صورة عامة - د. فوزية العشماوي/ استاذة في اللغة العربية بجامعة جنيف
موعد في المهجر

فوزية العشماوي

يستضيف البرنامج الأستاذة والأديبة فوزية العشماوي التي ولدت في الإسكندرية وتربت على أيدي الراهبات المسيحيات في مدرسة السبع بنات وأكملت دراستها في سويسرا.

– الأستاذة الجامعية وست البيت المصرية
– على دروب البحث والعمل الاجتماعي والثقافي

الأستاذة الجامعية وست البيت المصرية


 

 فوزية العشماوي
 فوزية العشماوي

فوزية العشماوي: الحائط اللي ورانا هنا هو حائط المصلحين، هو حائط بنته مدينة جنيف، جمهورية جنيف تخليدا لذكرى المصلحين وعلى رأسهم Calvin اللي هو مؤسس الكنيسة البروتستانتية في أواخر القرن السادس العشر وأوائل السابع عشر، لما كانت الكنيسة الكاثوليكية مضطهدة أي أحد بيعتنق مذهب غير المذهب الكاثوليكي، وحصل مذبحة بارتيليميه وكانوا بيتذبحوا فيها البروتستانت ومعظم البروتستانت هربوا من فرنسا وهولندا ولجؤوا إلى سويسرا و Calvin  أسس الكنيسة الجديدة اللي هي كنيسة Protestantism وأسس جامعة جنيف، يعني جامعة جنيف من أعرق وأقدم الجامعات في أوروبا واللي أسسها Calvin وكانت اسمها في الأول كوليج دو كالفان ثم بعد ذلك أصبحت جامعة جنيف.


المعلق: أربعمائة سنة وجنيف تؤسس سمعتها الرفيعة ملاذا للأوروبيين المضطهدين بسبب اختلاف الموقف من الدين وهو ما علم المدينة الجميلة وأهلها أن الحوار هو الجسر الوحيد القادر على الربط بين الناس، من المفهوم إذاً أن تضم جامعة جنيف العريقة أول قسم أكاديمي متخصص بتدريس اللغة العربية وآدابها والإسلام وفلسفاته في كل سويسرا الناطقة بالفرنسية والذي تأسس عام 1964 من القرن الماضي وترأسته بعد ذلك بثلث قرن الدكتورة فوزية العشماوي الإسكندرانية التي تربت على أيدي الراهبات المسيحيات في مدرسة السبع بنات قرب ميدان المنشية.


فوزية العشماوي: زوجي التحق بالتدريس وحصل على بعثة للذهاب إلى سويسرا، إلى جنيف بالذات علشان جامعة جنيف كان فيها أكبر مدرسة للترجمة، فهو علشان يشجعني أن آتي قدم لي أوراقي في الجامعة علشان أنا كمان أدرس، لأنه نحن كنا زملاء في جامعة الإسكندرية، فلما هو قدم لي في الجامعة وافقوا أو قبلوا يعني وحددوا لي موعدا للامتحان يعني علشان القبول بالجامعة، فجئت. كان عندنا ولدان، ولد عنده خمس سنوات وولد عنده سنتين، وجئت وعملت الامتحان ونجحت في الامتحان وبدأت أدرس للدكتوراه، وأنا بأحضر لرسالة الدكتوراه البروفسور بتاعي اختارني أنه أنا أكون معيدة في الجامعة، رغم أن ده شيء غير معتاد، دائما بيعينوا ناس طلبة من سويسرا أو يعني عمل كل الـ courses الدراسي بتاعهم في الجامعة نفسها، المهم أنه هو اختارني أنه أنا أدرس لغة عربية وأدب عربي في قسم اللغة العربية والإسلاميات في جامعة جنيف، فالمهم مضاني على إقرار أن أشتغل semester واحد ستة أشهر غير قابل للتجديد وليس لي أي حقوق للمطالبة بتجديد هذا العقد المؤقت لمدة ستة أشهر، ok فأنا مضيت على هذا الإقرار وخلاص على كده أنه هو معيني مؤقت، ولما اشتغلت معه ستة أشهر وشاف أنه أنا يعني في ميزات أو صفات جعلته يمضي معي عقد ثلاث سنين، فبدأت كده بقى كل ثلاث سنين يتجدد ثلاث سنين ثلاث سنين لحتى ما بقوا 27 سنة. كنت بأدرس اللغة العربية لأن الطلبة بيدخلوا يعني لا يجيدون العربية يعني هو قسم مخصص لغير الناطقين بالعربية لتعلم اللغة العربية والحضارة الإسلامية وكل ما يتعلق بالعالم العربي والإسلامي، في شرط كمان في الدارسة أنه لازم كل طالب يقضي semester يعني ستة أشهر في أي دولة عربية، فأنا كنت بأبعث الطلبة لمصر يعني على أساس أنه هم، وكنت بأبعثهم للإسكندرية على أساس أنه أنا إسكندرانية فمنحازة شوية للإسكندرية فكنت بأبعثهم لجامعة الإسكندرية يقضوا هناك ستة أشهر semester يتعلموا لغة عربية ويتعرفوا على مصر على بلد عربي وينطقوا شوي، لأنه طبعا نحن كنا بنعلمهم اللغة العربية الكلاسيك اللي هي اللغة العربية الفصحى، وطبعا لما بيروحوا مصر أو بيروحوا أي بلد عربي في بيروحوا تونس، في بيروحوا لبنان، في بيروحوا سوريا، بيلاقوا طبعا اختلافا شديدا بين اللغة العربية المكتوبة اللي نحن نعلمها لهم وبين اللغة العربية المتحدث بها، المتكلم بها، فكان طبعا بيتعلموا من كذا وكذا، وبيرجعوا بقى بيبقوا أكثر تفهما للدراسة. يعني أنا دخلت في التدريس سنة 1980 واستمريت لحتى 2007 فـ 27 سنة بالضبط، وفي تقليد هنا حلو قوي، يعني وزير التعليم العالي لما أي مدرس يستمر بالتدريس لمدة 25 سنة متصلة بيعملوا له تكريم وبيبعثوا له خطاب شكر، وبس مش كده، برضه بيدوا له مكافأة مالية مجزية يعني على أساس أنه هو خدم البلد لمدة 25 سنة وأنه خدم التعليم وتخرج على يديه، يعني أنا الطلبة اللي تعلموا عندي معظمهم بقى اشتغلوا وكانوا دبلوماسيين في وزارة الخارجية يعني في منهم بقى يعني سفير بس يجيد اللغة العربية فبيبعثوه لدول عربية. فنرجع بقى لتقدير الوزير وشكره وللمكافأة اللي أعطاها لي، يعني ده كنت فخورة جدا بكل هذا لأن أستاذ الجامعة في أوروبا في سويسرا بيبقى له تقدير كبير جدا، يعني غير في بلادنا، في بلادنا ده أستاذ في الجامعة حاجة عادية، إنما هنا يعني بيبقى أصحاب الرأي بيبقى زي مستشار. بعد ما حصلت على الدكتوراه فكرنا في العودة لكن أولادنا بقى هم اللي كانوا التحقوا بالمدارس هنا وبقى لهم أصدقاء وأصحاب وكبروا وأخذوا على الجو هنا، وأنجبنا بنت برضه هنا وهي كمان كبرت وخلاص استقرينا هنا، وأنا كنت في الجامعة وهو اشتغل مستشار في سفارة الكويت، واستقرينا وبعدين حتى لما كنا بنروح مصر بقى في الإجازات الصيفية للأولاد ولنا وكده لقينا أن البلد تغيرت وما أصبحش المجتمع هو نفس المجتمع اللي نحن سبناه في بداية السبعينيات ففضلنا أنه نحن نستمر في جنيف.


المعلق: هزيمة مصر عام 1967 غيرت حتى تشبث المصريين الغريزي بالبقاء في وطنهم، فالزوجة الشابة المتخرجة لتوها حينذاك من قسم اللغة الفرنسية بجامعة الإسكندرية لم تكن لتقبل قط أن  تغادر مدينتها الخلابة المشبعة بنسمة البحر التي ترد الروح كما يقول الإسكندرانيون، ولكنها الهزيمة التي غيرت كل شيء. عبرت فوزية البحر إلى شمال أوروبا قبل 35 سنة لتلحق بزوجها ولتكمل دراستها فانتهى بها الأمر أستاذة لأجيال من السويسريين الذين تعلموا العربية وفلسفة الإسلام على يديها وصاروا أقرب إلينا وصرنا أقرب إليهم، ولكنها لم تنس يوما أنها ست بيت شاطرة كما علمتها أمها في حي الجمرك.


فوزية العشماوي: والدي حطني في مدرسة أجنبية، مدرسة راهبات، كانت مدرسة ابتدائي، كانوا بيحطوا البنات في المدارس دي لتعلم الإتيكيت والشغل يعني شو التربية المنزلية كيف تعتني بالزهور، كيف تعتني بالبيت، بالطفل، إلى جانب طبعا اللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية. حاجة غريبة أنه هو كان عنده خمسة أولاد يعني بنتين وولدين وأنا بالنص فأنا اللي دخلني المدرسة الفرنسية وأنا اللي شاء القدر بعد كده أنه أنا أسافر للخارج لسويسرا وأعيش في سويسرا اللي هي بلد فرنسية، فيعني دي مش عارفة شفافية عند الوالد، حاجة ربنا ألهمه إليها، ربنا أعلم. المهم أنه أنا بعد كده دخلت كلية الآداب قسم اللغة الفرنسية برضه كملت فيه وبعد كده قابلت زوجي الله يرحمه كان زميلي في الجامعة في قسم اللغة الفرنسية بجامعة الإسكندرية هو اسمه عبد العزيز أبو زيد، وأول ما تخرج يعني قبل ما يستلم الوظيفة حتى راح طلبني من والدي واتخطبنا وبعد كده تزوجنا، هو كان إنسان ممتاز متدين، والده كان أزهري فبيرجع له الفضل هو ووالده الأزهري أنه أنا اهتمت بالدراسات الإسلامية وبدأت أنه أنا أتعمق في الدين الإسلامي. عشنا في القاهرة ست سنوات أنجبنا خلالها ولدين، الولد الكبير حسام والولد الثاني مهاب، هم دلوقت الكبير بقى مهندس كمبيوتر ورجل أعمال والثاني دكتور مهاب أبو زيد تخصص في الفيزياء وحصل على دكتوراه في الفيزياء والذرة من جامعة لندن بإنجلترا. بعد ثلاث سنين من وصولنا هنا ولدت هناء في جنيف، يعني هي دي اللي مولودة بقى في سويسرا، السويسرية، يعني هي بقيت طبيبة عيون ومتخصصة في جراحة العيون بالذات، ويعني كان الأولاد، الكبير كان خالص الجامعة والصغير كان خلص الدكتوراه. يعني زوجي توفى بعد ما ابني الكبير تخرج واشتغل والثاني برضه كان تخرج وأخذ الدكتوراه، بنتي هي اللي كانت لسه في سنة ثالثة أو رابعة في كلية الطب، وهو توفى فجأة، الله يرحمه. فكنا في البيت كلام عربي أغاني عربي موسيقى عربية، نسمعهم قرآن، وديناهم المسجد يتعلموا لغة عربية ويحفظوا قرآن، حتى عملوا عمرة برضه وهم صغيرين، البنت برضه الصيام بيشوفونا بنصوم، بنصلي، يعني متمسكين بالثقافة بالخصوصيات الثقافية بتاعتنا. الابن الكبير تزوج وعنده بنتين أسماهم أسماء رغم أن زوجته فرنسية سويسرية لكن البنتين واحدة اسمها إيناس والثانية اسمها مريم، البنات دلوقت الكبيرة عندها ثماني سنين والصغيرة عندها ست سنين، طبعا دول دلوقت عندي أحلى حاجة في حياتي، يعني زي ما بيقولوا يعني أعز الولد ولد الولد.


حسام أبو زيد/ ابن السيدة فوزية العشماوي: والله أمي تشتغل كثير قوي فهي بتعمل مجهود جامد جدا وطبعا نحن كلنا معجبين أنه هي لحد دلوقت بعد كل السنين كلها بتحاول دول يفهموا دول وطول حياتها هي كانت هكذا بتحاول إيه؟ تقرب العالم العربي بالعالم  western world الأوربي وهكذا وده طبعا مجهود صعب جدا. وأخيرا في السنوات الأخيرة دي حنقول 11/2001 بقى الموضوع ده مهم أكثر بس هي كانت شغالة في الجهة دي من قبل كده بكثير، ودلوقت بقى ظهر أهمية هذا السؤال أعتقد يعني. فهي كأم ما شاء الله مية المية يعني ما فيش عندنا أي حاجة، ما ناقصناش من أي حاجة، اهتمام، وجود، يعني الحمد لله كنا محظوظين جدا، وطبعا أخذنا منها أنا وأخواتي هذا الاهتمام بالشغل والعمل والمجهود وهكذا، فده يعني كان مثال لنا كلنا.

[فاصل إعلاني]

على دروب البحث والعمل الاجتماعي و الثقافي


المعلق: يعرف موقع المعلومات الرسمي السويسري الدكتورة فوزية العشماوي بأنها أديبة مصرية سويسرية تمارس دورا رائدا ضمن الحركة النسوية العربية بالمهجر وأن تجربتها الناجحة كأستاذة وكاتبة وناشطة اجتماعية تكشف الدور الكبير الذي يمكن أن تضطلع به المرأة العربية المسلمة حينما تتحرر من وطأة التبعية السلبية المفروضة عليها من قبل الرجل الشرقي. الدكتورة فوزية يغضبها الكلام وتراه ناتجا عن نظرة استشراقية تنميطية.


أنا أعيش في مجتمع سويسري لا يعرف شيئا عن الإسلام والعالم العربي، وواجبي كمصرية عربية مسلمة أن أخدم هذا المجتمع الذي أعيش فيه وبنفس الوقت أخدم قضايا بلادي كالقضية الفلسطينية والقضية العراقية

فوزية العشماوي: اللجنة الأوروبية المشتركة يعني بعدما عملوا الوحدة الأوروبية بدأوا يهتموا بالمسلمين وبأحوالهم وكيف يعني حيندمجوا في المجتمعات الأوروبية، في الوحدة الأوروبية، فأحبوا يعملوا دراسة مستفيضة اسمها دراسة ميدانية أنتروبولوجية عن المسلمين في جميع الدول الأوروبية فاختاروا سبعة أساتذة من سبع جامعات أوروبية لإعداد دراسة شاملة عن المسلمين وأوضاعهم في كل بلد أوروبي، فتم اختياري أنا من جامعة جنيف لإعداد دراسة وبحث ميدانيين عن المسلمين وتاريخهم ومعيشتهم في سويسرا، يعني نأخذ هل في شيء يتعارض بين الدستور السويسري وبين وجود المسلمين؟ هل في في القوانين السويسرية ما يمنع اندماج الإنسان المسلم في المجتمع السويسري؟ هل المسلمون مضطهدون؟ هل ظروف العمل بالنسبة له مختلفة؟ وهكذا. وبعد ما عملت هذه الدراسة وأجازتها اللجنة الأوروبية المشتركة، اليونيسكو طلبت مني برضه أنه أنا أعمل دراسة عن الإسلام في سبع دول من محيط البحر الأبيض المتوسط أدرس فيها صورة الإسلام والمسلمين في كتب التاريخ المدرسية، عملت في فرنسا وإسبانيا واليونان وتونس ومصر ولبنان والأردن، فبأعمل دراسة مقارنة ماذا يقال عن الإسلام في كتب التاريخ المدرسية. طبعا في حاجات كثير شوائب وأنماط وصور نمطية وحاجات، مغالطات تاريخية أو في حاجة اسمها إغفال يعني بيغفلوا عمدا، متعمدين يعني، يغفلوا أشياء إيجابية ويبرزوا حاجات سلبية، يعني دي الخلاصة بتاعة الدراسة اللي أنا عملتها. وطبعا اليونيسكو بتعمل الدراسة دي، طبعا نحن عارفين أنه لها مكاتب اسمها مكاتب إقليمية في كل دولة لها مكتب إقليمي فالدراسة تم توزيعها على جميع المكاتب الإقليمية، المكاتب الإقليمية دي بتتصل بوزراء التربية والتعليم في كل دولة وبتقول لهم والله نحن عملنا دراسة عن الكتب في بلدكم ولقينا بعض الملاحظات فنرجو أخذها بالاعتبار حين إعداد كتاب جديد أو منهج دراسي جديد. فبعد عشر سنين منظمة الإيسيسكو اللي هي المنظمة الإسلامية للعلوم والتربية الموجودة في الرباط طلبت مني برضه أنه أنا أعمل، بعد عشر سنين من الدراسة الأولى طلبت مني أنه أنا أعمل دراسة ثانية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، علشان نشوف لو حصل تغيير في المناهج الدراسية، فعملت دراسة ثانية برضه استغرقت حاجة بتاعة سنة للإيسيسكو واستمريت في نفس المجال وحاليا جامعة الدول العربية اختارونا برضه كخبير لإعداد دراسة أو كتيب عن تعديل المناهج الدراسية في الدول الأوروبية والعالم العربي والإسلامي. أنا عايشة في مجتمع سويسري لا يعرف شيئا أو شيء قليل عن الإسلام والعالم العربي والإسلامي فأنا واجبي كمصرية عربية مسلمة أن أخدم هذا المجتمع اللي أنا عايشة فيه وبنفس الوقت أخدم قضايا بلادي، مثلا لما أتكلم عن القضية الفلسطينية لما أتكلم عن قضية العراق، فالشعب الفلسطيني اللي بيفجر نفسه، طبعا أن ضد العنف وضد الإرهاب وضد كل الكلام ده، لكن أنا كأستاذة جامعة كباحثة كدارسة بأدرس الأسباب يعني كل حاجة غير طبيعية بيبقى لها جذور غير طبيعية، فعلشان كده أنا منخرطة في عدة جمعيات أهلية يعني أنا مشتركة في جمعية مثلا للدفاع عن مثلا اللي اسمها الحضارة العربية الإسلامية، عندنا جمعية ثانية للثقافة، الجمعية الثقافية المصرية السويسرية بنعمل جسر تواصل ثقافي ما بين مصر وسويسرا، أنا بأدافع بقى عن المرأة الفلسطينية، يعني في جمعيات مدنية أخرى إسرائيلية ويهودية كل مؤتمر من مؤتمرات حقوق الإنسان يقوموا يدافعوا عن المرأة الإسرائيلية اللي بتفقد أولادها في حوادث الانفجارات اللي بيعملوها الفلسطينيون الإرهابيون ونحن بنبقى أم ثكلى وأرملة حزينة ومن الكلام ده، فأنا بأدافع بقى عن المرأة الفلسطينية اللي ابنها مثلا بيفجر نفسه لأنه عايش في ظروف صعبة غير إنسانية تتنافى مع ميثاق الأمم المتحدة ومع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومع اتفاقية جنيف الدولية فبأدافع عن هذه المرأة، لما بيفجروا بيت لأي فدائي بيفجروا بيته بالديناميت، أسرته بقى تعمل إيه؟ تروح فين؟ المرأة الفلسطينية دي المضطهدة اللي فقدت ابنها، فقدت بيتها، مالهاش مأوى، مالهاش مكان، دي فين القانون الدولي اللي يحميها؟ فدي أهمية المجتمع المدني ودي أهمية المنظمات غير الحكومية اللي نحن بنعملها وبنعمل فيها نشاطا. مثلا أي حكومة أوروبية عايزة تعمل أي قانون يخص المسلمين عايزين أي فتوى عايزين أي دراسة بتبقى من خلال المؤتمر الإسلامي الأوروبي، وأنا نائب الرئيس مختصة بالشؤون الثقافية وبشؤون المرأة، انبثق بقى من المؤتمر الإسلامي الأوروبي forum يعني منتدي خاص بالمرأة بقى لأنه لقينا أن قضية المرأة المسلمة في أوروربا قضية متشعبة، فأنشأنا لها forum مخصوص، منتدى مخصوص سميناه منتدى المرأة الأوروبية المسلمة، بندافع فيه عن حقوق المرأة، بنصلح صورة المرأة المسلمة في الإعلان الأوروبي في التلفزيون في الصحافة في الإذاعة، فعملت أنشطة ثقافية كثيرة وكده وبعدين ما لقيتش روح الفريق وكنت حابة أعمل برضه جمعية ثانية علشان تبقى جسر ثقافي بين مصر وسويسرا، فأنشأت جمعية جديدة أخرى مع دكتورة مصرية اسمها ليلى الوكيل ومع بروفسور ثاني اسمه شارل بونيه من جامعة جنيف برضه، يعني نحن الثلاثة من جامعة جنيف، فكرنا أنه نحن الثلاثة نعمل جمعية جديدة تبقى مصرية سويسرية.


ليلى الوكيل/ أستاذة في الهندسة المعمارية بجامعة جنيف: أسسنا السنة الماضية جمعية ثقافية مصرية سويسرية والفضل في هذا يعود للسيدة فوزية العشماوي وهي رئيسة الجمعية، لقد تعرفت عليها منذ سنتين وأنا سعيدة جدا بتعرفي عليها فهي شخصية عملية ونشيطة جدا ومثقفة وحظيت بشرف التدريس لسنوات عديدة في جامعة جنيف وعلمت طلابا كثيرينا وهي تتحمس كثيرا حينما تحكي لنا عن نجيب محفوظ والأدب العربي المصري الذي تعرفه حق المعرفة.


فوزية العشماوي: فيعني كل اللي بأتمناه يعني أنه أنا استمر في هذا النشاط، وحتى لما بروح مصر، يعني حتى لما بروح الإسكندرية في إجازة يعني ما بقعدش كده برضه، يعني أنا برضه في الإسكندرية عضو في روتري، في نادي روتري مريوتس، يعني مجموعة رجال أعمال عاملين روتري وبيعملوا مشروعات خيرية للبلد، يعني رغم أنه أنا غير مقيمة في الإسكندرية ومقيمة في جنيف ولكن يعني ما بين الإسكندرية وجنيف بأحب أنه أنا.. فيعني برضه حتى لما بروح الإسكندرية برضه لي نشاط ونشاط اجتماعي وبأحب أنه أنا أشارك أو أساهم في بعض المشروعات الخيرية اللي هم بيعملوها في الإسكندرية.


المعلق: البنت ذات الضفائر التي طلبت من أبيها قبل خمسين عاما أن يسمح لها بالذهاب إلى المدرسة سيرا على قدميها وليس في حافلة المدرسة لكي تستمتع بصحبة الناس في شوارع الإسكندرية القديمة تبلور لديها الآن مشروع متكامل لمواجهة الغزو الثقافي الأميركي العاصف. على أوروبا والعرب أن يتحالفا إذا ما أرادا الحفاظ على حضاراتهما العريقة وأن تصمد لغاتهما وثقافاتهما في مواجهة هوليوود والـfast food.