مراسلو الجزيرة

اللاجئون الأفغان، المهاجرون في أستراليا

عوائق توحيد شبه الجزيرة الكورية إحدى أكبر المشكلات الدولية التي أفرزتها الحرب العالمية الثانية، استمرار قضية اللاجئين الأفغان في باكستان، التعددية الثقافية ملاذ آمن للمهاجرين في أستراليا.

مقدم الحلقة:

محمد خير البوريني

ضيوف الحلقة:

جونغ سي هيون/ وزير شؤون التوحيد في كوريا الجنوبية
سام إسكندر/ عضو حزب العمال الأسترالي
وآخرون

تاريخ الحلقة:

05/06/2004

– عوائق توحيد شطري كوريا
– مشكلة اللاجئين الأفغان في باكستان

– التعددية الثقافية للمهاجرين في أستراليا


undefinedمحمد خير البوريني: أهلا ومرحبا بكم مشاهدينا الكرام إلى حلقة جديدة من مراسلو الجزيرة، نشاهد تقريرا من كوريا الجنوبية الشطر الثاني من شبه الجزيرة الكورية الجزيرة التي يراها كثيرون بؤرة من بؤر التوتر العالمي التي خلفتها الحرب العالمية الثانية ونرى عوائق توحيد شطري كوريا من وجهة نظر أميركية ورسمية وشعبية جنوبية ومن أفغانستان نحاول طرق قضية اللاجئين التي مازالت قائمة على الرغم من مرور سنوات طويلة على النهاية المفترضة لعوامل اللجوء ونعرض جانبا من الجهود البطيئة لإعادة هؤلاء اللاجئين وما يعترضها من عوائق ونعرض من أستراليا تقريرا حول التنوع الثقافي الذي يراه كثيرون من العرب هناك ضمانة تُبنى عليها المجتمعات ونرصد الآراء المتضاربة بهذا الشأن حتى لغير العرب، أهلا بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.

عوائق توحيد شطري كوريا

شبه الجزيرة الكورية إحدى البقع المتبقية من الخريطة الدولية القديمة التي لم تهب عليها رياح التغيير بعد، ما حدث منذ تقسيم كوريا أسس لشرخ طويل مازال يقف عائقا في وجه وحدة الكوريتين، الأميركيون يرون أن وجود قواتهم في الشطر الجنوبي لا يعيق الوحدة وترى حكومة سول أن هذه القوات تلعب دورا مهما في حفظ الأمن والاستقرار لكن الشارع الكوري الجنوبي يرى غير ذلك، تقرير عزت شحرور.

[تقرير مسجل]

عزت شحرور: اللحن نفسه والتقاليد هي هي لم تتغير لكن في دولتين متناقضتين، الكوريون هم الأمة الوحيدة في آسيا المكونة من قومية عرقية واحدة لا تشاركها أقليات أخرى العيش في شبه الجزيرة الكورية لكنهم أمة مازالت تعاني من التجزئة والانقسام، حرب أهلية ضروس أحرقت الزرع والضرع على مدار ثلاث سنوات عجاف منتصف القرن الماضي خلفت ثلاثة ملايين ضحية وشتتت شمل ملايين العائلات قبل أن توقفها هدنة مؤقتة وهشة هي الأغرب والأطول من نوعها وُقِعت على خط العرض 38 أخمدت نار الحرب وأبقت على جمرها تحت الرماد في أخر الجبهات المتبقية من مخلفات الحرب الباردة قسمت الأمة الواحدة إلى شطرين شمال شيوعي يقوم على حكم الفرد ويحكم وفق نظريات أيديولوجية يسميها الزوتشية أو الاعتماد على الذات قادته إلى الاعتماد على نفسه عسكريا والاعتماد على الآخرين لإطعامه وجنوب ليبرالي ديمقراطي يقوم على التعددية الحزبية نجح في أن يتحول إلى نمر اقتصادي قوي امتلك معظم مفردات التقنية الحديثة لكنه اعتمد على آخرين لحمايته عسكريا، الطريق من عاصمة الجنوب سول يمر بمحاذاة أسلاك شائكة يعشش فيها الخوف والرعب منذ عقود وحشة الطريق تزداد كلما أمعنت شمالا خمسون كيلو مترا فقط قبل أن تصل قرية بانمانجوم الحدودية حيث التوتر والاستنفار الدائمان بضع خطوات فقط تفصل بين شطري شبه الجزيرة الكورية لكن خمسين عاما لم تكن كافية لاجتيازها، العيون فقط ترنو خلف الحدود شمال يراقب جنوب وجنوب يرصد حركات الشمال وسكناته عين من كان أخا مسمرة على من أصبح عدوا وأيادي الاثنين على الزناد في حالة تأهب دائم لأي استفزاز أو طارئ قد يحدث، سنتيمترات قليلة هي ارتفاع جدار الفصل بين الجانبين لكن الحواجز النفسية المتراكمة عبر الزمن باتت جبالا في الصدور يؤججها وجود ما يقارب أربعين ألفا من القوات الأميركية في الجنوب يرى مراقبون أنها عائق إضافي على طريق الوحدة والتواصل بين الجانبين.

جندي أميركي: لا أرى دورنا هنا أنه يمنع من تحقيق الوحدة الكورية إطلاقا هذا تبسيط كبير للأمور أعتقد أن القضية أعمق من هذا بكثير.


يطالب عامة الناس في كوريا الجنوبية برحيل القوات الأميركية وإنهاء وجودها هناك عبر أعمال عنف تزداد شراستها يوما بعد يوم

عزت شحرور

عزت شحرور: هذه المقولة لا تصمد أمام رأي الشارع في كوريا الجنوبية الذي بات يطالب جهارا نهارا برحيل القوات الأميركية وإنهاء وجودها على أرضه من خلال أعمال عنف تزداد شراستها يوما بعد يوم خاصةً في أوساط الشباب وطلبة الجامعات.

طالب جامعي: إنهم قوة إمبريالية في العالم، القوات الأميركية يجب أن ترحل من كوريا الجنوبية، نحن نريد السلام وإعادة توحيد بلادنا.

عزت شحرور: تحت وطأة هذا الضغط الجماهيري المتصاعد بدأت تلوح علامات تغيير في الموقف الرسمي تجاه هذا الموضوع.

روه مو هيون – رئيس كوريا الجنوبية: لا أحد يستطيع أن ينكر الدور الهام للقوات الأميركية في الحفاظ على الأمن والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية، إن ارتفاع بعض الأصوات بإنهاء الوجود الأميركي يدل على تطور إيجابي بأننا بتنا أكثر قوة وبالفعل آن الأوان لتغيير دور هذه القوات.

عزت شحرور: إعادة التوحيد بين قوة اقتصادية متنامية ذات أساس متين وطموح لا محدود في الجنوب تدعمها قوة عسكرية وأيدي عاملة كثيرة ورخيصة في الشمال ويغذيها تنامي المشاعر القومية لدى الجانبين لابد أن يثير قلقا لدى بعض القوى الإقليمية المجاورة من بروز قوة منافسة لا يستهان بشأنها.

تشو يون جي – المستشار الاقتصادي لرئيس كوريا الجنوبية: كوريا محصورة بين قوتين هما الصين واليابان فنحن لم نصل بعد إلى مرحلة المنافسة البضائع اليابانية من حيث التقنية ومن جهة أخرى لا نستطيع منافسة البضائع الصينية لرخص اليد العاملة لذا يجب أن نعيد ترتيب أولوياتنا.

عزت شحرور: على الرغم من العقبات الداخلية والخارجية فإن جهود التوحيد ازدادت وتيرتها في السنوات الأخيرة وتُوِجت بعقد القمة التاريخية بين كيم داي جونغ الرئيس السابق في كوريا الجنوبية والزعيم الشمالي كيم جونغ إيل عام 2000 في بيونغ يانغ عاصمة الشمال كأول لقاء رسمي على هذا المستوى منذ خمسة عقود قوبل باهتمام محلي ودولي كبير وكان من أهم ثماره الاتفاق على جمع شمل من بقي على قيد الحياة من عائلات فرقتها الحرب التي باعدت بين الأخ وأخيه والأم وأبنائها، دموع الفرح بلقاء الأحبة بعد طول انتظار غسلت ما خلفه الزمن من بغضاء وجفاء لكن الوحدة التامة مازالت بعيدة المنال.

جونغ سي هيون – وزير شؤون التوحيد في كوريا الجنوبية: نحن شعب واحد في الكوريتين العلاقة بيننا عفوية، الوضع يختلف من منطقتكم فنحن لسنا كفلسطينيين أو إسرائيليين مثلا، نعم أمامنا عقبات كثيرة إلا أننا نحاول تلافي أخطاء وحدوية أخرى ونعمل على تحقيق وحدة ذات خصائص كورية.

عزت شحرور: المحاربون القدامى الذين خاضوا غمار الحرب وذاقوا مرارتها يتوقون هم أيضا إلى الوحدة فقد التئمت جراح الجسد بعد هذه السنين وتخلوا عن سلاحهم وزال ما في الصدور ولم يبق عليها سوى بقايا نياشين.

محارب قديم من كوريا الجنوبية: نحن نرغب في الوحدة ونسعى لتحقيقها فقد طال أمد الانقسام يجب أن نعزز الحوار مع الشمال لإعادة التوحيد في أسرع وقت وضمان عدم تكرار مأساة الحرب مرة أخرى.

عزت شحرور: نصب الأشقاء الذي يتوسطه شرخ عميق يبقى شاهدا على ماض لا يودون عودته وحافز لمستقبل قد يحول حلم الوحدة إلى حقيقة وواقع، على الرغم من الرغبة الشعبية العارمة لإعادة توحيد شطري شبه الجزيرة الكورية إلا أن سنوات الحرب وما خلفته من محن ومآسي تجعل من الصعب عودة العناق بين الأخوة الأعداء، عزت شحرور لبرنامج مراسلو الجزيرة سول.

[فاصل إعلاني]

مشكلة اللاجئين الأفغان

محمد خير البوريني: هكذا هي حال اللاجئين الأفغان، هُزِم الاتحاد السوفياتي السابق في أفغانستان وانهار لاحقا بالكامل في عقر داره ووضعت الحرب الأهلية أوزارها وسقطت حركة طالبان في الحرب التي شنتها الولايات المتحدة لكن قضية اللاجئين الأفغان لا تزال قائمة، نحو مليوني لاجئ تأمل المنظمات الإنسانية المعنية أن يشهد العام المقبل نهاية لمأساتهم، تقرير أحمد زيدان.

[تقرير مسجل]

أحمد زيدان: نهاية العام المقبل هي الموعد الذي حددته المفوضية السامية للاجئين الأفغان في باكستان من أجل إغلاق ملف وجود المهاجرين على الأراضي الباكستانية والذي يوصف بأنه أكبر عملية نزوح بشري في التاريخ المعاصر وبالرغم من استمرار العودة الطوعية إلا أن خطواتها ما تزال بطيئة وتأمل الأطراف المعنية وهي باكستان وأفغانستان والمفوضية أن يدفع تحسن الأوضاع في أفغانستان بقية المهاجرين المسجلين رسميا والبالغ عددهم مليون وتسعمائة ألف مهاجر إلى العودة وإن كان مسؤولو المفوضية يشددون على أن العائدين إلى أفغانستان يعودون مجددا إلى باكستان.

جاك ريدين – ناطق باسم مفوضية اللاجئين في باكستان: من المهم جدا توفير الظروف الملائمة في أفغانستان من أجل تشجيع عودة اللاجئين فهناك أماكن آمنة تمكنت من تحقيق تطور اقتصادي أفضل خلال السنتين الماضيتين.

أحمد زيدان: لعل ما أجمله المسؤول الأممى فَصّله المسؤول الباكستاني الأول عن ملف اللاجئين الأفغان والذي يعتقد بوجود عوامل عدة لعودة هؤلاء اللاجئين مجددا بالإضافة إلى عدم تفكير البقية في العودة إلى بلاده.

لياقت دوراني – المفوض الباكستاني للاجئين الأفغان: ثمة عوامل كثيرة تسببت في تباطؤ عودة اللاجئين إلى أفغانستان لكنها عوامل في معظمها مرتبطة بعملية السلام وعودة هؤلاء اللاجئين بشكل منتظم وسريع لا يمكن أن تتم بدون توفر السلام في أفغانستان.


تخشى الأوساط السياسية الباكستانية أن يؤدي استمرار الحرب في المناطق البشتونية الأفغانية إلى تداعيات اجتماعية خطيرة على باكستان

أحمد زيدان

أحمد زيدان: ما تخشاه الأوساط السياسية الباكستانية هو أن يؤدي استمرار الحرب في المناطق الباشتونية الأفغانية التي تتشاطر نفس الإثنية مع شريحة واسعة من الباكستانيين إلى تداعيات اجتماعية خطيرة على باكستان في ظل تركيز عمليات التنمية والتطوير على المناطق الشمالية الأفغانية، مصادر المفوضية تحدثت عن عودة اللاجئين إلى المدن وليس إلى الأرياف وهي مشكلة مستقبلية خطيرة يجب على الحكومة الأفغانية معالجتها في ظل افتقاد القرى والأرياف للخدمات التي اعتاد عليها اللاجؤون في باكستان.

ماستي نوز – مسؤولة مكتب مفوضية اللاجئين في بيشاور: معظم اللاجئين المقيمين في مخيمات الإقليم الشمالي الغربي الباكستاني ينحدرون من مناطق أفغانية غير متطورة مثل تورا بورا حيث ما يزال هناك بعض القتال لذا فالأمن مازال مشكلة.

أحمد زيدان: قضية العودة هذه لا تقتصر على استقرار الأوضاع في أفغانستان فحسب وإنما أي توتر في باكستان ينعكس سلبا عليها كما حصل خلال التفجيرات الأخيرة التي استهدفت احتفالات الشيعة في كويتا فأرجأتها لأشهر بسبب موت بعض أقارب اللاجئين، اللاجؤون الأفغان تفاوتت تقويماتهم بين مطالب الحكومة الباكستانية بمزيد من الوقت للبقاء هنا وبين من يُحمِل أمراء الحرب الأفغانية مسؤولية عدم عودته.

مهاجر أفغاني: لجعل الدولة أكثر رفاهية ولتشكيل حكومة متحدة وقوية نحتاج إلى التخلص من أمراء الحرب وحينها يمكن أن نعود إلى بلادنا.

حاجي دوست محمد – مسؤول مخيم بابي الأفغاني: لم نواجه أي مشاكل من قِبَّل الحكومة الباكستانية ولا من الشعب الباكستاني وخصوصا من أهل منطقة ختك وغالوزا فقد ساعدونا كثيرا والمجاهدون الذين شاركناهم أكل محاصيلهم لكنهم لم يشتكوا من وجودنا إنهم أناس طيبون ولدينا علاقات جيدة معهم.

أحمد زيدان: المسؤولون الباكستانيون يرون أن وجود المهاجرين على أرضهم الحق ببنيتهم التحتية خسائر فادحة.

لياقت دوراني: هناك مشكلة المياه لقد سبب وجود المهاجرين بكل تأكيد إلحاق ضرر كبير ببنيتنا التحتية أما الآن فيستخدم هذه البنية ضعف عدد السكان المفترض.

أحمد زيدان: إغلاق كثيرا من المنظمات الإغاثية العربية تحت مسمى الحرب على ما يوصف بالإرهاب ضاعف من متاعب اللاجئين الأفغان في باكستان فقد لعبت هذه المنظمات دورا نشطا في خدمة اللاجئين في السابق وبعيدا عن المخيمات الأفغانية التي يقدر عددها بالمئات هناك مئات الآلاف من الأفغان المقيمين في المدن الباكستانية الرئيسية وهو ما يزعج شريحة من الباكستانيين التي ترى بأنهم يزاحمونهم في مصادر رزقها، جيل من المهاجرين الأفغان أقام في المدن الباكستانية الرئيسية وسيتعذر على هذا الجيل العودة إلى وطنه أفغانستان التي غدت بالنسبة له غربة وهجرة أخرى، أحمد زيدان مراسلو الجزيرة إسلام أباد.

التعددية الثقافية للمهاجرين في أستراليا

محمد خير البوريني: يفهم العربي المهاجر في أستراليا التعددية الثقافية على أنها التنوع وحق الجميع في ممارسة عاداته وتقاليده ودينه وثقافته والحفاظ على تميزه ولعل هذا الفهم النظري في كثير من جوانبه مدفوع بضياع الحقوق والحريات الأساسية في بلاد الأصل العربية لكن هذا الفهم لا يقتصر على ذوي الأصول العربية فهناك من جاء من قارات مختلفة ووجد في أستراليا ملاذا آمنا إلا أن هناك من ينتقد الوضع القائم ويرى أنه لا يدل على تعددية، تقرير صالح السقاف.

صالح السقاف: انبثقت التعددية الثقافية (Multiculturalism) في السبعينيات من القرن الماضي كمنهاج سياسي عام لمواكبة التغيرات الإحصائية والاجتماعية والتي بدأت معالمها تتبلور في المجتمع الأسترالي عقب تزايد الهجرة المنظمة في السنوات التي أعقبت الحرب العالمية الثانية ومع تزايد الحاجة إلى إدارة وتنظيم وضبط أوضاع المهاجرين الجدد في مجتمعهم الجديد بدأت قضايا استقرارهم تأخذ حيز واسعا من السياسة العامة وتمكن المجتمع الأسترالي في فترة مبكرة جدا الانتقال من أيديولوجية التعصب المبنية على الاستيعاب والانصهار إلى أيديولوجية التعددية الثقافة التي تدعو إلى تقبل الآخرين والتسامح والتفاهم المشترك بين فئات المجتمع كافة.


التعددية تعني أن يكون المجتمع قادرا على إعطاء الفرد الفرصة لممارسة عاداته وتقاليده ودينه ولغته

عبد المسيح ملاك

عبد المسيح ملاك – رئيس الاتحاد الفدرالي لمجالس الجاليات العرقية: معنى التعددية إن المجتمع أساسا يقدر يدي كل واحد فرصته إن هو يمارس عاداته وتقاليد ودينه واللغة بتاعته وفي نفس الوقت يقدر يبقى له الحقوق الكاملة إن هو يقدم كل الخدمات للمجتمع ويشارك لنجاح المجتمع، الإنسان بيبقى سعيد ومرتاح ومطمئن على إن هو مهواش مُضطهّد بإنه عاداته محترمة إن الناس بتحترمه وبتقدره وبيقدر يقدم خدمات للمجتمع ده بيبقى مفيد للكل وناجح للكل.

صالح السقاف: على مدى أكثر من ثلاثة عقود وفرت التعددية الثقافية للمهجرين لأستراليا وسكانها الأصليين مناخا ملائما للاعتزاز بثقافاتهم وحضارتهم حيث أفسحت المجال لبناء دور العبادة لمختلف الأديان وممارسة شعائرهم الدينية والسماح بتعلم لغات الوطن الأم في المدارس والاحتفال بالمناسبات الدينية والوطنية وحرية إصدار الصحف المتعددة كما أفسحت المجال للمهاجرين والذين أصبحوا اليوم مواطنين أستراليين المشاركة في المجالات التي ترقى بالمجتمع الأسترالي كافة.

سام اسكندر – عضو حزب العمال الأسترالي: هناك رسالة نحملها نحن إنه كيف ممكن الإنسان العربي من خلفيته العربية يعكس الحضارة العربية ويخلي المجتمع الأسترالي يتقبل الإنسان العربي اللي هو الآن أسترالي وعم يخدمه ويعرف إنه فيه بلاد عربية هناك ما لازم يصير فيه تمييز ضده لا على الصعيد السياسي ولا على الصعيد الثقافي على صعيد عالمي.

صالح السقاف: ساهمت التعددية الثقافية في تعريف الأستراليين بألوان مختلفة من العادات والتقاليد والفنون الشعبية والفلكلورية وجعلتهم يتذوقون أنواعا من الأطعمة والمأكولات لم تكن معروفه لديهم وأصبحت المهرجانات الشعبية مناسبة لالتقاء الحضارات المختلفة وأضحت معها التعددية نموذجا يفتخر به الأستراليين.


يمكن اعتبار التعددية الثقافية في أستراليا من البرامج السياسية المهمة التي أحدثت تغييرا في تركيبة المجتمع الأسترالي، فقد ساهمت التعددية في تعريف الأستراليين بألوان مختلفة من العادات والتقاليد لم تكن معروفة لديهم

صالح السقاف

نيك لارش – رئيس بلدية فيرفيلد: لدينا خمسون ديانة مختلفة ولا توجد أي مشاكل بين هذه الجاليات نعيش جميعا بوئام ونساعد بعضنا البعض الآخر إذا تمكنا من تعريف العالم بتجربتنا فإننا بالتأكيد سنعيش عالما يعمه السلام، في هذه البلاد لا توجد مشاكل بين الجاليات المختلفة.

ألن كادمن – نائب في البرلمان الفدرالي: التعددية تساعد على بناء التفاهم بين الناس، هنالك ترابط مشترك بين المتحدثين باللغتين الإنجليزية والعربية كما أن التعددية تعمل على التواصل بين السكان الأصليين وثقافاتهم وبين الجاليات المتحضرة من خلفيات متعددة في أستراليا وهذا يُمكِن الدول الأخرى من المشاركة في عملية التفهم هذه، أعتقد أن للتعددية تأثيرات وطنية ودولية.

صالح السقاف: يمكن القول أن التعددية الثقافية في أستراليا كانت من البرامج السياسية الهامة التي أحدثت تغييرا في تركيبة المجتمع الأسترالي وجعلته قوس قزح الأعراق والمعتقدات الذي يشكل مزيج أمة واحدة إلا أن ذلك لم يمنع البعض من انتقادها والتساؤل عن مدى انسجامها مع أستراليا اليوم.

مواطن أسترالي: قواتنا المسلحة والشرطة والنظام البرلماني يهيمن عليه الأنجلو هذه هي التعددية هنا إنها ليست تعددية ثقافية إنهم فقط مجموعة من الناس يتحدثون لوسائل الإعلام محاولين تجميل صورة ما يعتبرونه المجتمع المتعدد الثقافات.

عبد المسيح ملاك: أنا بأعتقد إن التعددية كان من الضمان الوحيد اللي قدر يضمن سلام وقوة المجتمع الأسترالي، صحيح عندنا واجهنا بعض الصعوبات لكن كان نتيجة هذه الصعوبات إن ظهرت مجتمعات كبيرة وأديان مثل رجال الدين كانوا ضد الحكومة في مشاكل خاصة بالناس اللاجئين لقينا إن فيه تجمعات من كل الأديان يعني فيه تجمع أنا برأسه اللي هو بيشمل كل الأديان في أستراليا اتحاد الكنائس العالمي الاتحاد الإسلامي الأسترالي الاتحاد اليهودي الـ(Buddhist) الهنود الهندوس كل الأديان والغرض من هذا المجتمع إن إحنا بنحترم كل الناس وبنقول هدفنا حاجة بكل بساطة إن الناس يتدينوا بأي دين هم عوزينه بشرطين شرط إنه هم ميضروش آخرين وميضروش نفسهم.

صالح السقاف: ليس بوسع كل دولة أن تقدم أفكارا جسورة لمجتمعها ولربما كانت التعددية الثقافية في صورها المتنوعة هي أفضل مثال قدمته أستراليا لدول العالم، صالح السقاف لبرنامج مراسلو الجزيرة سيدني أستراليا.

محمد خير البوريني: إلى هنا نصل إلى ختام هذه الحلقة، يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث كما يمكن مراسلة البرنامج عبر بريده الإلكتروني reporters@aljazeera.net أو من خلال عنوانه على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة – قطر، في النهاية هذه تحية من مخرج البرنامج صبري الرماحي وفريق العمل وهذه تحية أخرى مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.