عن السينما

كيف انتقلت السينما من الشاشات الكبيرة إلى الصغيرة فثورة البث عبر الإنترنت؟

استعرضت حلقة (2020/4/10) من برنامج “عن السينما” أبرز مراحل انتقال مشاهدة الأفلام من قاعات السينما إلى البيوت، ومن ظهور مشغل الفيديو إلى الأقراص الرقمية، فثورة البث عبر الإنترنت.

سلطت حلقة (2020/4/10) من برنامج "عن السينما" الضوء على أبرز المراحل التاريخية لانتقال مشاهدة الأفلام من قاعات السينما إلى البيوت، ومن ظهور جهاز مشغل الفيديو إلى الأقراص الرقمية، فثورة البث عبر الإنترنت والشاشات الذكية.

بداية سينما البيوت
كانت رؤية الأفلام في المنازل تقتصر على ما تعرضه القنوات التلفزيونية محدودة العدد، ليبدأ الأمر في التغير سنة 1975، حين طرحت شركة سوني اليابانية مشغل شرائط الفيديو "بيتا ماكس" في السوق؛ لتنطلق تجربة مشاهدة الأفلام في البيوت.

ومع انتشار تجربة الفيديو، والانخفاض التدريجي في سعرها، زادت ظاهرة شراء نسخ من أفلام الفيديو، وتكوين مكتبات سينمائية بالمنازل، وتسجيل الأفلام مباشرة من التلفزيون في أي وقت.

لكن شركة سوني لم تستمتع مطولا بسيطرتها على سوق الفيديو، حيث أصدرت شركة "جي في سي" اليابانية أيضا مشغل فيديو تحت اسم "في إيتش إس" ليتفوق على سابقه في مدة التسجيل، التي بلغت 120 دقيقة بدل ستين في نسخة سوني.

ومع اشتداد المنافسة بين الشركتين، ورغبتهما في زيادة مدة التسجيل، كان جهاز "بيتا" معروفا بجودة الفيديو، وجهاز "في إيتش إس" بمدة التسجيل الأطول، لكن شركة سوني تمكنت من غزو السوق بأجهزة أقل سعرا.

أقراص الفيديو
في عام 1978، طرحت شركة "أم سي آي ديسكو فيجينال" أقراصا ضوئية، فكانت توفر صورة أكثر جودة، لكن مشغلات الأقراص كانت غالية الثمن وقتها، إلا أن هذه التقنية مثلت حجر الأساس لصناعة بقية الأقراص المعروفة الآن، مثل "سي دي" و"دي في دي"، وما أحدثته من ثورة في عالم سينما البيوت.

وبدأ اختراع أقراص الفيديو الرقمية عام 1995، ويرجع الفضل إلى أربع شركات، وهي: سوني، وفيليبس، وباناسونيك، وتوشيبا، التي سيطرت على السوق عام 2003، لتهتم بها أستوديوهات السينما لتعظيم ربحها، وتقوم بتسويقها للإعلان عن احتوائها على كواليس الفيلم ومقابلات مع صناعه، إضافة إلى مشاهد محذوفة لدفع الناس لاقتنائها.

إعلان

ثورة البث عبر الإنترنت
في عام 1998، أنشأت شركة نتفليكس موقعا إلكترونيا لتأجير الأفلام، ومع زيادة شعبية الموقع زاد عدد الأفلام وتنوعها، وفي عام 2005 تأسس موقع يوتيوب، ومع تطوره تطورت تجربة المشاهدة عبر الكمبيوتر بشكل متسارع.

بدأت ثورة نتفليكس سنة 2007، حين أعلنت عن بث ألف فيلم من مكتبتها السينمائية -البالغ عددها سبعين ألفا- نظير 5.99 دولارات، مقابل مشاهدة ست ساعات من البث الحي شهريا، و17.99 دولارا نظير 18 ساعة، ووصل عدد المشتركين في نتفليكس عام 2010 إلى عشرين مليونا؛ لتظهر بعدها شركات تقدم بث الأفلام عبر الإنترنت مثل هولو وأمازون برايم.

وزاد قلق أستوديوهات هوليود من نشاط نتفليكس، فألغت شركة "ستارز" شراكتها معها عام 2011، فقرر مؤسسو نتفليكس عدم الاعتماد على بث الأفلام المؤجرة، لتصدر الشركة مسلسلها الأصلي الأول عام 2013، ثم فيلمها الأول عام 2015، وتمكنت خدمات البث عبر الإنترنت من تقديم أعداد مهولة من الأفلام بمقابل مادي شهري يعادل ثمن تذكرة لحضور فلم واحد بالقاعات، كما وفرت فرصا لمخرجين مستقلين لم تكن أستديوهات هوليود لتخاطر بإنتاج أفلامهم وتوزيعها.

المصدر: الجزيرة