أزمة المياه في اليمن، الصحراء الموريتانية، أستراليا
مقدم الحلقة: | محمد خير البوريني |
| |
تاريخ الحلقة: | 25/10/2003 |
– أزمة المياه في اليمن
– الحياة الصحراوية في موريتانيا
– قصة مركز دراسات السلام في استراليا
محمد خير البوريني: مرحباً بكم مشاهدينا إلى حلقة جديدة من (مراسلو الجزيرة). من اليمن نعرض تقريراً يتناول أزمة المياه التي باتت تعاني منها العديد من الدول العربية والشرق أوسطية، ونرى كيف يؤثر سوء استخدام مياه الآبار إضافة إلى شبكات المياه القديمة لاسيما في المدن الكبيرة إلى خسارة لكميات هائلة من مياه الشرب التي يمكن الاستفادة منها وكيف أن زراعة القات الذي يمضغه اليمنيون لا تستنزف جيوبهم فقط وإنما تستنزف المياه التي جعل الله منها كل شيء حي.
ومن صحراء موريتانيا القاحلة إلا من بلدات أو قرى تتناثر هنا وهناك وقوافل التجارة البسيطة والمقايضة التي لازال معمول بها، نتناول تقريراً يتحدث عن جانب من حياة الصحراء وعن مدن كانت يوماً منارات للعلم والمخطوطات التاريخية والكتب، ثم اندثرت بسبب صعوبة الحياة والهجرة لأسباب اقتصادية أو بسبب نضوب مصادر المياه.
ثم نتحول بكم إلى أستراليا لنعرض قصة مركز لدراسات السلام يعمل منذ خمسة عشر عاماً بإمكانيات متواضعة ويخرج أفواجاً من دعاة تحقيق السلام العادل والمُشرف المبني على الحوار والنوايا الحسنة بعيداً عن العنف وفوهات البنادق والمدافع.
أهلاً بكم إلى أولى فقرات هذه الحلقة.
أزمة المياه في اليمن
تعاني العديد من مناطق اليمن أزمةً حادةً في مياه الشرب والزراعة والاستعمالات الأخرى، يحصل هذا في وقت بات فيه اليمنيون لا يعولون كثيراً حتى على الآبار التي نضب الكثير منها، أزمة المياه في العديد من مناطق اليمن تؤرق الكبار كما تؤرق الصغار، الصغار الذين يتحملون عبئاً كبيراً في جلبها من العيون والينابيع والآبار المتبقية.
يذهب البعض في اليمن إلى انتقاد زراعة أشجار القات بمرارة ويرون أن قسماً كبيراً من المياه يُهدر على ريها في وقت تتعرض فيه العاصمة صنعاء لتهديد نضوب مصادر المياه خلال سنوات قليلة، وفي وقت تسعى فيه السلطات المعنية لتدارك الوضع المتفاقم.
التقرير التالي يسلط الضوء على مشكلة تقرع أبواب العديد من الدول والعواصم العربية بشدة، وتهدد أهلها بأوخم العواقب إذا لم يتم البحث أو إيجاد حلول جذرية عاجلة، تقرير مراد هاشم من اليمن.
تقرير/ مراد هاشم: الخضرة وجمال الطبيعة الخلاب في هذا الجزء من منطقة الحيمة بمحافظة تعز جنوبي اليمن مخادعان، ولا يكشفان حقيقة مأساة تشهد المنطقة فصولها منذ منتصف الثمانينات.
أزمة حادة وخانقة في المياه حولت حياة الإنسان هنا إلى معاناة ومكابدة مستمرة، عطش وظمأ دائمين جعل الهم والهاجس الأول لسكان المنطقة هو البحث المتواصل عن الماء، وللحصول على قليل من كثير يحتاجونه يتجمعون يومياً لساعات وقبل بزوغ الشمس أمام بضعة آبار للمياه هي بدورها في الرمق الأخير وتوشك على الجفاف.
أحد مواطني منطقة الحيمة- جنوب اليمن: عندنا قلة مياه، عندنا الأبيار يعني قليلين جداً، خاصة هذا السنة مرة.
مراد هاشم: الطفولة في المنطقة مسخرة لنقل الماء في صورة أقرب إلى العقاب الجماعي، مئات الأطفال يكابدون يومياً عناء نقل الماء لمسافات متباعدة تزيد أحياناً عن خمسة كيلو مترات، فما أن يبدأ وعي الطفل بالتفتح على معالم ودروب المنطقة حتى يزج به الكبار الذين ينشغلون بتدبير لقمة العيش في دوامة يومية لا تنتهي إلا مع غروب الشمس، ويا له من عذاب.
أحد مواطني منطقة الحيمة- جنوب اليمن: حتى دروسنا يعني.. ليس.. الدراسة بالصباح، العصر ندي ماء.
مراد هاشم: على هذا الحال من متى؟
أحد مواطني منطقة الحيمة: على هذا الحال كما قال.. إحنا ما يجي هنا هذا وظيفتنا الماء نديه.
مراد هاشم: الحيمة التي أصبحت توفير مياه للشرب لكل كائن حي فيها مشكلة حقيقية، كانت إلى سنوات قليلة مضت من أغنى مناطق اليمن بالمياه، مجاري السيول كان يصعب عبورها بسبب تدفق المياه فيها، وأجزاء شاسعة في المنطقة كانت تغمرها البحيرات، لكن الوضع المائي أخذ في التدهور والتداعي تدريجياً.
محمد الصوفي (من أهالي مدينة الحيمة-جنوب اليمن): بدا يقل يقل حتى أنه انتهى، والآن مع شدة من الصراع.. ما نحصلش ميه نشرب، وهذا كان يعني الماء كثير كثير خارج حدود خمسين (…) لو كان فيه سيارة يعني (..) مع ضغط حقه ما يكونش .. ولو فيه ناس يمشون (..) أو حاجة يأخذهم الماء مع قوته والآن ما فيش، أصبح يعني تصحر بالأرض.
مراد هاشم: مشروع المياه الوحيد في المنطقة توقف بعدما أصاب العطب مضخاته، بسبب قلة الماء وكثرة الهواء في أنابيبها.
فيصل حمود (مشرف مشروع المياه في منطقة الحيمة): أهم الأسباب قلة المياه وبعد المأخذ الذي يغذيه المشروع بعده حوالي 1200 متر من ذلك يجي ماء قليل وأدى إلى احتراق المولد الدينامو -على الأقل- ضخ الماء للخزان وأسباب أخرى يعني زي التمويل.
مراد هاشم: 40 بئراً ارتوازية فقط حفرت تباعاً في هذه المنطقة وعلى مدى عقدين من الزمن كانت سبب الكارثة المائية، نصف عدد هذه الآبار حفرها الأهالي لري مزارع القات في الغالب، وقد جف معظمها الآن.
عبد الجليل عطا (من مواطني المنطقة): آبار حقيقية حفروها قبل عشرين سنة، والمؤسسات غرضها تنقله، حال ما.. ضاع عليه الماء ولا حصلت شيء، زرعنا (..) ناشف ولا.. لا قدرنا نزاحم، لا قدرنا كيف نسوي ولا يعني الناس بأزمة بحالة لا يعلم به إلا الله.
مراد هاشم: بقية الآبار في المنطقة حفرت لإمداد مدينة تعز التي تبعد نحو 25 كيلو متراً جنوبي المنطقة بمياه الشرب.
نضوب المياه في آبار الحيمة أدى إلى أزمة خانقة في مياه الشرب في مدينة تعز منذ منتصف الثمانينات، أكثر من نصف مليون شخص من سكان المدينة أصبحت المياه تصل إلى منازلهم عبر شبكة المياه المحلية مرة واحدة كل 45 يوماً.
نصر المليكي (مدير المؤسسة المحلية للمياه): النمو السكاني غير متوقع، والبدء في حفر.. الحفر العشوائي الكبير في نفس الحوض الذي كانت تتغذى.. تُغذَّى منه مدينة تعز وهو كما أشرت حوض الحيمة، الحفر العشوائي الغير منظم، وبأعداد كبيرة.
سبب ثاني: عدم تمكين الجهات المعنية بمراقبة الضخ الجائر لعمل توازن بين الضخ وإعادة التغذية، وانخفاض هطول الأمطار الموسمية خلال الـ15 السنة الماضية.
هذه الأسباب وغيرها أدت إلى جفاف بعض الآبار، وهبوط منسوب البعض الآخر إلى حدود متفاوتة، وبدأت الأزمة تظهر بشكل كبير، فالدولة ممثلة بمؤسساتها المعنية سارعت إلى عمل الحلول لتخفيف هذه الأزمة واستقر الرأي على حفر آبار إسعافية داخل مدينة تعز وضواحيها، وتم حفر عدد من الآبار حين وصل.. وصل.. جت دورة التوزيع إلى 45 يوم هذا في النصف الأول من التسعينيات، وعند حفر هذه الآبار وتشكيلها خفت حدة الأزمة وانخفضت دورة.. انخفضت دورة التوزيع إلى الأحياء إلى ما بين 15 يوم وعشرين يوم.
مراد هاشم: برغم أن حصول سكان المدينة على المياه مرة كل ثلاثة أسابيع خفف من مشكلتهم قليلاً، إلا أن الحصول عليها بعد نفاذ مخزونهم منها لا يزال الهم الأكبر الذي يؤرق حياتهم.
مشاهد الزحام على صنابير المياه في المساجد تتكرر في كثير من أحياء المدينة، القادرون من الناحية المادية يلجئون لسد احتياجاتهم إلى شراء المياه التي تباع في صهاريج خاصة، في حين يكاد الجميع يعتمد على محطات تجارية لتنقية المياه للحصول على مياه الشرب إذ أن السكان يتجنبون شرب المياه التي يحصلون عليها من المصادر المختلفة بما في ذلك شبكة المياه المحلية، نظراً لتداعيها وقدمها إذ يعود تاريخ إنشائها إلى الستينات وتزيد نسبة المياه المتسربة منها عن 40%.
نجيب قمير (رئيس القسم الفني في مؤسسة المياه): حكاية تلوث مياه الشرب لا يوجد تلوث ولكن بعض الأحيان تكون هناك بعض المشاكل هناك تكون بعض البيارات لبعض المواطنين تمر بجوار الخطوط شبكة المياه وبسبب قدم هذه الشبكة فيحصل عملية تداخل بين هذه المجاري، ولكن هذه نادرة جداً، والآن تقوم المؤسسة بعملية تغيير كامل وتحديث للشبكة.
مراد هاشم: حفر آبار المياه يتواصل في منطقة وادي الضباب على بعد عشرة كيلو مترات جنوبي مدينة تعز والهدف هو تخفيف أزمة المياه في المدينة.
نجيب قمير: تقوم المؤسسة بحفر مجموعة من الآبار تصل إلى ثماني إلى عشر آبار تساهم بشكل كبير في تخفيف الأزمة اللي المدينة كونها ترفد للمدينة بمياه جديدة.
مراد هاشم: أهالي الوادي يتابعون عمليات الحفر بقلق بالغ خشية أن تشهد الأجيال المقبلة هنا أزمة مياه كتلك التي منها أهالي منطقة الحيمة شمالي المدينة.
عبد الرحمن قائد (مهندس زراعي): هناك استنزاف للموارد المائية نتيجة التوسع في زراعة القات، والقات يعتبر من المحاصيل التي تحتاج كميات كبيرة من المياه للري، حتى يتضاعف عدد (…) المزارعين، استمرار جمع محصول القات هذا وتوسعت توسع يعني بشكل يعني كبير مما أدى إلى استنزاف المياه وأصبحوا المواطنين الآن بيعانوا هذه المشكلة فلا يوجد هناك يعني -زي ما تقول- ترشيد حتى في عملية استخدام البدائل من إدخال أنظمة الري وترشيد استخدامات المياه وغيره.
مراد هاشم: ري أشجار القات في منطقة شرعب غربي مدينة تعز يعتمد على مياه تجلب من المدينة في صهاريج خاصة رغم شحها في المدينة وفي الكثير من قرى المنطقة التي يحصل سكانها بالكاد على مياه للشرب.
إبراهيم المخلافي (من أهالي منقطة شرعب): أزمة المياه بالأساس ترجع إلى عامل رئيسي مهم جدا وهو استحواذ القات على 80% من الماء الموجود.. من الماء الموجود البسيط جداً، إضافة إلى إنه ما فيش يعني تدخل من جانب الدولة.
دبوان هزير (من أهالي منقطة شرعب): أصبح إحنا نفكر إن إحنا نرحل إلى المدينة من جفاف القرية يعني.
مراد هاشم: الهجرة لم تكن هي الحل بالنسبة لسكان قريتي قرابة والمرزوع في جبل صبر المطل على مدينة تعز إذ أدى شح المياه بالجبل الذي كان يزود المدينة بالمياه في الستينيات إلى نزاع واحتراب بين أهالي القريتين.
علي محمد قائد (مهندس زراعي من منطقة صبر): القضية التي حدثت بين القريتين كثيراً ما تحدث نتيجة لاحتجاج حول .. بحكم الجوار وماء الشرب تعرف أنه هناك أزمة موجودة في اليمن بشكل عام، ونحن من ضمن اليمن، فعندما حدثت بعض الإشكالات بين القريتين تدخل أصحاب النفوذ وكان للرئيس القائد علي عبد الله صالح الدور الأكبر في إنه حل هذه القضية، والآن يعيشون بسلام.
مراد هاشم: الوضع الحالي للموارد المائية في المدينة وما حولها يبدو لهيئة الموارد المائية مقلقاً جداً بسبب استمرار التراجع في معدلات هطل الأمطار.
عبد الله صالح (مدير هيئة الموارد المائية في محافظة تعز الجنوبية): نحن الآن في الهيئة العامة للموارد المائية نتابع الوضع خصوصاً للسنة هذه.. خصوصاً للسنة هذه يعني نتابع الوضع على يعني أعصابنا والسبب شحة الأمطار هذه السنة، مع إنه في الأمطار قليلة جداً في عموم الجمهورية وخصوصاً في محافظة تعز.
مراد هاشم: ويبدو أن المشكلة المائية في المدينة ستتفاقم خلال السنوات المقبلة بسبب التوسع العمراني والنمو السكاني اللذين تشهدهما المدينة، إضافة إلى استمرار استنزاف الموارد المائية السطحية والجوفية.
أزمة المياه في محافظة تعز ليست استثناء في اليمن فالعديد من المدن والمناطق اليمنية تعيش أزمات مماثلة وبدايات أزمات وفي مقدمتها العاصمة صنعاء.
العاصمة صنعاء مرشحة لأن تكون أول عاصمة في العالم تنضب فيها المياه، ويرى متخصصون أن المخزون الجوفي الذي تعتمد عليه المدينة والذي تراكم عبر ملايين السنين سينضب في غضون الأعوام الخمسة القادمة، بسبب استمرار عمليات الاستنزاف خاصة مع وجود أكثر من ثلاثين ألف بئر في حوض صنعاء، أغلبها قام الأهالي بحفره.
يحيى نشوان (صحفي يمني متخصص في شؤون المياه): الطبقة الاستقراطية العليا التي لا تدرك بحجم المشكلة .. تستفيد من استنزاف بشكل مباشر أكثر من غيرها، أو على مستوى الطبقة التحتية، الجميع مشترك ولابد أن يسهم الجميع في معالجة المشكلة بشكل ما أو بآخر.
مراد هاشم: ويعد اليمن من أفقر دول العالم في الموارد المائية إذ لا يتجاوز متوسط نصيب الفرد سنوياً من المياه المائة وثلاثين متراً مكعباً، وهو ما يساوي 3% فقط من متوسط نصيب الفرد في العالم.
محمد لطف الإرياني (وزير المياه والبيئة اليمني): اليمن من البلدان التي لا توجد فيها أنهار وتعتمد اعتماد كامل على المياه الجوفية وعلى مياه الأمطار في المقام الأول، حصة الفرد من المياه المتجددة في السنة تضع اليمن ضمن أفقر عشر دول في العالم، وهذا يعطي صورة إنه الوضع المائي في اليمن الحقيقة حرج جداً لأنه الموارد شحيحة، هذا على صعيد الموارد، على صعيد الخدمات هناك شيء الحقيقة وجد نشيطية السنوات الماضية حدث إنه هناك اهتمام كبير بتحسين مرافق المياه وخدمات المياه وهناك كثير من المشاريع والبرامج الاستثمارية التي وجُّهت لتقوية المؤسسات.. المؤسسات المعنية ومرافق المياه، سواءً على صعيد تقويتها مؤسسياً أو على صعيد تنفيذ مشاريع جديدة وتوسع في الخدمة، تحسين مستوى الخدمة.
مراد هاشم: كميات المياه المستهلكة في اليمن تقدر سنوياً بثلاثة آلاف وأربعمائة مليون متر مكعب، في حين تصل كميات المياه المتاحة إلى ألفين وخمسمائة مليون مكعب، أي أن معدل العجز الراهن في المياه يصل إلى نحو تسعمائة مليون متر مكعب، وهو ما يضع اليمن واليمنيين أمام تحدٍ كبير وفي مواجهة كارثة مائية محققة وذلك إذا لم يتم تدارك الأمر خلال وقت قياسي من خلال خطط عاجلة لا تحتمل أدنى تأخير.
مراد هاشم – لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – صنعاء.
الحياة الصحراوية في موريتانيا
محمد خير البوريني: جانب من طريق القوافل في موريتانيا هو جانب من حياة الصحراء في بلد عربي، مدن وبلدات عديدة كانت منارات للعلم على مدى قرون، بات الموريتانيون يقفون الآن على أطلالها بعد أن هجرها الأهل لأسباب اقتصادية، أو بسبب نضوب مصادر المياه فيها، من هذه البلدات والمدن مدينة وادان التي حملت هذا الاسم لسبب يشرحه التقرير التالي الذي أعده من هناك عبد الله ولد محمدي.
تقرير/عبد الله ولد محمدي: يمتد الطريق الأسفلتي ثم يلتوي، تظهر قرى وتختفي أخرى خلف الجبال، واحة صغيرة تقاوم قسوة الطبيعة.
محمد الأمين (مواطن من أبناء صحراء موريتانيا): مشكلة خالي هون قلت له والرمال إلنا تسع سنوات عنده والأبيار عادت طول النهار (…) نسقي، قلت له.
عبد الله ولد محمدي: نعبر شنقيطة المدينة التي حملت اسم موريتانيا، وذاع صيتها في المشرق العربي لتمتد الصحراء أمامنا كسجادة داكنة، وفي الأفق البعيد تظهر إبل القوافل.
جمال تسير بيسر وهدوء كما كانت تفعل منذ الأزل، الجمال تحمل ألواح الملح والمؤن لتجار ألفوا تلك الطريقة ولم يغيرهم الزمن ووسائله المتقدمة.
عبد الرحمن محمد (أحد وجهاء منطقة وادان): … الحيوان تجيب لنا.. تجيب لنا.. تجيب لنا السكر، وتجيب لنا الحنطة، هذا تبادل السلع، سنة قال.. قال إنه يعني.. هذا بالمغرب كما.. والله….
عبد الله ولد محمدي: هذه وادان وادٌ من العلم ووادٌ من الثمر، كما سماها الرحالة القدماء.
لم تتغير المدينة كثيراً منذ أن بنيت قبل سبعة قرون خلت، غابات النخيل تلفها بإحكام كبير، منها ما هجره أهله، وما بقية ثماره لعابري السبيل.
هذا الشارع الضيق اسمه شارع العلماء، كل باب من هذه البيوت المتجاورة يحكي تاريخاً لعائلة وقصة لكتاب.
محمد الأمين ولد كتاب (باحث موريتاني): شارع الأربعين عالم أو زقاق الأربعين عالم كما كان معروف، كما ذكر.. كما ذكر ذلك القاضي أحمد (..) الجنة، كانت.. كان شارعاً يضم أربعين منزلاً يقطنه.. متوالياً يقطنه كل من.. من هذه المنازل عالم جليل معروف، فما بالك بالعلماء الآخرين الذين كانوا يسكنون في مختلف نواحي المدينة، فشارع الأربعين عالم هذا كان رمزاً للتطور الثقافي وللنبوغ العلمي والفكري الذي بلغته مدينة وادان، والذي كان له شأن عظيم من القرن الثالث عشر.. الرابع عشر، إلى آخره إلى أواخر القرن السابع عشر، أواخر القرن التاسع عشر بالحقيقة.
فهذا الشارع لم يتبقَ منه الكثير، لأن أتت عليه عوامل الزمن، فكما تعلمون العلماء يعني الوضعية الاقتصادية للمدينة قد أصابها بعض التدهور، ونتيجة لذلك تفرق العديد من سكانها وتراجع عن النشاط الثقافي، وبذلك قلَّ النشاط العلمي والمعرفي، وقلت المحاضر، وقلت الكتب، وقل العلماء، وطبعاً هذا كان له تأثير كبير على موقعها الثقافي.
عبد الله ولد محمدي: عند الصباح تأتي القوافل مثلما كانت تأتي (..) الاستقبال في السوق تدور ذات النقاشات مواصلة لتقريب وتحديد أسعار أكثر رحمة، ثم يتم البيع بتبريكات الجميع.
المشهد الخارج من تاريخٍ مضي يظل سلوة للسياح الذين اكتشفوا هذا الجزء من الصحراء الموريتانية، تسير القوافل سالكة الطريق الصحراوية تعبر بلدة نحو أخرى، تبيع صفائح الملح وربما بعض الصناعات الحديثة للبدو الذين تغيرت احتياجاتهم، فهنا لا يزال العديدون يفضلون تلك العزلة القسرية التي توفرها الصحراء، وذلك الطهر الذي يميز أهلها، ولا يغير تلك الرتابة سوى مناسبات قليلة يعود فيها الأهالي بعد طول اغتراب إلى موطنهم فيجري الاحتفال على قدر من السماحة.
وادان تشكو من العزلة، وهي التي تحاصرها الصحراء من كل جانب بعد أن تغيَّرت المسالك التجارية من الصحراء إلى المحيط الأطلسي.
محمد الأمين ولد كتاب: النشاط الاقتصادي لا يزال دون ما هو مرغوب فيه، دون ما.. ما هو مطلوب، ولذلك أيضاً هذا يجعل سكان المدينة يتفرقون يذهبون على المدينة بحثاً عن الأرزاق، وبذلك يتراجع النشاط الثقافي ويتراجع النشاط الفكري، لأن الكتب والمخطوطات العربية.. التي كانت تزخر بها المدينة هي في الحقيقة مهددة بالانقراض والاضمحلال، ونرجو أن المجهودات المبذولة الآن تؤتي أُكُلها وتسمح بالحفاظ على هذا الجانب الكبير من تراثنا الثقافي.
عبد الله ولد محمدي: هنا كان المركز البرتغالي في هذه الأطلال كانت شاهدة يوماً ما على النشاط التجاري الذي كان يقوم به البرتغاليون في هذا الجزء من الصحراء الموريتانية، الحكومة البرتغالية ساعدت في ترميم ما كان يشكِّل بالنسبة لهم تراثاً تاريخياً، أما المسجد العتيق وبيوت العلماء والمخطوطات النادرة فلا تزال في مهب النسيان تنتظر من يهتم بها رغم اعتبار اليونسكو لها تراثاً عالمياً.
مهمة صعبة تنتظر الموريتانيين إنقاذ تراثهم الثقافي الذي طمرته الرمال، وكذا التراث المهدد بذات المصير.
عبد الله ولد محمدي -لبرنامج (مراسلو الجزيرة) – الصحراء الموريتانية.
[فاصل إعلاني]
محمد خير البوريني: ونأتي مشاهدينا إلى فقرة الرد على عدد من رسائلكم.
هذه رسالة جديدة وردت إلى البرنامج من اليمن وبعثها المشاهد عمار الوصابي، يطلب عمار بحث ما يصفها مشكلة التعليم في اليمن، وخاصة في محافظة الحديدة، ويقول: إن الطلاب فيها يعانون من تدهور التعليم والتلاعب في الدراسة وعدم الانضباط، كما يشكو المشاهد من سوء الوضع المعماري والتجهيزي للمدارس هناك، ويرى أنها بحاجة ماسة إلى الترميم، كما يتحدث عما يصفه بالفساد في التعليم، ويقول: إنه وصل إلى الفصول الدراسية وملاعب المدارس التي تحولت إلى كبائن للاتصالات ومطاعم ومحلات لبيع الأشرطة حتى أصبحت كالأسواق.
نحترم وجهة نظر المشاهد وما ورد في رسالته، ولكن الأمر يبقى محلياً ويمكن للعديد من الصحف اليمنية والقائمين على شؤون التعليم هناك أن يقوموا بمعالجته، على أي حال لابد من دراسة الأمر قبل الخوض في أي تفاصيل، وسوف نعمل على ذلك في أقرب وقت.
ومن الأردن بعثت ليندا عيد رسالة جاء فيها: بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر أصبح العرب والمسلمون يعانون من الاضطهاد في جميع أنحاء العالم، وبدأت أفواج من الطلبة الأردنيين والعرب الدارسين في الولايات المتحدة تعود إلى أوطانها، لأنهم باتوا يعانون من الاضطهاد الشديد وسط زملائهم والأساتذة في الجامعات، وتتابع: عندما جاء هؤلاء أصبحت الجامعات تعاني من أزمة شديدة حسب قولها، تطلب المشاهدة تسليط الضوء على هذا الموضوع.
نشكر المشاهدة، وقد شرعنا حالاً بدراسة الأمر.
من قطاع غزة في فلسطين هذه رسالة جديدة من المشاهد لؤي جودة، يطلب لؤي تسليط الضوء على فئة معينة من أبناء الشعب الفلسطيني داخل فلسطين وفي قطاع غزة بالذات، ويقول: إن عدد أفرادها يبلغ نحو سبعين ألف نسمة من المواطنين الذين يحملون وثيقة السفر المصرية التي تجعلهم يعيشون في سجن داخل السجن الآخر الذي يعيش فيه بقية الفلسطينيين، ويتابع المشاهد: إنني أستغل هذه الفرصة لأعيد عليكم طلبي بتسليط الضوء علينا، لعل أصحاب الكرامة والشهامة من الزعماء -على حد تعبير المشاهد- يرحمون حالنا التعيسة، حيث لا نستطيع السفر ولا العلاج حتى لو كان الواحد منا على فراش الموت، لا نستطيع السفر حتى إلى الدولة التي نحمل وثيقة سفرها، وهي مصر، كما لا نستطيع السفر بهدف العمل ومعظمنا من حملة الشهادات العلمية التي نقوم بتعليقها على جدران منازلنا الخربة، لأننا لا نستطيع استغلالها في تحسين ظروف معيشتنا.
نجيب المشاهد بأننا قمنا بالاتصال مع الزملاء في قطاع غزة بهذا الشأن، ونرجو أن تتمكن من مشاهدة موضوع بهذا الشأن في أقرب وقت.
والمهندس وليد التريكي من ليبيا، بعث وليد يطلب موضوعاً عن العرب المهاجرين أو المقيمين في بريطانيا، ومدى الصعوبات التي يتعرضون لها منذ أحداث الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر، ويقول: إن بعضهم في السجون على الرغم من أنهم من طالبي لجوء سياسي، وهذا غريب جداً، حيث أنهم غادروا دولتهم بحثاً أو دولهم بحثاً عن الراحة والاستقرار، أو لغرض العيش والاسترزاق، ويضيف لكنَّ الأغرب هو مواقف دولهم نفسها.
نشكر المشاهد وليد التريكي من ليبيا، وقد قمنا بالاتصال بالزملاء في مكتب (الجزيرة) في لندن لمتابعة هذا الأمر.
مشاهدينا الكرام، نكتفي بهذا القدر من الردود على رسائلكم في حلقة هذا الأسبوع، ونتابع معكم ما تبقى منها.
قصة مركز دراسات السلام في أستراليا
أصوات كثيرة تدعو إلى السلام في العالم، ولكن بأي نوع من السلام يطالب هؤلاء؟ الأحداث والتطورات والوقائع أثبتت إلى حد كبير أن كل طرف يتصارع مع طرف آخر في هذا العالم، يفسر السلام ويراه بطريقته الخاصة، بينما يبقى العدل مغيباً، وما القضية الفلسطينية إلا مثال صارخ على ذلك، فبينما تقول إسرائيل إنها ترغب في تحقيق السلام، يرى العرب والفلسطينيون أنها إنما تريد سلاماً وأمناً على مقاسها فقط، سلاماً تسيطر فيه على الأرض والإنسان معاً دون الاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والإنسانية، وتستمر صراعات عديدة في هذا العالم، ويسقط الأبرياء بحجة السعي لتحقيق السلام، كما يستمر العجز الدولي، وكذلك يستمر دعاة تحقيق السلام البعيد عن العنف في محاولتهم.
مركز دراسات السلم والنزاعات الدولية في أستراليا ينشط منذ خمسة عشر عاماً، خرَّج خلالها أفواجاً من دعاة السلام الشباب، وكرَّم مناضلين كافحوا من أجل تحقيق هذا السلام، تقرير صالح السقاف من أستراليا.
تقرير/ صالح السقاف: منذ بدء الخليقة والبشرية تنشد السلام، هيئات ومنظمات دولية، وأفراد وجماعات كرست طاقاتها وجهودها لمعارضة الحرب والعنف والقمع والاضطهاد، السلام بمفهومه الأكاديمي والعملي مادة تدرس حالياً في مركز دراسات السلم والنزاعات الدولية التابع لجامعة سيدني، هنا يشارك الطلبة في مشاريع عملية، تهدف إلى صقل خبراتهم وتثقيفهم ثقافة السلام، وسبل تحقيقه في بقاع العالم.
كين ماكناب (رئيس دراسات السلم والنزاعات الدولية): أهداف المركز هي الدعوة إلى السلام بطرق مختلفة، منها تطوير مشاريع الشراكة ومنح جائزة سيدني للسلام، وتدريس الطلبة حملة الشهادة الجامعية الأولى مواضيع وقضايا بغية إيجاد الحلول السلمية البعيدة عن العنف والصراعات، والتوعية والتثقيف بمبادئ حقوق الإنسان وتطبيقها، إنها دراسات واسعة في مجال السلام، وعلاوة على هذه الدراسات السلمية فهم طبيعة الصراعات والعمل على إيجاد بدائل للعنف.
صالح السقاف: يعالج المركز قضايا اجتماعية ومحلية ودولية، ويتم اختيارها حسب أهميتها على الصعيدين الدولي والمحلي، ويستقطب المركز شخصيات سياسية ودبلوماسية مرموقة، يقدم مركز دراسات السلم والنزاعات الدولية الاستشارات والنصائح التي تساعد الحكومة الأسترالية في وضع سياساتها تجاه القضايا المحلية والدولية.
د.بول رايت (مشرف الأبحاث في مركز دراسات السلم والنزاعات الدولية): نحن على وشك البدء في مشروع بحث سيستغرق عامين، يركز على مشاكل الشبيبة اللبنانيين في سيدني، وسائل الإعلام الأسترالية وخلال الأعوام الماضية، دأبت على إتباع أسلوب الإثارة في تغطية بعض الحوادث، التي تورط فيها بعض الشبيبة اللبنانيين غربي سيدني، حيث اعتبروا أن الشبيبة اللبنانية يشكلون العصابات، ويتحرشون بغير اللبنانيين، ويغتصبون الفتيات ببساطة، لأنهن غير مسلمات أو غير عربيات.
كين ماكناب: لدى المركز اتصالاته الشخصية مع المسؤولين في الحكومة والمنظمات والهيئات، خلال العام الماضي كان لدينا مشروع عمل قام به الطلبة حول قوانين اللاجئين، وتضمن إجراء بحث عن تأثير العنصرية في الإعلام وصورة الشباب اللبنانيين في الإعلام، وتأثير العنصرية على حياتهم في أستراليا، أجرينا في الماضي دراسة حول الدوريات الليلية في مناطق سكن (البروجنال)، حيث استفادت حكومة الولاية من الدراسة، وعملت على تنفيذها، ورغم أنه ليست من أولوياتنا إلا أننا نأمل أن تؤدي أبحاثنا ودراساتنا إلى التأثير على سياسات الحكومة.
صالح السقاف: وتتفاوت تطلعات الطلبة الملتحقين بهذا المركز بين سعيهم لتحقيق السلام على أرض الواقع، ونيل درجة الماجستير.
منذر عماد (طالب في مركز السلم والنزاعات الدولية): في الواقع السبب الرئيسي وراء اختياري لهذا القسم، هو ازدياد الصراعات الإعلامية وخصوصاً بالشرق الأوسط، واللي عم تدفع شعوبنا إلى مستقبل أجيالنا القادمة إلى حافة الهاوية، وعم بتزيد من معاناة أجيالنا وعم بتزيد معاناة أطفالنا يومياً، نتيجة هذه الصراعات، سواء كانت على مستوى عائلي أو سواء كانت على مستوى دولي.
تريس كاربينتر (صحفية أسترالية تدرس في المركز): أنا في الحقيقة صحفية، وقد أمضيت وقتاً طويلاً في تغطية مواضيع تتعلق بالعلاقات الدولية، والكثير مما قمت به يتمحور حول الصراعات الدولية، حين بدأت دراستي للعلاقات الدولية صُعقت لتفكير بعض الدول التي تُسخر وجودها للحرب، وشعرت أنه يجب أن تكون هناك طريقة إيجابية للتفكير بهذا العالم، وحين عثرت على موقع المركز الإلكتروني للسلام وحل الصراعات، أدركت أن الدراسة في هذا المركز هو ما أطمح إليه، ليس فقط في العلاقات الدولية، والذي يبدو لي أنه قد انضم تحت جناح السياسة الدولية العالمية.
وسام (طالبة في مركز دراسات السلم والنزاعات الدولية): من خلال دراساتنا نتلقى معلومات نظرية وعملية، ولو أردت إيجاد الحلول للصراع الفلسطيني الإسرائيلي لوجدت أن لدينا الكثير من النظريات، ونحن بحاجة الآن للتوجه إلى الجانب العملي، إلى الأفراد والجماعات والبحث في أعماق الصراع، والنظر إليه من أساسه.
صالح السقاف: وإذا كان السلام هدفاً صعب المنال في بقاع متعددة من عالمنا، فإن دراسة مواضيعه في هذا المركز، تعطي فسحة من الأمل لغد مشرق.
د.ويندي لامبورن (محاضرة ومشرفة شؤون الخريجين في المركز): أقوم بتدريس المواد التمهيدية لحل الصراعات والسلم، حيث يتعلم الطلبة أفكار السلام الإيجابي والسلبي، والسلام السلبي يتمثل في غياب العنف، ولكن السلام الإيجابي مهم أيضاً لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية وحماية حقوق الإنسان، لذا يدرس الطلبة هنا التاريخ والنظريات حول السلام والحرب والإرهاب، كما أقوم بتدريس المصالحة مع السكان الأصليين، وهو موضوع بحثي أيضاً، كما أقوم بتدريس موضوع حول الأمم المتحدة ودورها في حل النزاعات، حيث نتناول دورها في إحلال السلام وبناء السلام والعديد من الحالات التي آخرها ما يجري حالياً بين الولايات المتحدة والعراق، وكذلك الإخفاق في وقف جرائم الإبادة في رواندا.
صالح السقاف: وتقديراً لجهود الشخصيات العالمية التي تناضل من أجل السلام وتحقيق العدالة الاجتماعية، يمنح المركز ومن خلال مؤسسة سيدني للسلام جائزة سنوية للسلام.
إبراهيم قعدان (سكرتير اشتراكات الأعضاء في المركز): سنة الـ98 عطيناها لمحمد يونس (رئيس بنك بنجلاديش للإنماء والمشاريع.. المشاريع الإنمائية)، سنة 99 عطيناها لـ(ديسمان دايتو)،.. (ديسمان دايتو) من جنوب إفريقيا، سنة 2000 عطيناها لـ(دانا جوزما) رئيس تيمور الشرقية الحالي، سنة 2001 عطيناها لسير (وليام دين) الأسترالي، وسنة 2002 عطيناها لـ(ماري روبنسون) مفوضية حقوق الإنسان العالمية.
صالح السقاف: وفيما يواصل الطلبة دراساتهم لحل النزاعات الدولية، تتواصل معها تظاهرات دعاة السلام في أرجاء العالم، لكن وفي ظل المتغيرات الدولية والإقليمية، هل ستؤتي جهود هذا المركز ثمارها؟
كين ماكناب: كمؤرخ في الأصل الجدل الذي أثيره هو بينما العنف والإرهاب لهما تاريخ طويل، هو ذات التاريخ كما يبدو، والذي نادراً ما استطاع إيجاد حلول لأسباب الصراعات المتأزمة بطريقة أو بأخرى، يقومون بالدعاية للدبلوماسية، والحلول السلمية للصراعات، ومقررات الأمم المتحدة والحكومات، كلهم يجب أن يأخذوا بعين الاعتبار، أن هناك سبباً حقيقياً للعنف وهو الظلم، ويجب التأكيد هنا أن الأمم المتحدة وبالتحديد في مواجهتها للإرهاب كانت واضحة في أن الظلم الواقع ودعم الإرهاب لا يجب إهماله، بسبب أن الأفراد يرتكبون أفعالاً شنيعة بدعوى أسباب الضيم الذي لحِقَ بهم.
لا أحد يدعم الإرهاب، ولكن هذا يعني أنه ليس هناك ظلم حقيقي يجب مواجهته.
صالح السقاف: إن تحقيق السلام ليس سهلاً، لكن المؤكد أنه لن يكون هنالك سلام في العالم ما لم يتوقف القمع والاضطهاد.
صالح السقاف – برنامج (مراسلو الجزيرة) – سيدني – أستراليا.
محمد خير البوريني: إلى هنا نأتي مشاهدينا إلى نهاية هذه الحلقة من البرنامج، يمكن لجميع المشاهدين الكرام أن يتابعوا تفاصيلها بالصوت والنص من خلال موقع (الجزيرة) على شبكة الإنترنت، والصورة عند البث، كما يمكن مراسلة البرنامج عبر البريد الإلكتروني على العنوان التالي: reporters@aljazeera.net
أو من خلال العنوان البريدي على صندوق بريد رقم 23123 الدوحة -قطر، وكذلك من خلال الفاكس.
في ختام هذه الحلقة أنقل إليكم تحية مخرجها صبري الرماحي وفريق العمل، وهذه تحية أخرى مني.. محمد خير البوريني، إلى اللقاء.