عن السينما

مدرسة "وودي آلن".. سينما المزج بين المرح والأسى

جمع الفنان وودي آلن ابن مدينة نيويورك الأميركية، بين الإخراج والكتابة والتمثيل، ووضع ذاته في مركز عالمه السينمائي في كل أفلامه.

عندما دخل آلن عالم الفن السابع أواخر الستينيات حيث كانت السينما الأميركية قد تجاوزت نموذج أستاذه تشارلي تشابلن، وتشابه الاثنان في رغبتهما في الخروج من القوالب التي أحب الجمهور رؤيتهما فيها، لكن الظروف خدمت آلن أكثر من تشارلي في طموحه للتنوّع.

وما يميز سينما الكاتب والمخرج وودي آلن هي قدرته على خلق التوازن بين الكوميديا والتراجيديا بفضل إجادته بناء شخصيات بشكل يظهر حالاتهم النفسية والعقلية مع تطور ما يعيشونه من أحداث، كما يمزج بين المرح والأسى بشكل طبيعي وخلاق.

ولد وودي آلن بمدينة نيويورك لعائلة من أصول روسية، وبدأ مسيرته المهنية في سن السادسة عشرة كاتب طرائف ونكات في الصحف المحلية، كما وجد صعوبة في مواجهة الجمهور بنوادي الكوميديا بسبب طبعه الخجول، لكن صوته المميز ساعده على النجاح وصار يظهر في عروض تلفزيونية ناجحة زادت من شعبيته حتى جذبته السينما، فكتب سيناريو فيلم "واتس نيو بوسيكات" ولعب دورا صغيرا فيه.

عام 1977 أنتج آلن فيلم "آني هال" الذي أعاد من خلاله اكتشاف نوع الرماد الكوميدي، وأضفى عليه كثيرا من الواقعية وشيئا من القتامة دون الترويج لصورة حالمة وخادعة للحب، حيث قدم العديد من الابتكارات السردية ذات الأسلوب المغلف بحوار مضحك ومطعّم بالأسى، وحصد الفيلم 4 جوائز أوسكار، ويتم اختياره كأفضل سيناريو كوميدي من قبل نقابة الكتاب.