رولاند جبور
ضيف الحلقة: | رولاند جبور: رئيس مجلس إدارة المجلس العربي الأسترالي |
تاريخ الحلقة: | 04/10/2002 |
– الهجرة إلى أستراليا واهتمامه بقضايا المهاجرين العرب
– حقيقة دور المجلس العربي الأسترالي في أستراليا
– انعكاسات أحداث سبتمبر على الجالية العربية في أستراليا
– رولاند جبور بين التأثر بالمجتمع الأسترالي والحفاظ على الهوية
المعلق: حتى العام 1888م كانت المقاطعة فيكتوريا عاصمة غير رسمية لأستراليا، وظلت ملبورن هي المدينة الأكثر شعبية من بين مدنها، وتعود شهرتها وشعبيتها إلى لعبة الرجبي التي نشأت فيها على أساس لفكرة دولية.
وتعد ملبورن اليوم ثاني أكبر مدن أستراليا من حيث امتدادها العمراني.
وتمتاز ملبورن بتعدد واجهاتها الفنية والثقافية، حيث تتوزع المتاحف الكبرى بين أرجاءها وتزين ساحاتها النصب والتماثيل والعديد من دور العرض الفنية وصالات المعارض.
رولاند هو اسم أحد أبطال رواية كان أبوه قد قرأها، وتأثراً بشخصية بطل تلك الرواية قرر والده أن يسميه بنفس الاسم.
قرار قد تختلف أوجهه وتتعدد فيه الدوافع والأسباب من ورائه، غير أن السلوك في ذلك القرار يأخذ شكلاً واحداً حين يحزم الإنسان أمره ويرحل عن الوطن، وقد لا يحمل غير الذكريات.
الهجرة إلى أستراليا واهتمامه بقضايا المهاجرين العرب
رولاند جبور: هو الهجرة، هجرتنا بلَّشت الوالد هاجر على أستراليا حوالي الـ 66، كنا نحنا بطرابلس في لبنان، وكان الوالد عنده قريب في أستراليا، ويعني حاكي له عن أستراليا وعن المجالات في أستراليا وعن الجو والمعيشة في أستراليا، فأحب إنه يطلع على حياة أفضل، فهاجر وحده بالـ 66 تقريباً، وبعدما استقر هون بعد 3 سنين لحقت العائلة، أول ما وصلت على أستراليا وكان فيه صديق للوالد هو كاهن اسمه الأب بولس الخوري، دور الكاهن كان هو يلتقي بالمهاجرين اللي يجوا.. اللي يجوا جدد على أستراليا بمعنى إنه ما كان فيه قاعدة للجالية العربية أو اللبنانية في ملبورن، فكمشني بأيدي هو وأخدني على المدرسة، سلمني للمدير وتركني بالصف بالمدرسة وراح، وهايدا كان دوره يعني لكل الناس اللي يجوا، والشخص اللي يجي يدبر له عمل.
مرت السنين يعني بعد ها الحادث هايدا، وصرت أنا بمؤسسة عم بأعمل في مؤسسة في مركز مسؤولية، ومرة اتصلوا فينا بالمؤسسة إنه في شخص عم يبرم على المسؤول لأنه فيه عنده حدا يعني يحاول يلاقي له وظيفة، فطلعت بصفتي كنت المسؤول في ها المؤسسة طلعت لأشوف مين هو الشخص، وبيطلع الكاهن ذاته فيه معه ست عم يحاول يلاقي لها عمل، يعني لساه بعد ها السنين مستمر في ها المجال هايدا بمساعدة المهاجرين اللي عم يجوا على أستراليا، فشافني هو عرفني، قلت له: تذكرتني يا أبونا؟ قال لي: أيه كيف ما اتذكرتك؟! قال لي: إذا ممكن تشوف لي المسؤول هون بالشركة، لأن فيه معي ست عم أحاول نلاقي لها عمل، قلت له: أنا المسؤول أبونا، إذا بتتذكر أنت أخدتني كمشتني بأيدي، وصار سنين كنت ولد أول ما جيت على ها البلد وخدتني على المدرسة، وأنا سعيد إن أقدر أرد لك الجميل، بقى فيه تخلي الست معي، واعتبرها إنها معها وظيفة، ما فيه أي مشكلة يعني، فكان كثير مبسوط يعني لها الـ.. انبسط إن أنا اتوصلت لها المرحلة اللي أنا اللي اتوصلت فيها، ويعني نمىّ فيَّ من ها الوقت هو شعور في المسؤولية إنه الإنسان اللي بمركز إنه يقدر يساهم ويساعد إنه من الضروري إنه.. إنه يمارس ها.. ها المجال هايدا يعني.
المعلق: من لبنان إلى أقصى الأرض فتىً لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره تمكَّن الرجولة قبل موعدها، وحمل المسؤولية بعصامية أضحت طابعاً يميز شخصيته ومسيرته.
خبرة الاحتكاك بالمجتمع الأسترالي التي صاغت مسيرته العملية الجادة، وأتاحت له رؤيةً متفحصة للواقع الاجتماعي بتكوينه وما يفرزه من مشكلات تعترض طريق المهاجر العربي، وتحيده عن أهدافه وتحد من نجاحه، فبدأ من منطلق المتفهم يفتش عن سبل الموازنة التي تكفل له وللجالية العربية في أستراليا العيش بسلام ودونما مضايقات، فوضع استراتيجية وعلى أساسها بدأ العمل مع رفاق المهجر في سعيهم نحو خلق تلك الموازنة بينهم كجالية وسط مجتمع مضيف.
رولاند جبور: يعني طرح إيجابيات مجتمعنا مع إيجابيات المجتمع الأسترالي ممكن إنه نحنا نكون متجهين بالاتجاه الصحيح في ها المجال هايدا، كان من الضروري نحنا إنه نقدر نتفهم عقلية الأسترالي، كيف بيفكر الأسترالي، بالأخص بالأمور ياللي تعنينا وبقضايانا ياللي القضايا ياللي بتؤثر فينا نحنا، ونعاني منها في منطقة الدول العربية بشكل عام، فالضروري إنه نحنا نقدر ننقل الأمور حسب عقلية الأسترالي، الأسترالي كان فيه عنده يعني نقص في المعلومات، كل شيء بيعرفه هو من خلال وسائل الإعلام ياللي بتصورنا بالأمور السلبية، بالحوادث اللي فيها نوع من التطرف أو فيها نوع من الإرهاب أو الإجرام، وهايدي الحوادث كانت عم بتعكس صورة شاملة عن طبيعة المجتمع العربي، هايدا ساعدني إنه أقدر أتفهم العقلية الأسترالية وطبيعة المجتمع الأسترالي، القوانين الأسترالية، وبنفس الوقت عندي وعي كان بالنسبة لأمور وقضايانا نحنا العربية ولطبيعة مجتمعنا العربي ومشاكلنا كمجتمع، ومن خلال ها.. ها الفهم هايدا يعني قدرت إني أستغل ها الفرصة هايدي إني أقدر أنقل –بقدر الإمكان- مفاهيمنا نحنا وحضارتنا والإيجابيات اللي موجودة في مجتمعنا حتى مشاكلنا وقضايانا إلى المجتمع الأسترالي بأسلوب يقدر يتفهمه وعلى الموجة ياللي بيفكر وياللي بيفهم فيها المجتمع الأسترالي.
المعلق: وحين تضيق الأرض بما رحبت يبحث الإنسان وبدافع البقاء عن أرض تكون الملاذ الأخير لنجدته، فيبذل ما بوسعه للوصول، ولأن الحياة أغلى من كل شيء يتغاضى الإنسان عن منطق التفكير ويركب موجة مغامرة تقوده إلى حيث يحلم بالأمن، فتحدث الصدمة حين يصل، فيجد أن تلك الأرض الواسعة الامتداد قد خصصت له منها قطعة أرض أُعدت لتكون سجن له ولليائسين رحيلاً من قلق إلى قلق، كانت أستراليا وإلى وقت قريب معروفة بتساهلها وتغاضيها عن تعقيدات دخول اللاجئين والمهاجرين إليها، غير أن تضارب المصالح السياسية والحزبية أحياناً وبدافع كسب التأييد إلى اللعب على الوتر الحساس مستغلين لورقة قد كانت تبدو مهملة حتى حين أُطفيت على السطح واستُغلت.
رولاند جبور: مراكز الاعتقال للاجئين في أستراليا هي بالحقيقة فترة سلبية في تاريخ أستراليا ياللي معروفة عنها أنها بتتحلى بالتسامح والتفاعل مع بقية المجتمعات والقيم الاجتماعية والإنسانية والقيم الأخلاقية، فهايدي فترة سلبية في تاريخ أستراليا، والمطلوب منا هو غاية الحكومة الأسترالية من وجود ها المعتقلات هايدي، هي لحتى تمنع أو ما تشجع العدد اللي عم بيتكاثر من اللاجئين ياللي عم يتوجهوا باتجاه أستراليا، وأستراليا كحكومة وكسياسة هي مُصرة، إنه هي اللي تحدد برنامج الهجرة اللي بيتعلق في أستراليا بناء على مصلحة أستراليا، وترفض أستراليا أنها تكون بموقع إنه ينفرض عليها عدد معين من اللاجئين يا اللي ممكن أنه يكون مصدرهم غير مستحب أو ممكن يكونوا من خلفيات أو فيه إلهم علاقات بأمور بيرفضها المجتمع الأسترالي.
المعلق: قليلون هم أولئك الذي يكترثون بقضايا الآخرين حين يصلون إلى أهدافهم، فيلتزمون تغيير واقع ما حولهم كقضية مركزية يدور حولها اهتمامهم فيسخرون المال ويبذلون الوقت لأجل تحقيقها، وقضية المهاجرين العرب عند رولاند جبور هي قضية حملها على عاتقه، فما بين مطرقة الإعلام المغرض وسندان مجتمع يُصدق ما يتلقاه ويستجيب له كسلوك ورؤية اتخاذ مواقف دفاعية من شخصية غير سياسية تعتمد أسلوباً ثورياً هادئاً يبعث على التساؤل.
[فاصل إعلاني]
رولاند جبور: الدافع الأساسي لإلي هو وجودي في ها المجال هو الإحساس بالمسؤولية، هو استمرارية في مجال العمل مع الجالية والتفاعل مع المجتمع الأسترالي نحنا بصفتنا كمغتربين في أستراليا، أنا بأشعر إنه.. إنه من الضروري إنه هايدا شعور طبيعي إنه نحنا نمارس دورنا على أكمل وجه في المجتمع الجديد ياللي نحنا انوجدنا فيه، وبدنا نقدر ننجح نحنا في ها المجتمع، من الضروري كمان إنه نقدر نبرز خلفيتنا وحضارتنا وثقافتنا بالشكل الإيجابي وبالشكل اللي ممكن إنه يتلاءم مع ظروف ووضع المجتمع الأسترالي، فمن ها المنطلق هايدا بأحس إن ما فيه عندي خيار أنا يعني، يا إما بدنا نتجاهل أو نرفض أو ننكر جذورنا يعني، أو بدنا نحافظ على ها القيم ها اللي الإيجابية اللي موجودة عندنا كفرد من مجتمع عربي من خلفية عربية وبننقل إيجابية ها المجتمع إلى المجتمع الأسترالي اللي موجودين فيه بنتفاعل ويكون فيه إلنا دور فعال ودور جذري في المجتمع الأسترالي.
حقيقة دور المجلس العربي الأسترالي في أستراليا
المعلق: جاء تأسيس المجلس العربي الأسترالي كردة فعل للحملات الإعلامية المغرضة ضد العرب، فمن خلية عمل تضافرت فيها جهود بعض المهاجرين العرب إلى هيئة اعتبارية ومؤسسة ذات هيكلية متكاملة جاوز أعضاؤها الألفي شخص انتسبوا وبشكل طوعي صار سمة تميز جدول أعمال المجلس وتخطيطه، ولرولاند جبور بسعيه من خلال منصبه كرئيس للمجلس منذ التأسيس وحتى الآن مساهمات ودور قيادي فاعل جعل من المجلس ومن خلال دراساته مرجعاً يستند إليه المشرِّع الأسترالي لسن أو تعديل قوانين الهجرة.
رولاند جبور: كانت المبادرة الحقيقة هي من بعض الأفراد ياللي كانوا فيه إلهم نشاط على المستوى الاجتماعي في الجالية العربية، وكمان كانت مبادرة من بعض الأكاديميين ياللي كان فيه عندهم اهتمام في القضايا العربية، واهتمام كمان من وزارة الهجرة في بالوقت اللي.. اللي صار، يعني حسِّت المؤسسات الحكومة الأسترالية إنه بدها جهة بتقدر تمثل القضايا والأمور العربية لحتى تقدر تتعامل معها في شؤون استشارية، في شؤون لقاءات للتعاطي مع أو معالجة الظروف ياللي كانت تعاني منها الجالية العربية في أستراليا، فكان من الضروري تأسيس ها المؤسسة هايدي، وكان من الضروري إن ها المؤسسة تتأسس بأسلوب إنها تتخصص في شؤون الجالية العربية في شكل عام، ما تكون مؤسسة حزبية ولا مؤسسة طائفية ولا سياسية بالمعنى المحصور، فكان.. صار.. تم عدة لقاءات من ها المعنيين في ها الشأن هايدا بمشاركة وزارة الهجرة إلى مدة سنة والنظر في هيكلية أو في طبيعة تأسيس ها المؤسسة هايدي، وكان الطرح هو إنه تتأسس المؤسسة حول نشاطات مبادرات إيجابية فبتطرح الشكل الإيجابي للمجتمع العربي وبتكون هيكلية معينة تقدر تقوم في الدفاع عن سمعة الجالية العربية والقضايا ياللي بتعني المجتمع العربي في أستراليا، وتفعيل دوره، يعني إحنا وصلنا لمرحلة في أستراليا إنه الشبيبة العربية صارت عم بتخجل لما تعرف عن خلفيتها وعن جذورها العربية، لأنه سمعة الجالية العربية والأسلوب اللي مطروحة فيه الجالية العربية في المجتمع الأسترالي هي سلبية.
المعلق: كثمرة لصدق العطاء وأصالة الفكرة جاءت إنجازات المجلس العربي كبيرة وعلى كل الأصعدة، فعلى الصعيد الثقافي ساهم المجلس في اعتماد اللغة العربية كلغة أساسية ضمن اللغات المحكية في أستراليا، وأُدخلت ضمن مناهج التعليم، ويتولى المجلس إصدارات نشرات التوعية والأفلام الوثائقية التي تعرف بدور المهاجرين العرب في أستراليا، كما يساهم المجلس من خلال دراساته الاجتماعية في توضيح نقاط الخلل والثغرات في التشريع الأسترالي انطلاقاً من رؤية اجتماعية عربية، وللمجلس من خلال متابعته الدقيقة لقنوات الإعلام في أستراليا حقق واحداً من أهم الإنجازات على صعيد الإعلام.
رولاند جبور: صار حدث في أستراليا إنه مؤسسة يهودية إعلامية استضيفت مؤرخ إنجليزي إجا على أستراليا، وعم يعمل محاضرة عن المجتمعات العربية وعن الشرق الأوسط بشكل عام، وخلال ها المحاضرة هايدي يجي نبأ اغتيال رئيس وزراء إسرائيل (رابين) عن يد رجل إسرائيلي، فرد ها المؤرخ لها الحدث بها المقال اللي كان فيه حضور كبير بها المحاضرة هايدي هو إنه ها العمل هايدا الإجرامي ياللي قام فيه رجل إسرائيلي ما بيعبر عن طبيعة المجتمع الإسرائيلي أو اليهودي بشكل عام، لأنه المجتمع اليهودي هو بيلجأ إلى القانون وشعب بيلتزم في القانون، والأرجح إنه ها الشخص هايدا هو يكون متأثر في المجتمعات المجيرة.. المجاورة لإله، المجتمعات العربية ياللي بتمارس الإرهاب في حياتها والعنف، وياللي ما بتلجأ إلى القوانين في حياتها الطبيعية والحيوانات ياللي في الغابة كمان بتعيش بنفس الحالة ياللي ما تخضع إلى قوانين وفي.. وفي.. وما فيه إلها أي مرجعية، فهايدا أكيد يعني طرح كثير مسيء إلى المجتمع العربي في شكل عام، فمن خلال مراقبة وسائل الإعلام ياللي بيقوم فيها المجلس وصلتنا المعلومات والتصريح ياللي قام فيه المؤرخ، فمباشرة نحنا طلبنا من وسائل الإعلام الفرصة إلى الرد على ما ورد وطلبنا لقاء عاجل مع وزير الهجرة الأسترالي، وحصل لقاء واجتماع، وطلبنا من وزير الهجرة إنه يصرح ويعلن من خلال وسائل الإعلام رفضه إلى التصرف هايدا ياللي بيسيء في لحُمة المجتمع الأسترالي، وبيسيء لسمعة المجتمع العربي ياللي هو جزء من المجتمع الأسترالي، ويتنافى ويتناقض مع قيم المجتمع الأسترالي.
بنفس الوقت كمان رفعنا دعوة قضائية إلى المحاكم والمراجع الأسترالية استناداً إلى قانون التمييز العنصري ياللي نحنا كمؤسسة ساهمنا في وضعه، واستمرت الدعوى حوالي سنتين، وخلال ها المرحلة وصلنا العديد من التهديدات للمسؤولين في المجلس، واستمرينا في الدعوى، وقبل حصول المحكمة طلب الطرف الآخر أن إمكانية التوصل إلى حل قبل ما نوصل إلى المحكمة فكان إلنا نحنا شروط بشكل طبيعي إنه يتم الاعتذار في وسائل الإعلام نفسها ياللي صدر فيها ها.. لأنه بنفس الوقت إحنا رفعنا دعوى قضائية على الصحيفة ياللي نشرت مضمون ها المؤتمر هايدا، والمؤسسة ياللي استضافت ها المؤرخ، وكان فيه عندنا 3 دعوات، فكانت الشروط إنه يتم الاعتذار من 3 مؤسسات، ويصير في وسائل الإعلام ياللي صدر فيها الخبر، وبنفس الوقت يدفع غرامة بقيمة معينة، والحقيقة هيك حصل إنه توصلنا إلى تسوية قبل وقت المحكمة، وتم الاعتذار في وسائل الإعلام، وكلها موثقة.
ودفع مبلغ من المال إلى مؤسسة خيرية إنسانية في الأراضي المحتلة الفلسطينية من قبل.. الطرف الآخر.
انعكاسات أحداث سبتمبر على الجالية العربية في أستراليا
المعلق: وللجالية العربية في أستراليا ككل الجاليات العربية في المهجر كان لأحداث الحادي عشر من سبتمبر / أيلول بما شكلته من ضعف الموقف واجه المجلس العربي تحديه الأكبر خلال الأحداث، والذي جاءت كتحدٍ لمصداقية رسالة المجلس وجهود أعضائه كممثل للجالية العربية في أستراليا.
رولاند جبور: فكان الحقيقة يعني ضغط كبير على المؤسسة أنها تتعاطى مع ها الحملة الضخمة من الإعلام، بس بالوقت ذاته بأتصور كانت مرحلة قدرنا نلاحظ فيها إنه لأول مرة في تاريخ عمل المجلس العربي الأسترالي إنه وصلنا العدد الكبير من الرسائل و messages على الـ E- mail وعلى التليفون من أفراد من المجتمع الأسترالي والمؤسسات الأسترالية منها سياسية، ومنها الاجتماعية، ومنها الدينية، هي مواقف تضامن مع الجالية العربية في أستراليا، أن هي عم تتفهم الظروف ياللي عم تمر فيها الجالية العربية وهي بتتفهم ظروف الحدث، وهي تتفهم حقيقة وواقع المجتمع العربي الأسترالي، وهي عم تقدم دعمها وتضامنها في ها المرحلة مع فئة من المجتمع الأسترالي، فهايدي كانت من إيجابية ها المرحلة هايدي، وبنفس الوقت كمان حسينا في ضرورة دور المجلس العربي الأسترالي في ها المرحلة هايدي، ياللي كان دوره هو التصدي وفرض نوع من التوازن في ها الحالة هايدا بغض النظر إنه هايدي ردتنا سنين إلى ورا بالنسبة إلى صورة المجتمع العربي في أستراليا، بعكس الإنجازات اللي حققها المجلس العربي الأسترالي عبر العشر سنين اللي مضت.
رولاند جبور بين التأثر بالمجتمع الأسترالي والحفاظ على الهوية
المعلق: يُولد الإنسان فيجد نفسه أمام نسق قيمي يسعى إلى فهمه ليكون جزءاً منه ومنسجماً معه، وفي بلاد المهجر يواجه الإنسان المهاجر أصعب تحدياته متمثلة في تكيُّفه مع المجتمع الجديد، صراع قيمي يعيشه الإنسان بحثاً عن وسطية تكفل له التكيُّف ما بين عرفه الأصلي وبين آخر مفروض عليه، يسعى وبوعي انتقائي لعدم التأثر إلا بما ينسجم وما تربَّى عليه، وعندما يطول الاغتراب والبعد عن الجذر يبرز أمام المهاجرين تحدٍ أكبر وهو الأبناء ومسألة الهوية.
رولاند جبور: المفهوم العائلي -بالنسبة إلي أنا- إله أهمية خاصة بالتحديد بالنسبة لوجودنا في أستراليا، المفهوم العائلي والرابط العائلي عندنا نحن كعرب والقيمي ياللي نحنا بنؤمن فيه يعني، وها الرابط الشديد ياللي هو بيوجد في تركيبة العائلة عندنا نحنا هو من إيجابيات مجتمعنا، يعني وعندنا نحنا فرصة إنه ننقل ها.. ها الرابط هايدا العائلة، وها النموذج هايدا إلى المجتمع الأسترالي، بس الحقيقة فيه عندنا نحنا تحدي في أستراليا، إنه كيف ممكن نقدر نحافظ على ها القيم هايدي ضمن المجتمع الأسترالي ياللي هو بيختلف نوعاً ما عن قيمنا وعن العلاقة العائلية اللي موجودة، يعني علاقة الولد مع الأهل، كيف كانت علاقتي أنا مثلاً مع أهلي هي بتختلف مع علاقة ولادي معاي أنا اليوم ياللي هم معرضين بشكل كبير لعادات وتقاليد المجتمع الأسترالي، فهاي التحدي إلى الأهل من خلفية عربية إنه قد أيش ممكن يقدروا يحافظوا على تقاليدهم وعلى عاداتهم، وقد أيش بيقدروا ينقلوا منها إلى أولادهم ياللي هم معرضين إلى مجتمع غربي بشكل عام، يعني بمعنى ثاني تحدي عندنا نحنا مثلاً كلبنانيين إنه أنا مطلوب مني أربي ابني يربى كلبناني وهو موجود في أستراليا بجو أسترالي.. بمدرسة أسترالية، مدرسين أستراليين، بيسمع أسترالي، بيتعامل مع ناس أستراليين، فالتحدي هو قد أيش ممكن نحنا نقدر نحافظ على جزء من عاداتنا ومن تقاليدنا والقيم الأساسية اللي بتعنينا نحنا، ونقدر ننقلها ونحافظ عليها في أولادنا، يعني هايدا جيل ياللي هو بده يستمر، نحنا فيه عندنا رواسب وفيه عندنا خلفيات وفيه عندنا روابط بينا وبين عاداتنا وبين العلاقات ياللي نحنا موجودة كانت عندنا بوطننا، الولد اللي بيربى هون ما فيه عنده ها الرواسب ولا ها الخلفيات ياللي موجودة يعني، ومثل ما ذكرت كمان من.. من المهم إنه نحنا نقدر نخلي ها الولد إنه يربى ويعتز ويفتخر بخلفيته وبحضارته وبالقيم العربية ياللي نحنا بنتحلى فيها، وكمان هو يقدر هو بموقع أفضل منا نحنا إنه يقدر ينقلها ويتفاعل فيها مع المجتمع الأسترالي ياللي موجود فيه، وهايدا الحقيقة هو الصراع ياللي قائم هلا في الجاليات العربية، كيف ممكن.. ممكن تقدر تحافظ على ها القيم هايدا ضمن المجتمع الأسترالي ياللي في بعض الأحيان هو بتوجه معاكس إلى ما نؤمن نحن به من قيم ومن.. ومن حضارة، فيعني مقياس النجاح في ها المهمة هو بأستراليا، قد أيش بتقدر تحافظ على ها الروابط هايدي، وقد أيش تظل العائلة متمسكة، وأكيد فيه كمان سبب ثاني هو إنه الإنسان دا يقدر ينجح في المجتمع اللي موجود فيه، البيت هو والعائلة هو القاعدة الأساسية، يعني هي المرجع، الإنسان ياللي بيكون منطلق من مرجع قوي وأساس وقاعدة متينة أكيد هايدا بيعطيه الدفع إنه يستمر وينجح في دوره في المجتمع بشكل عام، الإنسان ياللي بينتمي إلى بيت وعائلة مفككة ومشرذمة أكيد هايدا بيضعفه وبيضعف فرصه إنه يقدر ينجح في.. في المجتمع في شتى المجالات.