المتعاملون مع إسرائيل، المسلمون الصينيون، التداوي بالأعشاب
مقدم الحلقة: | محمد خير البوريني |
ضيوف الحلقة: |
مارلين أبو رعد: رئيسة جمعية من أجل الجالية اللبنانية في إسرائيل |
تاريخ الحلقة: | 10/01/2004 |
– موقف إسرائيل من اللبنانيين الذين تحالفوا معها
– سكان إقليم شينغ جيانغ واعتزازهم بالثقافة الإسلامية
– رسائل المشاهدين
– أسباب انتشار ظاهرة التداوي بالأعشاب في ليبيا
محمد خير البوريني: أهلاً ومرحباً بكم مُشاهدينا الكرام إلى حلقةٍ جديدة من مراسلو الجزيرة، نُشاهِد في هذه الحلقة تقريراً يتحدث عن حالة الضياع التي يعيشها اللبنانيون الذين تعاملوا مع إسرائيل إبان احتلالها لجنوب لبنان وكيف فَرُّوا مع القوات المُنسَحِبة ونرى ما يعانيه هؤلاء من عدم التأقلم مع المجتمع الإسرائيلي وتَنَكُر إسرائيل لهم ونَكثِها بالوعود كما نرى كيف يرفضهم فلسطينيو الداخل ويصفونهم بالعملاء الذين لَفِظتهم إسرائيل بعد قضاء حاجتها منهم. ونشاهد من الصين تقريراً نتناول فيه قصة إقليمي شينغ جيانغ ذي الغالبية المسلمة ذات الأصول القومية التُركية ونرى ما يتمتع به هذا الإقليم من ثروات طَبيعية وفي الوقت نفسه ما يعانيه من إشكاليات تتعلق بالمهاجرين إليه، كما نتطرق إلى الحركة الانفصالية التي اتهمتها السلطات الصينية بالإرهاب. ومن ليبيا نَطرح قضية التداوي بالأعشاب وما إذا كانت الأعشاب بديلاً عن الطب الحديث أم مُكمِّلاً له في وقت بات فيه كثير من العطارين أطباءً وصيادلة في عدد من الدول، بينما وقفت الحكومات والناس موقف حذر، أهلاً بكم إلى أولى فقراتي، حلقة اليوم..
موقف إسرائيل من اللبنانيين الذين تحالفوا معها
انتقل عناصر جيش لبنان الجنوبي والمُتعاملين الذين وَقَفوا مع إسرائيل في خَندقٍ واحدٍ طوال سنوات احتلالها انتقلوا منذ تحرير الجنوب اللبناني في عام 2000 للعَيش في كَنَفِ إسرائيل.. سنوات مَرَّت انفصلوا فيها عن تاريخ لبنان وجغرافيته لكن إخلاص هؤلاء لإسرائيل ودِفاعهم عنها بالسلاح ضد أبناء جِِلدَتِهم ووطنهم لبنان.. لم يشفع لهم لديها ولم يُؤهلهم لأن يكونوا مواطنين أو سكاناً أو حتى ضيوفاً مُرَحَّباً بهم لديها كما لم يجعلهم يتأقلمون مع المجتمع الإسرائيلي.. أصوات إسرائيلية تَعالت تُدافع عن هؤلاء وأخرى ترفض الاعتراف بكل ما قدموه لإسرائيل بينما يُرونهم أن إسرائيل تَنكرت لهم ونَكَثت بوعودها ولكنهم لا يزالون يَرفعون علمها إلى جانب العلم اللبناني ويُبدون رغبةً في العودة إلى لبنان ولكن إسرائيل تَرى فيهم عِبئاً عليها كما يرفضهم فلسطينيو الداخل رفضاً باتاً ويصفونهم بالليمونة التي عَصرها الإسرائيليون وألقوا بها في مَكَّب النفايات.. تقرير إلياس كرام.
إلياس كرام داخل الخط الأخضر: بعد ثلاثةِ أعوامٍ ونصف العام من الاحتماء في أحضَان إسرائيل وجد هؤلاء اللبنانيون الذين حَالفوا الاحتلال الإسرائيلي فوق أراضيهم وجدوا أنفسهم تائهين.. إسرائيل التي ارتموا في أحضانها هَرباً بسبب التعاون معها تَرى فيهم اليوم عِبئاً اقتصادياً واجتماعياً، تَنَكَّرت لهم ونَكَثت الوعود بِمَنحهم المواطنة الإسرائيلية.. كثيرون من بين الستة آلاف وستمائة وثمانين عُنصراً تَشَكَّل منهم ما عُرِف بميليشيا جيش لبنان الجنوبي آثروا الرحيل من إسرائيل إلى دول أوروبية وبعضهم فَضَّل العودة إلى الوطن الأم وملاقاة مصير محتوم بالمثولِ أمام القضاء اللبناني تحت سلاح الإغراء المادي الذي استخدمته إسرائيل للتخلص منهم. في الثالث والعشرين من شهر أيار مايو عام 2000 انتهى الاحتلال لِمُعظم الجنوب اللبناني وخَرَجت القوات الإسرائيلية وتَذَيَّل بها من تعاون معها ضد أبناء جِلدَتِه بعضهم ولاءً والبعض هروباً من حساب عسيرٍ انتظره على أيدي الدولة والمقاومة اللبنانية، أما إسرائيل التي وَعَدتهم بالجنة لِقاء التعاون معها وبعد أن وَجَدت نفسها مُرغَمةً على استقبالهم بدأت تَبحث في كافة الاتجاهات عن طُرُقٍ للتخلص منهم أو على الأقل التقليل من عَدَدهم فهم في حساباتها عَرباً ولو كانوا عملاء لها رَدحاً من الزمان.
مارلين أبو رعد: أيوه بتعطوني حق حبسه شايف محلاها؟ الرَجعة لبنان تَختلف عن كل، عن كل الناس بين ناس وناس في لبنانيين إلى حد هلا ما ادرين يتأقلموا ولا ادرين يتقبلوا إنه هن طِلعوا هيك طَلعة ولا ادرين يتقبلوا الواقية إنو طَريقة مُعاملة دولة إسرائيل لإلنا كيف، كيف صارت ولا قادرين بردو.. المجتمع غريب اكتير يعني ليهم ما حاطين براسهم يعني.
زئيف هيرطمان: القرار التَعيس لرئيس الحكومة السابق إيهود باراك للخروج من لبنان كان بِمَثابة إهمالٍ لرجال جيش جنوب لبنان ونحن نَذكُر تلك الصُوَر الصعبة للناس الذين طَلبوا دخول الحدود والسياسة الإسرائيلية القاسية التي انتُهِجَت ضدهم.. كل هذا كان صعباً ومُخزياً لكل يهودي.
مارلين أبو رعد: ما عرفناش إيه اللي عم بيصير وكنا مِتوقعين تاني يوم أو تالت يوم أو بالأحرى جمعه إنو تِهدى الأمور يرجع يصير هال.. إنه هالإنسحاب المُفاجئ اللي صار واللي ما تم الحوار واللي ما تم التنسيق مع، مع الدور شو بدو يكون بالنسبة لوضع جيش لبنان جنوب إنه يتم نحن موجودين بي.. بقلب إسرائيل.
داني ريشف: طِيلة السنوات وبشكل مُصطَنع عَظَّمنا ورفعنا من شأن تهديد حزب الله وحَولناهم إلى شيطانيين وقتلة لهدف القتل من أجل رفع معنوياتنا، هذا الخَوف من حزب الله لم يَدَع لأي لبناني خَدَم في جيش اللبناني الجنوبي مجالاً للتفكير والبقاء في لبنان بعد الانسحاب.
إلياس كرام: كريستا، جو وحنان أبناء مارلين أبو رعد يحاولون التأقلم مع بيئتهم الجديدة في مُجتمع غريب عن عاداتهم وتقاليدهم وديانتهم فقد رفَضَهم كثيرون من أترابهم اليهود في المدرسة اليهودية التي يتعلمون فيها في معالوط لِمُجَرد أنهم عرب وإن نَجَح ثَلاثَتهم بالتأقلم وأصبح جو مُتفَوقاً بتعاليم التوراة على أبناء صَفِّه اليهود إلا أنهم لا يُخفون شغفهم بالعودة إلى لبنان.
جو أبو رعد: أنا مش مَبسوط كتير بالعيش بإسرائيل.
إلياس كرام: ليه؟
جو أبو رعد: لأنه بدي أشوف العيال بلبنان.. وبس.
حنان أبو رعد: بلبنان أحب أرجع بس ما فينا أن بس أروح لبنان ليصيّرو بَيّيِ أبي ويفوتوه عالحبس.
إلياس كرام: أما مارلين أبو رعد التي ما زالت تَرفَع العلمين اللبناني والإسرائيلي في إشارةٍ منها إلى وحدة المصير من وجهة نظرها الشخصية فقد أقامت مع بعض اللبنانيين جَمعيةً لرعاية شؤونهم ومتابعة مشاكلهم المُلِّحةِ في إسرائيل.
مارلين أبو رعد: الهدف الأساسي هو الحِفاظ على كيانا وتَسهيل عملية انخراطنا، يعني نحن دَفعنا تمن اكتير غالي كل هذه السنين هذه القضية اللي عشناها على أساس إنه نحن بِدِّنا نِوصل لوقت إللي هو اسمه السلام ونحن همزة الوصل، فبتصور من خلال هذه الجمعية اللي بدو عم يكلفنا بعد 25 سنة نحن نشوف السلام حَيتِم بس عن طريقنا نحن.
داني ريشف: هناك فجوة بين ما يريده هؤلاء وهو الحصول على المُواطنة الكاملة وتعويضات كضباط في الجيش الإسرائيلي ونحن مُستعدون لإعطائِهم تعويضات أقل كضباط في جيش لبنان الجنوبي واعتبارهم سُكاناً وليس مواطنين.
مارلين أبو رعد: الضغوطات اللي صارت راح تِضغط على هالناس إنها تطلع كثير كانت بَشِعة.. يعني الدولة استعملت كثير أمور دَقت بلقمة عيش ولادنا، بالخوف اللي عَطوه لمستقبل عيالنا لحد هالا المستقبل عيالنا بقلب الدولة مجهول.
إلياس كرام: العرب في إسرائيل اعتَبَروا هؤلاء اللبنانيين الذين احتموا في إسرائيل وبخاصةً من كان مُجنداً في ميليشيا جيش اللبناني الجنوبي التي خَدَمت الاحتلال الإسرائيلي في لبنان، عُملاءً لإسرائيل ورفضوا استيعابهم في القُرى والمدن العربية داخل الخط الأخضر وشَكَّلوا لِجاناً شعبية للتصدي لأي محاولة من قبل السُلطات الإسرائيلية لإكراههم على ذلك.
رامز جرايسي: الدوافع الأساسية مُتعَدِّدة منها الدافع المبدئي كون أي شعب لا يقبل العُملاء من بين، بين طهراني وهناك أيضاً موقف أخلاقي وهناك أيضاً بالإضافة إلى ذلك نحن نَعرِف أن من يَقبل أن يكون عَميل هذا معناه أنه قَبِل موقف أخلاقي مُتدَني.
محمد بركة: عندما حَاولت السلطة الإسرائيلية أن تُلصِق بالمجتمع العربي الفلسطيني في داخل إسرائيل.. هذه الأوساط نحن اعتقدنا أنه لا مكان لهم بيننا وقُلنا في حينها.. في حينه أن قُرانا لا يمكن أن تتحول إلى مكان لنفايات الاحتلال.
مارلين أبو رعد: أنا اللي بدي أسأله بس قالوا لنا إنه إحنا عملاء! من إنه أعطونا.. على أي أساس تعتمدوا إن إحنا بتتهمونا بالعَمالة! أنتوا وين؟! مِنين عام بِتقبَضوا معاشاتكم! وين عام بتشتغلوا! منين عام بتساهموا في الكنيست! لمين حلفتوا يمين الولاء!
محمد بركة: العميل هو لَيمونة تُعصَر في صَحن الاحتلال بعد أن تَنتَهي أخر نقطة فيها تُرمى إلى سلة المهملات، مهملات.. هؤلاء كانوا كذلك.
إلياس كرام: وَصف هؤلاء اللبنانيين بالعَمَالة لم يكن حِكراً على العرب في إسرائيل فَبينما أظهَرت أوساطٌ يهودية التزاماً تجاه هذا الحليف القديم رأى آخرون بأن هؤلاء الحلفاء وفي مُقَدِّمتهم الجنرال أنطوان لحد قائد الميليشيا المُنحَلَّة لم يُفيدوا إسرائيل بشيء وهو أن التحالف معهم كان خطأً إستراتيجياً.
داني ريشف: في نَظرةٍ إلى الوراء الجنرال أنطوان لحد وجيشه لم يُفِدنا ولم يُساعِدنا وكانت فترات ظَنَنا أنه سيساعدنا وهو ظَنَّ كذلك لكن شيئاً من هذا لم يحدث.
زئيف هيرطمان: الدَين لجيش لبنان الجنوبي هو أخلاقيٌ أولاً وقبل كل شيء، فهؤلاء سَاعدونا وخدمونا وحاربوا إلى جانبنا عندما كُنا في مشكلة ولذلك نحن مُلزَمون بهم أخلاقياً.
داني ريشف: عندما تم التوصل إلى اتفاق الطائف وحل جميع الميليشيات بقيت ميليشيتان، حزب الله وجيش لبنان الجنوبي وإذا كان الجندي من جيش لبنان الجنوبي خَائِناً فإن حزب الله كذلك لأنه لم يَخدِم مصالح لبنانية إنما خدم مصالح إيرانية وكذلك هو الحال مع جيش لبنان الجنوبي الذي خَدَم مصالح إسرائيل نوعاً ما.
محمد بركة: ومقاومة الاحتلال هي أَمرٌ شرعي حَسب كل الأعراف الدولية ووضع حزب الله في خَانة جيش جنوب لبنان فيها شيء من العَبَث يعني هذا موضوع مُبالغ فيه وهذه المقاربة أو المقارنة هذا مَرفوض وغير مقبول كلياً.
إلياس كرام: أما هُم وقد تَقَطعت بهم السُبُل وعند حليفهم الإسرائيلي بعد أن خرجوا بحمايته مع سَحب قواته من الجنوب اللبناني فيُبَرِّرون تعاونهم مع السلطات الإسرائيلية بإهمال الدولة اللبنانية لهم في مُقابِل توفير الاحتلال الإسرائيلي الحد الأدنى من الاحتياجات الحياتية الأولية.
مارلين أبو رعد: بالنتيجة الإنسان مضبوط الإنسان بِدو يعيش، بدو يعيش يعني بالنتيجة وقت الدولة بَدَّها تتركوا وعليه هو ياخد القرار يمكن يتعَامل بالشيطان كمان، فكيف إذا كانت الدولة اللي حده الجارة، الجارة اللي حده فتحت له أبوابها وقالت له أتفضل؟
محمد بركة: نحن لا نتحدث عن ظاهرة اجتماعية وجدت نفسها في وضع غير معقول وإلا لكان مصيرنا نحن الفلسطينيين الذين بَقينا في وطننا بعد قيام إسرائيل.. لاتُهِمنا أيضاً بالخيانة ولا العَمَالة ولكن أن يعيش الإنسان في وطنه في ضِيق أو في أوضاع قاسية هذا ليس مَذَمَّة، لكن أن يُسَلِّم بهذا الضيق ويُصبِح أداة وسيفاً يضرب به الاحتلال شَعبَه نفسه هذا هو الأمر غير المقبول.
مارلين أبو رعد: ما حداً هينت كرامته بجنوب لبنان من، من اللبنانيين الموجودين ببيوتهم مثل ما بيصير بأهل بيروت مثل ما عم بيصير بالشقيقة سوريا، هايده جيش مُحتَل لما بتيجي بتحط ايده على السلطة على المؤسسات بتأكل مثل العيش من قدام الناس، هايده اسمه جيش مُحتَل مش الدولة اللي أنت عم تستفيد منه.
إلياس كرام: وبينما كان اللغَطُ على أَشُدِّه حول صفقة تبادل الأسري بين حزب الله وإسرائيل بادر أعضاء قياديون في حزب الليكود الحاكم إلى المُطالبة بأن تشمل صفقة التبادل فلول مليشيا جيش لبنان الجنوبي المعتقلين لدي السلطات اللبنانية.
زئيف هيرطمان: رجال جيش لبنان الجنوبي مَثَلُهم مَثَلُ جنود الجيش الإسرائيلي وكما كُنَّا نُصارِع من أجل إعادة كل جُثة وجثة من جنودنا، لا يُمكِن أن يتم إطلاق سراح عناصر فتح والجهاد الإسلامي دون إطلاق سراح رجال جيش لبنان الجنوبي من السجون في بيروت.
إلياس كرام: يحصُد هؤلاء اللبنانيون في إسرائيل الآن ما زرعت أيادي البعض منهم خلال سنين الاحتلال لجنوب لبنان وما هم فيه جعل هَمَّهم هُموما بعد أن تَنَكَّرت السلطات الإسرائيلية لهم ونَكثت بالوعود التي أطرفتهم فيها فأصبحوا لا يَقوون على شيء إلا على نَدب حاضرهم والتساؤل عن مستقبلهم المجهول، إلياس كرام لمراسلي الجزيرة من مدينة ناتسرت عليت.
سكان إقليم شينغ جيانغ واعتزازهم بالثقافة الإسلامية
محمد خير البوريني: إقليم شينغ جيانغ أكبر الأقاليم الصينية يَتمَتع بالحكم الذاتي شَعبه مُسلِم وينتمي إلى إحدى القوميات تُركيةِ الجُذور، يتمتع هذا الإقليم بأهمية استراتيجية وإمكانات زراعية هائلة إضافة إلى ثروات طبيعية لاسيما النفط والغاز، لكن هذا الإقليم يُعاني من مُشكلاتٍ عديدةٍ تقرير عزت شحرور من هناك.
عزت شحرور: الفقر في الوطَن غُربة وغربة الويغور في وطنهم شينغ جيانغ تزداد اتساعاً يوماً بعد يوم مع تَدَفق آلاف المهاجرين من الأقاليم الصينية الأُخرى التي تُعاني من تَفشي البطالة بحثاً عن فُرَص عملٍ فيما بات يُعرَفُ بأرض السمن والعسل في الإقليم الغني بثرواته الطبيعية، خاصةً بعد إعلان الحكومة الصينية عن حَملة تنمية المناطق الغربية، الإقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي يُشَكِّل سُدس مساحة الصين ويعتبر اكبر أقاليمها الثمانية والعشرين.. تَقطُنه أقَلية مُسلِمة من قَومية الويغور التي كانت تُشَكِّل 90 في المائة من سكانه إلا أنها تَراجعت نتيجة هذه الهجرة إلى أقل من النصف خلال السنوات الأخيرة مما أدى إلى تغيرات ديمُواغرافيةٍ هائلة وتفاوت كبير في توزيع الثروة وفرص العمل بين سكان الإقليم الأصليين والقادمين الجُدد.
مواطن ويغوري: من الصعب علينا أن نجد عملاً باتت حياتنا صعبة جداً.
عزت شحرور: وإن تَوَفَّرت بعض الأعمال فهي من تلك التي تَزيد من مرارة العيش فسُكان الإقليم يفتقرون إلى المهارات المُتخصصة التي يتطلبها اقتصاد السوق وفقاً لما يرى المسؤولون.
وانغ لي تشوان: هناك فقراءٌ وأغنياء في كلا الطرفين، العمل الجاد هو الذي يُحَدِّد مستوى دخل الفرد بِمقدار ما تَعمل تَكسب والكفاءة المِهنية التي يتطلبها اقتصاد السوق هي الحَكَمُ في اختيار العِمَالة المناسبة بالتأكيد إن ذلك لا يتم على أُسسٍ عرقية.
عزت شحرور: واقع الحال تعكسه سِحنات الوجوه المتشابهة لطوابير العمال والتي يَغيب عنها التنوع العرقي للقوميات الأخرى خاصة في القطاعات الاستراتيجية المُهمة وذات العائد الكبير كالنفط والغاز الذي يَختزن الإقليمُ الصحراوي احتياطياً هائلاً منه في وقت باتت الطاقة ومصادرها هي العامل الحاسم كي تُواصِل عجلة التنمية في الصين دورانها، سراب كثيف يحجب الرؤية أمام من يبحثون عن ثروة سَريعة ومن يُصارعون طويلا من أجل البقاء ويعانون من تفشي الفقر والأمية وما زال معظمهم يقطنون الصحراء في بيوتٍ هي أقرب إلى الكهوف وإذا كان الحاج محمد الذي رَزَقه الله مالاً وبنيناً وأنعم عليه بأنعامٍ يأكل من لحومها ويشرب من ألبانها توفرت لديه القدرة على تعليم أبناءه يبقى كثيرون لا قدرة لهم على ذلك.
الحاج محمد: لديا ستة أطفال أربعة منهم يذهبون إلى المدرسة الابتدائية والإعدادية، القِسط المدرسي لكل منهم ستون يواناً وبما أن المدرسة بعيدة جداً عن البيت اُضطر لإعطائهم ثلاثة يوانات يومياً للطعام والمواصلات.
عزت شحرور: أما في المدن الكبيرة وعلى الرغم من بدء الدولة بتطبيق مجانية التعليم إلا إن ذلك لم يَحُل المعضلة فمناهج تعليم المواد العِلمية تعتمد على اللغة الصينية التي لا يُجِيدها أطفال الويغور ناهيك عن أن ثقافتهم المحلية وتاريخهم العريق يتم اختزاله إلى عِدَّة عقود خلت منذ أن أحكمت الصين سيطرتها على الإقليم وأبنائه، على الجدار يَرتَفِع شعار يُؤكد على أن المصلحة العليا للبلاد ووحدة الأمة فوق أي اعتبار لِتبقى هذه الحقيقة محفورة في أذهان هؤلاء الصغار كَنَقشٍ على حجر لا يُنسى حتى الكبر.
مُدرسة: يَتم فصل الطلبة الويغور عن نظائرهم من الطلبة الصينيين لأننا نعتمد في تدريس المواد الأدبية كالجغرافية والسياسية على اللغة الويغوريه أما المواد العلمية كالرياضيات والفيزياء والكيمياء فيتم تدريسها باللغة الصينية.
عزت شحرور: الاختلاف لا يَقتَصِر على اللغة بل يَشمل عوامل كثيرة قد لا تبدأ بالتاريخ ولا تنتهي عند الجغرافيا ولا تتوقف كذلك عند أصغر مُفردات الحياة اليومية. مدينة قشقر يوماً ما كانت مَصدر إشعاع حضاري وثقافي ومَقصِداً لطلاب العلم من الدول المُجاورة عُرِفت باسم بخارى الصغرى لإسهامات علمائها بإغناء المكتبة الإسلامية بشتى أنواع العلوم باعتبارهم أول من اخترع حروف الطباعة من الخشب، هذا التاريخ الذي ظل صامداً أمام مِحَنِ الزمن طوال قرون ومسارَ فخرٍ واعتزاز لأبناء المدينة والإقليم يَشهد الآن حَمَلات هدم وبناءٍ وتغيير لمعالمه يسقط ضحاياها الكثير من المواقع الأثرية القَيّمة، مسجد عيدكاه الذي يَؤمُّه آلاف المصلين والذي بقيَ شاهداً صامتاً على كل التبادلات التجارية والثقافية لقوافل طريق الحرير تنتشر الجرافات أمامه وينتظر دوره ليصبح هو الآخر مَوقِعاً سياحياً.. وهذا ما يزيد الخَشية والمخاوف من أن يتحول الإقليم بِرُمَّته مع ساكنيه إلى مُجرد مُتحَف مفتوح يُقدم الأنغام والأغاني الفُلكلورية للسائحين، لكل هذه الاختلافات والتناقضات بَقِيت نزعة الاستقلال حُلماً يراود سكان الإقليم ويُدَغدِغ مشاعرهم خلال العقود الخمسة الماضية التي شهدت عدة محاولات انفصال عن الصين نَجحت بعضها لفترات زمنية قصيرة وبائت أخرى كثيرة بالفشل، لعل أهم ما يميز الصين أن كل ما فيها صيني ألا أن إقليم شينغ جيانغ هو الاستثناء في هذه القاعدة فكل ما فيه مُختلف فالوجوه واللغة وحتى المأكل والملبس تختلف اختلافاً كبيرا، مجتمعان مُختلفان يعيشان جنباً إلى جنب ولا يتعايشان مع بعضهم البعض وحالة من التوتر الدائم والقلق تُلقي بِظلالها وتُخيم على شوارع الإقليم وأسواقه فيما يُشبه جمراً تحت الرماد قد تُشعِل فَتيله أبسَط الأسباب التي شاءت الصُدُف أن نشهد إحداها لكننا مُنِعنا من متابعة ما ستؤول إليه، استقلال جمهوريات آسيا الوسطى المجاورة أدى إلى استعار وتيرة الشعور القومي لدى سكان الإقليم وأحيا من جديد جُموحهم نحو الانفصال والاستقلال فشهد مع مطلع التسعينيات سلسلة تفجيرات وأعمال عنفٍ أدت إلى سقوط العديد من الضحايا، سارعت السلطات على إثرها إلى توجيه أصابع الاتهام نحو مُنظمة محلية مجهولة تدعي الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية تَقول السلطات إن المنظمة على صِلة وثيقة بحركة طالبان وبتنظيم القاعدة وعلى هذا الأساس نجحت لاحِقاً في إدراجها على قائمة المنظمات الإرهابية الدولية.
دور غلاندي: الكثير من المؤسسات البَحثية ترى أن الأمر مجرد اتهامات وذرائع، اعتقد أن هناك دوافع سياسية تَقِف وراء ذلك أنا أعمل في هذا الحقل منذ عشرين عاماً ولا أعرف عن هذه المنظمة سوى النَذر اليسير الكثيرون لم يسمعوا بها من قبل وفجأة أصبحت هي المسؤولة عن كل هذا، أنا أشك في ذلك.
عزت شحرور: هذا الشك تُحاول السلطات تَبديده بتقديم ما تَصِفه بالأدلة الدامِغة وهي عبارة عن عشرات القنابل اليدوية المُصَنَّعة مَحلياً وعدة بنادق قديمة غَيَّر الزمن شَكلها ولونها وربما وَظيفتها أيضاً تم عرضُها على بعض وسائل الإعلام بالإضافة إلى مجموعات صور تُظهر ضحايا أعمال العنف الذين تجاوز عددهم المئات وفق الإحصاءات الرسمية كلهم من المدنيين ورجال الأمن، بينما تُظهر صور أخرى أولئك الذين اقترفوا هذه الأعمال وتم قتلهم أو القبض عليهم، اللافت هو عرض مجموعة كتب دينية تَصِفها السلطات بأنها تَحُض على العنف وتؤدي إلى الإرهاب الفكري والروحي.
مشهور رشيد: هذه القوى الشريرة تتخذ من الدين غِطاءاً للقيام بأعمال إرهابية إنهم يُصادرون الدين لخدمة أهدافهم غير القانونية.
عزت شحرور: ردُّ السلطة كان الضَرب بيدٍ من حديد على من أَسمتهم قوى الشر الثلاث، الإرهاب والانفصال والتطرف الديني وأخرى من حرير من خلال القيام بحملة تَثقيف وطني وأيديولوجي شَمِلت معظم الأوساط والفعاليات الشعبية والدينية بما في ذلك أئمة المساجد في مُختلف مدن الإقليم وقُراه.
الحاج محمد الأمين: تقوم السلطات باستِدعائنا بين الحين والآخر لِشرح السياسات الوطنية الدينية إلا أنها لا تَدخُل بنصوص الخطب كخطبة الجمعة والتي نَقوم بكتابتها من وحي القرآن الكريم وهَدي الرسول والسنة.
عزت شحرور: وان كان الويغور في إقليم شينغ جيانغ الذي لم يَسمع به كثيرون قد فَقَدوا الأمل بمن في الأرض فإنهم لم يَقنَطوا من رحمة من في السماء، في حين تَبقى مسألة الأقليات القومية هي التحدي الكبير الذي فَشِلت الكثير من الدول بحلها حلاً نجاحا، فهل تتمكن الصين التي سجلت نجاحات باهرة في ميادين مختلفة من أن تكون الاستثناء، سؤال ينتظر الإجابة. عدة عقود والصين الشيوعية تحاول جاهدةً أن تُدخِل ثقافة وأيديولوجيا جديدة إلى إقليم شينغ جيانغ ألا أن سكان الإقليم من الويغور مازالوا يعتبرون أن أي ثقافة أُخرى ستبقى غريبة عليهم حتى لو جاءت من دولة ينضَوون تحت ولائها منذ عدة عقود.. عزت شحرور لبرنامج مراسلو الجزيرة قشقر.. شينغ جيانغ.
[فاصل إعلاني]
رسائل المشاهدين
محمد خير البوريني: ونَعرض مشاهدينا في سياق هذه الحلقة مَجموعةً من رسائلكم، نبدأ برسالة بعث بها المشاهد أحمد محمد ناخودة من اليمن، يطلُب فيها تقريراً حول عادات وتقاليد أُمة نَسيها التاريخ وشَتَّتها الاستعمار، فالأمة العفرية حسب نص الرسالة أُمة مُقَسَّمة بين ثلاث دول هي إريتريا وأثيوبيا وجيبوتي والعفر مسلمون مائة في المائة وتُسمى لغتهم العفريه، لكنهم يتكلمون العربية ويكتبون بها وعددهم يبلغ نحو أربعة ملايين نسمة، نقول للمشاهد أن المصادر المتوفرة تشير إلى أن العفر ينتشرون في الدول التي أَشَرت إليها وكذلك في الصومال وأن الصفة الغالبة عليهم أنهم قوم ذو طبيعة بدوية وتنتمي لغة العفر إلى مجموعة اللغات الأفرو آسيوية لكن تعدادهم وفق المصادر المُختلفة لا يزيد على الثلاثة مائة ألف في جيبوتي ومثلهم في إريتريا، على أي حال نحن بصدد دراسة هذا الموضوع. رسالة أخرى من المشاهد محمد السنجاري من العراق يقترح محمد إجراء تحقيق تليفزيوني عن مدينة سنجار العراقية التابعة لمحافظة نينوى والتي تقع على بعد نحو مائة كيلو متر إلى غرب من مدينة الموصل، يشير الأخ محمد إلى أن المدينة تَميز بتعدد الطوائف التي تعيش فيها وهم من العرب والأكراد واليزديين والتركمان ويضيف أن بعض الأسر الكُردية تم تهجيرها في عهد الرئيس العراقي السابق صدام حسين بهدف تعريب البلدة على الرغم من أن الأكراد لم يكونوا الغالبية فيها حسب قوله ويضيف المشاهد بعد الاحتلال الأميركي سيطرت قوات البرزانيا على سنجار مع أنها لا تقع ضمن حدود المناطق الكردية جغرافياً، نرى هنا يا محمد تناقضاً في نص رسالتك فمن جانب تقول أنه جرت محاولات لتعريب سنجار وفي الوقت نفسه تقول أن غالبية سكانها ليسوا من الأكراد وأنها لا تَقع ضمن المناطق الكردية، على أي حال نحن نحاول طرح موضوعات ذات طابع ثقافي واجتماعي من العراق إلى جانب الموضوعات الأخرى. ومن حلب بسوريا كتب إلينا المشاهد وسام محمد عبده الصوفي يطلب تسليط الضوء على جزيرة سوقطرة اليمنية التي طالما سمعنا عن جمالها ولغة أهلها الحيريانية العريقة وما فيها من أشجار نادرة لا توجد في أي مكان آخر حسب تعبيره، نقول للمشاهد وسام لقد بدأنا بمتابعة هذا الموضوع. وهذه رسالة من المشاهد صالح القاسم الذي لم يذكر اسم البلد الذي ينتمي إليه يتحدث صالح عن ظاهرة في الأردن لا يَعرِف ماذا يُسميها ويطلب تقريراً عنها وهي باختصار أن هناك مجموعةً من الناس من مختلف الأعمار يمتهنون حرفة جمع المواد المصنوعة من البلاستيك والمعدن المُلقاتي هنا وهناك ومن داخل حاويات القمامة ويلفت صالح أو يلفت النظر إلى أن ما يقوموا به هؤلاء في حقيقة الأمر هو سرقة ما تقع عليه أيديهم من خلال التظاهر بأنهم يقومون بجمع تلك المواد ويقول أيضاً أن هناك أسواقاً ومحالاً تجارية تُخصص بشراء ما يجمعه هؤلاء، نقول للمشاهد صالح أن قضية كهذه إن وُجِدت قضيةً قانونيةً وجنائية ولم يمكن أن نعرض صور لإناثٍ قد يكونون أبرياء ونشير من خلالها إلى الظاهرة التي تتحدث عنها وذلك نظراً للمحاذير المهنية والأخلاقية والقانونية. مشاهدينا الكرام نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم في هذه الحلقة ونتابع معكم ما تبقى منها.
أسباب انتشار ظاهرة التداوي بالأعشاب في ليبيا
محمد خير البوريني: دَكَاكين عطارة تَحولت إلى صيدليات والعاملين فيها أصبحوا أطباءاً وصيدلانيين يُشَخِصون حالات زبائنهم ويَصرفون لهم ما تَيَسَّر من أعشاب، يرى البعض أن في ذلك عودةً إلى ما قبل عصر الطب الحديث ويرى آخرون أنها العودة إلى الطبيعة الأم، ظاهرة التداوي بالأعشاب أخذت في النمو في ليبيا إلى درجة أن البعض يَصِفها بالطب البديل ولكن هل طب الأعشاب بديلٌ حقاً عن الطب الحديث القائم على البحث العلمي والفحوص المِخبرية الدقيقة؟ العلماء والمُتخَصِصون لا يُنكرون دور الطبيعة كما يؤكدون أن الكثيرة من الأدوية يعتمد على الطبيعة وأن التداوي بالأعشاب يمكن أن يكون طِباً تكميلياً ولكنه لا يُغني عن الطب الحديث، تقرير خالد الديب من ليبيا.
خالد الديب: برغم التَوسع الملحوظ في بناء المستشفيات وانتشار المرافق الصحية بمختلف أنواعها وامتلاء أرفُف الصيدليات بصنوفٍ متعددةٍ من الأدوية الحديثة بالرغم من كل ذلك، تنامت في السنوات الأخيرة ظاهرةٌ كان يُعتقد أن الزمن قد تجاوزها وأن التطور العلمي الحديث قد طوى صفحتها.. هذه الظاهرة هي التداوي بالأعشاب أو ما صار يعرف في ليبيا بالطب البديل. هذه الظاهرة الجديدة وَجَدت لها الأنصار والمؤيدين بل والمُروجين الذين ينطلقون أساساً من أن الأعشاب هي أساس الدواء وأن لكل داء عُشبهً معينة أو بِذرةً مُحددة كفيلة بمقاومته والقضاء عليه.
علي الرابطي: من خلال مُعايشتي لها الحاجات هذه وجدت الناس مُقبِلة إقبالاً كبيراً والرجوع للأعشاب، هذه لأنها مأمونة الأضرار، مفيهاش أضرار جانبية وطبعاً العلم هذا أنا قبل مثلاً أن أُعاِلج الناس أو نُعطي وصفات لابد أن تكون عندي خبرة مدة 20 أو 30 سنة في ها الأعشاب هذه حتى نعرف السام ونعرف مثلاً المُفيد ونعرف مثلاً صاحب الضرر الجانبي بما يُقابله حتى نأمن براعته في جِسم الإنسان واللي أمِّنِّي على جسمه واللي بياخد مني الدواء وعلى حسب ما بنوصف له.
خالد الديب: بعض أنصار هذه الظاهرة الآخذة في الإتساع يؤكدون زراعتهم لنباتاتٍ ذات مواصفاتٍ خاصة داخل مختبراتهم كَفيلة بالقضاء على السرطان وضغط الدم والسكري والاستفادة منها تالياً في مقاومة السِمنة وتخسيس الوزن.
د. صالح عبد الله سالم: فِطر عيش الغراب فطر، لو أتكلمنا فقط على نواحيه الغذائية والدوائية فهياخد منا وقت كثير ولكن يمكن اختصارها لأن قيمته الغذائية نَكفي أن نقول أنه غني جداً بالبروتين فيصل إلى يمكن 45% في بعض أنواعه، بروتين بدون وجود كوليسترول، فأنت تاخد تتناول بروتين بدون معاناة من وجود الكوليسترول في الغذاء بتاعك، بالإضافة إلى هذا طبعاً هو علاج إلى أربعة أمراض العصر الموجود الآن اللي يعاني منها الإنسان اليوم ومنها مثلاً السرطان عفانا الله وإياكم، فهو ثَبَت عِلمياً أن ليه، أن الفطر هذا يُفرِز مضادات حيوية لها تأثير مُباشر وقوي كعلاج علاجي ووقائي ضد السرطانات عفانا الله وإياكم، المرض الثاني اللي بنتكلم عليه هو مثل مرض ضغط الدم، ضغط الدم معروف من أنواع الفطر هذه أنواع تساعد في تخفيض الدم ومنها ما يساعد في تخفيضه خلال ربع ساعة ومنها من خلال في يوم أو يومين يعني تختلف حسب النوع ولكن بصفة عامة إجمالاً نستطيع القول جاءنا دواء جيد لعلاج ضغط الدم، المرض الثالث هو مرض السكر وهو باعتبار أن هذا الفطر غَني جداً بالبروتين وفقير جداً بالسكريات، فهو لا حتى مُصابين بالسكر يستطيع تناوله بلا حدود وبدون أي مشاكل، النقطة الرابعة باعتباره فقير بالكوليسترول وبالسكر فأيضاً يستطيع تناول ها المرضى السِمنة اللي عندهم وزن زايد فَبِدون أنهم يعانوا من مشكلة الرجيم وأتعابه وآلامه.
خالد الديب: في مواجهة الانسياق وراء هذه الموجةِ الجديدة ظهرت أصوات لا يَكاد يسمعها أحد تُنبه إلى خطورة هذا التوجه الأعمى إلى العلاج بهذه الكيفية وضرورة استشارة المُختصين في هذا المجال لأن بعض الأعشاب لها آثار جانبية سلبية على المدى الطويل وأضرارها أكثر من فوائدها.
د. فيضان حمزة: عندي قاعدة عامة.. سوء استخدام الأعشاب الطبية قد يؤدي إلى نتائج عكسية، إذا كان لم يستخدمه بطريقة عِلمية وطبعاً هداي يعتبر أنا اعتبر شغلي في المجال هذا كطبيب نعتبره طب تكميلي لا يستغني عن الطب الحديث اللي طلع بنتائجه ونعتبره تكميلي ومُكمل أُسوة بالغذاء والأعشاب الطبية ومعظم الأعشاب الطبية أصلها الغذاء ولكن ظهرت صَيحات جديدة بخصوص الأعشاب وغيرها وسيوضح عليها زميلي، فسوء استخدام الأعشاب نؤكد ونؤكد قد تعطي نتائج عكسية قد لا تكون في الوقت الحاضر ولكن على بعد المدى الطويل.
خالد الديب: أصحاب الشأن يؤكدون أنهم يَنطَلقون من قواعد علمية وأسسٍ ثابتة ومراجع تاريخية، فضلاً عن تجارب امتدت لسنوات في هذا المجال وأثبتت نجاحها على أكثر من صعيد.
علي الرابطي: وأنا بالنسبة لي نيابةً نقول لبعض الدكاترة اللي هما العرب اللي هما يتولون مثلاً شرح الأعشاب هذه للمواطنين اللي بيهم يشرحوها بما قاله في … بما قيلت في كُتُب القانون لابن سينا ولابن البيطار والانطاقي لأن الكتب هذه عامة هي الكلمة المَعنية أو المُسمي العلمي للعشب في أي مكان، إذا كان اختصرنا مثلاً أو اقتصرنا على ذكر العُشب مثلاُ في ليبيا.. في ليبيا مثلاُ نقول عشبة التُجُوفُت ولا عشب التجداري ولا عشبة البطومة لكن لابد نقولها بما قالها ابن سينا بما قالها ابن البيطار في كُتبِه الطبية وبما قاله وبما قِيلت في مجمع الطب القديم.
خالد الديب: تُجار الأعشاب الطبية حَوَّلوا دكاكينهم إلى صيدليات مُرخصة ومحلاتهم إلى عيادات تُقدِّم الاستشارات الطبية ويؤكدون أن التداوي بالأعشاب لا يتعارض مع الطب الحديث ولا يمكن أن يكون بديلاً عنه وإنما هو مُكَملٌ له.
عبد السلام: من الأفضل إن الليبيين يلجئوا إلى المشاتل الموجود فيها أعشاب طبية بكمية كبيرة ويزرعوها في بيوتهم في … يعني جناين تبعهم وحاجات هذه يزرعوا فيها ويستخلِصوا الأعشاب بنفسهم منهم فيهم، العالم الخارجي كله أتجه للأعشاب طبعاً في الصين في أوروبا في كذا تجد محلات أعشاب وصيدليات أعشاب بكمية كبيرة يعني مش اللي إحنا تو في راجعة بسيطة من الرجوع إليه لكن بالنسبة لـ … يعني كدراسة استنتاجية يعني للشعب الليبي كله جعل ها الأعشاب دية ويعالج بها وناجحة معاه الفكرة، الفكرة كيف يرجع يرجعلها يقوم جاي لتونس وجاي لليبيا وجاي لدول أوربية ويلجأ لنا في العلاج ياخد في علاج ويرجع علاج تانية ليه يعني ليه، يعني هذا نتيجة مُضاعفات المواد الكيماوية لكن الفترة هذه ابتديت تاخد في الأعشاب فترة طويلة في ليبيا ياخدوا فيها ويعالجوا بها وناجحة مع ناس ومفيش أي مضاعفات لها إلا أعشاب مُعينة لها مُضاعفات تخُش الأعشاب اللي هي فيها مواد سامة وكذا.
خالد الديب: الناس اختلفت آرائهم وتباينت مواقفهم حول هذه الظاهرة فبين مؤيد ومعارض يكاد يؤكد الجميع أن اللجوء إلى الأعشاب يأتي مرحلة تالية بعد فَشل الطب الحديث وعجزه أمام العديد من الحالات التي تصدى لها.
زبون: أي والله في جماعة قالوا لي أن هون في من شان مرض الكلاوي جيت أَخدت أعشاب من عنده واستعملت الأعشاب والحمد لله يعني في تحسن
نرجس: والله لاحظت أنه جميع من جاراتي وصديقاتي يعني عالجوا بالأعشاب الطبية ونجحت معاهم يعني العلاج هذا يعني مشي معاهم العلاج بالأعشاب الطبية إن كثير من الناس بيلجئوا له يعني بالعلاج بالأعشاب الطبية.
عبد السلام: ده اقتناع الناس بالأعشاب لأنه في النهاية مش حَاجات كيماوية، حاجات طبيعية ونروح لعدة ناس أن هي تشفيهم من عدة أمراض.
هاني: مهما تطور الطب الحديث يعني دي حاجات يعني من الطبيعة الأعشاب خصوصاً العسل يعني.
ضيف: بالنسبة للأعشاب هذه المفروض شيء تُحارب صراحة يحاربوها غير إن هي شيء المفروض يستفيدوا منها الناس باعتبارها أشياء طبيعية وأشياء تفيدنا وتفيد ولادنا وصغارنا وناسنا يعني.
خالد الديب: بعض المُختصين يرى أن استخدام الأعشاب المُنتشر حالياً ما هو إلا نظام غذائي لا يَرقى إلى مستوى التداوي أو العلاج إلا في حالات نادرة ولا تزال خاضعةً للمراجعة والتدقيق.
فيضان حمزة: الأعشاب الطبية أصلاً زي المواد الغذائية حتى لما ناخذها غذاء تأثيراتها ممكن تِطلع بعد أشهر أو أسابيع طويلة المدى وغيره ولكن العامل النفسي ليه دور، مرة واحد ياخد دوا ويظن أن هو الشافي وغيره ويشربه ويزيل تأثيره وتِطلع دعاية وصيحة وغير ذلك وهي صراحة أسماء هذه يقولها في العلم الشفاء الذاتي، لما يشعر بنفسه ياخد الحاجة وللأسف ليس لها علاقة بالأعشاب الطبية.
خالد الديب: المتحمسون لهذا العلاج لا يَقفون عند حد الدفاع عنه والدعاية له بل أنهم يَدعون إلى عقد مؤتمر عربي حول الاستخدام الطبي للأعشاب ويُناشِدون المراكز العربية المُختصة بتوحيد المصطلحات حتى يَسهُل العلاج من بلد إلى آخر.
علي الرابطي: إحنا بنتطرق لنشر العلم هذا وللعودة ليه لابد تكون حافظ أو عالم بمُسمياتها التلاتة، بحيث كل واحد في وطن سِمِع الكلمة هذه بمسمى هو يستفيد منها، فمثلاً فلما مثلاُ يجيلي زيت تساقط الشعر ونقول هذا هو زيت الآس شي هو الآس؟، الآس هي شجرة بتتسمى في الكتب الطبية بالآس شين يسموا فيها من المغرب يسموا فيها الريحان في المغرب شين يسموا فيها مثلا في مصر يسموا فيها المِرسين شين يسموا فيها في سوريا يسموا فيها قف وانظر لجمال هذه الشجرة فلما لا نَعطي المسميات هذه يبدو كل واحد مثلاُ عارف أو مثلاُ كل واحد بيرجع لكتاب القانون لابن سينا أو مفردات الأدوية لابن البيطار أو لابن رسول فهذه اللي بنِنصح بيها على أساس أنه نجابل واحد يدخل ويعرف الوصفات هذه لابد يكون عارف بأضرارها الجانبية ومثلاً عارف الحاجات السامة وفق ما دَلّه الأطباء.
خالد الديب: حتى الآن لم تتخذ الدولة مَوقفاً واضحاً تجاه انتشار هذه الظاهرة والتوسع الملحوظ في استخدامها، لكن أصواتاً عديدةً تدعوا إلى ضرورة تنظيمها وإخضاعها لإشراف رسمي حتى لا تتحول إلى مجرد تجارة أو شعوذة.
حمزة إبراهيم الشارف: وبالتالي فإن تقنين هذا الطب هو أو هذا النشاط هو مَطلب وطني يجب أن توضع عليه الضوابط حتى لا يُترك الأمر… لا يُترك الأمر الحبل على الغارب للناس المُستغلين ويصبح استعمال الأعشاب داعية وشعوذة ولأسباب تُجارية بَحته، عَرفنا أن في الجماهيرية الآن ساعيين في إنشاء اللجنة الوطنية للطب البديل والطب التكميلي والتي سَتتعلق بتنظيم نشاط هذا الطب وكيفية ممارسته ووضع ضوابط حتى لا يُستَغَل استغلال سيء.
خالد الديب: بين مؤيد للتداوي بالأعشاب ومُعارض له تظل هذه الظاهرة في حالة تَمَدُد وانتشار داخل المجتمع في انتظار الكلمة الفاصل التي لم يصل إليها أحدٌ حتى الآن، انتشار هذه الظاهرة واتساع نطاقها على أكثر من صعيد يجعل التوقف عندها ضرورة مُلحة خاصةً بعد أن استغلها البعض للتجارة والكسب السريع دون مراعاة لأي قواعد صحية… خالد الديب مراسلو الجزيرة طرابلس.
محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يُتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث، كما يمكن مراسلة البرنامج عبر البريد الالكتروني على العنوان التالي ( reporters@aljazeera.net ) أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123، الدوحة قطر وكذلك من خلال الفاكس، في ختام هذه الحلقة هذه تحية من مخرجها صبري الرماحي وفريق العمل وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.