موعد في المهجر - جمال جرعتلي - فنان تشكيلي - صورة عامة
موعد في المهجر

جمال جرعتلي

تستضيف الحلقة الفنان التشكيلي جمال جرعتلي، الذي يرى أن نقل فتنة الطبيعة نقلا حرفيا هو عمل المصور الفوتوغرافي، أما التشكيلي فإنه يسافر ليصل إلى مكان خلاب لتتشبع روحه بالجمال ثم يرسم على الورق.

– من بادية السلمية إلى ألوان اليونان
– الرسم بالنحت.. البحث عن الجمال خلف الأشياء

من بادية السلمية إلى ألوان اليونان

 جمال جرعتلي
 جمال جرعتلي
 

المعلق: حينما تلتقي عينا فنان تشكيلي بكل هذا الجمال الطبيعي اليوناني فإنه من المنطقي أنه سيرسمه، أليس كذلك؟ ولكن هذا هو منطقنا نحن وليس منطق الفنان فابن بادية السلمية السورية جمال جرعتلي يرى أن نقل فتنة الطبيعة هذه نقلا حرفيا هو عمل المصور الفوتوغرافي أما التشكيلي فإنه يسافر ساعات كي يصل إلى مكان خلاب كهذا لتتشبع روحه بالجمال ثم يرسم على الورق جماله هو وفتنته هو وليس جمال المكان ولا فتنته، وأجل هذه حبات زيتون هو بها يبدع جرعتلي لوحته المدهشة.

جمال جرعتلي: في منطقة اسمها دلفوس جنب أثينا فيها معبد أثري للآلهة شفت حبات زيتون كثير كبيرة تطبعاته كانت بالصدفة على صخر أبيض فشفت هالتطبعات لما صارت بشكل تلقائي على الأرض فأخذت بلشت بهذه التجربة يعني وأنا بأحب أستخدم المواد الطبيعية دائما، مرات أستخدم مواد من المحار تبع البحر يعني في كثير مواد في الطبيعة فيك ترسم فيها، بالرمان، قشر الرمان الأشياء يعني كلها المواد الموجودة بالطبيعة مش الموجودة بشكل مصنع يعني. بالزيتون إذا بتشوف موجود بس بمناطق البحر الأبيض المتوسط، مش موجود ببلاد العالم، الزيتون نوع من أنواع النباتات المقدسة يعني بعدين الزيتون في عدة ألوان مثلا هذا الزيتون نفسه كل حبة زيتون عن حبة ثانية بيختلف اللون تبعها، لو موسم الزيتون حاليا رح تشوف تدرجات في اللون مخيفة يعني في الزيتون مش الزيتون الأخضر الزيتون الأسود هذا فبس ينشف أخذ قدمه بيستقر اللون وبيعطي لون كمان أحلى بكثير.

المعلق: هناك عيب وحيد في أثينا العريقة إنها مزدحمة ازدحاما خانقا، ملايين السياح فضلا عن أهلها يجعلون منها مكانا يمتلئ حيوية ولكنه يمتلئ صخبا كذلك والصخب هو العدو الأول لمزاج الفنان.

جمال جرعتلي: أهلا وسهلا فيكم، تفضلوا.

المعلق: وهكذا اختار جمال جرعتلي ضاحية قصية مكانا سكناه فيها هدوء الأرياف وبساطة البداوة التي تربى عليها.

جمال جرعتلي: أنا من منطقة اسمها السلمية على حدود البادية السورية في وسط سوريا، ولدت في السلمية وبعدين انتقلت للدراسة في حلب بالدراسة الجامعية في حلب وبعدين بعد الدراسة الجامعية مباشرة جئت هاجرت على اليونان، أبي اسمه إسماعيل جرعتلي كان ضابطا بالجيش في سوريا ووالدتي رئيفة الجرف، عندي ثمانية إخوة. بأتصور من الجزء الثاني من جهة والدتي يعني تأثرت بالفن أكثر، في شيء من أخوالي كان عندهم مواهب الفن والرسم والكذا بس عموما أنا يعني مثلا أتصور اللي تأثرت فيه بالفن أكثر هو يعني مثلما تقول إنه جوع الإنسان للألوان يعني طبيعة البادية تقريبا هي طبيعة لون واحد يعني من زمان بتشوف اللوحات تبعي كلها ألوان يعني ضاجة بالألوان والـ contrast وألوان الأولترا مارين اللي غايبة هي عنا بالمنطقة، هو صح مرات الفنان لازم يكون ابن بيئته بس كمان مرات الفنان أو الشاعر أو كذا هو متمرد عن البيئة تبعه، في حالتين للفنان الفنان الملازم للبيئة تبعه والفنان المتمرد، أنا ولدت رسام يعني ولدت بأرسم هيك أشعر حالي أني ولدت رسام يعني بأحب الرسم بأشوف الأشياء بنظرة ثانية يعني بنظرة أخرى يعني بأشوف العنصر الجمالي يعني لما بتكون أنت عندك.. لما بيكون الإنسان في فن جواته مثلا بيشوف جناح الفراشة ما بيشوفه كجناح بيشوف الخطوط اللي فيها الألوان اللي فيها بتشوف الصخر الـ contrast اللي فيه يعني بتشوف هذه الأشياء اللي بتشدك كفنان تركيبة الأشياء اللي بيجوز ما بتشوفها العين العادية المجردة فأنا بأتصور ولدت رسام هيك نظرتي في الحياة أني أشوف الشغلات الفنية الحركات الـ contrast تبع الطبيعة يعني داخلي في موجود الفن يعني ما بأتذكر إمتى كنت يعني أنا بأتذكر فقط أني ولدت فنان.

المعلق: يؤمن جمال جرعتلي بأن الميراث الثقافي الهائل لحضارات المتوسط قد تسللت تسللا غامضا إلى جينات الجنس البشري وأنه هو نفسه كان يرى أخيلة للأكروبوليس ووجوها غامضة من الأساطير اليونانية وهو يافع في بادية السلمية بسوريا، إنه يرسم الآن ما يتذكره من تلك الأخيلة وليس ما يراه بعينيه منذ سكن اليونان قبل ربع قرن.

جمال جرعتلي: وصلت إلى اليونان بعام 1987 بـ 13/1/1987 ويعني شعرت حالي كأنه أنا ولدان في هذا البلد يعني، الإنسان أكيد لازم يكون منتمي لجذوره وهذه أكيد يعني لمسقط رأسه مثلما بيقولوا في اللغة العربية بس أنه كمان يعني شعرت أنه في لنا جذور بهذا البلد يعني فاليونان لما دخلت ما شعرت أنا بأي صعوبة فعلا يعني شعرت يعني أنا عادة معي مرض التأقلم ما بيهمني أي شيء بأتقلم بأي مجتمع بأي طريق فما شعرت بالصعوبات يعني وشوي شوي باليوميات فيها متعة، متعة الاكتشاف كمان متعة اليوميات لتكتشف شيئا جديدا، أصلا بيصير الواحد بيمل لما بيكون مكتشف كل شيء، فاليونان بلد حضاري كثيرا يعني في أساس الحضارة الإنسانية من البحر المتوسط لأنه في طاقة شيء معين بهذا البلد بيشد يعني، في أسطورة بلد غني بالأسطورة غني بالألوان يعني الإنسان اليوناني إنسان منفتح لأنه إنسان بحر يعني فشعرت أنه في شيء فيي آخذه في هذا البلد يعني فأول ما وصلت لليونان اشتغلت في مجلة عربية يونانية كانت بتصدر باللغتين العربية واليونانية، بالكاريكاتير السياسي كنت أرسم لأنه بالأصل كمان بأرسم كاريكاتير سياسي فبعدين تركت الموضوع هذا واشتغلت بالفن وبعدين دخلت بمجالات أخرى في البناء والأبنية الأثرية. أنا أعتبر كمان الأبنية الأثرية بحد ذاتها فن تشكيلي، فيها توازن فيها حركات بعدين الشيء الممتع فيها العلاج النفسي بالبناء الأثري أنه نحن بدل ما نترك الزمن يدخل فينا نحن ندخل بالزمن يعني أنا البناء ما بأشوفه بالوضع الحالي القديم تبعه بأشوفه مثلما هو يعني الفنان لو بيشوف يعني تل من القمامة وعليه وردة بيشوف الوردة أول شيء ما بيشوف هذا.. يعني النظرة تبعه فبتشوف البناء مثلما هو بتحزن عليه ليش مكسر فإذا واحد مثلا بيقول لما بيكون معي فلوس رح أتبنى طفلا يتيما بيقول واحد كفنان لما بيكون معي فلوس رح أشتري بناء أثري وأجدده وتعيد يعني تحسين النظر للآخرين للمشاهدين يعني في الطريق، اللوحة رح يشوفها القاصد لك في المعرض هذه اللوحة رح تشوفها إجباري لو بتمر من هون ما فيك ما تشوفها فمشان هيك بتشوف كل الأبنية مهملة هذه لأنه بدها زمن، ما في أي واحد يعمل فيها تجارة أو كذا لأن هذه الأبنية بدها زمن ما بتعرف إمتى بتبلش بالبناء إمتى بتبدأ وإمتى بتنتهي.

المعلق: ولعه بترميم المباني الأثرية في أثينا جعله من نجوم المدينة وواحدا من القلائل الذين يفزع إليهم رئيس بلديتها حين يتحالف ضده رجال الأعمال مطالبين بهدم مبنى عتيق ما كي يشيدوا مكانه متجرا أو مركز تسوق، طالما قال الرجل لهم إن لم يفلح جرعتلي في ترميمه خذوه ولم يحدث أن فشل جرعتلي في بعث الروح في مبنى متهالك وإن كان يحتفظ بمسحة خفية من جمال غابر يراها الفنان وحده.

جمال جرعتلي: هون البناء الأثري ممنوع تكسر الخارج بدك تحافظ على الخارج وتبلش من الداخل ترممه، هذا المبنى مثل المبنى اللي جنبه شايف كان بالحالة الرديئة نفسها يعني والحالة كانت كثير مزرية فيه فأعدنا بناءه من جديد من الخارج يعني ما في أي نقطة ما تجددت فيه. هون العامل ما رح يكون عاملا عاديا رح يكون في نوع من الفن فيه يهتم بهالأشياء هذه، حتى إذا في شباك قديم منعيد ترميمه ما منحاول نكبه حتى لو في الأرض الخشبية مثلا قديمة منرجع منجددها، الخشب منقلبه على الجهة الثانية وبينعمل من جديد كمان يعني لأنه إذا في أرضية تحملت 100 سنة أو 150 سنة إذا متحملة لهالدرجة هذه فيك تكمل فيها يعني ما لازم تطلعها بره البناء يعني.

[فاصل إعلاني]

الرسم بالنحت.. البحث عن الجمال خلف الأشياء

المعلق: بترميمه بيوت أثينا العتيقة يرد الفنان السوري اليوناني جمال جرعتلي الدين للمدينة التي احتضنته ورعت موهبته اللافتة منذ وطئت قدماه أرضها في الثمانينات وهي ذات الحقبة التي زاد فيها الإنفاق الحكومي على الفن عموما وعلى تجميل المدن خصوصا، وقد ربح جرعتلي من الناحيتين، لوحاته تفوز بالمراكز الأولى في المعارض الفنية العامة كما أنه بصداقته لرئيس البلدية وباعتراف الجميع بمواهبه المبدعة يكاد أن يكون مستشارا فنيا للعاصمة اليونانية.

نيكيتاس كاكمانيس/ رئيس بلدية أثينا: أريد أن أبعث تحياتي واحترامي وحبي للشعب العربي كما أريد القول إن العرب الذين اختاروا الاغتراب في أثينا قد بدؤوا تدريجيا فهم عاداتنا وتقاليدنا المحلية ونحن بدورنا نحترم عاداتهم وتقاليدهم كما أنهم انخرطوا في حياة المدينة وهذا شيء جيد. لدي الكثير من الأصدقاء المقربين وأحدهم هو جمال الذي بالإضافة لكونه رجل أعمال ناجحا فهو أيضا رسام جيد جدا وسيكون من دواعي سروري أن نستضيف معرضا لأعماله في إحدى قاعات المحافظة في مدينة الفنون خلال عام 2010 ويسرني أن يشارك أقرانه الرسامون العرب بالإضافة للرسامين اليونانيين.

جمال جرعتلي: الزواج هو نتيجة إجا لحاله فتزوجت من زوجتي اليونانية بعدين طلقنا يعني بدين وعندي ولد هو ألكساندروس عمره 18 سنة بيدرس بالجامعة اليونانية بالتغذية هون بأثينا، فكان صغير لسه ألكسندروس ما استطعت أعطيه بصراحة الجذور العربية كلها بس يعني الـ DNA تبعه أكيد بيلعب دورا يعني بيجذبه لحاله يعني شخصيته فيها شيء عربي يعني كمان فخلينا نقل مواطن البحر المتوسط خلينا نقل، سوري ويوناني جزء لأنه الجزء الثاني فيه يوناني والجزء الثاني فيه سوري لأنه بالنهاية الإنسان لازم يطلع مثلما هو، ما في حدا بيؤثر يعني لما بتشوف الإنسان هو وإخوته كل واحد حتى لو بيتربوا بنفس الطريقة بنفس الزمن كل واحد بيطلع له شخصيته مختلفة يعني هذه البصمة لها علاقة، ما لها علاقة، في اختلاف بين الإنسان والإنسان الآخر غير بصمة اليد في البصمة كمان الوراثية بصمة الـ DNA كل إنسان له شخصيته المختلفة، الغلط أنه نعمل قوالب للأشياء هذه خصوصي للإنسان لا يمكن يعني. بدأت هويتي كفنان بالـ 1978- 1979 بالعام هذا عرفت أن موهبة الرسم يعني موهبة خلص ملازمة بالحياة تبعه فتكونت انصقلت مع شخصيتي يعني لما الإنسان بيتجاوز مرحلة المراهقة بيحمل معه الأشياء اللي بيكون يعني داخل ضمنها وبيبدأ فيها، شعرت أنه بهذه الفترة أنه لما بدأت بدخول الجامعة أنه بلشت تأخذ شخصيتي هوية الفنان يعني. يعني خلينا نقل إنه لما الإنسان بده يكون يرسم عمليا ما بده يتبع أنه ليش.. لازم يكون معروفا أو غير معروف، الرسام لازم يكون غير معروف لازم تكون لوحاته معروفة، أنا هيك رأيي، فاللوحة هي اللي بتمشي مع الزمن، أي فنان أنا برأيي هدفه أن ينشهر أو ينعرف رح يكون فاشلا، فأنا ما الهدف تبعي، بدك ترسم من أجل الرسم فقط يعني فن من أجل الفن، الإحسان ما ممكن يترجم لاستثمار حتى لو بالاسم ولا استثمار مادي ولا أي شيء.

المعلق: يضع جمال جرعتلي طبقات من الألوان أرضية للوحة ثم يبتعد عنها قليلا متأملا إياها قبل أن يهاجمها مزيحا كتل الألوان من هنا ومن هناك وتدريجيا تتبدى الأشكال التي كانت مطمورة بالألوان، إنه أسلوب يصفه هو نفسه بأنه رسم بالنحت دون أن يخفي زهوه بأن هذا الأسلوب فريد من نوعه في عالم الفن التشكيلي لم يسبقه إليه أحد.

جمال جرعتلي: أنا أتصور أنه أنا تكنيك خاص بهذا التكنيك مش موجود لأنه أنا ما تعلمته من حدا ولا شفته عند حدا ثاني يعني لأنه باعتبار أن الفن هو إحساس يعني والإحساس بيطلع معك بدون تخطيط له فأي تخطيط للإحساس يعني بيصير إحساس معتمد يعني فهو إحساس عفوي فالفن هو بحد ذاته إحساس عفوي بتشعر بشيء بتبدأ فيه بالرسم. هون حطيت الألوان وبعدين شلت الألوان، نفس الحالة بالنحت موجودة بالفن مش شغلة أكيد ما موجودة بالرسم بس شغلة من النحت هذه أنه بتشيل الكتلة، بتكون الكتلة وبعدين بتشيلها، بالنحت هيك بتكون الكتلة الأخيرة وبعدين بتشيلها شوي شوي لحتى تبلش تدخل في التفاصيل الأكثر يعني. باعتبار كمان هون لأنه عم أرسم شيئا تاريخيا، التاريخي أغلبه كان نحت يعني كان بنفس الطريقة وبعدين بالتاريخ هي بدك تعتبر إزالة الغبار يعني إزالة المادة لحتى تكتشف الشيء اللي تحت. هلق الفنان مسموح له كل شيء بيتعلق ضمن الإطار الفني يعني أنه يطلع انطباعه يطلع اللون اللي بده إياه يطلع اللون الصاخب أو اللون الخافت أو أي لون مثل يعني أي نوع من الفنون يعني مثلا مثلما تقول المسرح الصامت المسرح الموسيقي هو نفس الحالة هو بالنهاية إذا فيك توصل هذا التعبير اللوحة فيك توصلها للمتلقي بطريقة صح فمعناتها النتيجة صح، خلينا نستخدم المثل اليوناني بيقول نهاية كويسة معناتها كله كويس. رايحين عند يانيس كاراس اللي هو يعني واحد من أهم هون الـ selects يعني مجمعي اللوحات الفنية بأثينا، تعرفت عليه من الرسم وصرنا أصدقاء يعني كمان من الفن هو واحد بيهتم بالفن وصديق كثيرا للعرب يعني هو قريب كثيرا من العرب يعني بأشوف طبيعته هون، اليونانيون عموما كثير قريبون من عنا يعني أكثر من أوروبا هيك أنا بأتصور يعني أنهم أقرب لنا من الأوروبيين.

أيونيس كاراس/ خبير فنون تشكيلية: أنا أعرف السيد جمال منذ عدة سنوات، لا أعرف كم سنة بالتحديد. السيد جمال هو رسام مثقف، لديه كاريزما ليس فقط في يديه وإنما في روحه وعقله والألوان التي يستخدمها في لوحاته هي ألوان البحر الأبيض المتوسط. في رأيي هو رسام مختلف رسام لا يمكن تصنيفه فهو رسام البحر الأبيض المتوسط. كما ترون في هذه اللوحة لقد جمع بين فلسفة الفينيقيين والإغريق فهذه اللوحة لا علاقة لها بأوروبا على الإطلاق لأن اليونان ليست أوروبا، إن هذه اللوحة هي الوحيدة التي أملكها، أنا أحاول إقناع جمال بأن يرسم لي أكثر ولكنه لا يستطيع الرسم إلا إذا كان يشعر بالحاجة لذلك وأود أن أقول إن مشاعره نادرة جدا هذه الأيام لذلك ستكون محظوظا جدا إذا كانت لديك إحدى لوحاته.

المعلق: إن من يمتلك لوحة لجمال جرعتلي محظوظ فنيا واقتصاديا أيضا فأسعار لوحاته تضرب أرقاما قياسية الآن في بورصة الفن الأوروبية والأميركية كذلك بعد أن سجل جرعتلي حضورا لافتا في المعرض الأخير للفنانين العرب في نيويورك بيعت فيه كل لوحاته بلا استثناء، الآن يحق علينا أن نذكر السر وراء هجر جمال جرعتلي فن الكاريكاتور الذي برز فيه إبان شبابه في سوريا وهو الذي كانت أعماله الكاريكاتورية تنتشر على صفحات الصحف والمجلات من طرابلس الشرق إلى طرابلس الغرب. لقد اكتشف في لحظة تنوير ذاتية عام 1987 أن الواقع العربي صار أكثر كاريكاتورية من أي كاريكاتور فشد رحاله إلى اليونان حيث كان الناس قادرين على الضحك من شيء غير أحوالهم.

المصدر : الجزيرة