأخرى، مثل الجوز واللوز والفستق، وتم إدخال بعض الفاكهة والمكسرات الأخرى مثل الشاهي والزعفران والقهوة، إلا أن الزعفران كان قديم قدم التاريخ، بس تم استحداثه حالياً بطرق أحسن وأفضل عن السابق.

أحمد الهوتي: تتساقط على الجبل الأخضر كميات جيدة من الأمطار سنوياً، خاصة في فصل الشتاء، لكنها لا تُستغل اقتصادياً حيث تذهب هدراً في بطون الأودية لعدم وجود خزانات أو سدود تحتجزها، وما أن يأتي الصيف وترتفع درجات الحرارة تتبخر المياه وتبقى الأفلاج ضعيفة لا تتمكن من توفير الكميات اللازمة لسقي تلك المزروعات.

خميس الفهد: لا تتوفر هناك خزانات مائية مناسبة لحتى إن يقدر المواطن أو المزارع استغلال هذه الأمطار أو إنه في.. في بعض المناطق يوجد بها خزانات أو سدود، ولكن هذه السدود جوفية، لا يستطيع أن يستغلها على طوال العام أو مدة مثلاً نصف العام.

أحمد الهوتي: الأهالي يطالبون بسرعة إيجاد الحلول الناجعة من خلال إنشاء السدود والخزانات الجوفية، ومساعدة المزارعين في استخدام الطرق الحديثة في ري المزروعات وتغذية الأفلاج عبر الآبار الارتوازية حتى لا تموت الأشجار المتبقية بالجبل وتكون أثراً بعد عين.

خميس الفهد: هناك قد يكون عدة حلول، منها مثلاً وضع الخزانات المائية، كذلك الري مثلاً بالأنابيب أو الري الحديث، أيضاً السدود التي يمكن الاعتماد بها.. لها في فترة في السنة أطول وأكثر يعني.

زهران الفهدي: لماذا لا نعمل الحواجز المائية لكي تبقى هذه المياه خزان في الأرض؟ ما لازم نحن كما (..) الجبل الأخضر نستفيد فيستفيد.. عارف أنت الجبل الأخضر نابض في عُمان قلب عُمان، وجميع الأفلاج يستمدها من الجبل الأخضر.

أحمد الهوتي: ورغم أن الأهالي كانوا يعتمدون على أنفسهم، ولا يسمحون للغرباء بمشاركتهم في هذه الحرفة إلا أنهم اليوم يدعون القطاع الخاص العُماني والخليجي للاستثمار في الجبل الأخضر واستغلال هذه الأراضي واستصلاحها عبر استخدام التكنولوجيا والمساعدة في تسويق المنتجات خارج السلطنة بعد إلغاء الحكومة لهيئة التسويق الزراعي مما جعل المواطنين حيارى أمام منتجاتهم التي لا تجد من يبيعها لهم خارج منطقتهم.

حاسب العمري: الحمد لله كانت هناك بعض الأفكار من الشباب الواعد بإنشاء مصانع تقطير ماء الورد، وتطوير المصانع الأهلية لهذه الحرفة، هذا جانب من الاهتمامات، هناك اهتمامات تسويق والاستثمار الزراعي، تسويق الفاكهة في عبوات مخصصة لها، وتسويق المنتوجات العطرية والطبية في زجاجات خاصة، فهذا جانب يسعى إليه الشباب والمزارعين بشكل عام.

أحمد الهوتي: ويأمل أهالي الجبل الأخضر أن يخفف مشروع الطريق المعبد من معاناتهم حيث سيسهل عليهم الانتقال من الجبل الذي يرتفع بحوالي عشرة آلاف قدم إلى باقي ولايات السلطنة.

عدم إيجاد حلول ناجعة لمشكلة المياه كفيل بهجرة المزيد من أهالي الجبل الأخضر والقضاء على الثروة الزراعية التي توارثها العُمانيون أباً عن جد، ويبقى السؤال حول مدى إمكانية استخدام التكنولوجيا لحل هذه المشكلة في زمن اللا مستحيل مع التقدم العلمي.

أحمد الهوتي – برنامج (مراسلو الجزيرة)- الجبل الأخضر بسلطنة عُمان.

[فاصل إعلاني]

محمد خير البوريني: ونصل مشاهدينا إلى فقرة الردود على عددٍ من رسائلكم.

الرسالة الأولى وصلتنا من المشاهد علي خليفة العيساوي من ليبيا، يطلب على تقريرا تعريفياً بالقبائل الشركسية والموطن الأصلي لتلك القبائل ودياناتها ومن أي القوميات ينحدرون، وقصة تقدمهم نحو القفقاس [القوقاز] في عهد إيفان الثالث.

نشكر المشاهد، ونشير إلى أن الشركس من شعوب القوقاز، وتعود أصولها إلى المناطق الواقعة بين بحر قزوين والبحر الأسود، ومن بين هذه الشعوب الشركس، والداغستان، والأساتين، والجورجيين، وشعوب أخرى وهي شعوب ليست من أصول يهودية أو عربية كما تسأل في رسالتك، ويدين معظمهم بالديانة الإسلامية. لأسباب مختلفة تم تهجير أعداد ضخمة منهم في عهد قياصرة روسيا إلى دول أوروبية ومناطق عربية من بينها سوريا، وفلسطين، والأردن، والعراق، ومصر، وغيرها، وذلك خلال عهد الإمبراطورية العثمانية.

يذكر أن الشركس وغيرهم من القوميات القوقازية يحافظون على عاداتهم وتراثهم، ويندمجون في الوقت نفسه في مجتمعات الدول التي يتمتعون بحقوق المواطنة فيها، وبالمناسبة هناك في ليبيا أعداد من الشركس حسب معلوماتنا.

يمكنك معرفة المزيد من خلال شبكة الإنترنت على العنوان الشامل التالي:

Sarkisiannewwab.com

وسوف نحاول إعداد تقرير حول الشركس في إحدى الدول العربية.

رسالة أخرى من سلطنة عُمان بعثها المشاهد جهاد البلوشي، يطلب جهاد أن يتعرض البرنامج لعادات العُمانيين وتراثهم.

نشكر المشاهد ونذكره بأننا عرضنا موضوعات عديدة تتعلق بما ورد في رسالته من بينها القلاع وعادات العُمانيين في الأعياد والمناسبات، وغيرها الكثير، سوف تشاهد المزيد في حلقات لاحقة، ولكننا نتطلع إلى إنجاز موضوعاتٍ أخرى أكثر عمقاً، وتتعلق بقضايا عُمانية مختلفة.

ورسالة أخرى من إسراء عباس العبيدي من العراق، تطلب إسراء في رسالتها تقريراً يتحدث عن القات في اليمن، ويبين مخاطر القات، وتقول إسراء: إن اليمن بلاد جميلة لولا القات.

شكراً للمشاهدة، ونؤكد لها أننا عرضنا في حلقات سابقة موضوعات حول تعاطي القات في صفوف الرجال والنساء في اليمن.

وهذه رسالة من المشاهد أيسر حسن، من مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، يقول أيسر: بعد نحو خمسين عاماً على لجوء الفلسطينيين إلى لبنان استطاع الشعبين اللبناني والفلسطيني التغلب على معظم المشاكل الطائفية، وهم يعيشون -والحمد لله- بسلام آمنين رغم تقييد الدولة اللبنانية لتحركاتهم، ويبدو أنه هنا يقصد اللاجئين الفلسطينيين بالطبع، ويضيف أيسر: إلا أن هناك بعض الجهات التي تريد أن لا يعيش الفلسطيني مع أخيه اللبناني بسلام، ويحاولون زرع الفتن بين الجانبين، ويسأل: هل هي قضية فلسطينية، أم عربية، أم أميركية، أم إسرائيلية، أم أنها رد فعل طبيعي لوجود شعب آخر على أرض ليست أرضه.

يطلب المشاهد تسليط الضوء على كل ما ورد في رسالته.

ما تفضلت به يا أيسر يحتاج إلى الكثير من البحث والتحقق، نرجو أن نتمكن من إنجازه قريباً.

مشاهدينا الكرام، نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم في هذه الحلقة، ونتابع معكم ما تبقى منها.

زراعة وإنتاج وتجارة الفستق في إيران

عبر قرونٍ طويلة عرفت إيران بزراعة ما يسمى محلياً هناك (البيستا) وهو ما يسمى في بلاد الشام والهلال الخصيب الفستق الحلبي وفي مصر الفستق الأخضر، أما في المغرب العربي فيعرف باسم (البيستاش)، من أشهر مناطق إيران في زراعة هذا النوع من الفستق منطقة (رفسنجان) فقد اشتهرت بزراعته إلى درجة أن البعض أطلق عليها اسم إمبراطورية الفستق، وتقع رفسنجان إلى الجنوب من العاصمة الإيرانية طهران.

شجرة الفستق وزراعتها وثمارها وتصنيعها بعد النضوج وتجارة الفستق بشكلٍ عام مع كثير من التفاصيل الأخرى في تقرير محمد حسن البحراني.


undefinedتقرير/ محمد حسن البحراني – إيران: ربما لم يبالغ بعض المؤرخين عندما وصفوا إيران ببلاد الفستق، فهذه البلاد المترامية الأطراف لا يغيب الفستق عن أية زاوية من زواياها، ويندر أن يزور المرء سوقاً أو متجراً إيرانياً ولا يجد للفستق موقعاً متميزاً يليق بسمعته وطعمه، ليعرض بأشكال فنية وجذابة، بغية فتح شهية الزبائن على اقتنائه.

وإذا كانت إيران لا تذكر دون ذكرٍ للفستق فالأكيد أن الفستق لا يذكر دون رفسنجان هذه المدينة التي يحلو للبعض تسميتها بإمبراطورية الفستق.

في الطائرة التي أقلتنا إليها لم نفاجأ باحتواء وجبة الطعام الخفيفة المقدمة لكل مسافر منا على كيس صغير من الفستق المحمص ما دمنا نقصد هذه الإمبراطورية، وفي رفسنجان الواقعة على مسافة ألف كيلو متر جنوب شرق طهران يدرك المرء أهمية هذه المدينة عندما يعلم أنها تضم زهاء المائتين وخمسين ألف هكتار من مزارع الفستق، وأنها تنتج 80% من فستق إيران وزهاء نصف الإنتاج العالمي لهذا المحصول.

وتزداد الأهمية هذه عندما نعلم أن للفستق قصة تاريخية لا تبتعد كثيراً عن حقيقة الصراع السياسي الذي شهدته إيران قبيل سقوط نظامها الملكي، قصة ربما لم يطَّلع عليها إلا القلة القليلة من الإيرانيين، ومن هذه القلة إمام جمعة مدينة رفسنجان ذو الثمانين عاماً الذي يشغل حالياً مسؤولية رئاسة مجلس إدارة شركة الفستق فيها.

آية الله هاشميان (إمام مسجد مدينة رفسنجان): للفستق قصة طويلة ومعقدة، لقد كانت مزارع الفستق إبان العهد الملكي حكراً على الإقطاعيين والفاسدين المقرَّبين من البلاط من أبناء طوائف معينة، وقد واجهت أنا والعديد من رجال الدين المناضلين في طهران مصاعب جمة بسبب الجهود التي كنا نبذلها للدفاع عن حقوق المزارعين، والوقوف بوجه الإقطاعيين، اليوم أصبح الأمر مختلفاً تماماً حيث يقتسم المزارعون ما تدره مزارعهم من أرباح سنوية.

محمد حسن البحراني: ومع بدء موسم القطاف في كل عام تتواصل قصة الفستق، ولكن بمشاهد وصور أخرى، فهؤلاء الشباب الذين يتجمعون صباح كل يوم في هذا الساحة وجدوا في رفنسجان ضالتهم، بحثاً عن لقمة العيش.

مواطن إيراني عامل في إنتاج الفستق 1: غادرت أهلي ومدينتي (جيروفت) وقصدت رفسنجان لعلي أجد هنا عملاً يسد حاجة عائلتي، ما أحصل عليه من أجر في جني الفستق لا يكفي، لكنه في كل الأحوال أفضل من لا شيء.

مواطن إيراني عامل في إنتاج الفستق 2: لا يوجد أي عمل في جيروفت، فمدينتنا جرداء قاحلة، لا سبيل لنا سوي التنقل من مدينة إلى أخرى للعثور على عمل، هذا هو قدرنا.

محمد حسن البحراني: وإذا كان للفستق حكاية تاريخية وسياسية معقدة فإن لشجرته وحبته قصة أخرى لا تقل تعقيداً عن الأولى، فهذه الشجرة التي لا يتجاوز ارتفاعها مترين في النموذج المحسن لها لا يمكن أن تكون جاهزة لحمل الثمر قبل مرور اثني عشر عاماً من الرعاية المتواصلة، عامان وهي نبتة صغيرة، وعشرة أعوام أخرى حتى تكبر وتثمر أغصانها لتحمل عناقيد حبات الفستق المكسوة بهذه القشرة الأرجوانية.

صاحب مزرعة فستق: أعمل هنا منذ أربعين عاماً، وأحمد الله على رزقي، أعيش بأمن وأمان هنا، وأنا وزوجتي وأولادي وبناتي الستة.

محمد حسن البحراني: وبعد القطاف تبدأ عملية البيع، إذ يتم تحويل الفستق إلى الأسواق مباشرة ليصل طازجاً إلى الراغبين من الزبائن أو إلى تجار الفستق ليأخذ طريقه نحو عشرات المعامل الأهلية.

كيومرث هرندي (مدير شركة متخصصة بتجارة الفستق): مزارع الفستق عندنا تنتج أفضل أنواع الفستق في العالم، وهذا ما أقر به وفد خبراء الفستق الأميركان الذين زاروا إيران العام الماضي، ودعني أقول لك دون غرور: إن رفنسجان هي التي تتحكم بالسوق العالمي للفستق لأن إنتاجها هو الأفضل نوعاً والأكثر كمًّا.

محمد حسن البحراني: نغادر مزرعة الفستق قاصدين أحد المعامل القريبة من مركز المدينة، والتي يقتصر نشاطها عادة خلال موسم جني المحصول، أي خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، في هذا المعمل يشتغل زهاء المائة وخمسين عاملاً وعاملة جُلُّهم من أبناء مدينة رفنسجان والقرى المحيطة بها، واللافت في هذه المعامل الإجراءات الصارمة المطبقة على العاملين فيها، حيث يمنع المصابون بأمراض سارية من العمل كما يحظر تشغيل المدخنين.

حسين باقدم (مهندس متخصص في الصناعات الغذائية): لأن محصول الفستق أصبح أحد المحاصيل التي يعتمد عليها الاقتصاد الإيراني، فإننا نحرص على أن يخرج الناتج لا سيما المخصص منه للتصدير، بأرقى المواصفات العالمية، وكل هذه الإجراءات هي من أجل التأكد من سلامة منتوجنا.

محمد حسن البحراني: وكما يبدو فإن الحظر الذي فرضته البلدان الغربية على الفستق الإيراني عام 96 بسبب شحنة قيل إن مواصفاتها الصحية لم تنطبق مع ما هو مطلوب عالمياً قد ضاعف من حرص شركات الفستق الإيرانية على العناية بمنتوجها رغم أن بعض الخبراء يشددون على أن الحظر آنذاك كان بدوافع سياسية وليست صحية.

رضا سعيدي (خبير صحي): ما يثار بعض الأحيان من تقارير حول الفستق الإيراني ليس أكثر من شائعات تروِّجها بعض الدوائر الأميركية والغربية لأهداف سياسيةٍ ليس أكثر، لا سيما وأن كافة المراحل التي يمر بها إنتاج الفستق تخضع لرقابة صحية ومخبرية صارمة، ولا يمكن أن نسمح بمرور حبة فستق غير سالمة.

محمد حسن البحراني: وحتى تصبح حبة الفستق جاهزة للتعبئة والتسويق لابد أن تمر في هذه الورشة بعشر مراحل متتالية، ثلاثة منها أساسية هي مرحلة الغسل والتعقيم بمحلول (الكلور) ثم مرحلة نزع القشرة الخارجية للحبة عن قشرتها الداخلية الصلبة، وأخيراً تأتي مرحلة فصل حبات الفستق التالفة، أو غير المرغوب فيها عن السالمة، ولأن هذه العملية بحاجة إلى مواصفات خاصة ودقة نظر فقد أنيطت المهمة إلى الجنس الناعم لالتقاط الطالح من حبات الفستق ليبقى الصالح منها فقط ليأخذ طريقة نحو التعبئة والشحن.

فاطمة (مواطنة إيرانية عاملة في إنتاج الفستق): أنا طالبة في الصف الخامس الثانوي، أعيش في إحدى قرى رفسنجان، عملي هناك بسيط ولا يحتاج إلى تقنية عالية، لكنه بحاجة إلى خفة في الحركة، ودقة في تمييز حبات الفستق التالفة عن السالمة.

بتول (مواطنة إيرانية عاملة في إنتاج الفستق): أعيش في قرية مجاورة للمعمل وأعمل هنا فقط في العطلة الصيفية، وأكسب من عملي أجوراً مادية جيدة.

محمد حسن البحراني: ولعل كل هذه المراحل التي تمر بها حبة الفستق حتى تبدو بهذا الشكل الجميل محمصة شهية، فضلاً عن اثني عشر عاماً فترة انتظار شجرة الفستق كي تصبح مثمرة تعكس جانباً من خصال الشخصية الإيرانية المعروفة بطول صبرها وقدرتها على التعايش مع الطبيعة بحلوها ومرها، لتجود فيما بعد بالخيرات على الصابرين من أصحابها.

مواصفات كلها مرغوب فيها، طعم لذيذ وحبة جميلة، وثمن معقول، وتجارة رابحة، لذا فليس غريباً أن يدخل الفستق حياة الإيرانيين ليرافقهم في الحل والترحال.

محمد حسن البحراني -برنامج (مراسلو الجزيرة)- من مزارع الفستق، رفسنجان.

محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي -مشاهدينا الكرام- إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج يمكن لجميع المشاهدين أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص والصورة عند البث من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت، كما يمكن مراسلة البرنامج أيضاً عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:

reporters@aljazeera.net

أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم: 23123 الدوحة – قطر. وكذلك من خلال الفاكس.

في ختام هذه الحلقة هذه تحية من مخرجها صبري الرماحي، وفريق العمل، وهذه تحية أخرى مني.. محمد خير البوريني، إلى اللقاء.