موعد في المهجر / صورة عامة
موعد في المهجر

أحمد الحمامرة

يحل أحمد الحمامرة ضيفا على البرنامج. قبل إبعاده سبقته رسائل للحكومة الإسبانية بأنه من أخطر مجرمي العالم، يغادرون أرضهم لكنها لا تغادرهم، وهذه المرة المهجر إجباري.

– الخروج من بيت لحم
– إسبانيا محطة الانتظار الطويل

الخروج من بيت لحم

أحمد الحمامرة
أحمد الحمامرة

أحمد الحمامرة: بداية إقامتنا في إسبانيا جابونا وضعونا في بيت هون هذا البيت تابع لحماية الطبيعة الإسبانية مكثنا فيه أربعة شهور لغاية ما تم توزيعنا على مدن ثانية في إسبانيا، بعد إقامتنا بحوالي ثلاثة شهور أحضروا زوجاتنا، زوجتي وزوجة الأخ المبادل اللي معي ومكثنا مع بعض في هذا البيت مع زوجاتنا شهر كامل لغاية انتظار توزيعنا وإخراجنا من هون لأنه هون كنا تحت الإقامة الجبرية.


المعلق: ماذا يفعل الذين سرق وطنهم منهم جهارا نهارا أمام العالم بقوة السلاح وصاروا فيه بين ذكرى لا تتركهم لمذبحة كانت وتوجس دائم من المذبحة التالية يحرمهم النوم، قد يضطر هؤلاء لمغادرة أرضهم ولكن أرضهم لا تغادرهم لحظة واحدة تماما كالمقاومين الذين حاصرتهم القوات الإسرائيلية التي اجتاحت بيت لحم عام 2002، حاصرتهم 39 يوما في كنيسة المهد ولم يخرجوا إلا باتفاق قضى بتشريدهم رغم أنوفهم في المنافي للمرة الثالثة بعد النكبة التي تلتها النكسة.

أحمد الحمامرة: اسمي أحمد الحمامرة ولدت من عائلة نازحة نزحت من أراضي الـ 67 بعد احتلال الضفة الغربية إلى الأردن، ولدت في الأردن في عمان بعيد حوالي ثمانين كيلومترا عن القدس ولكن عشت طفولتي ووجهة نظري دائما غرب النهر إلى فلسطين. أنا عمري ست سنوات هي الفترة اللي قضيتها في فلسطين أجمل سنين عمري لا طفولة قبلها ولا شباب بعدها هذه المرحلة، أفضل أصدقاء عرفتهم في فلسطين أفضل ناس عرفتهم في فلسطين مع كل الاحترام والتقدير لكل أصدقائي إن كان في الأردن أو في أي مكان آخر لكن في فلسطين للصداقة لون آخر وطعم آخر ممزوج بالدم والألم والوجع، وجع فلسطين. إذا بدي أعود قليلا للأردن مرحلتي كانت في الأردن مرحلة تكوين لنضالي في فلسطين فكان عمري 17 سنة كانت في مسيرة أو مظاهرة أعتقد أنه كان إحياء ليوم الأرض في عمان وكان قادم مجموعة من الشباب وحاملين شعار العاصفة وفتح فقلت لصديق لي كان موجودا بجانبي قلت له هذا مكاننا، فكانت لي الرغبة بعد ما أنهيت الثانوية العامة أن أدرس العلوم العسكرية لأجل فلسطين فكان كل حتى هدفي الشخصي وطموحي الشخصي مأسورا بفلسطين، لم أتمكن لم يحالفني الحظ، درست المحاسبة والإدارة المالية في الأردن عملت في تدقيق الحسابات عملت محاسبا ولكن كان الهدف أيضا فلسطين إلى حين العودة. وبعد فلسطين كان لي جولة أخرى من حياتي، في شهر نيسان عام 2002 دولة الاحتلال قامت بعملية سميت بعملية السور الواقي فكانت الاستعدادات لاجتياح مدينة بيت لحم وكان الاستعداد في المقابل من قبلنا للدفاع عن هذه المدينة مدينتنا فإمكانياتنا البسيطة التي تكاد تكون على إمكانيات شخصية أكثر منها إمكانيات لمقاومة هذا الكم الهائل من الدبابات التي اجتاحت بيت لحم فكنا حوالي ما بين 250 إلى 280 مقاتل من كافة التنظيمات الفلسطينية والسلطة الفلسطينية أجهزة الأمن فاخترنا البلدة القديمة في بيت لحم لتكون ساحة للمعركة، مدينتنا منعرفها أزقتها ضيقة الميركافا والدبابة الإسرائيلية لا تستطيع الدخول إلى هذه الأزقة ولكن بعد يومين تقريبا من المعارك وبعد استنفاد الكثير من الذخيرة ذخيرتنا أصبحنا نبحث عن خروج أو مخرج من مدينة بيت لحم إلى أي مكان آخر فكان عدة اقتراحات، بأن ندخل على مبنى بلدية بيت لحم لأهمية هذه المدينة التاريخية والبلدية بما ترمز له خصوصا لها علاقات مع العديد من البلديات والتوأمة في العالم وكان اقتراح آخر أن ندخل على مسجد عمر بن الخطاب مقابل كنيسة المهد فأيضا هذا الاقتراح إسرائيل هدمت أكثر من مائتي مسجد في الضفة الغربية خلال فترة انتفاضة الأقصى فقط بالتالي كانت بوابة كنيسة المهد بالنسبة لنا هي بوابة الحياة، وعلى اعتقادنا أن لأهمية هذا المكان التاريخية والدينية أنه لن يتم المساس بهذا المكان فتاريخيا عندما أتى المغول وأحرقوا بغداد ودمروا بغداد ومن ثم دمشق وأتوا إلى فلسطين التتار لم يمسوا حجرا واحدا من كنيسة المهد لأهميتها ولكن العدو الصهيوني قصف كنيسة المهد بالمدفعية وحاصرها وأحرق أجزاء تاريخية منها ودمر أبواب أعمارها عشرات السنين في كنيسة المهد، لم نتوقع في أحسن حالاتنا أن نجلس ثلاثة أو أربعة أيام داخل كنيسة المهد لكن قامت قوات الاحتلال الصهيوني بفرض حصار على كنيسة المهد واستمر الحصار 39 يوما، في 39 يوما سقط داخل كنيسة المهد ثمانية شهداء وخرج أكثر من 26 جريحا، في داخل كنيسة المهد كان الدم الفلسطيني يمزج مع آهات المسيح عبر التاريخ، من حاول صلب المسيح قبل ألفي سنة هو نفسه العدو اللي بيصلب شعبه الآن، كانت هذه الأفكار تراودنا ونحن داخل كنيسة المهد. واجتمعت الطوائف المسيحية داخل الكنيسة وأقرت بالإجماع وصرح ميشيل صباح بطريرك اللاتين في الأراضي المقدسة بأن الفلسطينيين اللي دخلوا الكنيسة هم لاجئون سياسيون للكنيسة والكنيسة قبلت لجوئهم فكان هذا أول موقف تكرمنا فيه الكنيسة، عدة مواقف جرت داخل الكنيسة ما بين تلاحم الشعب الفلسطيني أو كمسلم مسيحي داخل الكنيسة بأنه طلبنا الصلاة طلبنا الإذن بالصلاة داخل كنيسة المهد فكان الرهبان يقولون بأن هذا بيت لله وليس لنا، الرهبان كانت علاقتهم معنا وكان موقفهم معنا موقفا وطنيا مسؤولا إنسانيا رائعا لكن الظروف اللي مرت فيها بيت لحم في ذاك الوقت لم نكن نحن الوحيدين المحاصرين في كنيسة المهد، كل سكان بيت لحم بتعداد سكانها الأربعين ألف نسمة تقريبا كانوا محاصرين مثلنا بدون غذاء بدون كهرباء بدون ماء بدون دواء، حتى أن منظمة الصحة العالمية نشرت تقريرا في ذاك الوقت وقالت بأن بيت لحم مهددة بكارثة بيئية إذا استمر الوضع على ما هو فإنقاذا منا لأهلنا في بيت لحم وافقنا على المبادرة الأوروبية لحل أزمة بيت لحم، وافقنا على أمر الإبعاد وتم إخبارنا داخل الحصار بأن مدة الإبعاد تتراوح على الأكثر ثلاث سنوات وكان المقرر أن يتم استقبالنا جميعا في إيطاليا أن إيطاليا استعدت لاستقبالنا، هكذا خرجنا من باب كنيسة المهد، بعد ما وصلنا قبرص كان في لنا أربعة لقاءات مع ميغيل أنخل موراتينوس كان أيامها مبعوث الاتحاد الأوروبي لقضية الشرق الأوسط، في اللقاء الأول كان لقاء تعارف، اللقاء الثاني تم إخبارنا بأنه سيتم توزيعنا على عدة دول وهذا كان مخالفا للأمر اللي حكوا لنا إياه في كنيسة المهد فتم توزيعنا بطريقة فيها شيء من الاستغراب بأنه هم من قرر الاتحاد الأوروبي من قرر إلى أين سأذهب ومع من من الأخوة المبعدين، فبعض الدول استقبلت ثلاثة مبعدين وبعضها اثنين وبعض الدول استقبلت مبعدا واحدا مثل البرتغال وبلجيكا، فكان من نصيبي إسبانيا.


المعلق: بالنسبة لأي شاب آخر فإن هذا الطريق الطويل المؤدي إلى سوريا الإسبانية جميل جدا ولكنه في عيني أحمد الحمامرة مسافة أخرى تضاف إلى البعد الشاسع الذي يفصله عن وطنه، والحياة في الريف الإسباني الوادع الخلاب الذي لم تطل أهله بعد الأعراض المرضية الغربية للفزع من العرب حياة حلوة قد يمثل الوصول إليها والبقاء فيها حلما للكثيرين من بني يعرب إلا أن أحمد يراها سجنا لا يستطيع الخروج منه لأنه محكوم بالبقاء في مكانه ومحظور عليه السفر إلى أي بلد عربي وخصوصا فلسطين.

[فاصل إعلاني]

إسبانيا محطة الانتظار الطويل

أحمد الحمامرة: وبدأت مرحلة أخرى من الحياة في أوروبا التي لم أفكر فيها مطلقا أن أعيش في يوم من الأيام في أوروبا، كانت هذه المرحلة بالنسبة لي هي تحدي، تحدي على المستوى الوطني وعلى المستوى الشخصي أيضا لأنه على المستوى الوطني أخبرنا موراتينوس بأن وزارة الخارجية الإسرائيلية وزعت على الدول اللي استقبلتنا رسائل تفيد بأنه إحنا خطر على المجتمع المدني لا نعيش إلا على الدماء والقتل، فكان تحديا وطنيا وشخصيا بالنسبة لي أن نثبت لهذا المجتمع اللي إحنا جئنا عليه إنه إحنا أصحاب حق أصحاب قضية نقاتل ليس من أجل القتال ولكن نقاتل لأن القتال فرض علينا على الاحتلال اللي إجا أصلا من هون من أوروبا ونهب بيوتنا وبلدنا ووطننا، فنقاتل من أجل الحرية لا من شيء آخر.


المعلق: يقول محمود درويش "بأي أسلحة تصد الروح عن تحليقها؟" ويقول "إن الأرض تورث كاللغة" تطرأ المفارقة المريرة في ذهن أحمد الحمامرة، الناس في فلسطين يعيشون تحت وطأة الفقر وانقسام الفصائل ووحشية الاحتلال وهو في ريف إسبانيا يعيش كآدمي وهي مفارقة تؤدي به إلى المزيد من الكفاح كي يسمح له ولأسرته الصغيرة بالعودة إلى وطنه. زوجته ياسمين وابنته كرمل وابنه خالد يعرفون بوضوح أن إسبانيا ليست أرضهم وأنهم وإن طال بهم المقام فيها على سفر باتجاه أرض ميعادهم فلسطين، تفضلوا معهم لتأكلوا لقمة فلسطينية المذاق كي نتقوى على رحلة العودة الوشيكة.

أحمد الحمامرة: كانت مرحلة الزواج أو الرغبة في الزواج بعد ما التقيت أو شفت ياسمين، ياسمين هي قريبة لي ربطتنا علاقة عاطفية وكان السؤال لياسمين هل هي تستطيع أن ترتبط مع إنسان مهدد في أي لحظة بالاعتقال أو بالقتل؟ كان ردها ما زال محفورا في ذاكرتي بأنه ليس لي فخر من أني أنتمي إلى فلسطين من خلالك، فبالتالي خضنا هذه التجربة والحمد لله رب العالمين يعني بعد سبع سنوات من زواجنا كأننا في اليوم الأول.

ياسمين الحمامرة/ زوجة أحمد الحمامرة وربة منزل: أصعب شيء كان لي باعتباري بنت محجبة يعني حتى جابونا على المنطقة هذه اللي إحنا ساكنين فيها ما كان فيها عرب يعني زي كأنها معزولة عن العالم فلما كنت أطلع في الشارع بالحجاب يعني كيف أنه إشي غريب ماشي بالشارع فكل الناس نظرات الناس لي وكانوا يوقفوني في الشارع ويحكوني أنت ليش عاملة هيك؟ يعني ليش لابستيه؟ فكانت هذه أول صعوبة اللي واجهتها، بعدين اللغة لغة غريبة عمري ما سمعت فيها ولا عمري حكيتها وعادات وتقاليد بتختلف عن عاداتنا وتقاليدنا وناس بيختلفوا فكانت شوي صعبة لأنه يعني الناس المهاجرين العاديين بيكون عندهم فكرة أنه رح أطلع في يوم من الأيام أطلع بره حياة بتختلف بس أنا يعني تزوجت ولا عمري حلمت أطلع بره فلسطين إلا يعني الأمور العادية تطلع على الأردن على منطقة عربية قريبة بس أنه تطلع مرة واحدة هيك على أوروبا كان يعني ولا عمري خطرت في بالي، فبعد ما إجينا هون تأقلمنا شوي شوي، أولها أولها بس كانت صعبة بعدين أخذنا شوي شوي على الحياة وهلق الحمد الله.

أحمد الحمامرة: رزقت بكرمل وكرمل اسميتها على اسم جبل الكرمل فوق حيفا، كرمل إجتني في سنة 2004 بعد سنتين من الإبعاد تقريبا، أصبحت الآن مسؤولا عن أسرة في ظل الظروف اللي كنت أعيش فيها تحت الإقامة الجبرية وأمضيت أكثر.. فترة أربع سنوات ونصف تقريبا تحت هذه الظروف ولكن زوجتي كانت صابرة معي. قبل سنتين تقريبا إجاني خالد فبالتالي أصبحت المهمة أصعب ولكن الحمد لله رب العالمين العهد اللي خرجنا منه بفلسطين لغاية الآن إحنا أكثر تصميما وإصرارا عليه مع العبء الأسري الموجود لكن بنفس الوقت محاولة إنشاء أبنائي على الأقل كما أنشئت أنا، في مجتمع غريب عن عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا مهمة صعبة مش سهلة لكن بنفس الوقت متأمل النجاح في هذه المهمة.

ياسمين الحمامرة: يعني هي لها سلبيات ولها إيجابيات بالنسبة للعودة، أنا بالنسبة لي الأولاد يعني هم هدف هسه بما أنه في أولاد مسؤوليتهم هي وسعادتهم السبب الرئيسي بهذا الإشي ما بيمنعنا أنه نحن نرجع يعني العودة لا بد منها بس أنه بيظل في أنه شفنا حياة ثانية أسلوب ثاني للحياة فبيظل الواحد يحكي لما بده يفكر بالموضوع بشكل جدي يعني في زي شوائب بتجيك هيك أنه الحياة هون أسهل أحلى، بس أنا متأكدة أنه لما يجي قرار العودة أكيد رح نرجع.

أحمد الحمامرة: أنا في تقريبا أول أربع سنوات ونصف في إقامتي في إسبانيا لم أعمل شيئا هي أربع سنوات ونصف ذهبت هباء لأني ما كنت قادرا على التحرك فبالتالي طالبت الحكومة مرارا وتكرارا أن أدرس أكمل دراستي دراساتي العليا، طلبت أن أعمل أخرج من الوضع المحصور فيه فأعطتني الحكومة الإسبانية تصريحا بالعمل لكن مع عدم حرية التنقل، فالمدينة اللي أنا فيها مدينة صغيرة ولا يوجد فيها فرص كثيرة من العمل فبالتالي لغاية الآن أنا بأطالب وأرسلت عدة كتب للحكومة الإسبانية وعن طريق سفارتنا أيضا يسمحوا لي بالتنقل أو بإكمال دراساتي العليا. خلال الفترة اللي كنت موجودا فيها في البيت كنت أبحث، أبحث عن أي شيء ممكن أستفيد من ساعاتي الطويلة اللي بأقضيها في البيت فوأنا أتصفح الإنترنت اندليت على جامعة تعتمد نظام الدراسة عن بعد فانتميت لهذه الجامعة انتسبت لهذه الجامعة وتخصصت في العلوم السياسية أخذت بكالوريوس في العلوم السياسية وأنهيته الحمد لله وأنا عندي الرغبة أن أستكمل دراساتي العليا هون بناء على هذه الشهادة. بصدق أنا لما دخلت إسبانيا لم أكن على دراية بأي إنسان يعيش في إسبانيا أو بأي كلمة تمت للغة الإسبانية بصلة لكن الحمد لله يعني بعد سبع سنوات من إقامتي في إسبانيا أصبح لي الكثير من العلاقات خصوصا في سوريا، الإسبان بطبيعتهم متعاطفون معنا ومع قضيتنا لكن بحاجة إلى من يحك هذا الصدأ اللي غلفته أجهزته الإعلام وشوهت صورتنا فيه أمام الإسبان.

مشارك: أستطيع أن أقول لك بعد معرفتي بأحمد ومعاناته التي عاشها في بلده فلسطين أنه تكونت لدينا فكرة كبيرة عن واقع الشعب الفلسطيني السيء، وبالنسبة إلى عائلة أحمد المقيمة هناك ولكي تغدو الفكرة أوضح من تلك التي كانت لدينا في عام 2002 فباستطاعتي القول إنه كانت لدينا فكرة بسيطة ولكن ليست كمعرفتنا اليوم للقضية الفلسطينية ولم يكن ذلك من خلال حالة أحمد فقط بل من استقراء حالة المجتمع الإسلامي بأكمله. إن أحمد اليوم بات مواطنا من مدينة سوريا أي مواطنا سوريا ولديه ولديان سوريان وأي مشكلة يتعرض لها أحمد فهي مشكلة خاصة بالمجتمع السوري.

بيدرو لاريوخا/ صاحب إسطبل عنتارس: لقد كان أحمد يخبرني بكل المشكلات التي حاقت بفلسطين وكان يطلعني على صور ووثائق لما حدث هناك، إنه شخص لطيف وجدي وليست لديه أي مشكلات البتة فهو يحترم كل الأشخاص الذين عرفهم على مدار السنوات التي عاشها هنا، هو رأي كل شخص التقاه وأنا شخصيا أعتز كثيرا بصداقته وإضافة إلى ذلك فأخوه يعمل هنا لدينا ويحمل نفس القيم الأخلاقية.

أحمد الحمامرة: حاليا أناضل، أناضل من أجل أني على الأقل أقتل وقتي أستفيد من أفضل سنين عمري، أنا في مرحلة الشباب تقريبا أو في نهاية مرحلة الشباب فبالتالي إذا ما استفدت من هذه السنين بأكون خسرت خسارة كبيرة، بأحاول أن أستفيد من هذا الوقت بأبحث عن فرص ممكن أثبت فيها ذاتي ووجودي وبنفس الوقت أؤمن حياة كريمة لعيلتي.


المعلق: ما مصير مخاطباته المتتالية للجهات الرسمية في إسبانيا لتخفيف القيود المفروضة على حرية حركته؟ لا أحد يعرف، لا أحد يعرف حتى المعايير التي على أساسها سيصدر وزير الخارجية الإسباني توصيته لحكومة بلاده بشأن مستقبل الحمامرة إلا معيار واحد يتمثل في خطاب إسرائيلي رسمي يتهم أحمد العربي هذا بأنه من أخطر إرهابيي العالم، وحتى يقتنع الإسبان بأنه كان يقاوم مقاومة مشروعة لا يملك أحمد إلا أن يتذرع بالصبر وأن يواصل تطوير نفسه حتى يليق بفلسطين.