ماري فرحات ميسي
– مشروع إذاعة عربية للمحافظة على الهوية العربية
– بداية تعلقها باللغة العربية
– تغطية موضوعية لقضايا الشرق الأوسط
– الدور الفعال للإذاعة بعد أحداث 11 سبتمبر
تعليق صوتي: إنها كبرى مدن أستراليا وأعرقها على الإطلاق، سيدني الجميلة ذات الملايين الخمسة من السكان وصاحبة أجمل دور الأوبرا في العالم، المدينة التي تحتضن بتناغم سخي مهاجرين من عشرات الدول المتباينة عرقا ولونا ودينا ومزاجا، دون خصام ظاهر أو خفي، اللهم إلا احتكاكات هنا وهناك بعد كارثة الحادي عشر من سبتمبر، وفي استراليا المتسامحة صارت الملامح العربية تدفع إلى التوجس، وصار الحجاب مغريا للتمييز وجاذبا للعنف، ولكنها دقت أجراس إنذار عالية الصوت خوفا على سلامة البنية المجتمعية الاسترالية المنسجمة تاريخيا، وكان خط الدفاع الأول هنا في محطة الإذاعة والتلفزة الرئيسية بسيدني وخصوصا في بثها العربي حيث حمل إرسال هذا البث الإذاعي مسؤولية الدفاع عن إرساء حقوق المواطنين الأستراليين، وصنعوا موجة مضادة من الرأي العام ضد العنصرية والتمييز، واستطاعوا بشهادة الصحافة الاسترالية أن يوأدوا الفتنة العنصرية في مهدها، وفي صدارة هؤلاء النبلاء لبنانية صلبة ووارفة كشجرة الأرز اسمها ماري ميسي، حولها عملها الإذاعي المتواصل طوال ثلث قرن إلى نجمة مرموقة ذات سلطة معنوية واسعة لدى العرب في أستراليا، وهي سلطة لطالما استغلتها ابنة عبرين اللبنانية دفاعا عن قيم الحق والعدالة والمساواة.
مشروع إذاعة عربية للمحافظة على الهوية
ماري فرحات ميسي: SBS هي اختصار special Broadcasting Service يعني هيئة البث الخاص، هالإذاعة هي مؤسسة مستقلة ممولة من الحكومة الفدرالية، ولكن الحكومة الفدرالية لا ترسم سياسة برامجها، فكرة إنشاء بث إثني بدأت لما الحكومة الفدرالية كانت قبل 1975 كانت بدها تروج للضمان الصحي وهو الـ Medical care تتعرف المهاجرين بلغاتهم، الضمان هيدا بدأت ببث إثني لما شافت أنه هالتجربة كثيرا نجحت، سنة 1975 قرروا أنه ينشئوا إذاعة إثنية كان أثناءها اسمها 2EA كانت 2EA في سيدني و 2EA في ملبن. هالإذاعة هيدي من مهمتها أنها تساعد المهاجر على الاندماج التدريجي في المجتمع الاسترالي مع مساعدته على إبقاء ثقافته ولغته وهويته، بما أن استراليا هي بلد متعدد الثقافات واللغات كان لا بد أنه هالإذاعة تكون موجودة، فتطبق القوانين الاسترالية. أنا مذيعة صحفية بالبرنامج العربي في إذاعة الـ SBS وأفتخر أنه صار لي 30 سنة بالبرنامج العربي، بدأت كمساهمة بسيطة 1980 ومن بعدها تدرجت إلى أن أصبحت عليه الآن، يعني أنا إذا بدي أختصر تجربتي في الـ SBS فيني أقول أنه القدر قادني إلى SBS بدأ اهتمام بسيط بالإذاعة وحبي للغة العربية ولكن فيما بعد تحول هالشيء إلى شغف، شغف إذاعي وصحافي، شغف مهني، وبقدر أقول أنه أنا كنت محظوظة أنه حياتي صار فيها غنى، غنى كبير من وراء عملي بالإذاعة واحتكاكي مع الثقافات المتعددة، أنا بدأت بمساهمات بسيطة سنة 1980 فيما بعد تحولت بعد دورات تدريبية وبعد صفوف بالصحافة إلى مذيعة أخبار إلى تقديم برامج إلى ما وراء الأخبار، current affairs إلى الاهتمام بشؤون الأسرة، بالصحة، بتغطية نشاطات الجالية وفيني أقول بعد 30 سنة أني بعرف الجالية العربية كلها يعني بكل تشعباتها بسيدني. دور الإذاعة هو دور محوري في مساعدة المهاجرين على الاندماج التدريجي بالمجتمع الاسترالي وعلى مساعدتهم على الاحتفاظ بلغتهم وثقافتهم وهويتهم على أنها قيمة وطنية، الـ SBS هي إذاعة فريدة من نوعها بالعالم تبث بحوالي 70 لغة، هالإذاعة بدأت من live line حتى أصبحت online يعني بدأت بشريان حياة كانت تمثل شريان حياة المهاجر أصبحت اليوم إذاعة تقنيا متقدمة جدا موجودة على الانترنت، عنا موقع الكتروني، العام الماضي دخلت الإذاعة مجال الرقمي صار Digital Radio وهذا يعني بفتح آفاق جديدة وكبيرة للتطور. البرنامج العربي يعتبر من أكبر البرامج بالـ SBS نسبة لحجم الجالية العربية يعني علما أنه اللغة العربية بنيتاسف بسيدني هون هي ثاني لغة محكية بعد اللغة الانجليزية، عنا 14 فترة إذاعية، فترة بتكون سبعة صباحا والثانية بتكون سبعة مساء، البرنامج العربي عنده مراسل بكل عاصمة عربية من بيروت لدمشق لعمان لبغداد لمصر إلى آخره إلى القاهرة. قبل كل نشرة تكون تتمتع بموضوعية ومصداقية إحنا كل واحد منا بحضر نشرة أخبار ولكن طبقا لـ guidelines عنا ضوابط الإذاعة حاطتها عدا أنه المذيع كمذيع مهنيا تبعا لقواعده المهنية يتبع ضوابط شخصية يضعها على نفسه ولكن عنا ضوابط نحنا وضعتها الإذاعة اسمها Lined اللي إحنا لازم نمشي عليها وبقدر أقول بكل فخر أن البرنامج العربي يحظى باحترام وثقة الجالية العربية لأنهم يعرفوا أن الخبر اللي نحنا بنقدمه هو خبر متجرد موضوعي ما بنحط فيه رأي أبدا، نحنا بنقدم الخبر بنعطي وجهات النظر المختلفة، ونترك للمستمع هو حرية أنه هو يكون الفكرة أو يكون ويستنتج نحنا مش شغلتنا إنه نوجه أفكار أو نوجه تفكير المستمع تنعطيه وجهة نظرنا.
تعليق صوتي: حينما يمضي الواحد منا السنوات الثلاثين الأهم من عمره المنتج في مكان عمل واحد فإنه يبني رابطة أسرية عميقة في عمله ذاك تجعله يشعر أنه في بيته حتى في عز ساعات الدوام، تماما كشعور ماري ميسي في إذاعة الـ SBS العربية ولكن هذا الشعور ليس إيجابيا خالصا إذ أنه أحيانا ما يغري بالتراخي والتكاسل ونسيان بديهيات المهنة وقواعد الاحتراف، ولكن هذه الخطايا قد يقترفها أحد آخر غير البنت التي ربتها الراهبات المارونيات الصارمات عن الاحترام العميق للعمل ما دمنا في العمل. أما القيمة الأساسية الأخرى التي لا تكف ماري عن تذكير نفسها وتذكيرنا بأهميتها فقد تعلمتها هنا في أستراليا، حيث بدأت من الصفر مشوارها مع صنعة الإعلام في الشائكة المعقدة وهي الحيدة، فالإعلامي ينبغي يكون ناقلا أمينا للأخبار، والفارق بين الإعلامي والكاميرا أن الأخيرة آلة صماء ليست بحاجة لبذل الجهد حتى تكون موضوعية، والإعلامي مضطر إلى محاربة نفسه بلا انقطاع كي يكون وفيا لمهنته النبيلة، وهذه رسالة فائقة الأهمية والإيلام ترسلها ماري ميسي لـ 700 فضائية وعشرة آلاف إذاعة عربية.
بداية تعلقها باللغة العربية
ماري فرحات ميسي: بعمري الست سنوات حطوني أهلي داخلي، كان عندي عمة راهبة عندها راهبات العيلة المقدسة المارونيات بشتى، وكان يعني خييّ صغير بعده حبوا أنه يحطوني داخلي وقتها، بالفعل هالسنتين اللي قعدت فيهم داخلي أثروا كثيرا عليّ في المستقبل لأنه تعلمت اللغة العربية بفضل الراهبات، كنت واحدة داخلة يعني كانت الراهبة تحط لي الإنجيل على ركابي وتقول لي اقرئيه وهي في المطبخ، هالشي هيدا كثيرا ساعدني في المستقبل لتمكنت من لغتي لأني بعدين في المستقبل أنا علمت لغة عربية، علمت ترجمة عربي فرنسي وهلأ يعني في الوقت الحاضر أثناء عملي في الإذاعة، الفضل يعود إلى هالسنتين هول اللي تأثرت فيهم كثير باللغة العربية. أنا أؤمن كثير في القدر ويمكن القدر هو كثير لعب دورا كبيرا في حياتي، أنا أصلا ما بحب السفر أبدا، ما بحب التنقل كثيرا كنا إحنا وصغار نقلنا من الجعيتوي إلى الأشرفية ظللت جمعة أبكي أنا أفقد كثيرا وما كنت بحب السفر ولكن شاءت الظروف أنه زوجي كان باستراليا، زوجي أصلا هو ابن خالتي نحنا قرايب قبل ما أسافر على استراليا كنا أصحاب ومن بعد ما رجع يعني كان له خمس سنوات في استراليا رجع بزيارة على لبنان وشاءت الظروف أنه هالعلاقة تطورت وأدت إلى زواج، قبلت أنا في السفر على استراليا على شرط أنه أقعد سنتين باستراليا وأرجع على لبنان ولكن مثلما الكل يعرف أن الحرب بلبنان هي ما تركت لنا خيار، وعلى كلٍ أنا مش ندمانة رجعت بعد سنتين يعني بعد كان عندي طفل صغير يعني رجعت على لبنان ولكن الحرب هي اللي خلتني أرجع على استراليا لكن أنا انبسط أني رحت على المشوار، لأني بعدما رجعت قررت واقتنعت أنه استراليا هو البلد اللي راح أقضي فيه عمري.
[فاصل إعلاني]
ماري فرحات ميسي: أكثر شيء أزعجني أني أنا كل عمري كنت مستقلة كنت أشتغل كنت عاملة كيان إلي، عاملة شخصية إلي جيب لهون حسيت بضياع شوي كنت عم بفتش عن هويتي يعني أنا هيك صعبت عليّ نفسي أني أنا هلأ ما بقى لبنانية تركت لبنان حبيت أني أعمل أشتغل حكيت مع زوجي قال لي زوجي لما نجيب ولاد قبل، بنجيب ولاد وبعدين بدك تشتغلي أنت حرة مثلما بدك بس أول شيء لازم تجيبي ولاد بقى خلقت سنتيا عندي، سنة 1976 بعد ثلاث سنوات خلق دومنيك سنة 1979 وقتها بلشت فكر أنه أنا لازم أعمل شيء، كنا ننزل على الكنيسة تعرفنا على أبونا وعرف أنه أنا، سألني: شو كنت تعملي؟ قلت له: أنا كنت أدرس لغة عربية، قال لي: ليكِ الصدف في عنا كاسيت بدنا نسجلها، اسمه استراليا وشعبها، وبدهم حدا صوت عربي، يحكي عربي، بقى من وقتها قرأت النص وهيك وفكر هو وعجبه كيف أنا قرأت وكيف سجلت، قال لي: شو رأيك في إذاعة هون حكومية يمكن تذيع مرة أو مرتين في الجمعة، قال لي: شو رأيك بدهم مذيعين إذا بتسمعي الإعلانات تبع الإذاعة وبتقدمي، وبالفعل كانت تذيع الصبح الإذاعة يمكن 7 صباحا تسمعت وأخذت رقم التلفون كانوا حاطين رقم تلفون وتلفنت وبعثوا لي application تعبيها وهيك بلشت في الإذاعة بلشت كـ contributor يعني مساهمة كنت أعمل نص ساعة بالجمعة لأنه كان ابني بعده صغير وكانت خالتي هون تتطلع عليه ومن بعدها صرت أتطور من سنة لسنة وبعدين صرت Full time بدوام كامل بالإذاعة.
تغطية موضوعية لقضايا الشرق الأوسط
الإذاعات السياسية اللي غطيناها طبعا نبدأ في حرب لبنان اللي بدأت في 1975 ورافقنا كل السنين وحرب الخليج الأولى، الثانية، اجتياح العراق، عن النزاع العربي الإسرائيلي، حرب السودان، إلى ما هنالك، طبعا كلها هيدي غطيناها مع مراسلين كان بأماكن الأحداث، وأوقات كثير كان البرنامج العربي يعمل سبق يعني أنا بذكر بحرب الخليج الثانية كان عنا مراسل وحيد هو اللي يعطي الأخبار من وجهة النظر العربية، لأننا بنعرف أنه كل وسائل الإعلام هون كانت إذا ما عندها مراسلين تأخذ عن السي إن إن الأميركية وكانوا كثيرا يتصلوا فينا وسائل الإعلام الاسترالية ليأخذوا منا Contact أو يأخذوا منا معلومات، معلومات يعني مجردة ما كانت أنه تخضع لفئة سياسية معينة، ما ننسى كمان 11 أيلول وما بدأ ما يسمى بالحرب على الإرهاب طبعا نحنا كبرنامج عربي هون كنا عم نغطي كل هالأحداث والجالية العربية، والجالية الإسلامية خاصة والعربية عامة تأثروا بهذا الشيء مثلما تأثروا كل بلدان العالم، كنا نحنا عم نغطي ردات الفعل يعني كان في سيدات محجبات تعرضوا للاعتداءات، كان في سيدات يمشوا في الشوارع يشيلوا لهن الحجاب عن رأسهن، كان فيه مثلا صار فيه اعتداءات على مساجد على مدارس عربية، صار في اعتراض على بناء المساجد، صار فيه إسلاميو فوبيا هالخوف من الإسلام، وهيدا ساهم فيه كثيرا بعض الإذاعات الاسترالية اللي بتعتمد الـ Talk back كانوا يحرضون الناس يعني يصوروا المسلم عن أنه alien أنه بعيد، غريب عن المجتمع، بقى نحنا كان دورنا كإذاعة إنه نعمل حوار عقلاني، نعقلن الحوار نحكي مع المعنيين، نعرض وجهات النظر يطلعوا الناس يحكوا، يخبروا عن مشاكلهم، وهنا بدي أحكي كمان أنه استراليا عندها هيئة اسمها هيئة لمكافحة التمييزanti discrimination board حطوا جهاز خاص ليتلقوا به الشكاوي من المسلمين ومن أبناء الجالية العربية اللي كانوا عم يتعرضوا للمضايقة.
الدور الفعال للإذاعة بعد أحداث 11 سبتمبر
صحيح أنه بعد أحداث 11 أيلول وما يسمى بالحرب على الإرهاب تعرض كثيرا من المسلمين وأبناء الجالية العربية بأستراليا لمضايقات ولكن هذا لا يعني أنه الشعب الاسترالي هو شعب عنصري، بالعكس المجتمع الاسترالي مجتمع منفتح، متسامح، يقبل الآخر بدليل أنه وجود كل هالاثنيات الموجودة على أرضه واللي عايشة ومتعايشة بسلام وانسجام. من أهم الأدوار يا اللي بلعبها البرنامج العربي في إذاعة الـ SBS هو مساعدة المهاجر على الاستقرار وتوعيته بقوانين جديدة هي اللي تصدرها إن كان الحكومة الفدرالية أو الحكومات المحلية، بتذكر أنه الحكومة أصدرت قانون يجرم ختان الإناث، يعلن أنه ختان الإناث هو جريمة يحاكم، يعاقب عليها القانون، وبتذكر أنهم لجئوا إلينا كيف بدهم يوصلوا هالمعلومة إلى المهاجرين لأنه هيدي عادة تمارس بالبلدان الأفريقية وطبعا نحنا عنا مستمعين من البلدان الأفريقية اللي هم مصر والسودان، عقد مؤتمر عن هالموضوع ورحت أنا غطيت المؤتمر، والخبر الإعلامي أو الخبر المثير يعني تعلمت أنا من خلال خبرتي ثلاثين سنة مش بالضرورة أنه ييجي من اسم لامع من اسم مشهور وكبير، بالعكس أنا إذا عملت لقاءات مع ناس عاديين وقدرت وصلت هم اللي بقولوه بأمانة وهالرسالة اثرت فيّ وأثرت بالمستمع وقدرت ريحت هالشخص وأخذت منه اللي بدي إياه، ووصلته للمستمع، للمتلقي، أنا بعده هيدا لقاء ناجح، هلأ دور الإذاعة هو دور مد جسور بين الجاليات الإثنية والمجتمع الاسترالي وأنا يعني بخبرتي وبدوري المتواضع أنا سعيدة كثير، بشعر إني أنا كمان عم بقوم بهذا الدور، مد الجسر بين الجالية وبين المجتمع، وعم بساهم بشكل أو بآخر بإثراء هذا المجتمع، يعني نحنا كلبنانيين في كثير استراليين يحسدونا على الحياة العائلية اللي عنا إياها على التماسك العائلي على يعني أولادنا بيجوا لعنا دائما نطلع لهم على أولادهم، بعد كل هالسنوات الولد يعني صحيح أنه خلقان بأستراليا ولكن بعده متشرب عادات وتقاليد لبنان، الولد اللي يربى بعائلة مهاجرة مثل عيلتنا أوقات كثيرة بكون مظلوم لأنه بكون بعيش بمجتمع، هالمجتمع ما بيشبه أبدا العيلة يا للي هو جاي منها، بكون عنا في كثير عيل بتعاني من هالهوة اللي بين الأجيال يعني بدها تربي الأولاد على طريقتها، على الطريقة اللبنانية الصافية، والولاد عم بتعرضوا بروحوا على المجتمع بشوفوا حالهم هم كثير غريبين، هالمجتمع يا للي عايشين فيه بعرضهم للكثير عادات، يعرضهم لمخدرات يعني هون بسموه بالانجليزي الـ bear Pressure الولد معرض لضغوط كثير كثير فظيعة يعني إذا الولد ما أنه على قد حاله وما عنده جذور وعنده أساس تربية في البيت منيحة، الولد يضيع في أستراليا.
تعليق صوتي: لا خوف على أحفاد هذه المرأة العربية الأصيلة المستنيرة إذا ربتهم هي بيديها الطيبتين الحازمتين كما ربت دومنيك وسنتيا، رجلا صالحا وامرأة نبيلة كأمها، ماري التي تعد إحدى أهم الإذاعيات الناطقات بغير الانجليزية في أستراليا لا تعتبر نحاجها المهني هو انجازها الأهم في حياتها بل هي تفخر أولا بنجاحها الأسري الذي تشهد عليه هذه الوجوه الباسمة المطمئنة التي تمتلك رفاء ورضا، لم تعد ماري ميسي تعد نفسها مهاجرة من لبنان إلى استراليا تغير تشخيصها لوضعها هنا منذ عادت مكلومة الفؤاد من لبنان الذي كانت الحرب الأهلية تمزقه وهو إحساس يتأكد كلما طالعتها الأخبار عن أمراء الطوائف الذين يتقاسمون مسقط رأسها بينهم وعن اللبناني الذي لا يشعر بآدميته إلا بقدر قوة طائفته، واستراليا حررتها من كل تلك الأحاسيس السلبية ومنحتها وطنا حقيقيا يحترمها فتبادله هي الاحترام، يقدم له حقوقها دون منن ولا أذي فتعطيه هي الامتنان والولاء.