نشرة الثامنة– نشرتكم

ماتوا عطشا.. منصات التواصل تتفاعل مع قصة عائلة سودانية ضلت الطريق في الصحراء الليبية

علقت عائلة سودانية في صحراء ليبيا وضلت طريقها حتى الموت، وتركت وصية مؤثرة من أحد أفرادها، وضجت مواقع التواصل في السودان والعالم العربي بالقصة، وأرفق المغردون صورة للوصية التي وجدوها قرب العائلة.

ورصدت نشرة الثامنة- نشرتكم (2021/2/13) تفاعل رواد منصات التواصل الاجتماعي مع الحادثة، كما نشروا صورا تروي الحكاية؛ سيارة عالقة في الصحراء تبعثرت محتوياتها بين الرمال جنوب شرق مدينة الكفرة الليبية، وفارق أفراد العائلة الثمانية الحياة عطشًا وجوعا.

ونشر جهاز الإسعاف والطوارئ في الكفرة مقطعا يظهر عملية انتشال الجثث، وقال إن فريقا له انتشلها من عمق الصحراء على الحدود الليبية السودانية، وعلى بعد نحو 400 كيلومتر جنوب شرق مدينة الكفرة.

وكتب أحد أفراد الأسرة وصية بخط اليد، ووجدها فريق الإنقاذ، وجاء فيها "إلى من يجد هذه الورقة، هذا رقم أخي، استودعتكم الله، وسامحوني أني لم أوصل أمي إليكم، بابا وناصر بحبكم، ادعو لينا بالرحمة وأهدونا قرآن، واعملو لينا سبيل موته هنا".

واعتبر الخضيري أن القصة مخيفة، فقال "قصة العائلة السودانية مخيفة جدًّا كيف انقطعت فيهم السبل في مكان نائي وكانوا شايفين النهاية بتقرّب منهم ومع ذلك ضلوا عارفين انه ما في اشي بفيدهم غير رحمة الله لما الشخص اللي كتب الرسالة طلب الدعوة بالرحمة بآخر كلماته فيها".

في حين رأى أسامة الجعلي أن الوصية كانت مؤثر للغاية، فغرد "وصية مؤثرة نشرتها شرطة الكفرة وجدت في سيارة العائلة السودانية التي ماتت في الصحراء أثناء طريقهم من السودان لليبيا، كتبت فيها مزنة رقم شقيقها في ليبيا، وتعتذر عن عدم مقدرتها إيصال أمها اليه، وتطلب عمل (سبيل ماء) في مكان وفاتهم حتى لا يصيب غيرهم ما اصابهم".

وعبر سعيد عن حزنه على العائلة فكتب "قبل فترة قليلة تم العثور على عائلة سودانية وقد تم وفاة بعضهم ضاعت في الصحراء الليبية بسبب العطش والجوع، وتم العثور على وصية مؤثرة في سيارة العائلة، كُتب فيها: سامحوني لم أوصل إليكم أمي، ادعوا لنا بالرحمة وأهدونا قرآن، ما أصعب الرحيل بمثل هكذا طريقة".

في المقابل، يحمّل باسيل الإبراهيم العائلة المسؤولية لسلوكها طريقا للتهريب، فقال "صحراء ليبيا مساحتها مليون كم٢، متصلة بمصر والسودان وتشاد والنيجر، كيف بدك يعملو طرق وتكنولوجيا والعائلة اتخذت طريق تهريب. الله يرحمهم".

وقال مدير جهاز الإسعاف والطوارئ بالكفرة إبراهيم بالحسن في مداخلة مع "نشرتكم" إنه فور تلقي البلاغ عن وجود جثث انتقلت قوة عسكرية ترافقها فرق إنقاذ للمنطقة التي تبعد نحو 420 كيلومترا عن المدينة، وتم انتشال 8 جثث، ويجري العمل على نحو 6 جثث مفقودة تم التعرف على أسمائها، ولا يعرف إن كانت هناك أعداد أخرى.

وأضاف أنه حسب المعطيات الأولية، فقد مرت على الحادثة 6 أشهر، وهو الأمر الذي أكدته أسر الضحايا في السودان، كما أنهم تلقوا بلاغا عن فقدانهم قبل 3 أشهر، وأرجع سبب الوفاة إلى العطش لتوفر الأكل بالقرب من الجثث التي تم العثور عليها، خاصة أن الواقعة كانت خلال فصل الصيف، حيث كانت درجة الحرارة تصل إلى 50 درجة.

وطالب العائلات التي تريد التنقل باتباع الطرق الرسمية، والسير عبر قوافل من السيارات لتفادي أي مشكلات، بالإضافة إلى أخذ هواتف تعمل بالأقمار الصناعية، لتمكنهم من الاتصال وطلب المساعدة في حال حدوث أي طارئ.