العملة العراقية الجديدة
مراسلو الجزيرة

العملة العراقية، إطلاق البوليساريو سراح مئات المغاربة

العملة العراقية الجديدة وإلغاء التي كانت تحمل صورة صدام حسين، والجدل حول شرعية إصدار عملة جديدة في ظل الاحتلال، إطلاق البوليساريو سراح مئات الأسرى المغاربة، وحياة البؤس في مخيمات لاجئي الصحراء، وتجربة مجلس الشورى العماني.

مقدم الحلقة:

محمد خير البوريني

ضيوف الحلقة:

همام الشماع: خبير اقتصادي عراقي
محمد الأنصاري: شؤون جلسات مجلس الشورى العُماني

تاريخ الحلقة:

20/12/2003

– العملة العراقية الجديدة
– إطلاق سراح مئات الأسرى المغاربة لدى جبهة البوليساريو

– تجربة مجلس الشورى في عُمان


undefined

محمد خير البوريني: مرحباً بكم –مشاهدينا- إلى حلقة جديدة من (مراسلو الجزيرة).

نشاهد في هذه الحلقة تقريراً من العراق نتناول فيه العملة الجديدة التي طُرحت للتداول دون حملها لصورة الرئيس السابق صدام حسين، ونتعرف على جدوى هذه العملة ومدى فعاليتها وآراء العراقيين فيها، ونرى مصير العملة السابقة وكيف آلت إلى المحارق.

ومن تندوف في أقصى جنوب غربي الجزائر نعرض قصة نتناول فيها إطلاق سراح المئات من الأسرى المغاربة لدى جبهة البوليساريو بعد عقود من وقوعهم في الأسر، ونتحدث عن جانب من حياة البؤس التي يعيشها اللاجئون الصحراوية في الصحراء الجزائرية، وعن مستقبل متفائل بإمكانية إطلاق سراح بقية الأسرى.

ومن سلطنة عُمان نسلط الضوء على تجربة مجلس الشورى في بلد عربي خليجي كخطوة نحو الديمقراطية، ونرى كيف يتم اختيار أعضاء المجلس الاستشاري عن طريق الاقتراع، وننقل أسئلة عن ماهية عدم إطلاق اسم برلمان على هذا المجلس الذي لا يملك صلاحية لمحاسبة الحكومة.

أهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.

العملة العراقية الجديدة

بعد أشهر من احتلال العراق، وتسلم مجلس الحكم الانتقالي السلطة تم ضخ مليارات الدنانير الجديدة في الأسواق العراقية، وتميزت العملة الجديدة بعدم حملها لصورة الرئيس السابق صدام حسين، التي كانت تتصدر العملة السابقة بكل فئاتها، ويشير ذلك إلى تغير عهد سياسي بكامله في البلاد، لكن العملة الجديدة جاءت على أنقاض عملة تدنت قيمتها بشكل كبير بسبب الحرب العراقية الإيرانية والحصار الاقتصادي المرير الذي تعرض له العراق على مدى سنوات طويلة.

آراء العراقيين بمختلف مستوياتهم تفاوتت بشأن هذه العملة، فمنهم من يرى أنها أكثر قوة من سابقتها، وأنها أقل عرضة للتزوير، بينما ينتقد كثيرون هذه العملة للنقص الحاصل في فئاتها الصغيرة، ويسأل آخرون عن قانونية وشرعية إصدار عملة جديدة في ظل الاحتلال وعراق لا يتمتع بالسيادة، تقرير أطوار بهجت من بغداد.

تقرير/أطوار بهجت: لكل زمان دولة ورجال، ويضيف العراقيون: وعملة أيضاً.

بعد خمس وثلاثين سنة من حكم البعث بدأ عهد جديد استُهل بجملة تغييرات لعل من أبرزها ما طرأ على العملة العراقية، صورة الرئيس العراقي السابق صدام حسين لم تُرفع من واجهات البنايات الرسمية وجداريات الشوارع فقط، بل ومن الأوراق النقدية الجديدة أيضاً، أكثر من أربعة مليارات دينار طُرحت إلى التداول ابتداءً من الخامس عشر من شهر تشرين الأول الماضي، خبر استقبله الشارع العراقي بارتياح بالغ.

مواطنة عراقية: والله ممتازة، وإن شاء الله كلش زينة، وكان لازم من قبل تصير، يعني أوقت من هسه، يعني صار ست أشهر، والنظام ماشي وكلش زين، الموظفين تعبانين كلش شوي، وإحنا جداً ممنونيين منهم، المسؤولين الأمن تعبانين، وماكو أي مشكلة الحمد لله، يعني شغلة ماكو أحسن منها، نتمنى كان أوقت من هذا تكون دا نخلص.

أطوار بهجت: ومن أفضل أيام العافية الاقتصادية إلى أشدها ضعفاً عاش الدينار العراقي العقود الثلاثة الماضية، العراقيون الذين يذكرون جيداً أن ورقتم النقدية من فئة خمسة وعشرين دينارا كانت تعادل خلال سبعينيات القرن الماضي 80 دولار، يحزنهم اليوم أن الدولار الأميركي الواحد يباع بألفين من دنانير العملة العراقية، سنوات الحصار القاسية أثرت على قيمة عملة تحولت منذ عام 90 إلى مجرد أوراق تطبعها مطبعة النهرين الحكومية المحلية بلا قيمة اقتصادية أو شروط أمان، والناس هنا يؤكدون أن الحصار ليس السبب الوحيد في تردي قيمة العملة.

مواطن عراقي1: كعملة طبعها جيد، العملة القديمة رديئة طبعها، وبعدين كعملة موجودة بالبلد ما نعرف أيش قد قيمها، لأنه عدة مطابع كانت تشتغل، عدي كان يطبع وينزل للسوق بكيفه، عبد حمود، قصي، البنك المركزي، فائض نقدي ضخم كلش وعملة رديئة جداً.

أطوار بهجت: المظاهر الأمنية المفقودة في العملة القديمة حولتها إلى محنة مضافة في حياة العراقيين، كثيرون منهم خَبِرَ كشف العملة المزورة، فقد غزت أسواقهم ولسنوات طويلة.

مواطن عراقي 2: العملة هاي الجديدة كلش زينة، أول شيء هذيك العملة القديمة كان بها تزوير كلش، وكنا نعاني معاناة كلش شديدة من أيامها، فهاي العملة لا تزوير، ولا يجدون أي واحد يزور.. يزور بها، هذيك العملة كانت ورقتها خفيفة جداً، هسه الورقة كلش زينة، يعني الورقة قوية، وبالمعاملات نتعامل بها أحسن من هيك..

أطوار بهجت: جزء من هموم بدأت تأخذ طريقها إلى الزوال بعد طرح عملة جديدة، يؤكد الخبراء أنها تتمتع بمزايا أمنية عالية، العملة الجديدة طُرحت بست فئات، خمسون ديناراً، ومائتان وخمسون، وألف، وخمسة آلاف، وعشرة آلاف، وخمسة وعشرون ألف دينار، والإدارة المدنية الأميركية أعلنت في احتفاء رسمي بحضور رئيسها (بول بريمر) ثقتها بجديدها هذا.

مستشار مالي أميركي في العراق: هذه العملة التي تم تداولها دليل على تحسُّن الأداء الاقتصادي للعراق، إنها عملة تتمتع بالثقة أكثر من سابقتها نحو اقتصاد له مصداقية وثقة، المستثمرون سيثقون أكثر بهذه العملة، لأنها عملة حقيقية.

أطوار بهجت: المصارف الأهلية والحكومية انهمكت في عملية تبديل العملة.

حيدر زهير (موظف في أحد المصارف العراقية): الإقبال كلش يعني يختلف من منطقة لمنطقة حسب المناطق، بس عموماً الإقبال على المصارف الحكومية يكون أكثر من المصارف الأهلية لثقة الناس بالمصارف الحكومية تكون أكثر.

أطوار بهجت: الدينار السويسري والدينار الطبع مفردتان كانتا شائعتين في السوق العراقية منذ حرب 90، يقصد بالأول الدينار المطبوع في سويسرا قبل هذه الحرب، والذي يملك قدرة تبلغ أضعاف أضعاف الدينار الذي طُبع بعد هذه الحرب، الشمال بقي بعد ذلك المنطقة الوحيدة في العراق التي تتعامل بالدينار السويسري، في حين استخدم الطبع في الوسط والجنوب، سنوات إلغاء التعامل بالعملة السويسرية في الوسط والجنوب لم تلغه من ذاكرة العراقيين أو مدخراتهم، كثيرون لم تخلُ بيوتهم منه، رغم أنهم لم يتوقعوا عودته.

مواطن عراقي 3: هذه ما تلفناها، لأنه هي ورقة نقدية، بعدين ما.. يعني ما تُستخدم، لا بالسوق ولا هذه خليتها بالبيت.

أطوار بهجت: كنت متوقع ترجع؟

مواطن عراقي 3: لأ، ما متوقع، لأن هاي أصلاً لغت، كان الجهال يلعبون بها، خليناها بالبيت.

أطوار بهجت: وبعيداً عن لغة الأرقام قريباً من الوطن يعلن العراقيون أن المكسب الأهم بالنسبة إليهم في موضوع العملة الجديدة هو دورها في توحيد البلد، فالكل شمالاً وجنوباً سيستخدمها، أهل الاقتصاد الأدرى بشعاب العملة جديدة كانت أم قديمة يقفون مع هذا الرأي غير مترددين في إعلان تفاؤلهم، رغم تأكيدهم على أن إصدار العملة حق سيادي يستلزم وجود دولة مستقلة وقانوناً خاصاً بذلك، وأن ما حصل ليس أكثر من تبديل الأوراق النقدية.

د. همام الشماع (خبير اقتصادي عراقي): بطبيعة الحال.. هنالك عملتين أكو اقتصادية بمعناتها، أكو حالة انفصام بين اقتصاد المنطقة الكردية ومنطقة.. بقية مناطق العراق، لكن على كلٍّ أبناء البلد الواحد يعني كانوا يرتبون أمورهم على أساس تبادل هاي العملتين، وبالتالي يعني لم تكن هنالك مشكلة يعني إلا بحدود معينة، المهم الآن هو توحيد جزئي العراق اللي كان الحقيقة في حالة انفصام جزئي.

أطوار بهجت: ومهما يكن من أمر التفاؤل أو التشاؤم، فإن الأمنيات تبقى قائمة في استقبال هذه العملة التي تلمس الشارع العراقي طيلة أيام طرحها الأولى شحة في فئاتها الصغيرة الأساسية في تداولات حياته اليومية.

موظف محل للصيرفة: هذا الدينار الجديد لما هاي طبعوا هاي الفئات العالية جداً، هاي الفئات العالية جداً ما ممكن إنه عراقي يروح يتسوق بـ25 ألف، يقول له: ما عندي ألف أرجع لك إياها، يعني يطرح هاي الكميات الفئات القليلة بأكثر من الفئات الكبيرة، يعني نود الناس شوية تتقبلها ويصير تحسن للوضع.

أطوار بهجت: قرار إطلاق التداول بالعملة الجديدة، والذي أعلنه البنك المركزي العراقي أكد على أنها ستكون وسيلة أساسية في دعم الاقتصاد العراقي، الذي عانى طوال السنوات الماضية من عملة بلا احتياطي نقدي أجنبي، في حين أثارت تساؤلات في نفس الصدد حول العملة الجديدة.

د. حسيب كاظم (مدير وحدة الإصدار في البنك المركزي العراقي): عملية الغطاء اللي راح تصير عملية حسب أحكام قوانين البنوك المركزية، لأنه عملة أجنبية وسندات أجنبية أيضاً من سندات حكومات موثوقة.. موثوقة، وبالإضافة إلى ذهب.

أطوار بهجت: الآلاف من موظفي المصارف العراقية تفرغوا لعملية استلام الأوراق النقدية من المواطنين، واستبدالها بأخرى جديدة، القديم يتلف أولاً بصبغ أحمر، ثم يشحن إلى البنك المركزي العراقي حيث يتم القاؤه في المحرقة المخصصة لإتلافه، وعلى ما يبدو فإن النيران باتت هي الفيصل في إنهاء عهد وبدء آخر جديد في العراق على الأقل اقتصادياً، لكن الأمنية الأهم لدى جميع العراقيين أن يقتصر لهيب هذه النيران على المال فقط.

وسواء كانت العملة قديمة أو جديدة، فإن المهم بالنسبة للمواطن العراقي هو توفر دخل يقيم أوده ويسد احتياجاته.

أطوار بهجت – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – بغداد.

إطلاق سراح مئات الأسرى المغاربة لدى جبهة البوليساريو

محمد خير البوريني: قضية الصحراء الغربية لازالت على حالها إلى حد كبير باستثناء مئات الأسرى المغاربة الذين قامت جهة البوليساريو بإطلاق سراحهم بوساطة ليبية بعد سنوات طويلة من السجن، ولكن ما هو مصير الأسرى الباقين لدى البوليساريو؟

تقرير خالد الذيب أعده من تندوف في أقصى جنوب غربي الجزائر حيث تقع مخيمات لاجئي الصحراء الغربية.

تقرير/ خالد الذيب: إذا وصلت إلى مطار تندوف في أقصى الجنوب الغربي للجزائر عليك أن تختار بين الاتجاه شمالاً نحو القرى الجزائرية المنتشرة في هذه الصحراء القاحلة أو السير جنوباً صوب مخيمات اللاجئين الصحراويين التي مضى عليها نحو ثلاثة عقود، أي منذ اشتعال الحرب في الصحراء الغربية، أو ما كان يُعرف بالساقية الحمراء ووادي الذهب، المستعمرة الإسبانية السابقة، وكان قرارنا المسبق هو التوجه إلى مخيمات اللاجئين، ومن ثم محاولة زيارة الأسرى المغاربة في المعسكرات القريبة من هذه المخيمات.

الحياة في المخيمات تبدو بائسة وقاسية ويعيش سكانها البالغ عددهم نحو 150 ألف نسمة على المساعدات الدولية خاصة من أوروبا.

يحيى بو حبيني (رئيس الهلال الأحمر الصحراوي): طبعاً هناك شبكة من التضامن الدولي مع الشعب الصحراوي، وخاصة من الشعوب الإسبانية، والشعب الإيطالي، ودول الشمال، هناك عدة أساساً من أوروبا، أساساً من أوروبا، بالإضافة إلى من مساهمة أميركية من الحين إلى الآخر، ولكن هناك يعني تعاون ثنائي قائم بين بعض الحكومات الجهوية في إسبانيا، في إيطاليا، وحتى في دول أخرى أوروبية، ولكن بالأساس الدعم الذي نتلقاه من أوروبا.

خالد الذيب: يوجد في هذه الصحراء القاحلة أربعة مخيمات رئيسية، هي العيون والسمارة والداخلة وأوسرد، وكلها أسماء لمدن صحراوية تقع الآن تحت السيطرة المغربية، معظم سكان المخيمات لا يعملون، وفرص التعليم محدودة، إضافة إلى غياب معظم مرافق البنية التحتية باستثناء الكهرباء، الذي وصل هذه المخيمات منذ سنوات، على هذا النحو يعيش السكان هنا، ومنهم من ولد وتزوج وأنجب داخل هذا المخيم أو ذاك، ولا يعرف مكانا سواه.

يحيى بو حبيني: بالتأكيد أنه اللاجئين الصحروايين الموجودين في هذه المنطقة من تراب الجزائر، من أقدم اللاجئين في العالم، ومن أقدم برنامج للاجئين مسجل لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، وهناك يعني صعوبة لدى برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين للحصول على التمويل الكافي للبرامج التي يتم المصادقة عليها، فالحين نحن نواجه أزمة حادة في نقص بعض المواد الأساسية، مثل الدقيق الذي لا يتوفر.. لا نتوفر إطلاقاً على أي شيء منه في.. في المخازن، كذلك هناك نقص حاد في مادة الحليب، كما أن الأمطار الأخيرة اللي تهاطلت على مخيمات اللاجئين الصحراويين تسببت كذلك في أضرار بالغة في ممتلكات اللاجئين، وفي كذلك بعض المخزون الموجود لدى الهلال الأحمر الصحراوي، نظراً لضعف أماكن التخزين.

خالد الذيب: إذا كانت الطريق إلى المخيمات سالكة وممهدة، فإن الوصول إلى معسكرات الأسرى يبدو وعراً وشاقاً، ويحتاج إلى خبير بالصحراء ودروبها، حتى لا تضيع وراء الأفق دون أن يفتقدك أحد في هذه الصحراء المترامية الأطراف، هذا المعسكر يضم ثلاثمائة أسير مغربي، تقرر الإفراج عنهم بعد وساطة من مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية، واستجابة من جبهة البوليساريو، بعد اتفاق تم التوقيع عليه بين الجانبين في العاصمة الجزائرية.

سيف الإسلام القذافي (رئيس مؤسسة القذافي الخيرية): والحمد لله يعني الله وفقنا أن يعني تمكنا من.. من إنجاح هذه المهمة، نهنيكم أنتم بالحرية، وفي نفس الوقت يعني نحب نبلغكم إنه أيضاً سنشتغل على بقية الإخوان، وإن شاء الله في إطار تسوية شاملة لكل القضية بإذن الله، إحنا مسلمين وعرب، وإحنا سيوفنا ويعني لابد أن تكون للعدو، العدو معروف أين هو أين ما جانا؟

خالد الذيب: الأسرى المغاربة المفرج عنهم، بقدر ما كانت الفرحة تملأ قلوبهم، كان الأسف يسيطر على نفوسهم، حزناً على زملائهم الذين تركوهم في الأسر، والبالغ عددهم أكثر من ستمائة أسير.

عبد الإله (أحد الجنود المغاربة المفرج عنهم): كانت الظروف قاسية يعني إلى أقصى حد.

محمد تقي (أحد الجنود المغاربة المفرج عنهم): كل شيء ما كنا نتمناه هو تدخل إلى جميع المنظمات والهيئات الأممية، والعرب بش يدخلوا ويطلقوا الإخوة الذين يبقوا ورانا، نراهم في حالة لا ترثى، إحنا كذلك نحسوا بذلك الشيء اللي بيحسوا به هم، نرجوكم ونرجو العالم (..) يطلقوا الإخوان اللي بقوا هون، وجزاء لكم خيراً.

ملازم أول/ علي بكوش (أحد الأسرى المفرج عنهم): هو دي بادرة أولى من بلد عربي، بنشكر الشعب الليبي المضياف العظيم على هذه المبادرة، ويعني ما فاجأتناش لأن دايماً كان فيه منهم مبادرات إنسانية، وكان مع الأجانب، ويعني مع دول أخرى، وهذه.. هذه المرة كانت مع دولة عربية، وأبناء مغاربة، اللي كانوا في الأسر أكثر من 24 ساعة، أربع وعشرين سنة.

النقيب/ الخمار حنين (أحد الأسرى المفرج عنهم): والآن إحنا جينا بش (..) نلتحقوا بوطننا، ونشوف أهلنا، والحمد لله فرحانين، ولكن ما يكمل الفرح حتى يلتحقوا بنا الإخوة اللي هم مازالوا كانوا يتعذبوا في النواحي ديال تندوف، وعذاب شاق، ورغم هم محتاجين بش بيرجعوا لبلادهم.

خالد الذيب: معظم الأسرى تم اعتقالهم في سنوات الحرب الأولى، وقضى أغلبهم نحو ربع قرن متنقلاً من معسكر إلى آخر في هذه الصحراء، التي تصعب الحياة فيها في الظروف العادية، فما بالك بوضعية أسير دخلها شاباً وخرج منها كهلاً.

إبراهيم محجوبي (عضو هيئة الأركان الصحراوية): هذه المبادرة الإنسانية اللي قاموا بها الصحراويين تجاه أشقائنا المغاربة، والشعب المغربي الشقيق، لازم تُقدَّر وتُفهَم، حتى تكون هناك مبادرات أخرى تجاه أسرى صحراويين حتى الآن مجهول مصيرهم، ومعتقلين، وشعب بأكمله يتذكره، يتذكروه، هو يعاني في ظروف قاسية، أما الإخوان المغاربة المطلوق سراحهم الآن هم كانوا معانا يتقاسموا معانا الحلوة والمرة في واقعنا، مثل تشوف حالتهم ووضعهم الصحي، وحالتهم النفسية، كيف هي؟ هل هي حالة أسرى؟ أم هي نفس الحالة اللي إحنا موجودين بها وهم موجودين بها؟

خالد الذيب: بالرغم من ظروف الاعتقال السيئة، ومرارة الابتعاد عن الأهل والوطن، إلا أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر أكدت أنها تزورهم باستمرار وتشرف على رعايتهم الصحية، كما تنقل رسائلهم إلى أهلهم وذويهم.

هارولد شميد (اللجنة الدولية للصليب الأحمر): هذه هي الخطوة الجديدة الثالثة التي يتم اتخاذها خلال عام من قبل جبهة البوليساريو، إنها المبادرة الثالثة التي اتخذوها، لأنهم في شهر فبراير الماضي قاموا بإطلاق سراح مائة أسير مغربي، وكذلك في الأول من شهر أيلول/سبتمبر الماضي قاموا بإطلاق سراح مائتين وثلاثة وأربعين أسيراً آخرين، كما أطلقوا الآن سراح ثلاثمائة آخرين، لذلك إنها خطوة إيجابية، ونأمل أن تكون مؤشراً على أنه سيتم إطلاق سراح جميع الأسرى مستقبلاً.

خالد الذيب: الاستلام والتسليم تم في سهولة ويسر، فبعد إلقاء الكلمات التقليدية، وإنهاء الإجراءات المعتادة، تم نقل الأسرى من معسكر الاعتقال إلى مطار تندوف، ليتم نقلهم بعد ذلك إلى المغرب.

في مطار أغادير جنوب المغرب، وبعد وصول الأسرى الثلاثمائة كان المشهد عاطفياً ومؤثراً، اختلطت فيه أحاسيس الفرح بمشاعر الدهشة، وتجاوبت فيه أصداء الماضي مع آفاق المستقبل، فكانت الصلاة أفضل تعبير عن هذه الحالة.

الأسرى المغاربة واللاجئون الصحراويون يعيشون مأساة واحدة فيما يبدو، هؤلاء يعيشون خلف القضبان الحديدية، وأولئك يحيون وراء الكثبان الرملية، وكلاهما ينتظر يوم العودة إلى المكان الذي خرج منه أول مرة.

خالد الذيب – (مراسلو الجزيرة) – تندوف – الصحراء الجزائرية.

[فاصل إعلاني]

محمد خير البوريني: ونعرض مشاهدينا في سياق هذه الحلقة مجموعة من رسائلكم.

الرسالة الأولى وصلتنا من المشاهد محمد ساسي الحراري من الجماهيرية الليبية، يطلب محمد من البرنامج تسليط الضوء على المهاجرين العرب في السويد، والجالية الإسلامية هناك بشكل عام، كما يطلب من البرنامج تقريراً حول سكان المقابر في العاصمة المصرية القاهرة، والأسباب التي أوصلتهم إلى تلك المقابر، ولماذا لا توجد حلول لمشاكلهم؟ يتحدث المشاهد كذلك عن طائفة في العراق تسمى المغتسلة، لأنهم يغتسلون في نهر دجلة، ويطلب تقريراً حولهم، ويسأل هل يعبدون هذا النهر؟ أم هي طقوس تعود لأسباب أخرى؟

نشكر المشاهد، بالنسبة للعرب والمسلمين في السويد فقد سبق وعرضنا موضوعاً مفصلاً، كان الزميل أحمد كامل قد أعده من هنا قبل وقت طويل، ولكننا سوف نعمل على إعداد موضوعات أخرى جديدة من السويد في حلقات لاحقة، أما بالنسبة لسكان المقابر في القاهرة، فإننا نعمل على إعداد تقرير بهذا الشأن، نرجو أن نوفق في إعداده، وحول من وصفتهم بالمغتسلة في العراق، فنعتقد أنك تقصد الصابئة، الذين يطلق عليهم تسمية الصُبة باللهجة العراقية المحلية، والذين يقولون إنهم أصحاب كتاب اسمه (جنزاربه)، أو كنز الله، وإنهم من أتباع سيدنا يحيى -عليه السلام – وكانوا قد هاجروا عبر التاريخ من فلسطين إلى العراق هرباً من بطش اليهود، ويقول رجال الدين من الصُبة أنهم يؤمنون بسيدنا محمد –عليه الصلاة والسلام- وأنه مذكور في كتابهم، وهم بالفعل يعتمدون الاغتسال كما يعتمدون على التعميد في طهارتهم، وبلا شك أنهم لا يعبدون نهر دجلة كما تعتقد، ولكن الماء بحد ذاته ركن رئيسي في طهارتهم كما سبق وقلنا، كنا قد عرضنا موضوعاً بهذا الشأن، وسوف نعرض موضوعاً آخر أكثر تفصيلاً حولهم عندما نجد فرصة مناسبة في هذا الوقت العصيب من تاريخ العراق.

والمشاهدان حسن محمد جبارة ومعتصم خضر الجعلي، وهما مواطنان سودانيان يعيشان في لبنان، جاء في الرسالة: نحن الجالية السودانية التي تعيش على الأراضي اللبنانية نعاني من المشاكل داخل السجون اللبنانية، حيث يزيد عدد السودانيين داخل هذه السجون عن ألف ومائتي سجين، بسبب عدم شرعية إقامتهم في البلاد، علماً بأن الحد الأقصى للأحكام هو شهر واحد، إضافة إلى الغرامة، لكن غالبية السجناء يقضون أكثر من سنة، إلى جانب المحكومين والمجرمين، ولا يتم ترحيلهم إلى الأمن العام، كما هو متبع في دول أخرى، علماً بأنه يوجد لديهم تذاكر سفر، وقيمة التسوية، ولكن لا ينظر إلا بأمر من يدفع منهم للسفارة، أو السماسرة حسب نص هذه الرسالة.

نجيب بأننا سوف نقوم بالتحقق من هذا الأمر في أقرب وقت، ولا يمكن الخوض فيه في الوقت الراهن، بدون القيام بذلك.

ومن المغرب أرسل إلى البرنامج المشاهد رشيد المؤذن، جاء فيها: أخيراً وبعد أكثر من ألفي عام -حسب نص رسالة المشاهد- تقرر اعتبار اللغة الأصلية للمغرب العربي، وشمال إفريقيا وهي الأمازيغية لغة رسمية، وذلك بإدراجها في المقرر الدراسي اعتباراً من العام الدراسي المقبل 2003، 2004، يطلب المشاهد تسليط الضوء على الجهود التي بُذِلَت في إعداد المنهاج الدراسي الخاص باللغة الأمازيغية وتجميع لغة تعرضت معالمها للتلف والضياع.

نشكر المشاهد وسوف نعمل على إعداد تقرير حول اللغة الأمازيغية في أقرب وقت ممكن.

مشاهدينا الكرام، نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم في هذه الحلقة ونتابع معكم ما تبقى منها.

تجربة مجلس الشورى في عُمان

تنتشر مجالس الشورى في عدد من الدول العربية لاسيما دول الخليج العربية، ولكن لكل دولة تجربتها الخاصة، قد تختلف تجربة سلطنة عُمان عن غيرها في العديد من العناصر، حيث يتم اختيار أعضاء المجلس الاستشاري عن طريق صناديق الاقتراع في ظاهرة رآها كثيرون تقدماً مهماً نحو الديمقراطية لاسيما مع ضمان حق المرأة في الاقتراع كما في عضوية المجلس الاستشاري بغض النظر عن حجم مشاركتها الفعلية، ولكن كثيرين أيضاً يسألون لماذا لا يُسمى هذا المجلس برلماناً؟ ولماذا لا يُعطى صلاحيات تمكنه من محاسبة الحكومة حتى تكتمل العملية الانتخابية والديمقراطية؟ هذا في وقت يرى فيه آخرون أن المواطن العُماني لا يكترث كثيراً بهذا المجلس لأنه يشعر أنه لا يمثله أو يمثل طموحاته حسب مواصفاته الحالية، تقرير أحمد الهوتي من سلطنة عُمان.

تقرير/أحمد الهوتي: أنشئ مجلس الشورى العُماني عام 1991، وذلك لمساعدة الحكومة بما يهم المجتمع العُماني ويُقدم لها المشورة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، ومراجعة مشروعات القوانين الاجتماعية والاقتصادية التي تعدها الوزارات المختصة، والمشاركة في إعداد الخطط التنموية وتوعية المواطنين بأهداف التنمية وإنجازاتها، وخلال السنوات الماضية استضاف المجلس عدداً من الوزراء للتحدث حول إنجازات وزاراتهم والاستماع إلى آراء أعضاء المجلس حول تقصير الوزارات في تقديم الخدمات للمواطنين ومراجعة بعض القوانين كقانون العمل والصحافة.

د. محمد الأنصاري (شؤون جلسات مجلس الشورى العُماني): المجلس أيضاً له الحق بموجب التعديلات الجديدة أن يدرس الخطة الخمسية للدولة وهذه تحال أيضاً من قِبَل الحكومة للمجلس لدراستها وإبداء الرأي فيها ورفع التقرير إلى الحكومة، المجلس أيضاً له الحق أن يدرس الموازنة العامة السنوية للحكومة التي تعد سنوياً تحال إلى المجلس لإبداء الرأي، ويرفع المجلس تقريره إلى الحكومة بشأنه، أيضاً المجلس معني بجميع الجوانب الاقتصادية التي من شأنها أن تطور الاقتصاد الوطني.

أحمد الهوتي: التعديلات الأخيرة في نظام مجلس الشورى قضت بتمديد فترة العضوية إلى أربع سنوات بدلاً من ثلاث سنوات، ويجوز تجديد العضوية لمدد أخرى مماثلة وفقاً للقانون، ويأتي العضو عن طريق الانتخابات العامة التي تُجرى في تسعة وخمسين ولاية عُمانية، حيث يختار المواطنون ثلاثة وثمانين عضواً في المجلس، ويحق للولاية التي يزيد تعداد سكانها عن ثلاثين ألف نسمة ترشيح عضوين، فيما يحق للولاية التي يقل سكانها عن هذا العدد اختيار عضو واحد، وخلال الانتخابات الأخيرة التي جرت قبل أشهر سُمِحَ لمن بلغ واحد وعشرين عاماً ذكراً كان أم أنثى أن يمارس حقه الانتخابي، كما تم استخدام التقنية الحديثة في عملية الفرز، وتولي القضاء الإشراف على العملية الانتخابية.

إسحق السيابي (نائب رئيس مجلس الشورى العُماني): التنظيمات التي عملت فيها هذه الدورة كانت تنظيمات رائعة من قِبَل الحكومة، ربما فيه بعض القصور فيها يمكن تفاديها في الفترات القادمة، لكن مع الأسف تظل رغبة المواطن وطموحاته إذا تجاوزت المنطق والمعقول في مرحلة مبكرة قد تُعكَّس على أن هناك فيه عزوف في الانتخابات.

أحمد الهوتي: المرأة العُمانية حصلت منذ بداية المجلس على حق ترشيح نفسها لعضوية المجلس والمشاركة في اختيار المترشحين، وقد استطاعت المشاركة الفاعلة في الحياة البرلمانية حسب رأي المراقبين، عندما ترشحت وفازت بمقعدين في الدورات الماضية، وكانت تسعى لكسر حاجز المقعدين في انتخابات الدورة الخامسة، لكنها أخفقت رغم أن عدد النساء اللاتي استخرجن البطاقة الانتخابية وصل إلى مائة ألف ناخبة.

رفيعة الطالعي (صحفية عُمانية): أثبتت المرأة فعلاً جدارة، يعني منقطعة النظير، يعني كان فيه عضويتين في المجلس كانت من أفضل أعضاء مجلس الشورى، يعني مثلاً إذا نذكر الأخت طيبة (..) على سبيل المثال وأيضاً الأخت شكور الغماري، فكان يمثلن الولايات.. الولايات اللي انتخبتهن خير تمثيل، أيضاً في خلال الفترات التالية لها كان فيه نفس العضوتين ثم أيضاً فازا عضوتين آخريين الذين.. اللتين فازتا أيضاً في المرحلة القادمة، للدورة القادمة، أنا أظن أن هذا التراجع من حيث العدد، يعني رغم إنه تقييمي لأداء المرأة كان أداء جيد جداً، لكن خلال هذه الفترة، هذا التراجع ما سببه؟ قيل بإنه سببه القبلية، قيل بسبب الذكور، مثلاً إنه الذكور مجتمع ذكوري، لكن أنا من خلال تجربتي كمترشحة سابقة لم أعانِ من فكرة القبلية ولم أعانِ أيضاً من مشكلة الذكورية، وإنما وجدت تجاوب كبير من المجتمع، لكن أعتقد أن فيه مشكلات معينة إجرائية صارت، إنه رغم التوجيهات يعني لجلالة السلطان، أعتقد أنه هناك خلل إجرائي في التنفيذ وإن الجهات المعنية في.. يعني كانت فيه أخطاء سبَّبت هذه النتائج، أنا لا أعتقد أنها كانت انتكاسة في حق المرأة العُمانية.

أحمد الهوتي: لم تلقَ الانتخابات الأخيرة اهتماماً من المثقفين كما كان في الدورات الماضية، والسبب -كما يقول المواطنون- يعود إلى ضعف الصلاحيات الممنوحة للمجلس والمستوى المتدني للأعضاء الذين يصلون إلى البرلمان، وتهرب المسؤولين للإجابة على استفسارات الناس معتبرين وصول البعض إلى المجلس للوجاهة لا للعمل الديمقراطي.

وتشير إحصاءات وزارة الداخلية إلى أن من يحق له الاقتراع قد بلغ عددهم ثمانمائة ألف نسمة، ولم يستخرج سوى مائتان وستون ألف مواطن البطاقة الانتخابية، فيما أدلى مائة ألف مواطن ومواطنة بصوته في الانتخابات الأخيرة.

مرتضى حسن علي (عضو مجلس الدولة العُماني): مع الأسف ما نلاحظه هو شيوع ثقافة المطالبات التي لا تتمكن أن توظف نفسها بطريقة منهجية للوصول إلى شيء، ولم.. وما لم يتم هناك حوار معمق في المجلس ومدعوم بالأرقام والحقائق والمعلومات حول ما يجب فعله، فلا يبدو لي بأن المجلس سوف يتمكن أن يلعب دوراً مؤثراً الذي هو مطلوب ومرغوب.

محمد اليحيائي (صحفي عُماني): حدث نوع من.. من الخمول أو نوع من السلبية من المواطن أو من الشارع العُماني تجاه مجلس الشورى بسبب أن مجلس الشورى لم يحقق الكثير من تلك التطلعات التي كانت موجودة لدى.. لدى المواطن العُماني، مجلس الشورى بالفعل ليست لديه صلاحيات تشريعية وليست لديه صلاحيات حتى شبه تشريعية، وليس قادراً حتى على فرض يعني المشورة اللي مطلوب إنه يقدمها لمؤسسات الدولة حتى في القضايا التنموية البسيطة، ليس قادراً على فرض أفكاره ومشورته ومقترحاته على الحكومة، هو جهة استشارية تقدم مشورة غير ملزمة، وبالتالي المواطن عبر.. عبر الأربع دورات الماضية شعر بأنه المجلس بالفعل يعني لا يمثله يعني هناك بالفعل صورة لشكل من أشكال الانتخابات، هناك شكل من أشكال الحياة النيابية أو البرلمانية، ولكنها غير مُفعَّلة كما يجب.

أحمد الهوتي: مجلس الشورى من جانبه أشار وفي أكثر من مناسبة أن الصلاحيات الممنوحة له كافية إذا ما استُغلت بشكل جدي من قِبَل الأعضاء، وأن هناك آليات لا يُركز عليها أعضاء المجلس نظراً لمستواهم التعليمي والثقافي.

د. محمد الأنصاري: هناك يعني بعض الآليات لم تستغل الاستغلال الأمثل لعلها.. لعل (سابقاني) يعني في الأيام القادمة والسنين القادمة سوف تستغل استغلال جيد، على سبيل المثال البيانات الوزارية خلال فترة المجلس الثلاث السنوات السابقة أو الأربع الحالية، ونأمل أن يكون يعني الأداء أفضل مما كان، نعني جميع وزراء الخدمات بالمثول أو الحضور أمام المجلس لإلقاء بياناتهم، لكن هذا المجلس أضيف جميع الوزراء خلال يعني الفترة الواحدة.. لا طبعاً، هذا الجانب بحاجة إلى تخفيف وأعتقد أن المجلس خلال الأيام القادمة أيضاً سوف يعد برنامج لاستضافة أصحاب المعالي الوزراء.

أحمد الهوتي: المواطنون يطالبون الحكومة بمزيد من الإفصاح والشفافية حول مختلف القضايا المرتبطة بحياة الإنسان العُماني وطرق الإنفاق على المشروعات التنموية، ومنح المزيد من الصلاحيات للمجلس كي يقوم بدوره في صنع القرار بأسلوب ديمقراطي.

مرتضى حسن علي: أن يكون هناك مجموعة تتمتع بكفاءة معقولة تتمكن من التقاط الأفكار وصقلها وطرحها وطرح المبادرات وتصور السياسات وطرح البدائل أمام صاحب القرار، وأيضاً المؤمل بأن يتم هناك التخفيف من الأثقال الألقاب والتكلف الموجود أكثر من اللازم حتى نتمكن من طرح جميع القضايا الاقتصادية والاجتماعية بحرية وانسيابية أكثر، نحن لن.. سوف– لن نتمكن أن نتقدم إذا وضعنا فجوات كبيرة خلفنا.

أحمد الهوتي: سياسة التدرج في الديمقراطية العُمانية تعتبر من مقومات النجاح والاستمرار ولكن يجب أن تكون هذه السياسة محددة ببرنامج زمني واضح المعالم والرؤى حتى يطمئن المواطن بأنه في طريق الشراكة الحقيقية مع السلطة التنفيذية عبر مجلس الشورى.

تفعيل مشاركة المثقفين في مجلس الشورى يتطلب علاج موضوع عودة العضو بعد انتهاء فترة بقاءه بالمجلس إلى وظيفته الأصلية، ومضاعفة الصلاحيات الممنوحة للمجلس ليكون مؤسسة تشريعية ورقابية تسهم في صنع القرار العُماني.

أحمد الهوتي – برنامج (مراسلو الجزيرة) – مسقط.

محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي –مشاهدينا- إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، يمكن لجميع مشاهدينا الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت، والصورة عند البث، كما يمكن مراسلة البرنامج عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي:

reporters@aljazeera.net

أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة قطر، وكذلك من خلال الفاكس.

في ختام هذه الحلقة أنقل إليكم تحيات مخرجها صبري الرماحي، وفريق العمل، وهذه تحية أخرى مني.. محمد خير البوريني إلى اللقاء.