
عصام رضوان
– قصة السفر إلى أميركا والتدريس بالجامعة
– تحقيق النجاحات العلمية في المجتمع الأميركي
[تعليق صوتي]
شوارع أورلاندو الرحبة المشمسة ربما لا تكون المكان المناسب لتذكر تحذيرات منظمة الصحة العالمية من التزايد السرطاني للحوادث القاتلة على طرق العالم، فبحسب المنظمة لقي حوالي مليوني إنسان على الأقل مصارعهم في حوادث سير خلال عام 2006 وأصيب مائة مليون آخرون إصابات متفاوتة وخسر الاقتصاد العالمي ما يربو على ترليون دولار ولكن شوارع أورلاندو الجميلة هذه هي المكان المناسب كي يتباهى الأميركيين بالوصول إلى أحد أفضل المعدلات في العالم لخفض الحوادث على الطرقات خلال السنوات العشر الأخيرة وقد استنفرت أميركا لتحقيق ذلك كل أسلحتها العلم والتكنولوجيا رجالا مثل المهندس المصري عصام الدين رضوان أستاذ هندسة الطرق بجامعة وسط فلوريدا والمدير التنفيذي لمركز الأنظمة المتقدمة لمحاكاة المواصلات، خمسة وثلاثون عاما أمضاها ابن حي الزمالك القاهري في الولايات المتحدة الأميركية طالبا ثم أستاذا باحثا ثم مبتكرا وخبيرا في هندسة الطرق وأنظمة السلامة المرورية، عمر طويل من العمل أنفقه هذا العربي كي تصبح الطرق الأميركية أكثر أمنا.
قصة السفر إلى أميركا والتدريس بالجامعة
عصام رضوان – مهندس طرق: اخترت هندسة النقل والمرور لأن كان طبعا فيه أشخاص في حياتي أثرت علي جدا منهم مثلا زوج أختي الدكتور عبد المنعم عثمان وهو كان في الوقت ده بيدرس في الولايات المتحدة ورجع درس لي في مصر كان أستاذي وكانت ابتدأت مصر تبني طرق كثيرة وكان المرور ابتدأ يزيد وأنا عارف أن طبعا المشكلة دي ما كنتش حاجة تبقى في مصر بس كانت هتبقى في المنطقة العربية كلها عدد السيارات هيزيد، هتبقى فيه مشاكل للمرور فتصورت أنه موضوع شيق جدا وهو كنت أنا دائما يعني (Interested) فيه لما جئت للولايات المتحدة ودرست الماجستير والدكتوراه خلصت سنة 1978 وسنة 1977 قابلت زوجتي الحالية ويندي رضوان أميركية كان لها تأثير في حياتي كبير جدا أنه بعد ما تزوجنا وخلصت أنا دراستي قررنا بعد كده إن إحنا نحاول مثلا أدور على شغل في الجامعات في الولايات المتحدة وكانت وقتها هي بتشتغل وساعدتني في إنها كانت بتشتغل وأنا برده أنت عارف الطالب لما بيكون حياة طلاب يعني ما فيش دخل كبير فكان لها تأثير في حياتي إنها ساعدتني لحد ما خلصت الدكتوراه وبعد كده هي قالت بقى أنا هأبطل شغل وأنت تبتدي تشتغل ونبتدي العائلة يعني نجيب أولاد فأول شغلانة اشتغلت فيها في جامعة اسمها فرجينيا تاك في بلاكس فرجينيا درست فيها ست سنوات وترقيت لأستاذ مساعد وتثبت هناك نظام التثبيت أنه ملزم أنه يثبتك في الجامعة ما يقدرش يرفدك فدي طبعا لها تأثير كبير لأنها بتعطي لك راحة نفسية تقدر تعمل فيها بعد كده أبحاث كثيرة وتنجح بعد ما خلصت فرجينيا تك رحت الجامعة الثانية أريزونا استيت يونيفرستي في كالبي أريزونا.. في ولاية أريزونا، طلبوا أني أنا أروح أقابلهم وعرضوا علي أن أنا أروح أشتغل مع مركز هناك لأبحاث النقل والطرق جميلة جدا جامعة كبيرة ودرست هناك برضه ست سنوات وبعد ست سنوات ترقيت أصبحت (Full professor) أستاذ كامل بعد كده بقى جاءت جامعة (University of Central Florida) جامعة وسط فلوريدا كانوا بيبحثوا على رئيس قسم فعزموني وجيت عملت (Interview) في جامعة (Central Florida) وطلبوا أني أنا أبقى رئيس قسم وقعدت هنا من سنة 1990 لحد 2003 كرئيس قسم وقتها طبعا بنيت هندسة النقل والمرور وبنيت قسم الهندسة المدنية وهندسة البيئة والحمد لله ربنا وفقني ونجحت جدا في أنه عملنا قسم لأبحاث النقل والمرور هنا اسمه (Center for Advanced Transportation System Simulation) هو الترجمة بتعته هو مركز الأبحاث المتقدمة في المحاكاة في النقل.
[تعليق صوتي]
هو الحلم الأميركي بحذافيره أنت تقود سيارتك المرسيدس من مقر عملك المغلوق عبر الشوارع الفسيحة الأنيقة إلى بيتك في حي الأثرياء ولكن الحقيقة أن أميركا لا تنمح نفسها إلا لمن يمنح لها نفسه تماما، عصام رمضان الذي قطع تذكرة ذهاب فقط إلى الولايات المتحدة خلال السبعينيات بعد أن حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة القاهرة ليصبح بمضي الوقت وبالكثير من الجهد المبذول أكاديميا ومهنيا أحد أهم خبر الأمان على الطرق في العالم رغم أنه عربي الأصل والعرب هم أحد أسوأ معدلات السير في العالم.
عصام رضوان: أنا ولدت في الجيزة والجيزة هي ضاحية من ضواحي القاهرة تعتبر محافظة كاملة وما أتذكرش كثير من الجيزة لأنني عشت فيها من ثلاث سنين من طفولتي وانتقلنا بعد كده للزمالك وهي ضاحية من القاهرة هي تعتبر جزيرة في القاهرة جزيرة جميلة جدا لها ذكريات حلوة جدا في خيالي لأنها عشت فيها معظم حياتي لحد ما انتقلت للولايات المتحدة المدرسة اللي أنا رحت فيها كانت في آخر الشارع اللي إحنا كنا ساكنين فيه مدرسة أمون الخاصة بالزمالك وكنت بمشي خمس دقائق وببقى في المدرسة، ذكريات الجميلة بالطفولة طبعا بترجع إلى أنه كان فيها حنان وحب كثير من الوالدين من الأخوات كانت المدرسة الواحد بيذاكر وبيتعب وبينجح وكان طبعا بنروح النوادي الرياضية بأقدر ألعب تنس بأقدر أمارس هواياتي كنت بحب جدا أتفرج على مباريات الكرة وأنا كنت زملكاوي وكان والدي الله يرحمه برده زملكاوي كانت والدتي زملكاوية أخواتي الاثنين البنات وأخويا كانوا أهلاوية فكنا عاملين توازن في البيت كان أعضاء في النادي الأهلي وقتها كان دائما عضو النادي الأهلي يقدر بكارنيه النادي الأهلي يروح يتفرج على المباريات ببلاش، فدي برضه كان جزء من (Fun) والفرع اللي إحنا كنا بنروح نعمله يوم الجمعة في الصيف كنا دائما بنقضيه في إسكندرية وكان لنا شقة على البحر في سيدي بشر وكان بنقضي صيف جميل جدا شهرين ساعات ثلاثة أشهر وكان لي خالتي برده عايشة قريبة في نفس المبنى اللي إحنا كنا فيه وأولاد خالتي كان عندهم بنتين وولد كنا بنقضي برده أيام جميلة على البحر والصيد و(Beach) لها ذكريات رائعة لن أنساها في حياتي كان للتأثير علي في حياتي مهم جدا والدي الله يرحمه لأن والدي أعطاني فرصة إني أنا أثبت نفسي وقال لي دائما اللي أنت تفكر فيه واللي أنت عايز تعمله تقدر توصل له بمجهودك وبتفكيرك بحكم أنه هو كان خريج تجارة وكان محاسب قانوني تمنى أني أولاده يكونوا كلهم مهندسين أو أساتذة جامعة فالأخ الكبير الدكتور علاء رضوان أصبح مهندس ميكانيكي وبعدين الأخت ليلى اللي هي ثاني واحدة أصبحت مهندسة مدنية وتزوجت من دكتور هندسة طرق ومطارات كان حاصل على الدكتوراه من الولايات المتحدة الدكتور عبد المنعم عثمان طبعا لما نظرت لأخواتي الكبار وزوج أختي كلهم مهندسين فتصورت أني أنا بمجهودي طبعا أصبح مهندس ناجح كنت عامل بتشتغل كويس في المدرسة وطلعت من الأوائل في الثانوية العامة وجبت مجموع كويس فالمجموع العالي طبعا بيشجعك أنك بتدخل كلية كويسة وقتها يا كان طب يا الهندسة أنا ما كنش لي في عملية الطب ما كنتش أتصور نفسي أني أنا جراح أو هتعامل مع ناس وعيانين بس كنت متصور أني أنا هأكون مهندس ناجح فطبعا أقدر أقول أنه برضه تأثير الأخوات علي وتأثير الوالد شجعوني أني أنا أصبح مهندس مدني وأتطلع أني أنا أصبح أستاذ جامعي كمان مركز (Simulation) يعني كلمة (Simulation) باللغة العربية هي المحاكاة الفكرة فيها إنك بتحاول تشوف أو تلم معلومات عن اللي بيحصل بره في الطريق لسائقي السيارات والسيارات إزاي بتمشي على الطريق نفس ال(Informing) ده يا إما في الكمبيوتر يا إما في المعمل (Lab) الغرض منها أيه إنك لو عرفت تحط المعلومات دي كلها سواء في الكمبيوتر أو في (Simulator) وهو عبارة عن جهاز بيسمح للسيارة كأنها ماشية على الطريق بس هي مش ماشية تقدر تجرب أنواع مختلفة من الحلول فبدل ما تروح بره في الطريق وتجرب الحلول دي تجربها في (Lab) وبيقدر زي ما هنعرف الحول الناجحة والحلول الغير ناجحة بعد ما نختار الحلول الناجحة نقدر نروح به في الحقل ونفذها وفعلا نقول إنها نجحت وبتحل مشاكل كثيرة وبتوفر فلوس وبتقلل الحوادث ففهه نوعين من (Simulation) هنا نوع اللي في الكمبيوتر بس وده اسمه (Computer simulation) وبنقدر فيه نحل مشاكل بأن إحنا نمشى (Computer program) ونجرب ولو غيرت دي لو غيرت ده ها يحصل أيه؟ ونقدر في الآخر خالص نبص على النتائج ونشوف التأخير في المرور حصل قد أيه عدد السيارات اللي مرت كان قد كام ودي سهل (Simulation) الثاني بقى اللي أنا هريهولكم في (Lab) إن شاء الله ده سيارة قاعدة يعني مركزة محطوطة قاعدة على جهاز بيحركها في ست درجات من الحرية وفيه شاشة أمامها الشاشة بتوري لك الطريق وبتدخل أنت السيارة دي والديركسيون والجاز البنزين والفرامل متركبة بالكمبيوتر فأنت بتشوف كأنك بالضبط زي كأنك في ديزني وأنت راكب السيارة وبتلعب الألعاب اللي هي بتاعة المرور دي بس إحنا بنعملها بحيث أنت بتحس إن فعلا راكب السيارة دي وأنه فيه مشكل أمام وتقدر تعمل حاجات مفاجئة للشخص اللي سايق السيارة مطر شمس جامدة جدا تلج بينزل مره واحدة فيه حيوان بيجري أمامك فإزاي (Stop react before you hit it) فالحاجات نقدر نحطها في (Simulator) نقدر نلم (Data) منها ونقدر نحل مشاكل المرور المختلفة.
[فاصل إعلاني]
تحقيق النجاحات العلمية في المجتمع الأميركي
[تعليق صوتي]
ربما لا يكون في حياة الدكتور عصام رضوان إلا تناقض واحد كان عضوا في النادي الأهلي رغم أنه يشجع نادي الزمالك فيما عد ذلك وإذا ما أضفنا ومضة من الحنين تباغته من حين لحين لوطن الطفولة والشباب يتصالح هذا الرجل مع نفسه تماما ويشعر بالرضا عن مشواره المهني والعلمي المتوج بالعشرات من الجوائز وشهادات التقدير التي تغطي جدران مكتبه.
عصام رضوان: الشخص بيبان نجاحه أو عدم نجاحه من حاجتين الحاجة الأولى أنه لو نجح في أنه يجب دعم خارجي علشان يعمل به أبحاث والأهم منه أنه بعد ما يخلص الأبحاث ينشر المعلومات اللي وصل لها والأبحاث الناجحة اللي عملها في مجلات علمية الميزة الولايات المتحدة وبالذات المجتمع ده أنه مجتمع مفتوح الشخص اللي بيقدر يثبت فيه أنه هو قادر على أنه ينجح ويكون مدرس ناجح ويجيب تدعيم خارجي ويعمل أبحاث وينشر أبحاثه سواء هو عربي سواء هو فلسطيني سواء هو مصري سواء هو من الهند أو من الصين ما فيش تفرقة ما بين الأشخاص يمكن التفرقة بتحصل في مجالات أخرى بس مش في الجامعات.. الجامعات بيقى فيها تقدير للشخص وياما تشوف ناس هنا ناجحة في أميركا ومن أصل عربي من أصل إيراني فبالنسبة طبعا اللي ساعدني أنه أنا متزوج زوجة أميركية دي أتعلمت اللغة بسهولة حاولت أني أنا أندمج في الشعب الأميركي اندماج طبيعي وده سهل علي طبعا الأمور جدا لأن لو الشخص اللي هييجي هنا يعيش في أميركا لازم يندمج في المجتمع الغربي لو قفل على نفسه وحاول يعيش بالطريقة العربية هنا في المجتمع الغربي مش هينجح في نفس الوقت يخلي برده العادات الشرقية موجودة ما فيش مانع من كده ودي بالعكس دي بتبين مثل كويس للأميركان أنه الشخص ده جاء من المنطقة العربية لسه محتفظ ببعض عاداته الشرقية لكن في نفس الوقت جاي المجتمع الغربي وثبت نفسه ونجح وبالعكس ده تحداهم، لما جيت (University of Central Florida) كرئيس قسم ما كانش عندي أي خبرة في الإدارة قبل كده وطبعا كانت غريبة جدا إني أنا أجي أبقى رئيس قسم في حوالي 22 دكتور وأساتذة جامعة وطبعا معظمهم أميركان وبعدين بيجئ واحد أصله من مصر إزي ده هيبقى رئيسنا، فكانوا متخوفين اكتشفت في نفسي يعني ميزة كويسة جدا أني أنا شخص أولا (Lead by example) بقودهم بالمثل فطبعا تحديتهم إزاي تحديتهم قلت لهم ده الوقت أنا هجيب فلوس أبحاث أنا هأدرس وهثبت نفسي وهأوري لكم أني أنا شخص ناجح، فلما شافوني كمثل أعلى لهم أني أنا شخص ناجح هم نفسهم ابتدءوا يشتغلوا جامد فكانت جميلة جدا اشتغلت فيها كذا سنة وأثبت ونجح القسم جدا وأثبتنا فيه نجاح عظيم في نفس الوقت حسيت أني أنا حنيت جدا لعملية التدريس وعملية (research) بعد ما خلصت 13 سنة وكانت دي فترة طويلة جدا يعني لما تبص رئيس القسم عادة رئيس القسم بيقعد 7، 8 سنين هو النظام أيه بيبقى دورتين خمس سنين وبعدين بتدخل الدورة الثانية خمس سنين ثانيين نجاحي كان في الدورتين عظيم جدا أن هم عملوا (Exception) العميد جاء قال لي أنت خلصت العشر سنين بتوعك محتاجين برضه لأن أنت فاهم القسم ونجاح فيه فقعد ثلاث سنين زيادة فبعد 13 سنة هذه حسيت أني أنا ناقصني حاجة ولو أني درست قبل كده قبل ما أصبح إداري لمدة 12 سنة بس عايز أرجع ثاني اشتغل مع الطلبة وأعمل أبحاث ففي الثلاث سنين اللي فاتوا هؤلاء الحمد لله جالي كذا مشروع لسه يعني بدرس فيهم وبعمل فيهم أبحاث بس في نفس الوقت أنا لسه بتاع كانت فيه مشروع من المشاريع اللي إحنا بنعمله ده الوقت هو بنعمل يعني (testing) لنوع معين من (Marking) ده اللي هو حاجة اللي بتتحط على الطريق بتبقى عادة بتدهن مثلا رسالة معينة بتقول فيها إشارة مرور واصلة في مسافة قصيرة الغرض منها أنك بتقول لسائق السيارة أن إشارة المرور هتتغير من أخضر لأصفر وبعدين أحمر فيعني بيستعد علشان لازم يقف، اكتشفوا هنا في الولايات المتحدة في أجزاء كثيرة من فلوريدا أن الناس دي (Ignore) إشارة المرور بيمشوا ما بيقفوش فيها فلو إحنا حطينا (Marking) ده على (Pavement) هنقدر نقول للشخص ده الإشارة الوقت صفراء، هل تقدر تقف ولا تكمل؟ لو السيارة دي من وراء يعني ما وصلتش لسه (Marking) ده يبقى بنقول له لو وقفت هتقدر تقف (Safely) بأمان ما فيهاش مشكلة لو أنت عديت (Marking) بتاع (Pavement) ده وماشي بالسرعة اللي هي القانونية يبقى تقدر (You go through intersection) هتقدر تمشى خلال التقاطع كله والإشارة لسة صفراء ومافيش مشكلة عملنا لها (test) في (Simulator) علمية (Marking) ده ونجحت نجاح شديد ثبتت جبنا أربعين جم ستات ورجالة بأعمار مختلفة وحطناهم مشيناهم في كذا إشارة بنفس ده ولقينا إنها بتقلل نسبة كسر إشارة المرور بحوالي 50 إلى 60%، لما ببص في التاريخ القديم بتاعي بأقول أني أنا النجاح ده طبعا بيتعلق حاجتين واحد الأشخاص اللي أنت قابلتهم في حياتك وسببوا نجاحك والحاجة الثانية اللي بنسميه هنا في أميركا (The fire in the belly) النار اللي في جوفك هي اللي تعمل أيه هي اللي بتخليك دائما تبقى عايز تنجح وعايز تسبق الناس و(compete with them) و(prove your self ) ودي بتيجي طبعا من شخص لشخص فدي الحمد الله ربنا أعطاها لي كصفة في والحمد لله نجحت وأثبت نفسي.
[تعليق صوتي]
التوفيق الذي رافق مشوار البروفيسور عصام رضوان تجلى في أحسن صوره في ويندي الجميلة صاحبة الابتسامة الطفولية التي احتفظت في ذاكرتها بحكايات جدتها الرومانسية عن مصر الدكتور عصام الذي لم يتخلى قط عن ملامح شخصيته المصرية احترم تفاني فتاته الأميركية واتفق معها على تربية ولديهما عمر وآدم تربية متوازنة فيها حرية لا حدود لها إلا الحفاظ على هويتيهما كشابين أميركيين عربيين مسلمين.
عصام رضوان: الغريب في الموضوع أني أنا قطعت تذكرة (one way) اتجاه واحد بس وما كانش فيه نيه خالص أني أنا هأهاجر للولايات المتحدة وأعيش فيها معظم حياتي وتشاء الظروف أني أنا أخلص الدراسة ويعرض علي عمل في الولايات المتحدة وأتزوج من أميركية وبعد كده أخلف أولاد وأقرر أن أنا أنشأهم في المجمع الغربي والولايات المتحدة دي شجعتني أنا أني أقعد وبعدين لما أفكر فيها بعد كده وأقول والله يا رب يعني دي يمكن كانت إرادة ربنا إني أنا اشتريت التذكرة (one way) اللي هي اتجاه واحد ما كنش في بالي خالص عملية الهجرة بس هي جاءت من نفسها بعد كده في أثناء دراستي طبعا الواحد بيبقى له حياة اجتماعية بيروح مثلا بيختلط بطلبة ثانيين بيروح المركز بتاع الطلبة الأجانب وكان مركز الطلبة الأجانب بيعمل حفلات ترفيهية فمن ضمن الحفلات اللي هي بيسموها هنا في الولايات المتحدة الناس بتروح فيها بتبقى مثلا لابسة ملابس تنكرية بيبقى فيها احتفالات رحت في حفلة من الحفلات دي كانت في نوفمبر أتذكر كويس جدا في نوفمبر سنة 1976 بعد ما خلصت الماجستير وكنت بأدرس الدكتوراه وتشاء الظروف أني أنا أقابل ويندي اللي هي زوجتي ده الوقت وتعرفنا على بعض وسألتني حتى أنت منظرك يعني مش من أميركا هنا فقالت لي أنت منين فقلت لها من مصر فقالت لي دا أنا جدتي كانت سافرت كثير جدا ومن ضمن البلاد اللي سافرت لها مصر وطبعا لو ما كانتش جدتها حكت لها على العالم الخارجي ما كانتش تعرف مصر دي فين الولايات المتحدة على قدرها ما هي كبيرة دي تعتبر قارة بحالها بس فيه ناس كثير عمرها ما تخرج من الولايات المتحدة ما يعرفوش أنه فيه عالم ثاني خالص اسمه الشرق الأوسط أو الشرق الأقصى أو أوروبا فالحمد لله وقعت في ست أميركية يعني متنورة وأهلها عرفه أيه هي مصر وسافروا قبل كده.
ويندي – زوجة عصام رضوان: أنا بأحبه كثير هو ذكي قوي وهو رجل كويس قوي هو بتحبيه وبتحب ولدي وإحنا بنحب نسافر أنا بحب مصر وإن شاء الله هنسافر لمصر كثير في المستقبل.
عصام رضوان: فبقى لنا متزوجين 30 سنة وبعد الزواج خلصت الدكتوراه وانتقلنا لفرجينيا وأتولد عمر وبعدين آدم ولِد سنة 1982 آدم ابني الصغير وهما الاثنين من مواليد فرجينيا عشنا هناك لحد سنة 1984 وبعد كده انتقلنا في أريزونا وكان نشأتي للأولاد أني أنا لما تزوجت ويندي كان الاتفاق إن هننشأ الأولاد كمسلمين وما فيش مشكلة في الموضوع ده وأنا بالنسبة لي في الموضوع ده أني أنا حاولت أني أنا أزرع فيهم النزعة المسلمة وأقول لهم أن هما مسلمين وأن هما ما يأكلوش مثلا لحم الخنزير أو ما يشربوش فالحمد لله يعني تصورت أني أنا زرعت البذرة المضبوطة في أولادي والحمد لله ده الوقت شباب 27 و 24 سنة معتزين جدا بأن هما مصريين بيفخروا بها لما بيروحوا مصر بينبسطوا جدا وبيحسوا أنه فيه حنان مخصوص موجود في مصر سواء مني أو من أخويا أو من أخواتي أو من العائلة الكبيرة اللي موجودة في مصر، في ساعات طبعا في نقط ضعف كده الواحد بيقول طب لو كنت أنا رجعت مصر كان هيحصل لي أيه ما بسميهاش نقطة ضعف بسميها نقطة حنان أني أنا يمكن فقدت جزء من شبابي عشته هنا في مجتمع غربي كان هيحصل أيه لو عشتها في مجتمع شرقي مرة كده مرة اثنين ثلاثة الواحد بيندم شوية بس لما أبصلها (on the long run) على المستوى الطويل المدى عمري ما حسيت بندم أبدا لأنني لسه برده بحن لمصر ولو جاءت لي فرصة هأساعدها في أي حاجة وبعدين بأبص في حياتي كلها يعني يوم ما بعرف أنه فيه هنا مصري جاي للولايات المتحدة بأحاول أساعده بقدر الإمكان، طلبة كثيرة جدا جاؤوا درسوا معايا هنا وأعطيت لهم فرص أن هم ينجحوا في الولايات المتحدة منهم اللي عاش هنا وما رجعش ومنهم اللي رجع فأنا متصور أني أنا على أن سبت موطني وسبت بلدي بس فيها جزء في قلبي دائما بأشيله لها وبأحاول أساعد أي واحد بيجي من هناك. dtexile@aljazeera.net