بعد انتحار الشاب نادر جميل..غضب بمصر وبحث عن المسؤول
من أعلى برج بالقاهرة وتحت عجلات مترو الأنفاق تكررت قصص انتحار تصدم رواد مواقع التواصل في مصر والعالم العربي.
برج القاهرة كان مسرحا لعملية انتحار وصفها المصريون بالمفزعة، حيث أقدم الشاب نادر محمد جميل على رمي نفسه من أعلى البرج بالعاصمة المصرية، منهيا حياته التي وصفها بالكوميدية، وقد تسرب فيديو الانتحار الصادم من كاميرات المراقبة إلى المنصات وأثار موجتي غضب وحزن واسعتين بالمجتمع المصري.
وكان الشاب نادر (24 عاما) الطالب في كلية الهندسة قد كشف عن نيته بالانتحار في رسالة أرسلها لأستاذه بكلية الهندسة عبر تطيبق "صراحة".
وفي أعقاب حادثة انتحار الشاب نادر تكرر سؤال، لماذا يقدم شبابنا على الانتحار؟ عبر المنصات المصرية، وسط دعوات لبحث أسبابه خاصة بعد وقوع حالة انتحار ثانية في إحدى محطات المترو.
الأزهر: الإنسان أولاً
وأطلق ناشطون وسم "برج القاهرة" الذي كان التفاعل عبره لافتا وحمل معه آراء ووجهات نظر مختلفة بين من يعزو الظاهرة للوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي في البلاد ومن يعتبرها حالة نفسية شخصية تنتشر عبر العالم ومن الضروري التوعية بمخاطرها.
ووسط مخاوف من انتشار الظاهرة بدا الدعم حاضرا في المنصات المصرية بشكل لافت، حيث تداول الناشطون صورة دعوا عبرها كل من تراوده فكرة الانتحار أو يشعر بالاكتئاب إلى الالتجاء إليهم والحديث معهم، مؤكدين استعدادهم لسماع هموم ومشاكل أي شخص، شعارهم في ذلك "أريدك أن تكون حيا".
الضجة التي أحدثتها قصص الانتحار دفعت الأزهر إلى الخوض في هذا الموضوع، حيث دعا شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى صرف ميزانيات على الصحة النفسية، وقال في بوست على فيسبوك "الصحة النفسية أولوية إنسانية وإنمائية عالمية، ينبغي أن توضع في أولوية كل الحكومات والبلدان، نحن اليوم أحوج ما نكون إلى الحفاظ على الإنسان واستغلاله في الإنتاج والعمل والمشاركة المجتمعية، والاعتناء بخدمات الصحة النفسية والإنفاق عليها من ميزانيات الصحة، للتخفيف والحد من خطورة هذه الأمراض".
جرس إنذار
بدوره، علق السياسي محمد محسوب على الحادثة قائلا "انتحار مواطن بسبب إجراءات اقتصادية أو إدارة أي مرفق عام -نقل، أو تعليم، أو صحة أو غيره- ليس شأنا خاصا، بل جرس إنذار للمجتمع والدولة إن بقي فيها أذن تسمع أو عقل يدرك أو قلب يرحم.. إن المسار خطأ وإعادة النظر واجبة والتغيير فرض، أما من لا يريد أن يرى فسيعاقب من سرب فيديو وينسى من نشر المرض".
كما لام محمد المصري سياسة النظام وقال في تغريدة، "كنت أتوقع أن السيسي بدل ما يدعو لمؤتمرات شباب يضيع عليها فلوس البلد عشان يرغي (كلام دون فائدة).. كان طلع عمل بيان رسمي على أحداث الانتحار للشباب ويطالب بوجود حل عملي للمصيبة دي (لهذه المصيبة). من جهات علمية مختصة".
غياب الأمل
الخوف والنظام
وبدا الغضب واضحا في تغريدة للناشطة هند علي التي قالت "إيه اللي بنعمله في أولادنا ده (ما الذي نفعله بأولادنا؟!)، إيه (ما) السلبية اللي (التي) غرقنا فيها دية، ليه (لماذا) نسكت على كل (هذا) الظلم؟ إيه اللي وصلنا (ما الذي أوصلنا) لكل (هذا) الإحباط؟ متى نكسر حاجز الخوف، متى ننقذ أولادنا من دوامة الاكتئاب والإحباط اللي (التي) أوصلتهم للموت بسبب جبننا وسلبيتنا واستهانتنا بآلامهم".
بدوره، سعى الناشط سعيد صادق لتبرئة ساحة النظام من الظاهرة فغرد "ترتيب مصر في معدلات الانتحار العالمية 152 لكن الأجندة السياسية الإعلامية لبعض القوى السياسية ترغب في إسقاطات سياسية تلوم النظام".