نشرة الثامنة– نشرتكم

بعد سريان ضريبة القيمة المضافة.. سخط وغضب سعودي غير مسبوقين على منصات التواصل الاجتماعي

بعد مرور أيام قليلة على تطبيقها ما زال السعوديون يتفاعلون مع تأثيرات قرار السلطات رفع قيمة الضريبة المضافة من 5 إلى 15%، والتي جعلت الكثيرين منهم عاجزين على تلبية حاجات أسرهم الأساسية.

واحتل وسم "الراتب ما يكفي الحاجة" صدارة الوسوم التي تداولها السعوديون على منصات التواصل، وقد انقسم المغردون بين من رأى أن رفع الضريبة سيؤدي لمصاعب اقتصادية وسيكون له أثر سلبي على ذوي الدخل المحدود، وبين من رأى أن ذلك خطة أفضل من الاقتراض في ظل الظروف الصعبة التي تواجهها المملكة.

وكانت السلطات السعودية قد قررت رفع قيمة الضريبة ضمن سلسلة من القرارات التي وصفتها بالمؤلمة لتتجاوز العجز في موازنة البلاد، كما جاء رفع هذه الضريبة بعد إجراءات تقشفية سابقة، منها تعليق بدل غلاء المعيشة.

وفي سياق حالة الغضب الشعبي السعودي، أعاد مغردون سعوديون التذكير بتصريحات لولي العهد السعودي محمد بن سلمان نشرت عام 2018، والتي وعد فيها بعدم طرح ضرائب جديدة.

ونشر مغردون تغريدة قديمة لرئيس تحرير صحيفة "الاقتصادية" السعودية عبد الرحمن المنصور قال فيها "ولي العهد: لا ضرائب جديدة حتى 2030.. وصفقة رائعة خلال أسبوعين، أمننا وأصالة وجودنا حقائق لا تشترى".

أما تغريدة محمد السديري فقد أعيدت من قبل النشطاء أكثر من 5 آلاف مرة، حيث اعتبر أن المشكلة سياسية وليست اقتصادية، وقال في تغريدته "رفع ضريبة القيمة المضافة، وإلغاء بدل غلاء المعيشة دون عرض ذلك على مجلس الشورى يؤكدان أن المجلس عبء مالي وإداري على الوطن والمواطن، وأن صانع القرار غير مقتنع به، لذا يجب إلغاؤه لتوفير ما ينفق عليه واستبداله بمجلس شورى منتخب بصلاحيات واسعة تماثل برلمانات أقراننا دول مجموعة العشرين".

كما سخرت علياء الهذلول شقيقة الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول من خبر تنفيذ مشروع الدرعية التاريخية بقيمة 75 مليار ريال، وقالت "الحمد لله، هذا دليل على قوة الاقتصاد ومؤشر جيد أنه لن يكون هناك ارتفاع في الضرائب، خاصة ضريبة القيمة المضافة".

بدوره، طالب الأكاديمي سعد الحسين وزير المالية محمد الجدعان بإعفاء بعض المواد الأساسية من الضريبة، وقال "حبذا يا صاحب المعالي لو تم إعفاء بعض المواد المستهلكة من الضريبة المضافة، أقصد بذلك المواد التموينية الأساسية: الدقيق والسكر والزيت والأرز".

رشيد بن محمد غرد قائلا "ضريبه المضافة بالأخير من جيب المواطن حتى التاجر ما يتحمل نسبة ولا غيره، إن جاءته ضريبة يرفع قيمة السلعة بما يتناسب مع الضريبة المضافة، الرواتب محلك سر، والفرص الوظيفية تتدنى أكثر من السابق، والشركات بدأت تغلق بسبب الخسائر، والقرارات الجديدة من كم سنها، نحن (-)".

وكان من اللافت جدا التغريدات التي أطلقها الإعلامي والناشط المعروف طلال الفرد على منصات التواصل في السعودية والتي أثارت جدلا وانتقد فيها فرض ضريبة القيمة المضافة، وقال "المواطن السعودي بعد الضريبة الجديدة وإيقاف بدل غلاء المعيشة ينطبق عليه المثل الشهير "صكتين بالرأس توجع".

وأضاف في تغريدة أخرى "وأيضا لعب في فواتير الكهرباء والمياه، كلها مرصودة ولن يسكت الشعب.

وفي الثالثة قال "أقول لن يدوم الانتظار طويلا لأن السكوت انتهى زمانه، والكلمة لها تأثير أقوى من الرصاص، استمروا في مطالباتكم".

لكن هذه التغريدات حُذفت من حساب الفرد الذي فاجأ متابعيه بعد ذلك بتغريدة اعتذار قال فيها "وصلني قبل قليل اتصال من أمن الدولة بسبب تغريداتي المسيئة التي كتبتها وأنا في حالة نفسية وأستخدم حبوب الاكتئاب، وأعتذر أشد الاعتذار عن تغريداتي، وأتمنى تقدير ظروفي، حفظ الله وطننا وقيادته".

بالمقابل، لم تخل التغريدات من مؤيد ومبرر اقتصاديا لخطوة رفع ضريبة القيمة المضافة بهذا الشكل، حيث غرد خالد العتيبي قائلا "قرار رفع الضريبة ما جاء إلا بعد ما تراجعت أسعار النفط نفسها لأقل مستوياتها من سنوات، لذلك جاء القرار برفع مداخيل الدولة وتخفيض النفقات وتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدناها في أسعار النفط وليس جزءا من خطة أو توجه مالي للدولة، لذلك كان لا بد أن يكون القرار مستعجلا لحماية توازن الاقتصاد".

وذهب سيف الحربي لتبرير قرار السلطات قائلا "الضريبة جات بعد الأزمة العالمية التي تسببت في انخفاض سعر النفط وقلة الطلب وأضف إلى ذلك الإنفاق الضخم الذي قامت به المملكة في صالح حماية المواطنين داخل وخارج أراضيها، ولا ننسى دعم رواتب القطاع الخاص".

بعض المغردين حاولوا إمساك العصا من الوسط، فطالبوا بتأجيل تطبيق ضريبة القيمة المضافة، وعبر بعض الوسوم حاول المغردون طرح بدائل، مثل تغيير موعد تطبيق الضريبة أو جعلها بأثر تصاعدي إلى حين وصولها إلى 15%، لكن آخرين رأوا أن هذا الطرح يضر بميزانية الدولة.

سليمان السرور غرد قائلا "الإجراءات الوقائية الضرورية المتخذة للحفاظ على أرواح المواطنين والمقيمين وسلامتهم ومنع انتشار الجائحة تسببت في توقف كثير من الأنشطة الاقتصادية المحلية، عشان كذا تم تطبيق ضريبة القيمة المضافة التي كانت الخيار الأفضل والأقل ضررا على المواطنين والمقيمين".