ناهد طوبيا/ اول جراحة سودانية
موعد في المهجر

ناهد طوبيا

تعرض الحلقة لسيرة أول جراحة في تاريخ السودان ناهد طوبيا الناشطة النسوية التي تناضل في لندن ضد عملية الختان. وتتحدث عن ربع قرن من الاغتراب يقرب ضيفتنا من وطنها الحنون.

ضيف الحلقة:

ناهد طوبيا/ جراحة سودانية

تاريخ الحلقة:

13/08/2004

– السودان.. القاهرة.. لندن
– السكن في الحي العربي بلندن
– مركز لصيانة حقوق المرأة
– الأسرة والمواطن العالمي

السودان.. القاهرة.. لندن


undefinedناهد طوبيا: اسمي ناهد فريد طوبيا أتولدت وأتربيت في السودان في الخرطوم بحري، أمي سمتني ناهد تيمنا بناهد سري إحدى المناضلات من أجل حقوق المرأة في مطلع القرن العشرين وزميلة هدى شعراوي في مصر، أمي وأبويا ربونا على أنه البنت والولد واحد عندهم نفس القدرات نفس المسؤوليات ونفس الحقوق، أمي شجعتني أني أكون ناجحة بدون حدود أني بنت والدي كان رجل متفتح وأعطانا حريات في حدود الأخلاقيات، أكثر شيء شجعونا عليه هو أنه نكون متفتحين ذهنيا نكون رياضيين وأن نكون لنا رأينا الخاص وشخصيتنا المتفردة ده هو الأساس اللي منه استطعت أن أنجح في حياتي الأساس هو من البيت والبيت هو سبب نجاحي، درست بكلية الطب جامعة القاهرة وتخصصت في الجراحة لإحساسي بالمسؤولية أن أقتحم مجال جديد للمرأة، إحنا في العائلة سبعة أربع بنات وثلاث أولاد متفرقين في جميع إنحاء العالم ولا يوجد أي منا في السودان، اختار العيشة في لندن كحل وسط ما بين رغبتي في الحياة في السودان وتجربتي في الحياة بأميركا لندن مدينة كبيرة متعددة الثقافات وفيها أستطيع أن أعيش وسط مجتمع عربي ومجتمع أفريقي وثقافة قريبة من قلبي في نفس الوقت أعيش في مجتمع فيه حماية للفرد وفيه حماية لي كامرأة.

[تعليق صوتي]

وكأن أم ناهد حددت طريق ابنتها في الحياة بمجرد أن منحتها اسم إحدى رائدات المطالبة بحقوق المرأة العربية وناهد التي تدخل العقد الخامس من عمرها عافية ومتفتحة كشجرة استوائية تحمل ما تزال على كتفيها ذات الهم الثقيل هم النساء العربيات الذي تزيد وطأته على مر السنين تحمله رغم مشوار الغربة الطويل الذي بدأ في مصر وانتهى في إنجلترا مرورا بالولايات المتحدة.


اختار المعيشة في لندن كحل وسط بين رغبتي في الحياة بالسودان وتجربتي في الحياة بأميركا، حيث أستطيع العيش وسط مجتمع عربي ومجتمع أفريقي وثقافة قريبة من القلب حيث المجتمع فيه حماية للفرد وحماية لي كامرأة

ناهد طوبيا: أجمل حاجة في طفولتي في السودان اللي تعلمتها واللي هاحتفظ بها بقية عمري هي البساطة المجتمع السوداني مجتمع بسيط بيجي أصلا من مجتمع صحراوي احتياجات الناس فيها محدودة جدا أو كانت في الماضي يعني فإتربيت في الخرطوم بحري أتولدت في بيت بسيط تقليدي جدا من ناحية المعمار بتاعه أكثر حاجة كنا بنعملها بنلعب في الشارع مع الأطفال مع بعض والأطفال كانوا برغم أن كلنا ساكنين في حي واحد اللي جايين من عائلات مستواها الاقتصادي مختلف من بعض لكن في نفس الوقت كل الناس بتلعب مع بعض، عائلتنا عموما والدي ووالدتي كانوا ناس متفتحين جدا ماما كانت إنسانة عندها يعني منظور محدد جدا للمرأة أنه البنت أو المرأة قادرة لعمل أي شيء كانت بتسمح لنا بأشياء ما كانت مقبولة كثير اجتماعيا يعني أنا كنت أروح المدرسة بأركب العجلة فأنا أفتكر ده إداني ثقة عالية جدا بنفسنا وفي نفس الوقت بيخلي ذكرياتي على السودان ذكريات جميلة يعني خالتي والتجمعات العائلية وكل يوم جمعة نتلمم مع بعض ويذبحوا خروف ونعمل مرارة وشية ونلعب كوتشينة والأطفال يلعبوا مع بعض في الشارع دي ذكريات ما بتتعوض كان نفسي أنه سمر بنتي يعني تعيش ولو جزء صغير من الحرية والاستمتاع والإحساس بالأمان اللي أنا كان عندنا لما أتربينا في السودان، يمكن المرحلة الكبيرة اللي أثرت في حياتي ثاني هو مرحلة الدارسة الجامعية ويمكن لظروف كانت وقتها يعني ما دخلت كلية الطب في السودان فقبلت في كلية الطب في مصر ويعني برضه أنا بفتكر ده كان حظ شديد إنه حصل لي يعني أني رحت مصر كان لسه فيه بواقي عهد عبد الناصر فكان فيه نهضة ثقافية كان فيه كتب كان فيه سينمات كان فيه مسارح كان فيه عروض جاية من جميع إنحاء العالم فوجودي في القاهرة عرضني بعد كده لأفكار ولاتجاهات في الفن وفي السياسة وفي كل المرأة الأشكال الأخرى ففيه كان نهضة ثقافية بس برضه كان فيه حركة سياسية بعد الـ1967 طبعا كان فيه الحركة الطلابية وكان فيه المعارضة إبتدت خاصة وسط الطلاب والشباب أنا في حياتي ما تخيلت أنه ممكن أعيش في أي مكان بره السودان للأسف الوضع تدهور زيادة سياسيا واقتصاديا إلى أن وصلت مرحلة أصبح التواجد في السودان بالنسبة لي أو لعشرات أو مئات للمثقفين والمتعلمين في السودان صعبة حسيت أني مدفوعة بقوة طرد من السودان وبقوة جذب من الغرب كانت يعني ما كانت شيء يعني أنا أخذت فيه قرارات يعني حقيقية كانت هي القوة بتاع قوى اجتماعية بتاعت طرد وجذب بتخلي ناس زيي يستطيعوا العيش في الغرب وما يستطيعوا العيش في السودان في الوقت اللي كان حاصل فيه كل الاضطرابات دي.

السكن في الحي العربي بلندن

[تعليق صوتي]

أي كتاب ستمتد إليه يد أول امرأة تمسك مشرط الجراح في تاريخ السودان في الظهيرة اللندنية تفتح ناهد طوبيا ديوان محمود درويش لأنها تعرف أن صوته شاعر عبقري هو الطريق الأقصر نحو روح الجنوب الحارة المتوهجة وهو الطريق الأقصر للهروب من الغربة.

ناهد طوبيا: بعد الظروف ما أصبحت صعبة في السودان وإتأكدت أنه ما في بديل غير الرحول إلى الغرب رجعت للندن وقعدت فترة بسيطة حوالي سنتين رجعت درست في جامعة لندن ماجستير بتاع الصحة بصحة عامة وتخطيط للنظم الصحية أثناء ما بعمل الماجستير أرسلتني الكلية لنيويورك لتقديم ورقة في مؤتمر فرحت نيويورك ما عندي أي فكرة ولا أي رغبة ولا أي تخطيط أنه أعيش في أميركا برغم كنت زرت أميركا ثلاث أربع مرات قبلها لكن وصلت هناك وبعد ما قدمت الورقة جاء وعرض علي وظيفة وده دي أميركا ده الاختلاف ما بين أميركا والدول الأخرى بياخدوا فرص بيخدوها بسرعة إذا أنتي كويسه في شيء هما عاوزينك عايزينك وهايدوكي فرصة وهايدوكي عليها مقابل كويس هذا الديناميكية بتاع المجتمع الأميركي حاجة يعني جميلة وجذابة الفرص اللي أخذتها في أميركا أشتغلت أربع سنوات مع المجلس السكاني الدولي تعلمت يعني في حقل جديد خالص (Development) وبالتنمية وبالبرامج الصحية.

أهم حاجة تعلمت ما يعنيه أن نعيش في مجتمع حقوق الفرد فيه محفوظة فده بيسبب ضغط رهيب يعني ضغط بأنه من ناحية فيه فرص عمل فيه فرص نمو شخصي فيه فرص معيشة مرتاحة فيه حقوق بيحفظها لك النظام لا يقدر يتخطاها لا البوليس لا الجيش لا حكومة هتتغير عليكي كل يومين وتغير رأيها فيكي بيوم أنتي بطلة وبيشيلوكي على أكتافهم وفي يوم ثاني أنتي محطوطة في السجن دي كلها المزايا في المعيشة في الغرب في مقابل في بلادنا بتعيشي وسط مجتمعك وسط ناسك الحرارة الحميمية الاجتماعية إحساسك بأنك بتقدمي شيء لناسك ولبلدك وشيء بيعني لكي أنتي شخصيا شيء تقدري تصحي في الصبح وتكوني عايزة تقدميه لكن ما عندك لا حقوق ولا أي ضمانات لا هي سياسية لا هي اجتماعية فده الإشكالية الأساسية وبالذات في أميركا أنا في أميركا ما قدرت أعيش عشرة سنوات ما قدرت أتخيل لمدة يوم واحد أنه ده هو المكان اللي ممكن استقر فيه من ناحية روحانية يعني كلمة روحانية وأنها أقصدها بمعناها الواسع يعني ما تقدر تستقر في أميركا، كمان كنت عايزة أكون أقرب للبلاد العربية والبلاد الأفريقية أقرب لناسي أقرب لبلدي جغرافيا وذهنيا ونفسيا فده اللي خلاني أنتقل للندن.

[تعليق صوتي]

خطوة أقرب إلى الوطن هكذا إذن تفسر زميلة الكلية الملكية للجراحين انتقالها من نيويورك إلى لندن واختيارها السكن في حي يكاد يكون عربيا ناهد طوبيا تتنفس هواء الحرية والمساواة المنعش في لندن وإن ظلت غير قادرة على أن تنظر في اتجاه أخر غير الجنوب نحو الوطن.


يحصل الإنسان على نمو حضاري متميز عندما ينشأ في مجتمع ديمقراطي حيث جميع الحقوق الإنسانية محفوظة بما فيها حقوق المرأة

ناهد طوبيا: لندن مختلفة لندن فيها أولا مجتمعات كثيرة بالذات من البلاد العربية فيها تجمعات كبيرة بالبلاد العربية فيها إعلام من البلاد العربية فيها تجمعات من البلاد الأفريقية وأنا شخصيا بأعتبر نفسي عربية وأفريقية يعني هويتي ما هي هوية عربية بحتة ولا هي هوية أفريقية بحتة أنا كسودانية أنا مزيج من الهوية العربية والأفريقية فده بلقاه في لندن حتى هنا في سكني في كوينس بارك أغلب الخدمات اللي بتقدم من البقالة اللي بروحلها المغسلة بتاعت التنظيف الناس اللي بتيجي تديني خدمات في البيت أغلبهم يا عرب يا من الصومال يا من السودان فقادرة أني أعيش في (Microcosm) أو عالم صغير داخل لندن هو بيديني جزء صغير من يعني علاقات الإنسانية اللي أنا بتعطش ليها في نفس الوقت بعيش في مجتمع بيحميني حقوقي فيه كفرد يعني محمية عارفة نفسي ما هيتخطاني مهما كان حتى لو فيها بعض العرقية (Racism) أو كده لكن حقوقي محفوظة حتى لو حد حاول يتخطي علي أنا ممكن أمشي والبوليس من حقه من واجبه (Sorry) أنه يحميني ما في حد يقدر يتخطاي عليه كامرأة أولا كامرأة وكشخص كإنسانة كامرأة (Civilian) وحتى كإنسان غريب عن البلد دي يعني لكن حقوقي محفوظة.

[تعليق صوتي]

الحقوق المحفوظة للإنسان رجلا كان أم امرأة دون التفات إلى لونه أو عرقه أو دينه الحقوق التي تعيشها ناهد طوبيا في لندن تريدها لمواطناتها على ضفاف النيل.

ناهد طوبيا: مهم جدا التجربة المعيشة في مجتمع ديمقراطي أنا بفتكر يعني النمو الحضاري اللي بيحصل للإنسان لما يعيش في مجتمع ديمقراطي فيه حقوق حقوقه محفوظة كفرد وخاصة حقوق المرأة محفوظة فيه حقوق الفرد بالنسبة للدولة وحقوق الفرد للمجتمع دي أكبر وأهم تجربة الواحد يكتسبها في العيشة في الغرب وبتصبح صعب جدا التخلي عنها، أنا في حياتي ما تخيلت أنه أعيش أبدا بعيد عن السودان أو أعيش في المهجر حتى من السودان لمصر كان بالنسبة لي يعتبر مهجر ولا كان شيء أخططه ولا أفكر فيه ولا أتمناه ولا حتى وبالذات لا كان ما كان شيء يكون له دعوة بأنه يكون عندي دخل أكبر أو حريات أكبر ما كان هذا أبدا هي التخطيط أفضل أعيش كنت في السودان برغم الاقتصاد المتدني والدخل المتدني وبرغم يعني عدم وجود فرص كبيرة للنمو لكن الموازنة كانت موجودة وكانت لهذا اليوم أتمنى يوم من الأيام تعود الموازنة ما بين السلبيات والإيجابيات في المعيشة في السودان عشان أرجع تاني.

[فاصل إعلاني]

مركز لصيانة حقوق المرأة

[تعليق صوتي]


مركز (Rainbo) يقوم بأبحاث وجمع المعلومات للتحرك نحو صيانة الكرامة الجسدية للمرأة وقد كُرس المركز للنضال ضد عادة ختان الإناث في السودان والمنطقة العربية

الاسم الكامل لمركز (Rainbo) التي أسسته وترأسه الدكتورة ناهد طوبيا في لندن هو مركز الأبحاث والمعلومات والتحرك نحو صيانة الكرامة الجسدية للمرأة وقد كرس المركز وصاحبته السنوات الأخيرة في النضال ضد عادة ختان الإناث في السودان خصوصا وفي المنطقة العربية إجمالا، الاستراتيجية التي وضعتها الجراحة السودانية لاستئصال هذا العدوان الجماعي على الأنثى عرفتها في مؤلفاتها العديدة وهي ينبغي أن نساعد الناس على أن يتغيروا من الداخل وعلى أن يروا رؤية أفضل ولكن بعيونهم هم ساعتها سيدركون بأنفسهم حقوق بناتهم ويدافعون عنها ساعتها سيتوقف التشويه الذي لا ينقطع للأجساد الصغيرة الغضه.

ناهد طوبيا: كثير مننا لما تضطره الظروف أنه يعيش خارج بلده وبالذات في أنه نعيش في مجتمعات غربية بيصبح أمامنا تساؤل إنساني كبير جدا هل أنا بأنتمي للمجتمع الغربي هل بأنتمي لمجتمعاتنا اللي جئنا منها فبعد أربع سنين من العمل في منظمة أميركية عالمية اتضح لي بشكل واضح جدا أنه محتاجين لبناية مؤسسات دائمة تخدم مصالح المرأة في مجتمعاتنا ودي جاءت فكرة (Rainbo) من هنا فكان القضية بتاعت ختان الإناث واخدة دعاية كبيرة جدا في الغرب ففي حوالي سنة 1993 – 1994 نسبة أن الكاتبة آليس ووكر طلعت كتاب الأول وبعدين طلعت كتاب ثاني كان في وقتها الجيش الأميركي دخل في الصومال وكان فيه الإعلام الأميركي اكتشف أفريقيا واكتشف فجأة الصومال واكتشف بالتالي الختان فكان فيه يعني عرض لقضية الختان في الإعلام الأميركي بشكل واسع جدا والحقيقة كان بشكل مستفز كمان كان معلومات مشوهة وضعيفة فبدأت من هنا أنه ابدأ منظمة أولا وقبل كل شيء توصل معلومة سليمة علشان قبل ما نشتكي أنه الغرب يعني عنده مؤامرة ضدنا إحنا نعمل اللي علينا كونه إحنا نعيش في مجتمعات تسمح لنفسها أنها تمسك بنت صغيرة وتربطها في الأرض وتقطع جزء أساسي جدا من جسدها من حقها في البقاء كاملة ده بالنسبة لي بيعني شيء أكبر بكثير من العملية نفسها شيء خلل اجتماعي لازم يكون واضح بالنسبة للناس ولازم يحصل فيه إصلاح لو جئنا نتكلم مثلا نعمل إيه في(Rainbo) هتلاقي أن أغلب شغلنا يتقسم لثلاثة مجهودات في الأول التأثير على السياسات أو لتغيير السياسات، السياسات بمعناها السياسات العالمية فبنشتغل مع الأمم المتحدة والبنك الدولي ومنظمة الصحة العالمية ومع الجهات الكبيرة لتغيير وتشكيل السياسات بتاعتهم لخدمة المرأة في بلادنا الجزء الثاني هو تطوير الخدمات فبرضه من خلال برامجنا بندي دعم تقني وتدريب ومعلومات إضافية لتعزيز وتطوير الخدمات مباشرة، الجزء الأخير هو تعزيز فعاليات المجتمع المدني وده جزء أساسي جدا من اللي بنعمله قناعة بأنه التغيير الحقيقة لازم يحصل من الداخل لا هي الأمم المتحدة هتغير مجتمعاتنا ولا يجب أن تغيرها ولا حتى المنظمات اللي بتدي عون تقني أو عون مادي هي اللي مفروض تحدث التغيير، التغيير يجب أن يكون من الداخل ودوام هذا التغيير على المدى البعيد هو بيعتمد على أي قدر هو أصبح شيء من الحياة اليومية للمجتمع.

[تعليق صوتي]

استطاعت ناهد طوبيا رغم عملها الدائب وبالتعاون مع العشرات من الجمعيات والمنظمات الغير الحكومية دفاعا عن حق الفتاة العربية في أن تظل بجسدها كما خلقه الله كاملا دون بتر استطاعت عبر عملها المباشر في مصر على سبيل المثال أن تلعب دورا في تخفيض عمليات ختان الإناث هناك تخفيضا ملموسا وهو نجاح دفع الأمم المتحدة بمنظماتها المعنية فضلا عن منظمات حقوق الإنسان الرئيسية إلى اعتبار مركز (Rainbo) واحدا من أهم جهات مكافحة ختان الإناث في العالم رغم ذلك يعاني المركز من نقص في تبرعات المانحين العرب.

ناهد طوبيا: طيب ده كان يعني عن كيف بنغير السياسات بنغير السياسات الداخلية بخلال نبدأ برضه حوارات ما بين الحكومة والمجتمع المدني ونكون إحنا المنظمين لهذه الحوارات بشكل أكثر تحديدا كان عندنا تمويل لتطوير كتاب للتدريب أو دليل تدريبي حول الصحة الإنجابية حقيقة الممول جابه علشان نعمل دليل تدريبي لوقف ختان الإناث كان الرد بتاعنا لأ إحنا لا نحتاج ختان الإناث لا يمكن أن يعالج خارج إطار شيء أكبر منه فأقنعناهم أن الدليل التدريبي يجب أن يكون للصحة الإنجابية والتطوير الاجتماعي يكون المعنى بتاعه التطوير الاجتماعي ككل والصحة الإنجابية اللي بتخص المرأة لكن باهتمام الرجل والعائلة ومن داخل هذا نتناول ختان الإناث فأقنعنا الممولين وغيرنا السياسات اللي قررت هذا أخذنا التمويل وأعطيناه لبعض المجموعات المصرية لأن العمل لازم يكون من الداخل لكن أدناهم دعم تقني عالي بحيث أنه حتى تطوير الكتاب التدريب نفسه ما يكون حصل من شخص موجود في لندن أو في نيويورك أو حتى في القاهرة اللي هيقدر يوصل به للشخص العادي على المستوى الشعبي فواحدة من التدريبات اللي أشتغلناها معهم أنه قبل كتابة الكتاب نفسه عملوا 18 مجموعة دراسية لفهم ما يريده الناس من الصحة الإنجابية في الـ 18 جلسة دي كل جلسة كان فيها حوالي عشرين شخص بأعمار مختلفة فلما الكتاب طلع كان هو نتيجة لحوار داخلي داخل المجتمع المصري حول ما هو يحتاجوه للصحة الإنجابية فالكتاب طلع هو تعبير عن احتياج الناس والكتاب تبنته وزارة الصحة المصرية لم يحدث قبل ذلك أنه وزارة الصحة المصرية تتبنى دليل تدريبي على الصحة الإنجابية المرحلة القادمة هي تفعيل هذه السياسات بما أنه بقى أصبح فيه قبول لهذه القضايا أو لهذه الأفكار السؤال اللي بعده كيفية تنفيذ هذه الأفكار فالمرحلة القادمة هي مرحلة تدريب مثلا في السودان هنبدأ برنامج السودان هيبدأ هذا العام هيبدأ بتدريب محلي للمجتمعات للمنظمات المدنية وبما فيها بعض العاملين في المصالح الحكومية لتطوير المشاريع يعني من مستوى البرنامج هننزل حتى على مستوى المشروع وتدريبهم في تشكيل مشاريع قادرة على هذا التحول الاجتماعي.

الأسرة والمواطن العالمي

[تعليق صوتي]

السودان في لون الخطاب السودان في رائحة الحناء السودان في الاسمرار المضيء لوجه سمر التي تعيش طفولتها بعيدا عنه ولعلها تتصوره شبيها بأمها حنونا ودافئا وعافيا وجميلا، ناهد طوبيا تشبه السودان حقا.

ناهد طوبيا: شوف تربية الأطفال هي مسؤولية وفي نفس الوقت شيء جميل وتحديات تربط الأطفال الموجودة مهما كنا حتى لما نكون عايشين ببلادنا لكن طبعا فيه تحديات مختلفة لما الإنسان يكون عايش بمجتمع مش مجتمعه قضية الهوية صعب تطلب من طفل عايش في مجتمع أنه ينفصل عنه ويكون عنده هوية في مجتمع هو ما يعرف عنه شيء فالتوازن برضه اللي بحاول أوصل له تكون أساسا مواطنة عالمية وبهوية أفريقية وعربية بنتكلم كثير عن بنحاول نتكلم بالعربي بنتكلم عن الأكل واللبس والذكريات في السودان وفي مصر وبرضه الظريف أنه هنا في لندن المدرسة بتاعتها فيها 37 جنسية بيحتفلوا بجميع الأديان وبجميع الأجازات المسلمين والمسيحيين واليهود والدروز والهندو الكويس في لندن أنه ممكن الإنسان يعيش في جو متعدد الحضارات فبتخليها يعني ما بتضطر أنها تكون تعرف نفسها كإنجليزية مثلا أو كإنسانة غربية هي عارفة أن هي من مجتمعات أخرى وانتماءاتها عالمية.

المصدر : الجزيرة