من برنامج: نشرة الثامنة– نشرتكم

طائرة إسرائيلية حلّقت فوق السعودية تحط بأبو ظبي.. نتنياهو وصفها بالنصر والعرب اعتبروها خيانة

ضجت منصات التواصل العربية اليوم بالحديث عن وصول أول رحلة علنية مباشرة بين إسرائيل والإمارات إلى مطار أبو ظبي قادمة من مطار تل أبيب بعد عبورها الأجواء السعودية.

ورصدت نشرة الثامنة- نشرتكم (2020/8/31) الرحلة التي أقلت الوفد الأميركي الإسرائيلي المشترك لصياغة اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات والذي يرأسه جاريد كوشنر المستشار الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى جانب مستشار الأمن القومي الأميركي روبرت أوبراين، كما يضم الوفد مسؤولين إسرائيليين كبارا، أبرزهم رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات.

ونشر مغردون تسجيلا لموقع "فلايت رادار" -المعني برصد حركة الطائرات- يوثق عبور الطائرة التي تقل الوفد الأميركي الإسرائيلي إلى أبو ظبي في الأجواء السعودية، وهو الأمر الذي كشفته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأن السعودية وافقت على طلب شركة "إلعال" الإسرائيلية للطيران بمرور الطائرة من فوق أجوائها.

وتناقل المغردون الإسرائيليون مقاطع فيديو من داخل الطائرة والرسالة التي وجهها قائد الطائرة للمسافرين، حيث قال "للمرة الأولى ستحلق طائرة إسرائيلية مسجلة في الأجواء السعودية منطلقة من دولة إسرائيل وستحط في الإمارات العربية المتحدة، مدة الرحلة فوق السعودية ستكون 3 ساعات و20 دقيقة بدلا من 7 ساعات سابقا، هذا سيكون حدثا مفصليا آخر في تاريخنا".

أما رئيس الوفد الإسرائيلي مئير بن شبات فقد وجه رسالته باللغة العربية بمجرد وصوله مطار أبو ظبي، وقال "أنا فخور بوجودي في الإمارات، وصلنا إلى هنا من أجل تطوير العلاقة بين البلدين في عدة مجالات، وسنصنع السلام مع الإمارات لكل شعوب المنطقة".

بدوره، علق رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية على الرحلة فقال "كان أملنا أن تحط طائرة إماراتية بركابها في القدس المحررة، يؤلمنا أن نرى اليوم هبوط طائرة إسرائيلية في أبو ظبي تحمل اسم (كريات غات) المستعمرة التي بنيت على أراضي قرية الفالوجة التي حوصر فيها جمال عبد الناصر، في خرق واضح للموقف العربي المتعلق بالصراع العربي الإسرائيلي".

وعلى العكس، جاءت مشاعر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن الرحلة، حيث كتب "مثير للعاطفة أن يتم رفع علم إسرائيل في أبو ظبي، سلام مقابل السلام، سلام من منطلق القوة".

واعتبرت إيفانكا ترامب مستشارة الرئيس الأميركي الرحلة تاريخية، وعبرت عن شكرها للسعودية فقالت "رحلة تاريخية بين إسرائيل وأبو ظبي تحلق فوق المملكة العربية السعودية، كانت هذه أول رحلة تجارية من إسرائيل إلى الإمارات العربية المتحدة وأول شركة طيران إسرائيلية تحلق فوق الأجواء السعودية، كتبت كلمة "سلام" على متن الطائرة بالعبرية والعربية والإنجليزية".

لكن الناشط الإماراتي المعارض حمد الشامسي وصف الرحلة بالنكبة، فغرد "بالنسبة لي كإماراتي، اليوم هو بداية عهد النكبة، وحسبنا الله ونعم الوكيل".

أما الكاتب السعودي تركي الحمد فاعتبر اليوم تاريخيا، فقال "19 نوفمبر 1977، و31 أغسطس 2020 يومان تاريخيان متشابهان ومشهودان، ولهما ما بعدهما، عالم العرب لن يكون كما كان بعد اليوم"، في إشارة إلى اليوم الذي زار فيه الرئيس المصري السابق أنور السادات القدس عقب توقيع اتفاق كامب ديفيد.

ليرد عليه المغرد عزيز الرشيد بالتحذير من كوارث متلاحقة، فكتب "الله يستر مما بعد 31 أغسطس 2020، لأن ما بعد 19 نوفمبر 1977 كوارث متلاحقة على العرب، غزو إسرائيل للبنان واحتلاله بالكامل، مجازر صبرا وشاتيلا، مجزرة قانا، حادثة المنصة، وغيرها كثير".

وجدد الصحفي الكويتي عياد الحربي تمسكه برفض التطبيع والوقوف مع الفلسطينيين، فقال "لن نطبع مهما ركعوا ومهما تساقطوا، لن نبادل المحتل السلام مها يكن، الأرض والتاريخ والمبادئ والحقوق وأطفال الحجارة والرجال الأسرى والأمهات الثكالى والقدس والمسجد الأقصى وأشجار الزيتون، وكل فلسطيني سيبصق ولن يرحمنا غير آسف علينا".

ولم يخف الناشط السعودي المعارض سعيد بن ناصر الغامدي استغرابه من السماح لطيران الاحتلال بالمرور عبر الأجواء السعودية ولم يسمح للطائرات القطرية، فكتب "أول رحلة مباشرة لطائرة صهيونية تقلع اليوم من فلسطين المحتلة إلى مطار أبو ظبي في الإمارات المحتلة عبر الأجواء السعودية التي ما زالت مغلقة أمام الخطوط القطرية".

بالمقابل، وصف المغرد الإماراتي محمد العبيدلي الرحلة بالتسامح والسلام ورحب بها، فقال "التاريخ يكتب من جديد بعزيمة مختلفة، ونظرة ثاقبة، ورؤية جادة نحو السلام، هنا العزيمة الصادقة، والقيادة الحازمة، هنا التسامح والسلام في عاصمة السلام أبو ظبي".