التعليم في اليمن، جزيرة أغادير الموريتانية

– أزمة التعليم في اليمن
– الجزر الموريتانية محميات بيئية
– هواية كشاشة الحمام بلبنان

محمد خير البوريني: أهلا ومرحبا بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من برنامجكم مراسلو الجزيرة، نشاهد من اليمن تقريرا حول الأوضاع التعليمية في اليمن كمثال ليس إلا على ما يعترض التعليم في العديد من الدول العربية والإسلامية من مشكلات، ونختار من موريتانيا جزيرة تقود سكانها امرأة بين جزر عديدة أصبحت ملاذا لأنواع الطيور والحياة البحرية ونرى كيف اشتُهِرت بصناعة تجفيف الأسماك وتصديرها، ومن لبنان نعرض تقريرا يتحدث عن رمز السلام والرقة والمحبة الذي طالما تغنى به الشعراء وتوسل به المحبون لنقل رسائل الشوق طائر الحمام ونرى كيف خرجت رومانسية العلاقة بين الإنسان وهذا الطائر، أهلا بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.

أزمة التعليم في اليمن

يتأثر التعليم في العالم العربي بمكونات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كما يعاني من قلة الأبنية المدرسية وتجهيزاتها حال اليمن حال العديد من الدول العربية في هذا المجال وإن اختلفت التفاصيل والنسب، تقرير مراد هاشم.

[تقرير مسجل]

مراد هاشم: أكثر من أربعة ملايين وربع المليون طالب وطالبة ينتظمون كل يوم في صفوف الدارسة في مراحل التعليم الأساسي والثانوي في اليمن توسيع قاعدة التعليم ونشره في أوسع نطاق كان سياسة ثابتة للحكومات اليمنية المتعاقبة خلال السنوات الماضية وعلى الرغم من التحسن الكبير الذي شهده قطاع التعليم في اليمن منذ الستينيات وبعد الثورة والاستقلال تحديدا فإن وضعه لا يزال غير مرضٍ لقطاعات وشرائح واسعة من المجتمع اليمني.

عبد السلام الجوفي- وزير التربية والتعليم اليمني: أنا أؤكد على أنه مستوى التعليم في اليمن يمر بظروف متميزة أُوتيت له من خلال البرامج المطروحة ومن خلال مخرجاته وقد لا نكون راضيين تمام الرضى على كل المخرجات الموجودة لدينا لكنني أؤكد تماما على أن المستوى العام هو مستوى يضاهي الوجود في الدول العربية.

مراد هاشم: خبراء في مجال التعليم يُرجعون ما يصفونه بتدني مستوى التعليم في اليمن إلى جملة من الأسباب تشترك في المسؤولية عنها كل أجهزة ومكونات النظام التعليمي.

محمد ناصر بابريك- مستشار وزارة التربية والتعليم: ظاهرة هي متداخلة يعني فيها مجموعة أطراف ما يمكن نفصل طرف عن طرف فهناك الطالب وولي أمره التربية والتعليم المناهج الإدارات المدرسية وسائل الإعلام كلها متداخلة المجتمع وعدم اهتمامه بالتعليم كلها تؤدي إلى هذه الأسباب وإلى هذه الظواهر وكذلك في جانب آخر إنه لما دخل العمل الحزبي والسياسي في التربية والتعليم وأُقحم.

مراد هاشم: البيئة التعليمية يصفها البعض بأنها طاردة وهي السبب في انخفاض معدل الالتحاق بالتعليم عن 60% ولذلك يتوقع أن يزيد عدد الطلاب والطالبات غير الملتحقين بالتعليم عن ثلاثة ملايين خلال العامين القادمين وتنفق الحكومة 22% من ميزانيتها السنوية على التعليم وهي نسبة يرى البعض أنها ضئيلة جدا بالنظر إلى الأولوية التي يجب أن يحتلها التعليم في بلد نامٍ كاليمن، 70% من ميزانية التعليم تنفق على مرتبات موظفي وزارة التربية والتعليم الذين يتجاوز عددهم الربع مليون موظف وموظفة.

عبد السلام الجوفي: نحن هذا العام استطعنا أن نقفز بالميزانية إلى ما يقارب 22% من ميزانية الدولة لكن أيضا نؤكد على أن الاحتياجات ليست فقط بالقفز الرقمي هي بالقفز النوعي لأن الاستخدام الأمثل لمثل هذه الأرقام المرصودة ولدينا تجربة متميزة الآن لدينا إلى جانب الميزانية المرصودة في الدولة لدينا الدعم الذي نحصل عليه من المانحين نحن ضمن دول المسار السريع.

مراد هاشم: ارتفاع معدل النمو السكاني في البلاد يضع مسؤولي التربية والتعليم باستمرار أمام تحدي مواجهة أعباء هذه الزيادة وضغوطها على قطاع التعليم بالإضافة إلى مهام رفع مستوى كفاءة هذا التعليم.

يحي الماخذي- مدير مكتب التعليم بالعاصمة صنعاء: بذلنا جهود مع قيادة الوزارة مع أيضا قيادة أمانة العاصمة وتضافرت الجهود ورُكِّزت كليا على تحسين جودة العملية التربوية والتعليمية وتصحيح الاختلالات القائمة فيها من هذه الأعمال أُعيد تأهيل جميع مدارس أمانة العاصمة.

مراد هاشم: الكثافة الطلابية داخل الفصول الدراسية تفوق المعدل المسموح به دوليا وهو خمسون طالبا إذ يزيد عدد الطلاب في الفصل الواحد في بعض مدارس المدن على مائة طالب هذا الوضع يؤثر على قدرة الطلاب على الاستيعاب ويصعب من مهمة المدرس كما أنه مسؤول بشكل مباشر عن مشكلات عديدة مثل تفشي الدروس الخصوصية وارتفاع معدلات التسرب والرسوب والغش في الامتحانات.

عبد الناصر صالح- مدرس: بالنسبة لازدحام الطلبة في الفصول تشكل عبء كبير على المدرس وعلى الطالب نفسه خاصة الطالب الذي يريد أن يتعلم وجود يعني أكثر من مائة طالب في الفصل عندما تكون مدة الحصة خمسة وأربعين دقيقة فقط يعني لو أراد الأستاذ فقط أن يُراجع الواجبات حتى الحصة السابقة ما كفته الخمسة وأربعين دقيقة.

فتحية مكي- مديرة مدرسة: الأسرة مهملة لأطفالها مثلا وعدم متابعتهم في البيت مما يؤدي إلى تسرب الطفل أو غيابه كثير من المدرسة بدون السؤال عنه مما يدفعه إلى الاستمرار في هذا.

مراد هاشم: ويضاف إلى ضعف دور الأسرة في العملية التعليمية صعوبة بعض المقررات الدراسية واهتمام كثير من الطلاب بالحصول على الشهادة بغض النظر عن التحصيل العلمي ذاته.

علي محمد- تلميذ: أنا رأيي بهذا إن المناهج سهلة للذي يذاكر ويهتم بدروسه والذي ما يذاكر ولا يهتم بدروسه هؤلاء بعض العيال الذين يقولون المناهج صعبة هم مبيهتموش بدروسهم.

مراد هاشم: وزارة التربية أعلنت تغيرات كبيرة في المناهج الدراسية خلال الأعوام القليلة الماضية وذلك في محاولة لتطوير مضامينها لكن خبراء يرون أنها السبب في ضعف مفردات التعليم بسبب تركيزها على المعارف والجوانب النظرية وإهمالها للمهارات والجوانب التطبيقية.

بدر الأغبري- خبير تربوي: المناهج التعليمية عندنا في اليمن لا تساير التطور العلمي والتكنولوجي في الوقت الحاضر فكثير من المناهج يعني مستوردة ومستقاة من الخارج ولا تساير الوضع الحالي للتطور العلمي والتكنولوجي فكثير من المناهج يعني يقولون كما قلت يعني إنها من المناهج العربية.

مراد هاشم: الأوضاع والظروف التعليمية والمالية والاجتماعية التي يعيشها المدرسون تؤثر أيضا بشكل سلبي على العملية التعليمية مائة وثمانون ألف مدرس ومدرسة يعملون حاليا في قطاع التعليم نصفهم فقط لديهم مؤهلات جامعية والكثير منهم لجأ إلى قطاع التعليم بعدما سُدَّت أمامه فرص العمل في مجالات أخرى.

يحي المحاقري- مدير شؤون الموظفين بوزارة التربية: بالنسبة للمعايير طبعا عملية الاختيار للمعلمين تتم لا مركزيا عبر المحافظات ووفقا لخطة تعليمية تعد من قطاع التعليم ومن مكاتب التربية والتعليم وتحدد الاحتياج وتُرفع لوزارة الخدمة المدنية.

بكيل المخلافي- مدرس: الذي يحتاجه المعلم لكي يكون متميزا في أداءه هو الدورات التدريبية تأهيله تأهيل صحيح طبعا إحنا نعرف بأن الضروري من إدخال أشياء تربوية يعرف المعلم كيف يربي أبناؤه كيف يؤدي كيف يوصل طريقة أو المعلومة للطالب.

مراد هاشم: غالبية المدرسين يفتقرون إلى الدخل المادي الكافي وإلى التدريب والتوجيه والإشراف التربوي ولأن معظمهم يتكدس في المدن تعاني مدارس الأرياف من نقص حاد في المدرسين والمدرسات إذ تجاوز العجز في المدرسين الخمسين ألف مدرس خلال العام الجاري.

غانية الهمداني- مدرس: توفر الإمكانيات المادية هذه أكثر شيء بالنسبة للمدرس والمعلم لأن كل ما زادت الإمكانيات المادية كل ما توفرت للمعلم الأداء الجيد والممتاز في التربية العملية.

مراد هاشم: الخلل في العملية التعليمية يُرجعه البعض كذلك إلى ضعف الإدارة المدرسية وافتقار نحو 80% من مديري المدارس إلى التأهيل العلمي الكافي.

فاطمة الزهري- مديرة مدرسة: إذا صلحت الإدارة المدرسية واهتمت فكل شيء سيكون على ما يرام وفي الأول وفي الأخير ربما إنه إذا أحب الإنسان عمله فيبدع فيه سواء في إدارة أو غيرها ولكن بصفة عامة بلادنا تفتقر إلى الإدارة المتميزة والذي تمارس عملها بإتقان وأداء متميز.

مراد هاشم: المدارس العاملة حاليا لا يزيد عددها على أربعة عشر ألفا وأربعمائة مدرسة منها ستة آلاف مدرسة بحاجة إلى ترميم ونحو ألفين منها غير صالحة تماما وتفتقر غالبية المدارس إلى المعامل والمكتبات والتجهيزات والوسائل التعليمية ومستلزمات النشاط المدرسي والرياضي بل ويفتقر بعضها إلى الأثاث المدرسي وتقدر وزارة التربية العجز في الفصول الدراسية في العالم الحالي بنحو خمسين ألف فصل.

محمد الأحمدي- مدير مدرسة: الحمد لله لا يوجد أي طالب يجلس على الأرض هذا العام بالذات وبدون أي مبالغة.

مراد هاشم: ويشكوا العاملون في هذا القاطع من قلة اهتمام مراكز البحث ووسائل الإعلام بمشكلات التعليم في البلاد.

قاسم النوعة- مدير الإعلام بوزارة التربية: لا تقل أهمية الإعلام عن أي مؤسسة تربوية يصب جهدها في تطوير العملية التعليمية والتربوية إلا أن أداة هذا التطوير فيما يتعلق بالجانب الإعلامي هو جانب النقد.

مراد هاشم: نواب في البرلمان وتربويون وخبراء في التعليم أوصوا بعد بحثهم في أسباب ومظاهر تدني مستوى التعليم في اليمن بضرورة التركيز على رفع كفاءة النظام التعليمي مع الاستمرار في توسيع قاعدته في الريف والحضر واستيعاب من هم خارج المدارس في سن التعليم بخاصة من الإناث وزيادة الموازنة المالية المخصصة لهذه القطاع وإعادة النظر في توزيع أبوابها بالإضافة إلى تطوير المناهج الدراسية والاهتمام بتأهيل وتدريب المعلمين والموجهين ومديري المدارس.

زيد الشامي- عضو مجلس النواب: ليس من العيب أن يوجد هذا القصور لكن العيب أن نصر بأن الأمور على ما يرام نحن بحاجة إلى أن نطور تعليمنا وأن نبحث عن كل الوسائل والطرائق التي تخرج بأبنائنا إلى مستوى العصر، ما نراه من مظاهر لا ننكرها لكنها ليست في مستوى التحدي وأعتقد أنه الاستثمار في مجال التعليم هو استثمار طويل الأجل نظرتنا اليوم للتعليم لا تزال نظرة الدولة أن التعليم خدمة وليس استثمار.

مراد هاشم: كثير من هذه التوصيات والمقترحات تضمنتها الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم التي وضعتها وزارة التربية وبدأت بتطبيقها مؤخرا ويبدو أن التعليم في اليمن بحاجة إلى أن يحتل الأولوية التي يستحقها على الأقل من خلال ترجمة استراتيجية تطوير التعليم على أرض الواقع، مراد هاشم لبرنامج مراسلو الجزيرة صنعاء.

[فاصل إعلاني]

الجزر الموريتانية محميات بيئية

محمد خير البوريني: جزر موريتانية كثيرة أصبحت ملاذا للطيور والمخلوقات البحرية المتنوعة جزيرة أغادير بسكانها الذين يمثلون أسرة موريتانية ممتدة تقودها امرأة لا تحب الظهور أمام عدسات التلفزة، تقرير عبد الله ولد محمد.

[تقرير مسجل]

عبد الله ولد محمدي: حوض آرلين جنة بيئية محمية باعتبارها تراثا للإنسانية جزر صغيرة أصبحت مأوى لملايين الطيور التي تأتيها من أصقاع مختلفة من العالم، التنوع البيئي النادر يسمح بتعايش بعض الأنواع المهددة بالانقراض جزر معزولة عن أي وجود للإنسان وبخلاف جزر الحوض التي استوطنتها الطيور فثمة جزيرة وحيدة مأهولة بالبشر، تاريخ الجزيرة تغمره طبقات من الرمال والنسيان سكان أغادير قبل أكثر من قرنين من الزمن كانوا هولنديين وبرتغاليين جعلوا منها مركزا تجاريا مهما في المنطقة ككل الشواهد المتبقية قليلة بقايا قلعة وما تبقى من الميناء الذي ترسوا به المراكب.

بدي- أحد سكان الجزيرة: نحن نقف الآن على ما تبقى من الباب.. باب القلعة التجارية اللي بنوها الهولنديين والبرتغاليين عاجبهم هون في هاي الجزيرة.

عبد الله ولد محمدي: سكان الجزيرة جاؤوها قبل أقل من نصف قرن تتقدمهم سيدة أصبحت أميرة الجزيرة والعائلة دون مُنازع.

بدي: هاي الجزيرة اللي إحنا واقفين عليها على ذرة منها كانوا ساكنين فيها قبائل من قبائل الصيادين التقليديين اللي هم امراغا يمشوا وحدين ويجوا وحدين إلين استقرت فيها هاي العائلة اللي راعتها ما زالت موجودة اللي الكبار اللي فيها ما زال حي الحمد لله يطول عمره عن ذاك امباركة.

عبد الله ولد محمدي: امباركة السيدة العجوز ترفض أن تظهر أمام الكاميرا لأنها لا تريد أن يُسرق ظلها ليبقى متداولا بين الناس بعد رحيله ولرواية تاريخ الجدة والجزيرة أوكلت المهمة إلى حفيدتها.

امباركة- حفيدة أقدم ساكنات جزيرة أغادير الموريتانية: أسرتنا اللي قصادي قاعدين هون بقالهم باقي، كنت براعي من اللحم المهدي وجات هون هي 1960 إجت هي هون وأولادها هوناتية في أغادير وخلقوا ولادها كاملين هوناتية وتربوا هوناتية وموجودين الحمد لله ومتربيين هوناتية.

عبد الله ولد محمدي: امباركة الحفيدة وغيرها من نساء الجزيرة يقضين وقتهن في تشريح الأسماك التي هي الغذاء الرئيسي للسكان ومصدر الدخل الأساسي للجزيرة، غياب مدرسة للنساء في هذه الجزيرة المنزوية لتعليمهن يعطيهن وقت إضافيا للاستمتاع بإقامة شعائر الشاي الأخضر وحديث عن الحاضر والمستقبل، أما موعد العمل الوحيد المتاح لنساء الجزيرة فيتم في تعاونيتها، التعاونية هنا تنتج الصادرات التي تحمل للسكان مصدرا أساسيا للدخل تجفيف السمك تحت الشمس تم طحنه وإضافة بعض التوابل المحلية قبل أن يحمل عبارة صنع في أغادير وهو وصف ينطبق على بعض المنتوجات الأخرى من صناعة وأغليه حملت شهرة الجزيرة، مهمة هذه الزوارق البحرية التابعة للسلاح البحرية الموريتانية في اليمن هي منع المراكب التجارية المتسللة من صيد السلاحف وغيرها من الأسماك في محيط الجزيرة المحمية، فضيات بحرية مختلفة ظلت تعيش في أمان مما دفع حوض آرلين لتوسيع حوض الصيد في هذه المنطقة.

أحمد سالم- مسؤول حظيرة أرغين بجزيرة أغادير الموريتانية: الحظيرة الوطنية لحوض أغادير اتخذوا قرارات بمنع صيد الثدييات البحرية وبالخصوصا منها السلحفاة البحرية.

عبد الله ولد محمدي: وحتى الزوارق الشراعية التي يملكها سكان الجزيرة تستطيع الصيد في هذه المنطقة المعروفة بوفرة أسماكها وجودتها أسماك ينقل الفائض منها للأسواق القريبة من شواطئ الجزيرة، العجوز والبحر والشبكة التي تنمو وتتمدد بين يديه بفضل صبره وأناته وخبرته التي تنتقل من جيل إلى آخر حيث يحلم الأولاد بالتحول إلى صيادين وتأمل الإناث إعادة نفس المسار الذي قاد جدتهن ذات يوم لامتلاك الجزيرة والعيش بها وتحقيق ما يصبون إليه حكايات وتجارب تنتقل من جيل إلى آخر، جزيرة وامرأة كلاهما يُكمل حكاية الآخر قصة تتداخل مشاهدها في هذا الجزء من اليابسة الموريتانية المنسية المحاصرة بالبحر، عبد الله محمدي لبرنامج مراسلو الجزيرة، أغادير موريتانيا.

هواية كشاشة الحمام بلبنان

محمد خير البوريني: يرى كثيرون أن رومانسية العلاقة بين الحمام وبين الإنسان خرجت من عالم الشعر طالما تغنى به الشعراء وبثوا له شجاهم وتوسل إليه المحبون لنقل رسائل اللوعة والهيام إلى الحبيبات هذه العلاقة تحولت إلى هواية لدى نخبة من الأشخاص لا يُحبذ المجتمع قبول شهاداتهم في المحاكم كششوا أو مربوا الحمام في تقرير ميا بيضون.

ريمون صوما – كشاش حمام: بلجت كيش حمام من وأنا صغير تقريبا كان عمري شي ست سنين كنت أطلع إلى هون جيرانا عندهن حمام لهلا هنا أطلع أقعد أتفرج عليهم اتعلمت الهواية شوية خدت الهواية منهم خدت فكرة عنهم لحتى كبرت شوية رجعت كمان قربت على الحمام صرت أقرب عليهن أكثر وأكثر.

ميا بيضون: وقد اختار ريمون من الحمام لدرجة أنه أصبح هو بنفسه كشاشا، والكشاش هو شخص يقوم بتربية مجموعة حمام تتكون من نحو خمسين حمامة ويعمل على كشها أي تطييرها فوق سطح منزله إنما الكشاش لا يكتفي بتطيير الحمام وحسب.

ريمون صوما – كشاش حمام: دلوقتي بتكشي الحمام، الحمامة بتروح بتغيب بتخلط مع حمام ثاني بترجع بتيجي مع حمامة غريبة الحلو إنه واحد يكون عنده شوية شطارة يكمش على الحمامة مثلا يعرف كيف يكمش كيف بده ينزل الحمامة كيف بده يسيرها لحد مشى يكمشها يعني هواية حلوة مالنا.

ميا بيضون: يعني قصدك إنه تأخذ حمامات غيرك وتحطهن عندك؟

ريمون صوما: ما هذه هي يعني كل شيء الواحد عنده هواية ليش لا يعني كل واحد شاطر وشطارته.

ميا بيضون: ما يسميه ريمون شطارة يعتبره بعض الناس سرقة وقد سبب ذلك سمعة سيئة للكشاشين الذين ينظر إليهم المجتمع بنظرة خاصة ومن الروايات الشائعة حول كشاشي الحمام أنهم ممنوعون من الإدلاء بشهاداتهم أمام محاكم القضاء إلا أن هذه الأقاويل ليست إلا شائعات كما يقول قانونيون.

جورج شبلي- محامٍ في محكمة الاستئناف: ليس هناك نصا حرفيا يحظر على كشاش الحمام هذا المصطلح متناقل عبر التواتر من شخص إلى شخص من أيام السلطنة العثمانية والحكم التركي وكان يمكن أن يُقال إنه كان معمولا به أثناءه ولكن اليوم في التشريع الحديث اللبناني لا يوجد لمثل هذا النص وبالتالي فهناك ظلم لهذا الكشاش الحمام في أخذه بهذه العين والنظر إليهم من هذا المنظار وبالتالي فإن كفاءة القاضي ومهارته هي التي تعين الشخص الذي يؤخذ بشهادته أو التي تُهمل.

ميا بيضون: والحمام له ذاكرة قوية جدا فهو يستطيع العودة إلى منزل صاحبه الأساسي حتى ولو كان المنزل يبعد مئات الكيلو مترات من مكان تربيته الحالي لذلك ومن أجل المحافظة على الحمام يقوم الكشاشون بتزويج الذكر لأنثى يغتنوها وبهذه الطريقة يحافظ الكشاش على حمامه الذكر ويضمن عودته إلى المنزل ويبدو أن التمييز ضد الجنس اللطيف موجود حتى عند الحمام إذ يسمح للذكور فقط أن تطير في حين تقص أجنحة الأنثى كي تستخدم الأخيرة فقط للتزويج ولإعادة الذكور إلى بيوتهم وهناك نحو مائة وخمسين نفع من الحمام فضل صاحب أحد متاجر بيع الحمام يقول إن الكشاشين المبتدئين في ممارسة الهواية يشترون مجموعة حمام تتراوح بين عشرين إلى أربعين حمامة.

فضل ظاهر – صاحب متجر لبيع الحمام: بيجي بيشوف هالحمام بينقي الطائر اللي بيعجبوه الطائر الحلو بيشوفه ناقص ريش كذا وبيشتري عادي بيسأل عن مصدره بطبيعة الحال إذا كان بده يكشه من أي منطقة جاي يعني عادة الطير إذا كان من منطقة قريبة واشترى بس يكشه بيفل من عنده بيرجع عند صاحبه إذا جاي من منطقة بعيدة بيقعد بيدن عنده مش عم يدفع مصاري على الفاضي يعني.

ميا بيضون: أما محمد فهو كشاش محترف يأتي إلى المتجر مرة في الأسبوع تقريبا ويبتاع طيرا أو اثنين من أجل ضخ الدم الجديد في سربه المكون من أكثر من ثمانين حمامة يختار الحمام بعناية فائقة وحسب خصائص محددة.

محمد الخطيب – كشاش حمام: الطير اللي بستحليه أنا بفحصه بشيء هون إذا فيه شيء مكسر ما بيسعني أصغر صاغ وصغير بالعمر بيكون واقف يعني ما يكون واطي بشتريه بيخده على البيت بتعميه وبيسير بيجوزه وبيرجع بشو عشر خمسة عشر يوم بفلته بكشه مع الحمام اللي عندي بنا على جامعة زمان وبعدين بتركه خلاص ما بعود أنا بعاكسه.

ميا بيضون: وتربط الكشاشة بالحمامة علاقة متينة وروحية فهو يستطيع أن يعرف ما إذا كان الطير مريضا أو مرتاحا فقط بالنظر إلى عينيه ويعتني به كما يعتني الإنسان بولده كما يقول المربون ففي نهاية الأمر يبدو أن الكشاش وعلى عكس ما يُحكى عنه هو إنسان ذو مشاعر عالية على الرغم من مفاهيمه الخاصة لمبادئ الحياة العامة، ميا بيضون الجزيرة بيروت.

محمد خير البوريني: نهاية هذه الحلقة يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع الجزيرة على شبكة الإنترنت والصورة عند البث كما يمكن مراسلة البرنامج عبر البريد الإلكتروني Reporters@aljazeera.net أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة قطر، هذه تحية من مخرج البرنامج صابر الرماحي وفريق العمل وتحية أخرى مني محمد خير البوريني إلى اللقاء.