
حسن أحمد إبراهيم
– النشأة ومسيرة التعلم والتعليم
– وجوه الزوج والأب والباحث المؤرخ
![]() |
المعلق: بسم الله الرحمن الرحيم {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ،خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ، عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}العلق1- 5 صدق الله العظيم.
حسن أحمد إبراهيم: هذه الجامعة اسمها الجامعة الإسلامية العالمية في ماليزيا وكان هناك طبعا عدد من الجامعات، من الجامعات الإسلامية ولكن هذه الجامعة أنشئت بهدف مختلف وأنشئت كان أول لقاء هو كان في الـ(أو.آي.سي)، هي الـ(أو.آي.سي) اللي كانت ترى بأنه تنشأ هذه الجامعة فالغرض منها الأساسي أنه في معظم الجامعات الإسلامية الأخرى كان يدرس الشريعة لوحدها والعلوم الإنسانية لوحدها والعلوم التطبيقية لوحدها فهذه الجامعة رأت بأن الانفصال في المعرفة ده ما ينفع في هذا العالم بتاع اليوم، لا بد من تكامل وتداخل معرفي وبالتالي كانت هذه هي الفكرة الأساسية فالآن الطلاب يدرسون العلوم الإسلامية وفي نفس الوقت يدرسون Human Science يعني هذه الجامعة فيها كل الكليات مثل كلية الطب، كلية الهندسة، الأسنان، الأشعة، الاقتصاد، القانون فهي كلها وليس هناك فصل بين العلوم الشرعية والعلوم Human Science يعني العلوم الإنسانية.
المعلق: المسلمون الآن بأمس الحاجة لمؤرخ مدقق كالدكتور حسن إبراهيم ليذكرهم بأن أجدادهم نشروا دينهم في شطر كبير من آسيا بحسن الخلق وطيب المعاشرة دون أن يشهروا سيفا أو يطعنوا برمح، ولكن المسلمين الآن بحاجة أمس لوجهه الطيب الوديع بعد أن أنهكتهم الوجوه الجهمة المتشنجة.
كنت أول من قدم رسالة الدكتوراه في موضوع اتفاقية عام 1936 بين مصر وبريطانيا |
حسن أحمد إبراهيم: أنا اسمي حسن أحمد إبراهيم من السودان، أساسا من شمال السودان يعني منطقة شندي والمتمة هذه في شمال السودان ولكن الكثير من العوائل هاجرت جنوبا، فأنا أهلي هاجروا من هذه المنطقة أتوا إلى منطقة في النيل الأزرق اسمها الرفاعة وأخيرا والدي استقر في مدينة اسمها الدويم هذه المدينة على النيل الأبيض وأهمية هذه المدينة تنبع من أنها كان فيها أهم معهد تربوي اسمه معهد التربية ببخت الرضى وهذا المعهد يعني ليس مهما للسودان فحسب بل حتى للأقطار المجاورة لأنه كان معهدا نموذجيا للتربية وتدريب المدرسين فيما دون المرحلة الثانوية، ونعتقد أن هذا المعهد كان له تأثير كبير. فهذه كانت نشأتي في هذا المعهد ومن هنا كانت اهتمامي بالتعليم يعني كان اهتمامي بالتعليم أن والدي رحمه الله كان يعمل تاجرا ولكن في نفس الوقت كان متعهدا لهذا المعهد. من أهم الشخصيات التي أثرت علي في حياتي في ذلك الوقت وحتى الآن الأستاذ.. الخليفة الحسن هذا الأستاذ هو يعني عمي وخالي وتدرج في وظائف فكان مديرا لمعاهد متعددة وأصبح مدير المعهد الفني ثم إلى أن أصبح رئيس الوزراء في فترة أكتوبر. في ذلك الوقت درست في المدارس الأولية هناك ثم أتيت إلى أم درمان في المدرسة الثانوية اللي هي مدارس مشهورة اسمها مدارس الأحفاد ثم بعد ذلك التحقت بجامعة الخرطوم، وفي جامعة الخرطوم درست بكالوريوس وكان في ذلك الوقت كلية الآداب وكلية الاقتصاد مع بعض، فأنا يعني في المرحلة اللي درستها طوال أربع سنوات علوم إنسانية خاصة التاريخ والاقتصاد فتخرجت بالتاريخ والاقتصاد وكان في جامعة الخرطوم مثل جامعة لندن كانوا الطلاب المتميزين يختارون منهم طلبة ليدربوهم للمستقبل ليصبحوا أساتذة في الجامعة ومن حسن الحظ أنا كنت واحدا من الذين اختاروهم في ذلك الوقت فأعددت شهادة الماجستير بعد البكالوريوس والدكتوراه ثم ذهب إلى لندن في سنة 1966، أذكر في 30 سبتمبر سنة 1966 حيث بقيت هناك حتى سبتمبر 1970، أجريت الدكتوراه، عملت الدكتوراه وكان المشرف بتاعي في ذلك الوقت شخصا مشهورا جدا اسمه البروفسور بيتر مالكوم هولت وأذكر جيدا عندما أتيت ما كان عندي أي موضوع أبحث فيه فهو أشار علي. لحسن حظي أنه في السنة التي وصلت بها تغيرت القوانين البريطانية فيما يتعلق بالوثائق كان قبل ذلك يسمى بـ fifty is rule أنه لا يسمح بالاطلاع على أي وثيقة إلا بعد مرور خمسين سنة عليها ولكن عندما وصلت أنا في السنة هذه غيروا القانون إلى thirty is rule فكنت أول شخص عمل دكتوراه في موضوع اتفاقية 1936 بين مصر وبريطانيا، ويعني أنا كنت، وهي سنة واحدة، وأنا أذكر عندما قلت له ولكن هذه سنة واحدة فقط قال لي أنت أحسن تمشي تشوف فذهبت إلى الوثائق يعني جلست هناك ثلاث سنوات وأنا أبحث في هذه السنة. أنا عندما عدت إلى الخرطوم كان هذا في عام 1970 وفي جانب التدريس شغلت عدة مناصب منها رئيس القسم نائب العميد للدراسات العليا، ثم عميد لكلية الآداب في جامعة الخرطوم لمدة ست سنوات، أما في الناحية الأكاديمية فكنت أدرس وأشرفت على عدد كبير من الطلاب، طلاب الدراسات العليا من الخرطوم ومن خارج الخرطوم ويعني من أهم الواحد يتذكرها جدا أنه بعضهم أصبحوا يعني شخصيات كبيرة الآن سواء كان في السودان أو في خارج السودان بجانب أنه في جامعة الخرطوم يعني كانت جامعة مميزة جدا في ذلك الوقت وأتاحت لنا فرص كثيرة للسفر إلى مختلف جهات العالم، يعني أنا سافرت سفرا كثيرا جدا في أفريقيا وفي الشرق الأوسط وفي أوروبا وفي أميركا وكندا عدة مرات وكذلك في جنوب شرق آسيا وفي آسيا يعني الواحد يعني جامعة الخرطوم أتاحت لنا هذه الفرصة ومنها الإنسان عمل علاقات وثيقة مع عدد كبير من الأكاديميين والشخصيات المميزة في العالم أجمع. بعد أن انتهيت من جامعة الخرطوم كان في الكثير من البنات السودانيات يدرسن في الخليج وفي السعودية وما يوجد فرصة للتعليم العالي فرأى مجموعة من التربويين أن يشيدوا هذه الكلية وطلبوا مني أن أشرف على هذه، فقد أنشأت هذه الكلية وبقيت مديرا لها لمدة ثلاثة سنوات أو أربع سنوات، فكانت يعني تجربة أعتقد تجربة رائدة بمعنى أنه لأول مرة الواحد يشتغل مع بنات فقط، فعملنا مشروعا قدمنا اللي هو scholarship حوالي عشرين scholarship في المرحلة الأولى وأتينا بآنسات من جنوب السودان ومن غرب السودان بالذات من منطقة دارفور فأتينا بهم إلى هذه الكلية وكان في يعني خليط مميز جدا بين هؤلاء وكانت لهم داخليات يسكنون فيها ونشاط كثير، فهذه الكلية يعني الحمد لله مستمرة لحتى الآن. عندما أتيت إلى ماليزيا في سنة 1994 أعتقد في سبتمبر وأتيت كأستاذ بروفسور للتاريخ يعني هذا كان التعاقد معي على أساس ذلك، فبقيت ستة سبعة شهور الأولى طلب مني أن أكون رئيسا لقسم التاريخ فأصبحت رئيسا لقسم التاريخ لحوالي ست سنوات ثم نائب عميد الدراسات العليا. قبل سنتين طلب مني أن آتي لهذا المعهد، اسمه المعهد العالمي لوحدة الأمة الإسلامية الغرض منه هو خدمة أهداف الجامعة بمعنى أنه فتح الجامعة للعالم الخارجي وهذا هو الغرض الأساسي منه، يعني وحدة الأمة الإسلامية هذا مجرد اسم ولكن الأساس هو قضايا المسلمين عامة وفتح الجامعة للاتصال بالعالم الخارجي سواء كان العالم الإسلامي أو العالم الغربي مثلا مجموعة من أساتذة هذه الجامعة ذهبوا إلى هارفرد وكان هناك لقاء بين أساتذة من هارفرد وهنا حول قضايا مختلفة فذهبنا إليها وهم أتوا إلى هنا وكان في يعني workshop ممتاز جدا حول الإسلام ودوره في العالم، فهناك كثير من اللي في الغرب الكثير من الأساتذة المهتمين بالدراسات الإسلامية، هذا جانب، جانب آخر هو مؤتمرات علمية ويمكن ده جانب مهم، يعني هذا المعهد عمل عددا من المؤتمرات قبل أن أكون أنا موجودا بتاعه وبعد، آخر مؤتمرين عالميين عملناهم واحد عن وضع المرأة المسلمة في العالم الإسلامي وآخر عن التعليم العالي في العالم الإسلامي وعندما نقول العالم الإسلامي لا نقصد بأنه نحصر على المسلمين فقط إنما فتح في هذه المؤتمرات لأساتذة من الغرب.
وجوه الزوج والأب والباحث المؤرخ
المعلق: ولد الدكتور حسن إبراهيم في سودان نهاية ثلاثينيات القرن العشرين التي كانت عمليا تحت الاحتلال البريطاني ونظريا تحت حكم ملك مصر، وربما كانت الميزة الوحيدة للمستعمر الإنجليزي سماحه بحرية التعليم. وقد تنقل حسن إبراهيم في يفاعته بين الانتماء للشيوعيين ثم للأخوان المسلمين وكان ناشطا ومؤثرا في الحالتين دون أن يعتقل أو أن يمنع من استكمال دراسته أو أن يحرم من حقه كطالب نابغ في الالتحاق بهيئات التدريس بجامعته بل لقد حصل على منحة دراسة لينال درجة الدكتوراه من إنجلترا نفسها، ولم تضق السودان بابنها المؤرخ إلا حينما بدأ حكم العسكر.
حسن أحمد إبراهيم: أنا تزوجت متأخرا فتعرفت عليها وتزوجنا في عام 1978، فالجامعة كانت فيها علاقات اجتماعية كويسة فهناك تعرفت عليها وأنا أعرف أهلها يعني هي من عائلة مشهورة في الدويم اسمها عائلة حسون، عائلة حسون مشهورة جدا ناس رجال بتاع دين وتعليم ووالدها رحمه الله كان أستاذ في معهد بخت الرضى كانت طالبة في جامعة الخرطوم وأنا كنت أستاذا في جامعة الخرطوم، هي كانت تدرس تقرأ في كلية الزراعة وأنا كنت أستاذا في كلية الآدب، فوالدتي رحمها الله بالمناسبة هذه والدتي هناك كانت تعرف هذه العائلة وعندي أختي لعبت دورا كبيرا، اسمها خديجة أحمد إبراهيم هي لعبت دورا كبيرا في هذا الموضوع فتم الموضوع سنة 1978 وابني عثمان ولد سنة 1980 وبنتي منى ولدت سنة 1988، فعندما أتوا إلى هنا ابني كان عمره 14 سنة وابنتي كانت ست سنوات، سبع سنوات، فلذلك ابني الآن لسه جذوره في السودان، أما ابنتي فيعني السودان بالنسبة لها خيال.
أمنا عواد عبد الحميد/ زوجة د.حسن: الأقارب كلهم في السودان، أهلي كلهم في السودان وأهل زوجي كلهم في السودان، الواحد بيزور الأهل كثير دي بتأخذ جزء من وقت الزول يعني، يعدين الاجتماعيات ذاتها برضه الأصدقاء وكده العدد أكبر وكده، لما جينا ماليزيا طبعا الأهل بقوا بعيدين وبقيت أقل فرصة أن الزول يقابل أهل يقابل يعني الواجبات الاجتماعية بقيت أقل يعني في سودانيين طبعا لكن الواحد هم الناس يكونوا مشغولين طول الأسبوع، في الـ weekend الناس ممكن يزوروا بعض في المناسبات لأنه برضه جزء منهم برضه في الـ weekend بيمشوا الـ shopping وحاجات زي دي فبيبقى الاجتماعات محصورة دائما في عطلة نهاية الأسبوع ما لم تحدث حاجة يعني ظروف كده الواحد ممكن يزور الناس أثناء الأسبوع.
حسن أحمد إبراهيم: الظروف أنه عندي أصدقائي هنا في ماليزيا رتبوا لي أن آتي إلى ماليزيا فأذكر جيدا بأنه بالصدفة أنا كنت جالسا خلاص أنه أنا لازم أطلع من السودان وكنت منتظرا أذهب إلى أميركا فأتاني يوم وأنا جالس في المكتب جابوا لي تلغراف، برقية فيها عرض من ماليزيا ومن هناك كنا سافرنا أتينا إلى ماليزيا وجبت معي العائلة كلها يعني ابني وابنتي وزوجتي الـ Immediate Family أتينا إلى هنا وكنت أفكر أنه نجلس سنتين ومنها نذهب إلى أميركا فطاب لنا المقام وجلسنا 14 سنة وأفتكر أنه حنجلس هنا إلى النهاية.
أمنا عواد عبد الحميد: يعني أنا بالنسبة لي أنا، أنا طبعا شايفة أنه هو أب مثالي لأولاده يعني بيدي لهم الحرية بنفس الوقت بيحاول أنه يبذل أقصى ما يمكن لأن يلبي طلباتهم أنه يعني يوفر لهم حياة كويسة أقصى ما يمكن من حياة وتعليم كويس وكده، بعد كده هو مديهم الاختيار يعني. بالنسبة لي أنا تعلمت منه حاجات كثيرة يعني أنا لما تزوجته، يعني تزوجنا ثلاثين سنة، وأنا تزوجته كان عمري يقارب العشرين سنة والعمر اللي قضيته، قضيناه متزوجة أطول يعني، فتعلمت منه حاجات كثيرة يعني منها أنه أنا أحب العلم وأحب أتعلم وأقضي وقتي في أشياء مفيدة.
السودان كان جزءا من الإمبراطورية العثمانية في الفترة بين 1821 و1885 |
حسن أحمد إبراهيم: في المستقبل الآن أريد حاجتين في ناحية العمل أريد أن هذا المعهد أن يكون عنده علاقات مع جامعات في شمال أفريقيا في الغرب وهكذا وأنه نعمل المزيد من المؤتمرات هذا من ناحية العمل، من الناحية الشخصية تركيزي على أنا عندي بنت وولد فقط وأنا أفتكر أنه في هذا العالم اليوم أهم حاجة تدي لهم تعليما جيدا، فابنتي بحمد الله كانت ممتازة جدا وهي الآن تدرس في جامعة مانشستر تدرس chemical Engineering وابني برضه يدرس Engineering، هندسة،telecommunication اتصالات، في جامعة ماليزية هنا فيعني آمل أن يتخرجوا وأعتقد حيتخرجوا في حدود سنة سنتين الاثنان فهذا بيكون الواحد أدى الفكرة هذه، لأنه الفكرة أنه الـ Education أهم حاجة، زوجتي أيضا يعني كانت عملت ماجستير في السودان وأنا ساعدتها هنا أنها تعمل دكتوراه وهي الآن تعمل fellow research في جامعة من الجامعات هنا اسمها (يو. بي. إم). أما الواحد يعني ماذا سيحدث له شخصيا؟ هل سيبقى هنا، هل سيذهب للسودان يعني هذه لسه الواحد ما قرر لأن الظروف في السودان ما زالت صعبة. أول كتاب أصدرته كان باللغة العربية عن عهد محمد علي في السودان، طبعا هسه السودان كان لفترة من الفترات جزء من الإمبراطورية العثمانية من 1821 إلى 1885 فحمد علي كان هو من 1805 في مصر إلى 1848 أتى إلى السودان واستولى على السودان سنة 1821 فهذا الكتاب عن هذه الفترة اللي هي حوالي عشرين سنة، ده أول كتاب وكان أعتقد أنه كان كتابا مهما لأنه اعتمد على الوثائق الأساسية اللي ذهبت وحصلت عليها من القاهرة، ده أول كتاب، وبعدين وأنا أعد في هذا الكتاب يعني هناك إشارات متعددة لأنه محمد علي سافر إلى السودان سنة 1838 للبحث عن الذهب في مناطق بني شنقول الآن في منطقة النيل الأزرق وصدر تقرير عن هذا ولكن لم يوجد هذا التقرير أبدا، بحثنا عنه وبحث غيري كثيرون فأنا عثرت عليه بمجرد الصدفة، كنت مرة في مركز تاريخ أبحاث مصر المعاصر فحصلت على هذا التقرير وبناء على هذا التقرير عملت كتيبا اسمه محمد علي إلى السودان، وسافرت أنا ومعي صديق تيتسيما سيستن سافرت من الخرطوم متبعين نفس الطريق اللي اتبعه محمد علي إلى أن وصلوا إلى الحدود الحبشية. فيما بعد انتبهت إلى موضوع يسموه المهدية الجديدة، يعني معظم الأبحاث كانت عن المهدية في السودان في القرن التاسع عشر أما القرن العشرين ما كان فيه أبحاث، وقائد هذا التغير الجذري اللي عمله قائد، القائد الجديد اسمه السيد عبد الرحمن المهدي اللي هو أول إمام للأنصار فهذا الكتاب اسمه New Mahdism فده صدر باللغة الإنجليزية عن المهدية في القرن العشرين، وبعد ذلك برضه استمريت الآن القائد المهدية الجديدة في السودان السيد الصادق المهدي وهو يسعى إلى أن يدوا المهدية intellectual Languageفيكتب عن قضايا متعددة حول الفكر الإسلامي وكتب هذا المقال ونشر في هذا الكتاب تقريبا يعني حوالي سنة 2006، 2007. لما أتيت هنا إلى ماليزيا انتبهت إلى موضوع آخر وهو ما يسمى بحركات الإصلاح والتجديد في العالم الإسلامي فنشرت عددا من المقالات عن المفكرين في هذه المنطقة، مثلا شاه ولي الله، شاه ولي الله كان هو في نفس الزمن اللي كان فيه الشيخ محمد عبد الوهاب وهو يمثله مدرستين فكريتين مختلفتين، فأنا درست شاه ولي الله والشيخ محمد عبد الوهاب وكتبت دراسة مقارنة نشرت في بعض المجلات برضه المميزة في سنغافورة. طبعا أنتم تعرفون أن ماليزيا مليئة مسلمين فاللغة العربية مهمة لهم يدرسوها في المراحل الأول في المدارس من أوائل الأقسام التي أنشئت لتدريس اللغة العربية نفسها، فأرسل عدد من الأساتذة الماليزيين لدراسة اللغة العربية وإعداد ماجستير ودكتوراه في البلاد العربية وأتوا بعضهم وانخرطوا في هذا القسم وهناك أساتذة من البلاد العربية، فهو قسم كبير جدا من أكبر الأقسام اللي موجودة هنا وأنا أعتقد أنه أهم قسم للغة العربية في منطقة جنوب شرق آسيا عموما. بالمناسبة دي قريبة إحنا عملنا workshop صغير بالتعاون مع المنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم عن كتابة لغات شعوب شرق آسيا بالحرف العربي، اللغات تبعهم كانت تكتب بالحرف العربي وحول إلى الروماني فالآن في عودة إلى الحرف العربي فكان هذا المؤتمر قريب يعني عملناه وسننشر أبحاثه قريبا واللغة العربية يعني مهمة في هذه المنطقة جدا وليس في ماليزيا بل في الصين واليابان والجامعة هنا أصبحت زي مركز لنشر اللغة العربية في هذه المنطقة، وطبعا الآن الإسلام والمسلمون أصبحوا focus فالناس، كثيرون يعني يريدون أن يسألوا عن هذه اللغة العربية اللي عملت كل هذا الضجيج.
المعلق: تفتن الدكتور حسن إبراهيم مرونة هذا الدين وقدرته الفذة على التحول بين أيدي الماليزيين إلى جزء أصيل من ثقافتهم الخاصة وكأنه نزل عليهم هم مباشرة في كوالالمبور. أسفر الإسلام في ماليزيا عن أجمل وجوهه حبا للحياة ونأيا بالنفس عن العنف والبغض والعدوان، فصارت هذه المملكة الآسيوية الصغيرة من أكثر دول العالم أمنا ومواطنوها ينعمون بأعلى معدلات الرفاه الاجتماعي في آسيا كلها، والماليزيون يسعون كي ينقلوا للعالم هذا التجلي المبدع للإسلام ولعلهم ينجحون.