نشرة الثامنة– نشرتكم

ليبيا أكبر من السيسي.. نشطاء يردون على تهديدات الرئيس المصري

واصل النشطاء تفاعلهم عبر منصات التواصل الاجتماعي، منددين بالتصريحات التي أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وهدد فيها بمحاربة ليبيا بذريعة الدفاع عن أمن مصر الإستراتيجي والقومي.

نشرة الثامنة-نشرتكم (2020/6/22) رصدت تباين الآراء الليبية والمصرية، بين من رأى أن من حق مصر التدخل في ليبيا لحماية أمنها القومي، ومن اعتبره تدخلا في شؤون دولة جارة ودعما لتمرد على حكومة معترف بها دوليا.

وكان للمسؤولين الليبيين دور في التفاعل، حيث غرّد وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغ مؤكدا أن قوات حكومة الوفاق الشرعية مستعدة للقتال دفاعا عن ليبيا، وجاء في تغريدته "القيادة السياسية في الشقيقة مصر تناست أن الشعب الليبي يشترك مع مصر في التاريخ والعقيدة والمصير. الليبيون لا يقبلون المساس بأمن مصر ولا يقبلون التهديد، فذلك رجع بعيد على الجميع، والخطوط الحمراء معبدة بدماء ليبيين جانحين للسلام لمن أراد السلام، ومستعدون للقتال دفاعا لا عدوانا".

أما مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني، فقد نشر سلسلة تغريدات قال فيها إنهم نصحوا مصر بعدم الوقوف مع مجرم حرب، فكتب "منذ سنوات نصحنا الحكومة المصرية ألا تراهن على مجرم الحرب، وإن ليبيا ليست إقليما على حدودها، بل هي دولة موحدة ومناطقها مكملة لبعضها، وعندما تعادي منطقة تخسر البلاد كلها، وليبيا لا تحكمها مجموعات قبلية كما يتم تسويقه، بل قبائلنا هي قاعدتنا الثقافية والاجتماعية التي نقدرها ونحترمها".

ودعا المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الليبية العقيد محمد قنونو السلطات المصرية إلى محاربة الإرهاب في سيناء والكف عن التصريحات التي لا تتجاوز الأذن، فقال "ننصح من يضيع وقته بإرسال رسائل لا تتجاوز آذاننا، أن يلتفت إلى الإرهاب الذي يهدده داخل أراضيه، ولا يُزايد علينا: فالواقع والتاريخ يقولان إن أبطالنا هم من قضوا على أول ولاية لتنظيم داعش خارج منبتها في ملحمة البنيان المرصوص، وندعوه لأن يستلهم منها الخبرات والعبر".

في المقابل، نقل عضو مجلس النواب مصطفى بكري عن مصدر مصري وصف أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية بالمليشيا، فكتب "على أعضاء المجلس الرئاسي لحكومة المليشيات في ليبيا أن يدركوا حجمهم داخل ليبيا، وأن يتوقفوا عن الاستقواء على الليبيين استنادا إلى دعم طرف خارجي، هذه رسالة مصرية جديدة هي بمثابة إنذار للخونة الذين يستقوون بالمحتل العثماني على أبناء الشعب الليبي".

ودخلت دار الإفتاء المصري على خط الأزمة، حيث نشرت الدار سلسلة تغريدات، كما نشرت فيديو لمفتي الديار المصرية شوقي علام قال فيه "إن من يقف محايدا في وقت أزمات وتحديات الوطن، فهو لا يستحق شرف الانتماء إليه".

وفي الجانب الليبي الآخر، رحّب رئيس مجلس النواب المنعقد في طبرق عقيلة صالح بتصريحات السيسي، لكن أحمد المسماري الناطق باسم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر أثار السخرية بعدما حذر من أن قوات حكومة الوفاق -التي وصفها بالمليشيات الإرهابية- تسعى للوصول إلى الأهرامات في مصر.

وأعاد الناشطون تداول تصريحات قديما لخليفة حفتر قالوا إنها تؤكد تناقض مواقفه، ويعود المقطع إلى عام 2011 وقال فيه "إن مصر والدول المجاورة الأخرى أصدقاء، لكن يجب معاملتهم كأعداء لأنهم قد يطمعون في ثروات ليبيا".