سؤال في الرياضة

كأس العالم لكرة القدم وأبطالها

حكام المباريات النهائية لكأس العالم لكرة القدم وأبرز هدافي المونديال، أفضل المدربين الذين فازوا بالكأس وأبرز نجومها عبر التاريخ، إلى جانب أشهر وأفضل حراس المرمى فيها، أفضل المنتخبات في تاريخ كأس العالم وأطرف لقطات نهائيات الكأس وأغربها.

مقدم الحلقة:

أيمن جادة

ضيف الحلقة:

فتاح نصيف: حارس العراق في كأس العالم 86

تاريخ الحلقة:

15/06/2002

– حكام المباريات النهائية لكأس العالم
– فرانس بيكنباور.. قيصر الكرة الألمانية والعالمية

– أبرز هدافي كأس العالم

– أفضل المدربين الذين فازوا بكأس العالم

– أبرز نجوم كأس العالم عبر تاريخها

– أشهر وأفضل حراس المرمى في كأس العالم

– أفضل المنتخبات في تاريخ كأس العالم

– جون ريميه.. مؤسس كأس العالم

– أبطال لم يتوقعهم أحد

– أطرف وأغرب لقطات نهائيات كأس العالم

undefined
undefined

أيمن جاده: تحية لكم مشاهدينا الكرام من قناة (الجزيرة) في قطر مع هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم (سؤال في الرياضة).

في حلقتنا الماضية استعرضنا أهم نجوم كأس العالم، أهم تواريخ البطولة من أبطال، من منتخبات، من أهداف، وهذه الحلقة أيضاً سنخصصها مرة أخرى للإجابة عن أسئلتكم وتلبية رغباتكم المتصلة أيضاً بكأس العالم التي نعيش حالياً دورها الثاني، ولكن الحديث طبعاً سيتركز على بطولات كأس العالم الماضية وسنركز أكثر في هذه الحلقة على الشخصيات التي تركت بصماتها على سجلات البطولة تاريخياً من لاعبين ومدربين وحكاماً وإداريين، إذن سنتابع معكم هذه الحلقة مباشرة على الهواء، وسنستقبل كالمعتاد أسئلتكم عبر موقعنا الإلكتروني، عبر هواتفنا وفاكسنا إن أردتم. إذن لندخل في موضوع الحلقة مباشرةً ونبدأ في الرد على استفساراتكم وتلبية طلباتكم.

الأخ المشاهد سعيد الميرازي من دمشق في سوريا يسأل عن جنسيات الحكام الذين أداروا المباريات النهائية لكأس العالم لكرة القدم.

طبعاً في البداية هذه مناسبة لنترحم على فقيد الرياضة العربية وفقيد التحكيم العربي والعالمي، الحكم الدولي المغربي سعيد بلقولة حكم نهائي كأس العالم في فرنسا 98، الذي توفاه الله تعالى اليوم عن عمر ناهز الخامسة والأربعين إثر مرض عضال، سعيد بلقولة الذي انتقل إلى جوار ربه عرفناه رياضياً مثالياً وإنساناً محترماً ومخلصاً وفقده -بالتأكيد- التحكيم العربي والعالمي، فندعو له بالرحمة ونطلب لأهله الصبر والسلوان إن شاء الله، ولا حول ولا قو ة إلا بالله.

الآن إذن سنحاول أن نلبي طلب الصديق المشاهد بالحديث عن حكام المباريات النهائية لكأس العالم في البطولات الست عشرة الماضية وكان آخرهم المغربي سعيد بلقولة رحمه الله.

حكام المباريات النهائية لكأس العالم

تقرير/ لطفي الزعبي: أصحاب الزي الأسود هو اللقب الذي التصق بالحكام عقوداً طويلة من الزمن قبل أن يزركش الفيفا ملابسهم يلونها بدءاً من كأس العالم في أميركا 94. في البطولة الأولى في الأورجواي عام 30 كان زي الحكام أشبه بالبدلة ذات السروال القصير، فقد كانوا يرتدون القميص الأبيض ومن فوقه الجاكيت مع سروال يتوقف قصره عند الركبة، وفقد أدار البلجيكي (جون لانجنوس) أول نهائي بين الأورجواي المضيفة والأرجنتين وأمر كل فريق على اللعب بالكرة الخاصة به فقرر الحكم أن يجري كل شوط بإحدى الكرتين فتقدمت الأرجنتين في شوطها بكرتها بهدفين لواحد، لكن الأورجواي سجلت ثلاثة أهداف دون رد في الشوط الثاني وفازت بفضل الأرض والجمهور والكرة.

في البطولة الثانية في إيطاليا عام 34 أدار السويدي (إيفان إيكلاند) المباراة النهائية التي انتهت بفوز إيطاليا في تشيكوسلوفاكيا بعد وقت إضافي.

في فرنسا عام 38 أدار الفرنسي (جورج كاديفيل) النهائي الذي انتهى بفوز إيطاليا على المجر وبات أول وآخر حكم يدير المباراة النهائية في بلده.

في البرازيل عام 50 كان (جورج ريدير) هو أول إنجليزي يدير المباراة النهائية والتي انتهت بفوز مفاجئ للأورجواي على البرازيل المضيفة.

وفي سويسرا عام 54 أدار إنجليزي آخر هو (ويلي لينج) النهائي المثير الذي انتهى بفوز ألمانيا الغربية على المجر بثلاثة أهداف لاثنين، وسجلت تلك المباراة أول حالة مثيرة للجدل في المباريات النهائية، عندما ألغى لينج في الدقائق الأخيرة -وبناء على راية مساعده (لويلز جريفت)- هدفاً للمجري (بوشكش) بداعي التسلل بيَّنت الصور فيما بعد أنه كان صحيحاً على الأرجح.

في السويد عام 58 لم يجد الفرنسي (موريس جيفي) صعوبة في إدارة مباراة البرازيل مع السويد المضيفة لأنها انتهت بفوز عريض (لبيليه) ورفاقه.

وفي تشيلي عام 62 كان السوفيتي (نيكولاي لايتشيف) أول حكم من شرق أوروبا يدير النهائي الذي انتهى بفوز البرازيل على تشيكوسلوفاكيا.

في إنجلترا عام 66 كان السويسري (جوت فردنست) حكماً للنهائي بين إنجلترا وألمانيا، لكنه اتهم بأنه لم يكن محايداً كبلاده، فقد احتسب في الوقت الإضافي -وبناء على نصيحة مساعده الروسي (براموف)- هدفاً ثالثاً لإنجلترا من كرة سددها (جيف هيرت) وحولتها العارضة إلى خط المرمى دون أن تجتازه -كما أثبتت الصور ليسجل (هيرت) هدفاً رابعاً مقابل اثنين لألمانيا وتحمل إنجلترا الكأس.

في المكسيك عام 70 صفَّر الألماني الشرقي (رودي جوكنر) للمباراة النهائية التي انتهت بفوز كبير للبرازيل على إيطاليا.

وفي ألمانيا 74 كان الإنجليزي (جون تايلر) الشهير بالجزار اسماً على مسمى عندما احتسب ضربة جزاء ضد أصحاب الأرض بعد ثمانين ثانية من صافرة البداية، وكانت أول ضربة جزاء في المباراة النهائية أتبعها بواحدة أخرى للألمان بعد 25 دقيقة، لتنتهي المباراة بفوز ألمانيا على هولندا بهدفين لهدف.

في الأرجنتين عام 78 اتهم الهولنديون الحكم الإيطالي (سيرجو جونيلا) بالانحياز لأصحاب الأرض الذين فازوا بعد وقت إضافي.

وفي أسبانيا عام 82 كان (أرنالدو كايلو) أول برازيلي يدير المباراة النهائية واحتسب ركلة جزاء كانت الأولى التي تضيع في مباراة نهائية، لكن الإيطاليين عوضوها وهزموا الألمان.

وفي المكسيك عام 86 أدار برازيلي آخر هو (روموالدو أربفيليو) المباراة النهائية التي انتهت بفوز الأرجنتين على ألمانيا.

في إيطاليا عام 90 أدار المكسيكي (إدجاروكوديسال منريز) النهائي ووصفه الأرجنتينيون -على الأقل- بأسوأ حكم يدير مباراة نهائية، لأنه طرد اثنين من لاعبيهم ومنح ألمانيا ركلة جزاء مشكوكاً في صحتها ضمنت لها الفوز بالكأس.

في أميركا عام 94 أدار المجري (شاندرو بول) أول نهائي يحسم بضربات الترجيح بعد التعادل السلبي حيث فازت البرازيل بلقبها الرابع على حساب إيطاليا.

وفي فرنسا عام 98 بات المغربي سعيد بلقولة أول حكم عربي وأفريقي يدير مباراة نهائية على كأس العالم، تلك التي انتهت بفوز فرنسا المضيفة على البرازيل بثلاثية نضيفة، رحم الله الحكم العالمي سعيد بلقوله الذي انتقل إلى جوار ربه في كأس العالم التي تلت إنجازه الكبير.

فرانس بيكنباور.. قيصر الكرة الألمانية والعالمية

أيمن جاده: فريد رزق الله من العاصمة اللبنانية بيروت بعث يسأل عن المباراة التي لعبها النجم الألماني الكبير (فرانس بيكنباور) بكتف مخلوع.

أيضاً الأخ المشاهد أحمد يوسف محبوب من دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بعث يسأل عن أغرب وقت إضافي في تاريخ كأس العالم والأكثر إثارة وأهدافاً، الحقيقة الواقعتان تتصلان بمباراة واحدة، هي مباراة إيطاليا وألمانيا في الدور نصف النهائي لكأس العالم في المكسيك عام 70، والتقرير التالي يروي القصة.

تقرير/ معز بو لحيه: أن تسمى قيصراً للكرة الألمانية والعالمية، فبالتأكيد أنت تملك رباطة جأش وقدرة هائلة على التصرف بحكمة في الأوقات الحرجة، وأن يكتشف العالم أحقيتك بهذا اللقب، فالمناسبة لن تكون أفضل من كأس العالم، فبكتف مكسور وعزم مأثور لعب (فرانس بيكنباور) مباراة تاريخية مع منتخب (المانشافت) أمام إيطاليا في نصف نهائي كأس العالم في مكسيكو عام 70، تاريخية هذه المباراة متأتية من إصرار (بيكنباور) على مواصلة اللقاء رغم الإصابة، وكذلك للتشويق والحماس الكبيرين اللذين طبعا ما اعتبره الكثير لقاء القرن، هدف أول من (روبرتو بنونسينيا) بعد ثماني دقائق فقط من صافرة البداية، ثم عرض لما اشتهر بطريقة (الكاتيناتشو) أو الدفاع الشامل الذي فرضه الإيطاليون على منافسيهم لعقود طويلة من الزمن، فكل الطرق مباحة للدفاع عن المرمى، ورغم هذه الاستماتة التي نادراً ما عرفتها مباريات كرة القدم وقد كان لهواة المواجهات المشوقة موعد مع هدف متأخر في آخر دقيقة من الزمن الأصلي من (كارل هانز شلنجر) ليخوض بعدها الفريقان وقتاً إضافياً أو ما يشبه نزالاً في الملاكمة، بحث فيه كل طرف على الضربة القاضية واستغل (جارد مولر) خطأً نادراً ما يقع فيه المنتخب الأزرق ليمنح التقدم لألمانيا، غير أن خطأ مشابهاً من دفاع ألمانيا مكَّن (تشسيو برونسيتش) من معادلة النتيجة، قبل أن يأتي دور (ويد جريفا) ليخط اسمه في سجل هذه المباراة التاريخية، مسلسل التشويق لم ينته عند هذا الحد، والألمان لم يرموا بعد المنديل، فعاد (جارد مولر) ليهز الشباك الإيطالية مسجلاً هدفه العاشر في المسابقة والذي منحه لقب هداف البطولة.

وبطريقة دراماتيكية رد (جاني ريفا) على تألق مولر، فرسم قبل نهاية الوقت الإضافي بثماني دقائق نهاية سعيدة لبلاده في هذه القصة الخالدة من ذاكرة كرة القدم العالمية، واضعاً حداً لجرأة (مولر) وشجاعة (بيكنباور) ودافعاً بالمنتخب الأزرق للمباراة النهائية أمام البرازيل.

أيمن جاده: إذن 4 إيطاليا، 3 ألمانيا وخمسة من الأهداف السبعة جاءت في ذلك الوقت الإضافي.

[فاصل إعلاني]

أبرز هدافي كأس العالم

أيمن جاده: الأخ المشاهد علي هزيل من البحرين، وأيضاً الأخ المشاهد صالح محمود من طرابلس بليبيا يسألان عن أبرز الهدافين في تاريخ بطولة كأس العالم، طبعاً إذا كان المقصود في بطولة واحدة فهو صاحب الرقم القياسي الفرنسي (جوس فونتين) ثلاثة عشر هدفاً في بطولة العالم 58، وإذا كان المقصود في مجمل مباريات كأس العالم فإن الأكثر أهدافاً هو الألماني (جارد مولر) بأربعة عشر هدفاً في بطولتي 70، و74، ولكن ما رأيكم أن نستعرض هدافي كل البطولات السابقة من خلال التقرير التالي؟

تقرير/ رائد عابد: منذ انطلقت كأس العالم، بل منذ بدأت بطولات كرة القدم ولقب الهداف يدغدغ مشاعر اللاعبين والمشجعين على حد سواء، وقد مرت أوقات كان اللاعب الفردي فيها مسيطراً، وكان الأسلوب الهجومي أكثر شيوعاً والأهداف أكثر مما هي عليه اليوم، ففي بطولة عام 30 تُوِّج الأرجنتيني (جلارمو ستافني) هدافاً للبطولة بثمانية أهداف في خمس مباريات، وفي بطولة 34 ندرت المواهب، فتساوى ثلاثة لاعبين على لقب الهداف وهم (سكيافيو) الإيطالي و(نادل) التشيكي و(كولن) الألماني وبأضعف رصيد في تاريخ المسابقة إذ لم يسجل كل منهم غير أربعة أهداف، وفي عام 38 تُوِّج البرازيلي (لوني داس) هدافاً بثمانية أهداف من جديد، وفي العام 50 كان (أديمير دو مترو) آخر برازيلي يتوج هدافاً لكأس العالم وبرصيد سبعة أهداف، في بطولة 54 سجل المجري (ساندركوتشيش) رقماً قياسياً عندما توج هدافاً بإحدى عشر هدفاً، لكن الفرنسي (جوس فونتين) حقق في بطولة عام 58 الرقم القياسي الأعلى الذي يصعب أن يبلغه أحد عندما أحرز ثلاثة عشر هدفاً في ست مباريات، وفي العام 62 تواضع الرقم من جديد عندما توِّج اليوغسلافي (درازان بيركوفيتش) بخمسة أهداف فقط، وفي بطولة 66 لمع نجم البرتغالي (زبيو) الذي سجل تسعة أهداف، وفي العام 70 توج الألماني (جارد مولر) هدافاً بعشرة أهداف وهو أصبح فيما بعد أكثر اللاعبين أهدافاً في مجمل مشاركاتهم في كأس العالم برصيد إجمالي بلغ أربعة عشر هدفاً، وفي عام 74 توج البولندي (جريجور زلاتو) هدافاً برصيد سبعة أهداف، وفي بطولة 78 ظهر الرقم ستة كرصيد للهداف واستمر يتكرر حتى يومنا هذا حيث توج الأرجنتيني (ماريو كامبس) هدافاً بستة أهداف، رغم أنه لم يسجل في الدور الأول، وفي العام 82 لمع نجم الإيطالي (باولو روسي) العائد من الإيقاف وتوج بستة أهداف، وفي بطولة عام 86 كان الدور لأول إنجليزي يتوج هدافاً وهو (جاري لينكر) وبالرصيد المعتاد ستة أهداف، وفي العام 90 ظهر الإيطالي (سلفاتوري سكالتشي) فجأة وتوج هدافاً بستة أهداف أيضاً، وفي بطولة عام 94 تساوى لاعبان على لقب الهداف هما البلغاري (ستشكوف) والروسي (سالنكو) الذي كان الأحق باللقب باعتباره سجل أهدافه الستة في الدور الأول وفي مبارتين فقط، خمسة منها في مرمى الكاميرون.

أما في فرنسا 98 فتوج الكرواتي (دابر شوكر) برصيد ستة أهداف.

أفضل المدربين الذين فازوا بكأس العالم

أيمن جاده: أيضاً المزيد من أسئلتكم الأخ أسامة والي من السودان، والأخ أشرف طه من القاهرة بعثا يسألان عن المدربين الذين فازوا بلقب كأس العالم، وهل كان بينهم مدرب أجنبي؟

الحقيقة لم يكن بينهم أي واحد من خارج البلد الذي فاز بالكأس، لكن في هذه البطولة في كوريا واليابان ربما يتوج مدرب أجنبي إذا نجح السويدي (أريكسون) مع منتخب إنجلترا في إحراز الكأس، ولن أبالغ طبعاً فأقول إذا نجح (هيدنك) مع كوريا الجنوبية أو نجح (بروسيه) مع اليابان أو نجح (برونوميتسو) مع السنغال وهؤلاء هم الأجانب المتبقون بين المدربين في البطولة الحالية، على أي حال دعونا نستعرض من خلال التقرير التالي المدربين الذين فازوا لبلدانهم بكأس العالم.

تقرير/ حسن طه: لم يكن اسم المدرب في البدايات يحظى بما يحظى به المدربون اليوم من شهرة، فمن يعرف أن مدرب أورجواي (ألبرتو سوشسي) هو أول مدرب يفوز بكأس العالم، ثم جاء الإيطالي الشهير (فيتوريوبوتزو) ليفوز باللقب مرتين عامي 34، و38.

وفي العام 1950 توجت الأورجواي ومدربها (خوان لوبيز).

وفي عام 1954 بدأ دور المدرب يتضح عندما دفع الألماني الشهير (سيف هيربرجر) بفريق جله من الاحتياطي لمقابلة المجر في الدور الأول والسقوط أمامها بثمانية أهداف لثلاثة، لأنه توقع لقاءً نهائياً بين الفريقين، وعندما تحقق ذلك زج بالفريق الألماني الكامل الذي انتزع الكأس.

وفي العام 1958 أصبح (فين سينت فيولا) أول مدرب برازيلي يفوز بكأس العالم، تلاه مواطنه (إموريه موريرا) العام 62.

وفي العام 66 حظي الإنجليزي (آلف رامزي) بلقب (سير) من الملكة لأنه نجح في قيادة إنجلترا للفوز بكأس العالم لأول مرة.

وفي العام 1970 أصبح البرازيلي (ماريو زجالو) أول إنسان يفوز بكأس العالم كمدرب بعدما فاز بها كلاعب عامي 58، 62.

وفي بطولة 1974 حصل الألماني (هلمت شون) على جائزة يستحقها عندما توج بطلاً للعالم.

أما في العام 1978 فقد أصبح الأرجنتيني ذو الشعر الطويل (سيزرولويس مينوتي) شخصاً مشهوراً عالمياً، لأنه بات مدرب أبطال العالم.

وفي عام 1982 استهلك الإيطالي (إنزو بزروت) كميات هائلة من التبغ قبل أن يتوج بطلاً للعالم بفضل الهداف (باولو روسي) وفي بطولة 1986 ضمن (مارادونا) للأرجنتين ومدربها (كارلوس بلاردو) كأس العالم.

أما عام 1990 فإن الألماني (فرانس بيكنباور) أصبح أول من يفوز بكأس العالم كقائد للفريق، ثم كمدرب.

وفي بطولة 1994 لجأ البرازيلي (كارلوس ألبرتو بيريرا) إلى التحصين الدفاعي واللعب بأسلوب أقرب إلى الأوروبي، لكنه حقق للبرازيل لقبها العالمي الرابع ولو بركلات الترجيح.

أما في فرنسا 98 فقد عانى (إيميه جاكيه) الأمرين من نقد الصحافة له على التشكيلة التي اختارها والتي خلت من المهاجمين الأقوياء، لكنه كسب الرهان في نهاية المطاف، وتوج فرنسا بطلة للعالم لأول مرة في تاريخها مع آخر بطولات القرن العشرين.

أيمن جاده: هذه المرة طبعاً لا نعلم بعد من سيكون المدرب المحظوظ بالكأس. يزيد موسوي من المغرب بعث يسأل عن أول من سجَّل هدفاً في كأس العالم، والفرنسي (لويس لوران) فعل ذلك أمام المكسيك بأربعة أهداف لهدف واحد طبعاً في تلك المباراة عام 1930 في افتتاح بطولة الأورجواي لعدم جاهزية الملعب فلم تلعب الأورجواي.

[موجز الأخبار]

أبرز نجوم كأس العالم عبر تاريخه

أيمن جاده: كأس العالم لكرة القدم معرض للنجوم، هذا صحيح بالتأكيد، والأخ المشاهد عبد الفتاح الأحمدي من العاصمة الأردنية عمان يسأل عن ألمع النجوم الذين عرفتهم البطولة عبر تاريخها. التقرير التالي يقوم باستعراض أبرز هؤلاء النجوم في بطولات كأس العالم الماضية.

تقرير/طاهر عمر: الفنون أنواع ولكل فن نجومه وعباقرته، فالموسيقى مثلاً تجد فيها العازف المتميز المبدع في عزفه المنفرد، وهناك المايسترو الخبير الذي يقود باقتدار مجموعة العازفين، وهذان الصنفان الموسيقيان هما الأشد قرباً من صناع الفرجة والفرح في كرة القدم التي يعتبرها الكثيرون فناً في حد ذاتها، ما الفرق بين ذلك المبدع مع آلته وذلك الموهوب على المستطيل الأخضر؟ هذا يطربك ويشنِّف أذنيك وينتزع منك الآهات، والآخر يسحرك ويمتع ناظريك فتقف له تقديراً وإعجاباً.

كتاب نهائيات كأس العالم يروي لنا قصصاً كثيرة عمن دونوا روائعهم في ذاكرة التاريخ، فحين تتصفح كتاب المونديال تجد صفحات ناصعة عليها إمضاء نجوم أثروا النهائيات، وآخرين أعلى درجات منهم ارتبطت أسماؤهم بالنهائيات، فيقال مونديال (بيليه) ومونديال (مارادونا).

أولى صفحات الكتاب أيام الأبيض والأسود تحكي عن نجوم تلك الفترة التي كانت كرة القدم تعيش فيها على سجيتها بتلقائية من نوع خاص لا علاقة لها بالحسابات المعقدة والتكتيكات المشفرة، وكان أول من شرع في كتابة فصول الإبداع ذلك اللاعب المجري الكبير (فريش بوشكش) الذي تزعم كوكبة رائعة من اللاعبين قدمت كرة رومانسية راقية حين تشاهدها تدفعك للاعتقاد أنك في دارٍ للأوبرا ولست في مدرجات أحد الملاعب.

وبعد أن قدمت المجر منتخبها الذهبي وأول فلته كروية جاء زحف البرازيل بكتيبة من السحرة في الوسط والهجوم من ضمنهم ذلك الجناح الأيمن (جارينشا) الذي شكل اسمه عقدة لكل ظهير أيسر لأن المواجهة معه تعني تسعين دقيقة من العذاب والقلق المستمر، وعلى الجهة اليسرى من الهجوم اكتشف العالم (أماريلدو) الذي تدين البرازيل له بالفضل في المحافظة على لقبها عام 62 لتظل البلد الوحيد الذي حقق مثل هذا الإنجاز، لكن البرازيلي الأشهر في كتيبة السحرة هو قطعاً ذلك الفتى الذي فاجأ العالم بجرأته وموهبته النادرة ألا وهو (بيليه) رجل كل الأوصاف والألقاب والأرقام القياسية، هو باختصار شديد رجل الإعجاز الكروي الذي يمكنه في كل لحظة أن يفعل بالكرة ما لا يتخيله العقل، فكانت له قدرة عجيبة على اختراع كرة قدم لا علاقة لها بكوكبنا.

وساد الاعتقاد أن الزمن لن يجود بعبقري آخر مثل (بيليه)، لكن أميركا الجنوبية الولاَّدة قدمت لنا عبقرياً آخر موطنه الأرجنتين، والعبقرية تضعك فوق مستوى اللاعبين الكبار والأفزاز، وهذه هي المكانة الطبيعية لـ(دييجو مارادونا) الذي اقترن اسمه بكأس العالم وهو شاب عام 79 في مونديال الشباب، ثم كهل عام 86، وقد يختلف الشعب الأرجنتيني حول من يحكمه، وقد يعترض على سياسات حكوماته المتعاقبة، لكنه يتوحد حين يدور الحديث عن (مارادونا) الذي تحول إلى رمز في بلده وإلى أسطورة لدى الملايين، فقط لأن المخزون الإبداعي عنده يدخل في إطار الخيال العلمي من فرط ارتفاع درجاته.

ومن الأسماء التي تركت بصمة في نهائيات كأس العالم نذكر جنتل مان (بوبي شارلتون) الذي نجا من كارثة ميونخ الجوية ليُكتب له عمر جديد، ويكتب من جهته بحروف ذهبية مجداً في حجم ما قدمه المنتخب الإنجليزي يوم قاده للفوز بكأس العالم عام 66، ذلك اللقب الوحيد الذي استقر في خزائن من يدعون أنهم اخترعوا كرة القدم، ولو لم يخترعوها يكفي إنجلترا فخراً أنها أنجبت لاعباً من طينة (بوبي شارلتون) الذي جمع بين المثالية سلوكاً والإبداع لعباً وحتى يومنا هذا لا يزال البحث جارياً، عن شبيه لجنتل مان الكرة الإنجليزية.

ومع ظهور هذه النوعية من اللاعبين التي تأسر أكثر من غيرها قلوب الجماهير لمع اسم الألماني (فرانس بيكنباور) الذي لا يلعب مهاجماً ولا صانع ألعاب، ولكنه كان الاثنين معاً، فهو لاعب الوسط الذي انتقل إلى مركز الليبرو ليعطيه بعداً رائعاً بأن جرده من دوره الروتيني الذي ابتدعه الإيطاليون ليصبح عبئاً على خطوط الخصم بالطابع الهجومي الذي أضفاه عليه، ونهائيات كأس العالم أعوام 66،70،74 تذكر جيداً هذا اللاعب الذي يُعد أبرز ما أنجبت الكرة الألمانية، فلمساته سحرية، وشخصيته في الملعب قوية، وأناقته تُثير غيرة عارضي الأزياء وأسلوبه في اللعب لا مثيل له، فهو السهل الممتنع المسجل اسمه والغير قابل للتقليد.

وغير بعيد عن قيصر ألمانيا يأتي ذلك الهولندي الذي كان دون منازع نجم مونديال 74 الذي شهد تتويج ألمانيا (يوهان كرويف) كان فعلاً بطلاً غير متوجاً في ذلك المونديال، صحيح أن الدفاتر الرسمية تُسجل الإنجاز وأصحابه، لكن التاريخ لم يُسقط من ذاكرته تلك الكرة الشاملة التي قدمتها هولندا للعالم وجسدها (كرويف) في أبهى مظاهرها، فزاده الفني لا ينضب، وحضوره مؤثر، وهو شخصية قيادية فذة يُحقق الإضافة ويُضخم الفارق بين منتخب بلده ومنافسيه، فيبدو وكأنه يلعب بعدد أكبر من اللاعبين.

نجم آخر غير متوج باللقب العالمي وهو الفرنسي (ميشيل بلاتيني)، لكن ذلك لم يحل دون انضمامه إلى الصفوة المنتمية إلى نادي عمالقة القرن الماضي (بلاتيني) كان عقل فرنسا ومفكرها الأول في اثنتين وسبعين مباراة دولية، فهو صانع الألعاب المتعدد المواهب بأهدافه الصعبة ورؤيته الثاقبة وبديهته السريعة وقدرته على إيجاد الحلول وفك الحصار متى تعطلت حركية المنتخب، فكان جديراً بالتاج العالمي في موندياله الثاني عام 82 الذي اختير فيه أفضل لاعب، لكن الحظ لم يكن فرنسياً في أسبانيا فحُرم من اللقب الوحيد الذي ينقص سجله الذهبي.

وهكذا بين عباقرة اللاعبين والكبار منهم وعلى مدى ستة عشر موعداً فإن العيون استمتعت والحناجر هتفت والأكف صفقت، ذلك أن المؤتمر الكروي العالمي الذي يُعقد كل أربع سنوات ظل مُلتقىً فريداً من نوعه لأدباء كرة القدم وشعرائها.

أيمن جاده: وغير بعيد عن موضوع تقرير الزميل ظافر الغربي بعث الأخ المشاهد حسن أرناؤوط من فلسطين يسأل عن النجم الأيرلندي الشهير (جورج بست)، وهل لعب في كأس العالم لكرة القدم؟
الحقيقة أن (جورج بست) من أيرلندا الشمالية، وهو لمع في فترة الستينات والسبعينات، وفي هذه الحقبة لم تتأهل بلاده أيرلندا الشمالية إلى كأس العالم، كان من أبرز نجوم (مانشيستر يونايتد) الإنجليزي عندما فاز بكأس أوروبا لأول مرة عام 68، وفي تلك السنة نال أيضاً (بست) الكرة الذهبية كأفضل لاعب أوروبي، وهو اعتزل في مطلع السبعينات قبل بلوغ الثلاثين، ثم لعب في أميركا الشمالية، وهو الآن في السادسة والخمسين، وقد تعافى من الإدمان على الخمر الذي أثر عليه كثيراً، كان مهاجماً موهوباً جداً يراوغ ويمرر ويسدد بالقدمين وبأسلوب وُصف أنه سبق عصره، وهو حالياً يعمل في مجال الإعلام والعلاقات العامة مستغلاً شهرته التي لازالت كبيرة في بريطانيا.

إلى نوعٍ آخر من اللاعبين، المشاهدان حسين المذيع وزكي حمادة من المملكة العربية السعودية بعثا يسألان عن أفضل حرّاس المرمى في تاريخ كرة القدم وبالتالي في بطولات كأس العالم، سوف نتحدث عن هذا الموضوع مع أحد الحراس العرب المشاهير وهو الحارس العراقي المعروف فتاح نصيف (حارس منتخب العراق في السبعينات والثمانينات، والذي كان أحد لاعبي العراق في بطولة كأس العالم في المكسيك عام 86) ولكن طبعاً قبل أن ندخل في التحاور مع فتاح نصيف حول حراسة المرمى فسنتوقف حسب طلب المشاهدين الكريمين- مع تقرير يروي قصة أبرز وأشهر حراس المرمى في تاريخ كأس العالم تحديداً.

أشهر وأفضل حراس المرمى في كأس العالم

تقرير/منفذ العلي: إذا كان حارس المرمى في كرة القدم يوازي نصف الفريق فإن هذه القمة تزداد أثراً عندما يتعلق الأمر باللعب والمنافسة في نهائيات كأس العالم. لقد عرفت البطولة عبر تاريخها أسماء كبيرة تركت بصمات لا تُنسى في سجلات الكأس وبأحرف من ذهب، في الثلاثينيات، افتخرت إسبانيا بحارسها الشهير (ريكاردو زامورا) الذي اشتُهر بقبعته وبراعته الكبيرة. وفي عام 1950 فُجعت البرازيل بخسارتها المباراة الأخيرة بهدف لاثنين أمام الأورجواي، وظلت تحمل مسؤولية الهزيمة لحارسها (تاربوزا) طيلة نصف قرن حتى وفاته. وفي أواخر الخمسينات ومطلع الستينات لمع نجم الروسي (ليف ياشين) الذي يرى البعض أنه أفضل حارس في التاريخ، لقبوه بالعنكبوت لقدرته على السيطرة على أية كرة، وابتكر فلسفة التحرك والسيطرة على كل منطقة الجزاء بدل البقاء عند خط المرمى، وبرع في صد ضربات الجزاء، وقيل في زمانه إن المهاجم المحظوظ وحده هو الذي يسجل هدفاً في مرمى (ياشين) أول حارس مرمى يفوز بالكرة الذهبية.

وفي الستينيات لمع نجم الحارس الإنجليزي الشهير (جوردن بانكس) الذي كان أعز إنجازاته الفوز بكأس العالم عام 66، لكن أشهر عمليات إنقاذه كانت تصديه المدهش لرأسية (بيليه) في كأس العالم عام 70.

وفي ذات الفترة قدمت المكسيك حارسها (أنطونيو كاربهال) أكثر الحراس ظهوراً في النهائيات، إذ شارك في خمس بطولات لكأس العالم ما بين عامي 50،66. وفي السبعينات ظهرت أسماء مميزة في حراسة المرمى مثل البولندي (توماشيفسكي) والسويدي (هنسترم)، لكن الأبرز على الإطلاق كان الألماني (سيب ماير) الذي أسهمت براعته وجرأته في فوز ألمانيا بكأس العالم عام 74، ومرت أسماء مميزة كالإنجليزيين (رايت كليمنز) و(بيتر شيلتون) والأيرلندي الشمالي (بات جينجز) والروسي (دساييف)، لكن الاسم الذي بقى من الثمانينات كان للإيطالي (دينازوف) أكبر حارس مرمى يفوز بكأس العالم.

وظهر الحراس الأفارقة مثل الكاميرونيين (أنكونا) و(سانجو) و(بيل) والمغربي (بادو الزاكي)، ثم جاءت التسعينات لتحمل نمطاً مختلفاً من الحراس، وبالذات من حراس أميركا الجنوبية الذين طالما لُقبوا بالمجانين، مثل (رينيه أيجيتا) الكولمبي الذي اشتُهر بتصرفاته الغريبة وخروجه المتكرر من مرماه، والمكسيكي، (خورخي كامبوس) الذي اشتُهر بألوانه المزركشة وخروجه من مرماه، لكن أعقلهم كان البرازيلي (تافاريل) الذي اشتُهر بصد ضربات الجزاء قابله السويدي (رافيلي) الذي بدا أحياناً أقل تعقُّلاً، أما أبرز حارسين في التسعينيات، فكان الدنماركي (بيتر شمايكل) الذي حمى عرينه بقوة وبراعة سواء مع (مانشستر يونايتد) أو مع منتخب الدنمارك، وحارس الباراجواي (خوسيه لويس تشيلفيرت) الذي لم تأتِ شهرته من براعته في حراسة المرمى، ولكن من براعته في تنفيذ الضربات الحرة وتسجيل الأهداف.

وفي وقتنا هذا قد تكون أبرز الأسماء للألماني (أوليفار كان) والإنجليزي (ديفيد سمن) والفرنسي (فابيان بارتيز)، ولكن يبدو على نحو أو آخر أن حراس المرمى في الماضي كانوا أبرع وأفضل بكثير.

أيمن جاده: حراس المرمى في الماضي كانوا أبرع وأفضل، ما رأيك بهذا الكلام فتاح نصيف (حارس العراق في كأس العالم 86)؟

فتاح نصيف: الحقيقة يعني الحراس بالماضي كانوا يعني الحارس هو نصف الفريق، المقولة المشهورة أنه نصف الفريق، تلقى كل فريق أو كل فريق في العالم الحارس عليه أضواء أكثر من اللاعبين.. أكثر من اللاعب، يعني مثلاً شوف فريق البرازيل.

أيمن جاده: هذا قل الآن.

فتاح نصيف: الآن قل، هسه نشوف فريق مثل البرازيل (ريفالدوا)، (رونالدو) يمكن ما حد يذكر اسم الحارس أو

أيمن جاده: أو فيه حد يعرف حتى

فتاح نصيف: أو ما حد يعرفه، الفريق الإنجليزي كذلك، الفريق الألماني كذلك، الحقيقة يعني مستوى الحراس الآن

أيمن جاده: تراجع

فتاح نصيف: تراجع بشكل كثير.

أيمن جاده: وهل أساليب اللعب أيضاً أثرت على هذا؟

فتاح نصيف: بالطبع أساليب اللعب الحديث، الخطط الدفاعية، الخطط الهجومية، اللعب السريع كل.. كلها

أيمن جاده: طيب من.. من خلال هذا الكلام كله فتاح نصيف يعني هل.. هل تغيرت مفاهيم حراسة المرمى؟

فتاح نصيف: أكيد طبعاً.

أيمن جاده: من أيام (ياشين) إلى (بانكس) إلى.. إلى (هيدسترون) إلى اليوم؟

فتاح نصيف: أكيد تغيرت أكيد تغيرت مفاهيم يعني حراس المرمى، يعني الحديث الآن غير مفاهيم يعني أساليب وتدريب حراس المرمى، القوانين الجديدة اللي.. القوانين.. الحديثة اللي تصدر عن الاتحاد الدولي.

أيمن جاده: نعم، التعديلات منع مسك الكرة باليد أو مسك الكرة أو تنطيطها يعني تركها ومسكها، نعم.

فتاح نصيف: حدد من.. يعني حد من حركة حارس المرمى، ولو حراس المرمى يعني شياطين يقدرون يعني يعملون بأساليب يعني

أيمن جاده: يعني يتغلبوا فيها على..

فتاح نصيف: يتغلبوا على القانون الجديد.

أيمن جاده: طيب أنت يعني في كأس العالم في عام 86 في المكسيك واجهت منتخب المكسيك المضيف ومعه أكثر من مائة ألف أو 120 ألف متفرج في استاد (الأزدك) الشهير في مباراة طبعاً كان لابد للمكسيك أن تفوز بها ليتأهل للدور الثاني، طبعاً فاز المكسيكيون إنما بهدف وحيد، كيف تتذكر تلك المباراة، كيف تذكر اللعب في كأس العالم، أجواء كأس العالم، خصوصاً أمام البلد المضيف وهذه الرهبة الكبيرة؟

فتاح نصيف: الحقيقة يعني أذكر إنه يعني.. يعني الخبرة الكبيرة.. العمر اللي كنت فيه..

أيمن جاده: كم كان عمرك؟

فتاح نصيف: كان عمري 34 سنة، الحارس كل ما يتقدم به العمر كل ما تروح يعني من عنده الرهبة، الخوف، خوف الجمهور، فريقنا إحنا كنا في المباراة الأخيرة يعني ما راح نخسر كل شيء، يعني ما راح نخسر في ها الشيء، يعني نقدم مباراتهم ويمكن لو ما يفوزون ما يتأهلون إلى الدور الـ16

أيمن جاده: نعم، الدور الثاني.. نعم.

فتاح نصيف: الدور الثاني، لأنه كانت

أيمن جاده: كان 24 فريق.

فتاح نصيف: 24 فريق، إحنا ما عندنا شيء نخسره، يعني أنا كنت كابتن الفريق قبل ما نخرج من المنزه اللاعبين إيش (….) يعني رهبة وخوف، يعني 120 ألف متفرج ما تسمع زميلك على بعد مترين، صافرة الحكم ما تسمعها، قلت لهم ما عندنا شيء نخسرك، إنه نقدم مباراة ونلعب، وقدمنا مباراة جيدة وخسرنا بهدف وحيد، وأعتقد الهدف كنت أنا يعني.. يعني أعترف إنه كان أنا اللي..

أيمن جاده: طيب هو أنت أثرت نقاط الحقيقة في كلامك، يعني إذا كان الحارس أخطأ، يعني هل.. هل الخطأ بالذات في بداية المباراة يكون مؤثر أكثر من مراحل متقدمة من المباراة؟ هل مهمة أول كرة أو أول كرتين للحارس لاكتساب الثقة وثقة زملائه المدافعين أيضاً؟

فتاح نصيف: أكيد الحارس لازم يكسب ثقة الفريق وثقته في نفسه بالعشر دقائق الأولى، فالحارس لو قدم خلال العشر دقائق الأولى من المباراة مستوى طيب راح تصعد نفسية الفريق.. ثقة الفريق به بس إذا.. وثقته في نفسه، لو أخفق في بداية المباراة راح يفقد الثقة في نفسه، الفريق راح يفقد ثقته به، راح أداء الفريق يهبط.

أيمن جاده: والخصم هيطمع فيه.

فتاح نصيف: الفريق يعني الخصم راح يطمح بيه.

أيمن جاده: نعم. طيب أنت ذكرت أيضاً موضوع السن وقيمته عند الحارس، يعني يلاحظ فعلاً ارتفاع معدل أعمار حراس المرمى، يعني هل هذا شيء ضروري للحارس، نشاهد استثناءات مثلاً (كاسياس) الأسباني.

فتاح نصيف: عمره 22 سنة.

أيمن جاده: يمكن 22 سنة، يعني حارس صغير السن المعدل دائماً ثلاثين وفوق ربما حراس كبير.

فتاح نصيف: يعني هي الدراسات.. الدراسات على حراس المرمى أنه.. حقيقة هي مو دراسات إنه حارس المرمى ينضج بعد الـ 27 أو 26 عام.

أيمن جاده: ومركزه يساعده على الاستمرار أطول من اللاعب المتحرك نعم.

فتاح نصيف: ومركزه، لأنه إحنا لا نحتاج إلى.. يعني لا نحتاج إلى ركض طويلة و.. يعني قوة بدنية، رد فعل، ما نحتاج.. يعني الإجهاد البدني العالي، فنشوف يعني حراس المرمى بالعالم.. لو نيجي على حراس المرمى في العالم، يعني حتى الآن في كأس العالم (سيمنز) 39 سنة، معدل حراس المرمى في كأس العالم الآن 29 عام وثمانية.. يعني حوالي.

أيمن جاده: يعني حوالي 30.

فتاح نصيف: 30 عام، أكو حالة واحدة إنه هو بس.

أيمن جاده: (كاسياس)

فتاح نصيف: (كاسياس) اللي عمره 22 سنة، و(فابيان كارين) عمره 23 سنة.

أيمن جاده: فتاح نصيف، الحديث معك شيق، الحديث عن حراسة المرمى يستحق وقت أطول، لكن هذا ما سمح لنا به وقت البرنامج، شكراً جزيلاً لك.

فتاح نصيف: أشكرك جداً.


أفضل المنتخبات في تاريخ كاس العالم

أيمن جاده: أيضاً نظل في إطار الإجابة عن أسئلتكم، سلمان عبد الله من (صلاله، في سلطنة عمان بعث يسأل عن أفضل المنتخبات في تاريخ كأس العالم سواء التي فازت أو التي لم تفز باللقب؟ طبعاً هناك الكثير منها، والتقرير التالي يروي الحكاية.

تقرير/ زياد طروش: أقرب وأفضل منتخبات العالم إلى قلوبنا وإلى تاريخنا هو المنتخب البرازيلي في مونديال إسبانيا عام 1982، فأي أسماء ضمتها السليساو آنذاك؟ (جونيور)، (زيكو)، (فالكاو)، (إيدير)، و(سقراطس) أسماء من الأكيد أنه ارتجف لسماعها كل من ساء خطه في ذاك الوقت بمواجهتها في الدور الأول من تلك البطولة، وفي الدور الثاني وجدت البرازيل نفسها في مجموعة ضمت كلاً من إيطاليا والأرجنتين، والنظام حينها كان صعود متصدر المجموعة إلى الدور نصف النهائي، لكن الأمور اختلفت كثيراً في المباراة الثانية أمام إيطاليا، فنجوم المدرب (تيلي سانتانا) كما لو أن بريقهم سرق منهم خلال هذا اللقاء، والحقيقة أن ذلك ما حصل فعلاً، أما الجاني فهو المهاجم الإيطالي (باولو روسي) نجم ذاك المونديال، ونجم تلك المباراة على الإطلاق بتسجيله ثلاثية تاريخية.

عام 74 قاد النجم (يوهان كرويف) أفضل منتخب في تاريخ هولندا على الإطلاق للدور النهائي لمونديال ألمانيا، ولو أن الهولنديين لم ينجحوا في الفوز باللقب إلا أنهم قدموا أمام أنظار العالم ولأول مرة على شاشات التليفزيون الملونة أفضل العروض خلال تلك النهائيات، وبمفهوم جديد هو كرة القدم الكاملة الذي اشتهر به فريق (أياكس امستردم) في تلك في الفترة.

أبرز النتائج التي حققها منتخب (كرويف) و(رودي كرول) و(يوهان نسكانس) و(جوني رافتي) في طريقة إلى المباراة النهائية كانت تلك الرباعية النظيفة التي انتهى عليها لقاؤه ضد الأرجنتين في الدور الثاني الإقصائي الذي اعتمد لأول مرة في تلك البطولة، ثم الفوز الباهر على البرازيل بهدفين دون مقابل سجلها (نسكانس) و(كرويف) في الشوط الثاني من المباراة، لكن فرحة هولندا لم تكتمل حين واجه منتخبها نظيره الألماني الغربي للمراهنة على اللقب الذي تغير اسمه من كأس (جون ريميه) إلى كاس الفيفا، كما تغير شكله أيضاً، فالمنتخب الهولندي بادر بالتسجيل منذ الدقيقة الثانية بواسطة (يوهان نسكانس) على إثر ركلة جزاء كان (كرويف) مصدرها، لكن ذلك لم يمنع الألمان بقيادة (بيكنباور) و(فوكس) و(ماير) من معادلة النتيجة بفضل هدف (برايتنر) من ركلة جزاء أيضاً قبل أن ينجح ثعلب منطقة العمليات (جارد مولر) في تحطيم أمال الهولنديين بإحراز هدف الفوز لألمانيا الغربية، والذي كان بقيمة ثاني لقب كأس العالم في تاريخها.

يبقى مونديال المكسيك عام 70 الأحلى في تاريخ كأس العالم، الأحلى لأنه كان كذلك حين يتعلق الأمر بجمالية اللعب، والأحلى أيضاً حين يتعلق الأمر بما صنعه البرازيليون آنذاك بقيادة المدرب (ماريو زجالو) من فرجة وإنجاز إذا ما تحدثنا في هذا الباب عن فوز البرازيل بثالث لقب عالمي لها. منتخب البرازيل كان في الحقيقة منتخب فناني الكرة بأتم معنى الكلمة و(بيليه) و(ريفلينو)، (كلودوارد) و(تستاو)، (كارلوس ألبرتو) و(جرزينو)، والقائمة تطول.

العرض البرازيلي بدأ منذ المبادرة الأولى أمام تشيكوسلوفاكيا والتي فاز فيها أبناء (زجالو) بأربعة أهداف لهدف واحد، ثم تعاقبت المنتخبات الذائقة للهزيمة أمام البرازيل، فبعد انجلترا التي خسرت بهدف وحيد جاء الدور على رومانيا التي قبلت شباكها ثلاثيةً ردت عليها في مناسبتين، كما خسرت الأورجواي أمام الرازيلي في الربع النهائي بثلاثة أهداف لهدف واحد، وفي المباراة النهائية عجزت إيطاليا على الحيلولة دون رفع البرازيل للقب كأس العالم للمرة الثالثة، وبالتالي الاحتفاظ به للأبد، فبعد صمودهم خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل لهدف لمثله أذعن الإيطاليون لمشيئة (السليساو) وقبلوا ثلاثة أهداف كاملة في الدقائق الخمس والأربعين الأخيرة، ليرفع بعدها الملك (بيليه) على الأعناق، ولتودع دموع كأس العالم إلى الأبد.

كان أول ظهور لمنتخب البرتغال في نهائيات كأس العالم خلال مونديال إنجلترا عام 66، ظهور أذهل العالم بما قدمه (أو زبيو) و(خوسيه أوجستو) رفاقهما من مهارات ونتائج منذ اللقاءات الثلاثة الأولى لمنتخب بلادهم في الدور الأول، لكن نجاحات البرتغال في الدور الأول كاد يمحيها لاعبو منتخب كوريا الشمالية في أول ظهور لهم في كأس العالم، فبانقضاء الخمس والعشرين دقيقة الأولى من مباراة الدور الربع النهائي كان البرتغاليون لا يصدقون ما هو حاصل لهم بعد قبولهم ثلاثة أهداف كاملة، لكن حظ البرتغال أنها أنجبت لمنتخبها وللعالم في الوقت ذاته لاعباً في مهارات وذكاء (أوزبيو)، هذا الأخير كان ذهنه معلقاً بشيء واحد الفوز، هدف أول وثانٍ، ثم الثالث والرابع قبل أن يختتم (خوسيه أوجستو) الخماسية قبل عشر دقائق من نهائية اللقاء، لكن (الخطاف) لم يحمل الأمل لمرتين متعاقبتين حيث لم تمنع رجلة الجزاء التي سجلها في شباك إنجلترا في نهاية مباراة الدور نصف النهائي، لم تمنع البرتغاليين من الخسارة بهدفين لهدف، وتوديع البطولة بنيلهم المركز الثالث عقب فوزهم في المباراة الترتيبية على الاتحاد السوفيتي بهدفين لهدف واحد.

المنتخب المجري كان هو المرشح الأول في كأس العالم التي احتضنتها سويسرا عام 1954، فقد دخلت المجر وفي رصيدها لقب أولمبياد عام 52، كما دخلتها ولم تخسر ولو لقاءً دولياً واحداً في السنوات الأربع التي سبقتها، حيث خاضت إحدى وثلاثين مباراة فازت في سبع وعشرين منها، مجر تلك البطولة كانت تضم حينها خيرة اللاعبين في العالم، فمن (فريش بوسكش) إلى (يوجك بوسيك) انتهاءً عند (شاندور كوتشيش) كانت الأسماء مرعية لكل منافس. وصول المجر بعد ذلك إلى الدور النهائي كان التوقع الذي لم يراهن أحدٌ على خلافة، لكن ضياع لقب كأس العالم منها أمام ألمانيا الغربية فهذا هو المفاجأة بعينها، حيث فاز الألمان بثلاثة أهداف لهدفين رغم تقدم المجريين خلال العشر دقائق الأولى بهدفين دون رد.

[فاصل إعلاني]


جون ريميه.. مؤسس كأس العالم

أيمن جاده: من هو (جون ريميه) الذي أطلق اسمه على كأس العالم الأولى لكرة القدم؟ طبعاً هو مؤسس البطولة، والأكثر استمراراً كرئيس للفيفا، ولكن لنتوقف مع التقرير التالي الذي يروي حكايته بالتفصيل.

تقرير/ طاهر عمر: تقول سجلات كرة القدم أنه لا يمكن الفصل بين تاريخ مسابقة كأس العالم، واسم الفرنسي (جون ريمية) باعث هذه المسابقة، والرجل الذي قدم من مدينة (بيل فرانش) جنوب فرنسا ليحقق حلماً حالت الظروف دون تنفيذه منذ بداية القرن العشرين، ولم تكتب له البداية إلا في العالم الثلاثين في (مونت فيديو) فعلى الرغم من أن فكرة بعث بطولة للعالم في كرة القدم كانت ضمن طموحات الاتحاد الدولي منذ عام 1904 خلال أول مؤتمر للفيفا في باريس، وتعهدت سويسرا بتنظيم البطولة بعد سنة فقط، إلا أن المشروع سقط في الماء بسبب تدخل البريطانيين وعرقلتهم للمشروع، ولم يعد الحديث عن هذه البطولة إلا خلال أولمبياد عام 24 بعد أن سحر لاعبو، الأورجواي الجماهير بعروضهم الشيقة، رغم غياب المحترفين إذ لم تكن الدورات الأولمبية مفتوحة إلا للهواة.

وتحمس (جون ريميه) من جديد ليأمر، وهو رئيس للفيفا منذ أن تم تعينه عام 21، أمر بتكوين لجنة لدراسة بعث بطولة عالمية بمشاركة المحترفين. وفي مؤتمر أمستردام عام 28 تأكد للجميع أن الفكرة قابلة للتحقيق، وتم الاتفاق على بعث المسابقة عام 30، وتكلفت الأورجواي بتنظيم البطولة، حماس (جون ريميه) مكنه من تحقيق حلمه، أو قل جزءاً منه، إذ لابد أن يكتب النجاح للمسابقة في أول تجربة لها، فقام بتكليف الفنان الفرنسي (أبيل لافلور) بنحت كأس للبطولة، واضطر جون ريميه إلى حمل الكأس في حقيبته وإخفائها عن الجميع خلال الرحلة البحرية التي حملت مسؤولي الفيفا والمنتخبات الأوروبية المشاركة عبر المحيط إلى (مونت فيديو) حيث كتب لمسابقة كأس العالم أن تولد.

ومنذ انطلاق المسابقة ظل جون ريميه يعيش معها أحلى الفترات، وحتى التوقف الاضطراري بسبب الحرب العالمية الثانية لم يفقد الرجل إيمانه في تواصل المغامرة، إذ عادت المسابقة إلى نشاطها ليعش معها نسختين عامي 50 و54، قبل أن يتوفى في السادس عشر من شهر أكتوبر من عام ستة وخمسين عن عمر ناهز الثالثة والثمانين، إلا أنه أغمض إغماضته الأخيرة وهو مطمئن على مصير ما اصطلح فيما بعد على تسميته بالمونديال.. مونديال الجميع.

أيمن جاده: قبل أن نواصل التقارير هناك مجموعة الحقيقة من الأسئلة وردتنا عبر الفاكس من مشاهدينا الكرام، الأخ ليبان أحمد من الصومال وجه مجموعة أسئلة سنحاول الإجابة عن بعضها طبعاً بتقارير في حلقات قادمة، ولكن بالنسبة لأفضل بطولات كأس العالم التي يسأل عنها، يجمع النقاد على أنها بطولة كأس العالم عام 70 في المكسيك. طبعاً أهم البطولات غير العالمية، هي كأس أمم أوروبا وكأس الأندية الأوروبية أبطال الدوري..

سامي إسماعيل من الكويت يسأل هل تحتسب أهداف ركلات الترجيح ضمن أهداف الفرق واللاعبين في كأس العالم؟ طبعاً الجواب لا، لأنها ضربات ترجيح هي وسيلة لكسر التعادل فقط، ولا تحتسب الأهداف التي يسجلها اللاعبون فيها ضمن أهدافهم كهدافين.

أيضاً من الكويت محمد إبراهيم يسأل عن أكبر ملعب استضاف مباريات كأس العالم؟ هو استاد (ماراكانا) الشهير في (ريودي جانيرو)، والذي بني خصيصاً لكاس العالم 1950 وشهد اللقاء الختامي فيه بين البرازيل والأورجواي حوالي مائتي ألف متفرج.

وفيق حمارنة من عمان في الأردن بعث يسأل عن احتمالات المباراة النهائية لكأس العالم الحالية في كوريا واليابان؟ ومن سيجمع دور الأربعة؟ هذا كلام طبعاً يدخل في إطار التوقعات، ولكن إذا تحدثنا عن موضوع الاحتمالات الفعلية، الآن في دور الثمانية ألمانيا وصلت إليه ستقابل الفائز من المكسيك أو الولايات المتحدة الأميركية، إذن ألمانيا مرشحه للدور نصف النهائي بقوة.

إسبانيا أو أيرلندا سيقابلان الفائز من كوريا أو إيطاليا، وربما نقول إسبانيا أو إيطاليا إذن أقرب إلى الدور نصف النهائي. البرازيل أو بلجيكا ستقابل إنجلترا، إذن المرجح أن تكون البرازيل أو انجلترا الفريق الثالث في الدور نصف النهائي. طبعاً الفائز من اليابان وتركيا سيقابل الفائز من السويد أو السنغال، ربما اليابان، ربما السويد، ربما السنغال، إذن نصف النهائي متوقع بين ألمانيا مع أسبانيا أو إيطاليا، وبين انجلترا أو البرازيل مع اليابان أو السويد أو السنغال، بهذا المباراة النهائية قد تكون ألمانيا، البرازيل الذين لم يسبق لهما اللعب في كأس العالم، قد تكون بين إسبانيا والبرازيل، بين إيطاليا والبرازيل، أو بين أحد هذه الفرق ألمانيا، أسبانيا، إيطاليا مع إنجلترا، لكن من المرجح أو من الممكن أن تشهد كأس العالم في دورها نصف النهائي فريقاً يصل لهذه المرحلة لأول مرة نرجو أن يكون آسيوياً من خلال اليابان أو إفريقيا من خلال السنغال، ربما هذا يشكل دافعاً لنا كعرب متواجدين في القارتين. هذا طبعاً بإيجاز موضوع احتمالات هذه البطولة، ما لم تحدث معجزات يعني، ما هو أكثر من المفاجآت التي شهدتها البطولة حتى الآن، فنرى النهائي مثلاً بين اليابان وكوريا الجنوبية.

في البطولة الحالية الحقيقة تصدر النجم الألماني (كلاوزيه) لائحة الهدافين حتى الآن دون أن يرشحه أحد، ودون أن يعرفه أحد تقريباً قبل البطولة، هل حدث ذلك من قبل؟ هذا سؤال جاءنا من أدم محمود من السودان، الحقيقة حدث مثل هذا من قبل عندما توج هدافون أو ظهر نجوم مغمورون أو غير متوقعون أو لم يكن أحد يعرفهم قبل انطلاق البطولة، والتقرير التالي يروي ذلك.


أبطال لم يتوقعهم أحد

تقرير/ حيدر عبد الحق: كأس العالم مليء بالقصص والحكايات، ولعل اللاعبين المغمورين الذين أصبحوا نجوماً خلال أيام معدوات هي أبرز القصص الإنسانية في كأس العالم، وإليكم بعض هذه الحكايات.

في العام 58 من القرن الماضي لم يكن الفرنسي (جوس فونتين) الموالود في مراكش المغربية عام 33 ضمن التشكيل الأساسي للمنتخب الفرنسي المشارك في كأس العالم آنذاك، لكن إصابة اللاعب (رينيه بيلارد) جعلت مدرب المنتخب الفرنسي يضمه إلى تشكيلته ليحقق بعد ذلك الرقم القياسي في عدد الأهداف، والتي سجلها على الملاعب السويدية، وبلغت ثلاثة عشر هدفاً، لكن حياته انتهت مبكراً في سن السابعة والعشرين بسبب كسر ثانٍ في قدمه.

الحكاية الثانية: كانت للاعب برازيلي عرف الشهره بعد إصابة النجم الكبير (بيليه) في بطولة كأس العالم عام 82 في تشيني، واسمه (أماريلدو) الذي قفز من مقاعد الاحتياطيين بديلاً (لبيليه) المصاب، وسجل هدفين في مرمى أسبانيا في المجموعة الثانية، ثم سجل الهدف الأول للبرازيل في مرمى تشيكوسلوفاكيا آنذاك في المباراة النهائية التي انتهت بفوز البرازيل بثلاثة أهداف مقابل هدف لتحصل البرازيل على كأس جون ريميه للمرة الثانية.

الحكاية الثالثة: للاعب عربي هو مختار النايلي الذي وجد نفسه الاختيار الأول لمدرب المنتخب التونسي آنذاك عبد المجيد شتالي في كأس العالم 78 التي أقيمت في الأرجنتين بعد أن كان الحارس الأصلي عتوقة هو الخيار الأول قبل كأس العالم، وكان النايلي أمام خيار صعب له ولمدربه، فأما النجاح أو انتهاء حياته الرياضية بالفشل، وتألق النايلي في كأس العالم، ساعد فريقه التونسي في تحقيق أول فوز عربي في المونديال على حساب المكسيك لتبدأ من هناك شهرته كحارس مرمى، والتي استمرت بعد ذلك سنوات.

الحكاية الرابعة: بطلها الإيطالي (باولو روسي) الذي واجه إيقافاً عن اللعب لمدة ثلاث سنوات في العام ثمانين بسبب فضيحة التلاعب في نتائج بعض المباريات في الدوري الإيطالي، مما كان سينذر بنهاية مبكرة لهذا اللاعب، لكن العقوبة خفضت إلى سنتين ليتم استدعاءه إلى صفوف المنتخب المشارك في كأس العالم في أسبانيا عام 82، وكان الظهور الإيطالي في مجموعته التي ضمت بيرو، وبولندا، والكاميرون، ولم يتمكن روسي من تسجيل أي هدف في المباريات الأربع الأولى لإيطاليا، وأعطاه المدرب (بيرزوت) فرصة أخيرة أمام الرازيلي في الدور الثاني، وهنا بدأت شهرة (روسي) بتسجيله أهداف فريقه الثلاثة في مرمى البرازيل، ثم أضاف هدفين آخرين في مرمى بولندا في الدور قبل النهائي، ثم هدفاً في المباراة النهائية أمام ألمانيا الغربية والتي انتهت بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد، لتحصل إيطاليا على كأس العالم للمرة الثالثة، ويتوج (باولو روسي) هدافاً لكأس العالم بستة أهداف.

الحكاية الخامسة: بطلها لاعب إفريقي، اعتزل اللعب وذهب إلى جزر (رينيون) الفرنسية ليلعب لفريق محلي وهو في عمر الـ 38 في سنته الأخيرة كلاعب، لكن القدر كان يخبئ له مجداً انتظره في سنواته السابقة، لكنه لم يأتِ، وكان الموعد في كأس العالم عام 90 في إيطاليا عندما استدعاه مدرب الفريق الكاميروني بإصرار من زملائه الآخرين لكي يلعب في كأس العالم، ولم يخيب (روجيه ميلا) الظن به عندما استطاع أن يسجل 4 أهداف ورقص رقصته الشهيرة بعد كل هدف، وأصبح أول لاعب في عمر الـ 42 يسجل هدفاً في كأس العالم بعد مشاركته للمرة الثانية عام 94 في الولايات المتحدة الأميركية.

وفي كأس العالم نفسها عام 90 الحكاية السادسة كان بطلها الإيطالي (سيلفاتور سكيلاتش) الذي عرف باسم (توتو) بعد ذلك، لم يكن (توتو) معروفاً قبل كأس العالم، فقد لعب مباراة واحدة لمنتخب بلاده، لكنه كان الاحتياطي الأشهر في تاريخ كأس العالم عندما سجل هدفاً في مرمى النمسا بعد نزوله أرض الملعب، ثم عاد للعب ضد فريق الولايات المتحدة الأميركية، ثم اعتمد عليه مدرب المنتخب الإيطالي في المباريات المتبقية كلاعب أساسي، ليسجل هدفاً في كل مباراة لعبها، لكن حظه كان أقل من حظ مواطنه (روسي) عندما لم يحصل سوى على الميدالية البرونزية، وتعدت شهرته إيطاليا لكل أرجاء المعمورة، ومثلما بدأ مغموراً انتهى كذلك، فوميض كأس العالم انطفأ، ولم يعد (توتو) لاعباً أساسياً في المنتخب الإيطالي، وبقيت له الذكريات فقط.

هذه الحكايات ستبقى في الذاكرة مادامت هناك كأس للعالم، وسيضاف لها حكايات أخرى وأخرى لتصبح ذكريات جميلة من لعبة أمتعت محبيها في كل مكان.

أطرف وأغرب لقطات نهائيات كأس العالم

أيمن جاده: الحقيقة لدينا المزيد من الحكايات ولكن ربما لم نستطيع بسبب ضغط الوقت أن نأخذها جميعاً، سنقدم المزيد منها -إن شاء الله- في حلقتنا القادمة، لكن نجيب عن بعض أسئلتكم عبر الإنترنت.

الأخ فراس وبقية الاسم بالإنجليزية غير واضح في المشاركة رقم 2 يقول: ما هو الفرق بين الهداف وأحسن لاعب؟

طبعاً الهداف هو اللاعب الذي يسجل أكبر عدد من الأهداف في البطولة، بينما أفضل لاعب هو الذي تختاره اللجنة الفنية كأفضل لاعب فنياً، يعني على سبيل المثال في كأس العالم في المكسيك 86، الإنجليزي (جاري لينكر) بستة أهداف توج هدافاً للبطولة، لكن الأرجنتيني (دييجو مارادونا) كان هو أفضل لاعب فيها، و(مارادونا) في تلك البطولة سجل 4 أهداف أو 5، ولكنه لم يكن الهداف الأول.

هناك سؤال آخر الحقيقة موجه من الأخ إبراهيم سليمان سلطان المشاركة رقم 6 يقول: ما هي قصة التعليق مع الموسيقى التي شاهدناها في مباريات البرازيل في كأس العالم في إسبانيا 82؟ وأتمنى أن نشاهد الأهداف الكاملة للبرازيل مع التعليق والموسيقى.

الحقيقة يعني المشاهدة مع التعليق والموسيقى أمر غير ممكن، لأنها ليست موجودة في أرشيفنا، سنحاول أن نقدم أهداف البرازيل في تلك البطولة مستقبلاً -إن شاء الله- لكن تلك البطولة ربما كانت منقولة من خلال محطة راديو (جلوبو) البرازيلية الشهيرة التي كانت تقدم الأهداف مصحوبة بتعليق خاص مع صدى الصوت، ومع مؤثرات موسيقية، ومع إمضاء اللاعب، لكن هذا طبعاً كان شيئاً خاصاً بالتلفزة البرازيلية في تلك البطولة، وربما كعرب شاهدنا هذه الصور.

هناك أيضاً طلب نتمنى مشاهدة أطرف اللقطات في تاريخ كأس العالم، هذه الطلبات جاءت من إبراهيم الحامد، مرزوق باخشبة من السعودية، يوسف نعيمي من البحرين، ومنصور الحسابي من ليبيا، طبعاً لن نستطيع أن نحصر لكم كل شيء، ولكن سنكتفي بهذه العينة.

تقرير/ طاهر عمر: كثيرة هي القصص الطريفة والغريبة في تاريخ مسابقة كأس العالم، ولأن تحفظ الذاكرة المكتوبة العديد منها، فإن الأرشيف المصور ورغم أنه أقل حجماً، إلا أنه يختزن العديد من اللقطات في مسابقة تبقى مسرحاً للعديد من الحكايات الطريفة على الرغم من جدية الممثلين على أرضية الملعب، أو في المدرجات.

فالذاكرة البرازيلية على سبيل المثال لن تنسى الخطأ الفادح الذي أقدم عليه مدرب المنتخب (اديمرت بي منتا) في مونديال 38 عندما أراد أن يريح هدافه وأحد نجوم الفريق (إليوني داس) والذي سجل 6 أهداف في الدور الأول، لكن ولثقته في الفوز أراد أن يريح هدافه خلال مباراة نصف النهائي ضد إيطاليا، رغبة منه في الاستعانة به في النهائي، غير أنه خسر المباراة واكتفى بالمركز الثالث بعد الفوز في المباراة الترتيبية وسجل خلالها (إليوني داس) هدفين.

المدرب (بي منتا) لم يكن الوحيد في ارتكاب خطأ بهذه الفداحة، فمدرب منتخب زائير في مونديال 74 وبعد أن قبل حارسه اللامع (امومبا كازالي) ثلاثة أهداف بعد 22 دقيقة من بداية المباراة أمام يوغسلافيا، عمد إلى تعويضه بالحارس الثاني بدون سبب، وكانت النتيجة أن قبل الحارس الثاني (توبي لاندو) 6 أهداف أخرى لتخسر زائير بـ 9 أهداف دون مقابل في مباراة وصفت بالفضيحة لممثل الكرة الإفريقية آنذاك.

غير أن نهائيات كأس العالم تزخر باللقطات العديدة الأخرى، والتي قد تكون مثل هذا الخطأ الفادح من الحارس الإيطالي حين كاد أن يتسبب في هدف أمام ألمانيا، أو تلك الفرص الغريبة التي يضيعها المهاجمون أحياناً والتي لا يجد الإنسان تفسيراً لها، وهي في الواقع عديدة، أو هذا المشجع الألماني الذي أراد أن يشارك اللاعبين فرحتهم بالهدف الجميل الذي سجله (أوف زيلر) قبل أن يفر هارباً، بيد أن أغلب اللقطات لا تستحق في الواقع تعليقاً أو إضافة وسنترككم مع البعض منها انطلاقاً من قصة الكلب الذي دخل الميدان ليشارك لاعبي منتخبي البرازيل وإنجلترا ولم يغادر إلا بالحيلة.

أيمن جاده: طبعاً كان هذا ما سمح لنا به وقت البرنامج، نعدكم -إن شاء الله- بالمزيد من التقارير، بالمزيد من الحديث عن كأس العالم، بما في ذلك البطولة الحالية التي ستتوج مباراتها النهائية في (يوكوهاما) اليابانية في الـ 30 من الشهر الجاري، طبعاً السبت القادم -إن شاء الله- سنلتقي مع (حوار في الرياضة) وسنخصص الحلقة للحديث عن حصيلة الفريقين العربيين السعودي والتونسي في كأس العالم في كوريا واليابان، وفي الشهر القادم طبعاً في موعدنا المعتاد نلتقي مع (سؤال في الرياضة).

تحية لكم من أسرة البرنامج مشاهدينا الكرام، وإلى اللقاء.