
التجاذب في ملفات النفط والتعرفة الجمركية.. سجال بين السعوديين والإماراتيين يفجر مواقع التواصل
وتابعت نشرة الثامنة "نشرتكم" (2021/7/5) التفاعل مع التباينات بين السعودية والإمارات في ملفات عدة، منها النفط والتعرفة الجمركية التي ألقت بظلالها على منصات التواصل الاجتماعي في البلدين بعد رفض أبو ظبي لأي خطة لا تتضمن رفعَ حصتها من الإنتاج في اتفاق أوبك بلس، حيث تصدرت وسوم "السعودية"، و"الإمارات" و"أوبك" قائمة الأكثر تداولا على شبكات التواصل الخليجية.
وتباينت الآراء بين رواد العالم الافتراضي.. مغردون تساءلوا عن سبب رفض الإمارات تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط الحالي، وقالوا إن قرار أبو ظبي ليس له معنى سوى الإضرار بمنظمة أوبك.
في المقابل، رأى آخرون أن مطالب الإمارات عادلة ومنطقية، فيما قال البعض إنه لا يوجد خلاف بين السعودية والإمارات ولكن ثمة تباينا في وجهات النظر حول جزئية معينة في اتفاق أوبك.
وقال وزير النفط السعودي عبد العزيز بن سلمان إنه شارك في اجتماعات "أوبك بلس" منذ 34 عاما ولم يشهد طيلة هذه المدة طلبا كطلب الإمارات.
بين مؤيد ومعارض
ومن ضمن التفاعلات مع هذه القضية، قال الكاتب سلمان الدوسري في تغريدة له "لا توجد تضحية أكبر من دولة تستطيع إنتاج 13 مليون برميل يوميا… ثم تقبل بإنتاج 9.5 ملايين وتخسر 3 ملايين و500 ألف برميل يوميا من أجل استقرار أسواق النفط. القيادة السعودية هي من أنقذت أسواق النفط من الانهيار، وهي من ساهمت في استقرار الاقتصاد العالمي".
بدوره، كتب الناشط خضر الحربي "لا أفقه في النفط ولكن المتأمل في اعتراض الإمارات على قرار أوبك يصاب بالحيرة، قبل أشهر كان سعر النفط 30 دولارا، (و)اليوم 70 دولارا، وبهذا كأن الإمارات زادت إنتاجها بأكثر من الضعف ومخزونها من النفط موجود. لماذا الإمارات تريد زيادة الإنتاج، هذا قرار ليس له معنى إلا الإضرار بالأوبك؟".
أما الباحث حسن الشاغل فغرد "بعد خرق الإمارات اتفاق (أوبك بلس)، من المحتمل أن تنخفض أسعار النفط، ويقوى موقف روسيا بالتفاوض على حصتها بالسوق الدولية ضد السعودية. ما ضحت به السعودية من خفض الإنتاج الطوعي والتفاوض مع روسيا هدمته الإمارات بقرار فجائي بآخر لحظة من اجتماع أوبك بلس، ماذا حصلت الإمارات مقابل قرارها؟!".
وفي المقابل، قال الناشط عبد الله الحمادي "مطالبة معالي وزير البترول الإماراتي عادلة ومنطقية، فكيف يتم اقتراح خفض إنتاج الإمارات بقرابة 30% (وهو الأعلى بين جميع دول أوبك) في حين أن نسبة خفض الإنتاج في الدول الرئيسية الأخرى لا تتعدى الـ18% في السعودية، و10% في روسيا".
من جهته، كتب المغرد محمد الوهيبي في تغريدة له "مواقف الإمارات واضحة وعادلة.. والتاريخ يثبت وفاءَها بالتزامها وبما تعِد به.. اليوم الدور على الأطراف الأخرى أن لا تحاول إلزام أي أحد بما لا تستطيع هي الالتزام به".
أما الناشط مفرج بن شويه فقال "أستغرب كثيرا من الذي يصور أن الذي حدث في اجتماع أوبك وأوبك بلس هو خلاف سعودي إماراتي. المنظمة تضم 23 عضوا جميعهم وافقوا على المقترح الجديد باستثناء الإمارات، فلماذا التركيز فقط على السعودية والإمارات، خروج الأمير عبد العزيز بن سلمان -حفظه الله- للحديث لأن السعودية هي رئيسة المنظمة".
زمن المصالح المادية!
وأثار قائد شرطة دبي السابق ضاحي خلفان الجدل من جديد بين رواد شبكات التواصل وغرد، "أعود إلى أهمية المصلحة الشخصية في زمن المصالحة الشخصية، وأقول إننا حينما نتكلم عن المصالح الشخصية لا يعني ذلك خروجا على الصالح العام.. يمكن أن تفضل مصلحتك الشخصية على آخر منافس لك في البحث عن مصلحة". وأضاف "هذا زمن لا يعرف الصداقة أو الأخوة… إنه زمن المصالح المادية".
كما غرد بشأن حركة الطيران "لم يؤثر منع الطيران على اتساع حركة مطار دبي.. إلى جميع القارات".
وشهدت تغريدات قائد شرطة دبي السابق ردودا مختلفة بين المغردين، الكاتب السعودي إبراهيم السليمان قال "بكل تأكيد يا أبو فارس أن مفاهيم المصالح متباينة فعلى مستوى الأفراد والشركات يغلب تغليب المصلحة الشخصية الضيقة بينما لا ينطبق ذلك بتاتا مع الصالح العام الذي يستدعي تضحيات من كل الأطراف للتوافق والوصول لتنافسية عادلة تخدم الصالح العام، لذا لا يمكن تقديم الخاصة على العامة".
من جهته، قال عبد العزيز الجبرة "كيف تحقق مصلحتك الشخصية دون الإضرار بالصالح العام؟ المصلحة الشخصية تتبع إستراتيجية (أنا ومن بعدي الطوفان)، كيف يمكن أن تحافظ على الصالح العام إذا تعارض مع مصلحتك الشخصية؟".
بدوره، علق محمد القرني على تغريد خلفان بأن التوازن ممكن "بين المصالح الشخصية والمصالح العامة بحيث أطوع مصالحي الشخصية لتتوافق مع الصالح العام، فالصالح العام أهم من الصالح الشخصي الذي لا يتعدى حدود الشخص ونفعه الخاص".